قديم 09-25-2010, 03:36 AM
المشاركة 411
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فلسفة الضبط الاجتماعي بين الرؤية القرآنية والرؤية الغربية:-
إن الفلسفات التي نشأت في الفكر الغربي لم تكن على وجهة متفقة، إذ اختلفت باختلاف المنطلقات الفكرية والمنهجية، ولأجل ذلك اختلفت وجهات النظر في موضوع الضبط الاجتماعي باختلاف تلك الفلسفات التي يستند عليها العلماء، ويتمثل ذلك بصورة خاصة في الخلاف المحوري بين الاتجاهين الآتيين:
• أنصار علم الاجتماع المحافظ كاتجاه يسود علم الاجتماع الغربي، ويعبر هذا الاتجاه - في مجمله - عن الوضع القائم في المجتمعات ويعمل على وصفه وتبريره والدفاع عنه وإظهار الجوانب التي تعبر عن الثبات والاستقرار والتكامل والنظام والاتفاق، ويتمثل ذلك في كتابات المدرسة الفرنسية وعلى رأسها أوجست كونت وإميل دوركايم وفي المدرسة الإنجليزية وعلى رأسها هربرت سبنسر والمدرسة الألمانية وعلى رأسها ماكس فيبر.
• وفي مقابل ذلك أنصار الإتجاه الراديكالي والمتمثل في الإتجاه الماركسي.
وهذه المدارس تعدّ نتاجاً طبيعياً لعدم وجود أسس فكرية ثابتة تتفق عليها هذه المدارس سوى التخلص من الفكر الديني والتزام جانب المادي والمحسوس، ولهذا فإن الضبط الاجتماعي لديهم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمنطلقات الفلسفية لكل من مدارس هذين الاتجاهين، ومن هنا حددت خصائصه ومجالاته ووسائله ومفاهيمه.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:36 AM
المشاركة 412
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وقد بنى روس – وهو أول من أفرد الضبط الاجتماعي بالدراسة وجعله فرعاً مستقلاً - على مجموعة من المسلمات التي دار عليها كل الباحثين بعده، وإن اختلفت مدارسهم، وهذه الأسس والمسلمات تفصيلها كالآتي:
أ- البناء على الأساس المادي الذي قوامه القانون الطبيعي.
ب- شكلت الفلسفة الوضعية أسس تلك الدراسات حيث اعتبرت الحس وحده المادة الأولية لنشأة كل معنى كلي، فتمّ تشيؤ الظواهر الاجتماعية، الأمر الذي حصر دراستها واختزلها في انعكاساتها المادية الظاهرة للعيان فحسب.
ج- ترجع مصادر الضبط الاجتماعي إلى المجتمع نفسه، فالفعل الإنساني يكتسب قوته أو صحته المعيارية بتواضع المجتمع عليه وليس له مرجعية عليا سوى تعضيد المجتمع له.
د- التركيز على مفهوم النسبية الأخلاقية.
هـ- الدين جزء من الثقافة العامة وليس ضابطاً لسلوك المجتمع أو حاكما عليه.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:36 AM
المشاركة 413
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فلسفة الضبط الاجتماعي في القرآن:-
يرتبط مفهوم الضبط الاجتماعي وطبيعته وماهيته في القرآن بالقيم والمقاصد الكبرى، ولهذا فإن النظم الاجتماعية والعلاقات الإنسانية والقواعد القانونية تقوم على المصالح الكلية التي يحددها القرآن، ولهذا فإن الضبط الاجتماعي بقواعدهـ ووسائله المختلفة في القرآن يحكم المجتمع ولا يحتكم إليه، وهذا النموذج يقدم إطاراً شاملاً ويحدد معالم منهج متميز للضبط الاجتماعي يظهر تميز الأحكام القرآنية ويبرز إعجازها في هذه التشريعات.
وقد ارتبط مفهوم الضبط الاجتماعي في القرآن بالإيمان ارتباطاً وثيقاً، فهو إطار فكري عقدي تنبثق عنه أشكال الفعل الإنساني، ولهذا ربط الله تعالى في القرآن في غير ما موضع الإيمان بعمل الصالحات، ولما كانت السنة مفسرة للقرآن ومبينة له فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الدين وربطها بالقواعد الخلقية السلوكية ووضعها بين طرفين أولهما يمثل القمة والمرجعية لما هو دونه ومنتهاهما الطرف الآخر الذي يمثل أبسط نموذج لقواعد السلوك والضبط الاجتماعي والآداب العامة.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:37 AM
المشاركة 414
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وسائل الضبط الاجتماعي في الفكر الغربي:-
هنالك شبه اتفاق - في علم الاجتماع الغربي - على أن للضبط الاجتماعي قسمان رئيسيان من حيث الوسائل المستخدمة فيه، وهما:
1- الوسائل غير الرسمية:-
وتتمثل في:
-الطرق الشعبية، وهي الوسائل التي أقرها المجتمع ليصوغ أفراده سلوكهم وفقاً لها.
- الآداب الاجتماعية، وهي تمتاز عن الطرق الشعبية بقوة إلزامية.
- العرف، وهو الوجه التقنيني للعادات والتقاليد وآداب السلوك العامة.
2- الوسائل الرسمية:-
وتتمثل هذه الوسائل في مواد القانون، وتعمل من خلال المفهوم العام للضبط الاجتماعي في الفكر الغربي حيث أن المجتمع لا يمكن ضبطه إلا عبر الجزاءات التي تفرض عبر الوسائل سواء على المستوى غير الرسمي من حيث تقبل الهيئة الاجتماعية لسلوك الفرد أو نبذه، ويتشكل المجتمع بناء على قوة هذه الجزاءات أما المستوى الرسمي فوسائله هي مواد القانون التي تقوم على تجريم بعض السلوك ووضع عقوبات متناسبة معه.

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:37 AM
المشاركة 415
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وسائل الضبط الاجتماعي في القرآن:
يعمل الضبط الاجتماعي في القرآن على تدعيم القيم من خلال التزكية النفسية حيث يتشكل الضمير الديني الذي يصبح وازعاً يضبط سلوك الفرد الذي تتطابق إرادته السلوكية مع القواعد الكلية للأحكام القرآنية ومقاصدها وأهدافها، ولهذا فإن الضبط الاجتماعي في القرآن يسعى إلى الوقاية من المفاسد ولا يلجأ إلى العقوبات القانونية إطلاقاً إلا عند حدوث الخلل الظاهر، ولذلك فإن وسائل الضبط الاجتماعي في القرآن تكمن في الآتي:
1- الوسائل غير الرسمية:
- نظم العبادات والمعاملات، وترتبط العبادات والمعاملات بالإيمان، وهو مفهوم ذو صبغة ضبطية إلزامية لدى الفرد، حيث يقوم على الخضوع لأوامر الله وتعظيمها وإجلالها، وهذه العبادات هي عوامل ضبط للسلوك الداخلي والخارجي، وهي المحرك الفاعل فيه، وليس ذلك فحسب بل إن مفهوم العبادة مفهوم شامل لا يغادر صغيرة ولا كبيرة في السلوك الإنساني إلا ويدرجها تحته مظلته، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(22) وقال أيضا: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(23)
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
هذه الوسيلة الضابطة من أهم خصائص المجتمعات المسلمة، قال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ)(24) وقد ربط الله تعالى - كما هو ملاحظ - بين ولاية المؤمنين لبعضهم وبين أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وقد عاب على غيرهم عدم قيامهم بهذا الدور الفاعل في ضبط المجتمع فقال: (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)(25)


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:37 AM
المشاركة 416
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الوسائل الرسمية:
حافظ القرآن بشدة على الكليات التي تصون كيان المجتمع وتحفظه وحرم الجرائم التي تهدد ذلك الكيان لسوء عاقبتها وشدة خطرها، ولكنه لم يكتف في الزجر عن اقتراف الجرم بالترهيب من غضب الله وسخطه وعذابه يوم القيامة، إذ أن الوازع الديني قد لا يكون كافياً في بعض النفوس، ولهذا شرع الله تعالى العقوبات التي تقوم على المحافظة على المصالح الكلية للمجتمع مراعياً فيها حقوق الله وحقوق المجتمع وأفرادهـ والحقوق المشتركة بينهما، ويتمثل في الآتي:
المحافظة على عقيدة المجتمع المسلم التي تحفظ تماسكه وشرع عقوبة الردة:
إنّ الارتداد يدخل الخلل في صفوف المجتمع المسلم ويفككه ويضعف قوته ويشيع الاستخفاف به، وفي ذلك شر عظيم، لأنّ أخطر شئ على حياة الأمم والمجتمعات وكيانها الفوضى في الاعتقاد والاضطراب الفكري وعدم الثقة بما يظلها من نظام.
ومن الواضح لكل عاقل أنّ كفر المرتد بعد إسلامه أخطر على الأمة من الكفر الأصلي، لأن الشك في الدين والتفكك في الجماعة قد يكون من العوامل الأساسية في نصر الأعداء ولذا لم يترك الإسلام للمرتد حرية الرجوع، إذ أجبره على هذا الرجوع بالتهديد بالقتل، هذا مع احترامه الشديد لحرية الاعتقاد بالنسبة للكافر الأصلي قال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (26).

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:37 AM
المشاركة 417
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكما كانت الردة عن الإسلام من أخطر المفاسد التي تشكك في الدين وتفكك الأمة وتعمل على تفتيت كيانها فقد كان الارتداد أكثر خطورة من الكفر الأصلي، ولهذا تشدَّد الإسلام في أمر الارتداد وجعله محبطاً للأعمال الصالحة وماحياً للحسنات قال تعالى:( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (27).
ولما كان الأمر كذلك فقد اتضح أنّ هنالك فرقاً كبيراً بين المنافق والمرتد ويتمثل ذلك في أن المنافق يظهر الإسلام ويخفي الكفر في ذلة بينما المرتد يتبجح بارتداده العلني الظاهر متحديا المجتمع بأكمله ومستهترا بثوابته، ولهذا فإن المرتد يمهل فإن تاب خلي سبيله وإلا قتل حدا.


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:38 AM
المشاركة 418
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المحافظة على أفراد المجتمع وشرع عقوبة القتل:
الإنسان من أعظم مخلوقات الله تعالى،، ولذلك كانت المحافظة على النفس البشرية من المقاصد التي عملت الشريعة الإسلامية على تثبيتها، ولأجل ذلك جعلت للإنسان حرمة عظيمة من أكبر الحرمات وجعلت قتله من كبائر الذنوب وأعظمها وأقبحها، وليس ذلك فحسب بل جعلت هذا القتل من الفظائع التي تستوجب غضب الله تعالى. قال تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) (28). وقال أيضاً:" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ً " (29) وقد تشدَّد الله تعالى في القتل غاية ما يكون التشدُّد وحذَّر من ذلك أشدَّ ما يكون التحذير قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) (30).
وقد جعل الله تعالى قتل النفس الواحدة في هذه الآية بمثابة قتل جميع الناس يقول الإمام القرطبي " إثم قاتل الواحد إثم قاتل الجميع (31)" والحق أنه لو لم يكن الإنسان مكرماً عند الله وله مكانة عظيمة لما تشدد الإسلام في تحريم إزهاق نفسه هذا التشدد.
وقد حافظ الله تعالى على نفوس أفراد المجتمع فشرع القصاص لئلا يستسهل الناس القتل فينعدم الأمن وتعم المجتمع الفوضى، قال تعالى: " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " (32).


~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:38 AM
المشاركة 419
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المحافظة على مصلحة العقل وشرع عقوبة الخمر:-
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون ) (33).
والخمر هي أم الخبائث ومصدر كل الجرائم الاجتماعية وباعثة كل رذيلة وهي تثير ما عملت الشريعة على محاربته والقضاء عليه من العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع، ومعلوم أنّ الإنسان إذا فقد عقله أو غاب أو أختل لم يتميز عن الحيوان أصلاً.
ولما كان الأمر كذلك فقد حذرت الشريعة من كل ما من شأنه أن يفسد العقل البشري الذي هو أعظم نعمة، يقول بنتام في كتابه " أصول الشرائع" مشيراً إلى إصابة الإسلام عند تحذيره من المسكرات " النبيذ في الأقاليم الشمالية يجعل الإنسان كالأبله وفي الأقاليم الجنوبية يصيره كالمجنون، وقد حرمت ديانة محمد جميع هذه المشروبات؛ وهذه من محاسنها" (34).
وقال أحد الأطباء الألمان " اقفلوا لي نصف الحانات أضمن لكم الاستغناء عن نصف المستشفيات والملاجئ والسجون"(35).

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-25-2010, 03:38 AM
المشاركة 420
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ومعلوم أنّ للخمر أضرارا كثيرة جداً، ومن هذه الأضرار الآتي:
- الخمر مذهبة للعقل، ومعلوم أنّ العقل هو الذي يميز الإنسان فإذا ما أفقدت الخمر هذا الإنسان عقله كان حاله حال الحيوان.
- للخمر على الجهاز العصبي أثر بالغ السوء،حيث تلحق به الهبوط والضعف والاضمحلال وتسبب أمراضاً خطيرة كشلل الأطراف والهذيان والارتعاش وفقدان البصر
- كثيراً ما يؤدي تسمم الجهاز العصبي الذي تسببه الخمر إلى الجنون، وقد ثبت بالإحصاءات الرسمية أنّ 30 % من المجانين الذين يعالجون في المستشفيات الخاصة بالأمراض العقلية كان جنونهم ناشئاً عن تعاطي المسكرات.
- إن أجهزة الجسم كالأوعية الدموية والكليتين والرئتين تكون في حالة السكر مضطرة للقيام بعملها مضاعفاً، ولذلك تقوم بنشاط غير طبيعي لمواجهة الظروف غير العادية، وذلك أمر خطير يجهد الجسم أيما إجهاد فتسهل حينئذ إصابته بالالتهابات العديدة.
- إن الخمر لا تتحول إلى دم كما تتحول سائر الأغذية النافعة بعد الهضم، وإنما تبقى هذه الخمر على حالها، فتزاحم الدم في مجاريه وعندئذ تسرع حركته وتخرج هذه الحركة عن وضعها الطبيعي، ومعلوم أن الخمر مادة كحول وزيادتها في الجسم لمدة طويلة يحدث التهاباً مزمناً في الأعصاب والكلى وتصلّبا في الشرايين وتحجراً في الكبد وضعفاً في القلب.
- للخمر تأثير على المعدة، إذ ترشح العصارة الفعالة في الهضم حتى يغلظ نسيجها وتضعف حركتها وقد تحدث احتقاناً أو التهاباً.
- يكون موت السكران محققاً إذا بلغت نسبة الكحول في دمه ستة في الألف.
- جعل الإنسان مستخلفاً في المال يقضي به ضرورياته وحاجاته وفق ما أمره الله، ولكن مدمن الخمر يضيع ماله في الخمر دون أن يحصل على ضرورياته في الحياة وبذلك يخسر دنياه وأخراه، وذلك هو الخسران المبين الواضح.
- إنّ من شأن شارب الخمر المدمن لها الفشل الاجتماعي والتقصير في حقوق الزوجة والأولاد فتراه مهملاً لشؤونهم في الرعاية والعناية من جهة تاركاً حاجتهم وضرورياتهم دون تلبية، وبذلك تضيع أسرته ضياعاً لا يخفى على أحد.
- يقود شرب الخمر إلى مفاسد كالزنا الذي لا يتورع منه السكران في الغالب كما هو معروف، وبذلك يخرّب السكران نظام المجتمع ونظام الشريعة التي أراد الله للناس أن يسيروا على نهجها ووفقاً لطريقتها.
- الخمر تثير العداوة والبغضاء بين الناس وربما أدى السكر إلى القتل كما هو معروف، وما ذلك إلا لأن الخمر تثير الشهوة والغضب، فتنطلق هاتان الصفتان دون عقل يضبطهما ودون حاجز يقيد حريتهما، فتنشأ بين الناس النزعات التي يكون فيها السب والقذف أيضاً، فيؤدي ذلك إلى البغض والكراهية،وربما أدى هذا في بعض الأحيان إلى الضرب والقتل أيضاً، ولهذا قال تعالى في الخمر ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) (36).
- الأمم والمجتمعات - في أصلها - مكونة من أفراد وأشخاص، فإذا اختل أمر الأفراد وانتشرت المسكرات اختل – باختلاله - أمر الأمة وأصيبت بالضعف والوهن والتفكك.
- من الأمور الواضحة أن الخمر تؤثر تأثيراً سالباً على القوى العاملة فتضعف نشاطها وتعطل طاقاتها وتقلل إنتاجها.
- الخمر تحل العقل من قيوده، فيكون ذلك مرتبطاً بإذاعة الأسرار وكشف الخفايا، فنجد السكران يذيع سره ولا يقوى على كتمه والاحتفاظ به في قلبه، فيفشي أخص أسراره وأسرار أسرته بل وأسرار دولته إلى الأعداء، وفي ذلك شر كبير ومصيبة عظمى ليس بعدها من مصيبة.
ولهذا شرعت عقوبة الخمر للمحافظة على العقل من الاختلال أو الغياب أو الفساد، وشارب الخمر يعاقب في الشريعة الإسلامية بالجلد حتى يرتدع، وقد اختلف العلماء في عدد الجلدات في شرب الخمر هل هو أربعين جلدة أم أكثر، يقول القاضي عياض " إن حد الخمر لا ينقص على الأربعين إجماعاً، وإنما الخلاف في الزيادة على الأربعين " (37). وقد ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن الخمر لا حد فيها (38) وقد ذكر آخرون أن حد الخمر ثمانون جلدة (39).

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 18 10-30-2010 12:21 PM

الساعة الآن 12:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.