احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4196
 
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أنين أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
302

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Feb 2012

الاقامة
السعودية

رقم العضوية
10907
04-28-2012, 05:11 PM
المشاركة 1
04-28-2012, 05:11 PM
المشاركة 1
افتراضي بوح على شاطئ البحر
قد تمر علينا بعض اللحظات التي تشعرنا بأننا أكثر الناس حزناً وألماً في هذه الحياة .. كيف لو كانت الحياة كتاب مفتوح؟.. نتعرف على قصة كل شخص في هذا العالم بمجرد قراءة حياته .. هل سيراودنا هذا الشعور؟؟!

هناك على رمال الشاطئ وقف شاب مبتئس ..فلقد كان يومه عصيباً .. كان قلبه متألماً وحزيناً .. يتقدم خطوة ويتراجع خطوتين .. ويمشي قليلاً ويقف ليسرح كثيراً .. كان مشتت الذهن لا يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف .. مشى ومشى و مشى .. الى أن قادته خطواته إلى فتاة جالسة عند الشاطئ .. نظر اليها فوجدها منزلةً رأسها إلى الأرض .. وقد بدت جامدة لا تتحرك .. فقط كانت تعبث بصدفةٍ بين أصابعها .. هذه الفتاة بطريقة ما لفتت انتباه الشاب وأثارت فضوله .. فتقدم نحوها ووقف بجانبها قائلاً:

:: أ تسمحين؟ ::

رفعت رأسها إليه بهدوء وقالت :: ماذا تريد؟ ::

:: عذراً إن أزعجتكِ .. لكن ..::

والتفت إلى البحر قائلاً :: يومي كان عصيباً .. أشعر بضيق شديد .. جئت إلى البحر لعلي أشعر بقليل من الراحة ::

ونظر إليها سائلاً :: ماذا عنكِ؟.. أراكِ وحيدة ::

ابتسمت بهدوء وقالت :: كيف لكفيفةٍ مثلي أن تأتي إلى البحر وحدها؟ ::

رفع حاجبيه متعجباً .. بينما تابعت

:: جاءت بي أختي إلى هنا .. وهي الآن مع طفليها في نزهة قصيرة ::

:: لمَ ْيبدو أنكِ ضريرة ::

أجابت :: لم أكن قبلاً ضريرة ::

:: حسناً .. أتسمحين لي بالجلوس؟ ::

وضعت يدها على الأرض ومسحت على الرمل وقالت :: تفضل ::

ابتسم قائلاً وهو يجلس :: شكراً ::

جلس وتوجه بنظره إلى البحر .. ثم سأل :: إذاً .. هل أبصرتِ البحر يوماً ؟ ::

ابتسمت وقالت:: نعم .. أحببت النظر إلى البحر كثيراً .. وصوت أمواجه يهدئ نفسي ويريحني ::

واستأنفت قائلة :: قلتَ أنَّ يومكَ كان عصيباً .. أستطيع أن أصغي لصوتِ الألم في صوتك ::

أنزل رأسه وتنهد بعمق .. ثم ضحك ساخراً وقال :: هه .. نعم .. فالألم لم يفارقني .. أتعرفين؟ .. أشعر أني سيء الحظ كثيراً .. يبدو أني خُلِقتُ تعيساً ::

::لمِ َتقول ذلك؟ ::

التفت إليها وقال :: دعيني أحكي لك ..منذ ثلاث سنوات .. توفيت مخطوبتي .. كنت أحبها كثيراً .. وهي كذلك كانت تحبني .. وقبل زواجنا بشهرٍ تقريباً .. مرِضَتْ مرضاً شديداً أودى بحياتها .. حزنت كثيراً إلى حد الكآبة .. حياتي بعدها لم تكن طبيعية .. أو بالأحرى أنا لم أكن كذلك .. ولكن حالي تبدل بعد أن التقيت بفتاة أخرى ..أحببتها كثيرا.. وهي كذلك.. فحاولت التقدم إليها مراراً وتكراراً .. لكن والدها حال بيني و بينها .. ::

ثم صمت ..

سَألتهُ بفضول :: وماذا بعد؟ ::

:: منذ ثلاثة أسابيع .. تَعرَّضَتْ إلى حادثٍ أقعدها .. بعدها .. قرر والدها السماح لي بالزواج منها ::

::ألم يسعِدكَ ذلك؟ ::

:: على العكس .. إنه مطلبي .. لكن الصدمة كانت .. في رفضها هي لي ::

::رَفضَتك؟!! ::

ابتسم بحزنٍ ونظر إلى البحر وقال :: نعم رفضتني .. هي تقول .. لا ترغب بتوريطي معها .. لا اعرف لِمَ تفترض ذلك! .. لقد أوضَحتُ لها بأني سعيد وأنَّ زواجي منها لن يكون ورطة.. وأن هذا ما كنت أسعى إليه منذ فترة طويلة .. لكنها أصرت على رفضي .. اليوم كنت في منزلها .. حاولت التكلم إليها .. وحاول أيضاً والدها .. إلا أنها لا ترغب برؤية وجهي ::

رفعت الفتاة يدها بحذرٍ إلى كتفه وربتت عليه قائلة :: هون عليك .. لعلها تعاني من صدمةٍ هي الأخرى .. امنحها قليلاً من الوقت حتى تهدأ ::

ثم رفعت يدها وضمتها إليها وقالت وهي تفكر :: بالتأكيد عندما تعتاد ذلك ستفكر بتعقل أكثر ::

نظر إليها وقال :: سأنتظر وأرى .. ::

ابتسمت وقالت :: الحياة غريبة حقاً .. أحياناً تمنح الفرصة لِمَن لا يريدها .. ومن يريدها .. تمسكها عنه ::

:: هل عانيتي مثلي؟ ::

:: في الواقع أرى أن حكايتي مشابهة تماماً لحكاية من أحببت .. لكنني خُذِلتْ ::

عقد حاجبيه سائلاً :: وكيف؟::

:: منذ مدةٍ طويلة كنت أبصر .. وكنتُ مخطوبةً في ذلك الوقت .. خطيبي كان لا يُظهِر لي غير مشاعر الحب والود و الاحترام .. كنت سعيدة جداً معه .. وأعتقد انه كان كذلك .. بعد ذلك توفيت أمي .. وفاتها سببت لي صدمة كبيرة .. على إثر موتها مرضت .. وصرت طريحة الفراش .. مرضي الشديد قد أعماني .. اعتَقَدَ البعض أني لن أنجو من مرضي .. ولكني بعد فترة طويلة نجوت .. تحسنت .. ولكن بصري لم يعد .. كنت ما زلت متعبةً نفسياً .. وما زاد من تعبي .. هو اختفاء خطيبي عني ::

قاطعها قائلاً :: سحقاً!! .. كيف له أن يفعل ذلك؟ ::

تابعت :: لقد كان أول من تخلى عني .. وخذلني .. كنت في أمسِّ الحاجة إليه .. لكنه غادر بصمت .. صمتٌ آلمني كثيراً
شعرت حينها أني أتحطم .. لم أتصور منه ذلك أبداً ::

أنزل رأسه وهمس بحزن وهو يقبض يديه:: كم هذا مؤلم ::

:: نعم .. لقد كان مؤلم أكثر مما تتصور ::

سَمِعَتْ صوتُ خطواتٍ سريعة آتية من الخلف

:: لعلها أختي وطفليها قدموا! ::

نظر إلى الخلف وأجاب :: نعم .. إنهم هم ::

تقدمت إليهما أم الطفلين وقالت :: معذرة ً.. حان الوقت للعودة يا عزيزتي ::

وأمسكت بذراع شقيقتها تساعدها على النهوض ..

وقفت وقالت :: ابتسم ولا تحزن .. ولا تيأس أبداً .. ما تتمناه سوف تدركه بقليل من الصبر .. وداعاً ::

ابتسم ووقف قائلاً :: شكراً لكِ ..أشعر بقليلٍ من الارتياح بعد الحديث معكِ .. فرصة سعيدة ::

واستدارت الشقيقتان مبتعدتان مع الطفلين عن شاطئ البحر

ونظر هو إلى البحر وقال :: لعل الحياة قست عليها أكثر مما قست علي .. لكنها بدت مبتسمة رغم أنها فقدت بصرها وخطيبها .. سأصبر .. سأصبر ::

واستدار ليغادر البحر هو الآخر .


انتهت .



بقلم أنين


قديم 04-28-2012, 05:44 PM
المشاركة 2
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كم من هموم نلقيها على شاطئ البحر ونعود بعدها في غاية التفاؤل يحدونا أمل كبير ..

عزيزتي ~ أنين أحمد

رائعٌ ما كتبتيه هُنا

عِشتُ تفاصيل القصة وكأني هناك ..

لكِ التحيّة والتقدير ~

قديم 05-09-2012, 07:26 PM
المشاركة 3
القصيري بشرى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
غريبة هي دنيانا
تقسو علينا تارة
و تفرحنا تارة
لكن الحياة تستمر
بحلوها و مرها

سردك للقصة رائع جعتني اتامل البحر
فشكرا لك و لقلمك المبدع

قديم 05-10-2012, 10:57 AM
المشاركة 4
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
نعم القص مشوق ...

ويبقى الأمل بالله كبيرا ...

استمتعت هنا بقصتك ..

وانني بانتظار جديدك ..

تحيتي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 05-11-2012, 02:13 PM
المشاركة 5
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كم من هموم نلقيها على شاطئ البحر ونعود بعدها في غاية التفاؤل يحدونا أمل كبير ..

عزيزتي ~ أنين أحمد

رائعٌ ما كتبتيه هُنا

عِشتُ تفاصيل القصة وكأني هناك ..

لكِ التحيّة والتقدير ~
شكرا لك عزيزتي أمل محمد

الرائع تواجدك هنا

شرفتي أختاه

دمت بخير

قديم 05-11-2012, 02:14 PM
المشاركة 6
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غريبة هي دنيانا
تقسو علينا تارة
و تفرحنا تارة
لكن الحياة تستمر
بحلوها و مرها

سردك للقصة رائع جعتني اتامل البحر
فشكرا لك و لقلمك المبدع

شكرا أختي بشرى

هكذا هي الحياة

الأروع تواجدك عزيزتي

دمت بخير

قديم 05-11-2012, 02:18 PM
المشاركة 7
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نعم القص مشوق ...

ويبقى الأمل بالله كبيرا ...

استمتعت هنا بقصتك ..

وانني بانتظار جديدك ..

تحيتي وتقديري.
اهلا بأختي القديرة ريما ريماوي

سعيدة جدا بحضورك

كل الشكر والتقدير اليك غاليتي

دمت بخير

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بوح على شاطئ البحر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عصفور شاطئ البحر الداكن أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-15-2023 01:09 AM
ɞ 彡 رسائل على شاطئ البحر 彡 زمزم منبر البوح الهادئ 19 05-20-2021 01:14 PM
أنا و البحر متشابهان ! أنا و البحر متناقضان كتمان مرهق منبر البوح الهادئ 3 01-16-2014 02:37 PM
....شاطئ الأحلام ... مرام محمد منبر البوح الهادئ 10 11-22-2012 05:31 PM
سيدة شاطئ القمر روان عبد الكريم منبر القصص والروايات والمسرح . 3 01-02-2012 10:16 PM

الساعة الآن 01:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.