احصائيات

الردود
11

المشاهدات
6274
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
12-18-2011, 10:20 PM
المشاركة 1
12-18-2011, 10:20 PM
المشاركة 1
افتراضي رد الإتهامات عن الثورات العربية
رد الإتهامات عن الثورات العربية


كثيرة هى وجوه الثورة المضادة التى غطت على الربيع العربي ونالت منه , أو تحاول النيل منه ..
منها ما هو طريف ومنها ما هو مضحك حتى البكاء ومنها ما هو شاهد عيان على ما صاغه المفكرون الكبار مثل عبد الرحمن الكواكبي فى ( طبائع الإستبداد ) وجمال حمدان فى ( شخصية مصر ) عن طبيعة الشخصية العامية التى يـُـخلّفها الحكم المستبد من التلذذ بالعبودية والدونية وتأليه الحكام عمليا والنظر إليهم كأنصاف آلهة بل والدفاع عنهم أيضا ..
ومن الطبيعى للغاية أن تتناثر الإتهامات ضد الثوار وهذا ما ألفناه عبر التاريخ .. فكل ثورة وحركة حرية ضد أى نظام حكم فردى ومستبد هناك لابد وجه آخر للعُملة يتمثل فى قوى الثورة المضادة التى يخلفها النظام المستبد وهى من بقايا فلول المستفيدين من حكم الفراعنة وحاشيتهم ..
وهؤلاء ليسوا بالسهولة التى تجعل مواجهتهم سهلة أو هينة , ولهذا مرّت العديد من الثورات بمجازر جماعية لتتخلص من تلك الآفات وإن كان تحولها الدموى لم يصب فى مصلحتها المستقبلية
أما فى الثورات السلمية الصادعة بالحق فى مواجهة القوة الغاشمة , فمن الطبيعى أن تجد الثورة المضادة لها مراتع كثيرة لا سيما فى مراحل التحول , لأن الطبيعة السلمية للثورات تتصف بمعايير الأخلاق مع أوغاد يركلونها بأقدامهم !
ومن الطبيعى أيضا أن تئول تلك الإتهامات إلى مكانها الطبيعى فى ركن قصي يناسب انحطاطها وتبقي السيرة العطرة وحدها قائدة وملهمة للشعوب التى خلقها الله أحرارا ولم يخلقها تراثا أو عقارا ..

ومن الطبيعى أن يخرج علماء السلطان مُحبِطين ومثبطين لهمم الشعوب الثائرة فى وجه الظلم , فليس هذا اختراعا جديدا ,
ومهما بدت الأفكار التى يدعو إليها علماء السلطة ومفكروها أفكارا شاذة ومريضة , إلا أنها كانت تحدث , مثل ما حدث ـ حسب رواية الرافعى فى تاريخه المشهور ــ فى ثورة القاهرة الأولى والثانية ضد المستعمر الفرنسي , فقد خرج بعض العلماء المنافقين لنابليون بونابرت يحذرون الناس من مغبة الفساد والإفساد وتعطيل الحياة والعامة وتعريض المنشآت الخاصة والعامة للتدمير فى ظل الإستجابة لتحريض قلة مندسة للثورة على ساري عسكر باشا ( المقصود نابليون بونابرت كما أطلق عليه أهل هذا الزمان ) ودعا بيان هؤلاء العلماء الناس إلى تجنب الفتن والإضطرابات وعاقبة تعريض النفس للقتل فى مواجهة عساكر الفرنسيس !! [1] .. ( هل يبدو لكم هذا البيان مألوفا !! )

من الطبيعى أن يخرج أولئك المثبطين المنافقين كما أنه من الطبيعى أن تخرج الأكثرية الغالبة من علماء الشريعة الربانيين والمفكرون أصحاب الضمائر ليقودوا همة الشعوب طالبة الحرية .. وردع هذه النداءات المتخاذلة العميلة لكل قوة التى وظفت آيات الله وسنة نبيه للبيع والشراء بأثمان بخسة تحت مزاعم حفظ الأرواح ناسين أو متناسين أن الجهاد ضد الظلم والموت فى سبيل الحق فريضة جهاد على كل نفس مسلمة ..
واو أن الحفاظ على النفس والمال مطلق فى الزمان والمكان لما كان هناك حاجة فى الإسلام لإنشاء جيوش تدافع عنه وعن دوله , باعتبار أن الجهاد تهلكة للنفس حسب مقاييس هذه الفتاوى ..
ولما كان هناك لزوم لحديث النبي النبي عليه الصلاة والسلام الذى وصف الجهاد بالصدع بكلمة الحق فى وجه سلطان جائر أنه أعظم الجهاد , وفاعله هو سيد الشهداء جنبا إلى جنب مع حمزة رضي الله عنه ..
ومن الطبيعى أيضا تواجد نخبة من المفكرين أعطت دمها للحرية والعدالة والحق , فى مقابل نخبة أخرى باعت أنفسها للغرب واكتفت فى تبرير موقفها بأن همهم الأكيد هو الحفاظ على وحدة الأمة وعدم تناحرها وحفظ أمن الوطن واستقراره وأن هؤلاء الداعين لرفض الإحتلال أو الحكم الغاصب إن هم إلا شرذمة من سفهاء الأحلام ينخدع بهم الشباب صغار السن !
( هل سمعتم هذا الحديث مؤخرا !! )

هو نفس الحديث ونفس الإشاعات التى أطلقتها جبهة عدلى يكن وأمثاله فى وجه سعد زغلول ورفاقه إبان ثورة 1919 م .. ومن قبله مصطفي باشا صدقي ومن بعدهم أمين عثمان الذى وصف احتلال بريطانيا لمصر بأنه زواج كاثيوليكى لا طلاق فيه !!
بل إنه حتى من الطبيعى أن يدعى العملاء المجاهرون بعمالتهم على خصومهم من الصادعين بالحق بأنهم هم العملاء !
باعتبار أن نداءات الثورة والتحرر والإستقلال لا تخدم استقرار البلاد ولا علاقتها الطيبة بالغرب القائمة على التوازن ! , وأن المنادين بالحرية والإستقلال لا يريدون الخير لهذا البلد الذى لا يصلح أهله للسياسة والحكم ولا يصلح وحده لمواجهة أعباء السياسة الدولية وأن شعوبنا ليست مؤهلة لحكم نفسها بنفسها وليست مؤهلة للديمقراطية !!
( ترى هل يبدو هذا التبرير مألوفا ! )

كما أنه من الطبيعى فى ثورات التاريخ الحديث أن يحمى الجيش ثورات الشعوب , ويرفض إطلاق النار على المتظاهرين كما تفعل قوات الشرطة أو قوات الحراسة الخاصة التابعة عادة للديكتاتور , ويهتف بحماية الثورة , ويقوم بدور فاعل فى إسقاط رأس النظام الفاسد ..
ثم تقوم نفس القيادة بالدفاع عن بقية النظام ورفض إسقاطه وإعادة تشكيله فى وجوه جديدة بنفس النظام القديم ونفس النظم المتسلطة حفاظا على مكاسب القيادة الفردية , ومضيعة الفرصة لدخول تاريخ شعبها باعتبارها حامية ثورته .. وتفسد بيدها ما سبق أن أنجزته من إنجاز مشرف بالإنحياز للثوار فى وجه الباطل ..
مثلما حدث فى ثورة الشعب الرومانى على نظام شاوشيسكو حيث تركته القوات المسلحة يتورط فى قتل المتظاهرين بقوات الشرطة ثم رفضت أن تقوم بحمايته عند انهيار تلك القوات وسلمته للجماهير التى فتكت به وأعدت نفسها لحياة ديمقراطية سليمة ,
غير أن قوات الجيش التى حكمت المرحلة الإنتقالية لم يكن لديها النية ف ذلك وسمحت بقيام حزب شاوشيسكو بإعادة تشكيل نفسه فى سبعة أحزاب أخرى , وبدأت تفرض التشويه على الثوار ورموزهم وتساهم مع الثورة المضادة فى إضفاء الشبهات على الثورة , وتعيد إنتاج النظام بنفس الطريقة المتسلطة للحفاظ على مستقبلها وحماية ماضيها أيضا ,
( أليس يبدو لكم هذا الطريق طريقا مألوفا ! )

كل هذه المظاهر طبيعية مائة فى المائة لمن قرأ أقل صفحات التاريخ وحياة والشعوب فى أى منطقة فى العالم ,
أما غير الطبيعى وغير المنطقي ..
فهو كمية الهراء المنتشر من تلك الإتهامات التى لحقت بالثورة المصرية ومثيلاتها فى الدول العربية ومدى تفاهتها وخلاعتها ورقاعتها !
إذ بلغت حدا من الإسفاف واللاعقل تستحق أن نحاكم أصحابها على اللاوعى قبل أن نحاكمهم على التآمر مع أنظمة الحكم الإستبدادى ..
ووجه الغرابة الثانى ـ وهو نتيجة منطقية للعامل الأول ــ يتمثل فى انتشار المتكلمين بصورة طاغية , وهو ما لم نعهده فى سابق الأيام ويعود هذا بصفة رئيسية إلى سيطرة رأس المال على الإنتاج الإعلامى وانعدام الرقابة الجادة على أى قلم أو قناة فضائية أو أى مصدر معلوماتى ,
ولو تحقق هذا الأمر فى السنوات السالفة عبر التاريخ لما كان له تأثير يُذكر .. لأن المجتمع نفسه كان هو الحارس على ميثاق شرف الكلمة , فكل أحد يستطيع أن يعتلى أى منبر يشاء بشرط أن يملأ المكان فعلا وقولا وإلا انفض عنه الناس فى لحظات , هذا إن لم ينزلوه بالقوة عن منبرهم المقدس لأنهم كانوا يملكون ذلك ويستطيعون ذلك
لكنه فى عالمنا أصبح ذو انتشار سريع ومريع وأصبح صاحب كل كلمة ـ مهما كانت حماقتها وتفاهتها ـ ذو جمهور معين من الناس ! طالما امتلك المال الكافي لاعتلاء أى منبر إعلامى
وهذا لأن الناس فى عصورنا الحالية فقدت حاسة الإستماع للرموز وإلى النقد الذاتى المتوفر فى أى شعب مهما كانت ضآلة ثقافته ..
وهذا الأمر يعتبر مما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام فى أحداث آخر الزمان , فتحقق بلا شك وذلك فى قوله عليه أفضل الصلاة والسلام ..
(انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة )

وبدون شك أن تلك السنوات الخداعات قد أطلت بأذنابها بعد أن انتشر التخوين للأمناء , وشاهدنا أوصاف الأمانة لمن هم أكثر الظالمين والناهبين , ونطقت الرويبضة ــ وهذه أوضح الواضحات ـــ حيث لم يعد على منبر المتكلمين إلا التوافه بعد أن انعزل العلماء والمفكرون أو اعتزلوا .. إلا القليل النادر ممن يملك سلطة الخروج والوصول للناس ..

ومن يقارن بين مصر الآن ومصر قبل ستين عاما ربما وجد فى الفلاح المصري التقليدى ثقافة سياسية ( أخذها سماعا من الراديو ) تتعدى ثقافة بعض متصدرى الشاشات وكبريات الصحف الآن
لأن العلم كان له مقداره وكان لواء الحديث لا ينعقد إلا للخاصة , وكان وصف الرمز لا يكتسبه كل من هب ودب بل يكتسبه الرموز الحقيقيون ..
لهذا نجح سعد زغلول مثلا فى القرن الماضي أن يعتمد على وعى طبقة العمال والفلاحين فى قضية الإستقلال , وكان اعتمادا فى محله , فعندما دعا سعد زغلول إلى مقاطعة ( لجنة ملنر ) التى أرسلتها بريطانيا للتحقيق فى وقائع الثورة المصرية عام 1919 م ,
لم يجد أعضاء اللجنة من يستقبلهم أو يجيبهم على أى سؤال أيا كان إلا بإجابة واحدة وهى :
( اسأل سعد باشا ! )
حتى عندما حاول بعض أعضاء اللجنة التبسط مع الفلاحين والتودد معهم لدفعهم للحديث رفض الأهالى وعندما سأل أحد الأعضاء فلاحا فى حقله عن سعر قنطار القطن ( وهو موضوع لا علاقة له بالثورة أو بسعد )
أجابه الفلاح الفصيح ( اسأل سعد باشا )

وبهذا وحده ..
نجح الشعب المصري فى فرض إرادته على الحكومة البريطانية واعتماد الشرعية لسعد زغلول وحده بعد أن طاردت هذا الأخير اتهامات الثورة المضادة بأنه لا يمثل الشعب المصري وأنه يتكلم من غير ذى صفة وأن الشعب المصري لا تعبر عنه الجماهير المؤيدة لسعد بل تعبر عنه الكتلة الصامتة القابعة فى البيوت ( ترى هل يبدو لكم هذا الكلام مألوفا !! )

وظلت الإتهامات تتناثر هنا وهناك حتى أمضي الشعب المصري إرادته وفرضها فرضا واضطرت بريطانيا للإعتراف بسعد زغلول ووفده ممثلا عن كافة جموع الشعب المصري الثائر فى ثورة 1919 م ..

فالجديد المؤسف فى أمرنا اليوم ..
أن خرج علينا فى الإعلام الذى يتمتع بحرية فوضوية فى مخاطبة الجماهير ليرغي ويزبد ويخدم أهداف الجهل والتجهيل و بالإضافة إلى تأثيرهم الفاقع على بعض فئات الشعب البسيطة تساعدهم ف ذلك بقايا الثقة التى اعتاد الأميون منحها للحكومات على مر الزمان
ولم ينج من ذلك إلا طبقة الجماهير المثقفة التى صنعت الثورة وامتازت بالوعى الخرافي الذى يتجاوز بكثير حركة الإعلام المضاد , و إن كان لا يملك أدوات إسقاط هذا الإعلام ومحاربته بوسائله لانعدام القدرة المادية على ذلك ..

والإتهامات المرسلة التى طالت الثورة والثوار كانت هى نفس الإتهامات التقليدية التى اعتادت صياغتها عقول السلطة , لكن الجديد كان فى تهافت مستوى الأدلة ــ هذا إن أطلقنا على ما يقال مسمى الأدلة من الأصل ــ فما جلبته الثورة المضادة للنيل من شرفاء الميدان كان فى أغلبه ــ كما قلنا ــ بالغ التفاهة إلى حد الإستفزاز !
وكنت أظن ـ وليس كل الظن إثما ــ أن أمثال تلك الإتهامات لا يمكن أن تجد رواجا على وجه الإطلاق , لولا أن بعض الجماهير تأثرت بها بوعى وبغير وعى , والجماهير البسيطة معذورة على أية حال لأن رجل الشارع البسيط يري تحت قدميه فى العادة ,
ولكن المثير والمخزى ..
أن أدوات الثورة المضادة امتدت لتشمل عددا من المثقفين ومرتادى المنتديات الثقافية والكــُــتّاب وفوجئنا بهم يروجون لنفس المفاهيم دون أدنى احترام للضمير أولا أو أدنى احترام لعقلية القارئ ثانيا ..
وسنعرض لأهم الإتهامات ونناقشها رغم تهافتها بسبب تكرار طرحها فى عشرات الموضوعات بالمنتديات ..


الهوامش :
[1]ــ تاريخ الحركة القومية فى مصر ـ عبد الرحمن الرافعى ـ دار المعارف


قديم 12-18-2011, 10:24 PM
المشاركة 2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الإتهام بالعمالة للغرب ..


ليس صحيحا على الإطلاق أن معاداة الثورات تعتبر من وجهة نظر لصاحبها الحرية فيها ويمكن قبول عدائه أو تشنيعه على أنه اختلاف محمود فى الرأى ..
كلا وألف كلا ..
فأولا ما قيل ويقال من اتهامات وتخوين وتجريح ليس رأيا من الأصل بل هو سب وقذف بحق شهداء وضحايا ضجوا من الظلم فخرجوا رافعين أيديهم وأصواتهم قائلين للظالمين فى وجهه أنه ظالم ..
فكيف يمكن قبول الإفتراء المخزى على أنه إختلاف فى الرأى ؟!
ومن ناحية أخرى ..
تلك الإتهامات لا ينطبق عليها وصف الرأى المخالف المقبول من الناحية الموضوعية البحتة ..
هذا لا ينطبق إطلاقا على الحق النقي الواضح فى مواجهة الباطل العتى الفاضح ..
ولو جاز ذلك لما كان هناك فرق بين الكفر والإيمان , وبين الصدق والكذب , وبين الإخلاص والنفاق ..
لا يوجد قبول ولا تقبل لمن رهن قلمه ووعيه طائعا مختارا للدفاع عن الظلم والظالمين , لا سيما فى حالتنا المعاصرة وواقعنا الذى لا يحتاج إلى أدلة أو وثائق لكى تثبت الكفر البواح والظلم الصراح الذى مارسته وتمارسه أنظمة القمع العربية وخيانتها المطلقة لقضايا الأمة ,
لأن ما ظهر على السطح كفي وزيادة ــ بغض النظر على ما تحت السطح ـــ لإثبات أن هذه الشرذمة الحاكمة تنطبق عليها انطباقا الآية الكريمة التى تقول :
( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )

وما شاء الله ..
عالمنا العربي منذ ما يربو على ستين عاما , ومنذ ثلاثين عاما على وجه الخصوص , حدث فيه ما لا يمكن أن يراود عربيا واحدا فى أبشع كوابيسه ..
فما حدث فى الستينات والسبعينات من القرن الماضي مثلا , كان ــ على بشاعته ــ أهون بكثير مما حدث بعدها , وأخف وقعا بمراحل بما تلاها فى عصورنا الحالية وبداية القرن الجديد ..
ففي الستينات والسبعينات كان أمر الحديث عن الإعتراف بإسرائيل أو مجرد الجلوس معها للتفاوض يعتبر أكبر الكبائر عند أى سياسي عربي ــ حتى لو كان عميلا للإسرائيليين ــ فلم تكن تجرؤ السياسة العربية على أن تتحدث عن سلام أو اعتراف ــ مجرد اعتراف ــ بإسرائيل وكانت الإتصالات تتم فى الخفاء وإذا عُرفت تصبح كارثة محققة ..
وأصدرت المجامع العلمية فى الأزهر وغيره فتوى رسمية تكفر علنا كل من يجرؤ على القول بذلك فى ظل وجود إحتلال الأراضي المقدسة تحت يد اليهود وفى ظل السياسة الغربية التى تعادى المسلمين فى كل موطن ..
ثم جاءت السبعينات والثمانينات , ..
وإذا بالإتصالات والسفارات تتخذ طابعا علنيا , ورغم الإعتراض الجماهيري الهائل فى تلك الفترة على هذه الروابط إلا أن كل هذا تم على مرأى ومسمع من الجماهير التى كانت تغلى بالغضب , ثم خف الغضب شيئا فشيئا مع انفراد الولايات المتحدة بمقدرات العالم .. واتجاه السياسة العربية بأكملها إلى عمالة واضحة وصريحة للأمريكان , لا ينقصها الإشهار ولا الإعلان وقاد هذه العمالة نظام مبارك ..
وفى التسعينيات وسنوات القرن الجديد لم يقتصر الأمر على الدبلوماسية بل صار واقعا ملموسا بل وأصبح أحد ثوابت السياسة المصرية والعربية التعامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل على أنهما حليفان صديقان , وتبعت الدول العربية فى ذلك حتى وصل الأمر بالجماهير التى كانت ترى مجرد الإتصال بإسرائيل ديبلوماسيا كفرا ..
قبلت ما هو أمر وأفدح عندما اتخذت الولايات المتحدة لها قواعد عسكرية هائلة دائمة فى المنطقة العربية , ومدعومة بالمال العربي أيضا , وما لا يدركه الكثيرون أن القواعد الأمريكية فى الشرق الأوسط تسدد فاتورة بقائها الخزانة العربية بالكامل بزعم حمايتها من الأخطار !
رغم الإنفاق الهائل من ميزانيات الشعوب العربية على جيوشها التى لا نراها أسودا إلا فى مواجهة مواطنيها أما فى الدفاع عن أراضيها فهذه وظيفة ليست لها !
ورأينا كيف تم ضرب الدول المسلمة والعربية بالجيوش القابعة على أراضينا ورأينا أكثر أن ثروات النفط كلها مآلها للغرب ولإسرائيل , وأصبح البترول العربي يمثل للولايات المتحدة مائة فى المائة من احتياجاتها وأصبح الغاز المصري يمثل 40 % من الطاقة الإسرائيلية ..
والمال العربي الناجم عن الثروات البترولية التى يحصل عليها الغرب , حتى هذا المال مآله للإقتصاد الأمريكى وبنوك الولايات المتحدة , وزيادة فى التبجح , قام أحد الأثرياء العرب بالتبرع بقيمة 4 مليارات دولار للخزانة الأمريكية فى الأزمة المالية الأخيرة !
وأصبحت لأجهزة الأمن الإسرائيلية برتوكولات تعاون مع أجهزة الأمن العربية لحماية الرؤساء العرب ! , ولتنظيم الأمن الداخلى لهم , وهناك نظم عربية كبري وقّعت وثيقة رسمية بحماية عرش الدولة للأسرة الحاكمة فى مقابل التعاون الوثيق لتنفيذ الأجندة الأمريكية بالمنطقة , والوثيقة معلنة ومنشورة منذ ما يقرب من أربعين عاما كاملة !

وفى مصر مبارك ..
كشف اللواء شفيق البنا ـــ نجل الشيخ محمود على البنا قارئ القرآن الشهير ــ كشف كثيرا من خلفيات العلاقة بين مبارك والولايات المتحدة وإسرائيل وتوضح كيف أن مبارك كان يتعامل بوصفه وكيلا أمريكيا على رياسة مصر وصديقا لصيقا بإسرائيل على نحو ما وضحته سياسته ــ لا سيما فى الأعوام الأخيرة وحرب غزة التى شارك يها مشاركة فعلية لإبادة القطاع ــ على نحو يوضح تماما لماذا قال عنه بنيامين إليعازر أن مبارك كنز إستراتيجى لإسرائيل !!
يقول اللواء البنا [1] ــ مسئول القصر الرياسي لخمسة وعشرين عاما ـــ أن مبارك كاد يفقد عقله فى بداية التسعينات عندما سمع بالإنقلاب السوفياتى الذى قاده بوريس يلتسين ضد نظام جورباتشوف لإعادة النظام الشيوعى كما كان , حيث كان مبارك بالغ السعادة والحرص على ريادة الولايات المتحدة للعالم أجمع ..
وكان مبارك هو الساعى للإسراع بإعدام صدام بعد سقوط بغداد وفقا لاعترافات رئيس الأركان الأمريكى , فضلا على فتحه قناة السويس لآليات الجيش الأمريكى النووية لتعبر فى ضرب العراق , وفتح الأجواء المصرية لمئات الآلاف من الطلعات الجوية التى خرجت للغرض نفسه ..
بخلاف أنه كان رأس عملاء الولايات المتحدة فى المنطقة ــ بالمعنى الحرفي للكلمة ــ فهو الذى قاد إجتماع الجامعة العربية فى بداية التسعينات لإقرار قبول وجود القوات الأمريكية فى المنطقة لضرب العراق وكأن الجيوش العربية بأكملها تعجز عن تحرير الكويت , ووقف مبارك حائط صد ضد أى وجهة نظر مغايرة تتبنى الحل السلمى ..

ويروى اللواء البنا أنه فى منتصف التسعينات وصل تقرير من المخابرات العامة يحذر الرئيس فيه من اتصال ابنه جمال مبارك بشخص يدعى يوسف بطرس غالى ! , وأن هذا الشخص عميل للمخابرات الأمريكية تراقبه المخابرات المصرية منذ مدة ,

فما كان من مبارك إلا أن أصدر قرارا بتعيين يوسف بطرس غالى وزيرا للإقتصاد فى حكومة الجنزورى الأولى واستمر بعد ذلك حتى قيام الثورة وهو وزير للمالية وأشرف بنفسه على عملية تدمير القدرة المصرفية لمصر بعد تحرير الجنيه المصري وتعويمه ليرتفع الدولار من أربعة جنيهات إلى سبعة جنيهات كاملة , فضلا على إشرافه الكامل بموافقة مبارك وابنه على تدمير القطاع العام وإضاعة أموال التأمينات واستغلالها فى سد عجز الموازنة لتضيع على أصحاب المعاشات مائة مليار جنيه تقريبا ذهبت سدى ولا زالت التحقيقات حتى اليوم تتم فى هذا الأمر والمحاولات مستميتة لمعرفة أين ذهبت بالضبط أموال التأمينات ..

وعندما تم اختيار يوسف بطرس غالى وزيرا فى حكومة الجنزورى كان رد المخابرات المصرية هو الصدمة المريعة وذهب عمر سليمان إلى مبارك مستفسرا عن تلك الخطوة فقال له نصا :
( انت مهمتك ترفع التقارير مش مهمتك انك تاخد القرار ) ..
وكانت النتيجة أن الرجل الذى كان يتابع عملية يوسف بطرس غالى وهو ضابط برتبة لواء أصيب بجلطة مفاجئة من الصدمة الشنيعة ومات متأثرا بها فى مستشفي وادى النيل التابع لجهاز المخابرات العامة !

ويروي اللواء البناء أن مبارك فى سنواته الأخيرة كان يلجأ إلى منتجع شرم الشيخ وإلى منتجع برج العرب تحديدا , ولكن الغريب أنه كان يذهب بدون حراسة أى كتيبة من كتائب الحرس الجمهورى , وذلك رغم ولعه الشديد بأمنه الشخصي , وخوفه الرهيب من الإغتيال
وعندما سؤل فى ذلك قال : أنا فى شرم الشيخ فى حماية إسرائيل , وفى برج العرب فى حماية قوات الولايات المتحدة المتواجدة بمناورات النجم الساطع !
وعندما ذُهل المذيع من كلام اللواء البنا وطلب تأكيده رد البنا بضحكة ساخرة وقال أن هذه الأمور أمور معروفة فى كواليس الرياسة , ولا تستحق الدهشة , وعلاقة مبارك بإسرائيل تفوق أعتى خيال لأى معارض , ففي ظل انتفاضة الأقصي الثانية وشارون يقوم بمجازره الشهيرة بفلسطين , كان مبارك يزوره فى إسرائيل من شرم الشيخ أسبوعيا لتناول العشاء معه وفى سرية تامة وزيارات غير معلنة !
وعندما بدأت خطوات التوريث تترى استعان جمال مبارك بـأحد رجال السياسة الأمريكية وهو فرانك ويزنر ـــ وهو نفسه السياسي الأمريكى الذى دفع ببطرس غالى إلى جمال مبارك ــ لتقديمه إلى السلطات الأمريكية والإسرائيلية مما يؤكد على ما قاله الدكتور مصطفي الفقي فى حوار مع جريدة المصري اليوم قبل الثورة , إن رئيس مصر القادم يجب أن يحظى بموافقة أمريكا ورضا إسرائيل !
حيث أن الرضا الأمريكى والإسرائيلي هو العامل الأول والأخير فى قبول خطة التوريث وأما الشعب المصري فهذا أمره متروك لعساكر حبيب العادلى وزير داخليتهم حسب التعبير النصي لجمال مبارك

ليس هذا فقط ..
بل إن الأسرار الأمريكية فى الحرب على العراق والتى انكشفت فى عهد بوش , أوضحت من الفضائح ما يوضح لنا أن كل ما كنا نظنه عمالة فى سياستنا العربية هو أهون بكثير جدا مما خفي ..
فقد تعاملت الجماهير العربية مع انكسار النظم العربية للسياسة الأمريكية على أنه انكسار وعمالة إضطرارية ..
فإذا بالأمر أفدح من هذا بكثير حيث كشف بوب ووردورد فى كتابه ( خطة الهجوم ) أن الحرب العراقية الأخيرة حصلت على مباركة وتحريض الدول العربية جميعا ضد نظام صدام , بل وتوعدت النظم العربية للسياسة الأمريكية أنها لن تساعدها إلا إذا كانت الضربة قاصمة للعراق هذه المرة والخلاص من صدام أمر مؤكد حتى لا تتراجع الولايات المتحدة وتكتفي بتدمير الجيش العراقي دون المساس بنظام صدام على نحو ما حدث عام 1991 م ..
فطمأنتهم إدارة بوش بأن سمحت لهم بالإطلاع على خطط حرب العراق كاملة , بل وتم إبلاغ سفير عربي الكبير بالموعد المحدد للهجوم
وعندما انكشف أمر تلك الإتصالات بين إدارة بوش وبين سفير تلك الدولة العربية الكبري , ما كان من هذا السفير إلا أن اعترف بالواقعة وقال أنه اطلع على الخطط ولكنه لم يعرف بالموعد ! ( قمة التبجح )

هذا فضلا على أن السياسة العربية منذ الحادى عشر من سبتمبر وهى ناصبة نفسها كرأس حربة لمحاربة الإسلام والإسلاميين خوفا على عروشهم وزايدوا حتى على الغرب وعلى إسرائيل فى هجومهم العاتى على الإسلام سواء بالإعتقال والقمع والقتل والترويع لكل علماء الشريعة والمفكرين الجادين , أو باستجابتهم الخرافية لنشر حالة من اللاوعى بالدين بين مختلف المراحل التعليمية ..
واتضح هذا جليا فيما يُسمى ( مؤتمر حوار الأديان ) وفى استجابة الدول العربية لكافة الضغوط التى مورست عليها لانهاء الدراسة الدينية خاصة لطلاب المراحل الأولى من التعليم ..
وفى مصر
تحقق الجهات السيادية فى فضيحة عظمى حيث أخذت سوزان مبارك 300 مليون دولار من إسرائيل عام 1998 نظير تخفيف مناهج الدين الإسلامى على مراحل كان آخرها فى عام 2010 فى عهد الوزير أحمد زكى بدر والذى وقف وإلى جواره المفتى الرسمى على جمعة يعلنون أنهم أشرفوا على نزع المناهج التى تحرض على الشعوب والأديان !!
هذا بخلاف أن وزارة التربية والتعليم طيلة عهد مبارك كان تحت إشراف مباشر من هية المعونة الأمريكية التى كانت تضع رقابتها على المناهج بشكل رسمى !
بخلاف أن مبارك ورفاقه فى المنطقة العربية استخدموا فزاعة التيار الإسلامى لدرء مخاطر النقد الغربي للقتل الجماعى الذى يمارسونه ضد شعوبهم , وفى أيام مبارك الأخيرة هو وبن على فى تونس والقذافي فى ليبيا وعلى عبد الله صالح فى اليمن , كلهم اتخذوا نفس الأسلوب ليثيروا مخاوف الإدارة الأمريكية حتى تتدخل للتعمية على أفعالهم وذلك بادعاء أن الثورات تأتى بالإسلاميين وأن من يقومون بها تابعون للمنظمات المتطرفة ,
وذلك حتى تتوقف الضغوط الغربية على النظم العربية لاتباع بعض الديمقراطية ــ ليس حبا فى الشعوب العربية ـــ ولكن لأجل تقليل السخط الهائل الذى تلقاه الإدارة الأمريكية فى الشارع العربي وحتى تتخلص أوربا من كمية النازحين المهولة كل عام من الشمال الإفريقي من جراء استنزاف الثروات العربية فى عمليات الفساد السياسي والإقتصادى حتى ضجت أوربا بالمهاجرين
ومبارك قالها فى واشنطن إبان انتخابات برلمان 2005 أنه لو سمح بالديمقراطية فى مصر فسيأتى الإخوان المسلمون إلى الحكم , بمعنى كفوا عن مطالبتنا للديمقراطية لأن هذا ليس فى صالحكم
بل قالها القذافي صراحة عندما أعلن أن ثمار الربيع العربي لن تكون فى صالح إسرائيل وذلك حتى يردع الغرب عن إدانة أفعاله !
والذى يستمع إلى تلك التصريحات يظن أن مطلقيها من حكام إسرائيل لا من حكام المفترض فيهم أنهم مسلمون يحكمون بلادا مسلمة ..

وتخيلوا بالله عليكم ..
بعد كل هذا يخرج علينا من يروج لأن الثورات العربية قامت برعاية أمريكية وأن الثوار عملاء وأن الثورة قامت بمؤامرات أمريكية ..
ولست أدرى بأى عقل يتكلم هؤلاء وكيف يمكن للغرب أن يتآمر مع فلذات أكباد مصالحه وهو الحكام العرب !
ثم ـــ يا أصحاب العقول ـــ هل بقي شيئ واحد طلبته أو تطلبه الإدارة الأمريكية والإسرائيلية وامتنع مبارك وأمثاله عن تنفيذه ؟!
وما هو هذا الشيئ القاطع الذى رفضه مبارك لينقلبوا عليه ..
ثم يغيب بالطبع عن هؤلاء أدنى معرفة بالسياسة الدولية , ولا يعلمون أن الولايات المتحدة لو أنها انقلبت على مبارك أو أرادت ذلك لنفذت مخططها بالإطاحة به بمنتهى السهولة , وهى التوقف عن دعمه ؟!
فقد نسي هؤلاء المغيبون أن مبارك وزملائه يعتمدون على الولايات المتحدة فى كل شيئ , وتدعمهم الولايات المتحدة بكافة وسائل القمع بلا استثناء ؟!
وينسي هؤلاء أن الولايات المتحدة لو أنها كانت تملك تفجير الثورة ضد مبارك أو بن على فلماذا لم تفعله إدارة بوش التى اعتبرها العالم أكثر إدارات الولايات المتحدة استخفافا بمقدرات الشعوب واستهانة برؤسائها سواء أعداؤها أو أصدقاؤها ؟!
وقد كانت إدارة الحزب الجمهورى من أنصار تفجير المشاكل ـ على حد تعبير المحللين السياسيين ــ أما إدارة الحزب الديمقراطى ــ الذى تمت الثورات فى عهده ــ فهى التى تميل إلى سياسة الحفاظ على أصدقائها وتثبيت عروشهم ودعمهم الكامل لهم طالما بقوا على طاعتهم ..

والذين يتهمون الثورات بهذا الإتهام الفج لست أدرى أين هم من العقل ومن التاريخ ومن المنطق ..
إذ أنهم صوروا الغرب كما لو كانوا آلهة قادرة على تحريك عشرات الملايين من الشعوب ضد حكوماتها ..
وينسي هؤلاء أن الثورات الشعبية لا يمكن أن تقوم بعامل خارجى , ومؤامرات الغرب كلها عبر تاريخه قامت بسبب القيام بأعمال مخابراتية للإنقلاب على أنظمة الحكم أما تحريك الجماهير الغفيرة على قلب رجل واحد فهذا ما لا تستطيع دولة أن تفعله فى أى دولة أخرى وإلا كانت الشعوب بأكملها عميلة ضد مصالحها !!
والولايات المتحدة سياستها الغربية معروفة القائمة على المثل البريطانى الشهير ( إن بريطانيا ليس لها أصدقاء دائمون , بل لها مصالح دائمة )
ولهذا فهى تتخلى عملائها بمجرد سقوطهم أمام شعوبهم وذلك حتى تستطيع أن تحتفظ بمصالحها مع هذه الشعوب , ولهذا خرجت تصريحات التأييد للثورة ودعوة مبارك لترك الحكم بعد أن أفلت منه زمام الأمور فى 28 يناير ولم يخرج التخلى الأمريكى قبل ذلك لأن السياسة الأمريكية ظنت أن مبارك قادر على استعادة السيطرة مرة أخرى
أما عندما سقط .. فقد انتهى الأمر ..
ولابد للسياسة الأمريكية أن تتخلى عن عملائها كما تخلت من قبل عن شاه إيران وكما تخلت عن بن على فى تونس .. طالما أن هذا الأمر جاء بمطالب شعبية عارمة حيث تتراجع القوة السياسية مهما بلغ عنفوانها ,
ومن المستحيل أن يقبل عاقل بالتدخل الغربي فى ثورات قامت بلا قائد أصلا !!
فلو كان لها قائد أو مجموعة قواد لتمكنت الألاعيب السياسية من إتيان الجدوى معهم أما وهى ثورة تلقائية مفاجئة حتى لأصحابها فكيف يمكن تخيل صدق تلك الإتهامات
وكيف يمكن تصور وجود عمالة أو مكاسب مادية لثوار يعرضون أنفسهم للقتل بأبشع الوسائل ؟!
هل يوجد عميل فى الدنيا يعرض نفسه للموت فى سبيل المال مهما بلغ ؟!

والقائلون باتهامات العمالة فضلا على جهلهم المدقع يتميزون بانعدام البصر والبصيرة ,
فمن ناحية يعجزون تماما عن أن يأتوا لنا بمثال واحد لدولة معادية تمكنت من إقامة ثورة شعبية ــ أكرر ثورة شعبية تخرج فيها الملايين ــ ضد نظام حكم آخر ؟!
وسيعجزون عن أن يأتوا بهذا المثال الخرافي إلى يوم يبعثون ..
ومن ناحية انعدام البصيرة فهم يتعاملون مع الجماهير التى قامت بالثورة كما لو أنها تعيش فى الرغد والنعيم وتنتظر دولا أخرى تستفزها وتثيرها على نظم حكمها ؟!
ويتعاملون كما لو أن قيام الثورات العربية ضد حكامها أمرا مستغربا لعدم توافر أسباب الثورة ؟!
ولهؤلاء أقول ..
هل عميت بصائركم أم عميت أبصاركم وهل هناك فى مراحل التاريخ العربي كله على مدى أربعة عشر قرنا , هل هناك مرحلة واحدة تعادل هذا الذل والهوان الذى يعانيه الجمهور العربي سواء من الداخل أو الخارج ؟!
بل هناك سؤال أكثر إحراجا لهؤلاء المثقفين ..
لو كنتم ترون فى هؤلاء الحكام حكاما صالحين من أى وجه , فهل يجرؤ واحد منكم فقط ..
واحد فقط ..
أن يكتب كلمة واحدة ضد أى سياسة من سياسات نظامه فى بلده ؟!
ونترك الإجابة لحمرة الخجل
فمن ناحية الخارج هل حدث واصطف كافة حكامنا راكعين للسياسة الغربية وتعاونوا معها فى سرقة ونهب موارد بلادهم فضلا على احتلالها كما حدث اليوم ؟!
ومن ناحية الداخل هل هناك نهب رهيب أو ظلم فادح تعرضت له الشعوب العربية كافة وبأبشع الوسائل كما حدث فى العهد المعاصر ؟!
يتبع ...


الهوامش :
[1]ــ اعترافات اللواء البنا على قنوات التحرير ـ الحياة ـ مودرن

قديم 12-18-2011, 10:25 PM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ولو ألقينا نظرة على الأحوال الداخلية لمصر .. لرأينا المهازل التى تكفي لتفجير ألف ثورة فى ألف شعب !
ولكانت الدهشة الواجبة والسؤال الأوقع هو كيف تأخرت الثورة إلى هذا الحد بدلا من التساؤل عن أسباب قيامها والتشكيك فيها

ففيه حلقته عن الشأن المصري الجارى من برنامج مع هيكل فى سبتمبر 2004 م قدم المفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل صدمة حقيقية للرأى العام عندما أعلن سخريته المحرقة من إدعاء تعثر التنمية بسبب زيادة السكان وبسبب نقص الموارد وقام بتفنيد السببين قائلا :
بالنسبة لإدعاء زيادة عدد السكان فإنى سأتحدث معتمدا على أرقام معهد التخطيط القومى المصري ذاته وهو يعلن فى آخر تقرير له لعام 2004 م أن نسبة زيادة عدد السكان فى تناقص مستمر خلال العشر سنوات الأخيرة حيث انخفضت من 2.2 إلى 1.8
وبالتالى زيادة عدد السكان لا وجود لها !! وباعتراف الأرقام الرسمية للحكومة !!
وبالنسبة لإدعاء نقص الموارد فلن أتحدث مطلقا عن الموارد الداخلية كقناة السويس والغاز الطبيعى وموارد الطاقة كحقل المرجان وبلاعيم ,
بل سأتحدث بالأرقام عن التدفقات المالية الخارجية خلال الثلاثين عاما الماضية والتى أتت على شكل هبات أو مساعدات لا ترد أو دخول للعاملين بالخارج وهى تدفقات بلغت 150 مليار دولار على نحو جعل مصر أكثر دول العالم أجمع جلبا للعملة الأجنبية !
وأضاف هيكل ..
فأين ذهبت هذه الأموال ؟!
إننى أستطيع أن أضع يدى على شواهد تم الصرف عليها مثل البنية الأساسية وتكلفت ما بين 10 إلى 12 مليارا ومترو الأنفاق تكلف حوالى 6 مليارات دولار .. لكن خلاف ذلك أين هى مواضع الصرف التى استوعبت تلك المبالغ الفلكية ؟!

ما غاب عن ذهن أستاذنا الكبير هيكل معلومة تمثل ضربة أخرى من ضربات عدم المنطقية .. وهى أن الدولة لم تتكلف قرشا واحدا من المليارات الستة التى تم صرفها على مشروع مترو أنفاق القاهرة الكبري حيث قامت بالمشروع وتكاليفه شركة فرنسية وعمالة مصرية مشتركة بنظام عقود bot وهو النظام الحديث فى العقود الإدارية التى يمنح الشركات الأجنبية حقلا إقامة المشروعات القومية وتحمل تكلفتها نظير إدارتها والإنتفاع بها لمدد محددة سلفا " 15 ـ 20 " عاما ثم تعود ملكيتها للدولة دون أن تتحمل الحكومة أية نفقات

أما أمر الديون الذى خرجت به مصر مثقلة الكاهل من حرب أكتوبر فمعظم هذه الديون كانت ديون النفقات العسكرية للإتحاد السوفياتى وهى الديون التى تم جدولتها وإعادة النظر فيها وإسقاط رقم لا يستهان به منها
أما الديون العسكرية فى مرحلة ما بعد كامب ديفيد وهى الديون التى استحقت للولايات المتحدة الأمريكية فقد قامت الحكومة الأمريكية بإسقاط ديون الفترة ما بين 1982 م إلى عام 1989 م فضلا على أن عام 1989 م شهد اتفاقية جديدة فى برامج التمويل العسكري المصري الأمريكى منح مصر مساعدات غير قابلة للرد

وهنا ألا يستحق منا هذا الأمر سؤالا بديهيا فى ظل هذه الموارد الرهيبة التى لم تتوافر لبلد فى العالم كيف يمكن أن يبلغ حجم الدين العام لمصر حوالى 100 مليار جنيه مصري !!

الجواب يتمثل فى ثروات أصحاب الحظوة من أمثال أحمد عز التى تجاوز رصيده أربعين مليار جنيه !
وعلى نفس الشاكلة هشام مصطفي ومحمد أبو العينين وابراهيم كامل , وغيرهم من فراعنة الإقتصاد , هؤلاء الذين نهبوا البنوك والأصول والمعونات الخارجية , ودفعوا المقابل رشاوى هائلة بالملايين لكبار المسئولين , وفضائحهم فى هذا المجال معلنة وأكثر من أن تحصي , ويكفي حكم القضاء ببطلان عقد أرض ( مدينتى ) والتى اشتراها هشام مصطفي من الدولة بخمسين قرشا للمتر , ثم أسس المدينة السكنية بقروض البنوك وباع المتر بمئات الآلاف من الجنيهات
أى أن هشام مصطفي ـ وغيره بالعشرات ـ استثمروا أموال الدولة على أرض الدولة وخرجوا بالمليارات ليصرفوها على ملذاتهم , ولعل قضية هشام مصطفي كشفت عن الملايين التى بذلها لسوزان تميم كى يخدمها إعلاميا ,
هذا بخلاف المليارات التى يصرفها تليفزيون الدولة الرسمى على المسلسلات بأموال الشعب الذى لا يجد لقمة العيش , فإذا بخسائر التليفزيون العام الماضي فقط تبلغ 11 مليار جنيه بسبب إنتاجه لما يزيد عن ثمانين مسلسلا فى العام الماضي , معظمها فى رمضان , وكلها عبارة عن مهازل حقيقية ,
مسلسلات يتم إنتاجها من دم الشعب , ليصرفها أهل الملذات , وهى لا تخرج عن كونها مسلسلات تعرض حياة رجال الأعمال , أو مسلسلات تحكى قصص الممثلين أصحاب المسلسلات !!
ومن الفكاهيات حقيقة أن عادل إمام الذى قام بتمثيل دور البطل المصري أحمد الهوان فى مسلسل جمعة الشوان , هو واحد من أصحاب المليارات , وتقاضي أربعة ملايين دولار مؤخرا على إعلانه لشركة فودافون , أى عشرين مليون جنيه مصري على إعلان اشترط فيه عدم ذكر اسم الشركة , والحديث بعبارة واحدة فقط ,
وهذا فى مقابل عشرين مليون جنيه مصري ..
وهذا ما لم يحصل عليه بشري فى التاريخ نظير جملة واحدة يقولها بصوته فقط دون صورته ,
فيا ترى ,
هل يمكن لمحمد نصير رئيس شركة فودافون أن يدفع مثل هذا المبلغ الهائل لعادل إمام مقابل إعلان صوتى , لو أن هذا المال جاء من ربح منطقى أو حلال !
والله إن تجار المخدرات ليصعب عليهم التضحية بهذا المبلغ للإعلان عن صنف جديد من الحشيش !!
فى نفس الوقت الذى تقدم فيه أحمد الهوان ( البطل الأصلي ) بطلب للحصول على معاش دائم من الدولة , وعلاج مجانى وفشل فى ذلك , وهو الذى أعطى من التضحيات أحد عشر عاما من عمره , وهتك فيها المخابرات الإسرائيلية بما لا يستطيع جيش أن يفعله ,
وقس على هذا أبطال حرب أكتوبر , ورموز الأمة فى كافة المجالات , بعضهم يعمل فى وظائف وضيعة , وينتقل من سيئ إلى أسوأ وبعضهم انتقل إلى رحمة الله !

هذا بخلاف النهب الرسمى وعلى أوراق الدولة , من الوزراء والمسئولين الذين تصدر لهم قرارات علاج على نفقة الدولة بالملايين وكأنهم فى حاجة لهذا العلاج ؟!
وقبل شهرين , رفض أحمد نظيف رئيس الوزراء علاج الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق وعالم الحديث النبوى الشريف , وقال ( لماذا نعالجه بالخارج وهل لا يوجد علاج فى مصر ؟! )
وتمت الطامة الكبري عندما اتخذ وزير صحة مبارك حاتم الجبلي قرارا بإلغاء العلاج على نفقة الدولة وهو علاج هزيل أصلا لا يتجاوز سقفه أكثر من خمسة آلاف جنيه , ومع ذلك ألغاه الوزير فى نفس الوقت الذى يصرف فيه الملايين للمقربين , ولا يستحى أن يرفض علاج عالم فى قيمة وقمة أحمد عمر هاشم
بينما قبل هذه الواقعة بأيام كان يوافق رسميا على قرار علاج الممثل طلعت زكريا الذى قام بدور البطولة فى فيلم ( طباخ الرئيس ) لمجرد أن هذا الممثل حظى بمقابلة الرئيس مبارك
وبالطبع قامت هذه الفئة المنحرفة من الممثلين بخدمة النظام فى أزمته , فقام طلعت زكريا بالظهور مدافعا عن الرئيس ,
وكذلك حسن يوسف الذى صدعنا سابقا بإعلان توبته ثم جاء فى رمضان الماضي ليشارك الممثلة المنحرفة غادة عبد الرازق صاحبة أدوار الإغراء فى بطولة مسلسلها الجديد , ثم يخرج هكذا بلا حياء ليتهم المتظاهرين بأنهم ينفذون أجندات خارجية !
وكأن هؤلاء المتظاهرين هم الذين نفذوا خطط الغرب كاملة ووضعوا أنفسهم فى خدمة طواغيت الولايات المتحدة !
وقس على ذلك العديد من عواهر هذا المجال , والذين لن يجدوا لهم مكانا فى المجتمع ولا مكانا للنهب والسرقة لو سقط النظام , فالمسلسلات والأفلام التى يتم صرف ميزانية الإعلام عليها بخسائر مليارية , إنما يصرفها النظام عليهم ليكونوا فى خدمته وقت الحاجة

فنوعية هؤلاء الممثلين هى التى تحظى برعاية قادة الدولة , أما كبار العلماء ولو كانوا من أركان نظام الحكم نفسه , فهم فى غيابات الجب !!
هذا بخلاف الملايين المعدة لإعادة هدم وبناء محطات المترو , وإعادة بناء الأرصفة , وتجديد أسوار قصر القبة وغيره من المبانى , فى نفس الوقت الذين يسكن فيه أربعة ملايين مواطن فى المقابر وفى العشوائيات التى تتكون من علب صفيح تعيش فيها عائلات يتراوح عددها من خمسة إلى خمسة عشر فردا !
أما ثروات الدولة فى الداخل فهذه قصة أخرى , لا يمكن حصرها
فالغاز الذى يتدفق فى أرض مصر , وتصدره لإسرائيل وأسبانيا , يعانى المصريون من زيادة أسعاره فى أنابيب البوتاجاز وتراجعت الحكومة مؤخرا عن قرارها برفع ثمن أسطوانة البوتاجاز من خمسة إلى خمسين جنيها !

بخلاف الإحتقار والدونية التى كان ينظر بها مبارك للشعب المصري البسيط , وتبدت أكثر ما تبدت فى سخريته العلنية فى تسجيل شهير من ضحايا عبارة الموت التى ذهب ضحيتها ثلثمائة قتيل بسبب تواطؤ النظام مع رجله ممدوح إسماعيل صاحب العبارة ورجل الأعمال عضو مجلس الشورى
بخلاف القتلى من قبل فى محرقة بنى سويف وفى قطار الصعيد وفى عشرات الحوادث المتكررة التى يذهب ضحيتها 12 ألف قتيل سنويا فى الحوادث المتفرقة على الطرق بسبب سوء حالتها وعدم صلاحيتها للمركبات ــ كنتيجة طبيعية للفساد الرهيب فى أعمال الحكومة ـــ والفساد الشرطى المتواطئ مع رجال الأعمال وغيرهم
أضف إلى ذلك صرعى الأمراض المزمنة المنوعة التى تسبب فيها يوسف والى وزير الزراعة الذى سرطن نبات مصر بأكمله بسبب سياسة التطبيع الزراعى مع إسرائيل , وتم ترك آلاف مؤلفة من المرضي يلقون حتفهم بلا علاج أو بالإهمال فى المجازر العمومية المسماة خطأ بالمستشفيات , وهى عبارة عن سلخانات بشرية تتراكم فيها أجساد المرضي فى الطرقات وفى الأرصفة أمام أبوابها ويشاهدها الناس بمناظر معتادة فى مستشفيات الدمرداش أو فى مستشفيات القصر العينى العام أو أى مستسفي عام تابع لوزارة الصحة ..
ومن لم يمت بالمرض أو الحوادث واجه الحياة بأجور أقل ما يقال عنها أنتها لا تكفي لإطعام طفل صغير لمدة يوم واحد ,
فهناك فى مصر معاشات لا تتعدى ستين ج مصري أو ما يوازى 12 دولارا شهريا تقريبا , بخلاف اعتماد الحد الأدنى للأجور عند حاجز ثلثمائة ج مصري فى نفس الوقت الذى اكتمل فيه مخطط إفساد مصر عن عمد برفع سقف مرتبات رجال النظام ورؤساء الشركات والوزراء ونوابهم ووكلاء الوزارات إلى مبالغ عشرين مليون جنيه شهريا ..
أكرر عشرون مليونا كمرتب شهري كان يحصل عليها سامح فهمى وحبيب العادلى فضلا على أن الحد الأدنى لرجال الدولة كان 250 ألف جنيه شهريا وينطبق على العشرات من تابعيهم .. فى مخطط واضح لنشر الرشوة والفساد لأن الموظفين العاديين لن يجدوا قوت يومهم إلا بالرشوة فى ظل استحالة المعيشة بالراتب الحكومى
ولاحظوا أننا نتحدث عن الموظفين المعينين ممن وجدوا عملا لهم أصلا فى مصر بخلاف الشريحة العظمى التى تتجاوز الملايين لا تجد عملا بأى مقابل من أى نوع وارتفع سقف الرشوة للوظائف إلى حدود رهيبة تفوق خيال البسطاء بخلاف عمليات النصب التى كان يمارسها أعضاء مجالس الشعب والشورى فى الحزب الوطنى لبيع تأشيرات العمل وحتى تأشيرات الحج !!
وهذا الواقع المرير هو ما يفسر بوضوح لماذا كان شباب القري يقبلون بإلقاء أنفسهم فى التهلكة فى محاولات الهجرة غير الشرعية لأوربا على قوارب لا تصلح للإبحار فى الأنهار والبحيرات ..
وظلت الوظائف المميزة حكرا على أبناء النظام والأغنياء ومحجوزة لهم سلفا بالذات فى البترول والقضاء والشرطة والجيش التى أصبحت مزارع مغلقة على أذناب النظام

هذه هى مصر مبارك وما فعله بها سواء بالداخل أو الخارج وهى أسباب كما قلنا تكفي لألف ثورة , وتجعلنا نتساءل كيف تأخرت الثورة إلى هذا الحد !
كما تلقي الضوء على مزايدات فلول الوطنى ومنافقي عصر مبارك الذين يدعون أن الثورة عطلت الإنتاج وغيّبت الأمن كما لو أن المصريين كانوا يعيشون رغدا وينعمون بالأمن وهم يفقدون 12 ألف قتيل سنويا بخلاف المصابين بأضعاف هذا العدد , بسبب سطوة الشرطة وفساد المجال الإقتصادى
فضلا على أن الأمن نفسه ما كان متوفرا فى أى لحظة من لحظات حكم مبارك بالذات فى سنواته الأخيرة , حيث أصبحت أجهزة أمن الدولة عبارة عن عصابات خطف وقتل وتعذيب وتلفيق القضايا لعامة الشعب كان أمرا معتادا بالدرجة التى أصبح معها هذا الأمر عرفا بين رجال الشرطة يتدربون عليه ..
ولعل هذا ما فسر طبيعة تعاملهم الوحشي مع المتظاهرين واستهدافهم بالقتل كما لو كانوا من الذباب !!

هل عرفتم الآن لماذا قلنا أن المدافعين عن نظام مبارك وأمثاله .. ليس لهم إلا الإستهجان ..

يتبع ..

قديم 12-20-2011, 12:03 PM
المشاركة 4
أميرة الشمري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخ محمد جاد الزغبي
كلنا يعلم وخاصة نحن اهل العراق بان كل مايجري عندنا سببه الاول حسني مبارك لانه اعطى الضوء الاخضر لامريكا واسرائيل للاطاحة بصدام وكانت بموافقة الحكام العرب فقط القذافي الذي لم يكن موافقا ولم يستغرق اجتماع العرب سوى عشر دقائق وبعدها ضاع العراق واهله حتى انهم وقفو يتفرجون من خلال التلفاز كيف يدمر العراق
وغاب عنهم ان اليوم هذا سياتي عليهم ويقفون خلف الزنزانة ويحاكمو من شعوبهم
اما عن ردك حول الاتهامات للثورة فاقول لك
ورد موضوع على الشبكة العنكبوتية يوضح دور المدعو برنارد ليفي الصهيوني في الثورات العربية وعن اتصاله بقادتهم اتمنى ان يتسع صدرك لي لاني لست بمحاورة جيدة ولاادعي باني سياسية واجيد الكلام مثل السياسين او الكتاب
معلوماتي تقتصر على مااقرأ واحب ان اضيف بان امريكا ارسلت اشارة لكل عملاءها بالتغيير عندما جعلت اللون الاسود يحكمها ونحن نعرف مدى كرهها للزنوج صحيح انها اطاحت بعملاء لها لكنها ستاتي بغيرهم وبغطاء جديد
احب ان تطلع على هذا الرابط http://www.4li.org/?p=2155
وترى الحقيقة وما خلف الكواليس كان اعظم
اشكرك لسعة صدرك ولا تنسى اني كتبت ذلك من نفسي وما اشعر به انا والناس الواعية هنا بالعراق
تحيتي لك ولشخصك الكريم

"الشمس أجمل في بلادي من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك أجمل
فهو يحتضن العراق"

السياب
قديم 12-21-2011, 04:56 AM
المشاركة 5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا الأخت الفضلي أميرة
أسعدنى مرورك وشرفنى ..

كلنا يعلم وخاصة نحن اهل العراق بان كل مايجري عندنا سببه الاول حسني مبارك لانه اعطى الضوء الاخضر لامريكا واسرائيل للاطاحة بصدام وكانت بموافقة الحكام العرب فقط القذافي الذي لم يكن موافقا ولم يستغرق اجتماع العرب سوى عشر دقائق وبعدها ضاع العراق واهله حتى انهم وقفو يتفرجون من خلال التلفاز كيف يدمر العراق

جميل ..
وهذا ما حدث بالفعل فى مؤتمر القمة العربية إبان الأزمة وتم رفع التسجيل على يوتيوب بالفضيحة كاملة ..

ورد موضوع على الشبكة العنكبوتية يوضح دور المدعو برنارد ليفي الصهيوني في الثورات العربية وعن اتصاله بقادتهم اتمنى ان يتسع صدرك لي لاني لست بمحاورة جيدة ولاادعي باني سياسية واجيد الكلام مثل السياسين او الكتاب


أختى الكريمة ..
صدرى والله يتسع لكل سؤال ولكل مناقشة وأى اختلاف مهما كانت قوته .. فقط إن كان هذا فى إطار السؤال ورد الأمر لأهله وللمتخصصين , والإعتماد على الدليل والحجة ..
ولا يضيق صدرى إلا بمن رأى الحق ــ وعرفه حقا ـــ ثم أنكره ..
وسؤالك واضح والموضوع الذى كتبته بأعلى كله ردا على هذا التساؤل عرضت فيه وجهة نظر المنطق والعقل أولا
ثم وجهة نظر الدليل والقائع والتحليل السياسي
وأقولها لك يا سيدتى واضحة , لا وجود لمثل هذا الهراء يا قوم
ليس معنى هذا أن الغرب يتوقف عن مخططاته , ولكن لأن الغرب لا يمكن له مهما بلغت قوته أن ينشئ ثورة شعبية مليونية تقوم على قلب رجل واحد لدفع ظلم واقع فعلا وواقعا !
إن من يروج لهذا الأمر ـــ ومروجوه من الغرب أصلا ـــ إنما يعملون لمصالحهم وذواتهم ..
وهم يخترعون لأنفسهم دورا فى كل حدث حتى يشككوا الشعوب فى إمكانية أن تصنع هذه الشعوب شيئا
فعودى للموضوع بتأن لا سيما بشقه الثانى وتأملى فيه ..
وتأملى معه هذه الملحوظات البسيطة ..
أولا : التدخل الأجنبي فى الأحداث لا يكون عن طريق ما يقال بمنتهى الجهل أن الثورات أصلها غربي لأن الغرب لو كان بامكانه ذلك لأصبحوا آلهة , ولفعلوه فى كل دول العالم , وقصاري ما تستطيع أن تفعله دولة أن تجند لها عملاء يتحدثون بمصالحها وباسمها وتحاول أن تجعل لهم تأثيرا ..
ثانيا : لا يوجد سابقة إطلاقا فى التاريخ القديم والمعاصر حدثت بمثل هذا التصور المتهافت الذى يصبغ تلك القدرة الخرافية للغرب ..
ثالثا : كيف يقوم الغرب بمثل هذه الحماقة ضد مصالحه وعملائه بالمنطقة ولو كان يريد تغييرهم لضغط بتغييرهم فى إطار النظم القائمة عن طريق تدبير انقلاب فى الجيش كما حدث فى باكستان فى انقلاب برويز مشرف على الحكومة المدنية برياسة نواز شريف
رابعا : نحن بصدد ثورة ليست لها قيادة
أكرر أنت تقولين إن أمريكا اتصلت بقيادات الثورة وأنا أقول لك أن أقل متابع للشأن التونسي والمصري يعرف تماما أن الشارع تحرك وحده ولا زال يتحرك وحده ..
وبنظرة منطقية واحدة للأحداث ستدركين أن الشارع لو كان تحت قيادة من اتهموهم أنهم عملاء للرب لاستمع إلى هؤلاء العملاء ونفذ رغباتهم وهو ما لم يحدث بالطبع ..
وفى تجربة الاستفتاء فى مصر والتى وقف فيها الإعلام كله ضد التعديلات ومعه نخبة السياسيين جميعا وقالوا لأ
كانت كلمة الشعب فى الإتجاه الآخر بنعم !
فأين هى سيطرة وسطوة الزعماء أو السياسيين على حركة الشارع ..؟!

مرة أخرى أدعوك لإعادة قراءة الجزء الثانى من الموضوع وانتظار بقية أجزائه والاستعانة بالعقل والتاريخ فى معالجة ما نقرأ من أخبار وتحليلات والإعتماد على الأدلة وحدها فى تكوين وجهات النظر حتى لا نصبح مطية لكل مناد ..
والغرب نفسه هو من يدعم ويروج ويشوه الرموز التى شاركت بالثورة أملا فى أن يفقد الشارع ثقته بنفسه أولا وبقدرته على التغيير , ثم يفقد مصداقيته مع نفسه وتفشل التجربة الديمقراطية التى هى البعبع الرئيسي للغرب الآن فالشعوب عندما تتكلم بإرادتها فمعنى هذا أن الحكام لن تسيطر وبالتالى لن يسيطر الغرب على الشعوب بالسيطرة على الحكام
وهذا هو الدليل الأكبر على وطنية الثورات التى تخلق المد الديمقراطى الذى يجعل القرار بيد الشعب لا بيد الرؤساء
عندئذ يفقد الغرب كل نفوذه لأن لن يستطيع منطقا أن يجند شعبا بأكمله حتى يحقق مصالحه
ولهذا أيضا نرى أن الغرب اتخذ عملاءه جميعا عبر التاريخ من الديكتاتوريين الذى يتمكنون من قهر الشعوب وتنفيذ مخططات الغرب ضد مصالحها ..
فكيف بالله عليكم يساند الغرب حقيقة ثورات شعبية طالبت بالديمقراطية ؟!
هل يعقل هذا ؟!


قديم 12-21-2011, 08:40 AM
المشاركة 6
أميرة الشمري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخ الفاضل محمد
اشكرك لسعة صدرك
ولكن الصور تتكلم والا بربك قل لي
ماذا يفعل برنارد في ميدان التحرير
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


"الشمس أجمل في بلادي من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك أجمل
فهو يحتضن العراق"

السياب
قديم 12-21-2011, 06:51 PM
المشاركة 7
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ومن هو برنارد هذا وما هى قيمته ..
وما هى قيمة إيلان جرابيل الجاسوس الإسرائيلي الذى تم القبض عليه فى ميدان التحرير ؟!
وهل تتصورين أن الغرب بهذه السذاجة التى تجعل جواسيسه ومنفذى سياساته يتبادلون الصور علنا فى الميدان هكذا لتغيير الأنظمة
وماذا فعل الغرب إذا فى بقية ميادين مصر هل ارسلوا علاءهم كى يوزعوا الأموال ويدعوا الشعوب للثورة
وكم تتقاضين أنت لكى تلقين حتفك قتلا على يد النظام ؟!
ثم كيف يفوت النظام الحاكم فى مصر قبل سقوطه هذه الفرصة وهو يمتلك أدلة قاطعة على العمالة كما تروج الثورة المضادة وهو الذى كان يلفق الاتهامات لخصومه لعدم وجود تهم ضدهم
فهل يضيع فرصة كهذى ؟!
أين حدث هذا من قبل بالله عليك ؟!

المفروض يا أختنا الفضلي أننا نختلف عن العوام غير المدركين أو المثقفين ونعرف وندرك كيفية وأساليب التدخل.
لا أن نتبع دعايات السذج التى تضحك الثكلى ومن أمثالها أن الثورات العربية مدبرة فى الغرب بدليل أن المتظاهرين يهتفون ( سلمية )
ومعناها س سوريا و ل ليبيا , و م مصر , وي يمن !! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شكرا لك

قديم 12-21-2011, 08:19 PM
المشاركة 8
أميرة الشمري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لانتسرع بالحكم ولننتظر ما ستؤول اليه الانظمة الجديدة
وسنعرف هل لأسرائيل يد فيها ام لا !!!!
تقديري لشخصك الكريم

"الشمس أجمل في بلادي من سواها
والظلام
حتى الظلام هناك أجمل
فهو يحتضن العراق"

السياب
قديم 12-26-2011, 07:43 PM
المشاركة 9
ناصر المطيري
عـابــر سـبيــــل
  • غير موجود
افتراضي
الأخت أميرة مع الإعتذار للأستاذ محمد جاد ..

موضوع الثورات تكلم به الكثير ومنهم كوندليزا رايس والدكتور النفيسي وهو تغيير الحكام لأن الشعوب ملت منهم ..

ما حدث بالعراق ذنب إرتكبه صدام وهو يحتمله .. حكام العرب كما قال الدكتور عبدالله لا حول لهم ولا قوة ..

أما الحركه الجديده للثورات بوعزيزي قلب الطاولة وغير مفاهيم الثورات فكما نرى بمصر ما زال الصراع بين العسكر والمدنيه وبتونس نجد الإسلاميين إكتسحوا الساحه مع إختلافنا معهم ..

هناك مشكله لدينا نحن العرب أننا نعتقد أننا لن نكون قاده إلا بالغرب وهو من التغريب الذي زرع بعقل الشباب ...

نحن أمه تقود ولا تقاد وهو للأسف ما تبعه الحكام العرب ليقودوا الأمه بذيول الغرب التى تقهر العربي المسلم ..

نحن بحاجه لنكون أمه تقود وتفرق بين القاده الذين يدافعون عن الحق وليس العرش والنفوذ .

ان العدالة والكرامة والحرية، قيم يجب ان توجد حيث يوجد الإنسان، فلا كرامة بلا حرية، ولا حرية بغير عدالة، ولا عدالة بغير قانون
قديم 12-26-2011, 09:50 PM
المشاركة 10
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هناك مشكله لدينا نحن العرب أننا نعتقد أننا لن نكون قاده إلا بالغرب وهو من التغريب الذي زرع بعقل الشباب ...

نحن أمه تقود ولا تقاد وهو للأسف ما تبعه الحكام العرب ليقودوا الأمه بذيول الغرب التى تقهر العربي المسلم ..


بارك الله فيك يا ناصر ..
وكما قلت وقلنا أننا ننسب للغرب أساطير ناجمة عن ثقافة التغريب ..
والله المستعان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رد الإتهامات عن الثورات العربية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رد الإتهامات عن ثورة 30 يونيو (2) محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 28 11-13-2013 02:59 PM
الخروج على الحاكم ... الثورات العربية ... وامر الرسول عليه السلام عايد رشدان منبر الحوارات الثقافية العامة 14 08-28-2013 01:47 AM
مابعد الثورات العربية عبد الله المنصور منبر الحوارات الثقافية العامة 4 08-04-2012 12:42 AM

الساعة الآن 09:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.