احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3480
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
10-12-2011, 02:02 PM
المشاركة 1
10-12-2011, 02:02 PM
المشاركة 1
افتراضي حدة البصيرة .. بقلم: ريما ريماوي
** حدة البصيرة **



قفزت إلى الوراء مبتعدة عنه عندما مد يديه الاثنتين إلى وجهي يريد تحسسه، فكرت:

"يا لوقاحته كيف يجرؤ؟!" استغرب نفوري:

- آسف أن أزعجتك، لكنني أود التعرف على ملامحك..

نظرتُ إلى الفراغ الأجوف داخل محجر عينيه المفقودتين حيث يملأ مكانيهما سائل مغثٍ، يتلونان بلون الأحمر القاني مثل جمر النار...

- كلا آسفة، أعذرني الآن أريد الذهاب لحضور محاضرتي، سعدت بمعرفتك، وداعا.

- انتظري.. ما رأيك أن أذهب معك بعد انتهاء محاضرتك؟ أزور أهلك وألتقيهم...

ارتبكت، وشعرت بالإحراج وهو يشرق بابتسامة مرحة تملأ وجهه، لم أسطع رده خائبا للمرة الثانية، وعدته خيرا، ومضيت راكضة إلى كلّيتي البعيدة، يتنازعني شعور بالندم على قيامي من الأصل بتعريفه على نفسي، وبنفس الوقت غمرني إحساس بالافتخار به، لأنه يحمل اسم عائلتي واسمه موجود على لوحة الشرف للجامعة.

لكن مسألة مصاحبته إلى بيتي ما فتئت تضايقني، فأنا خجولة وليس من عادتي اصطحاب أحد من زملائي إلى البيت، ناهيك عن حقيقة كونه أعمى لا يحمل عصا، ولهذا سأكون مجبرة على تأبط ذراعه، ولم أك لأرغب في ذلك...

تذكرت جرأتي في سؤاله:

- لماذا لا تضع نظارة سوداء؟ أعتقد ذلك أفضل، فأجاب رافضا بشدّة:

- كلا.. لا أريد أخفي نفسي عن عيون الناس، وعلى من يود محادثتي تقبلي هكذا كما خلقني ربي.

أعجبني منطقه، وشخصيته المنطلقة، وكونه محاورا فذا حاد الذكاء، لكنني تمنيت لو أخفى عينيه المخيفتين. أمّا ما لم يعجبني فيه طرحه للأسئلة الواحد تلو الآخر بغزارة، حتى صرت أمامه كالكتاب المفتوح يعرف أصلي وفصلي.

نسيته أو بالأحرى تعمدت نسيانه بعد انتهاء المحاضرة وعدت إلى بيتي بالمواصلات، يداهمني شعور بعدم الارتياح فليس من عادتي عدم الوفاء بمواعيدي.

ويا لمفاجأتي وشدة ذهولي.. لدى رؤيته جالسا في صدر البيت على الكنبة يشرب الشاي مع أفراد عائلتي، والكلّ على نار ينتظر وصولي! ولم أستطع مداراة نظرات إخواني الصغار وضحكاتهم المكتومة، ونظرات أمي المتسائلة غير الراضية! ولن أنسى مدى ارتباكي أبرر نسياني، فكرت لكم هو محبوب وقد أوصله أحد زملائه الأغنياء بسيارته.

تحملت سخريتهم بعد انصرافه ردحا من الزمن. علما أنه لم يكرر الزيارة مطلقا، أعتقده شعر بانزعاجي وسخرية أهلي، وأنا بدوري لم أحاول رؤيته أبدا.


وعلى الرغم من أنني بقيت معه ساعات قليلة ذلك اليوم، إلا أنه لم يغب عن ذهني، واستمر تأنيب الضمير يطاردني، ماذا لو سمحت له بالتواصل؟ من المؤكد لاستفدت من ذكائه وعلمه، لكنني كنت غرّة صغيرة لأول مرة أصادف شخصا حرم إبصاره ولم أستوعب جيّدا السبب الحقيقي لرغبته في تحسس وجهي.

بعد عدة سنوات، اضطررت لمراجعة إحدى الوزارات لمتابعة معاملة لي للدراسات العليا، لفتني اسمه بالخط العريض كتب على باب غرفة مكتب، فتحت الباب بهدوء وألقيت نظرة، فرأيته جالسا على مكتب فخم يرتدي من الثياب أفخرها، ونظّارة سوداء تغطي عينيه، لم أقاوم وبادرته بالسلام.

رفع رأسه وأصاخ بسمعه ثم هتف باسمي: أهذه أنت عزيزتي........؟!








تنويه: هذه القصة من وحي الخيال...


قديم 09-10-2012, 04:59 PM
المشاركة 2
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قصتي ... عدلت أسلوبها جذريا.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 09-11-2012, 12:18 AM
المشاركة 3
أحمد فضول
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بصيرة ثاقبة في تحليل النفس الانسانية ، والصدفة كثيرا ماتصنع حياة حافلة بالمودة والمحبة والاخلاص ، هؤلاء الذين فقدوا شيئا من هبات الخالق عز وجل يعوضهم ربهم بما يفوق مافقدوه ، هكذا هي الحياة وهذا ماتعلمناه من مدرسة الحياة المفتوحة .
قصة هادفة تجعلنا نفكر في هؤلاء قبل ان نحكم عليهم ببنت شفة قد نطلقها جزافا فتقع موقعا لانريده وعندها ولات حين ندم .
أبدعت أيتها الأديبة في توظيف الخيال البريء لخدمة المجتمع والحياة ، سلمت وسلم قلمك من كل ثلم وسوء .

قديم 09-11-2012, 07:20 PM
المشاركة 4
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الله يسلمك الأستاذ الفاضل أحمد الفضول...

لكم يسعدني حضورك الجميل واطراءك وتحليلك القيم...

كن بخير وبصحة وعافية...

مودتي واحترامي وتقديري.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حدة البصيرة .. بقلم: ريما ريماوي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لن ننسى .. قصة بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 04-29-2022 11:59 AM
ميكي .. بقلم/ ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 10 10-08-2012 01:17 PM
ضياع(ق.ق.ج) بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-31-2011 10:13 AM
سوء الظن(ق.ق.ج) بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-30-2011 04:28 PM
القبو.. بقلم: ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 10-21-2011 11:13 PM

الساعة الآن 09:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.