فَهَلْ مِنْ أمان؟!
فَهَلْ مِنْ أمان؟!
زرعتُكِ وردةَ حُبٍّ وتُسقَى
بماءِ سِنيني
لِتَفْتَرَّ عن غُربتي وأنيني
فأدمنتُ زرعَ الوِدادِ الحزينِ
وقطفَ ثمارِ النَّوى فاقْربيني
لقدْ.. قُدَّ.. مِن غُربتي غُربتانْ !
***
وأرعى صِبا الزَّيْزَفونِ ..أغنِّي
إذا ما كسَرتِ قُيودَ التَّجنِّي
وأسلمْتِ حُلمَكِ مَن لا يُدانْ !
***
وفي عَوْسَجِ الحُلْمِ هذي دمائي
وصوتُكِ ردَّدَ لحنَ التَّنائي
يُعانقُ في الليلِ رَملَ الهوانْ !
***
صغيرًا على لُغةِ المَوتِ أقرأُ سِفرَ الحُتوفْ
وأنقُشُ في الدَّربِ طُهرَ الحروفْ
وأُسرِجُ خَيْلَ الأماني الحِسانْ !
***
كُراتٌ مِن الثلجِ حُزني وَيُتْمِي
تُدَحرِجُها في برودٍ خُطاكِ
تُكَبِّلُ مَسعايَ نحو عُلاكِ
ففي قلبِها.. القلبُ والمُقلَتانْ !
***
ألا فاصدُقيني الحديثَ أبِيني
-بِحَرِّ الصَّبابةِ لا تستهيني -
ولا تُهدِريها دماءَ اليقينِ
إذا لاحَ في الأُفْقِ وَمْضُ الحنانْ
أمَا مِن أمانْ ؟
***
وُلِدتُّ وفي القلبِ نُطفَةُ غَمِّي
نَمَتْ واستباحَت تجاويفَ هَمِّي
لأنَّكِ أُمِّي
وأنَّ الهَنَـا دُونَهُ جنَّتانْ:
رِضاؤكِ عنِّي
إذا ما جَهَرْتُ: أداؤكِ شانْ
وَحَسْبُ الفتَى تِلْكُما الكِلْمَتانْ !
إذا جاوَزَ الشَّطَّ ظُلمُ الإمامْ
-وحاصَرَ في البحرِ سُفْنَ الأنامْ
وملَّاحَها المُستجيرَ المُضامْ –
مع الجَوْرِ غِيضَ بريقُ الجُمانْ
وخيرٌ تقاسمَهُ الشَّاطئانْ !
***
وقُرْبُكِ مِنِّي
بدونِ سِياطٍ تُلاحِقُ خَطْوِي
بدونِ مَنافٍ تُعَكِّرُ صَفوِي
أُكابِدُ فيها سُمومَ الطِّعانْ !
لأن الفوارسَ فوق ترابِكِ
-بعد انسحابِكِ
خلفَ التلالِ، رَمادِ المآل-
غَيْرُ الفوارسِ عَبْرَ الزمانْ !
***
أُحِبُّكِ يا قِبلتي في الصلاةْ
وَيَركُضُ إثري فحيحُ العُصاةْ
أُحاصَرُ بين اللَّظى والدُّخَانْ !
***
تَموتُ الشموسُ ولا تَذرفينْ
دُموعَ الثكالى ولا تُدركينْ
مَراقي الصُّعودِ إلى الِامْتنانْ !
***
جَنينُ الأسَى باتَ كهلًا يُعاني
ذُبولَ الأماني
ووَردِ التَّداني
وقد شاخَ قبلَ حُلولِ الأوانْ !
فهل مِن أمانْ ؟!
*****
12/6/2008
مِن ديوان: العُصفور الذي نَسِي
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 04-27-2021 الساعة 08:49 AM
سبب آخر: تغيير العنوان عملًا بنصيحة الشاعر أ. عبد الحكم