قديم 09-22-2013, 11:46 PM
المشاركة 1061
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً راما

هل تصدقين انني كنت اعرف انك سوف تسألين عن كتاب السر لكن كنت اتوقع ان تأتي هنا على الرابط التالي الذي قمت من خلاله على تبسيط وتلخيص كتاب السر المطلوب .

يمكنك من خلال الاطلاع على الرابط تعلم كيف تستخدمي قانون الجذب وهو سر الكاتبة المذكورة الى حد انه سيكون بامكانك التأثير في خيارات الناس مثل دعوة شخص لزيارة رابط معين كما حصل معي هنا حيث قمت على دعوتك ذهنيا وباستخدام قانون الجذب للاهتمام بالكتاب المذكورة .

قد يبدو ان قرارك الاطلاع على كتاب السر هو قرارك الشخصي لكنه ف الواقع استجابه لطلبي من خلال استخدام السر . يعني انا جذبتك للموضوع .

كوني على ثقة انه من خلال تعلمك كيفية تسخير قانون الجذب سيكون بامكانك السيطرة على العالم والتحكم به :

مساء الخير
بتصدق وتآمن بالله العلي القدير اني كتبت طلبي اكثر من مرة ..لكن في كل مرة كنت احذفه حتى ما أغلبك معي وما كنت بعرف بالرسائل الذهنية ههه... من زمان بقرأ مقتطفات عن الكتاب وأشعر بقوة جذب إتجاهه..عالعموم من روحي الف شكر ورح أقرأ كل ما هو مكتوب عنه للعلم(يتيمة أنا) يعني ممكن كون عبقرية هههه

قديم 09-24-2013, 04:23 PM
المشاركة 1062
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم -39- تماس عروسية النالوتي تونس

- عروسية النالوتي كاتبة تونسية، من مواليد 1950 بالجنوب التونسيجزيرة جربة”، وأستاذة أدب عربي، صدر لها قبل “تماس”: البعد الخامس”، “مراتيج،وبعض قصص الأطفال.

- عروسيّة النالوتي تدخل في «تماس» إلى قلب الصراع: نساء ورجال وأحزان..

- لأن المرأة المبدعة تعدّ نفسها مسؤولة أمام هذه القضايا وغيرها فهي تشهرقلمها متوعدة، متحدية تارة وشاكية، باكية تارة أخرى وفي الحالتين تبقى صورة المرأةغائمة غير جلية تقبع في ظلّ الرجل، من هذا المنطلق ندخل عوالم رواية عروسيةالنالوتي “تماس” التي حاولت التغريد خارج السرب لكنّها لم تفلح في ذلك رغم إصراربطلة روايتها هذه على مواصلة الصراع إلى النهاية، رافضة إعلان خنوعها و استسلامهاإلى القدر المحتوم، والهزيمة المنتظرة...

- إن شخصيّاتتماس” شخصيات مأساوية تطاردها المصائب دون أن تكون متسبّبة في ذلك أو ارتكبت أيّفعل شائن تستحقّ من أجله عقابا بل عن طريق خطأ يتسبّب فيه الغير أو الآخر المتمثّلهنا في المجتمع.

- رأينا في هذا النصّ ما يبرّر حتى تسلّط “قاسم عبد الجبّار والدزينب” الذي نشأ في حضن أم متسلّطة أرغمته على التجرّد من مشاعر الأبوّة ومن واجبهتجاه زوجه.

- فيصبح بالنسبة له من العار أن يجهر بها حتى بعد موت والدته، وهذه الصورةتحيله إلى شخصيّة مرهوبة، لكنها تخفي داخلها ذاتا هشّة تجلّت عندما عانقته ابنته: “فعانقها بشدّة وهو يطلق العنان لشهقاته المكتومة، كطفل يلوذ بحضن أمّه،

- واستغربتخديجة” لانقلاب الأوضاع... ولم تعد تفهم شيئا فقد تحوّل زوجها إلى طفل وديع يشكويتمه لأمّ هي ابنته، وغدت ابنتها التي لم تعرف معنى الأمومة بعد إلى أمّ عرّيفة بحاجات الولد إلى أمّ سخيّة تحضن وتمسح ما ترسّب في النّفس من أكدار”.

- توضّح هذه الفقرة هشاشة قاسم من الدّاخل، كما تبرّر له جبروته وظلمه “لخديجة” فيجد القارئنفسه أمام شخصيّة تستدرّ عنده مشاعر متناقضة فهو يسخط عليه عندما يرى فيه تلكالشخصية المنفرة التي تسحق وتبطش وتقتل ويشفق عليه حين تتحوّل الشخصية ذاتها منمرهوبة إلى مستكينة، تستسلم إلى صدر الابنة/ الأمّ وكأن الرجل يرفض أن يكبر ويتجاوزطفولته وهو في حاجة دائمة إلى حضن أمه، أكثر من حاجته إلى زوج تعامله كانسان راشد،مسؤول.

- لحرمان هوالخيط الرّابط بين شخصيّتي “قاسم وزينب” .الأول حرم من حنان الأم فتحول إلى شخصيةمريضة تفرض هيمنتها على من معها وتعذّبه بينما تحمل في داخلها روحا معذّبة، هشّةتحلم بالانعتاق والثانية حرمت من حنان الأب فخرجت تبحث عنه في رجال آخرين لهم بناتيغدقون عليهن حنانهم بسخاء فحاولت تجريدهن من آبائهم وتجريد أمهاتهن من أزواجطيّبين لم تحض “خديجة “ أمها بزوج مثلهم...

- ومثلما ركّزت على الطفولة ودورهافي بناء شخصيّة الإنسان، اهتمت المؤلّفة بالموروث وما يسبّبه من اختلال وتشويهلطبيعة الكائن الذي يخلق جميلا، رائعا ثم يتحول غصبا عنه إلى شخص مريض تكبّله العقد.

- لم تكشف المؤلفة عن جانب واحد من معاناة المرأة بل توسعت في وصفهاوتطرقت إلى كل القضايا المحيطة بها. لكنّها رغم تحريرها لبطلة روايتها استطاعت أنتمنعها من التهور وارتكاب جريمة في آخر الرواية.

- لم تشأ عروسية النالوتي أنتختم نصّها بقتيل وقاتل، فجعلت “زينب حسّان” تفقد السيطرة على قبضتها فينزلق “قاسممن بين أظافر “زينب عبد الجبّار”، ويفسّر ذلك رغبة “زينب حسّان” في قتل الأبالمتسلّط بيد ابنته المعذّبة “زينب عبد الجبّار”، التي تتخلّى في اللّحظة الأخيرةعن ذلك و تفضل عنه اللّجوء إلى الحوار.

- أخذ الماضي فيهذا النص يتقدّم حتى تجاوز الحاضر إلى المستقبل وذلك تجلّى من خلال الاسترجاعوالاستذكار لأحداث جدّت خلال فترة الطفولة: “للصخر همسه. للصخر هلوسته. للصخرنداءاته البعيدة، المدويّة في الفضاءات السّحيقة الفارغة إلا من الذكرى وحكايات الإنسان الذي كان هنا زمن ثم عبر وترك شرط الوجود والعلامة”.

- تحيل هذهالفقرة على ماض وحاضر ومستقبل وقد انطلق ذلك في الحاضر من خلال هلوسات الصّخرونداءاته: ماض بعيد، ينضم إلى ماض قريب ويشكلا معا الحاضر والمستقبل، الذي يعبر علىجسر استمرارية الحياة المتصلة بوجود الإنسان في تلك المساحة من الأرض وطالما أنالإنسان يحافظ على وجوده من خلال التناسل والتكاثر والتوارث فان المكان لم يزل هناكيواصل احتواء رائحة من مروا ويتهيّأ لاحتضان القادمين.

- أما زمن الرواية فهوامتداد للمكان، سواء كان ذلك من خلال الأمكنة الفعلية التي احتضنت الأحداثوالشخصيات أو من خلال الفضاءات المستترة التي تعكسها الأصوات والروائح وبعض الحركاتالأخرى،

- يضاف إلى هذين الحيزين حيز آخر يكمن في الذات طالما أن شخصيات “تماس” تحياخارج ذواتها وذلك قد يعود إلى تذبذبها وانفصامها الذي جعلها ترتدي أقنعة متعددةتواجه من خلالها مواقف الحياة المختلفة بينما تخفي في جوهرها ذاتا أصيلة تنموانفعالاتها أو تتشوّه تبعا لعلاقتها بالزمن وحركتها في أبعاده الثلاثة: الماضيوالحاضر والمستقبل.

- كما أن زمن هذا النص يضبط إيقاع سرعته تمشيا مع الحالة النفسيةللشخصيات فهو سريع متدفق في حالة الاضطراب والفرح وبطيئا في حالات اليأس والانتظاروقد كانت أطول فترة أو مرحلة في هذه الرواية، تلك التي شملت مرض “خديجةواحتضارها.
- مثلما كان الزمن نفسيا كان المكان أيضا تابعا لما تشعر بهالشخصيات داخله، فالمنزل يتحول إلى سجن خانق بالنسبة “لخديجة”، المرأة المضطهدةالتي حكم عليها ألاّ تغادره الآّ إلى القبر. فيصبح المنزل يشبه الضريح فيوحشته وسكونه وينطويان معا على رائحة الموت.

- كما أن المكان في هذا النص لم يكنايجابيا بل كان سلبيا لأنه لم يفلح في التأليف بين الشخصيات، ومن هذا المنطلق وجدتتلك المسافة التي تبعد بين الزوج وزوجه والأب وابنته والصديقة وصديقها... وبالتاليلم يساعد المكان الشخصيات في إدراك ذاتها لأنه لم يوفر لها فرصة الاتصال المتجدّدبما يحيط بها فانكفأت تبحث في أعماقها عن بديل لم تطله التشويهات ولم يتسرب عذابالعزلة إليه بعد.

- رغم تقيد المؤلفة بمقاييس الرواية التقليدية سواء على صعيد الشخصيات التي حملت أسماء حقيقية وملامحا وأدوارا فيالحياة، أو على صعيد السرد الذي تطور حسب نسق صاعد تطورت خلاله الأحداث وتوالدتتباعا، نجحت عروسية النالوتي في توليد الشخصيات بجعلها الوجوه والأنفس تتناسخ منأجل أن توضح مدى انفصام الإنسان وتمزقه.

- كما أنها جعلت هذه الشخصيات تشترك فيالمشاعر. فيصبح الجلاّد ضحيّة والضحيّة جلاّدا، رافضة تزيين نصها بأمل مخادع، مفضلةالصراحة والمواجهة على الكذب والزيف، لإدراكها أن المأساة لا يكون الخلاص فيها إلاعن طريق الألم والصراعوالموت.

- والموت في هذه الرواية لم يكن ذلك الوحش الكاسر الذييختطف زهرة الروح، وإنما كان مخلّصا رحيما جاء يخلص امرأة معذبة في وضع “خديجة” منآلامها.

قديم 09-26-2013, 04:12 PM
المشاركة 1063
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم -39- تماس عروسية النالوتي تونس

-ومثلما ركّزت على الطفولة ودورها في بناء شخصيّة الإنسان، اهتمت المؤلّفة بالموروث وما يسبّبه من اختلال وتشويه لطبيعة الكائن الذي يخلق جميلا، رائعا ثم يتحول غصبا عنه إلى شخص مريض تكبّله العقد.
- لم تكشف المؤلفة عن جانب واحد من معاناة المرأة بل توسعت في وصفها وتطرقت إلى كل القضايا المحيطة بها.
-لكنّها رغم تحريرها لبطلة روايتها استطاعت أن تمنعها من التهور وارتكاب جريمة في آخر الرواية.
- لم تشأ عروسية النالوتي أن تختم نصّها بقتيل وقاتل، فجعلت “زينب حسّان” تفقد السيطرة على قبضتها فينزلق “قاسم” من بين أظافر “زينب عبد الجبّار”، ويفسّر ذلك رغبة “زينب حسّان” في قتل الأب المتسلّط بيد ابنته المعذّبة “زينب عبد الجبّار”، التي تتخلّى في اللّحظة الأخيرة عن ذلك و تفضل عنه اللّجوء إلى الحوار</SPAN>


- تقول عن روايتها بعد ان سؤالت ان كانت تنتمي لادب السيرة الذاتية " تماسرواية متخيلة وان تعددت فيها الاصوات ، وهى ليست سيرة ذاتية لان العالم العربى محكوم كثيراً بالتخيل بمعنى أننا لو افترضنا ان هذا المبدع بدأ من حادثة أو موقف حقيقى حدث بالفعل فكتابته لهذه الواقعة ستختلف عما حدث فهو قادر على ان يضيف اليها أو يبالغ فى وقائعها أو يغير أو يسكت ولا يمكن اعتبارها فى هذه الحالة سيرة ذاتية له، التاريخ فى ما كتب قد يكون هو الحقيقى فقط ولكن غير ذلك لدينا كوابت كثيرة حتى لو أشرنا اليها اشارة خفيفة لايمكن ان نتحدث عنها بصراحة لأن المجتمع العربى مازال محكوم بتقاليد ومحاذير خاصة الأخلاقية منها فلايمكن الانسان العربى أن يتعرى ويشاهد من الجميع وتسقط عنه كل اسراره كما أنه يخاف عين الآخر وحكمه عليه فيلجأ المبدع وخاصة المرأة العربية المحكومة بـألف مراتيج ، فهى تنطلق فى كتابتها عن حياتها من بعض الاشياء البسيطة ولكن الجراح الداخلية والمعاناة تكون اشارات خجولة ولا توجد امرأة عربية تحدثت وكتبت عن عالمها الشخصى بكل صراحة وعن ما عايشته لأنها تخاف نظرة المجتمع الشرقى الذى يتتبع كتابات المرأة لعله يجد فضائح يلتقطها وينال منها.

قديم 12-05-2013, 08:50 PM
المشاركة 1064
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- تظل تجربة الروائي الأردني- بالرغم من غيابه الجسدي منذ سنوات عديدة- ‘غالب هلسا’ من أهم التجارب الروائية العربية التي تزداد ثراء، وغنى، كلما أعيدت قراءتها من قبل قارئ يجد نفسه أسير عوالمها التي لا يستطيع منها فكاكا.

- و من أهم ما يميز هذه التجربة- قصة ورواية- حفاظها الدائم على المعنى الطازج، والسرد الأليف، والبناء الدرامي المصنوع من مفردات ‘شرطنا الانساني’ الذي يمور بأسئلة الهوية، أسئلة الماضي والحاضر، أسئلة المفارقات المبكية المضحكة التي تناسلت في مجتمعاتنا، والتي لم يجد الكاتب أمام أوضاعها المبكية المضحكة، سوى التشريح الساخر لمختلف علاقاتها الظاهرة والباطنية.

- علاقة الرجل بالمرأة- قضية مركزية في معظم نصوصه.

- امتاز بأصالة التجربة الروائية- والحياتية أيضا- بمصادرها المتعددة.


- فانتماؤه – قولا وعملا- للحركة الوطنية، والتقدمية العربية،خاصة المقاومة الفلسطينية، منحه قدرة فكرية، وإبداعية، على اختيار مواقع الرؤية التي نظر من خلالها إلى ما يمور به المجتمع من مظاهر وظواهر ووقائع ونماذج مختلفة

- هو في ذلك، يختبر مصداقية الرؤية في الواقع، ومصداقية الرؤية في النص.

- لا شك أنتجربة ‘غالب هلسا’ هي نتاج تجربة حياتية- وفكرية- غنية تفاعلت فيها الروافد الماركسية بالمنابع القومية، ومحطات المنفى الدائم، بمحطات الوطن التي لم تسلم من أوضاع النفي والمطاردة المتواصلة، والخلفية النظرية .

- يقوم هذا السرد عند ‘هلسا’ على الاستبطان الهادئ للعلاقات الإنسانية، والانطلاق في تقشير أقنعتها المزيفة التي تحكم مختلف مسلكياتها في مختلف المجالات.

- من ثم انطلق السارد، عندغالب هلسا’، في رصد التحولات المبكية المضحكة، بلغة تقوم على التحليل العميق، منجهة، وعلى المزاوجة بين المحكي والموصوف، دفعة واحدة، من جهة ثانية، سواء تعلق الأمر بصراع الذات مع الذات، أو صراع الذات مع الذوات الأخرى.

- بعودتنا إلى بيت الحطيئة الشهير، والوارد في أحد ملحقات رواية ‘الضحك’، نلمس خصيصة أخرى تميز بها سرد الكاتب.

- تلك هي خصيصة السخرية التي شكلت موضوعة مركزية في معظم نصوصه الروائيةوالقصصية.

- أو بعبارة أخرى: لم يقتصر توظيف السخرية، عند الكاتب، على وظيفتها الموضوعاتية، بل امتدت إلى جانبها التشكيلي، لتصبح أداة سردية لصياغة العالم الروائي فضاء وشخصيات ولغة و مواقف.

- هكذا تجاوزت السخرية الهجاء، حينا، والدعابة،حينا آخر، ‘الكاريكاتورية’ حينا، والنقد حينا آخر، تجاوزت كل ذلك، لتصبح وسيلةمركزية على حد تعبير ‘لوكاتش- لـ(تجاوز تعاستنا الحاضرة).

- وعلى هذا الأساس لم يعدالغزل هو تعداد لمحاسن المرأة، بل هو تعداد لمظاهر الخلل في المجتمع. إنه خرق جديد،من قبل الجنس الأدبي، على حد تعبير ‘تودوروف’، لما هو متعارف عليه في النص والذائقةوالمجتمع.

- ما المانع ألا يتغزل الكاتب’في موضوعات غزلية، لا أول لها ولا آخر،يبدعها مجتمع يبدع العجائب في كل وقت وحين. ؟

قديم 12-08-2013, 09:49 AM
المشاركة 1065
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.


- روايته "سلطانة" التي حُولت أخيراً لمسلسل تلفزيوني بثته قناة "روتانا خليجية"، وحظيبنسبة مشاهدة عالية كما تؤكد استطلاعات الرأي. فهل باستطاعة هذا العمل الكشفَ عنجوانب من إبداع هلسا الذي نال في حياته، وبعد رحيله أيضاً، أقل مما ناله أيٌّ مننظرائه العرب من اهتمام وتقدير.

- "سلطانة" الذي أخرجه الأردني إياد الخزوز عنسيناريو كتبه وأعده السيناريست الراحل غسان نزال لرواية "سلطانة" وعملين قصصيينآخرين لهلسا هما: "وديع والقديسة ميلادة"، و"زنوج وبدو وفلاحون".

- غالب كتب أعمالاً رصدت تشكّل المجتمع الأردني الحديث في بدايات القرنالعشرين وحتى الخمسينيات،

- كل إبداع مرهون بصاحبه، لذلك كان لغالب أن يكتب سيرة روائية بحجم "سلطانة"،توثق لفترة طفولته ويفاعته التي عاشها بين قريته الصغيرة "ماعين" ومدينتَي مادباوعمّان،

- "سلطانة" تستثير ذاكرةً رصدت المكان بتفاصيله؛ إذ ينفخ فيها روحه الحقيقية، ويخلقشخصياته الأصيلة، تماماً كما هي "سلطانة" القروية التي تلعب بالتجارة والرجال،وتؤثر في السياسة والمجتمع.

- "سلطانة" كُتبت في فترة متأخرة من حياة هلساالذي قدم تحليلاً ماركسياً يتقدم على نماذج ماركسية عربية أخرى، لاختلاف مرجعياته،واطّلاعه على الثقافة الأوروبية الغربية وآدابها.

- فكّك غالب مجتمعه وجسّد بجرأةوعمق تلك الرابطة التي جمعت بين البدو والفلاحين وعلاقتهم بالحكم إبان تأسيسالإمارة، والهجرات المتعاقبة إلى عمّان منذ بدايات القرن العشرين، بخاصة من الشامونابلس، وهو ما حوّل المدينة إلى حاضرة تجارية.

- هذه الأفكار وغيرها قدّمها هلسا في نسيج روائي متماسك وأخّاذ،أسند دور البطولة فيه إلى عدد كبير من النساء الفاعلات (دأبه في معظم رواياته)

- تتميز الرواية بجرأة عالية في تفكيك العلاقات بين المرأة والرجل، وهو حال "سلطانة"، ومن قبلها أمها "سلمى"، ومن بعدها ابنتها "أميرة". إضافة إلى متابعتهاالدقيقة للخرافات والحكايات الغيبية الباعثة على الإثارة والتشويق.

- العمل الدرامي الذي أنتجه المركز العربي للخدمات السمعيةوالبصرية، افتقر للجرأة التي اشتمل عليها النص الروائي في تناولهِ قصصَ الحبوالعلاقات الجنسية، ولم ترقَ الاجتهادات الفنية عبر الإيحاء والتأثير إلى جمالية ماتضمنته الرواية في هذا السياق،.

قديم 12-09-2013, 11:26 AM
المشاركة 1066
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- في اعتقادنا أن كتابة غالب, الروائية منها والقصصيةوكذلك الفكرية والسياسية, كانت سعيا لكشف حقائق وإعادة بناء عالم انهار, وتصويرعالم ينهض في مكانه.
- هذا ما يجعل روايته تجمع ملامح من السيرة, فالسيرة عند أندريهموروا هي <<البحث الشجاع عن الحقيقة.
- كتب غالب كثيرا عن الأردن, عن مجتمعالقرية والمدينة وتفاصيله, وقدم قراءته للمكان بعناصره وتفاصيله وجمالياته.
- نجد فيحوار معه قوله <<قبل فوكنر كنت أحتار كيف أصيغ من الحياة البطيئة والرتيبة فيالقرية فعلا دراميا , فوكنر جعلني أرى الأحداث ليس كما وقعت, ولكن عبر تحولاتها فيالمجتمع.
- فيما بعد سيروي غالب كيف كتب <<وديع والقديسة ميلادةوآخرون>>, قبل أن يقرأ فوكنر, ثم كيف كتب <<زنوج وبدو وفلاحون>> بتأثير من فوكنر. ففي الفصل المخصص للكاتب الأمريكي المعروف, يتحدث غالب عن كونهولد ونشأ في مجتمع يتحول من البداوة إلى الزراعة, ومن الزراعة إلى التجارة. ويعودويتذكر ذلك الطالب الجامعي وشكواه, وأن رأيه كان من رأي الشاب, إلى أن قرأ فوكنر, فصار الواقع اليومي في خانة الاحتمالات, وبات يكتسب حيوية مدهشة, وتنوعا لا حد له.
- ويقول "فجأة <<امتلأ البشر حولي بإمكانات لانهائية>>. فثمة في الأردن, كما فيغيره من دول العالم, ما يستحق الكتابة, وهذا ما فعله غالب في رواياته, بعد سنوات, وكما لم يفعله سواه.
- يشير غالب إلى نقطة هي غاية في الأهمية, حول وجوده فيالمدرسة الداخلية, ببنيته الجسمانية الضئيلة, وكثافة الطلبة الكبار التي كان يستحيلاختراقها, فاختار من بينها نماذج لرواياته وقصصه.
- ثم يتذكر أنه كان يكتب مواضيعالإنشاء لعشرة طلبة, على الأقل, لإرضائهم, ولكنهم ظلوا يحتقروه لأنه- كما يقول- <<لم أكن أصلح لشيء إلا لهذه الأمور (يقصد الكتابة) التي لا تجعل من الإنسانرجلا>>. وفي هذا توضيح لنظرة كانت سائدة حول مفهوم <<الرجولة>>, ونظرة إلى انعدام أهمية الكتابة لدى المجتمع.
- بالمقاييس نفسها التي حاكم بها غالببطولة <<بوبي>>, يمكن القول إن البطل هنا أكثر من حالة واقعية, فهوتجسيد لواقع وتقاليد معروفة في العشائر البدوية الأردنية, وربما العربية, لكنه هناليجسد حالة ذهنية, وليكشف زيف هذه التقاليد حين يجعل أهل البطل يحاولون بكل مايمكنهم من الحيل أن لا يخضع ابنهم للاختبار.
- ويستكمل غالب الغوص في هذه الثقافة من زاوية أخرى, فيقدم في قصة <<وديع والقديسة ميلادة وآخرون>> نماذج للتخلف والخرافات التي تعشش فيمجتمع الريف والبداوة.
- في الطريق يبرز لنا الراوي مفارقاتغريبة من أجواء القرية, ثم ينقلنا, بسرد ساخر وتفصيلي, إلى البلدة المجاورة, حيثعلى أهل القرية انتظار الحافلة التي ستنقلهم إلى عمان.
- ورغم أن الراوي يعرض ما يبدو لنا وقائع, بدءا منصراع رهبان الكاثوليك والأرثوذكس ورعاياهما, والصراع بين هذين الجناحين وبينالبروتستانت, مرورا بالوعي البسيط, ولكن الخبيث والماكر للقرويين, فإن الصراع يدورحول هذا الوعي وما ينتج عنه.
-
ثمة صراع آخر في هذه القصة الطويلة (أوالرواية القصيرة, كما يسميها غالب), هو الصراع بين القروي والمديني. وهنا نسترجع ماقاله غالب حول أثر فوكنر في كتاباته حيث يقول عن شعوره تجاه أهل المدينة <<مارست انتقامي- انتقاما لخيبة أملي- من عم ان, إذ بدا أهلها ضيقي الأفق, مفجوعين بأحلام لا تتحقق
- هذه الخيبة يعلن عنها في سلطانة أيضا ) فحينيذهب أهل القرية إلى المدينة, بما فيهم الطفل وديع وأمه, ينزلون عند الأستاذ إلياس- الشقيق الأكبر لوديع- الذي يتعامل معهم بازدراء, كما لو كانوا من الهمج. من هناتأتي خيبة أمل وديع.

قديم 12-12-2013, 08:11 PM
المشاركة 1067
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.

- يستطيع قارئ أعمال غالبهلسا أن يجد جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية الأردنية في عدد من رواياته, لكنالعمل الأضخم, والأهم في نتاجه الإبداعي الذي خصصه للأردن هو- في اعتقادي- روايته <<سلطانة>>
- ففي هذه الرواية نستطيع- ببساطة, ومن خلال معرفتنا بتفاصيلحياة غالب قبل رحيله النهائي عن الأردن منتصف الخمسينيات- اعتبار شخصية غالب متجسدةفي شخصية جريس.
- ولذا فإن القول بأن هذه الرواية تنطوي- أكثر من سواها- على شكل مامن <<سيرة>> غالب في الأردن, يجد ما يبرره.
- ورغم أن الرواية- كما يقولالراوي- هي رد على سؤال عزة (حبيبة جريس في القاهرة) عن سبب رحيله عن الأردن وعدمعودته إليه, الأمر الذي جعله يستعيد هذه الحياة كلها, إلا أن القارئ سرعان ما ينسىعزة والقاهرة, ويندمج في أجواء أردنية, بدءا من قرية ماعين, وصولا إلى عمّان بكلتفاصيل الحياة فيها.
- مفاصل من هذا العمل الضخم, تكشف انها عبارة عن سيرة>> غالب من جهة, وعن سيرة المجتمع من جهة ثانية.
- الرواية تصور طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسيةفي الأردن, خلال المرحلة التي تتناولها الرواية, وهي مرحلة تمتد من ثلاثينيات القرنالعشرين حتى منتصف الخمسينيات منه. كما ستركز هذه الدراسة على التحولات العميقةالتي شهدتها هذه المرحلة, من خلال نماذج وشخوص مما حشدته الرواية.
- بعض ما كتبه غالب- في كتاباته غير الروائية- عن قريته, وعن عائلته وقبيلته, وعن مدرسته الداخلية, وسواها مما يمكن أن يضيء تفاصيل هامة من هذه الرواية. ففي حديثه عن القرية, وهو غالبا ما يأتي ضمن سياقات من الحنين والتذكر, لا التأريخ والتوثيق, يكتب غالب, في دراسات ومقالات كثيرة, أشخاصا وحوادث ووقائع تتقاطع مع شخوص وحوادث ووقائع الرواية التي نحن بصددها.
- - جريس يجسد غالب في رواية سلطانه لأنه يلتقي معه في أمور عدة: نشأ في ماعين, ودرس فيالمطران, ثم سافر إلى بيروت ليدرس في جامعتها الأمريكية.. وكما يقول جريس نفسه <<عشت في مدن كثيرة: عمان, دمشق, بيروت, القاهرة, بغداد, أديس أبابا, برلين, وتونس و.. أحببت نساء في كل هذه المدن, ولكنني لم أعرف قط وجها أثارني وظل يلاحقنيكوجه سلطانة في تلك اللحظة>>
- أما سلطانة فهي, كما تبدو لنا في الرواية, أكثر من امرأة طبيعية أو حقيقية. ورغم كل شيء سنتعامل مع الجانب الواقعي منها, كأنثى أولا , وبوصفها عنوانا من عناوين التحول من المجتمع الريفي إلى التجارةوالحياة في المدينة, وصولا إلى ما مثلته في عمليات المتاجرة والتهريب إلى إسرائيلالناشئة حديثا آنذاك, خصوصا في تهريب الماس والمتاجرة به.

قديم 12-15-2013, 02:41 PM
المشاركة 1068
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.
- منذ بدايةالرواية, نتعرف على بيت سلطانة في القرية بوصفه بيت <<الحوارنة>>, وذلكعندما تعود <<أميرة>> ابنة سلطانة التي تعمل خادمة في أحد بيوت عمان, حيث سافر مخدوموها إلى رام الله لقضاء الصيف. وإذ تعود الصبية وهي تجر معها كلبا لايأكل سوى اللحم, فإنها تثير حفيظة أهل القرية الذين لا يجد كثيرون منهم الخبز, بلإن والدها نفسه يقول لها <<يا ست أميرة, إحنا مش لاقيين الخبز, نقوم نطعمالكلب لحمة،لكن الوالد هنا ذو شخصية هزيلة أمام الشخصية الطاغية لزوجتهسلطانة وابنته أميرة, التي هي بالتأكيد ابنة سلطانة, لكن لا شيء يؤكد أنها ابنته هوأيضا , فسلطانة عاشت- منذ طفولتها- ألوانا من الحرية وصلت حد الانفلات. وهي امرأةخارجة على قوانين المجتمع, لا تخضع سوى لقوانين حريتها الداخلية.
- نتوقف عندنشأة سلطانة, ابنة صاحب بقالة, أمها هي المرأة الجميلة الشرسة الشهوانية المثيرةلرجال القرية, والتي تدير شؤون البقالة بنفسها, وتتعاون مع سائق شاحنة سيصبح مالكالها فيما بعد.
- في بيئة كهذه, وفي قرية ذات مواضعات وتقاليد اجتماعية راسخة, نرىالطفلة سلطانة تلعب بين أولاد من جيلها, أو أكبر قليلا , في مكان يدعى <<الهربج>>, وتشارك في صيد العصافير وممارسة الطقوس الجنسية, وحينيحاول بعضهم الاعتداء على أنوثتها تتصدى لأكبرهم وتهينه في ذكورته, ثم تبدأ علاقةمع الخوري صليبا, زير النساء الذي لا يرتوي.
- لكن هذا كان في طفولتها, وقبل أن تكتشفإمكانات توظيف جسدها وأنوثتها وجمالها, وأصبحت- كما يقول جريس بحسرة وألم العاشقالبعيد زمانا ومكانا عن معشوقته- مومسا تعرف كيف <<تبيع جسدها لتثري>> ولتغدو صاحبة تجارة مزدهرة.
- كان بيت سلطانة في القرية متميزا عن بيوتالقرية, بفخامته وأثاثه, بما يوحي ببعض ملامح شخصيتها, لكن انتقالها إلى عمّانسيوضح لنا المزيد من هذه الملامح, كما سيضع أمامنا عالم المدينة الذي انتقل إليهجريس. ففي عمان, حيث مدرسة المطران التي يدرس جريس ويقيم فيها, وحيث بيت سلطانة فيجبل اللويبدة, الأرقى في عمّان الأربعينيات, تتكشف لنا عوالم المدينة الصغيرة, فنرىجوانب من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية فيها.
- صورةعمّان من أواخر الأربعينات إلى مطلع الخمسينيات, هي صورة مدينة صغيرة لكنها تعيش- كما يبدو- حياة تحظى بقدر من الحرية والتنوع. فعلى صعيد الحياة السياسية يشتبك جريسومجموعة من أصدقائه بنمط من الحياة الحزبية, يتداولون النشرات في اجتماعات شبهسرية, ويسهرون في ناد ثقافي يحشد الحزبيين والمثقفين من تيارات متصارعة. ومن خلالالعلاقات الحزبية والعمل السياسي, تتكشف تفاصيل كثيرة, بعضها ذو طابع سياسي بحت, وبعضها الآخر ذو سمة اجتماعية أو ثقافية. لكن الرابط بين هذه العناصر قوي جدا , بحكم أن شخصية جريس تجمع هذه الأمور كلها وتشكل محورها.
- بعد انتهاء دراسةجريس في عمّان, وعودته إلى القرية, يكتشف أن الكثير قد تغير, وأن الناس لم يعودوايفكرون إلا في النقود وفتح دكان في عمّان أو.. فتقول له أمه إن الدنيا كلها قدتغيرت <<فالناس كثرت والطلبات كثرت. أيام زمان كان الناس قلائل وكل شيء بسعرالتراب..كان الناس يجتمعون في مضافة العماشنة وتدور الأحاديث الحلوة عند العصر. كانالشباب يركبون الخيول ويتسابقون والبنات يزغردن للفائز..>>. وفي مقطع آخر منالرواية, حين يكون جريس مع عزة في القاهرة, ينفجر في داخله صوت يقول له <<الأردن التي تحلم بها لم تعد موجودة حتى حين كنت فيها>>.
- هذاالتغير يحظى من الراوي بنصيب كبير من السرد, فهو يفسر ويحلل, من خلال شخصية سلطانةوشركائها, الكثير من الوقائع.
- ويهمنا هنا أن نركز على عاملين يعتقد الراوي أنهماكانا وراء التحول: الأول يتمثل في دخول التجارة كعنصر جديد إلى نمط الإنتاج, حتى أنالزراعة أصبحت خاضعة للتجارة, فاضطر الفلاحون إلى بيع أراضيهم المرهونة للتجار حينلم يستطيعوا سداد ديونهم. والعامل الثاني هو التهريب مع فلسطين قبل نكبة 1948, ومعإسرائيل بعد قيامها. فقد وجد الكثيرون في تهريب القمح والعدس والشعير, إلى فلسطين, عبر الشريعة (نهر الأردن), والعودة من هناك بالزيت والتين المجفف, (وفيما بعد راحوايهربون الخراف والبقر والدجاج, وفي مرحلة تالية سيبدأ تهريب الماس وسواه منالمعادن) مصدرا لجمع الثروات, خصوصا بعد قيام دولة إسرائيل, حيث الإسرائيليونيدفعون أضعاف الثمن الذي يدفع لمثل هذه البضاعة في الأردن.
- أما دور سلطانة في هذاالعمل, فيتضح في حديث جريس عن التحولات التي كانت تجري في الأردن قبل خروجه منه, وذلك حين يصف سلطانة بأنها <<متعاملة مع إسرائيل, ومهربة حشيش>>. وهناكإشارات إلى شخصيات عالية المستوى في الحكم ممن يشاركون سلطانة في هذاالعمل.
- وعلى صعيد الحياة السياسية, ثمة نماذج لحزبيين شيوعيين, وآخرين بلاملامح محددة. فالشيوعيون هم الأشد حضورا هنا, وهم يحضرون عبر علاقتهم بجريس, ومنهمالطالب والمعلم ومنهم الموظف الكبير في وزارة الخارجية.
- أما نضالهم فلا نرى له أثرافي الرواية, بل نجد اجتماعات ونقاشات. لكننا نعثر على نمط من <<النضال>> يتمثل في محاولة موسى (أحد قادة الحزب) إقناع جريس بزيارةنائب في البرلمان, للتفاهم معه على كيفية تخليصه من قصته مع <<أميرة>> ابنة, بحكم قرابته مع عشيرتها كما يظن القائد الحزبي, فأميرة ادعت أن النائب قداغتصبها. وتأتي محاولة موسى للتدخل مقابل خدمة سيقدمها النائب للحزب, فهم يطلبونمنه أن يثير في البرلمان ملف قضية من القضايا التي تهم البلد (قضية من قضاياالتهريب). لكن جريس يذهب مع موسى ويسهران ويشربان مع النائب, ثم يسخر من شربالويسكي في مكتب النائب, ويعلن بعدها تخليه عن التدخل, يقول لنفسه <<يدعونيالنائب لأسهر في مكتبه الباذخ.. يستعمل ستار الوطنية لأساعده في التنصل من اغتصابفتاة قاصر. يجب أن يعلم أنني لم أنخدع.. أنا وموسى لنا لعبتنا.. شو دخل الحزب ليحميجريمة>>.
- في هذا السياق نذكر أن مناضلا (هو طعمة) مطرودا من الحزببتهمة العمالة لضباط في المباحث المصرية (كانوا أعضاء في الحركة التقدمية للتحررالوطني), هو الذي قدم أميرة للنائب ليكسب رضاه. وهذا يعني أن الحزب الذي طرد طعمةدون محاكمة عادلة, وأشاع عن علاقته بالأجهزة الأمنية, ما دفعه إلى الانحراف.. يخضعهنا لمحاكمة جريس ونقده.
- نشير أيضا , إلى الجنس والدعارة, فبعد أن كان الجنسعبارة عن ممارسات قائمة على اللعب والعاطفة, في صور فردية, ها هو يصبح له مؤسسةوسماسرة ومراكز لتقديم هذه الخدمة- البضاعة.. فيذهب إليه الرفاق الحزبيون الذين- يبدو أن- لا بديل أمامهم لتفريغ طاقاتهم المكبوتة سوى هذا السبيل, فنراهم في شوارعالعاصمة وأزقتها يتسكعون وينتظرون لحظة حضور <<القواد>> الذي كثيرا ماكان يعترضهم ويعرض عليهم خدماته, وها هم في أحد الأحياء البائسة, وسط العتمة, يغوصونفي وحل وروائح حيوانات وسواها, ليصلوا إلى نساء بلا جمال, سمينات ومرهقات ويبدوعليهن الشقاء أكثر مما يبدو عليهن طابع المهنة. والرحلة هذه, في سريتها, تشبه رحلة في عالم الثورة السري حيث المخاطر قائمة في كل لحظة.
- وفي ارتباط وثيق مع مفاصل الحياة السياسية, نكشف عن لقطات سريعة لجوانب من الحياة الثقافية, عبر وجودشخصيتين لمبدعين هما شاعر وقاص في الحزب. كما تأتي قراءات جريس المتنوعة التي تدلعلى وجود الكتب والصحف والمجلات, وهذا ما يشير إليه غالب هلسا نفسه في كتاباتهالنثرية. ففي مدرسة المطران يمكننا أن نعثر على مشاهد متعددة لجريس وهو يقرأ أويكتب في مجلة المدرسة. وقد عثرنا فعلا على كتابات مختلفة له في المجلة الموجودة فيأرشيف المدرسة, من هذه الكتابات مقالة وقصة قصيرة.
نستطيع أن نذكر هنا, أن في الإمكان العثور على الطفل وديع, في رواية غالب القصيرة <<وديع والقديسة ميلادة..>>, في لحظة قراءة, وهي لحظة تتعلق بقراءة الصحيفة التي نشرت خبر الطفلة المقدسة <<ميلادة>>. أو بقراءة الكتاب المقدس لوالديه. وثمة إشارة متكررة, في <<سلطانة>> كما في <<وديع..>> وفي كتاب <<أدباء علموني إلى وجود المكتبة في بيت الأخ الأكبر الأستاذ إلياس. وهذا واحد من معالم حياة ثقافية ما.

قديم 12-15-2013, 02:43 PM
المشاركة 1069
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 40 "سلطانه" لكاتبها غالب هلسا - الاردن.


- أن رواية سلطانة, وسواها ربما من روايات غالب, قد نهلتفي صورة أساسية من حياته وطفولته تحديدا .

- بصرف النظر عما إذا كان ممكنا اعتبار <<سلطانة>> رواية ذاتية, أو سيرة روائية, ففي الإمكان التعامل معهاكرواية تنطوي على وقائع محورية في حياة الأردن في تلك الفترة التي يكتب غالب عنها, وهي رواية تكتب الأشياء بأسلوب ووعي متقدمين ليس كاعترافات أو ذكريات, بل كإعادةبناء لتلك العناصر التي تتناولها, سواء على صعيد بناء الشخصيات الروائية بناء يقعبين الواقعي والأسطوري, أو على مستوى بناء الوقائع بما يخدم رؤية فكرية وفنية فيآن.

- كل ما في سلطانة يشير إلى أن غالب قد أراد منها تقديم صورة عن فترة من حياة الأردن, هي مرحلة تحولات عصفت بالبلد.

قديم 12-19-2013, 03:31 PM
المشاركة 1070
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العناصر التي أدت إلى الروعة في رواية رقم -41 -مالك الحزين إبراهيم أصلان مصر

- ولد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية ونشأ وتربى في القاهرةوتحديدا فيحى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وكان يقطن في الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق أما الآن فهو يقيم في المقطم.

- كتب إبراهيم أصلان هذه الرواية في الفترة من ديسمبر 1972 وحتىأبريل 1981 أي في حوالي تسعة أعوام ونصف تقريباً.

- تدور أحداث الرواية في حي إمبابة في القاهرة تحديداً في منطقة الكيت كات، وتدور أحداثها حول عالم مغترب يتغير أبطاله ويعاني كل منهم من همه الخاص واغترابه الخاص.

- شخصيات الرواية أكثر من 115 شخصية، رغم الحجم المتوسط نسبياً للرواية.

- تم تحويل الرواية إلى عمل سينمائي تحت مسمى الكيت كات على يد داوود عبد السيد عام 1991، وقد تمدمج بعض الشخصيات وتغيير دور شخصيات أخرى وإخفاء شخصيات أخرى، ولكن ظلت الرواية هيالخط الأساسي للفيلم.

- لم يحقق أصلان تعليما منتظما منذ الصغر، فقد ألتحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى أستقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية.

- ألتحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصة للبريد وهي التجربة التي ألهمته مجموعته القصصية "ورديه ليل".


- لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيراعندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيره المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبه فقط.

- حققت رواية مالك الحزين نجاحا ملحوظا على المستوىالجماهيرى والنخبوى ورفعت اسم أصلان عاليا بين جمهور لم يكن معتادا على اسم صاحب الرواية بسبب ندره أعماله من جهة وهروبه من الظهور الأعلامى من جهة أخرى، حتى قررالمخرج المصري داوود عبد السيد أن يحول الرواية إلى فيلمتحت عنوان الكيت كات وبالفعل وافق أصلان على إجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرواية أثناء نقلها إلى وسيط أخر وهو السينما، وبالفعل عرض الفيلم وحقق نجاحا كبيرا لكل من شاركوا فيه وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينات.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 107 ( الأعضاء 0 والزوار 107)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 09:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.