احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2089
 
عزت فائق ابوالرُب
من آل منابر ثقافية

عزت فائق ابوالرُب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
38

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
فلسطين - جنين

رقم العضوية
10453
05-03-2015, 10:04 PM
المشاركة 1
05-03-2015, 10:04 PM
المشاركة 1
افتراضي جنين... اليوم أحلى
أن تشرق شمس جنين صباح الثامن عشر من نيسان على المسجد الكبير وشوارع المدينة الرئيسية من غير بسطة ولا كشك أو لوح صفيح... تلك عجيبة من عجائب المدينة الكثيرة،"ولولا كثرة اللوّام حولي"؛ لقلت يستحق ذلك الحدث أن يدخل موسوعة غينس أو يضاف كأعجوبة ثامنة إلى العجائب السبعة....
جنين بلا شك أجمل؛وقد ألقت أسمالها وارتدت ما يليق بها من مظاهر التمدن والتحضر والتاريخ الوطني العريق،وحافظت على الصورة التي ارتسمت في ذاكرة
الشاعر الرحالة مصطفى اللقيمي حين زار جنين وعبَّر عن سحرها وجمالها بقوله:
يا حبذا يوما بجينيـــن مضى كالغرة البيضاء في وجـــه الزمن
فيه ثلاثٌ للسرور تجمّعت الماء والخضراء والوجه الحسن
لا يستطيع أحد عانى من مظاهر الفوضى والعشوائية ما يزيد عن عقدين وسط المدينة وحول مسجديها الرئيسين أن يخفي البهجة والانشراح التي تغمره وهو يرى الأماكن في المدينة قد تهللت قسماتها بعد عبوس طويل...تصافح المارّة ...تبتسم لهم،أو تكاد . ملامح الانبساط تعلو الوجوه عند عامة الناس، يباركون في دواخلهم هذا الفعل الحسن. وقليلٌ من لا يرى أن ما حصل في جنين من تنظيم وتنظيف انه عمل كبير وشريف،ومن يستصغر ذلك الفعل ولا يراه ذا بال فعليه أن يراجع مفهوم القيم والفضائل والوطن والوطنية والتمدن والتحضر لديه... من لم يدرك حجم العقبات التي واجهت القائمين على هذا العمل النبيل السامي...فانه بمعزلٍ سحيقٍ بعيد عن هموم المدينة وآمال الناس وآلامهم. هذا فعل حسن يستحق الثناء والإطراء والتقدير،(من لا يشكر الناس لا يشكر الله) فمن قام على هذا الفعل يستحق أن نقول له شكراً بصوت عالٍ وليس على استحياء أو من وراء حجاب.وما دمنا غير مبادرين ولا نتحلى بالجرأة للوقوف إلى جنبه وصفِّه في بسط النظام، فلنصمت إن لم نقل خيراً بملء الفم :شكرا محافظ جنين... شكراً قوى الأمن ...شكراُ لكل من ساند وساعد...نعم أقولها على الصفحات الالكترونية والجرائد وفي الهواء الطلق وعلى الأكمات وفي الأجمات اليانعة الخضراء والمحافل العامة والخاصة...وليقل مقطبو الحواجب مظلمو النفوس ما يقولون .هذا يوم عيد في جنين.. ارتدت فيه أجمل الحلل، تجلت فيه عظمتها وبدا حسنها الذي يليق بها في مرج ابن عامر الزاهر... شهر الأزاهير، شهر الروائح الفوّاحة العابقة والألوان البهيجة المتأنقة كما صوّرها الخالق.
لكل واحد من هؤلاء الذين يخشون أن يصطفوا إلى جانب ذوي الفضل ويجاهروا بتقديرهم لهم وإكبارهم لما عملوا،نقول:عد إلى فطرتك التي جبلك الله عليها فستجد نفسك مع هؤلاء الذين خاطروا وضحوا براحتهم و تجشموا العناء والغثاثة والمواجهة والصلف حتى بسطوا النظام، وأعادوا للمواطن... للإنسان حقه الطبيعي في الشارع والرصيف... فلذلك؛ قل معي ومع الشرفاء والأسوياء: نعم...للعمل النبيل...وشكراً لفوارسه وروّاده... ولا تكن مع المرجفين.. لا تخشَ من يخلط بين مسانده ومؤازرة الفعل الايجابي وبين التزلف والنفاق،(أستفت قلبك) فيما تقول،واعلم بأن: تـُتهم مادحاً للخير داعياً له خير من أن تـُمتدح مواليا للشر.كن مع الخير حيثما كان، فأنت مع الخير كثيرٌ ولو كنت وحدك، فألحق بالصف الداعي للعمل الحسن البنّاء ولا تكن متفرجا أو محايداً ينأى بنفسه عما يدور حوله عجزاً وخوفاً، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .. ولتتمرد على أمثلة الخنوع الشعبية والتهرب من المسؤولية (اليوم اللي ما لكيش فيه تعدش أيامه) (أنا عود من حزمة) ( أنا قطف بعب دالية)، هذه الفردية المقيتة المعشعشة في عقولنا تجعلنا لقمة سائغة لحفنة من الفوضويين الخارجين عن النظام والقانون...فإن لم تكن مبادراً فلتكن عونا ومؤازراً للمبادرين، فمن لم يهتم بأمور العامة فليس منهم، ومن يرى الاهتمام بالمصالح العامة فضولاً، فنِعْمَ وحبذا ذاك الفضول ،وأهلا بالفضوليين، أهلا بالذين يضعون أنوفهم في مجموع الأمة ومصالحها، حميةً وغيرة ًلبلدهم وناسهم، نحن بحاجةٍ إلى التفكير الجماعي، والعمل الجماعي والشعور الجماعي، كما يحرص الفرد على خدمة خاصة نفسه، عليه أن يحرص على فائدة المجموع ويراعي كرامة بلاده وسمعتها، فما دمنا أمام الله سواء ،فنحن سواسية أمام المسؤولية العامة، كل في موقعه ومقامه، فكن مع الذين يَعون ويُقدِّرون مراكزهم في الحياة ويعرفون قيمتهم في ميادينها، فمن وقف متفرجا أو اشتغل لنفسه وخاصته، ولم يلتفت للمصلحة العامة فقد خدع نفسه وخان أمانته وفقد حيويته واعتداده بنفسه وخرج من الحياة النابضة إلى موت العزلة في الذات والأنا..
السبت2/5/2015
الموافق13رجب 1436



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: جنين... اليوم أحلى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وفي مخيم جنين أم طلحة بقلم عزت ابوالرُب- جنين - فلسطين عزت فائق ابوالرُب منبر القصص والروايات والمسرح . 1 06-12-2019 01:15 PM
حنين ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 06-11-2019 04:39 PM
حنين محمد الشيخ مرغني محمد المقهى 4 10-22-2015 01:01 PM
جنين أحمد فضول منبر شعر التفعيلة 6 01-26-2013 10:22 PM
++ حنين ++ ق ق ج أحمد فؤاد صوفي منبر القصص والروايات والمسرح . 16 06-08-2011 01:29 PM

الساعة الآن 09:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.