قديم 12-07-2011, 09:10 AM
المشاركة 101
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع : مقابلة الكاتب الكبير جمال الغيطاني

أحمد علي الزين: بكي كثير من اليساريين والمثقفين..
جمال الغيطاني: ولكن خذ بال حضرتك أن جمال عبد الناصر لم يكن يكتمل العيد إلا برؤيته، هو كان يفضل صلاة العيد في سيدنا الحسين، فكنا نخرج لكي نقابله ونراه فجمال عبد الناصر لن يتكرر، وهو بالمناسبة أحد مآسي العالم العربي، أقول لك إزاي لأنه بعد رحيله تصور حكّام بعض الأقطار العربية وحتى الآن أنه يمكن أن يصبح جمال عبد الناصر، ونسوا أن عبد الناصر هو محصلة تاريخ زائد جغرافيا، يعني لو وجد عبد الناصر نفسه في العراق لم يكن سيصبح هو عبد الناصر الذي عرفته مصر، هذا الآن أصبح تاريخاً بعيداً ولذلك تجربة جيلي تجربة عنيفة، يعني نحن انتقلنا..

أحمد علي الزين: فيها مرارة وفيها أحلام وكذا.. هي مرحلة كلها كانت حاملة الكثير من الأحلام..
جمال الغيطاني: بالزبط ثم جاء أنور السادات فمع عبد الناصر أنت كنت تختلف على نفس الأرضية، وخلاف مع فتوة فتوة عادل كبير وجميل لكن مع أنور السادات أنا مرت عليّ أيام في حكم أنور السادات كانت أسوأ من أيام المعتقل أيام عبد الناصر.


أحمد علي الزين: أديش بت في المعتقل مش كثير.
جمال الغيطاني: فترة قصيرة حوالي ست شهور.


أحمد علي الزين: كانت تجربة..
جمال الغيطاني: نعم.


أحمد علي الزين: شو بتذكر من تلك المرحلة يعني؟
جمال الغيطاني: أنا ما أذكره طبعاً كان فيه يعني لا أريد أن أتحدث عن.. طبعاً كان فيه تحقيق والتحقيقات كان فيها نوع من الضغوط..


أحمد علي الزين: الجسدية..
جمال الغيطاني: الجسدية العنيفة، لكن اكتشفت أن الضغط النفسي أبشع..


أحمد علي الزين: أشد وطأةً.
جمال الغيطاني: يعني أن تسمع شخصاً يتألم بسبب التعذيب أكثر فداحةً بكثير جداً عندما يبدأ تعذيبك أنت ينتهي كل شيء، لأنه ماذا سيحدث أكثر من ذلك؟ فانتهت القصة، ولذلك كنت أحياناً بعد أن.. هو كان المطلوب أن أعترف أنه في تنظيم وكان الموقف هو عدم.. وحتى الآن لم نعترف، طبعاً مش حأعترف معاك.


أحمد علي الزين: "الكتابة هي جوهر حياتي اكتشفتها في نفسي كالغريزة علماً أن ظروف النشأة ما كانت لتنتج كاتباً على الإطلاق، وأستطيع القول أن لحظة البداية كانت عام 1959 عندما وجدت نفسي راغباً في تدوين قصةٍ سمعتها من والدي، كان جمال الغيطاني مفتوناً بالكتاب ولم يزل مفتوناً بالكتاب وبالكلمة يقرأ كل ما يقع بين يديه تقريباً وينسخ الكتب، كان نسّاخاً ينسخ الكتب التي لا يستطيع شرائها، يقرأ الترجمات وما تيسر من كتب التراث في صندوق جده، وشغفه هذا أدّى به في نهاية المطاف إلى دار الكتب حيث كان الكتاب باباً يفضي إلى باب آخر أو سؤال آخر بدأ يبحث عن إجابات له في مرآته الخاصة".....طيب خلينا نرجع شوي للكتابة أو لحي الحسين للمنطقة التي ولدت فيها ونشأت يعني كيف حبوت إلى السرد إلى الكتابة، يعني شو اللي خلاك تصير كاتب؟
جمال الغيطاني: مش عارف (يضحك)، يعني أنا طبعاً الأمور بدأت تلقائياً، بمعنى أنني كنت طفلاً أميل للانطواء، خياله واسع كنت أعود من المدرسة وأحكي لأمي عن أشياء لم تقع، بمعنى يعني مثلاً..

أحمد علي الزين: تؤلف كنت..
جمال الغيطاني: وهي كانت تقوم بعمل البيت أو تغسل الغسيل أجلس بجوارها وأؤلف لها حكايات عن سرداب انفتح فجأة فنزلت ووجدت مدينة تحت الأرض، فهي كانت تبدي..


أحمد علي الزين: بدأ معك الشطح من آنذاك يعني الشطح بالمدينة.
جمال الغيطاني: فبدأ هي كانت تبدي يعني توافقني وتسألني طيب هة وبعدين (تعبير عن انشداه)، وكانت تأخذني إلى قد عقلي أو كانت تجاريني وتسلي نفسها..


أحمد علي الزين: كانت القارئة الأولى لك..
جمال الغيطاني: هي القارئ الأول وهي المساعد الأول لأنه الوالد كان مصراً أن يعلمنا حتى النهاية، فكان رؤية رواية في يدي تزعجه، فهي كانت تتستر عليّ بالمدد المادي والمعنوي لأنها كانت تحب أن أفعل ما يسعدني، فاختلاق الحكايات اللي هو الكذب الأبيض ثم بدأ انفتح لي الباب عندما تعلمت القراءة لما دخلت المدرسة، أنا كنت أتمثل القراءة يعني ده العصر الذهبي للقراءة، يعني أضرب لك مثالاً عندما قرأت: "أحدب نوتردام" مشيت ثلاث أيام محدودب..


أحمد علي الزين: مثلت دور البطل.
جمال الغيطاني: أنا ماشي أنا أحدب.. ومثلاً كان في رواية اسمها: "الفرسان الثلاثة" لإسكندر ديماس وكان فيه تقليد المبارزة فيقول لك إيه يلقي القفاز في وجهه ويدعوه للمبارزة ويقول له: إحضر شاهدك، فكنت عندما أتشاجر مع زميل لي في المدرسة أقول له: أنا أقلت قفازي وجهك، أقسم لك ما كنت أعرف يعني إيه قفاز لأنه مكونتي ده كنا بنشوفه في السينما بس.


أحمد علي الزين: طبعاً.[فاصل إعلاني]
أحمد علي الزين: ولدت في جهينة بسهاج محفوفاً بنخيل الصعيد وظلاله وشموخه وأصالته، لكنني نموت وشببت في الخلاء القاهري ومنه أستمد أقدم صور لي، أقامت أسرتي في المنزل رقم واحد في عطفة متفرعة من درب الطبلاوي بيتٌ ربما بُني في القرن التاسع عشر مكوّن من 5 طوابق وهذا ارتفاع له شأن في الأربعينات عندما بدأ وعيي يلتقي أول مظاهر الوجود، كان الأفق القاهري رحيماً بالنظر: خلاء ممتد وتاريخ واضح الأهرام في الغرب ومآذن السلطان حسن والرفاعي ومحمد علي والمحمودي ومإذنة سيدنا ومولانا الحسين كلها تشمخ في الجنوب والمقطم الذي لم نعرف جبلاً أكثر من ارتفاعه يحد المدينة من الشرق، كنت أشبّ على قدمي لأتطلع إلى الأفق الفسيح وأصلح البيوت المجاورة والمعالم، ولو أنني اخترت من حياتي لحيظات حانية لكان أولها لحظات العصاني في المدينة القديمة، ومن العبارات التي تتردد كثيراً في ذاكرتي منذ الطفولة: "عايزة أشم الهوا يا سلام على نسمة العصاري".


أحمد علي الزين : أنت بلشت حياتك المهنية أو العملية مصمماً للسجاد صح؟
جمال الغيطاني: أنا لم أختر، يعني أنا بعد حصولي إتمامي لمرحلة الشهادة الإعدادية الوالد كان مصراً أن أواصل تعليمي حتى الشهادة الكبيرة كما نسميها، يعني الدكتوراه في الجامعة، لكنني شعرت أنه قد بدأ ينهك مالياً فقررت أن أختصر المسافة وأحقق رغبته وأتخرج في فترة مبكرة لكي أساعده، هكذا دخلت يعني اخترت التعليم الفني، ولكن هذا تم بشرط جعلني أقسم على المصحف أن أتم تعليمي..


أحمد علي الزين: لاحقاً.
جمال الغيطاني: لاحقاً، وفعلاً أنا دخلت.. أنا تخرجت عام 1962 وكان سني صغيراً جداً بالنسبة للتوظف فيعني حصلت على الثانوية العامة وقبلت في كلية الفنون التطبيقية لكن اكتشفت أنني أنا أكوّن نفسي بنفسي عن طريق القراءة والاطلاع والتكوين..


أحمد علي الزين: عمرت نفسك يعني؟
جمال الغيطاني: لم أوفِ بوعدي لأني كنت انطلقت في عالم التكوين الحرّ وطبعاً دراستي للسجاد أفادتني جداً، فهذا فن فيه فلسفة وفيه يعني أنا عندي مشروع كبير بيخص هذا الفن بالتحديد، أنا أعيد اكتشاف السجاد الآن، ليس كحرفة فقط ولكن كفن له رمزياته وله فلسفته.


أحمد علي الزين: جميل. طيب إلى الصحافة ربما أنت تقول أنه كان محمود أمين العالم هو سبب قدومك يمكن إلى أخبار اليوم.
جمال الغيطاني: نعم.


أحمد علي الزين: نتيجة قراءته لك أول كتاب نشرته يمكن بعد..
جمال الغيطاني: بعد صدور أول كتاب: "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" صدر في بداية عام 1969 وقد طبعته بنقودي ونقود صديق العمر يوسف القعيد، والكتاب أحدث ضجة كبيرة جداً، في ذلك الوقت كانت الحياة الثقافية في مصر منظومة لها مقاييس، بمعنى يعني عندما صدر مثلاً أول كتاب ليوسف إدريس: "أرخص ليالي" عُمّد كاتباً كبيراً، بمن؟ بعدد من النقاد كانت لهم مصداقية كبيرة، فعندما يكتب "لويس عوض" عن كاتب بشكل إيجابي أو "لطيفة الزيات" أو "علي الراعي" أو "محمود أمين العالم" في ذلك الوقت فهذا ما نفتقده الآن، الكتاب أحدث ضجة كبيرة جداً بالإضافة أن الكتاب كان يتضمن نوعاً من الرد الروحي على هزيمة يونيو 1967 يعني ليس صدفةً أنه "أمل دنقل" كتب: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" في نفس العام صدر: "أوراق شاب" في نفس العام اتجه الأبنودي إلى قناة السويس ليكتب: "وجوه على الشط"، الرد الروحي عالهزيمة نحن الذين قمنا به قبل المعركة العسكرية الكبيرة في حرب الاستنزاف، كتب الأستاذ محمود أمين العالم مقالاً عن كتابي وهو الذي أول من أطلق على ما قمت به: "القصة التاريخ" قلب النص أن جمال الغيطاني اكتشف شكلاً جديداً من أشكال القصة، طبعاً أنا قرأت المقال ويعني أنا في هذا الوقت كنت أدرب لكن صدقني لم أكن.. أنا كنت منقاداً لصوتي الخاص لكن عندما قرأته هل من معقول أنا اكتشفت شكل، طبعاً..
أحمد علي الزين: فأتيت إلى الأخبار.
جمال الغيطاني: أنا ذهبت لم أكن أعرفه، فذهبت إليه لأشكره فعرض عليّ العمل في أخبار اليوم، وهكذا دخلت الصحافة في عام 1969.


أحمد علي الزين: منذ حوالي 15 عاماً يعمل جمال الغيطاني في هذا المكان رئيساً لتحرير أخبار الأدب جريدة أدبية أسبوعية، ولكنه منذ عام 1969 بدأ حياته الصحفية بدأها مراسلاً حربياً في الجبهة، وكان آنذاك قد نشر أول تجربة له قصصية بعنوان: "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" لفتت هذه المجموعة انتباه المفكر "محمود أمين العالم" فتناولها في مقالةٍ نقدية كانت فاتحةً لتجربةٍ أصبح عمرها ما يقارب الأربعين سنةً في عالم الصحافة والكتابة الإبداعية.طيب أستاذ جمال هيك من جملة التجارب المثيرة يمكن اللي اشتغلتها بحياتك هو بدأت حياتك الصحفية مراسل حربي بمعنى أنه فوراً إلى الجبهة، وقضيت سنوات طوال من الـ 1969 حتى الـ 1973 يمكن أو أكثر شوي..
جمال الغيطاني: لغاية الـ 1974.


أحمد علي الزين: طبعاً كنت تشهد.. يعني جاورت الموت إذا صح التعبير، جاورت الموت كان جارك الموت يومياً، ماذا يعني لك أن يعني هيك تشوف زميل لك أو جندي يسقط بالقرب منك؟

جمال الغيطاني: يعني أنا أعيش بالصدفة، مرة في مقهى في السويس كان مدينة السويس كلها كان فيها مقهى واحد هو بعد التهجير، فأنا جاء لي سكن بجواري جندي مطافي ولم يكن هناك حالة اشتباك، لكن سمي بعض القذائف من قرب، ففجأة وجدت الجندي بيميل وبينهار مرة وحدة على الأرض، فأنا استغربت يعني وبدأت مع زميلي مكرم جاد الكريم اللي هو يعتبر أشجع مصوّر صحفي في هو الذي التقط صورة المنصة يوم اغتيال الرئيس السادات، فبدأنا نقلبه ما فيش ثم وجدنا خيطاً رفيعاً من الدم خلف الأذن، شظية طايرة من بعيد تخيل لو غيرت المكان يعني هذا حدث كثيراً فهنا أنت ذكرت الموت، الموت في الجبهة مواجهته مرة يشجع على مواجهته في المرات التالية، وهذا ما يسمونه في العسكرية التطعيم يعني في البداية الواحد بيبقى خائف، وبعدين بواجه الموت فبيحصل إحساس غريب جداً عندي: الله ده أنا كان المفروض أموت يوم الأربعاء اللي فات الساعة واحدة في غارة الطيران ده أنا عايش وقت إضافي فده بيخليني أشجع على مواجهة.. يعني أنت عارف الواحد زي ما يقولوا قلبه بموت شوي بشوي، طبعاً هذا موت قادم من الخارج، لكن في فرق بين الموت الذي يأتي من الخارج والموت الذي يأتي من الداخل.

قديم 12-07-2011, 09:12 AM
المشاركة 102
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع : مقابلة الكاتب الغزير جمال الغيطاني
أحمد علي الزين: الكتابة فعل ضد النسيان أو محاولة على الأقل لتأبيد اللحظة أو تخليص الحياة من الإندثار من الإندثار الكلي، ولعل الصورة لاحقاً لبّت بشكل أدق هذه الرغبة، والحياة شريط طويل من الصور وكتاب يخطه الزمان، ونساهم به على قدر استطاعتنا. أول صورة تطالع الداخل إلى مكتب جمال الغيطاني صورة لنجيب محفوط التقطها الغيطاني بعدسته هاوياً.
جمال الغيطاني: أنا استمرت فترة غير مصدق، أنا كنت يعني أنا حملت نعشه وظلت بصحبته حتى وري الثرى، لكن كان عندي إحساس أنه اللي في الصندوق مش هو نجيب محفوظ، لأن نجيب محفوظ جزء من كياني أنا، يعني كان في محبة إنسانية غير الصلة ككاتب، وهو من الكتّاب الذين تعلمت منهم بالفعل، يعني العلاقة بالكتابة العلاقة بالوقت وبعدين الصحبة، أنا يعني مثلاً لقاء الثلاثاء ده كان لا يمنعني عنه إلا مرض أو سفر، فظللت فترة لعدة شهور في الفترة الأخيرة بدأت أتأكد أن نجيب محفوظ لم يعد في هذا العالم..

أحمد علي الزين: على أساس هو راح مشوار وبده يرجع وما رجع..
جمال الغيطاني: بالزبط، وأنك لن تلتقي به فجأة في تلك الفترة كنت يخيل رغم أنه لم يكن يمشي في الشارع من عام 94..

أحمد علي الزين: بس كان ظلاله أو طيفه بالمقهى..
جمال الغيطاني: دا صحيح، الأستاذ نجيب قدر لي أن أكون آخر من يراه لترتيب في الظروف ليس لميزة، ويخيل إلي أنه ظل يكتب حتى توقف عن الحياة.

أحمد علي الزين: يبدو في مكان حميم على قلبك هو المقهى مقهى الفيشاوي بعدك ترتاد هذا المقهى بشكل رسمي أو بشكل دايم مثل ما كنت ترتاده بالسابق؟ أم أن حلقة الأصدقاء تفرفطت..
جمال الغيطاني: شوف حضرتك القاهرة القديمة تكون يعني المحصورة ما بين باب النصر وصولاً إلى ميدان القلعة، أنا أحفظها ليس شبراً شبراً ولكن حجراً حجراً، وكما رأيت أنا اعتبر يعني فيه علاقة حميمة جداً مع الناس ومع المكان، هذا المكان أنا عشت فيه ثلاثين سنة، نصف عمري قُضي هناك والنصف الآخر أنا لم أعش فيه فقط لكن عشت رأسياً وأفقياً، جزء من بحثي أو همي الأساسي في الكتابة ألا هو تحقيق الخصوصية علاقتي بالجمالية، فطبعاً دي منظومة من المشاعر ومن العمر لها علاقة بقضية الزمن، الزمن كثيف في هذه المنطقة نتيجة القدم ونتيجة عدد ضخم من المباني والفنون مرتبطة بالعصور السابقة.


أحمد علي الزين: على مستوى التجليات التي كتبتها.. طيب بتقديرك الواحد مع تراكم التجربة وتراكم العمر يعني بيصير ميال أكثر للتأمل والحكمة..
جمال الغيطاني: أكيد طبعاً..
أحمد علي الزين: وأنت هلأ على كل حال بمعظم أعمالك فيه منسوب من التأمل هيك.. الكتابة نوع من التأمل لكن عندك الدوز شوي عالي؟
جمال الغيطاني: شوف أستاذ أحمد لما بدأت الكتابة، أنت طبعاً تكتب في ظل أشكال معينة يحددها النقد تحددها المدارس الفنية المختلفة، أنا لم أكن أشعر براحة، يعني على سبيل المثال كانوا من ضمن قوانين الرواية يُشترط أن يختفي المؤلف طيب أختفي إزاي وأنا اللي كتبت! يعني كيف.. لم أكن مقتنعاً بذلك، وعندما كنت أقرأ كتاباً مثل الحيوان للجاحظ أجده يوقف السرد في لحظة معينة ويورد شعراً أو يفتح هامش أو يذكر حكاية قديمة، لماذا لا أستمتع أنا بهذه الحرية؟ هذا ما بدأت يعني كانت الانطلاقة في الزيني بركات تأكدت أكثر في كتاب التجليات الآن لا يعنيني أي قانون مسبّق، العمل يولد قانونه معه، فأحياناً..



أحمد علي الزين: من الصعب أن توجز حياة وتجارب الناس بسطور، فكيف إذا كانت حياة هؤلاء متقاطعة مع أحداث ومراحل دراماتيكية وشاهدة على تجارب غيرت في الرؤى والمفاهيم والمسارات، لعلنا مع جمال الغيطاني أضأنا بعض نواحي في مسار عمره وتجربته.

قديم 12-07-2011, 10:06 AM
المشاركة 103
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابرز عناصر التأثير في حياة الكاتب الفذ غزير الانتاج جمال أحمد الغيطاني
  • ولد عام 1945، التاسع من مايو، في قرية جهينة محافظة جرجا (سوهاج حاليا).
  • نشأ في القاهرة القديمة، حيث عاشت الأسرة في منطقة الجمالية، وأمضى فيها ثلاثينعاما
  • . تلقى تعليمه في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية.
  • تلقى تعليمه الاعدادي في مدرسة محمد علي الاعدادية.
  • بعد الشهادة الإعدادية التي حصل عليها عام 1959، التحق بمدرسة العباسيةالثانوية الفنية التي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان.
  • تخرج عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الانتاجي رساما للسجاد الشرقي،ومفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، أتاح له ذلك زيارة معظم أنحاءومقاطعات مصر في الوجهين القبلي والبحري.
  • أعتقل عام 1966 بتهمة الانتماء الى تنظيم ماركسي سري. وأمضى ستة شهور فيالمعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الإنفرادي. وخرج من المعتقل في مارس 1967.
  • عمل مديرا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، وأتاح له ذلك معايشة العمالوالحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة.
  • بعد صدور كتابه الأول عرض عليه محمود أمين العالم المفكر الماركسي المعروف،والذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة.
  • بعد أن عمل في الصحافة بدأ يتردد على جبهة القتال بين مصر واسرائيل بعد احتلالإسرائيل لسيناء، وكتب عدة تحقيقات صحفية تقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري لجريدةالأخبار اليومية واسعة الانتشار، وشغل هذا التخصص حتى عام 1976. شهد خلالها حربالاستنزاف 1969 – 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصريةوالسورية. ثم زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980- 1988).
  • منذ عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار، وكاتبا بها. ثم رئيسا لتحرير (كتاب اليوم) السلسلة الشهرية الشعبية ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.
  • تزوج عام 1975، أب لمحمد وماجدة.
  • كتب أول قصة قصيرة عام 1959.
  • نشر أول قصة يوليو 1963. وعنوانها (زيارة) في مجلة الأديب اللبنانية. وفي نفسالشهر نشر مقالا في مجلة الأدب التي كان يحررها الشيخ أمين الخولي، وكان المقال حولكتاب مترجم عن القصة السيكولجية.
  • منذ يوليو 1963 وحتى فبراير 1969 نشر عشرات القصص القصيرة نشرت في الصحفوالمجلات المصرية والعربية، كما نشر قصتين طويلتين، الأولى بعنوان "حكايات موظفكبير جدا". نشرت في جريدة المحرر اللبنانية عام 1964، والثانية "حكايات موظف صغيرجدا". نشرت في مجلة "الجمهور الجديد" عام 1965.
  • كتب ثلاث روايات في الفترة من 1963 و1968) رحيل الخريف الدامي لم تنشر)، (محكمة الأيام فقد المخطوط أثناء اعتفاله عام 1966)، اعتقال المغيب فقد المخطوط أثناء اعتفاله عام 1966.
-صدر أول كتاب له عام 1969، "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" صدر متضمنا لخمس قصصقصيرة كتبت كلها بعد هزيمة الجيش المصري في سيناء عام 1967. لاقى الكتاب ترحيباواسعا من القراء والنقاد.

- أمنيتيالمستحيلة أن أمنح فرصة أخري للعيش أن أولد من جديد لكن في ظروف مغايرة أجئ مزوداًبتلك المعارف التي اكتسبتها من وجودي الأول الموشك علي النفاد .
- في رده على سؤال عما كنت تبحث في رحلت حياتك؟ اجاب الغيطاني: ربما عن للأسف الشديد سنخرج من هذه القصة بدون أن نعرف بالضبط
- وفي رده على سؤال ان كانت الكتابة نوع من العزاء؟ اجاب الغيطاني : أو الكتابة الآن أنا لا أدعي أنني كنت أعرف ذلك منذ البداية الآن لكن في الأعوام الأخيرة أيضاً أكتشف أن الكتابة كانت مجاهدة ضد النسيان، ضد المحو ضد الطيّ لأنه لا شيء يبقى.
- ويقول "الانشغال بالزمن بيقود إلى الانشغال بأمور أخرى منها قضية الموت ده عرض من أعراض الزمن يعني.. وأنا أعني الموت الطبيعي أو الموت.. لكن الكتابة هنا قيمتها تبرز أنها تسجّل مضمون اللحظة التي تفنى وبالتالي هي فعل مقاومة ضد النسيان..".
- ويقول : عندما كنت أرى متسولاً كنت أبكي، ربما هذا دفعني إلى اعتناق الإشتراكية والذهاب للبحث عن حلول في الماركسية مثلاً كنت أبحث عن العدالة، البكاء شكل من أشكال الاحتجاج

-ويقول : وأنا طفل كان عندي سبع سنوات كنت أقرأ أرسين لوبين وأحلم بأن آخذ من الأغنياء وأعطي للفقراء أصبح لصاً شريفاً، اللص الشريف أصبح إشتراكياً ماركسياً، ثم يعني فكرة العدالة الاجتماعية ..............جمال عبد الناصر أنا بدأت التعلق به بعد رحيله، فقد أصبح..
- يقول ايضا: مرت عليّ أيام في حكم أنور السادات كانت أسوأ من أيام المعتقل أيام عبد الناصر.
يقول : أن تسمع شخصاً يتألم بسبب التعذيب أكثر فداحةً بكثير جداً عندما يبدأ تعذيبك أنت ينتهي كل شيء.
-يقول: أنني كنت طفلاً أميل للانطواء، خياله واسع كنت أعود من المدرسة وأحكي لأمي عن أشياء لم تقع، وهي كانت تقوم بعمل البيت أو تغسل الغسيل أجلس بجوارها وأؤلف لها حكايات عن سرداب انفتح فجأة فنزلت ووجدت مدينة تحت الأرض، فهي كانت تبدي..
- يقول : بعد حصولي إتمامي لمرحلة الشهادة الإعدادية الوالد كان مصراً أن أواصل تعليمي حتى الشهادة الكبيرة كما نسميها، يعني الدكتوراه في الجامعة، لكنني شعرت أنه قد بدأ ينهك مالياً فقررت أن أختصر المسافة وأحقق رغبته وأتخرج في فترة مبكرة لكي أساعده، هكذا دخلت يعني اخترت التعليم الفني، ولكن هذا تم بشرط جعلني أقسم على المصحف أن أتم تعليمي..
- اول كتاب له أحدث ضجة كبيرة جداً كونه كان يتضمن نوعاً من الرد الروحي على هزيمة يونيو 1967
- بدأ حياته الصحفية مراسل حربي بمعنى أنه ارسل فوراً إلى الجبهة، وقضى سنوات طوال من الـ 1969 حتى الـ 1974 يمكن أو أكثر شوي..وجاور الموت يوميا إذا صح التعبير ووصف سقوط زميل له على انه "يعني أنا أعيش بالصدفة يعني أنا عايش وقت إضافي ، يعني زي ما يقولوا قلبه بموت شوي بشوي، طبعاً هذا موت قادم من الخارج، لكن في فرق بين الموت الذي يأتي من الخارج والموت الذي يأتي من الداخل.
- يصف أحمد علي الزين حياة جمال الغظاني بقوله "من الصعب أن توجز حياة وتجارب الناس بسطور، فكيف إذا كانت حياة هؤلاء متقاطعة مع أحداث ومراحل دراماتيكية وشاهدة على تجارب غيرت في الرؤى والمفاهيم والمسارات، لعلنا مع جمال الغيطاني أضأنا بعض نواحي في مسار عمره وتجربته".

للأسف لا يعرف تفصيلا تاريخ طفولة الغيطاني لكن واضح أن أهم العوامل التي أثرت فيه هي انتقاله من الصعيد إلى القاهرة، حياة الفقر واضطراره للتعليم المهني لمساعدة الوالد، ثم ألمه لمشاهدة الفقر والظلم الاجتماعي حتى انه كان يحلم بأن يتحول الى لص يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، ثم انضمامه إلى الحزب الشيوعي، ورفضه للاشتراكية الناصرية على اعتبار إنها غير كافية مما أدى إلى سجنه ، وربما أن أهم عناصر التأثير هي مجاورته للموت على الجبهة ومشاهدته للموت عن قرب....ولا شك أن كلامه بأن الموت الداخلي أعظم أثرا من الموت الذي يأتي من الخارج مؤشر إلى أن الذي صنع عبقرية الغياطني الفذة هو الموت ولكننا لا نعرف طبيعة ذلك الموت اختبره الغيطاني صغيرا وتحدث عنه بوصفه الموت الداخلي ربما بصورة غير واعية.

سنعتبره مأزوم لاغراض هذه الدراسة وسبب ازمته هو السجن ومن ثم العمل بجوار الموت.

قديم 12-07-2011, 10:07 AM
المشاركة 104
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جمال أحمد الغيطاني
  • ولد عام 1945، التاسع من مايو، في قرية جهينة محافظة جرجا (سوهاج حاليا).
  • نشأ في القاهرة القديمة، حيث عاشت الأسرة في منطقة الجمالية، وأمضى فيها ثلاثينعاما
  • . تلقى تعليمه في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية.
  • تلقى تعليمه الاعدادي في مدرسة محمد علي الاعدادية.
  • بعد الشهادة الإعدادية التي حصل عليها عام 1959، التحق بمدرسة العباسيةالثانوية الفنية التي درس بها ثلاث سنوات فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان.
  • تخرج عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الانتاجي رساما للسجاد الشرقي،ومفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، أتاح له ذلك زيارة معظم أنحاءومقاطعات مصر في الوجهين القبلي والبحري.
  • أعتقل عام 1966 بتهمة الانتماء الى تنظيم ماركسي سري. وأمضى ستة شهور فيالمعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الإنفرادي. وخرج من المعتقل في مارس 1967.
  • عمل مديرا للجمعية التعاونية لخان الخليلي، وأتاح له ذلك معايشة العمالوالحرفيين الذين يعملون في الفنون التطبيقية الدقيقة.
  • بعد صدور كتابه الأول عرض عليه محمود أمين العالم المفكر الماركسي المعروف،والذي كان رئيسا لمؤسسة أخبار اليوم الصحفية أن يعمل معه فانتقل للعمل بالصحافة.
  • بعد أن عمل في الصحافة بدأ يتردد على جبهة القتال بين مصر واسرائيل بعد احتلالإسرائيل لسيناء، وكتب عدة تحقيقات صحفية تقرر بعدها تفرغه للعمل كمحرر عسكري لجريدةالأخبار اليومية واسعة الانتشار، وشغل هذا التخصص حتى عام 1976. شهد خلالها حربالاستنزاف 1969 – 1970 على الجبهة المصرية، وحرب أكتوبر 1973 على الجبهتين المصريةوالسورية. ثم زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980- 1988).
  • منذ عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار، وكاتبا بها. ثم رئيسا لتحرير (كتاب اليوم) السلسلة الشهرية الشعبية ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.
  • تزوج عام 1975، أب لمحمد وماجدة.
  • كتب أول قصة قصيرة عام 1959.
  • نشر أول قصة يوليو 1963. وعنوانها (زيارة) في مجلة الأديب اللبنانية. وفي نفسالشهر نشر مقالا في مجلة الأدب التي كان يحررها الشيخ أمين الخولي، وكان المقال حولكتاب مترجم عن القصة السيكولجية.
  • منذ يوليو 1963 وحتى فبراير 1969 نشر عشرات القصص القصيرة نشرت في الصحفوالمجلات المصرية والعربية، كما نشر قصتين طويلتين، الأولى بعنوان "حكايات موظفكبير جدا". نشرت في جريدة المحرر اللبنانية عام 1964، والثانية "حكايات موظف صغيرجدا". نشرت في مجلة "الجمهور الجديد" عام 1965.
  • كتب ثلاث روايات في الفترة من 1963 و1968) رحيل الخريف الدامي لم تنشر)، (محكمة الأيام فقد المخطوط أثناء اعتفاله عام 1966)، اعتقال المغيب فقد المخطوط أثناء اعتفاله عام 1966.
- صدر أول كتاب له عام 1969، "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" صدر متضمنا لخمس قصصقصيرة كتبت كلها بعد هزيمة الجيش المصري في سيناء عام 1967. لاقى الكتاب ترحيباواسعا من القراء والنقاد.


- أمنيتي المستحيلة أن أمنح فرصة أخري للعيش أن أولد من جديد لكن في ظروف مغايرة أجئ مزوداًبتلك المعارف التي اكتسبتها من وجودي الأول الموشك علي النفاد .

- في رده على سؤال عما كنت تبحث في رحلت حياتك؟ اجاب الغيطاني: ربما عن للأسف الشديد سنخرج من هذه القصة بدون أن نعرف بالضبط
- وفي رده على سؤال ان كانت الكتابة نوع من العزاء؟ اجاب الغيطاني : أو الكتابة الآن أنا لا أدعي أنني كنت أعرف ذلك منذ البداية الآن لكن في الأعوام الأخيرة أيضاً أكتشف أن الكتابة كانت مجاهدة ضد النسيان، ضد المحو ضد الطيّ لأنه لا شيء يبقى.
- ويقول "الانشغال بالزمن بيقود إلى الانشغال بأمور أخرى منها قضية الموت ده عرض من أعراض الزمن يعني.. وأنا أعني الموت الطبيعي أو الموت.. لكن الكتابة هنا قيمتها تبرز أنها تسجّل مضمون اللحظة التي تفنى وبالتالي هي فعل مقاومة ضد النسيان..".
- ويقول : عندما كنت أرى متسولاً كنت أبكي، ربما هذا دفعني إلى اعتناق الإشتراكية والذهاب للبحث عن حلول في الماركسية مثلاً كنت أبحث عن العدالة، البكاء شكل من أشكال الاحتجاج


- ويقول : وأنا طفل كان عندي سبع سنوات كنت أقرأ أرسين لوبين وأحلم بأن آخذ من الأغنياء وأعطي للفقراء أصبح لصاً شريفاً، اللص الشريف أصبح إشتراكياً ماركسياً، ثم يعني فكرة العدالة الاجتماعية ..............جمال عبد الناصر أنا بدأت التعلق به بعد رحيله، فقد أصبح..

- يقول ايضا: مرت عليّ أيام في حكم أنور السادات كانت أسوأ من أيام المعتقل أيام عبد الناصر.

يقول : أن تسمع شخصاً يتألم بسبب التعذيب أكثر فداحةً بكثير جداً عندما يبدأ تعذيبك أنت ينتهي كل شيء.
-يقول: أنني كنت طفلاً أميل للانطواء، خياله واسع كنت أعود من المدرسة وأحكي لأمي عن أشياء لم تقع، وهي كانت تقوم بعمل البيت أو تغسل الغسيل أجلس بجوارها وأؤلف لها حكايات عن سرداب انفتح فجأة فنزلت ووجدت مدينة تحت الأرض، فهي كانت تبدي..
- يقول : بعد حصولي إتمامي لمرحلة الشهادة الإعدادية الوالد كان مصراً أن أواصل تعليمي حتى الشهادة الكبيرة كما نسميها، يعني الدكتوراه في الجامعة، لكنني شعرت أنه قد بدأ ينهك مالياً فقررت أن أختصر المسافة وأحقق رغبته وأتخرج في فترة مبكرة لكي أساعده، هكذا دخلت يعني اخترت التعليم الفني، ولكن هذا تم بشرط جعلني أقسم على المصحف أن أتم تعليمي..
- اول كتاب له أحدث ضجة كبيرة جداً كونه كان يتضمن نوعاً من الرد الروحي على هزيمة يونيو 1967
- بدأ حياته الصحفية مراسل حربي بمعنى أنه ارسل فوراً إلى الجبهة، وقضى سنوات طوال من الـ 1969 حتى الـ 1974 يمكن أو أكثر شوي..وجاور الموت يوميا إذا صح التعبير ووصف سقوط زميل له على انه "يعني أنا أعيش بالصدفة يعني أنا عايش وقت إضافي ، يعني زي ما يقولوا قلبه بموت شوي بشوي، طبعاً هذا موت قادم من الخارج، لكن في فرق بين الموت الذي يأتي من الخارج والموت الذي يأتي من الداخل.
- يصف أحمد علي الزين حياة جمال الغظاني بقوله "من الصعب أن توجز حياة وتجارب الناس بسطور، فكيف إذا كانت حياة هؤلاء متقاطعة مع أحداث ومراحل دراماتيكية وشاهدة على تجارب غيرت في الرؤى والمفاهيم والمسارات، لعلنا مع جمال الغيطاني أضأنا بعض نواحي في مسار عمره وتجربته".



للأسف لا يعرف تفصيلا تاريخ طفولة الغيطاني لكن واضح أن أهم العوامل التي أثرت فيه هي انتقاله من الصعيد إلى القاهرة، حياة الفقر واضطراره للتعليم المهني لمساعدة الوالد، ثم ألمه لمشاهدة الفقر والظلم الاجتماعي حتى انه كان يحلم بأن يتحول الى لص يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، ثم انضمامه إلى الحزب الشيوعي، ورفضه للاشتراكية الناصرية على اعتبار إنها غير كافية مما أدى إلى سجنه ، وربما أن أهم عناصر التأثير هي مجاورته للموت على الجبهة ومشاهدته للموت عن قرب....ولا شك أن كلامه بأن الموت الداخلي أعظم أثرا من الموت الذي يأتي من الخارج مؤشر إلى أن الذي صنع عبقرية الغياطني الفذة هو الموت ولكننا لا نعرف طبيعة ذلك الموت اختبره الغيطاني صغيرا وتحدث عنه بوصفه الموت الداخلي ربما بصورة غير واعية.

سنعتبره مأزوم لاغراض هذه الدراسة وسبب ازمته هو السجن ومن ثم العمل بجوار الموت.

قديم 12-08-2011, 08:55 AM
المشاركة 105
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وألان مع سر الأفضلية في رواية:
16- ثلاثية سأهبك مدينة أخرى – أحمد إبراهيم الفقيه – ليبيا
الثلاثية الروائية -الدكتور أحمد إبراهيمالفقيه
كاتب من ليبيا

صدرت هذه الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ..الروايةعبارة عن كتاب واحد في 516 صفحة يضم ثلاثة أجزاء:
1-سأهبك مدينة أخرى
2- هذه تخوممملكتي
3 – نفق تضيئه إمرأة واحدة.
سأحدثكم عنها ليس من باب النقد والتخصصوالتحليل والتعمق في الكتابة عن أي نص أقرأه بالطبع لا فأنا كما كتبت في أول موضوعصغير لي معكم عن رواية قرأتها قلت بأني لست متخصصة بل متذوقة وأحب أن أعبر بعفويةعن ما أشعر به تجاه ما أقرأه ويبقى في النهاية رأي شخصي يستطيع أن يضيفه المتصفحإلى مجموعة الآراء الشخصية حيال أمر ما والمتنوعة بتنوع مظاهر الحياة ومن ثم يختارما يروق له منها بالإضافة إلى إني أُعجبت بمكتبة الجسد ولا أود أن أبخل عليها بماوقع في يدي من كتب

أحببت هذه الحكاية وعلمت في الحال لما أحببتها ؟ لطالماشدتني الحكايات التي تسبح في عالم الخيال .. تطيب لي المتعة الروحية والبهجة التيأستمدها منها بالرغم من إنها لا تقدم أية فائدة أو ثقافة على خلاف الروايات التيتستند على خلفية واقعية من أحداث سابقة أو حالية.

وجدتها شاعرية وحالمة .. تتغذى على موائد الحلم ..تسكن مُدن الأساطير.. ترتدي حُلة الخرافة.. تعدو خلفالسراب.. تخاطب الخيال

خليل بطل الحكاية مسكون بهاجس البحث عن المرأة الحلم ..

مُشبعة إلى حد ما .. هي الأحلام عندما نقتات عليها لحين بزوغ فجرالواقععندما يأتي كما نحب ونشتهي .. أحببت جانب الحُلم في الحكاية لكن بطلها خذلني وشعرتبالخيبة كنت أظن بأنه سيكون رجل مختلف .. وفي .. رومانسي.. كون خط الرواية في جزءكبير منها قد نُقش بأحرف حالمة .. لم يعجبني خليل لم أتعاطف معه .. رجل يقنعك بأنهمتشبث بصورة جميلة لفتاة أحلامه وحتى عندما يجدها يخونها مع أية فتاة عابثة تطفىءنيران حاجاته البيولوجية كما يقول .. رأيته شخص حسي لأبعد حد وصورة الحب لديهبروازها الجسد ثم الجسد ثم الجسد .. عندما يتحدث ويقول أحببت أعلم بأن حبه يتمحورفي تضاريس الجسد ليس إلا ..ربما هذا فقط هو الحب في نظر خليل أو في نظر معظم الرجالأو بالتحديد في نظر الكاتب أحمد الفقية

الجزءالأول : سأهبك مدينة أخرى
هنا خليل في أدنبرة يحضر إطروحته ..يختلط بالمجتمع الإسكوتلندي ..يقيم عدة علاقات مع الشقراوات بدايةً مع صاحبةالمنزل الذي يسكن فيه وبعلم زوجها

مقطع من الروايةفي هذا الجزء :
خليل :
جئت أول ما جئت ملفوفاً بقماطي المشرقي فوجدتنفسي جسماً غريباً لا يحقق توافقاً مع ما حوله. إجتهدت في أن أشتري قبولاًبالمبالغة في التشبه بهؤلاء الناس وإظهار الولاء لقيمهم وأساليبهم. كنت كمن يأتيمن أفريقيا بقشرته السوداء ويضع فوق رأسه باروكة من الشعر الأشقر الناعم الطويلويمضي في الشارع متباهياً بها ، مدعياً أنها شعره الحقيقي. ثم إهتديت بعد ذلك إلىحل يضمن لي تحقيق هذا المقدار من التواصل الذي أحتاجه لعافيتي النفسية. فصرت لاأرى نفسي إلا حجراً متدحرجاً لا تنبت حوله الأعشاب. لا أطرح أسئلة حول ما يجب أنأفعله أو لا أفعله ....



الجزء الثاني : هذهتخوم مملكتي
يعود إلى ليبيا.. يذهب ليزور الحي القديم المهجورالذي نشأ فيه ..يدخل بيت رجل دين توفى منذ قرابة الـ 20 سنة لكنه يحدثه وكأنه موجودويرسله لمدينة نحن نسبقها بـ 1000 سنة .. أعجبني كثيراً هذا الجزء من الرواية .. يجد فتاة أحلامه ..تدور الأحداث وتنتهي بمأساة

مقطعمن الرواية في هذا الجزء :
خليل :
وجدت حباً لا أدري إن كان بإستطاعتي أنأنساه ، لأن المرأة التي إلتقيت بها لم تكن إمرأة عادية نلتقي بها كل يوم ، إنهاالمرأة الإستثناء التي جاءت مطابقة لإمرأة ترقد صورتها في قاع الذاكرة ...

الجزء الثالث : نفق تضيئه إمرأةواحدة
يعود إلى الواقع إلى بيته وزوجته التي لم يحببها يوماً كانزواجاً بترتيب عائلي لكن بموافقته .. ثم من جديد يجد في الواقع فتاة أحلامه التيتشبه فتاة أحلامة في المدينة التي سبق وعاش فيها من 1000 سنة ..

مقطع من الرواية في هذا الجزء :
خليل :
إنني مهما بذلت منجهد لتأكيد إنتمائي لهؤلاء الناس وهذه المدينة فإن ولائي الحقيقي يبقى لتلك العوالمالتي باحت لي بأسرارها عندما تحررت من قيود الزمان والمكان . حتى لو أنكرت هذاالإحساس وحاولت أن أنشغل عنه بالإنهماك في ممارسة الحياة ففي مكان ما من عقلي يضلذلك العالم يناديني وأحس إحساساً غامضاً إنني سأجد ذات يوم من الأيام سبيلاً إلىالنفاذ إليه .

ومقطع آخر :
رفعت رأسي ولا أدري لماذا أحسست حين رأيتهابأنها المرأة التي تصورت إنني عشت عمراً أنتظر ظهورها وأهيىء نفسي لإستقبالها وأزرعحقولاً من العشب في قلبي لتكون متنزهاً لها . طال غيابها وإنقضى الجزء الجميل منالعمر دون إشارة منها أو علامة توحي بقدومها . تيبست أعشاب القلب وأنا أنتظر زمناًلا يأتي وأعلق بصري بشرفات ونوافذ ظلت مغلقة لا تعد بأية مسرات . فأعدت ترتيب حياتيوحددت علاقتي بالكون على أساس إنها إمرأة لا وجود لها . رأيتها فإرتعشت. جاء الألمكماشة تعصر صدري .. ها هي تظهر بعد أن فات الأوان ..أمطار تأتي بعد موعدها ..

*
لم تكن نهاية الرواية مُرضية بالنسبة لي .. إذ كيف لنا بعدأن نجد الحلم يتجسد واقعاً نتهاون في الحفاظ عليه ؟

قديم 12-08-2011, 08:56 AM
المشاركة 106
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاغتراب والحلم ...في أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصي
بقلم: د . شعبان عبد الحكيم محمد
*
مقدمه
يعد الاغتراب والحلم ملمحين بارزين فى أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصى وقد جاء الاغتراب تعبيرا عنتصدع الذات فى مواجهتها الواقع المعيش خاصة الجيل الذى نشأ بين زمنين (يمثله خليل الأمام فى الثلاثية ) زمن ما قبل الطفرة الاقتصادية (فى السبعينيات) وزمن ما بعد هذه الفترة فقد احدثت (هذه الطفرة) زلزلة فى كيان المجتمع العربى لأخذنا بالقشور من هذه المنجزات وافتقادنا الجوهر اضافة إلى اختلاف البيئة الحضارية التى أنجزت هذه المعطيات عن البيئة العربية وعدم تهيؤ مجتمعنا لارتداء زى هذه الحضارة .

يجسد لنا خليل الإمام فى الثلاثية ظاهرة اغتراب المثقف العربى فى وطنه وخارجه لأنه كما تروى الأحداث عاش بين زمنين زمن الماضى بمفاهيم وقيمة البالية هذه التقاليد والقيم شكلت وجدانه واستعداده النفسى بمفاهيم معينة وزمن الحاضر بمبادئه التى شكلتها المعطيات الفكرية والحضارية والأخلاقية هنا كان التصدع حيث التردى الاخلاقى والتمزق الاجتماعى وقد وجد (خليل الامام) فى الحلم الهروب من الواقع علاجا وإن كان غير ناجع لأنه يتجاوز عمل المسكن فالحلم لا يدوم ولابد من العيش فى الواقع بكل ضراوته وبحثا عن حل لعدم الانسجام وتجاوزا للاغتراب كان الهروب من هذا الواقع فى صور ثلاثة فى ثلاثيته لتأخذ كل رواية صورة من هذه الصور ما بين الابحار فى ذاكرة الماضى أو الحلم بعالم مثالى او قصة حب تغسل أدران النفس.
هكذا اقترن الاغتراب بالحلم واضافة إلى هويس ابطال قصص الفقيه بالبحث عن المرأة المثالية والمثال موضوعه عالم الحلم لا الواقع فأبطال قصص الفقيه يلهثون فى عالم الواقع جريا رواء المرأة (المثال) التى تشبه المرأة الحلم فى اعماق وجدانهم ولهوسهم تصوروا أنه بإمكان نقل الحلم إلى واقع (نقل امرأة الحلم فى عالم الواقع) ولكن هيهات بين الحلم والواقع فلم يتحقق لهم ما كانوا يتمنونه ليعود البطل من اوهامه مهزوما مكسور الوجدان.



بناء على ذلك هدفت الدراسة تناول ملمحى ( الاغتراب والحلم) فى التصور الأتى



الفصل الأول : أتناول بالدراسة لاغتراب خليل الإمام فى الثلاثية بحثه عن الزمن الذى لا يأتى تارة فى الابحار فى الذاكرة حيث رحلته العلمية إلى أوربا للحصول إلى درجة الدكتوراه (فى رواية سأهبك مدينة أخرى ) وتارة أخرى بالحلم بمدينة مثالية (فى رواية هذه تخوم مملكتي) وتارة ثالثة بالحلم بقصة حب (فى رواية نفق تضيئه امرأة واحدة)

الفصل الثانى : أتناول بالدراسة للحلم والمرأة فى محورين المحور الأول :الحلم قالب فنى للتعبير عن رؤية الكاتب لقضية الاغتراب المحور الثانى : المرأة الحلم وهى المرأة المثال التى شغلت وجدان أبطال قصص الكاتب وأخذوا يبحثون عنها فى عالم الواقع
الفصل الثالث : أتناول بالدراسة لتقنيات السرد فى روايات وقصص الكاتب التى عالجت هذين الملمحين فى أربعة محاور هى السرد والوصف مسرح الأحداث (المكان والزمان) ملامح شخصية البطل جماليات التشكيل اللغوى ، أتبع فى دراستى منهجا فنيا يتعامل مع النص كتشكيل فنى يهدف إلى أحداث المتعة النفسية قبل أن يكون النص انعكاسا لواقع أو مجتمع أو شخصية معينة واقتصر فى ابداع الكاتب على القصص والروايات التى تجسد هذين الملمحين فقط والتزام الموضوعية فلا ثناء مفرط ولا ذم مغرض فأنا أتعامل مع نص أدبى له ايجابياته وسلبياته وكلمتى كأى باحث ليست الكلمة الأخيرة إنما هى محاولة لاضاءة النص وسير أغواره

د. شعبان عبد الحكيم محمد
العوايسة فى 5/12/2001م


.............

-3-
وإذا كنا قد أرخنا للقصة والرواية الليبية فوجدنا الفقيه ينتمى للجيل الثالث صاحب مرحلة الازدهار فى هذين الفنيين والسؤال الذى طرح نفسه هنا ما مكانه الفقيه فى الرواية الليبية ؟ هل هذه المكانة تصل إلى مرتبة مكانته فى القصة القصيرة؟!

الاجابة عن هذا السؤال لابد أن نتعرف على طبيعة النتاج الروائى فى الأدب الليبى الذى اجمع غير واحد على تواضع هذا المستوى وأن هذه الرواية ما هى إلا قصة قصيرة نفخ فيها فامتدت عبر الزمان والمكان فى كم من الورق فى فكرة محدودة الحجم والقيمة فعلى سبيل المثال خلفية حسين مصطفى الذى أثنى عليه احدهم وتوقع أن يكون فارس الرواية الليبية(26)



يحلل الناقد الليبى رمضان سليم روايته ( المطر وخيول الطين) وينتهى بحكمه بأنها اقرب إلى مضمون القصة القصيرة إلى تلك الدرجة التى نستطيع فيها استقطاع الكثير من الجمل الجزئية والاضافات الزائدة المتراكمة على جوهر القصة المحدودة بدون أن يتأثر الغرض العام(27) ناهيك عن فشله فى رسم شخصياته وتعمق أغوارها وإجادة الحبكة والإقناع الفنى فى احتمالية وقوع الأحداث إضافة إلى كم هائل من الأخطاء اللغوية والأسلوبية وهذه العيوب نجدها عند غير واحد من القصاصين الليبيين ويكفى الرجوع إلى دراسة سمر روحى الفيصل السابقة فى تحليله لست روايات (على حد تعبيره ) لا نجد سوى كم من العيوب الفنية والأسلوبية نتصل بالسرد والوصف ورسم الشخصيات وضحالة الفكرة وضعف الحوار والأخطاء النحوية والأسلوبية.



مما يؤكد لنا محدودية هذا الفن القصص فى ليبيا شهادة الأديب القصصى خليفة حسين مصطفى (شهادة شاهد من أهلها ) التى يقول فيها الرواية لم تظهر عندنا بعد كفن ناضج وأكثر استيعابا لحركة المجتمع وتطوره(28)

أما عن أدب الفقه وان كان محدودا فى مجال الرواية (أربع روايات) حقول الرماد والثلاثية فلا ننظر إلى هذه الأعمال بمقياس الكم ولكن بما يتركه العمل الأدبى من اثر فاعل فى نفوسنا وما يثيره لدينا من أفكار وما يتضمنه من قيم فنية وروحية فى أعماقه نستشفها استشفافا فالعمل الأدبى الجيد كالبحر المعطاء كلما غضنا فى أعماقه عثرنا على اللآلئ والدرر التى لم نعثر عليها من قبل فمن يقرأ حقول الرماد لا ينسى قرية قرن الغزال (رمز الوطن الأيل للسقوط) حيث الفساد السياسى الذى يتجلى فى أمر الوالى يهدم هذه القرية وبناء قاعدة عسكرية للأمريكان والفساد الاقتصادى ما حل بها من فقر ومجاعة وتخلف والفساد الاجتماعى الذى يعكسه الجهل والنفاق وتقاعس كثير من أبنائها الوصوليين أننا نستشف عند قراءتنا
وليست هذه قراءة نهائية أن الكاتب يريد أن يوحى بفكرة مفادها إذا لم يتجاوز الوطن هذه الأمراض التى تنخر فى عظامه سيكون مصيره مصير قرية قرن الغزال وبذلك يستثير الروح فى شعبه ليتمسكوا ببلدهم ويتصدوا للمتصرف واعوانه لتبقى قرن الغزال رمزا لوطن تضرب حضارته فى أعماق التاريخ لتبقى شامخة رغم الكوارث والمحن متجاوزة لها من أجل مستقبل مشرق وكأن الكاتب يبرر لقيام ثورة الفاتح عام 1969 م لبقاء شموخ هذا الوطن وبناء مستقبله المشرق .
أما الثلاثية فهى تحفه أديبة بحق أنها تجسد لنا أزمة المفكر العرب فى مجتمع تفسحت فيه القيم وضاعت فيه المبادئ وسط الزحف الاقتصادى الذى ترك أثارا سلبية فى طباع الناس ومشاعرهم تجمدت ومات النبع الجميل فى نفوسهم انها أزمة فكرية وحضارية وأخلاقية أفقدت الإنسان الانسجام مع نفسه ومع مجتمعه مما ادى إلى شيوع الأمراض النفسية وموات الروح حتى الذين تظاهروا بالانسجام كان انسجامهم ظاهريا لم يتجاوز القشور إلى اللباب أننى لا أبالغ حيث أقول إلى ثلاثية الفقيه من أفضل الأعمال الروائية التى صورت أزمة المفكر وأمراضه فى عصرنا كل ذلك فى بناء فنى ونسيج قصصى محكم تتآزر عناصره فى منظومة متجانسة شخصيات وأحداث وحبكه ولغة شاعرية تجعلنا نشيد بصاحبها كفنان أصيل متميز بذلك يترك الفقيه بصمة واضحة فى تاريخ الرواية الليبية فلا يمكن أن نذكر الفن الروائى الليبى إلا وذكرنا أحمد الفقيه وانجازاته الخلافة انه بحق عنوان للرواية الليبية التى تتجاوز حدود الزمان والمكان ورائد من روادها البارزين الذين تركوا بصمة ستظل مدى الأيام دليلا على مكانته وعطائه المميز.

الدارسة كاملة هنا:
http://www.arabicstory.net/forum/index.php?showtopic=1051

قديم 12-08-2011, 08:57 AM
المشاركة 107
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عرض لثلاثية الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه
سأهبك مدينة أخرى – هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه امرأة واحدة
صدرت ثلاثية الدكتور الفقيه (سأهبك مدينة أخرى – هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه امرأة واحدة ) عن دار (رياض الريس ) عام (1991 ) ..وقد حصلت هذه الرواية الثلاثية على شهرة واسعة وفازت بجائزة الإبداع التي يقدمها معرض الكتاب العربي ببيروت لأفضل عمل إبداعي ..وأستلم الكاتب الجائزة من الرئيس عمر كرامي …وترجمت الرواية إلى عدد من لغات العالم لتضع اسم ليبيا على خارطة الأدب العالمي …وقد صنفها إتحاد الكتاب العرب من ضمن أفضل مائة رواية عربية ..وترجمت الثلاثية إلى العديد من لغات العالم وحظيت باهتمام كبير في الأوساط الأدبية العالمية …
وللكاتب الليبي د.الفقيه عدة روايات منها ..رواية (فئران بلا جحور) صدرت عام 1967 ورواية (حقول الرماد ) الصادرة عام 1985 وأخر رواياته ((خرائط الروح )) التي تعتبر أطول رواية عربية معاصرة ..حيث يبلغ عدد صفحاتها أكثر من ألفي صفحة من القطع الكبير ..وقد تحصل الكاتب على العديد من الجوائز عربيا وعالميا …منها حصوله على شهادة البراءة مع أرفع وسام ليبي وسام الفاتح الذي منح للكاتب عام 1989 وسلمه له العقيد القذافي …وحصوله على أفضل عمل إبداعي في مجال القصة القصيرة عن مجموعته القصصية (البحر لا ماء فيه ) من اللجنة العليا للآداب والفنون ..وغيرها الكثير …
قرأت الرواية للمرة الأولى وأنا بالصف الثاني الثانوي ..وعاودت قرأتها ثلاث مرات متتالية ..وفي كل مرة كنت أجد فيها رؤية إنسانية جديدة..وكانت هديتي المفضلة في تلك الفترة للأشخاص المميزين عندي …

تمتاز الرواية بالسرد الممتع والسلس ..المليء بالأحداث المترابطة ..المشوقة ,,التي ترغمك على عدم ترك الكتب الثلاثة حتى تلتهما كوجبة لذيذة من البداية للنهاية …وتحصل خلال ذلك على متعة لا نظير لها تماثل متعتك بالنظر إلى لوحة جميلة تحمل من المشاعر والملامح والأفكار ما تحمل من جمال وفن وذوق …ولا تشعر خلال قراءتك لها بأي ملل أو سأم …وتجد في الرواية انسيابية تامة وشفافية مطلقة …رواية تجعلك بعمقها ..تحلل وتفكر وتستنتج وتتعاطف ..وتحب …وأحيانا ……….تبكي ؟؟؟؟!!!!
وظهرت في هذه الثلاثية قدرة الفقيه في السرد الروائي الحديث .. وتمكن الكاتب من شدنا لشخصية خليل الإمام وبحثه عن الزمن الذي لا يأتي تارة في الغوص في استرجاع ذكريات رحلته لأوربا للحصول على الدكتوراه في رواية (سأهبك مدينة أخرى )وتارة أخرى في الحلم باليوتوبيا والمدينة الفاضلة المثالية في رواية ( هذه تخوم مملكتي ) وتارة ثالثة بالحلم بقصة حب مختلفة في رواية ( نفق تضيئه امرأة واحدة ) .
في الجزء الأول من الثلاثية نقرا في نفسية خليل الإمام ذلك الرجل الشرقي الذي ذهب للغرب بمفاهيم وأفكار وقيم معينة …ثم هناك يظهر الجانب الخفي من شخصيته ..الجزء المخبئ خلف قناع فرضه عليه المجتمع …ونرى في سرد مشوق ماذا يحدث عندما ظهرت شخصية هذا الرجل على حقيقتها ونرى خلال هذه الأحداث الصراع وأوجه الخلاف بين الشرق المحافظ والغرب الذي يصل لحد الانحلال غالبا …
وتمتلئ الرواية بجمل عميقة تغوص في النفس البشرية وتحللها وتكتشف مواطن القبح والجمال ..الخير والشر ..الضعف والقوة ..مثل ..
((تسطع فى قلب الظلام أضواء مدينة بعيدة . وأستعيد مع تراتيل الموج ذكرى تلك الأيام التي
حاولت أن أمحوها من تاريخي . فإذا بها تطفو على سطح الذاكرة ، حلقة من حلقات زمن بهيج تقوض وانتهى . أملأ صدري من هواء البحر وأنا أحس بشيء من الارتياح لأنني منحت ذاكرتي مدينة أخرى تهرب إليها ، من قسوة المدن التي تطاردها رياح الصحراء))
وهنا يصف البطل ليندا ..المرأة الغربية التي أحبها بدفء وعاطفة العربي ..وحرارته
((السوية . وما أن جاءت ليندا ، حتى أذابت هذا الإحساس . كشطت كل الأتربة التي
تراكمت فوق الأنسجة والخلايا ، وطردت الأشباح التي تنوح في خرائب الروح . عاطفة ساخنة ،تبخرت معها الهواجس والتحفظات ، وتهاوت تلك الأسوار التى نقيمها حول أنفسنا لكى لا ينتهك الآخرون شيئاً ثميناً

قديم 12-08-2011, 08:58 AM
المشاركة 108
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحمد إبراهيم الفقيه
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(مواليد 28 ديسمبر1942). كاتب وأستاذ جامعي ليبي في الأدب العربي الحديث، يقوم بالقاء المحاضرات في عدد من الجامعات الليبية والمصرية والمغربية وله ترجمات لعدد من الأعمال الأدبية إلى لغات متعددة.
ولد أحمد إبراهيم الفقيه في 28 ديسمبر 1942 في بلدة مزده جنوبي طرابلس، ليبيا. غادرها إلى طرابلس حيث درس ليحصل لاحقا على درجة الدكتواره في الأدب العربي الحديث من جامعة إدنبرة في إسكتلندا.
بدأ ينشر مقالاته وقصصه القصيرة في الصحف الليبية بدأ من العام 1959، اتفوز مجموعته القصصية "البحر لا ماء فيه" بالمركز الأول في جوائز اللجنة العليا للآداب والفنون بليبيا. عمل في عدد من المؤسسات الصحفية كما عمل سفيرا لليبيا في أثيناوبوخارست.
مؤلفات</SPAN>

صدر له ما يزيد عن ثلاثين كتابا، بعضها صدر في طرابلس وبعضها الآخر عن كبرى دور النشر العربية. زمن مؤلفاته:
  • الجراد
  • فئران بلا جحور
  • حقول الرماد (1985)
  • الثلاثية الروائية (1991)

==
الكاتب الدكتور أحمد إبراهيمالفقيه
• ولد في مزدة عام 1941م ودرس المرحلة الإبتدائية والإعدادية ثم انتقل إلى مدينة طرابلس لإستكمال دراسته.
المناصب التي تقلدها :
• ترأس تحرير صحيفة الأسبوع الثقافي التي صدرت في بداية السبعينات وهي أول صحيفة ثقافية عربية متخصصة تصدر في الوطن العربي وتوقفت في بداية الثمانينات.
• تولى رئاسة تحرير مجلة الثقافة العربية وأمانة رابطة الأدباء والكتاب.
• تولى إدارة الفنون والآداب وكذلك المعهد الوطني للتمثيل والموسيقى وهي المؤسس لفرقة مسرح المسرح الحديث.

مؤلفاته:
1- مجموعة قصصية بعنوان (البحر لا ماء فيه) وهي القصة الحائزة على الجائزة الأولى للآداب عام 1965 ثم رواية فئران بلا جحور في عام 1967
2- أربطوا أحزمة المقاعد – دار الكتاب اللبناني بيروت 1968م.
3- اختفت النجوم فأين أنت ؟ - طرابلس – تونس – الدار العربية للكتاب 1976م.
4- أمرأة من ضوء – طرابلس الدار الجماهيرية 1985م ورواية حقول الرماد الصادرة عام 1985.
5- مجموعات قصصية – طرابلس الدار الجماهيرية 1981-
6- مرايا فينيسا – القاهرة دار الشروق 1997م
7- الثلاثية الروائية (سأهبك مدينة أخرى - هذه تخوم مملكتي – نفق تضيئه إمرأة واحدة) ترجمت إلى الانجليزية تحت عنوان (حدائق الليل) نالت شهرة واسعة ، وفازت بجائزة أفضل عمل إبداعى من معرض بيروت للكتاب ، وترجمت إلى عدد من لغات العالم لتضع اسم ليبيا على خارطة الأدب العالمى .

==

أحمد إبراهيم الفقيه

أديب ليبى كتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية والمقال. ولد بقريرة مزدة (جنوب غرب طرابلس بمائتى كليو متر) فى 28 ديسمبر 1942 وترك القرية مع أبيه وعمره خمسة عشر عاما إلى طرابلس حيث عمل أبوه فى التجارة وكان أبوه يأمل أن يراه مثل جده الفقيه الذى كان مدرسا فى القرية وترك مؤلفات مخطوطة احترقت فى إحدى الهجمات الإيطالية على المدرسة القرآنية (التى كان يعمل بها مدرسا) وحقق لأبيه مجد الشهرة الذى كان يتمناه وذلك بنبوغه فى الأدب فكرمته الدولة بالجائزة الأولى للقصة عن مجموعته القصصية الأولى (البحر لا ماء فيه) عام 1965 م.
والتحق بالمعهد الدولى للتنمية المجتمعات التابع لليونسكو بالقاهرة عام 1962م وبعد حصوله على المؤهل سافر إلى انجلترا للحصول على درجة الدكتوراه فى الأدب الحديث من جامعة أدنبرة وكان ذلك فى الخامسة والعشرين من عمره عام 1967 .
وبعد عودته تولى مناصب ثقافية عدة منها انه عمل مديرا لإدارة الفنون والآداب فى ليبيا ومدير للمعهد الوطنى للتمثيل الموسيقى ورئيسا لتحرير الأسبوع الثقافى ورئيسا لتحرير مجلة الثقافة العربية وعمل مستشارا اعلاميا فى السفارة الليبية بلندن عام 1976 وحاز على عدد كبير من الشهادات التقديرية أرفعها وسام الفاتح العظيم فى مجال الانجاز الأدبى فى مجال الانجاز الادبى من أشهر أعماله فى مجال الرواية حقول الرماد عام 1986 والثلاثية عام 1991م وفى القصة القصيرة البحر لا ماء فيه عام 1965 واربطوا أحزمة المقاعد عام 1968 واختفت النجوم فأين أنت ؟ عام 1974 ومرايا فينسيا وخمس خنافس تحاكم شجرة عام 1997 م ومن أعماله المسرحية مسرحية هند ومنصور عام 1972 ومسرحية الغزالات عام 1984 إضافة إلى كما هائل من المقالات الاجتماعية والسياسية نشر فى صحف ليبية وعربية عدة جميعها فى كتب منها (كلمات من ليل سليمان) عام 1979 كما كتب العدد من الكتب النقدية والخواطر مثل (معارك الغد) 1975 وتجيئين كالماء وتذهبين كالريح 1979 والصحراء وأشجار النفط 1980 وأبناء الماء وأبناء النار 1982م وبدايات القصة الليبية 1984م وشوف الأجنحة إلى الرحيل 1985 والبحث عن ليلى العامرية 1987 انظر مجلة العربى العدد 483 فبراير 1999 وجها لوجه حوار أجراه مع الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه الدكتور الهادى عبد العلى حنيش من ص 68: 75 وانظر د . صبرى حافظ تقنيات القصة القصيرة لدى احمد إبراهيم الفقيه سلطة الخيال التعزيمية مقدمة مجموعة مرايا فينسيا ط دار الشروق ط1 1997 ص11.


قديم 12-08-2011, 08:59 AM
المشاركة 109
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الروائي أحمد الفقيه ينقش ليبيا في خرائط روحه
لندن- فيحاء السامرائي- 7/1/2011 - أقام غاليري آرك في لندن، أمسية إحتفاء بالروائي أحمد ابراهيم الفقيه، تحدث فيها بكل تواضع، عن صرح أدبي ملحمي تمثّل في رباعيته (خرائط الروح) (2007)، راسماً فيها بريشة أديب بارع، تاريخاً أدبياً موثقاً لبلاده ليبيا، من منتصف الثلاثينات حتى منتصف الخمسينات، تلك الرواية الإثنى عشرية، التي وسمت بدراما الحب والحرب، والتي بلغت صفحاتها ثلاث آلاف صفحة...
وقبل أن يتحدث عن عمله وشاهق معماره الأدبي، وموضوعة ذلك العمل النازعة الى تجسيد واقع عاشته بلاده في مرحلة تاريخية متقلبة، مزح الفقيه عند تقديمه قائلاً:
- يا أخي قل عني أنا غني عن التعريف وكفى...
غير أن جمهور الحاضرين لم يكتف.
سلّط الروائي الفقيه في بادئ كلامه الضوء على طبيعة روايته، التي لا ترتكز على عرض جامد لوقائع تاريخية حدثت في تاريخ بلاده في مرحلة ما، بل جعلت من ذلك التاريخ حاضنة لفكر كاتبها وخياله، واتكأت على أحداث وقعت لفترة عشرين عام من تاريخ ليبيا الحديث، زمناً مفعماً بصراعات وتقلبات، واحتلال أجنبي ومقاومة شعبية... أما تجنيس الرواية وجعلها رواية تاريخية، فانه يظلمها، لانها لا تحمل وقائع وحقائق بسردية مرتبة في عقلية وسطور لمؤرخ، بل تكتنز برؤى وانفعالات كاتب فنان ينطلق من واقع حاصل دون تزييفه أو اسقاطه، يحلّق عالياً في فضاءات لغة وخيال، يتماهيان مع روح منبعثة من أرضه وناسها، فيدمج بصورة متناغمة وببراعة فنية، بين الحدث التاريخي والسرد الروائي، لتكون بالتالي تضاريس لروح ليبي، مسكون بعشق أرض نشأ عليها وصحراء تمرغ على رمالها...انها ملامح طاغية وواضحة، ترسّخ ذاكرة المكان و تأثيره سلباً وايجاباً على بني البشر، وتسرد تاريخ وتراث وعالم وتقاليد وأساطير وثقافة وذائقة شعب عربي، وطبيعة وحجم مشاكله، كل ذلك في محيط أفريقي.
تمتد خرائط الروح في 12جزء، كل جزء يتكون من أربع وحدات وكل وحدة تتألف من ثلاث روايات، وكل جزء يشّكل عملا قائماً بحد ذاته، يتمكن القارئ من قراءته مفرداً، أو يتواصل معه ليعرف المزيد عن حياة بطله ومراحل تاريخه وتطوره وخلاصة ذاته،
الوحدة الاولى، هي روايات (خبز المدينة، أفراح آثمة، عارية تركض الروح)،
والثانية ( غبرة المسك، و زغاريد لأعراس الموت، وذئاب ترقص في الغابة)،
والثالثة ( العودة الى مدن الرمل، ودوائر الحب المغلقة، والخروج من المتاهة)،
و الرابعة ( هكذا غنت الجنيات، وقلت وداعاً للريح، و نار في الصحراء)...
كل جزء يحتوي على مرحلة من حياة شخصية الرواية الأولى(عثمان الشيخ) ، بين أفراد قبيلته، ثم انتقاله للمدينة واندلاع الحرب العالمية وانخراطه في حياة عسكرية مع محتل، ونزوحه للحبشة، ورجوعه الى الصحراء وقيامه بمقارعة المحتل، ونهايته كبطل وطني بعد ذلك.
تتغير شخصية بطل الرواية (عثمان الشيخ) بين طيّات مديات الحدث الروائي، من شخصية قروي بسيط قضى جلّ حياته في صحراء، الى آخر ابن مدينة، ويؤثر المكان عليه فيخضع له، ينبهر بفضاء المدينة وعمرانها، وتتغير ملامحه النفسية بشكل متعرج واقعي، ليس كبعض الروائين الذين يصورون شخصيات أبطالهم بخط مستقيم وفي حالة نبل ونزاهة وشكيمة دائمة، بل يبلورها بمديات انسانية طبيعية، فيها ضعف يصل حد الخضوع، وعلاء حتى التضحية، كما طبيعة النفس البشرية حينما تُوضع في واقع مختلف ومتنوع، وتُضغط بين رغبات وأحلام وإغراءات وطموحات متاحة أو ربما عصية...
يتأرجح البطل بين ازدهار ونكوص، وانكسار وانتصار، بين هبوط وارتقاء، وجمال وقبح، مثقلا بمحن وأزمات ذاته أينما حلّ...ترافق ذلك فترات شرود نتيجة فقدان قدرة على اتخذا قرارات جوهرية...عثمان الشيخ أو الحبشي، انسان قد نجده في داخل أي منا في فترة ما، فيه بذرة خير تثمر لما يلتحق بالمقاومة، ونزعة شر لما تنبذه قريته أو حين يتجند مع المحتل...ليس هناك مطلق لحالة شر أو مطلق لحالة خيرفي عالمه الرحب...حالة انسحبت حتى على المحتل، متمثلة بشخصية بالبو الطلياني...
أن عثمان، كما وصفه نقاد، بطلاً إشكالياً تراجيدياً، تقلّب بين الوصولية والواقعية والبراغماتية، يحب ويرحل ويتغرب ويتطور فكراً ويتحول من حال الى حال، تتنقل روحه بين تكوينه الأول كقروي بسيط في قرية لا وجود لها على أرض الواقع، وفي بيت مهجور يختلي فيه، وفي تعليمه للقرآن وعشقه للمرأة الزنجية، وبين هروبه الى الحبشه، وتجنيده وبعد ذلك انسلاخه عن كل ذلك وارتباطه بالمقاومة الشعبية، وتالياً موته شهيداً تخلد الناس ذكراه، كل ذلك بصورة ذات ألوان متغيرة ومتمازجة...
أنه ضمير ليبيا وناطق حي لسيرتها الوطنية، بطل عالم صحراوي ثرّ بحركته وأصالته، زاخر بحركته وبطولاته اليومية، بعيداً عن بطولة الفرد السوبرمانية الخارقة، المتفرد بذكاء وتميز عن الآخرين...تكتنفه لحظات ضعف انساني وتعثرات وأزمات أخلاقية وروحية، تتماثل مع ما تمور به حياة الكثيرين منا، للحد الذي نتعلق فيه بنجاة شخصية لنا على حساب آخرين...
الروائي الفقيه يلجأ الى تنويعات اسلوبية في أغلب أعماله الأدبية وفي الخصوص في الاثنى عشرية، فيستخدم تقنية الرواية البولوفونية، في اللجوء الى الضمائر المتعددة من مخاطب ومتكلم وغائب، وتعدد رواة الحدث وسارديه، صوت شيخ أو إمرأة صحفية، بغرض الابتعاد عن ميكانيكية مملة، وتكسير لايقاع معيب ولرتابة مضجرة، نظراً لكثافة العمل وطوله... والحبكة اتخذت طريقاً متصاعداً حيناً، وحيناً آخر منفرجاً، يهبط بحسب الحدث، وببراعة متمكنة من أدواتها الفنية، الشيء الذي جعل أكثر من ستين ناقد وكاتب، يقّيمون تلك الأعمال برصانة وموضوعية، وينعتونها بالرواية الملحمية، لما يكتنفها من حدس مبهر ورؤيا بعيدة، وحلم فانتازي يلازم السرد واستراتيجيته وعناصره.
ويذخر عمل الفقيه الملحمي برموز ودلالات غير مقحمة بافتعال أو صنعة، فالذهاب الى الصحراء، دليل على الرغبة لإكتشاف الذات في بيئة نقية، والصحراء ترمز في الوقت نفسه الى الجذر الذي نبع منه الانسان الليبي والبطل عثمان نفسه، وشكّل ذلك الهروب ضرورة تدل على ابتداء مرحلة جديدة من تكوين شخصية عثمان متمثلة بالتطهر والبداية السليمة، تكللت بتكوين فكر ثوري لديه، يقوده الى وضوح رؤية، واختيار درب لا بد منه، كما وتشيرالى انطلاق المقاومة من هناك، من الجذر والأصل.
ويعزو الروائي عدم ازدهار الرواية في بلد مثل ليبيا الى كونها مجتمعاً بدوياً سريع التنقل، يتلاقى أفراده عند بئر ماء، أو خيمة أو في واحة صغيرة، أو قرب موقد نار، يتبادلون مع بعضهم نزر الكلام ويرحلون...انه مجتمع قصة قصيرة أكثر منه مجتمع رواية الذي من شروطه، حسب ما ذكره الروائي، أن يكون مجتمعاً مدنياً، وربما هذا هو السبب في جعل ليبيا "بلداً مجهولاً أدبياً" كما أوضح نقّاد، فالمدينة وعمرانها وثقافتها حديثة وطارئة الى حد ما، على المجتمع الليبي، والصحراء هي عمق البلد وروحه، وسلطة القبيلة متوارثة منذ القدم...وهذا أيضاً قد يكون أحد أسباب بروز أسماء لروائين من خارج البلد أو مدينيين خلّص كابراهيم الكوني، وخليفة حسين مصطفى وصالح السنوسي، كما وأن عالم الرواية بنظره يتمثل بالكيف وليست بكم المؤلفين وعددهم في بلد ما.
سأل الحاضرون الروائي القدير أحمد الفقيه، عن مرجعية نصّه وهل ولادته كانت من رحم سيرة ذاتية له، أم من سعة تبصر وموسوعية معرفة، بكل ما يخص بلده من أحداث وتاريخ ومعرفة بانورامية دقيقة ممزوجة بخيال لكاتب موهوب،
ورجّح الفقيه العامل الثاني...أما أين هو مِن بطل روايته عثمان، فأجاب انه في روحه وفي خرائط خيال وحس مبثوثة في النص وأحداثه...واستطرد الروائي مرة أخرى الى موضوعة الرواية التاريخية ورواية التاريخ والفرق بينهما، مشيراً الى أمثلة من أدب عربي كمدن ملح عبد الرحمن منيف وثلاثية نجيب محفوظ، التي ترسم بأنامل من زهر، بورتريه خالداً للمجتمع المصري في وقتها، مقارناً بها بأعمال جرجي زيدان التاريخية، وكذلك الأدب العالمي، كوولتر سكوت في اسكتلندا...
وعن سؤال تعمد حجم المنجز الأدبي، وخطة سبقت كتابته، قد تكون نشأت في باله عن طوله، يجيب الفقيه بانه لم تكن لديه سابق نية في جعل جحم الأثنى عشرية بهذا الطول وبهذا العدد الهائل من الصفحات، بل جاءت دون تخطيط وبدون سابق نيّة حتى انتهت الى هذا الشكل...
وتطرق الفقيه بعد ذلك الى أسماء لامعة في أدب القصة القصيرة في ليبيا كبشير الهاشمي وعبد الله الكَويري، وأعطى صورة مختصرة عن المقاومة الشعبية الليبية ضد المحتل، ولأساليب وقواعد أخلاقية تميزت بها، وأورد أسماء قادة لها، مروراً بعمر المختار حتى بشير السعداوي ورمضان سويحلي والشيخ علي مصراتي وغيرهم الكثير، ممن خلدهم نضالهم في تاريخ وطنهم ليبيا.
يتميز الروائي أحمد الفقيه بآراء راقية وحضارية يتبناها ويؤمن بها، وبشخصيه المثقف الحقيقية بتواضعه، رغم سعة معرفة وعبقرية خيال وجموح حلم وإشراقة أمل، تفوح بها أعماله التي، كما ذكرت عنها صحيفة الغارديان، بانها
" تبعث على الاحساس بالعبقرية"، ويشبّهها البعض بروايتي الحرب والسلام و الدون الهادئ ...
ينهل المؤلف من قواعد الجماعة والمجتمع، غير انه لا يحبس روحه فيها، ولا يستهتر بها أيضاً...يحترم ويعشق المرأة ويكتب عن لسانها باعتبارها حجر أساس في كل مجتمع ينشد رقياً...يعتبر الثقافة ركيزة جوهرية في نهوض أية أمة...يستوعب باهتمام وعدم انزعاج، آراء نقاد لمّحوا الى هنّات في عمله، كاسهاب في وصف يؤدي الى بطئ في انسيابية سرد...ويوغل في التواضع وهو صاحب جهد مكثف لجدارية أطول عمل أدبي، رغم أنه ينوّه بأن طول الرواية ليس بالضرورة دليلاً على جودتها وقيمتها...الاّ ان ابداع الفقيه يؤشر الى قيمتها وليس الى طول نتاج أدب وزمن عشر سنوات كتبها فيه، ناهيك عن مؤلفات عديدة أخرى له، تندرج في مجال الرواية والقصة والمقالة والمسرح، وكتب يترجمها، و درجات وشهادات علمية عالية نالها، ومجلات وصحف أدبية يكتب فيها، ومجالس ثقافية يترأسها...ومازال نشاطه متواصلا في الكتابة، ويكتنف تركيبته ونفسه حب لوطنه وللإنسان وللغناء، كما قال:" أجمل الأوطان وطن تزدهر فيه الأغاني".
بامكان القارئ الاطلاع على أعمال الروائي ألكترونياً من خلال موقعه
www.ahmadfagih.com*

أو الحصول عليها من ليبيا بوكس.

قديم 12-08-2011, 09:01 AM
المشاركة 110
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السيرة الذاتية للأديب الليبي د.احمد ابراهيم الفقيه



الكاتب العربي الكبير الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه ولد في مزده جنوب طرابلس في ليبيا في 28/12/1942م وأكمل تعليمه الجامعي وتحصل على درجة الدكتوراه من بريطانيا من جامعة أد نبره وكانت أبحاث دراسته عن الأدب العربي الحديث.
هو أحد الكتاب العرب المعروفين والذين قدموا مساهمات كبيرة في القصة والرواية والدراسات العربية المختلفة، وقدم العديد من الدراسات والأبحاث الهامة في الندوات والمؤتمرات ذات الاهتمامات الأدبية، وهو لا يزال يشارك فيها ويعمل من أجلها.
ولا تتوقف إبداعات الدكتور الفقيه على الكتابة والرواية بل كتب بعض المسرحيات وأخرجها وكان بعضها يعرض في لندن، وقد نال في عام 1991م لقب أديب العالم العربي، ونال العديد من الجوائز على أعماله الأدبية وخاصة ثلاثيته المشهورة التى ترجمت إلى اللغة الإنجليزية تحت مسمى " حدائق الليل ". كما نال جائزة أحسن عمل فني في معرض بيروت الدولي للكتاب.





كرمته الحكومة الليبية بالعديد من الميداليات والأوسمة تقديرا له ولأعماله الأدبية وإبداعاته الفنية المتعددة. وقد قامت عدة أبحاث دراسية على أعماله الأدبية في كبرى الجامعات العربية في مصر وليبيا والمغرب.


بدأ النشر في الصحف الليبية منذ عام 1959
أول كتاب أصدره هو المجموعة الفصصية الفائزة بالجائزة الأولى في كتابة القصة القصيرة من اللجنة العليا للآداب والفنون في ليبيا عام 1965
توالى بعد ذلك انتاجه الادبي فاصدر في مجال الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والمقالة الادبية ما يزيد عن ثلاثين كتابا و خمسة وعشرين كتابا في مجال القصص للفتيان، ويواصل مقالاته في الصحف، فهو يكتب بانتظام في صحيفة الاهرام بابا اسبوعيا هو كل خميس كما كان يكتب في الشرق الاوسط بابا يوميا كل يوم .
تولى مسئوليات قيادية في المجال الثقافي حيث كان رئيسا لتحرير مجلة الثقافة العريبة، التى صدرت في بيروت، وصحيفة الاسبوع الثقافي في ليبيا.
كان مديرا لادارة الاداب والفنون وعميدا للمعهد الوطني للتمثيل والموسيقي
مؤسس رابطة الادباء والكتاب الليبيين
شارك في عشرات المؤتمرات الادبية في مختلف دول العام وحاضر في عدد من الجامعات العربية والاجنبية
قامت جامعات كثيرة باعداد ندوات عن اعماله الادبية في لندن وبكين والقاهرة وطرابلس وبيروت والرباط وبراغ وغيرها. ترجمت أعماله الى عدد من لغات العالم فله باللغة الانجليزية ثمانية كتب وهناك كتاب تاسع تحث الطبع وهي. الثلاثية الروائية/ سأهبك مدينة اخرى/ نفق تضيئه امرأة واحدة/ هذه تخوم مملكتى/ وهناك رواية حقول الرماد . ومجموعة مسرحيات: الغزالات ومسرحيات اخرى وثلاث مجموعات قصصية... وهناك رواية (فئران بلا جحو ).
قدمت مسرحيات الغزالات وزائر المساء على المسرح في بريطانيا . تولى الكاتب رئاسة تحرير مجلة صدرت في لندن باللغة الانجليزية هي مجلة azure. وقد ترجمت الثلاثية وحقول الرماد الى الصينية ايضا وهناك كتاب صدر في الصين عن الكاتب بعنوان احمد الفقيه والادب الليبي المعاصر.
صدرت عنه كتب باللغة العربية لكل من الدكتور عبد الحكيم شعبان والاستاذ فاطمة الحاجي والاستاذ عبدالحكيم عامر الاول بعنوان الرؤية والحلم في ادب احمد ابراهيم الفقيه.
والثاني اطروحة جامعية عن الزمن في الثلاثية والثالث اطروحة جامعية عن المأثور الشعبي في الثلاثية وهناك ثلاثة كتب اخرى شارك في كتابتها عدد من الكتاب ...



قائمة بأسماء الكتب والروايات والدراسات التي ألفها الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه :
البحر لا ماء فيه
اربطوا أحزمة المقاعد
اختفت النجوم فأين أنت
امرأة من ضوء
مرايا فينيسيا
خمس خنافس تحاكم الشجرة
سأهبك مدينة أخرى
هذه تخوم مملكتي
نفق تضيئه امرأة واحدة
حقول الرماد
فئران بلا جحور
شوق الأجنحة إلى الرحيل
هند ومنصور
الغزالات
غناء النجوم
لعبة الرجل والمرأة
كاتب لم يكتب شيئا
معارك الغد
تجيئين كالماء وتذهبين كالريح
كلمات من ليلى سليمان
البحث عن ليلى العامرية
أبناء الماء و أبناء النار
بدايات القصة الليبية القصيرة
العودة الدائمة إلى خانة الصفر
هاجس الكتابة
حصاد الذاكرة
تحديات عصر جديد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 34 ( الأعضاء 0 والزوار 34)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 02:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.