احصائيات

الردود
10

المشاهدات
6880
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
05-16-2012, 01:07 AM
المشاركة 1
05-16-2012, 01:07 AM
المشاركة 1
افتراضي ميكي .. بقلم/ ريما ريماوي
ميكي والحياة



فاجأها المخاض في مكان غير آمن، فقررت أمي القيام بنقلنا إلى بيت أصحابها الجدد الذين حلوا محل السكان الأصليين. وتمكنت من فرض نفسها على هؤلاء الجدد فالمكان مكانها ورفضت أن يطردها الأغراب، فرضخوا لها بالنهاية، وتقبلوها لجمال خلقها وطباعها.

النقل استغرق معها طيلة النهار، وكان شاقا متعبا لها إذ نقلتنا واحدا وراء آخر. حريصة على التأكد من أمان خط سيرها في كل مرة.

راقب أهل البيت النقل بفرحة، وتسنى لكل فرد فيهم مشاهدة عملية واحدة على الأقل، فتدخل عليهم تحمل أحدنا بين فكيها، وتتجه مباشرة نحو خزانة قديمة بابها مخلوع، تُحفظ فيها بعض ثياب حريرية عطرة تعود لصاحبتي الغرفة المراهقتين لم تعودا تلبسانها، فتضع حملها هناك وتشرع بإرضاعه وتقوم بلحسه وتنظيفه حتى يشعر بالأمان والطمأنينة. ومن ثم تتركه في أمان وتعود لجلب آخر، وهكذا دواليك حتى أتمت مهمتها بنجاح ونقلتنا جميعا الخمسة.
لا تستغربوا صحيح لاأذكرها لكنّي سمعت بها عدة مرات وهما ترويانها للصديقات...

عندما ترفعني إحدى الصبيتين إلى أعلى، أحس بتحليقي بالفضاء، بالبداية وأنا مغمض العينين كان يتملكني الخوف فأحتج بتحريك أطرافي في الفراغ، لكنّي تعودت مع الوقت وصرت أستطيب هذا بل أذوب بين أعطاف الصغيرة تحضنني بحنان إلى صدرها.

في الشهر الأول من العمر صارت متعتهم مراقبتنا نلعب وإخوتي سويّا.. واعتاد رب الأسرة تحريك عصاه برفعها وتخفيضها فنتقافز عليها.

ذات يوم حضر صديقه للزيارة لكنه لم يأبه به واستمر معنا، فجذب العصا من يده بعصبية قائلا:
- هاتها يا رجل سأتم ملاعبتهم عنك، أما أنت فاذهب لارتداء ملابسك، سنتأخر عن الموعد...

واعتدت دون إخوتي الدخول من نافذة الحمام المفتوحة لقضاء حاجتي على أرضه.. لكن ربة المنزل كانت تستشيط غضبا مني.. لم أفهم لماذا؟!

أسموني "ميكي" لضآلة حجمي. لكن أعترف لقبوني "المتخلف" أيضا وصاروا ينادونني به، والسبب جلوس لساعات طويلة فوق الشجرة الكبيرة في الحديقة، فاستنتجوا إني لست كبقية إخوتي وأجهل كيفية النزول، وغاب عن بالهم أنني أمارس هوايتي المفضلة رياضة (اليوجا)!

واستمر اقتناعهم بتخلفي، وبعدم قدرتي البقاء وحيدا، حتى لما صار عمري شهرين، فقرروا أن يستمروا في رعايتي لوحدي بأن أنتقل معهم إلى بيتهم الجديد في العاصمة.

انتقلنا بالسيّارة، فوضعتني صديقتي الصغيرة في حجرها، وطوقتني بذراعيها في رحلة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة لكنها مضت كأنها دهر وتعذبنا فيها وارتفعت عقيرتنا بالصراخ، أنا من شدة خوفي وهي ألما إذ أنشبتُ مخالبي في ساقها، حتى وصلنا إلى المنزل الجديد الكائن في ضاحية معزولة على طرف المدينة.

الابن الشاب لم يطب له العيش هناك بسبب إبتعاده عن أصحابه وحبيبته، وزاد الطين بلة صعوبة المواصلات. فأصبح عصبيا متجهما لا يضحك ولا لرغيف الخبز السخن..!

ذات رائحة شهية.. قفزتُ فوق الطاولة وهممتُ بدجاجة محشوة شهيّة، وإذ بالشاب العصبي يطيح بي على الأرض بركلة قويّة، ثم رفسني في بطني.

رفساته طيرتني طيرانا من باب المطبخ إلى الحديقة، اللهم لطفك، لقد أفرغ كل غضبه وكبته بي ذلك الشرير ولم يتركني أهنأ بتلك الدجاجة اللذيذة!

" تبا لحذائه كالسلاح الفتاك ولكم هو مهين، فهمت شعور بوش الابن وحذاء منتظر الزيدي الطائر" طبعا أنا متابع جيد للأخبار.

بعد العلقة المريرة تعقدت نفسيا وأصابتني (فوبيا الحذاء الرجالي) كلّما سمعت صوته أهرع مختبئا تحت السرير، لا أخرج إلا بعد ذهابه. لربما ترد على الأذهان أن:
" ميكي جبان" ،
"نعم على الأكيد، يا روح ما بعدك روح... مائة جبان ولا الله يرحمه."

بصراحة تعلّمت درسي جيدا، امتنعت بعدها عن القفز فوق الموائد. الطعام الذي يسمح لي بتناوله فقط هو الذي أستطيع الوصول إليه أرضا. ولهذا أصبحت أمهر من الرجل المطاطي في التمطي.

رغم منعي من الجلوس على الأرائك الفخمة.. لكن كان من السهل إغوائي لمعانقتها الوثيرة ليلا وهم نيام، وانكشف أمري لربة البيت ذات ليلة ولم تعترض، حضرتنا نظيف مهذب لا أخدشها بمخالبي، يوجد شجر كثير في الحديقة لشحذها، كما وأني أنظف نفسي جيدا في الخارج. وأفقه درس النظافة جيدا.

درجت على مرافقة الأم كلما ذهبت إلى العمارة القريبة لزيارة جارتها المفضلة، اتوقف عند الباب أراقبها تلج البيت فأطمئن ثم أقفل عائدا وحدي.

أنتظر بشوق عودة صديقتي الصغيرة من المدرسة، وتَعوَّدتْ تجدني أنتظرها عند محطة الحافلة القريبة لما يقترب موعد وصولها، فأستقبلها ونعود معا إلى المنزل.

حبي الأول لن أنساه، تلك الزائرة المكتنزة السمينة، قريبتهم التي أقامت بضعة أيام عندهم..
- ميكي .. ميكي لم أنت جالس بعيدا عني؟ تعال هنا يا صديقي،
تناديني بصوتها الرخيم، كالموسيقى تسحرني،
فأتجاوب فورا وأنط في حضنها الواسع الدافئ، مستمتعا بلمسات أناملها الرقيقة تداعب وتمسد شعري الطويل، وأغفو آمنا على حجرها. هنا أستغرب عندما يصرخ أحدهم رعبا مني خصوصا الإناث، أنا وديع لا أعض ولا أخرمش إلا دفاعا عن نفسي. لما حان موعد سفر القريبة مشيت بجوارها أرافقها إلى موقف النقليات، وصعدت معها في الحافلة كي ألقي نظرة الوداع الأخيرة، ولما شغل (الباص) محركاته نزلت حزينا. وإني لأدعُ الله مخلصا بأن يلم شتات المحبين ويجمعهم ولا يفرقهم عن بعضهم بعضا.

يقال عند البطون تضيع العقول، دأبت أحضر قطع لحم مشوية، فتبدي الأم استغرابها وأنا ألتهمها بتلذذ عند قدميها في الشرفة.. لكن إن عرف السبب بطل العجب لقد شَكَت الجارة عن اختفاء اللحم من على مائدتهم.. بالطبع الداعي ماهر بالتسلل، ولم يتمكن أي أحد من رؤيتي أفعل ذلك..

صارت قصة اختطافي اللحم مصدر تندر وتفكه العائلة.. ولم يعودوا يدعوني بالمتخلف، بل بصموا لي بالعشرة على ذكائي الخارق..

مع تغذيتي الجيدة الوافرة نَمَوْتُ كالخروف الصغير.. وازدادت محبتهم لي وشعبيتي عندهم، يعاملوني كفرد من العائلة، لدرجة أن الصغيرة لما تستلطف طفلا من أبناء الأقارب، تقول لوالدته:
- ما أجمل طفلك، يشبه ميكي تماما...
فيصفر وجه الأم ويخضرّ.
لكن لا وبكل تواضع، أنا أجمل بكثير...

لما نضجت وصرت بحاجة إلى زوجة لم أجد إلا جارتنا الدميمة، الوحيدة المتوفرة في منطقة سكننا البعيدة، فكان الزواج - ما أفظعها - تنجب بالسنة الواحدة ثلاث مرات، ماكينة تفريخ مثالية.

ذات يوم قامت ورشة عمل، والبدء في حفر الجبل القريب، سمعت أن هنالك مشروع إسكان ضخم يجهزون له.

هذا هيّج الحشرات والزواحف من عقارب وأفاعي وجرذان، فقامت تزحف تسعسع، وجبة دسمة بالنسبة لي، اصطيادهم هدفي ولا مفر لهم مني، هم وجبة لذيذة أنصح بتذوقها. والمهم أن أحمي رأسي من لدغاتهم السامة، لأن لعابي ترياقي.

فوجئت لما رأيت أجيالٍ متعاقبة تشبهني، بدورهم يطاردون الزواحف ويقنصوها.

شددت ظهري ومشيت رافعا رأسي مفتخرا بهم:
- كلهم أولادي... !

أوه أرى العقرب السوداء تتسلل إلى فراش صديقتي الصغيرة. يجب علي أن أحميها سأقتلها. لقد نجحت وماتت،
لكن.. آه استطاعت لدغي في رأسي.

- تمت -

ملاحظة: معظم الوقائع حدثت معي فعلا.... مع تحيات/ ميكي




إهداء ... إلى ميكي تخليدا لذكراه.


أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 07-29-2012, 11:49 AM
المشاركة 2
أحمد فضول
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قرأت القصة وقد استمتعت بها ، وجدت بناء لغويا جذابا ورصينا يعكس ثقافة أدبية ولغوية متقدمة لدى الكاتبة الأديبة وزادها جمالا أنها مستقاة من الواقع كما ورد في تذييل القصة . دام ابداعك وحفظ الله قلمك متميزا مبدعا .

قديم 07-31-2012, 01:46 AM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لم تحاول ريمة في قصتها أن تخفي شخصية الرواي و الذي لم يكن إنسانا لكنها حملته كل صفات الإنسان النفسية و الاجتماعية
حاولت أن تستكنه عالما صامتا غير معروف من خلال ظواهره المعروفة و من خلال تقمص إحدى مفرداته
حقيقة الأكثر حرفية في القصة هو الإقفال المحكم للقصة بحيث قرّعت ريمة العالم الإنساني بتذكيره بالصفة المتوجب ان تكون في البشر قبل الحيوانات و هي شيمة الوفاء و الإخلاص و رد الجميل بمثله بدلا من نكرانه و هذا ما نفتقده كثيرا
فعلا أتى العمل متكاملا و طرح ثيمات متعددة جميلة ربما تفتح لنقاشات طويلة عن طبيعة علاقة الإنسان بالحيوان و علاقة الإنسان بالإنسان و علاقة القوي بالضعيف و الغني بالفقير و المجتمع الحيواني و مفرداته
ريمة الريماوي
قاصتنا الجميلة
دمتِ رائعة
محبتي

قديم 08-02-2012, 10:31 AM
المشاركة 4
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لديكِ قدرة جميلة على السرد ...

بذكر حتى أصغر التفاصيل ...

هذا جميل جداً ..

ممتِعة !!

صافي الود

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 08-05-2012, 05:16 PM
المشاركة 5
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قرأت القصة وقد استمتعت بها ، وجدت بناء لغويا جذابا ورصينا يعكس ثقافة أدبية ولغوية متقدمة لدى الكاتبة الأديبة وزادها جمالا أنها مستقاة من الواقع كما ورد في تذييل القصة . دام ابداعك وحفظ الله قلمك متميزا مبدعا .
الله يحفظك ويخليك الاستاذ احمد ...
لكم سعدت بوجودك اللطيف الاسر..
لك خالص الود والتحايا.
تقديري واحترامي.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 08-05-2012, 05:19 PM
المشاركة 6
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لم تحاول ريمة في قصتها أن تخفي شخصية الرواي و الذي لم يكن إنسانا لكنها حملته كل صفات الإنسان النفسية و الاجتماعية
حاولت أن تستكنه عالما صامتا غير معروف من خلال ظواهره المعروفة و من خلال تقمص إحدى مفرداته
حقيقة الأكثر حرفية في القصة هو الإقفال المحكم للقصة بحيث قرّعت ريمة العالم الإنساني بتذكيره بالصفة المتوجب ان تكون في البشر قبل الحيوانات و هي شيمة الوفاء و الإخلاص و رد الجميل بمثله بدلا من نكرانه و هذا ما نفتقده كثيرا
فعلا أتى العمل متكاملا و طرح ثيمات متعددة جميلة ربما تفتح لنقاشات طويلة عن طبيعة علاقة الإنسان بالحيوان و علاقة الإنسان بالإنسان و علاقة القوي بالضعيف و الغني بالفقير و المجتمع الحيواني و مفرداته
ريمة الريماوي
قاصتنا الجميلة
دمتِ رائعة
محبتي
شكرا لك الاستاذة ريم ..
اقدر ردك القيم الجميل...
ولكم اسعدتني به...
الله يسعدك ويحفظك ويوفقك.

تحيتي واحترامي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 09-29-2012, 02:54 PM
المشاركة 7
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لديكِ قدرة جميلة على السرد ...

بذكر حتى أصغر التفاصيل ...

هذا جميل جداً ..

ممتِعة !!

صافي الود
عذرا سيدتي الجميلة على التأخير في الرد،

وشكرا على حضورك اللطيف،

ولكم أسعدني إعجابك.

كوني بخير وصحة وعافية.

تحيتي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 09-29-2012, 05:22 PM
المشاركة 8
سهى العلي
أديبة وقاصة لبنانية
  • غير موجود
افتراضي
عزيزتي ريما


ذكرتني بقطتي التي قمتُ بتوليدها وحدي
أطفالها صاروا كأبنائي ..
أهديتهم جميعاً للغرباء لأجل طفلي الحقيقي
لأن صحته لا تسمح..
حزنت حتى أصبحتُ فيها أكره سيرة القطط

والآن قرأت قصتكِ مع ميكي.
وتذكرتْ..


استمتعت فقط لأن أسلوبك جذبني


أحبُ حروفك

دمتِ رائعة



مِلءُ السَنابِلِ تَنْحَني بتواضُعٍ والفارِغاتُ رؤوسُهنّ شوامِخُ

كُنْ في الحَياة كَشارِب القَهْوة.. يسْتَمتِعُ بها رُغْم سَوادِها ومَرارَتِها


.

قديم 09-29-2012, 11:31 PM
المشاركة 9
محمد الصالح منصوري
أديـب جزائـري
  • غير موجود
افتراضي
بناء محكم ، وسرد انسيابي ، وحركة عبارات موسيقية وقفل ممتع ..
استمتعت هنا
شكرا لك أختي ريما
تقديري

قديم 10-08-2012, 01:15 PM
المشاركة 10
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
عزيزتي ريما


ذكرتني بقطتي التي قمتُ بتوليدها وحدي
أطفالها صاروا كأبنائي ..
أهديتهم جميعاً للغرباء لأجل طفلي الحقيقي
لأن صحته لا تسمح..
حزنت حتى أصبحتُ فيها أكره سيرة القطط

والآن قرأت قصتكِ مع ميكي.
وتذكرتْ..


استمتعت فقط لأن أسلوبك جذبني


أحبُ حروفك

دمتِ رائعة
الغالية الأستاذة سهى العلي ..

سررت لوجودك هاهنا، وطفلك أهم أكيد،

ولا يبقى لنا إلا الذكرى، حتى مع حيواناتنا الأليفة.

شكرا لك أيتها المتألقةـ توحشتني أعمالك.

كوني بخير وصحة وعافية.

محبتي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ميكي .. بقلم/ ريما ريماوي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لن ننسى .. قصة بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-29-2022 11:59 AM
حدة البصيرة .. بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 3 09-11-2012 07:20 PM
ضياع(ق.ق.ج) بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-31-2011 10:13 AM
سوء الظن(ق.ق.ج) بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-30-2011 04:28 PM
القبو.. بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 10-21-2011 11:13 PM

الساعة الآن 01:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.