قديم 11-27-2011, 08:42 PM
المشاركة 71
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
واسأَلهُم هَلِ الذِينَ تُشرِكُونَهُم في العِبَادَةِ مَعَ اللهِ خَيرٌ،وَهُمْ لا يَضُرُّونَ وَلا يَنفعُونَ،أَمْ مَنْ يُجيبُ دَعوَةَ المُضْطَرِّ عِنْدَ الشَّدَّةِ إِذا دَعَاهُ لِيَكشِفَ عَنْهُ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ،وَمَنْ يَجْعَلُ أُمَما في الأَرْضِ قَرْناً بَعْدَ قَرنٍ،وَجيلاً بَعْدَ جِيل،وَلو شَاءَ لخَلَقَهُمْ أَجمَعِين،ولَمْ يَجْعَلْ بعضَهُم مِنْ ذُرِّيَّةِ بعضٍ،ولو فَعَلَ ذَلِك لضَاقَتِ الأرضُ بالبَشَرِ،ولضَاقَتْ عَليهِم مَعَايِشُهُمْ وَأَرزَاقُهُمْ،ولكِنّ حِكمَتَهُ اقتَضَتْ أن يَخْلُقَهُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ،وَأ،يَجْعَلَهُمْ أُمماً يَخْلُفُ بَعْضُهُم بَعْضاً،حَتَّى يَنْقَضِيَ الأَجَلُ وَيَعُودَ النَّاسُ إِلى اللهِ تَعَالى يَومَ القِيامَةِ،وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى فِعْلِ ذَلِكَ غيرُ اللهِ تَعَالى؟ فَهَلْ هُنَاكَ إِلهٌ مَعَ اللهِ،وَهَلْ تَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً غَيرَهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَفْعَلُهُ اللهُ؟ فَمَا أقَلَّ تَذَكُّرَكُمْ أنْعُمَ اللهِ عَلَيكُم التِي يُرشِدُكُم بِها إِلى الحَقِّ،وَيَهدِيكُمْ بِها إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟
وعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا."
وقال أحدهم:
لا تسألن بنّي آدم حاجة ………وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله………وبنيّ آدم حين يسأل يغضب
وقد أرشد rإلى كيفية الدعاء وأحواله وأوقاته وآدابه في جملة تعاليمه الكريمة نختار منها هذه النفحات:
الإخلاص لله تعالى،والوضوء،واستقبال القبلة،والجثو على الركب،والتوبة إلى الله. والاستغفار ورد المظالم إلى أهلها.قال تعالى:{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) } هود.
وَأَمَرَ هُودٌ قَوْمَهُ بِاسْتِغْفَارِ رَبِّهِمْ مِنَ الشِّرْكِ،وَمِمَّا أَسْلَفُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ،وَبِإِخْلاَصِ التَّوْبَةِ إِلَيْهِ عَمَّا يَسْتَقْبِلُونَهُ،وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ مَنْ تَابَ إِلَى رَبِّهِ وَاسْتَغْفَرَهُ،يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ رِزْقَهُ،وَسَهَّلَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ،وَحَفِظَ شَأْنَهُ،وَأَرْسَلَ السَّمَاءَ عَلَيْهِ بِالمَطَرِ المُتَتَابِعِ،وَالإِسَاءَةِ إلى النَّاسِ .
وعن عَامِرَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سَعْدٍ،عَنْ جَدِّهِ سَعْدٍ،أَنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ rقَحْطَ الْمَطَرِ،قَالَ: فَقَالَ: اجْثُوا عَلَى الرُّكَبِ،ثُمَّ قُولُوا: يَا رَبِّ،يَا رَبِّ،قَالَ: فَفَعَلُوا،فَسُقُوا حَتَّى أَحَبُّوا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُمْ." رواه أبو عوانة.
رفع اليدين حذو المنكبين،وبسطهما مكشوفتان إلى السماء،بقصد التذلل والتمسكن والاستجداء،ثم مسح الوجه بهما بعد انتهاء الدعاء.عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِىِّ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « .. سَلُوا اللَّهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلاَ تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ ». رواه أبو داود.
عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ r،لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ إِلاَّ فِي الاِسْتِسْقَاءِ،فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.". رواه البخاري.
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِى الدُّعَاءِ لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى فِى حَدِيثِهِ لَمْ يَرُدَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ. رواه الترمذي.
حضور القلب مع الله،وتحسين الظن والرجاء به سبحانه،والخضوع بين يديه،والتيقن من استجابته وكرمه وأنه سميع قريب مجيب..
قال تعالى:{ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)} الأعراف.
يُرْشِدُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ إلى دُعَائِهِ بِتَضَرُّعٍ وَبِصُورَةٍ خَفِيَّةٍ.( أَيْ بِخُشُوع وَصِحَّةِ يَقِينٍ بِوَحْدَانِيَّةِ اللهِ وَبُرُبُوبِيَّتِهِ ) لاَ جَهَاراً وَلاَ مُرَاءَاةً،فَاللهُ لاَ يُحِبُّ أَنْ يَتَجَاوَزُوا فِي الدُّعَاءِ حُدُودَ مَا أُمِرُوا بِهِ ( كَالمُبَالَغَةِ فِي رَفْعِ الصَّوْتِ فِي الدُّعَاءِ،أَوْ طَلَبِ العَوْنِ مِنَ اللهِ عَلَى ارْتِكَابِ المَعَاصِي وَالمُنْكَرَاتِ،أَوْ التَّوجُّهِ بِالدُّعَاءِ إلَى غَيْرِ اللهِ لِيَشْفَعَ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ...)
وعَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي،فَلْيَظُنَّ بِي مَا شَاءَ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ يَقُولُ:أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي،إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ،وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ.
وعَنْ حَيَّانَ أَبِي النَّضْرِ،قَالَ خَرَجْتُ عَائِدًا لِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ فَلَقِيتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ وَهُوَ يُرِيدُ عِيَادَتَهُ،فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ،فَلَمَّا رَأَى وَاثِلَةَ،بَسَطَ يَدَهُ،وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْهِ،فَأَقْبَلَ وَاثِلَةُ حَتَّى جَلَسَ،فَأَخَذَ يَزِيدُ بِكَفَّيْ وَاثِلَةَ،فَجَعَلَهُمَا عَلَى وَجْهِهِ،فقَالَ لَهُ وَاثِلَةُ:كَيْفَ ظَنُّكَ بِاللَّهِ ؟ قَالَ:ظَنِّي بِاللَّهِ وَاللَّهِ حَسَنٌ،قَالَ:فَأَبْشِرْ،فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ:أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ ظَنَّ خَيْرًا،وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا."
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ ». رواه الترمذي .
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الزَّاهِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ:مَعْنَى قَوْلِهِ:" وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ " أَيْ:كُونُوا عَلَى حَالَةٍ تَسْتَحِقُّونَ الْإِجَابَةَ أَيْ بِحُضُورِ السِّرِّ،وَصِحَّةِ الْحَالِ،حَتَّى يَكُونَ مَعْرُوفًا فِي الْمَلَكُوتِ،حَتَّى يُقَالَ:صَوْتٌ مَعْرُوفٌ،وَهُوَ أَنَّ يَكُونَ تَعَرَّفَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَدَاءِ أَوَامِرِهِ،وَاجْتِنَابِ مَنَاهِيهِ،وَقَبُولِ أَحْكَامِهِ غَيْرَ مُتَسَخِّطٍ،ثُمَّ يَدْعُوهُ،وَلَا يَكُونُ فِي سِرِّهِ غَيْرُهُ إِلَّا سِوَاهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ أَيْ:رَاجِعٍ إِلَيْهِ عَمَّا سِوَاهُ،ثُمَّ يَكُونُ مُضْطَرًا إِلَيْهِ،فَقَدِ انْقَطَعَ رَجَاؤُهُ عَمَّا سِوَاهُ،لَا يَرْجِعُ إِلَّا حَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ،وَلَا إِلَى أَفْعَالِهِ تَعَالَى،قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ،قَالَ بَعْضُهُمُ:الْمُضْطَرُّ الَّذِي إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ يَدَهُ لَمْ يَرَ لِنَفْسِهِ عَمَلًا،فَإِذًا كَذَلِكَ أَيْقَنَ بِإِجَابَةِ دَعْوَتِهِ،لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَ إِجَابَةَ مَنْ دَعَاهُ،وَهَذِهِ شَرَائِطُ مَنْ يُجِيبُ دُعَاءَهُ،وَمَنْ أَتَى بِهَا فَاللَّهُ مُنْجِزٌ لَهُ وَعْدَهُ،وَاللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ "
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ،أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ:مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ،وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ،إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ:إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ،وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ،وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا:إِذًا نُكْثِرُ،قَالَ:اللَّهُ أَكْثَرُ." رواه أحمد.
لزوم الدعاء والإكثارمنه،والاتجاء إلى الله في كل الأمور،كبيرها وصغيرها،جليلها ودقيقها.. لأن الدعاء هو غاية الاستعانة بالله،ومطلق العبودية لله،وإظهار الفاقة إلى الله..
قال تعالى حكاية عن عباده الصالحين: {إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (28) سورة الطور.
لَقَدْ كُنَّا في الدُّنيا نَسَأَلُ اللهَ تَعَالى أَنْ يَمُنَّ عََلَينا بالرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ فَاسْتَجَابَ لِدُعَائِنَا وَأَعْطَانا سُؤْلَنَا،لأَنَّهُ هُوَ المُحْسِنُ المُتَفَضِّلُ،ذُو الرَّحمةِ الوَاسِعَةِ،وَالفَضْلِ العَظِيمِ .
وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (15) سورة فاطر.
يَا أَيُّها النَّاسُ أَنْتُم مُحْتَاجُونَ إِلى اللهِ تَعَالى فِي جَمِيعِ أُمُورِكُمْ،وَهُوَ سُبْحَانَهُ غَنِيٌّ عَنْكُم،وَعَنْ عِبَادَتِكُمْ،فَكُلُّ نِعْمَةِ بِكُمْ فَهِيَ مِنْهُ،فَلَهُ الحَمْدُ والشُّكرُ عَلَى كُلِّ حَالٍ .
يخاطب تعالى جميع الناس،ويخبرهم بحالهم ووصفهم،وأنهم فقراء إلى اللّه من جميع الوجوه:
فقراء في إيجادهم،فلولا إيجاده إياهم،لم يوجدوا.
فقراء في إعدادهم بالقوى والأعضاء والجوارح،التي لولا إعداده إياهم [بها]،لما استعدوا لأي عمل كان.
فقراء في إمدادهم بالأقوات والأرزاق والنعم الظاهرة والباطنة،فلولا فضله وإحسانه وتيسيره الأمور،لما حصل [لهم] من الرزق والنعم شيء.
فقراء في صرف النقم عنهم،ودفع المكاره،وإزالة الكروب والشدائد. فلولا دفعه عنهم،وتفريجه لكرباتهم،وإزالته لعسرهم،لاستمرت عليهم المكاره والشدائد.
فقراء إليه في تربيتهم بأنواع التربية،وأجناس التدبير.
فقراء إليه،في تألههم له،وحبهم له،وتعبدهم،وإخلاص العبادة له تعالى،فلو لم يوفقهم لذلك،لهلكوا،وفسدت أرواحهم،وقلوبهم وأحوالهم.
فقراء إليه،في تعليمهم ما لا يعلمون،وعملهم بما يصلحهم،فلولا تعليمه،لم يتعلموا،ولولا توفيقه،لم يصلحوا.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:43 PM
المشاركة 72
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
فهم فقراء بالذات إليه،بكل معنى،وبكل اعتبار،سواء شعروا ببعض أنواع الفقر أم لم يشعروا،ولكن الموفق منهم،الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه،ويتضرع له،ويسأله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين،وأن يعينه على جميع أموره،ويستصحب هذا المعنى في كل وقت،فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه،الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
{ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } أي: الذي له الغنى التام من جميع الوجوه،فلا يحتاج إلى ما يحتاج إليه خلقه،ولا يفتقر إلى شيء مما يفتقر إليه الخلق،وذلك لكمال صفاته،وكونها كلها،صفات كمال،ونعوت وجلال.
ومن غناه تعالى،أن أغنى الخلق في الدنيا والآخرة،الحميد في ذاته،وأسمائه،لأنها حسنى،وأوصافه،لكونها عليا،وأفعاله لأنها فضل وإحسان وعدل وحكمة ورحمة،وفي أوامره ونواهيه،فهو الحميد على ما فيه،وعلى ما منه،وهو الحميد في غناه [الغني في حمده].
وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: الدُّعَاءُ سِلاحُ الْمُؤْمِنِ،وَعِمَادُ الدِّينِ،وَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " رواه الحاكم.
يعني أنه يدافع البلاء ويعالجه كما يدافع عدوه بالسلاح وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه أو يكون أضعف منه فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد لكنه قد يخففه أو يتقاومان فيمنع كل منهما صاحبه فبين المصطفى rبتنزيله الدعاء منزلة السلاح أن السلاح بضارب به لا بحده فقط فمتى كان السلاح تاماً لا آفة به والساعد قوي والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو ومتى تخلف واحد من الثلاثة تخلف التأثير فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح والداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه أو كان ثمة مانع من الإجابة لم يحصل التأثير
وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لِيَسْأَلَ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا،حَتَّى شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ." ابن حبان.
وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ،أَوْ حَوَائِجَهُ كُلَّهَا،حَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ،وَحَتَّى يَسْأَلَهُ الْمِلْحَ."
لأن طلب أحقر الأشياء من أعظم العظماء أبلغ من طلب الشيء العظيم منه ومن ثم عبر بقوله ليسأل وكرره ليدل على أنه لا مانع ثم ولا راد لسائل ولأن في السؤال من تمام ملكه وإظهار رحمته وإحسانه وجوده وكرمه وإعطائه المسؤول ما هو من لوازم أسمائه وصفاته واقتضائها لآثارها ومتعلقاتها فلا يجوز تعطيلها عن آثارها وأحكامها فالحق سبحانه وتعالى جواد له الجود كله يحب أن يسأل ويطلب أن يرغب إليه فخلق من يسأله وألهمه سؤاله وخلق ما يسأله فهو خالق السائل وسؤاله ومسؤوله.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:إذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ."
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُكْثِرْ ; فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ
خفض الصوت بالدعاء،وغضّ البصر وعدم رفعه إلى السماء.قال تعالى:{ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) } مريم.
الذكْر: له معانٍ متعددة،فالذكْر هو الإخبار بشيء ابتداءً،والحديث عن شيء لم يكُنْ لك به سابق معرفة،ومنه التذكير بشيء عرفته أولاً،ونريد أن نُذكِّرك به،كما في قوله تعالى:{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }[الذاريات: 55].ويُطلَق الذكْر على القرآن:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }[الحجر: 9] وفي القرآن أفضل الذكر،وأصدق الأخبار والأحداث. كما يُطلق الذكر على كل كتاب سابق من عند الله،كما جاء في قوله تعالى:{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ }[النحل: 43].
والذكْر هو الصِّيت والرِّفْعة والشرف،كما في قوله تعالى:{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ }[الزخرف: 44] وقوله تعالى:{ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ }[الأنبياء: 10] أي: فيه صِيتكم وشرفكم،ومن ذلك قولنا: فلان له ذِكْر في قومه.
ومن الذكْر ذِكْر الإنسان لربه بالطاعة والعبادة،وذكْر الله لعبده بالمثوبة والجزاء والرحمة ومن ذلك قوله تعالى:{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }[البقرة: 152].
فقوله تعالى: { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ } [مريم: 2] أي: هذا يا محمد خبر زكريا وقصته ورحمة الله به.
والرحمة: هي تجليّات الراحم على المرحوم بما يُديم له صلاحه لمهمته،إذن: فكلُّ راحم ولو من البشر،وكلُّ مرحوم ولو من البشر،ماذا يصنع؟ يعطى غيره شيئاً من النصائح تُعينه على أداء مهمته على أكمل وجه،فما بالك إنْ كانت الرحمة من الخالق الذي خلق الخلق؟ وما بالك إذا كانت رحمة الله لخير خَلْقه محمد؟
إنها رحمة عامة ورحمة شاملة؛ لأنه rأشرف الأنبياء وأكرمهم وخاتمهم،فلا وَحْيَ ولا رسالة من بعده،ولا إكمال. إذن فهو أشرف الرسل الذين هم أشرف الخَلْق،ورحمة كل نبي تأخذ حظها من الحق سبحانه بمقدار مهمته،ومهمة محمد أكرم المهمات.
وكلمة (رَحْمَة) هنا مصدر يؤدي معنى فعله،فالمصدر مثل الفعل يحتاج إلى فاعل ومفعول،كما نقول: آلمني ضَرْب الرجل ولدَه،فمعنى: { رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } [مريم: 2] أي: رحم ربُّك عبده زكريا.
لذلك قال تعالى: { رَحْمَةِ رَبِّكَ } [مريم: 2] لأنها أعلى أنواع الرحمة،وإن كان هنا يذكر رحمته تعالى بعبده زكريا،فقد خاطب محمدا rبقوله:{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }[الأنبياء: 107] فرحمة الله تعالى بمحمد ليست رحمة خاصة به،بل هي رحمة عامة لجميع العاملين،وهذه منزلة كبيرة عالية.
فالمراد من { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } [مريم: 2] يعنى هذا الذي يُتلَى عليك الآن يا محمد هو ذِكْر وحديث وخبر رحمة ربك التي هي أجلُّ الرحمات بعبده زكريا.
وسبق أن أوضحنا أن العبودية للخَلْق مهانة ومذلَّة،وهي كلمة بشعة لا تُقبل،أما العبودية لله تعالى فهي عِزٌّ وشرف،بل مُنتهَى العِزّ والشرف والكرامة،وعللنا ذلك بأن العبودية التي تسوء وتُحزِن هي عبودية العبد لسيد يأخذ خيره،أما العبودية لله تعالى فيأخذ العبد خير سيده.
لكن،ما نوع الرحمة التي تجلى الله تعالى بها حين أخبر رسوله rبخبر عبده زكريا؟
قالوا: لأنها رحمة تتعلق بطلاقة القدرة في الكون،وطلاقة القدرة في أن الله تبارك وتعالى خلق للمسبِّبات أسباباً،ثم قال للأسباب: أنت لست فاعلة بذاتك،ولكن بإرادتي وقدرتي،فإذا أردتُك ألاَّ تفعلي أبطلْتُ عملك،وإذا كنت لا تنهضين بالخير وحدك فأنا أجعلك تنهضين به.
ومن ذلك ما حدث في قصة خليل الله إبراهيم حين ألقاه الكفار في النار،ولم يكن حظ الله بإطفاء النار عن إبراهيم،أو بجَعْل النار بَرْداً وسلاماً على إبراهيم أن يُنجي إبراهيم؛ لأنه كان من الممكن ألاَّ يُمكّنَ خصوم إبراهيم عليه السلام من القبض عليه،أو يُنزِل مطراً يُطفئ ما أوقدوه من نار،لكن ليست نكاية القوم في هذا،فلو أفلتَ إبراهيم من قبضتهم،أو نزل المطر فأطفأ النار لقالوا: لو كُنَّا تمكنّا منه لفعلنا كذا وكذا،ولو لم ينزل المطر لفعلنا به كذا وكذا.
إذن: شاءت إرادة الله أنْ تكيد هؤلاء،وأن تُظهِر لهم طلاقة القدرة الإلهية فتُمكّنهم من إبراهيم حتى يلقوه في النار فعلاً،ثم يأتي الأمر الأعلى من الخالق سبحانه للنار أن تتعطل فيها خاصية الإحراق:{ قُلْنَا يانَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }[الأنبياء: 69].
وكذلك في قصة رحمة الله لعبده زكريا تعطينا دليلاً على طلاقة القدرة في مسألة الخَلْق،وليلفتنا إلى أن الخالق سبحانه جعل للكون أسباباً،فمَنْ أخذ بالأسباب يصل إلى المسبِّب،ولكن إياكم أنْ تُفتَنوا في الأسباب؛ لأن الخالق سبحانه قد يعطيكم بالأسباب،وقد يُلغيها نهائيا ويأتي بالمسبِّبات دون أسباب.
وقد تجلَّتْ طلاقة القدرة في قصة بَدْء الخَلْق،فنحن نعلم أن جمهرة الناس وتكاثرهم يتم عن طريق التزاوج بين رجل وامرأة،إلا أن طلاقة القدرة لا تتوقف عند هذه الأسباب والخالق سبحانه يُدير خلقه على كُلِّ أوجه الخَلْق،فيأتي آدم دون ذكر أو أنثى،ويخلق حواء من ذكر دون أنثى،ويخلق عيسى من أنثى بدون ذكر.
فالقدرة الإلهية ـ إذن ـ غير مُقيَّدة بالأسباب،وتظلّ طلاقة القدرة هذه في الخَلْق إلى أنْ تقومَ الساعة،فنرى الرجل والمرأة زوجين،لكن لا يتم بينهما الإنجاب وتتعطل فيهما الأسباب حتى لا نعتمد على الأسباب وننسى المسبِّب سبحانه،فهو القائل:{ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }[الشورى: 49ـ50].
وطلاقة القدرة في قصة زكريا عليه السلام تتجلى في أن الله تعالى استجاب لدعاء زكريا في أنْ يرزقَه الولد. قال تعالى: { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّآ } [مريم: 2]. أي: رحمه الله،لكن متى كانت هذه الرحمة؟
يقول الحق تبارك وتعالى: { إِذْ نَادَى رَبَّهُ } أي: في الوقت الذي نادى فيه ربه نداءً خفياً.
والنداء لَوْن من ألوان الأساليب الكلامية،والبلاغيون يقسمون الكلام إلى خبر،وهو أن تخبر عن شيء بكلام يحتمل الصدق أو الكذب. وإنشاء،وهو أنْ تطلب بكلامك شيئاً،والإنشاء قَوْلٌ لا يحتمل الصدق أو الكذب.
والنداء من الإنشاء؛ لأنك تريد أن تنشىء شيئاً من عندك،فلو قُلْت: يا محمد فأنت تريد أن تنشئ إقبالاً عليك،فالنداء ـ إذن ـ طلبُ الإقبال عليك،لكن هل يصح أن يكون النداء من الله تعالى بهذا المعنى؟ إنك لا تنادى إلا البعيد عنك الذي تريد أن تستدنية منك.
فكيف تنادى ربك ـ تبارك وتعالى ـ وهو أقرب إليك من حبل الوريد؟ وكيف تناديه سبحانه وهو يسمعك حتى قبل أن تتكلم؟ فإذا كان إقباله عليك موجوداً في كل وقت،فما الغرض من النداء هنا؟ نقول: الغرض من النداء: الدعاء.ووَصْف النداء هنا بأنه: { نِدَآءً خَفِيّاً } [مريم: 3] لأنه ليس كنداء الخَلْق للخَلْق،يحتاج إلى رَفْع الصوت حتى يسمع،إنه نداء لله ـ تبارك وتعالى ـ الذى يستوي عنده السر والجهر،وهو القائل:{ وَأَسِرُّواْ قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }[الملك: 13].
ومن أدب الدعاء أنْ ندعوَه سبحانه كما أمرنا:{ ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً }[الأعراف: 55].
وهو سبحانه{ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }[طه: 7] أي: وما هو أَخْفى من السر؛ لأنه سبحانه قبل أن يكون سِرّاً،علم أنه سيكون سراً.
لذلك،جعل الحق سبحانه أحسن الدعاء الدعاء الخفي؛ لأن الإنسان قد يدعو ربه بشيء،إنْ سمعه غيره ربما استنقصه،فجعل الدعاء خَفياً بين العبد وربه حتى لا يُفتضحَ أمره عند الناس.
أما الحق سبحانه فهو ستَّار يحب الستر حتى على العاصين،وكذلك ليدعو العبد رَبَّه بما يستحي أنْ يذكره أمام الناس،وليكون طليقاً في الدعاء فيدعو ربه بما يشاء؛ لأنه ربُّه ووليه الذي يفزع إليه. وإنْ كان الناس سيحزنون ويتضجرون إن سألتهم أدنى شئ،فإن الله تعالى يفرح بك أن سألته.لكن لماذا أخفى زكريا دعاءه؟
دعا زكريا ربه أنْ يرزقه الولد،ولكن كيف يتحقق هذا المطلب وقد بلغ من الكبر عتياً وامرأته عاقر؟ فكأن الأسباب الموجودة جميعها مُعطَّلة عنده؛ لذلك توجه إلى الله بالدعاء: يا رب لا ملجأ لي إلا أنت فأنت وحدك القادر على خَرْق الناموس والقانون،وهذا مطلب من زكريا جاء في غير وقته.
أخفاه أيضا؛ لأنه طلب الولد في وجود أبناء عمومته الذين سيحملون منهجه من بعده،إلاّ أنه لم يأتمنهم على منهج الله؛ لأن ظاهر حركتهم في الحياة غير متسقة مع المنهج،فكيف يأمنهم على منهج الله وهم غير مؤتمنين على أنفسهم؟ فإذا دعا زكريا ربه أنْ يرزقه الولد ليرث النبوة من بعده،فسوف يغضب هؤلاء من دعاء زكريا ويعادونه؛ لذلك جاء دعاؤه خفياً يُسِرُّه بينه وبين ربه تعالى.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:44 PM
المشاركة 73
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
سؤال آخر تنبغي الإجابة عليه هنا: لماذا يطلب زكريا الولد في هذه السن المتأخرة،وبعد أن بلغ من الكبر عتياً،وأصبحت امرأته عاقراً؟
لقد أوضح زكريا عليه السلام العلة في ذلك في الآيات القادمة فقال:{ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }[مريم: 6].إذن: فالعِلَّة في طلب الولد دينية مَحْضة،لا يطلبه لمغْنَم دنيوي،إنما شغفه بالولد أنه لم يأمن القوم من بعده على منهج الله وحمايته من الإفساد.
لذلك قوله: (يرثني) هنا لا يفهم منه ميراث المال كما يتصوره البعض؛ لأن الأنبياء لا يورثون،كما قال النبي r" نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " وبذلك يخرج النبي من الدنيا دون أن ينتفع أحد من أقاربه بماله حتى الفقراء منهم.
فالمسألة مع الأنبياء خالصة كلها لوجه الله تعالى؛ لذلك قال بعدها:{ وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ }[مريم: 6] أي: النبوة التي تناقلوها. فلا يستقيم هنا أبداً أن نفهم الميراث على أنه ميراث المال أو متاع الدنيا الفاني.ومن ذلك قوله تعالى:{ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ }[النمل: 16] ففي أيِّ شئ ورثه؟ أورثه في تركته؟ إذن: فما موقف إخوته الباقين؟ لا بد أنه ورثه في النبوة والملك،فالمسألة بعيدة كل البعد عن الميراث المادي.
وعَنْ عَائِشَةَ { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (110) سورة الإسراء أُنْزِلَتْ فِى الدُّعَاءِ ". متفق عليه.
وعَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - r-،فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا،فَقَالَ النَّبِىُّ - r- « يَا أَيُّهَا النَّاسُ،ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ،فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا،إِنَّهُ مَعَكُمْ،إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ،تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ » متفق عليه.
الإلحاح في الدعاء،وتكراره ثلاثا.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللهِ rيُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ عِنْدَ الْبَيْتِ وَقَدْ نَحَرُوا جَزُورًا بِالْأَمْسِ،قَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَذْهَبُ إِلَى سَلَى جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ،فَيَأْخُذَهُ،فَيَضَعَهُ عَلَى كَتِفَيْ رَسُولِ اللهِ rإِذَا سَجَدَ،فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ،فَأَخَذَهُ،فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ r،وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ،فَاسْتَضْحَكُوا،وَجَعَلُوا بَعْضُهُمْ يُقْبِلُ عَلَى بَعْضٍ،وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ،لَوْ كَانَتْ لِي مَنْعَةٌ لَطَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ r،وَالنَّبِيُّ rسَاجِدٌ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ،حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسَانٌ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ،فَجَاءَتْ وَهِيَ جَارِيَةٌ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ،ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ،فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ rصَلَاتَهُ،رَفَعَ صَوْتَهُ،ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ،وَكَانَ إِذَا دَعَا،دَعَا ثَلَاثًا،وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا،ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضَّحِكُ،وَخَافُوا دَعْوَتَهُ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ،وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ،وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ،وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ " وَذَكَرَ السَّابِعَ فَلَمْ أَحْفَظْهُ،وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا rبِالْحَقِّ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ،ثُمَّ سُحِبُوا فِي الْقَلِيبِ،قَلِيبِ بَدْرٍ "."
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللَّهِ rيُعْجِبُهُ مِنَ الدُّعَاءِ الثَّلاَثُ،إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثًا،أَوْ سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثًا.
الجزم بالدعاء،والثقة بالله،والعلم بأنه سبحانه يجيب الدعاء مهما كان عظيما أو صعبا،فهو القادر أن يجعل من كل هم فرجا،ومن كل ضيق مخرجا،ومن كل شدة ظفرا ونصرا.
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِذَا دَعَا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ ».مالك
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى،اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى،إِنْ شِئْتَ.لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ،فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ » ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيُعْظِمِ الرَّغْبَةَ،فَإِنَّهُ لاَ يَتَعَاظَمُ عَلَى اللهِ شَيْءٌ. رواه ابن حبان.
فذنوب العباد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها وأعظم،فهي صغيرة في جنب عفو الله ومغفرته،فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ: وَاذُنُوبَاهُ وَاذُنُوبَاهُ،فَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا،فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ r: " قُلِ: اللهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي،وَرَحْمَتُكَ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلِي "،فَقَالَهَا ثُمَّ قَالَ: " عُدْ "،فَعَادَ،قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " عُدْ "،فَعَادَ قَالَ: " قُمْ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ "
عدم التكلف في الدعاء،وترك السجع فيه،وتعلم المأثور منه في الكتاب والسنة.
فعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَسْتَحِبُّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ. رواه أبو داود.
افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله،والصلاة والسلام على نبيه rواختتام الدعاء بمثل ذلك. حكى الطرطوشي رحمه الله عن أبي سليمان الداراني رضي الله عنه أنه قال:إذا سألت الله تعالى حاجة فابدأ بالصلاة على النبي rثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما"
وقال النووي رحمه الله: أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء ثم الصلاة على رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال وكذا يختم الدعاء بهما".
عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنْبِيِّ،أَنَّهُ سَمعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: سَمعَ رَسُولُ اللهِ rرَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ،لَمْ يُمَجِّدِ اللهَ،وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: عَجِلْتَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي،ثُمَّ عَلَّمَهُمْ رَسُولُ الله r،وَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ rرَجُلاً يُصَلِّي،فَمَجَّدَ اللهَ،وَحَمِدَهُ،وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: ادْعُ تُجَبْ،وَسَلْ تُعْطَ." رواه أبو داود والنسائي.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: " لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ،إِنَّ الرَّاكِبَ يَمْلَأُ قَدَحَهُ مَاءً ثُمَّ يَضَعُهُ،ثُمَّ يَأْخُذُ فِي مَعَالِيقِهِ حَتَّى إِذَا فَرَغَ جَاءَ إِلَى الْقَدَحِ،فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ شَرِبَ،وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشَّرَابِ تَوَضَّأَ،فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ أَهْرَاقَهُ،وَلَكِنِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ " البيهقي.
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ،قَالَ: " كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ،وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ r"
التأمين على دعاء النفس وعلى دعاء الغير.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله rقال:" إذا دعا أحدُكم فَلْيُؤَمِّنْ على دعاءِ نفسِهِ " رواه ابن عدي.
وعَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ وَكَانَ مُسْتَجَابًا أَنَّهُ أُمِّرَ عَلَى جَيْشٍ فَدَرَّبَ الدُّرُوبَ،فَلَمَّا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ لِلنَّاسِ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:" لَا يَجْتَمِعُ مَلَأٌ فَيَدْعُو بَعْضُهُمْ وَيُؤَمِّنُ سَائِرُهُمْ إِلَّا أَجَابَهُمُ اللَّهُ "،ثُمَّ إِنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ:اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَاجْعَلْ أُجُورَنَا أُجُورَ الشُّهَدَاءِ،فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ الْهِنْبَاطُ أَمِيرُ الْعَدُوِّ فَدَخَلَ عَلَى حَبِيبٍ سُرَادِقَهُ.قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ:" الْهِنْبَاطُ بِالرُّومِيَّةِ صَاحِبُ الْجَيْشِ " رواه الطبراني.
تجنب الاعتداء في الدعاء،والحذر من الدعاء على النفس أو الأهل أو الولد أو أحد المخلوقات.
قال تعالى:{ وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11)} الإٌسراء.
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ عَجَلَةِ الإِنْسَانِ،وَدُعَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ فِي بَعْضِ الأَحْيَانِ بِالشَّرِّ حِينَ الغَضَبِ،كَمَا يُسَارِعُ إِلَى الدُّعَاءِ فِي الخَيْرِ،فَلَوِ اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ لأَهْلَكَهُ وَأَهْلَكَ أَهْلَهُ.وَالَّذِي يَحْمِلُ الإِنْسَانَ عَلَى ذلِكَ هُوَ قَلَقُهُ،وَعَجَلَتُهُ،وَقِلَّةُ صَبْرِهِ .
وقال عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (11) سورة يونس.
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ حِلْمِهِ وَلُطْفِهِ بِعِبَادِهِ،وَيَقُولُ إِنَّهُ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَوْلاَدِهِمْ بِالشَّرِّ فِي حَاَل ضَجَرِهِمْ وَغَضَبِهِمْ،لأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ لاَ يُرِيدُونَ ذَلِكَ،فَلِذَلِكَ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ لُطْفاً مِنْهُ،وَرَحْمَةً بِهِمْ .
أَمَّا إِذَا دَعَوا لأَنْفُسِهِمْ وَأَوْلاَدِهِمْ بِالخَيْرِ وَالبَرَكَةِ فَإِنَّهُ يَسْتَجِيبُ لَهُمْ.وَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَوِ اسْتَجَابَ لَهُمْ فِي كُلِّ دَعْوَةٍ تَجْرِي عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ لأَهْلَكَهُمْ.وَيَتْرُكُ اللهُ تَعَالَى الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ،وَلاَ يَرْجُونَ لِقَاءَهُ فِي الآخِرَةِ،سَادِرِينَ فِي غَيِّهِمْ،مُسْتَمِرِّينَ فِي طُغْيَانِهِمْ،مُتَحَيِّرِينَ لاَ يَهْتَدُونَ إِلَى الخُرُوجِ مِمَّا هُمْ فِيهِ،حَتَّى يَجِيءَ اليَوْمُ الذِي وَعَدَهُمُ اللهُ بِهِ .
( وَقَدْ يَكُونُ المَعْنَى:لَوْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يُعَجِّلُ لِلنَّاسِ إِجَابَةَ دُعَائِهِمْ وَاسْتِعْجَالِهِمْ فِي الشَّرِّ فِيمَا فِيهِ مَضَرَّتُهُمْ،فِي النَّفْسِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ - كَمَا اسْتَعْجَلَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ رَسُولَ اللهِ بِالعَذَابِ الذِي أَنْذَرَهُمْ بِهِ - كَاسْتِعْجَالِهِمْ بِالخَيْرِ الذِي يَطْلُبُونَهُ بِدُعَائِهِمْ اللهَ،لَقَضَى إِلَيْهِمْ أَجَلَهُمْ قَبْلَ وَقْتِهِ الطَّبِيعِيِّ المُحَدَّدِ لَهُمْ،كَمَا أَهْلَكَ الذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ،وَاسْتَعْجَلُوا بِالعَذَابِ مِنْ قَبْلِهِمْ ) .
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ rوَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ،وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ،وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ،فَدَنَا عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ،فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ،ثُمَّ بَعَثَهُ،فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ،فَقَالَ:شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ هَذَا اللاَّعِنُ بَعِيرَهُ ؟ قَالَ:أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ،قَالَ:انْزِلْ عَنْهُ،فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ،لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ،وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ،وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ،لاَ تُوَافِقُوا مِنَ السَّاعَةِ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ."
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ،قَالَتْ:دَخَلَ رَسُولُ اللهِ rعَلَى أَبِي سَلَمَةَ،وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ وَقَالَ:إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ،تَبِعَهُ الْبَصَرُ،فَصَاحَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ،فَقَالَ:لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ،فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ عَلَى مَا تَقُولُونَ،ثُمَّ قَالَ:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ،وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمُقَرَّبِينَ،وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ،وَاغْفِرْ لَهُ وَلَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ،وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ.
بجنب استبطاء الإجابة،واليأس والقنوط من قضاء حاجته،ثم استصغار شأن الدعاء،وعدم الاهتمام به،ثم تركه بعد ذلك.
عَنْ جَابِرٍ،عَنِ النَّبِيِّ rأَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُوَكَّلٌ بِحَاجَاتِ الْعِبَادِ،فَإِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ: يَا جِبْرِيلُ،احْبِسْ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا،فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ صَوْتَهُ،وَإِذَا دَعَاهُ عَبْدُهُ الْكَافِرُ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اقْضِ حَاجَةَ عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْغَضُهُ وَأَبْغَضُ صَوْتَهُ ".
وعن ثَابِتَ،قَالَ: " أَخَذَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ ابْنَ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ فَحَبَسَهُ فِي السِّجْنِ،فَلَمْ يَدَعْ صَفْوَانُ أَحَدًا مِنَ الْوُجُوهِ إِلَّا تَجَمَّلَ بِهِ عَلَيْهِ،فَلَمْ يَرَ لِحَاجَتِهِ نَجَاحًا،فَبَاتَ فِي مُصَلَّاهُ فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ،فَقَالَ: قُمْ يَا صَفْوَانُ فَاطْلُبْ حَاجَتَكَ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهَا،قَالَ: فَقَامَ فَزِعًا،فَتَوَضَّأَ،ثُمَّ صَلَّى،ثُمَّ دَعَا،فَإِذَا بِابْنِ أَخِيهِ يَضْرِبُ الْبَابَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلَانٌ،- يَعْنِي ابْنَ أَخِيهِ - فَقَالَ: وَأَيُّ هَذِهِ السَّاعَةِ ؟ قَالَ: انْتَبَهَ الْأَمِيرُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَدَعَا بِالنِّيرَانِ وَالشُّرَطِ وفُتِحَتْ أَبْوَابُ السُّجُونِ وَنُودِيَ: أَيْنَ ابْنُ أَخِي صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ؟ أَخْرِجُوهُ،فَإِنِّي قَدْ مُنِعْتُ النَّوْمَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ "





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:45 PM
المشاركة 74
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
وعن يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ الرَّازِيِّ ,قالَ: " عِيلَ صَبْرِي،وَضَاقَ صَدْرِي،وَاشْتَدَّتْ فَاقَتِي إِلَى مَغْفِرَتِكَ وَعَظُمَ رَجَائِي لِرَحْمَتِكَ،أَلْحَحْتُ فِي الدُّعَاءِ اضْطِرَارًا وَأَنْتَ تُجِيبُنِي إِذَا شِئْتَ اخْتِيَارًا،أَمَا تَرْحَمُنِي مُحْتَاجًا إِلَيْكَ وَمُعْتَمِدًا فِي حَاجَتِي عَلَيْكَ،لَيْسَ لِي إِلَهٌ سِوَاكَ فَأَلْتَجِئُ إِلَيْهِ،وَلَا لَكَ شَرِيكٌ فَأَعْتَمِدُ عَلَيْهِ بِنُورِ جَلَالِ وَجْهِكَ،أَسْأَلُكَ إِلَّا عَجَّلْتَ فَرَجِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ "
وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ،قَالَ:" كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r،إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ،فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ جُلَسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ r،فَاعْتَنَقَهُ،وَقَبَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَبِينَ صَاحِبِهِ مَوْضِعَ السُّجُودِ،وَالنَّبِيُّ rيَنْظُرَ إِلَيْهِمَا مُبْتَسِمًا،فَقَالَ تَمِيمٌ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،مَا تَقُولُ فِي الِاعْتِنَاقِ لِلْمُسْلِمِينَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " نَعَمْ يَا تَمِيمُ،إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا الْتَقَيَا،فَتَصَافَحَا،وَسَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ،وَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ هَذَانِ تَحَاتَّتْ ذُنُوبُهُمَا عَنْهُمَا،كَمَا تَحَاتُّ الْوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ يَا تَمِيمُ،بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ،يَرْعَى غَنَمًا لَهُ فِي جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذْ هُوَ بِصَوْتِ رَجُلٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَيُمَجِّدُهُ،فَذَهَلَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ غَنَمِهِ،وَقَصَدَ الصَّوْتَ،فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ طُوَالٍ يُسَمَّى:أَهْلَثُ الْعَابِدُ،طُولُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا،فَسَلَّمَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ،وَقَالَ لَهُ:يَا أَهْلَثُ،بَعْدَ أَنْ عَرَفَ اسْمَهُ،هَلْ بَقَيَ مِنْ قَوْمِكَ غَيْرُكَ ؟ قَالَ:لَا،قَالَ:فَمَنْ رَبُّكَ ؟ قَالَ:رَبُّ السَّمَاءِ،قَالَ:فَمَنْ رَبُّ السَّمَاءِ ؟ قَالَ:رَبُّ السَّمَاءِ اللَّهُ،قَالَ:مَا دِينُكَ ؟ قَالَ:الْإِسْلَامُ،قَالَ:فَأَيْنَ قِبْلَتُكَ ؟ قَالَ:فَأَوْمَى بِيَدِهِ نَحْوَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ،فَسُرَّ إِبْرَاهِيمُ بِذَلِكَ،فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:فَأَيْنَ مَسْكَنُكَ ؟ فَقَالَ:فِي جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ:فَأُحِبُّ أَنْ أَرَاهُ،قَالَ:لَنْ تَسْتَطِيعَ،قَالَ:وَلِمَ ؟ قَالَ:إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَهْرًا مِنْ مَاءٍ،بَعِيدًا غَوْرُهُ،كَثِيرًا مَاؤُهُ،قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:فَأَيْنَ مَمْشَاكَ ؟ قَالَ:عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:فَإِنَّ الَّذِي ذَلَّلَهُ لَكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُسَخِّرَهُ لِي،فَمَضِيَا يَمْشِيَانِ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى بَيْتِ أَهْلَثَ،فَإِذَا قِبْلَتُهُ،قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ،فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:أَيُّ يَوْمٍ أَشَدُّ عَلَى النَّاسِ يَا أَهْلَثُ ؟ قَالَ:يَوْمُ يَنْزِلُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ،فَتُوضَعُ الْمَوَازِينُ،وَتُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ،قَالَ إِبْرَاهِيمُ:صَدَقْتَ يَا أَهْلَثُ إِنَّهُ لِيَوْمٌ عَظِيمٌ،إِلَّا مَنْ هَوَّنَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ،قَالَ إِبْرَاهِيمُ:يَا أَهْلَثُ،ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْنَا هَوْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ،قَالَ أَهْلَثُ:هَذَا إِلَيْكَ،يَرْحَمُكَ اللَّهُ،إِنَّ لِي عَشَرَ سِنِينَ،أَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَمْ أَرْ لَهَا إِجَابَةً،قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:يَا أَهْلَثُ،إِنَّ اللَّهُ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا،وَكَانَ دَعَّاءً،فَدَعَا:يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:صَوْتٌ أُحِبُّهُ لَا أُنْكِرُهُ،امْكُثُوا لِقَضَاءِ حَاجَةِ عَبْدِي،وَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ غَيْرَ دَعَّاءٍ،فَدَعَا،يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:صَوْتٌ أَبْغَضُهُ،وَأُنْكِرُهُ،اقْضُوا حَاجَةَ عَبْدِي،وَمَا كَانَ مِنْ دُعَاءه،قَالَ:بَيْنَا أَنَا فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الَّذِي رَأَيْتُ،رَأَيْتُ وَجْهًا عَلَيْهِ ذُؤَابَتَانِ تَضْرِبَانِ خُضْرَةً يَرْعَى غَنَمًا حِسَانًا،وَبَقَرًا سِمَانًا،فَلَا أَدْرِي أَيُّ الْأَشْيَاءِ أَحْسَنَ،الْغُلَامُ أَمْ رَعِيَّتُهُ فَإِذَا هُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ،وَيَحْمَدُهُ،وَيُهَلِّلُهُ،وَيُكَبِّرُهُ،و َدُمُوعُهُ تَسِيلُ،فَدَنَوْتُ مِنْهُ،فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ،فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ،قَالَ أَهْلَثُ:فَقُلْتُ:يَا غُلَامُ،لِمَنْ هَذِهِ الْبَقَرَةِ وَالْغَنَمِ ؟ قَالَ:لِإِبْرَاهِيمَ،قَال:وَمَنْ إِبْرَاهِيمُ ؟ قَالَ:إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ،قُلْتُ:وَمَا أَنْتَ مِنْهُ ؟ قَالَ:ابْنُ ابْنِهِ،وَهُوَ جَدِّي فَأَنَا مُبْتَهِلٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِنْ كَانَ لَهُ فِي الْأَرْضِ خَلِيلٌ أَنْ يُرِينَهُ قَبْلَ الْمَوْتِ قَالَ:فَتَبَسَّمَ إِبْرَاهِيمُ،ثُمَّ قَالَ:يَا أَهْلَثُ،أَنَا إِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ،وَالْخَلِيلُ:هُوَ الصَّدِيقُ،فَقَامَ أَهْلَثُ قَائِمًا يَبْكِي،فَاعْتَنَقَ إِبْرَاهِيمَ،وَقَبَّلَ مَوْضِعَ السُّجُودِ،عِنْدَ ذَلِكَ شَهَقَ أَهْلَثُ شَهْقَةً حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا،وَتَوَلَّى إِبْرَاهِيمُ أَهْلَثَ حَتَّى أَجَنَّهُ فِي حُفْرَتِهِ هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ وَلَدِهِ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ،أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ،مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ،قِيلَ:يَا رَسُولَ اللهِ،كَيْفَ يَسْتَعْجِلُ ؟ قَالَ:يَقُولُ:قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي،فَيَنْحَسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ،فَيَتْرُكُ الدُّعَاءَ. رواه مسلم.
ترصّد الأوقات المباركة والأزمان الكريمة،واعتنام المواسم والحالات الشريفة والأمكنة الطاهرة المقدسة،للتضرّع والدعاء،كأوقات السحر،والجمع،ورمضان،وعشر ذي الحجة،ويوم عرفة،وبعد الصلوات،وعند الإفطار،وفي السجود.. وحالات رقة القلب وإقباله على الله تعالى:وفي المسجد الحرام والمسجد النبوي وبيوت الله..
قال تعالى:{ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} الذاريات.
{ وَبِالأسْحَارِ } التي هي قبيل الفجر { هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الله تعالى،فمدوا صلاتهم إلى السحر،ثم جلسوا في خاتمة قيامهم بالليل،يستغفرون الله تعالى،استغفار المذنب لذنبه،وللاستغفار بالأسحار،فضيلة وخصيصة،ليست لغيره،كما قال تعالى في وصف أهل الإيمان والطاعة: { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ }
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:يَنْزِلُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَلاَ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ:مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ ؟. " متفق عليه.
وعن أبي هُرَيْرَةَ،عَنْ رَسُولِ اللهِ r،قَالَ:إِذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلاَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ:مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي أَسْتَجِيبُ لَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي أَرْزُقُهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي أَغْفِرُ لَهُ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ،وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالاَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ،نَزَلَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ:هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ.
عَنْ أَبِي أُمَامةَ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r،قَالَ:"تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ،وَيُسْتَجَابُ الدُّعَاءُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ: عِنْدَ الْتِقَاءِ الصُّفُوفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ،وَعِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلاةِ،وَعِنْدَ رُؤْيَةِ الْكَعْبَةِ". رواه الطبراني.
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- :« ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ وَعِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ».
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: سَاعَتَانِ لاَ تُرَدُّ عَلَى دَاعٍ دَعْوَتُهُ،حِينَ تُقَامُ الصَّلاَةُ وَفِي الصَّفِّ فِي سَبِيلِ اللهِ.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِى آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِىِّ -r- ثُمَّ لْيَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لاَ تَدَعْ لِى ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَلاَ حَاجَةً هِىَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ».
وعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ،قَالَ:دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَقَالَ لِي:أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ حَسَنٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ:بَلَى حَدِّثْنِي،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(( مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَةٌ فَلْيَدْعُ بِهَا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَفْرُوضَةٍ )) ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rقَالَ:إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ،فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ. " رواه مسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ:الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ،وَالإِمَامُ الْعَادِلُ،وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ." ابن حبان
وعن سَعْدَ الطَّائِيَّ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ،يَقُولُ:قُلْنَا:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ رَقَّتْ قُلُوبَنَا،وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الآخِرَةِ،وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا،وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ،فَقَالَ:لَوْ تَكُونُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِأَكُفِّكُمْ،وَلَوْ أَنَّكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ،وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ،قَالَ:قُلْنَا:يَا رَسُولَ اللهِ،حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ مَا بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ:لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ،وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَمِلاَطُهَا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ،وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ أَوِ الْيَاقُوتُ،وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ،مَنْ يَدْخُلْهَا يَنْعَمْ،فَلاَ يَبْؤُسُ،وَيَخْلُدْ لاَ يَمُوتُ لاَ تَبْلَى ثِيَابُهُ،وَلاَ يَفْنَى شَبَابُهُ،ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ:الإِمَامُ الْعَادِلُ،وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ،وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ،وَيَقُولُ الرَّبُّ:وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ." ابن حبان
الإكثار من الدعاء والتوسل إلى الله تبارك وتعالى في أوقات اليسر والرخاء،ليستجيب الله تعالى له في أوقات العسر والشدة والضراء.
قال تعالى: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) } [الأنبياء:89،90]





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:46 PM
المشاركة 75
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
واذكر - أيها الرسول - قصة عبد الله زكريا حين دعا ربه أن يرزقه الذرية لما كَبِرت سنُّه قائلا رب لا تتركني وحيدًا لا عقب لي،هب لي وارثًا يقوم بأمر الدين في الناس من بعدي،وأنت خير الباقين وخير مَن خلفني بخير.فاستجبنا له دعاءه ووهبنا له على الكبر ابنه يحيى،وجعلنا زوجته صالحة في أخلاقها وصالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عاقرًا،إنهم كانوا يبادرون إلى كل خير،ويدعوننا راغبين فيما عندنا،خائفين من عقوبتنا،وكانوا لنا خاضعين متواضعين.
أقول لمن يُعاني من العقم وعدم الإنجاب وضاقتْ به أسباب الدنيا،وطرق باب الأطباء أن يلجأ إلى الله بما لجأ به زكريا - عليه السلام - وأهله { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } [الأنبياء: 90] خذوها (روشتة) ربانية،ولن تتخلف عنكم الاستجابة بإذن الله.لكن،لماذا هذه الصفة بالذات: { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ.. } [الأنبياء: 90]؟
قالوا: لأنك تلاحظ أن أصحاب العُقْم وعدم الإنجاب غالباً ما يكونون بُخَلاء مُمْسِكين،فليس عندهم ما يُشجِّعهم على الإنفاق،فيستكثرون أن يُخرجوا شيئاً لفقير؛ لأنه ليس ولده.فإذا ما سارع إلى الإنفاق وسارع في الخيرات بشتى أنواعها،فقد تحدَّى الطبيعة وسار ضدها في هذه المسألة،وربما يميل هؤلاء الذين ابتلاهم الله بالعُقْم إلى الحقد على الآخرين،أو يحملون ضغينة لمن ينجب،فإذا طرحوا هذا الحقد ونظروا لأولاد الآخرين على أنهم أولادهم،فعطفوا عليهم وسارعوا في الخيرات،ثم توجَّهوا إلى الله بالدعاء رَغَباً ورَهَباً،فإن الله تعالى وهو المكوِّن الأعلى يخرق لهم النواميس والقوانين،ويرزقهم الولد من حيث لا يحتسبون.
ومعنى: { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } [الأنبياء: 90] يعني: راضين بقدرنا فيهم،راضين بالعُقْم على أنه ابتلاء وقضاء،ولا يُرفع القضاء عن العبد حتى يرضى به،فلا ينبغي للمؤمن أنْ يتمرَّد على قدر الله،ومن الخشوع التطامن لمقادير الخَلْق في الناس.
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِى الرَّخَاءِ ». رواه الترمذي .
وقال الشعراني رحمه الله:" أخذ علينا العهد العام من رسول الله r) أن نحسن ظننا في ربنا،وأنه يجيب دعاءنا ولا نترك الدعاء أبدا استنادا إلى السوابق،فإن في ذلك تعطيلا للأوامر الشرعية،ولو تأمل العبد وجد نفس دعائه من الأمور السوابق،ونحن نعلم من ربنا جل وعلا أنه يحب من عبده إظهار الفاقة والحاجة،ويثيب عبده على ذلك سواء أعطاه أو منعه،وأكثر من يخل بهذا العمل العهد من سلك الطريق بغير شيخ،فيترك الوسائل كلها ويقول: إن كان سبق لي قضاء هذه الحاجة فلا حاجة للدعاء،وإن لم يقسم لي قضاء تلك الحاجة فلا فائدة في الدعاء،وقد مكثت أنا في هذا المقام نحو شهر ثم أنقذني الله منه على يد شيخي الشيخ محمد الشناوي رحمه الله،وفي القرآن العظيم: {قُلْ مَايَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ}. فأخبر أن العبد من أدبه مع الله أن يدعوه في كل شدة ولا يعوِّل على السوابق،فإن العبد لا يعلمها نفيا ولا إثباتا،وقد دعت الأكابر من الأنبياء والأولياء ربهم سبحانه وتعالى ولم ينظروا إلى السوابق. {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} والله يتولى هداك."
تجنّب الحرام في المطعم أو الملبس أو المسكن أو المشرب،فإن الله سبحانه وتعالى طيب ولا يقبل إلا طيبا.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: أَيُّهَا النَّاسُ،إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا،وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ،فَقَالَ:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (51) سورة المؤمنون،وَقَالَ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (172) سورة البقرة،ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ،ثُمَّ يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ:يَا رَبِّ،يَا رَبِّ،وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ،وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ،وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ،وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ،فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ. " رواه مسلم
سؤال الله تعالى ودعاؤه بأسمائه الحسنى،والثناء عليه وتمجيده بصفاته العليا.
قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (180) سورة الأعراف
وَللهِ،دُونَ غَيْرِهِ،جَمِيعُ الأَسْمَاءِ الدَّالَّةِ عَلَى أَحْسَنِ المَعَانِي،وَأَكْمَلِ الصِّفَاتِ،فَاذْكُرُوهُ وَنَادُوهُ بِهَا،إِمَّا لِلْثَنَاءِ عَلَيْهِ،وَإِمَّا لِسُؤالِهِ العَوْنَ وَالمَغْفِرَةَ،وَمَا أَنْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ.وَادْعُوهُ يَا أَيُّها المُؤْمِنُونَ،وَاتْرُكُوا جَمِيعَ الذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ بِالمَيْلِ فِي أَلْفَاظِهَا،أَوْ مَعَانِيهَا عَنْ نَهْجِ الحَقِّ،مِنْ تَحْرِيفٍ أَوْ تَأْوِيلٍ أَوْ شْرِكٍ أَوْ تَكْذِيبٍ،أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ،أَوْ مَا يَنْفِي وَصْفَها بِالحُسْنَى،لأنَّ هَؤُلاَءِ المُلْحِدِينَ سَيُجْزَوْنَ جَزَاءً وِفَاقاً عَلَى أَعْمَالِهِمْ،وَتَنْزِل بِهِم العُقُوبَةُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.فَاجْتَنِبُوا إِلْحَادَهُمْ فِي أسْمَاءِ اللهِ لِكَيْلا يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ .
وقال سبحانه: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (110) سورة الإسراء
قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِهَؤُلاَءِ المُشْرِكِينَ المُنْكِرِينَ صِفَةَ الرَّحْمَن ِللهِ عَزَّ وَجَلَّ،المُعَارِضِينَ تَسْمِيَتَهُ بِالرَّحْمَنِ:لاَ فَرْقَ بَيْنَ دُعَائِكُمْ لَهُ بِاسْمِ اللهِ،أَوْ بِاسْمِ الرَّحْمَنِ،فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى ذُو الأَسْمَاءِ الحُسْنَى .وَلاَ تَجْهَرْ أَيُّهَا الرَّسُولُ بِصَلاَتِكَ،وَلاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ بِالقُرْآنِ فَيَسْمَعُكَ المُشْرِكُونَ،فَيَسُبُّوا القُرْآنَ.وَلَا تُخَافِتْ بِهَا عَنْ أَصْحَابِكَ،فَلاَ تُسْمِعَهُمُ القُرآنَ،لِيَأْخُذُوا عَنْكَ،وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً وَسَطاً .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -r- قَالَ « أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ » رواه الترمذي.
وعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ،قَالَ:مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَسْتَفْتِحُ دُعَاءً إِلاَّ اسْتَفْتَحَهُ:بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَلِيِّ،الأَعْلَى الْوَهَّابِ " رواه الحاكم.
وعن إِيَاسِ بِ سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ: قَلَّمَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَسْتَفْتِحُ بِدُعَاءٍ إِلا سَمِعْتُهُ:"يَسْتَفْتِحُ بِسُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى الْوَهَّابِ" .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ،قَالَ:مَرَّ النَّبِيُّ rبِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ.فَقَالَ:قَدْ سَأَلْتَ الْبَلاَءَ فَسَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ قَالَ:وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ:يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِِكْرَامِ.قَالَ:قَدْ اسْتُجِيبَ لَكَ فَسَلْ،وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ.قَالَ:يَا ابْنَ آدَمَ أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ ؟ قَالَ:دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ.قَالَ:فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ فَوْزٌ مِنَ النَّارِ،وَدُخُولُ الْجَنَّةِ."
وعَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ،قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ rبِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي إلى الإِسْلَامِ،وَجَعَلَنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: " شَكَرْتَ عَظِيمًا "،وَمُرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،فَقَالَ: " قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكَ فَسَلْ "
الإكثار من الدعاء لأهله وأرحامه وإخوانه وجيرانه وأصدقائه ولمن أوصاه بالدعاء لينال مثل ما دعا به دعوة من الملك.
قال تعالى حكاية عن سيدنا موسى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (151) سورة الأعراف.
لَمَّا تَحَقَّقَ مُوسَى مِنْ بَرَاءَةِ هارُونَ،وَأَنَّهُ قَامَ بِوَاجِبِهِ كَامِلاً نَحْوَ قَوْمِهِ،دَعَا رَبَّهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ مَا فَرَطَ مِنْهُ مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ،فِيهما غِلْظَةٌ وَجَفَاءٌ،بِحَقِّ أَخيهِ،وَأَنْ يَغْفِرَ لأَخِيهِ مَا عَسَاهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَصَّرَ فِيهِ مِنْ نَهيِ القَوْمِ عَنْ فِعْلِ مَا فَعَلُوهُ،مِنْ عِبَادَةِ العِجْلِ،وَأَنْ يُدْخِلهُمَا فِي رَحْمَتِهِ التِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ،وَأَنْ يَغْمُرَهُما بِجُودِهِ وَفَضْلِهِ،فَهُوَ تَعَالَى أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ جَمِيعاً بِعِبَادِهِ .
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ،وَكَانَ تَحْتَهُ الدَّرْدَاءُ،قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَلَمْ أَلْقَهُ،وَلَقِيتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ ؟،قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ،قَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ،فَإِنَّ النَّبِيَّ rيَقُولُ: " دُعَاءُ الْمُسْلِمِ يُسْتَجَابُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ،عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ،مَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ إِلَّا قَالَ: آمِينَ،وَلَكَ بِمِثْلٍ ".قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ.أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ،قَالَ الْمَلَكُ:وَلَكَ بِمِثْلٍ،وَلَكَ بِمِثْلٍ "





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:47 PM
المشاركة 76
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
مختارات من أدعية القرآن الكريم
سورة الفاتحة.
2-{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)} البقرة.
3-{رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)} البقرة.
4-{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8)} آل عمران.
5-{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (192) رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)} آل عمران.
6-{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40)} إبراهيم.
7-{رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً (80)} الإسراء.
8-{رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10)} الكهف.
9-{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)} طه.
10-{رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً (114)} طه.
11-{لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)} الأنبياء.
12-{رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98))}الأنبياء.
13-{رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)} المؤمنون.
14-{رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66)} الفرقان.
15-{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74)} الفرقان.
16-{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)} النمل.
17-{قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)} الزمر.
18-{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10)} الحشر.
19-{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} نوح 28.
المعوذتان.
مختارات من الأدعية النبوية الشريفة
عَنْ عَبْدِ اللهِ،أَنَّ النَّبِيَّ rكَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى،وَالتُّقَى،وَالْعَفَافَ،وَالْغِنَى." مسلم .
وعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَانِ الْحُبُلِيِّ،أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ:إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا،بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَانِ،كَقَلْبٍ وَاحِدٍ،يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ.ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: اللَّهُمَّ،مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ،صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ." مسلم
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:يَقُولُ الرَّجُلُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ،ثُمَّ يَسْكُتُ،فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ:إِلَّا بَلَاءً فِيهِ عَلَاءٌ "
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ rكَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ،وَدَرْكِ الشَّقَاءِ،وَسُوءِ الْقَضَاءِ،وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rيَقُولُ :اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي،وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي،وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي،وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ،وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ." مسلم
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ r: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ،وَمِنْ تَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ،وَمِنْ فَجْأَةِ نِقْمَتِكَ،وَمِنْ جَمِيعِ سَخَطِكَ وَغَضَبِكَ ".رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ النَّبِيَّ rكَانَ يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ،وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ،وَالْجُبْنِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ،وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
وعَنْ أَنَسٍ،قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ rيَدْعُو،يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ،وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ،وَالْقَسْوَةِ وَالْغَفْلَةِ،وَالذِّلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْكُفْرِ،وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ،وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبَكَمِ،وَالْجُنُونِ،وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ،وَسَيِّيءِ الأَسْقَامِ.
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ لاَ أَقُولُ لَكُمْ إِلاَّ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَقُولُ كَانَ يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا ».
وعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -r- يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلاَقِ وَالأَعْمَالِ وَالأَهْوَاءِ ».
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:إذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ:اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ الْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ،اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالْجَوَارَ مِنَ النَّارِ،اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْته،وَلا هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْته،وَلا حَاجَةً إِلاَّ قَضَيْتهَا.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ r: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ،وَقَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ،وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ،وَنَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ،وَمِنَ الْجُوعِ،فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ،وَمِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ،وَمِنَ الْكَسَلِ،وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ،وَمِنَ الْهَرَمِ،وَمِنْ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ،وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ،وَعَذَابِ الْقَبْرِ،وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ قُلُوبًا أَوَّاهَةً مُخْبِتَةً مُنِيبَةً فِي سَبِيلِكَ،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ،وَمُنْجِيَاتِ أَمْرِكَ،وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ،وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ،وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ،وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ "
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r:
كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُولُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ،وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ،وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ،اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي،وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ،قَالَ:وَكَانَ رَسُولُ اللهِ rإِذَا ذَكَرَ دَاوُدَ يُحَدِّثُ عَنْهُ،قَالَ:كَانَ أَعْبَدَ الْبَشَرِ." الترمذي
وعَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ،أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ:احْتَبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ rذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ،فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ rسَرِيعًا،فَثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلاَتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ.قَالَ:كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ.ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا.فَقَالَ:إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الْغَدَاةَ إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ،فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي فَنَعَسْتُ فِي صَلاَتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ،فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ.فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ:لاَ أَدْرِي يَا رَبِّ،قَالَ:يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ:لاَ أَدْرِي رَبِّ،قَالَ:يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ:لاَ أَدْرِي يا رَبِّ،فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ:يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ:فِي الْكَفَّارَاتِ.قَالَ:وَمَا الْكَفَّارَاتُ ؟ قُلْتُ:نَقْلُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ،وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَواتِ،وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ.قَالَ:وَمَا الدَّرَجَاتُ ؟ قُلْتُ:إِطْعَامُ الطَّعَامِ،وَلِينُ الْكَلاَمِ،وَالصَّلاَةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.قَالَ:سَلْ.قُلْتُ:اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ،وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ،وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي،وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ،وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ،وَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا."
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ،سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ:كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ rالْوَحْيُ يُسْمَعُ عِنْدَ وَجْهِهِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ،فَمَكَثْنَا سَاعَةً،فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ،فَقَالَ:اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا،وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا،وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا،وَآثِرْنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا،وَارْضَ عَنَّا وَأَرْضِنَا ثُمَّ قَالَ:لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ،مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا:{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حَتَّى خَتَمَ الْعَشْرَ آيَاتٍ.".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،عَنْ أَبِيهِ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rكَانَ يَقُولُ:اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي شَكُورًا،وَاجْعَلْنِي صَبُورًا،وَاجْعَلْنِي فِي عَيْنَيَّ صَغِيرًا،وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرًا.".
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ؛ قَالَ:كَانَ رَسُولُ اللهِ rلَا يَكَادُ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ ؛ إِلَّا دَعَا بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ:« اللهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ،وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ إِلَى رَحْمَتِكَ،وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا،وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا،وَاجْعَلْ ذَلِكَ الْوَارِثَ مِنَّا،وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا،وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينَنَا،وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا،وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا ».
وعَنْ عَلِيٍّ،قَالَ:ما مِنْ كَلِمَاتٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يَقُولَهُنَّ الْعَبْدُ:اللَّهُمَّ لاَ إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ اللَّهُمَّ لاَ أَعْبُدُ إِلاَّ إيَّاكَ،اللَّهُمَّ لاَ أُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا،اللَّهُمَّ إنِّي قَدْ ظَلَمْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي،إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.
وعَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ - r- أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى خَطِيئَتِى وَجَهْلِى وَإِسْرَافِى فِى أَمْرِى،وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّى،اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى هَزْلِى وَجِدِّى وَخَطَاىَ وَعَمْدِى،وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِى »

____________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:49 PM
المشاركة 77
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-29-آداب الجمعة

يوم الجمعة يوم عظيم عند الله تعالى،أفرد في القرآن الكريم سورة سميت "سورة الجمعة" بينت أحكام صلاة الجمعة كأهم ما في هذا اليوم المبارك،وتوالت الأحاديث النبوية الشريفة تشرح قدر الجمعة،ووظائف المسلم فيه.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ».
وعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ،أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ rفَقَالَ:أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ ؟ قَالَ:فِيهِ خَمْسُ خِلاَلٍ:فِيهِ خُلِقَ آدَمُ،وَفِيهِ هَبَطَ آدَمُ،وَفِيهِ تُوُفِّيَ آدَمُ،وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللَّهَ عَبْدٌ فِيهَا شَيْئًا إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ مَأْثَمًا،أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ،وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ،وَلاَ سَمَاءٍ وَلاَ أَرْضٍ وَلاَ جِبَالٍ وَلاَ حَجَرٍ إِلاَّ وَهُوَ يُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ".
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّهُ قَالَ:خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ،فَلَقِيتُ كَعْبَ الأَحْبَارِ،فَجَلَسْتُ مَعَهُ،فَحَدَّثَنِي عَنِ التَّوْرَاةِ،وَحَدَّثْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ r،فَكَانَ فِيمَا حَدَّثَتْهُ،أَنْ قُلْتُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ،فِيهِ خُلِقَ آدَمُ،وَفِيهِ أُهْبِطَ،وَفِيهِ مَاتَ،وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ،وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ،وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،مِنْ حِينِ تُصْبِحُ،حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ،شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ إِلاَّ الْجِنَّ،وَالإِنْسَ،وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ،وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ قَالَ كَعْبٌ:ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ فَقُلْتُ:بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ،قَالَ:فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ،فَقَالَ:صَدَقَ رَسُولُ اللهِ r. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ،فَقَالَ:مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ فَقُلْتُ:مِنَ الطُّورِ،فَقَالَ:لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ،سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r،يَقُولُ:لاَ تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ:إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا،وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ،أَوْ مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ - شَكَّ أَيُّهُمَا -. قَالَ:قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلاَمٍ،فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبِ الأَحْبَارِ،وَمَا حَدَّثَتْهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ،فَقُلْتُ لَهُ:قَالَ كَعْبٌ:وَذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:كَذَبَ كَعْبٌ،قُلْتُ:ثُمَّ قَرَأَ التَّوْرَاةَ،فَقَالَ:بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:صَدَقَ كَعْبٌ،ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ ؟ قَالَ:ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:فَقُلْتُ لَهُ:فَأَخْبِرْنِي بِهَا وَلاَ تَضِنَّنَ عَلَيَّ،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ،قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:وَكَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ،وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي،وَتِلْكَ سَاعَةٌ لاَ يُصَلَّى فِيهَا،فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ:أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ،حَتَّى يُصَلِّيَهَا،قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:بَلَى،قَالَ:فَهُوَ ذَاكَ."
وقد خصّ الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي،وفرض فيه صلاة الجمعة،وخطبتها وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعا لقلوبهم،وتوحيدا لكلمتهم،وتعليما لحاهلهم،وتنبيها لغافلهم،وردا لشاردهم،بعد أسبوع كامل من العمل والإكتساب،كما حرّم فيه الاشتغال بأمور الدنيا،وبكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة عند الدعوة إليها.
فإذا سلمت الجمعة كانت كفارة لما سبقها خلال أيام الأسبوع،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ:الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ.
وقد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة،فعَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاَثًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ،فَهُوَ مُنَافِقٌ."
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَ جُمَعٍ مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الْإِسْلَامَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى.
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ -r- يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ « لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ ».
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،وَابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ r،أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:لَيَنْتَهِيَنَّ قَوْمٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ،أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ،وَلَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ."
وقد أتى على بعض الناس زمن،غفلوا عن واجباتهم الإسلامية،ومنها حقوق يوم الجمعة،فحسبوه يوم الراحة الأسبوعية،ويوم العطلة بعد العمل ينطلقون فيه إلى الملاعب والمنتزهات،وبأيديهم أدوات اللهو واللغو واللعب والغفلات،وصنوف الأطعمة والأشربة والملذات،في يوم جاء فيه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:عُرِضَتِ الْجُمُعَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r،جَاءَ جِبْرِيلُ فِي كَفِّهِ كَالْمِرَآةِ الْبَيْضَاءِ فِي وَسَطِهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ،فَقَالَ:" مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ:هَذِهِ الْجُمُعَةُ يَعْرِضُهَا عَلَيْكَ رَبُّكَ لِتَكُونَ لَكَ عِيدًا وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ،وَلَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ تَكُونُ أَنْتَ الْأَوَّلُ،وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ،وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يَدْعُو أَحَدٌ رَبَّهُ بِخَيْرٍ هُوَ لَهُ قَسْمٌ إِلَّا أَعْطَاهُ،أَوْ يَتَعَوَّذُ مِنْ شَرٍّ إِلَّا دَفَعَ عَنْهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ،وَنَحْنُ نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَةِ يَوْمَ الْمَزِيدِ،وَذَلِكَ أَنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ،فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ نَزَلَ مِنْ عِلِّيِّينَ،فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ،وَحَفَّ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوَاهِرِ،وَجَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ فَجَلَسُوا عَلَيْهَا،وَجَاءَ أَهْلُ الْغُرَفِ مِنْ غُرَفِهِمْ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى الْكَثِيبِ،وَهُوَ كَثِيبٌ أَبْيَضُ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ،ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ فَيَقُولُ:أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي،وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي،وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي،فَسَلُونِي،فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا،فَيَقُولُ:رِضَايَ أُحِلُّكُمْ دَارِي،وَأَنَالَكُمْ كَرَامَتِي،فَسَلُونِي،فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا،فَيَشْهَدُ عَلَيْهِمْ عَلَى الرِّضَا،ثُمَّ يَفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ،وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ،إِلَى مِقْدَارِ مُنْصَرَفِهِمْ مِنَ الْجُمُعَةِ،وَهِيَ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ أَوْ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ،مُطَّرَدَةٌ فِيهَا أَنْهَارُهَا،مُتَدَلِّيَةٌ،فِيهَا ثِمَارُهَا،فِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا،فَلَيْسَ هُمْ فِي الْجَنَّةِ بِأَشْوَقَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا نَظَرًا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وَكَرَامَتِهِ،وَلِذَلِكَ دُعِيَ يَوْمَ الْمَزِيدِ " .
ولقد أخبرنا سبحانه أنه حرم العمل على اليهود يوم السبت،وأمرهم بالتفرغ لعبادته،فعملوا الحيل،استهزاء بأمر الله تعالى واعتداء على حدوده،فغضب عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:50 PM
المشاركة 78
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
قال تعالى: { وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) }[الأعراف:163-166]
اسْأَلْ يَا مُحَمَّدُ،هَؤُلاءِ اليَهُودَ الذِينَ بِحَضْرَتِكَ عَنْ قِصَّةِ أَصْحَابِهِم الذِينَ خَالَفُوا أَمْرَ رَبِّهِمْ،فَأصَابَهُمْ بِنَقْمَتِهِ عَلَى اعْتِدَائِهِمْ وَاحْتِيَالِهِمْ فِي مُخَالَفَتِهِمْ أمْرَ رَبِّهِمْ وَحَذِّرْهُمْ مِنْ أَنْ يَحِلَّ بِهِمْ مَا حَلَّ بِأَصْحَابِهِمْ،أَصْحَابِ القَرِيَةِ التِي كَانَتْ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ ( وَهِيَ أَيْلَةُ أَوْ العَقَبَةُ اليَوْمَ )،فَقَدْ كَانَ اليَهُودُ فِيهَا يَعْتَدُونَ عَلَى حُرْمَةِ السَّبْتِ،وَيَتَجَاوُزُونَ حُكْمَ اللهِ الذِي يُحِرِّمُ عَلَيهِم الصَّيْدَ فِيهِ،فَقَدْ كَانَتِ الأَسْمَاكُ ( حِيتَانُهُمْ ) تَأتِيِهِمْ ظَاهِرَةً عَلَى سَطْحِ المَاءِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ الذِي كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ،فَلاَ يَصِيدُونَ فِيهِ،أَمَّا فِي اليَوْمِ الذِي لا يَسْبِتُونَ،وَلاَ يُعَظِّمُونَ حُرْمَةَ السَّبْتِ،فَكَانَتِ الحِيتَانُ لا تَظْهَرُ لَهُمْ،وَكَانَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً مِنَ اللهِ لَهُمْ،فَكَانَ اليَهُودُ المُعْتَدُونَ يَنْصِبُونَ الشِّبَاكَ لِلأَسْمَاكِ لِتَقَعَ فِيهَا،وَيَتْرُكُونَهَا فِي الشِّبَاكِ حَتَّى يَنْتَهِيَ السَّبْتُ فَيَأخُذُوهَا،فَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُمْ انْتِهَاكاً لِمَحَارِمِ اللهِ التِي فَرَضَهَا عَلَيْهِمْ،وَمِنْهَا تَعْظِيمُ حُرْمَةِ السَّبْتِ.فَكَانَ تَصَرُّفُهُمْ هذا احْتِيالاً يُخْفِي نِيَّتَهُمْ فِي الاعْتِدَاءِ عَلَى السَّبْتِ،وَفِسْقاً عَنْ طَاعَةِ اللهِ .
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أنَّ أََهْلَ هَذِهِ القَرْيَةِ صَارُوا ثَلاثَ فِرَقٍ:
- فِرْقَةٍ ارْتَكَبَتِ المُحَرَّمَ،وَاحْتَالَتْ فِي صَيْدِ السَّمكِ .
- فِرْقَةٍ نَهَتِ المُتَجَاوِزِينَ عَنْ فِعْلِهِمْ هَذا وَاعْتَزَلَتْهُمْ .
- فِرْقَةٍ سَكَتَتْ فَلَمْ تَفْعَلْ شَيْئاً وَلَمْ تَنْهَ،وَلَكِنَّهَا قَالَتْ لِلْفِرْقَةِ المُنْكِرَةِ:لِمَ تَنْهَوْنَ قَوْماً تَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ مُهْلِكُهُمْ لاسْتِحقَاقِهِمْ عُقُوبَتَهُ وَسَخَطَهُ؟ فَلاَ فَائِدَةَ مِنْ نَهْيكُمْ إِيَّاهُمْ.فَرَدَّتْ عَلَيهِمْ الفِرْقَةُ النَّاهِيَةُ قَائِلَةً:إنَّ اللهَ أمَرَنَا بِأنْ نَأمُرَ بِالمَعْرُوفِ،وَنَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ،وَنَحْنُ نُذَكِّرُهُمْ لِنَقُومَ بِأمْرِ اللهِ أوَّلاً ( مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ )،ثُمَّ إنَّنا نَرْجُو أنْ يَنْتَهِيَ هَؤُلاءِ المُتَجَاوِزُونَ حُدُودَ اللهِ عَنْ غَيِّهِمْ،وَيَعُودُوا إلى الصَّوابِ،لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ الاعْتِدَاءَ الذي اقْتَرَفُوهُ.فَلَمْ يَهْتَمَّ هَؤُلاءِ بِأمْرِ اللهِ،وَلاَ بِتَذْكِيرِ إِخْوانِهِمْ،فَجَاءَ أَمْرُ اللهِ فَأخَذَهُمْ بِعَذَابٍ شَدِيدٍ ( بِئَيسٍ ) بِسَبَبِ فِسْقِهِمْ وَخُرُوجِهِمْ عَنْ طَاعَةِ اللهِ،وَنَجّى اللهُ تَعَالَى الذِينَ قَامُوا مِنْهُمْ بِأمْرِهِ بِالنَّهْي عَنِ المُنْكَرِ .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « نَحْنُ الآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ فَاخْتَلَفُوا فَهَدَانَا اللَّهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِى اخْتَلَفُوا فِيهِ هَدَانَا اللَّهُ لَهُ - قَالَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ - فَالْيَوْمُ لَنَا وَغَدًا لِلْيَهُودِ وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى » رواه مسلم.
وعن أبي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ - r- يَقُولُ « نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا،ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِى فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ،فَهَدَانَا اللَّهُ،فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ،الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ »
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:اخْتَلَفَ إلَيْهِ رَجُلٌ شَهْرًا يَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ،وَلاَ يَشْهَدُ جُمُعَةً،وَلاَ جَمَاعَةً،مَات ؟قَالَ:فِي النَّارِ..
وهذه باقة من الآداب الإسلامية والتي هي بعض من حقوق هذا اليوم الكريم:
الاستعداد للجمعة من يوم الخميس،بغسل ثيابه وإعداد طيبه،وتفريغ قلبه من الشواغل الدنيوية،والاشتغال بالتوبة والاستغفار،والذكر والتسبيح من عشية يوم الخميس،والعزم على التكبير إلى المسجد،ويستحسن قيام ما تيسر من ليلة الجمعة بالصلاة وقراءة القرآن.
قال بعض السلف: أوفى الناس نصيبا من الجمعة من انتظرها ورعاها من الأمس.
الابتداء بالغتسال بعد صلاة فجر يوم الجمعة مع الجماعة،ويمتد وقت الغسل حتى النداء.
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ » رواه البخاري. المراد بالمحتلم: البالغ.
وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ ». رواه الترمذي.
وعن أَوْسَ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ:مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ،وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ،وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ،فَدَنَا مِنَ الإِمَام وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ،أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا.".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- قَالَ « إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ »
النظافة العامة بحلق الشعر وقص الأظافر والسواك،والتطيب ولبس أحسن الثياب.
عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِىِّ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - r- « لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ،وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ،أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ،فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ،ثُمَّ يُصَلِّى مَا كُتِبَ لَهُ،ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ،إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى » رواه البخاري.
التبكير إلى الصلاة،ساعيا إليها بالسكينة والوقار،والتواضع والخشوع،ناويا إجابة أمر الله سبحانه والمسارعة إلى مغفرته ورضوانه،وليغتنم ثواب الصف الأول،ولا يكونن مع دينه أقل همة من أصحاب الدنيا إذ يبكرون إلى أسواقهم.
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (9) سورة الجمعة.
يَحُثَّ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنينَ عَلَى تَرْكِ البَيْعِ وَالشِّرَاءِ،وَعَلَى السَّعْيِ بِسَكِينَةٍ وَوِقَارٍ إِلَى المَسَاجِدِ،حِينَما يُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ،لِلاسْتِمَاعِ إِلَى مَوَاعِظِ الخُطَبَاءِ،وَلأَداءِ الصِّلاَةِ مَعَ الجَمَاعَةِ.وَذِلكَ السَّعْيُ إِلَى الصَّلاَةِ خَيْرٌ لِلمُؤْمِنِينَ وَأَبْقَى مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ،هَذَا إِنْ كَانَ المُخَاطَبُونَ مِنْ ذَوِي العِلْمِ الصَّحِيحِ بِمَا يَذِرُّ وَيْنْفُعُ .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ،ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً،وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ،فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً،وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا،وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ،فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً،وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ،فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً،فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ." متفق عليه.
الدخول إلى المسجد مراعيا آدابه،مجتنبا تخطي رقاب الناس،أو المرور بين أيديهم،إلا أن يرى فرجة فيأوي إليها،ويجلس حيث ينتهي الصف،ولا يفرق بين اثنين ليجلس بينهما،ويتقرب إلى الخطيب ما أمكنه ليستمع إليه.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:50 PM
المشاركة 79
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
وعَنْ عَبَّادٍ الْأَسَدِيِّ،أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: بَيْنَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَخْطُبُنَا يَوْمَ جُمُعَةٍ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ آجُرٍّ،وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ خَلْفِي،إِذْ رَأَى رَجُلًا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ،حَتَّى دَنَا فَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ،فَغَضِبَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ غَضَبًا شَدِيدًا،حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ،ثُمَّ جَاءَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى دَنَا،فَقَالَ: " غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْحَمْرَاءُ عَلَى وَجْهِكَ،فَغَضِبَ عَلِيٌّ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ،ثُمَّ قَالَ: " مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَذِهِ الضَّيَاطِرَةِ،يَتَضَجَّعُونَ عَلَى فُرُشِهِمْ،وَيَرُوحُ أَقْوَامٌ إِلَى ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،فَيَأْمُرُونِي أَنْ أَطْرُدَهُمْ فَأَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ،وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ،وَبَرَأَ النَّسَمَةَ،لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " لَيَضْرِبُنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا " فَضَرَبَ زَيْدٌ عَلَى مَنْكِبِيَّ،ثُمَّ قَالَ: لَيُظْهِرَنَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْعَرَبِ الْيَوْمَ أَمْرًا كَانَ يَكْتُمُهُ ".
وعَنِ الْحَسَنِ،قَالَ:بَيْنَا النَّبِيُّ rيَخْطُبُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،حَتَّى جَلَسَ قَرِيبًا مِنَ النَّبِيِّ r،فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ،قَالَ لَهُ النَّبِيُّ r: يَا فُلاَنُ،أَمَا جَمَّعْتَ ؟ قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَمَا رَأَيْتُنِي ؟ قَالَ:قَدْ رَأَيْتُك آنَيْتَ وَآذَيْتَ."
الاستماع والإنصات للخطبة،والانتباه واليقظة لما فيها من العلم والحكمة،وتفريغ القلب من الشواغل لما يرد من الموعظة والذكرى،والعزم على العمل بما سمع من أحكام الدين الحنيف. ولا يتكلم حتى مع من يريد أن ينبهه إلى وجوب الإنصات وإنما يشير له ليكف عن كلامه،ولا يجيب مسلما،ولا يشمّت عاطسا..
قال تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (11) سورة الجمعة.
إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها،وتركوك -أيها النبي- قائمًا على المنبر تخطب،قل لهم-أيها النبي-: ما عند الله من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة،والله- وحده- خير مَن رزق وأعطى،فاطلبوا منه،واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.
وعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،وَالإِِمَامُ يَخْطُبُ:أَنْصِتْ،فَقَدْ لَغَا.
وعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ،وَالإِمَام يَخْطُبُ،فَقَدْ لَغَا.
تجنب العبث باليدين أو بالسجاد أو بالسبحة أثناء الخطبة فهو من اللغو،وتجنب التغافل عن الخطبة والانشغال بغيرها أو النوم خلالها فإنه يذهب ثوابها.
يكره الاحتباء أثناء الخطبة لأنه يجلب النوم ويفوت استماع الخطبة ومدعاة لانتقاض الوضوء.
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِىِّ عَنْ أَبِيهِ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- نَهَى عَنْ الْحَبْوَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ. رواه أبو داود والترمذي.
صلاة أربع ركعات قبل الصلاة وأربع ركعات بعدها. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا. رواه مسلم.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ rأَنَّهُ قَالَ:إِذَا صَلَّيْتَ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلِّ أَرْبَعًا.وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ rكَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ."
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا.
الإكثار يوم الجمعة من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله r. فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،فِيهِ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ،وَفِيهِ قُبِضَ،وَفِيهِ النَّفْخَةُ،وَفِيهِ الصَّعْقَةُ،فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ،فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ،قَالُوا:وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ ؟ فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَامَنَا." ابن حبان
وعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،فِيهِ خُلِقَ آدَم،وَفِيهِ النَّفْخَةُ،وَفِيهِ الصَّعْقَةُ،فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَة فِيهِ،فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ،فَقَالَ رَجُلٌ:يَا رَسُولَ اللهِ،كَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ ؟ يَعْنِي بَلِيتَ،فَقَالَ:إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ.
الانتشار في الأرض بعد الصلاة،قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (10) سورة الجمعة
فَإِذَا أَدَّيْتُمُ الصَّلاَةَ فَتَفَرَّقُوا لِمُبَاشَرَةِ مَصَالِحِكُمْ الذُّنْيَوِيَّةِ،وَاسْأَلُوا اللهَ الرِّزْقَ الحَلاَلَ،واذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً أَثْنَاءَ بَيْعِكُمْ وَشِرَائِكُمْ،وَلاَ تَتْركُوا الدُّنْيَا تَشْغَلُكُمْ عَمَّا يَنْفَعُكُمْ فِي الآخِرَةِ،لَعَلَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تُفْلِحُونَ،وَتَفُوزُونَ بِرِضَا اللهِ،وَحُسْنِ ثَوَابِهِ .
وعَن عَبدِ اللهِ بْنِ بُسرٍ الحُبرَانِي. قَالَ:رَأَيتُ عبد الله بْنَ بُسرٍ صَاحِبَ رَسُولِ الله،r،إِذَا صَلَّى الجُمُعَةَ،خَرَجَ مِنَ الْمَسجِدِ قَدرًا طَوِيلاً،ثُم رَجَعَ إِلَى الْمَسجِدِ،فَيُصَلِّي مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يصَلي،فَقُلْتُ لَهُ،يَرحمُكَ الله،لأيِّ شَيءٍ تَصْنَعُ هَذَ ؟ قَالَ:لأني رَأَيْتُ سَيدَ الْمُسلِمِينَ،r،هَكَذَا يَصْنَعُ،يَعْنِي النبِي،r،وَتَلاَ هَذِهِ الآيَةَ:(فَإِذَا قُضِيَتِ الصلاَةُ فَاَنتَشِرُوا فِي الأرضِ،وَاَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله) إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
هذا هو التوازن الذي يتسم به المنهج الإسلامي. التوازن بين مقتضيات الحياة في الأرض،من عمل وكد ونشاط وكسب. وبين عزلة الروح فترة عن هذا الجو وانقطاع القلب وتجرده للذكر. وهي ضرورة لحياة القلب لا يصلح بدونها للاتصال والتلقي والنهوض بتكاليف الأمانة الكبرى. وذكر اللّه لا بد منه في أثناء ابتغاء المعاش،والشعور باللّه فيه هو الذي يحول نشاط المعاش إلى عبادة. ولكنه - مع هذا - لا بد من فترة للذكر الخالص،والانقطاع الكامل،والتجرد الممحض. كما توحي هاتان الآيتان.
وكَانَ عَرَّاكُ بْنُ مَالِكٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انصرف،فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ،فَقَالَ:"اللَّهُمَّ،أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ فَرِيضَتَكَ،وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ،وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"(رواه ابن أبي حاتم) .. وهذه الصورة تمثل لنا كيف كان يأخذ الأمر جدا،في بساطة تامة،فهو أمر للتنفيذ فور سماعه بحرفيته وبحقيقته كذلك!
الإكثار من قراءة القرآن وخصوصا سورة الكهف،وقد تقدم فضيلة قراءتها يوم الجمعة.
الإكثار من ذكر الله تعالى،وعموم العبادات الأخرى كالصلوات والصدقات والدعوة إلى الله،وجعل يوم الجمعة عملا يدخره في رصيده لحساب يوم الحساب.
عَنْ مُحَمَّدِ بن مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيِّ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :"إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ،فَتَعَرَّضُوا لَهُ،لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا،فَلا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا" رواه الطبراني.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ اللَّهِ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ ؛ فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ فَلَنْ تَشْقُوا بَعْدَهَا أَبَدًا "
ترقب الساعة المباركة التي أشار إليها النبي rبأنها لا ترد فيها دعوة،وذلك بالانشغال يوم الجمعة بأصناف القربات،والتزود من التقوى والنوافل والأذكار والدعوات..
أَمَّا سَاعَةُ الْجُمُعَةِ فَقَال الشَّوْكَانِيُّ:تَوَاتَرَتِ النُّصُوصُ بِأَنَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يَسْأَل الْعَبْدُ فِيهَا رَبَّهُ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ..
وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ وَالْمُحَدِّثُونَ فِي تَعْيِينِ السَّاعَةِ الْمَذْكُورَةِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ قَوْلاً عَدَّدَهَا الشَّوْكَانِيُّ وَنُقِل عَنِ الْمُحِبِّ الطَّبَرِيِّ أَنَّهُ قَال:أَصَحُّ الأَْحَادِيثِ فِي تَعْيِينِهَا حَدِيثُ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ rيَقُول فِي سَاعَةِ الْجُمُعَةِ:هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإِْمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلاَةُ، وَاخْتَارَ ذَلِكَ النَّوَوِيُّ أَيْضًا
وقد قيل إنها مبهمة في جميع اليوم حكمة من الله تعالى ليعكف الداعي على مراقبتها ويجتهد في الدعاء في جميع اليوم كما قيل في ليلة القدر والصلاة الوسطى والاسم الأعظم وساعة الإجابة في الليل وهذا القول ضعيف لتعيين وقتها والتصريح به في الأحاديث المتقدمة والله أعلم
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - r- ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ « فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ،وَهْوَ قَائِمٌ يُصَلِّى،يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ».وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.رواه البخاري.
يكره السفر يوم الجمعة إن استطاع تأجيله إلا لمضطر،حتى تقضي صلاة الجمعة.
فعن ابْنِ عُمَرَ أنه- رجلاً - وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُسَافِرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ:" لَا تَرُحْ حَتَّى تُجَمِّعَ ثُمَّ تُسَافِرَ إِنْ شِئْتَ "
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:" إِذَا أَدْرَكْتَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَلَا تَخْرُجْ حَتَّى تُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ "
وعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:أَبْصَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً عَلَيْهِ هَيْئَةُ السَّفَرِ فَسَمِعَهُ يَقُولُ:لَوْلاَ أَنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لَخَرَجْتُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ:اخْرُجْ فَإِنَّ الْجُمُعَةَ لاَ تَحْبِسُ عَنْ سَفَرٍ."
وعَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ،عَنْ أَبِيهِ،أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى رَجُلًا يُرِيدُ السَّفَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ،فَقَالَ عُمَرُ:" إِنَّ الصَّلَاةَ لَا تَحْبِسُ عَنْ سَفَرٍ "
وَرَوِيَتْ أَخْبَارٌ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ،وَمُجَاهِدٍ،وَغَيْرِهِمَا تَدُلُّ عَلَى كَرَاهِيَةِ الْخُرُوجِ فِي الْأَسْفَارِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ:قَلَّ مَا خَرَجَ رَجُلٌ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا رَأَى مَا يَكْرَهُ،فَلَوْ نَظَرْتَ كَذَلِكَ وَجَدْتَهُ كَذَلِكَ.وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ:وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ السَّفَرَ لَمْ أُحِبَّ لَهُ فِي الِاخْتِيَارِ أَنْ يُسَافِرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْفَجْرِ،وَلَهُ أَنْ يُسَافِرَ قَبْلَ الْفَجْرِ،وَقَالَ:إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَلَا يُسَافِرْ أَحَدٌ حَتَّى يُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ،وَسُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ،عَنْ مُسَافِرٍ سَمِعَ أَذَانَ الْجُمُعَةِ وَقَدْ أَسْرَجَ دَابَّتِهِ وَحَمَلَ ثِقَلَهُ قَالَ:فَلْيَمْضٍ،وَقِيلَ لِأَحْمَدَ:تُسَافِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ:مَا يُعْجِبُنِي،وَكَذَلِكَ قَالَ إِسْحَاقُ فِي تِجَارَةٍ وَغَيْرِهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ:لَا أَعْلَمُ خَبَرًا ثَابِتًا يَمْنَعُ مِنَ السَّفَرِ أَوَّلَ نَهَارِ الْجُمُعَةِ إِلَى أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ،وَيُنَادِيَ الْمُنَادِي،فَإِذَا نَادَى الْمُنَادِي وَجَبَ السَّعْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ عَلَى مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ،وَلَمْ يَسَعْهُ الْخُرُوجُ عَنْ فَرْضٍ لَزِمَهُ،فَلَوْ أَبْقَى الْخُرُوجَ فٍي يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَى أَنْ يَمْضِيَ الْوَقْتُ كَانَ حَسَنًا،وَقَدْ رُوِّينَا عَنِ النَّبِيِّ rخَبَرًا يَدُلُّ عَلَى إِبَاحَةِ الْخُرُوجِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَا لَمْ يَحْضُرِ الْوَقْتُ " فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ الْأَنْصَارِيَّ،وَجَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ،وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ،فَتَخَلَّفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: مَا خَلَّفَكَ ؟ قَالَ:الْجُمُعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ،أُجَمِّعُ ثُمَّ أَرُوحُ،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،فَرَاحَ مُنْطَلِقًا "
يكره إفراد يوم الجمعة بصوم النفل. فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - r- يَقُولُ « لاَ يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،إِلاَّ يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ » ..
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ: لا تَخُصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْلَيَالِ،وَلا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ،إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ.






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:51 PM
المشاركة 80
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-30-آداب العيدين

سمي العيد بهذا الاسم لعوده بالخير والغبطة والسرور على أهله بعد قيامهم بواجب دؤوب يتكرر كل مدة من الزمن،أو احتفالا بذكرى غالية على نفوسهم،أو حصولهم على غاية عزيزة على قلوبهم.
وللمسلمين عيدان أساسيان هما: عيد الفطر وعيد الأضحى،الأول بعد أداء فريضة الصوم في شهر رمضان ويكون يوم الفطر الأول من شوال يوم فرح وسعادة وحبور للصائمين إذ وفقهم الله لطاعته،ومنحهم شهادة التقوى بما قدموه من صيام وقيام،ومخالفة لشهوات النفس وحظوظها وأهوائها،فعَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ،يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: قَالَ اللَّهُ تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ،وَإِذَا لَقِيَ اللَّهَ فَرِحَ بِصَوْمِهِ. متفق عليه.
والثاني بعد أدء فريضة الحج،ويكون يوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة يوم احتفال وبهجة وسرور للحجاج بما أنعم الله عليهم من أداء النسك،وتلبية أمر الله،وإكرام الله لهم بالمغفرة والرضوان،وفتح صفحة نقية من صفحات العمر،ولكافة المسلمين فرحا بما يسر الله تعالى لحجاج بيته من أداء فريضتهم،وتذكرا لعهد التضحية والفداء بالروح والنفس والمال والولد طاعة لله وامتثالا لأمره،والذي كان بطله أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام: { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) } [الصافات:100 - 111].
وَلَمَّا هَاجَرَ مِنْ أَرْضِهِ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذُرِّيةً مِنَ الصَّالِحِينَ المُطِيعِينَ الذِينَ يُعِينُونَهُ عَلَى القِيَامِ بِأَمْرِ الدَّعْوَةِ وَيَتْولَّونَهَا بَعْدَهُ.فَبَشَّرَهُ اللهُ تَعَالَى بِمَولُودٍ لَهُ يَبْلُغُ الحُلْمَ،وَيَكُونُ حَلِيماً - وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ .فَلَمَّا كَبُرَ وَتَرَعْرَعَ،وَصَارَ يَذْهَبُ مَعَ أَبِيهِ،وَيَسْعَى فِي أَشْغَالِهِ،وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ قَالَ لَهُ أَبُوهُ:يَا بُنَيَّ إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَمَا رَأْيُكَ؟ وَقَدْ قَصَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِيَعْلَمَ صَبْرَهُ،وَمَا يَرَاهُ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الابْتِلاَءِ،وَلِيوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الذَّبْحِ اكْتِسَابا لِلمَثُوبَةِ مِنَ اللهِ تَعَالَى .
فَرَدَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَبِيهِ قَائِلاً:يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ،وَسَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى الابْتِلاَءِ،وَعَلَى قَضَاءِ اللهِ .
فَلَمَّا اسْتَسْلَمَا وَانْقَادَا لأَمْرِ اللهِ،وَفَوَّضَا إِلَيْهِ سُبْحَانَه الأَمْرَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ،أَكَبَّ إِبْرَاهِيمُ ابنَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ( تَلَّهُ لِلْجَبِينِ )،حَتَّى لاَ يَرَى وَجْهَهُ فَيُشْفِقَ عَلَيْهِ،وَيَضْعُفَ عَنْ إِنْفَاذِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى .وَعَلِمَ اللهُ تَعَالَى صِدْقَ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِه فِي الاخْتِبَارِ،فَنَادَى اللهُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ ذَلِكَ.وَقَالَ:يَا إِبْرَاهِيمُ لَقَدْ صَدَّقْتَ الرُؤْيَا بِعَزْمِكَ عَلَى ذَبْحِ ابْنِكَ إِطَاعَةً لأَمْرِ رَبِّكَ،فَحَصَلَ المَقْصُودُ .وَهَكَذَا يَجْزِي اللهُ المُحْسِنِينَ المُطِيعِينَ،فَيَصْرِفُ عَنْهُمُ المَكَائِدَ والشَّدَائِدَ،وَيَجْعَلُ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً وَمَخْرَجاً .
وَهَذَا الابْتِلاَءُ الذِي ابْتَلَيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَهُ لَهُوَ الابْتِلاَءُ الذِي أَبَانَ جَوْهَرَ إِيْمَانِهِمَا وَيَقِيِنِهِمَا بِرَبِّ العَالَمِينَ،إِذْ أمَرَهُ رَبُّهُ بِذَبْحِ ابْنِهِ فَسَارَعَ هُوَ وابْنُهُ إِلَى ذَلِكَ مُسْتَسْلِمَيْنِ،خَاضِعَيْنِ مُنْقَادَيْنِ لأَمْرِ رَبِّهِمَا .
وَفَدَى اللهُ تَعَالَى إِسْمَاعِيلَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ ضَخْمٍ قَامَ إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِهِ بَدَلاً مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ.وَتَرَكَ اللهُ تَعَالَى لَهُ ذِكْراً حَسَناً عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا،وَجَعَلَهُ مُحَبَّباً لِلنَّاسِ جَمِيعاً.وَقَالَ اللهُ تعالى: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ فِي المَلاَئِكَةِ وَالإِنْسِ والجِنِّ .وَيَجْزِي اللهُ تَعَالَى المُحْسِنِينَ الصَّابِرِينَ مِنْ عِبَادِهِ مِثْلَ هَذَا الجَزَاءِ الحَسَنِ .
ولقد شرع النبي rهذين العيدين لأمته،فعن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ،قَالَ:قَدِمَ رَسُولُ اللهِ rالْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ قَالُوا:كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،قَالَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا:يَوْمَ الْفِطْرِ،وَيَوْمَ النَّحْرِ." أحمد.
والعيد يوم شكر لله على ما أنعم من فضله،وما وفق من طاعته،ويوم راحة نفسية بعد أداء الفريضة،ويوم مكافأة إلهية كريمة ليعرف المسلم قدر ما قدم،وقيمة ما عمل،وتشجيعا له على متابعة أمر الله،والسير على منهجه حتى يلقى يوم عيده الأكبر بلقاء وجه ربه الكريم..
ولقد أباح الإسلام أيام العيد إظهار الفرح،والأخذ من الطيبات،والراحة والاستجمام من عناء العمل،وشيئا من اللهو المباح الذي يكون كإعادة شحن لقوى النفس،ومحطة لمواصلة الطريق على صراط الله المستقيم.
وللعيد آداب إسلامية على المسلم أن لا يتجاوزها،وأعرافا عليه ألا يتعداها،فيطلق للنفس العنان لتستبيح ما حرم الله،ولتفسد أياما قضاها في الطاعة والعبادة من أجل شهوة رخيصة،وهوى متبع. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (33) سورة محمد.
يَأمُرُ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ بإطِاعَةِ اللهِ،وَإطَاعَةِ رَسُولِهِ فِيما يأمُرانِهِمْ بِهِ،وَفيما يَنْهَيانِهِمْ عَنْهُ،وَيَنْهَاهُمْ عَنْ إبْطَالِ أَعْمَالِهِم الحَسَنةِ،بارِتكَابِ المَعَاصِي،وَفِعْلِ الكَبَائِرِ والنِّفَاقِ،وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأعْمَالِ التي تُبْطِلُ الحَسَناتِ وَتُذْهِبُها .
ومن هذه الآداب نذكر ما يلي:





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.