قديم 09-03-2014, 11:50 PM
المشاركة 1191
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ..
تابع ....والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم - 58- صنعاء مدينة مفتوحة محمد عبد الولي اليمن
من قراءة سامي الشاطبي
- محمد عبد الولي ..سيرة موجعة وكتابة مغلفة بالحنين.
- سيرة هذا المبدع موجعة وكتاباته مغلفة بالالم.

----
- الأستاذ محمد عبد الله في كتابه (الشعر القصة المسرح) يقول عن عبد الولي
(أوضح ..ان محمد عبد الولي يصل في اختياره لهذه القصة إلى مرتبة جوركي فكلاهما يعالج نفس القصة وان كنت اعتقد ان قصة وكانت جميلة لا يمكن ان يكتبها الا من كان قد عاش حياة عبد الولي ومعروف ان جوركي اديب عالمي والربط بينهما لا يدعونا لاغفال الفوارق الموضوعية بين فنيهما واحب ان انوه ان قصة جوركي في واقعها وقضاياها تختلف كل الاختلاف عن قصة وكانت جميلة والتي تصور واقعا يعرفه كل الناس في اليمن ..كل ما هنالك ان محمد عبد الولي بفكره الثاقب استطاع ان ينقل الينا اكبر قضية شغلت اليمن في تاريخه الحديث مع الاختلاف الواضح بين اسلوب وطابع ومضمون القصتين)

- الاستاذ محمد صالح حيدرة علل هذه النقطة من زاوية اخرى :- بدا محمد عبد الولي متأثراً بأدب جوركي وتشيخوف اللذان يمثلان المذهب الواقعي فقد كرَّس أدبه على أساس هذا المبدأ الإنساني عبر النظرة الواقعية للحياة ، وللواقع للضرورة..
- غير أن منهج محمد عبد الولي اقتصر على تصوير الأشياء بما يعني التحريض ضدها.. وهو نقده للواقع ، وتعريته وافتقاده للميزة الأخرى وهي التبشير بالمستقبل لا يعني أنه لا يفقه ما يريده ، لأنَّ نقد شيء تعني ضمناً أن هذا الرفض ينطلق من رؤيا للبديل)

- في روايته صنعاء مدينة مفتوحة تفنن عبد الولي في تصوير غشم السلطة الامامية وعدائها للمجتمع وعبر عن سخطه لشخص الحاكم من خلال شخصية البحار الذي يدخل قلاع الامامة الظالمة ـ بيت عامل زبيد – وقد كان البحار في السادسة عشرة انذاك ونجح في معاشرة بعض حريم البيت في انتقام اخلاقي.. قصورهم تفضح نفسها بانحلال نسائها ، لقد اخذ البحار في النهاية ما اراد ثم ولي هاربا عبر البحر منتصرا برجولته على تسلط الامامة

- يقول احد النقاد "حسبنا أن نقول ان صنعاء مدينة مفتوحة عمل واقعي ، مكتمل النضج ، وقطعة أدبية زاخرة بالمشاعر ، جسدت بعمق ونفاد طابع الصراع الاجتماعي والسياسي في المجتمع اليمني في الحقبة الأولى من حقب النضال السياسي المنظم ضد الامامة ، كما جسدت بامتلاء شخصياتها وتنوع مصائرها ، توق الشعب اليمني عامة إلى كسر سجن الطغاة وبناء عالم افضل.

- محمد عبد الولي هو رائد القصة الحديثة في اليمن ولم تكن صفة الرائد التي تلحق باسمه دائما اعتباطية أو من باب إضفاء الألقاب على من لا يستحقها وانما كانت تقريرا عن حقيقة يعترف بها الجميع فقد كان محمد عبد الولي القاص الأول ورائد هذا الفن دون منازع فهو الذي وضع الأسس الحديثة في هذه البلاد لكتابة قصة ذات افق جديد في اسلوب القص وفي التقاط معطيات الواقع من خلال رؤية فنية ولغوية توحي أكثر مما تخبر وتتعامل مع الرمز من أرقى مستوياته.

- تحولات تقنية ، وفنية بدأت تأخذ طريقها فيما بعد إلى هذه الكتابات ، وكأنها تبشر بالحداثة الجديدة ، بدخول تقنيات سردية حديثة إليها نحو : الاستفادة من البصريات السينمائية كما في قصة طفي لصي لمحمد عبد الولي .

-،لقد كشف الناقد والاديب الألماني جونتر الكثير من الرموز الغائبة في نتاج عبد الولي السردي ما اكسب كتابه حضورا لجمهور اكتشف من خلال سطور الكتاب نصوصا ابداعية كتبها معلم في فترة تعتبر من اشد وافقر واجهل فترات اليمن

-لا يخفى على المهتمين تأثر الأديب عبد الولي بالاتجاه الواقعي ونلمس ذلك من خلال نتاجه الأدبي، يكشف لنا الكثير وذلك بفضحه للواقع البائس للشعب اليمني سواءً في المدينة أو القرية الأكثر بؤساً.

-كما انه قدم أيضاً في الكثير من أعماله الأدبية صورة المرأة اليمنية والتركيز على معاناتها في المجتمع اليمني والتي يعتبرها بمختلف منازلها امرأة فاضلة.

*

قديم 09-04-2014, 03:35 PM
المشاركة 1192
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع......

تابع ....والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم - 58- صنعاء مدينة مفتوحة محمد عبد الولي اليمن

-لعل القاسم المشترك لكل ه اعمال عب الولي دون استثناء معاناة الشعب اليمني حيث يرسم من خلالها صورة بالغة القتامة ، إلا أنها شديدة الواقعية عن مجتمعه.

- محور قصصه هي الغربة عن الوطن والاغتراب داخله.

- في (صنعاء مدينة مفتوحة) نتعرف على نعمان، محمد مقبل، الصنعاني، هند، فتاة الجبل، فاطمة، وهي شخصيات رسمها بعناية ومهارة شديدتين وكأنها تتحرك أمامك، بل إنك تشعر أنك تعرفها وربما صادفتها من قبل، تشترك كل هذه الشخصيات معاً في بناء هذا النسيج الذي يخلق الرواية.

- فنعمان مثلاً وهو الشخصية المحورية في العمل لا تستطيع الحكم عليها من الوهلة الأولى، فالانطباع الأول غير كاف، وبالتالي فإن الحكم على الشخصية لا يأتي من خلال هذا الانطباع وإنما من خلال سلوك الشخصية وكلامها وثقافتها وآراء الآخرين فيها فماذا نجد في نعمان؟

- نعمان شاب في الخامسة والعشرين من العمر – كما يصفه الكاتب وهو قريب من عمره – لا ندري من خلال الرواية ماذا يعمل في عدن ولا في قريته إلا مزارعاً أحياناً مع ذويه، فهو ابن عائلة فلاحية، جرب الحياة في المدينة (عدن) وعاد إلى الريف ثم عاد إلى عدن، نجده يشعر باغتراب عن أهل قريته، وهو غير راض لا عن أخيه سيف الذي سلبه فاطمة ولا عن أهل بلده.

- هذا الاغتراب الذي يعيشه نعمان يفسر تنافر الحالة النفسية للفرد مع العرف الاجتماعي الذي أصبح جزءاً خالصاً للمفهوم الجديد للإنسان الذي تحدد على يد “روسو” و”غوتة” كما يرى د. أحمد الهواري في كتابه “البطل المعاصر في الرواية العربية”.

- ونعمان هذا يبدو غامضاً، في ماضيه سر، يعيش بمعزل عن المجتمع ، وعندما وجده الناس هكذا حاولوا استدراجه إلى حياتهم بأن جلبوا القات ليمضوا الوقت معه إلا أنه بدل أن يشاركهم تركهم وصعد إلى الجبل. نراه يتحدث بين وقت وآخر عن أن هؤلاء الناس بلا زعيم بلا تنظيم لكن أفقه الأيديولوجي لم يتحدد بالضبط.

- إن شخصية نعمان شخصية نامية تلتصق بالأحداث تؤثر وتتأثر بها، وإذا كان نعمان بطلاً للرواية، فذلك لأنه يحمل على كتفيه فكر الرواية، فالبطل لا يظهر إلا متى اهتزت القيم والبطل هنا ليس المنتصر، فالمهم ليس تحقيق ما يهدف إليه وإنما المهم شرف المحاولة.

- وإذا كانت المسرحية في جوهرها حوار، فإن الرواية في جوهرها السرد الذي يشكل مع الوصف والحوار واللغة النسيج الروائي. وقد يختلط علينا الوصف مع الرواية، ولكن يمكن القول إن السرد حركة، أما الوصف فهو سكون، والسرد حيلة يلجا إليها الروائي لإيهام القارئ كي يجعله يقع تحت تأثير ما يريد قوله. ففي رواية (صنعاء مدينة مفتوحة) بدأ محمد عبد الولي روايته (تساءلت كثيراً قبل أن أكتب إليك) وتنتهي الرواية ولا ندري لمن بعث رسائله هذه، إذن هي حيلة لجأ إليها ليقص علينا روايته وليجعلنا نصغي إلى سرده.

- إن الروائي الذي يحمل أفكاراً يحاول إيصالها إلى القارئ إلا أنه لا يقولها بشكل خطاب، أو تعاليم، بل يختار لها هندسة معينة محببة ولا بد له أن يوازن بين البناء الفكري والفني والشكلي، يحدثنا نعمان في بداية الرواية عن حياته في الريف يستخدم بعض أساليب السرد، فاستخدام أسلوب الرسائل التي تشبه اليوميات وهي تقنية سردية نشأت في وقت مبكر مع نشأة الرواية.

- فاليوميات أو الرسائل تعبر عن طبقة متعلمة تمتلك وقت فراغ تمارس فيه هوايتها وهي الكتابة عن أحداث مرت، وهكذا بدأ محمد عبد الولي روايته بكتابة رسالة غير أننا نجدها ليست رسالة تقليدية، بل هي متحررة من قيود الرسائل التقليدية وتتحرر أكثر فأكثر لتتحول إلى رواية.

- كما استخدم أيضاً التذكر والذي يتم عادة من خلال المفجر ويقصد به الموقف الذي يفجر ذكرى تعيد الشخصية إلى أجواء تلك الحادثة، ففي مشهد جنازة بنت الجبل السمراء يتذكر لقاءاته المتعددة بها والأوقات الجميلة التي قضياها معاً،

- كذلك استخدم محمد عبد الولي الحلم وهو وسيلة يلجأ إليها الروائي هروباً من السلطة أو الأعراف الاجتماعية حيث يلتمس عذره في أنه في حلم وليس في واقع تختلط أحياناً مع أحلام اليقظة، ولعل الرؤيا التي مر بها نعمان في آخر العمل ورؤيته لهند وزينب وفتاة الجبل السمراء كانت نوعاً من هذا الحلم.

- وإذا كان الحوار مهما في المسرحية، فهو لا يقل أهمية في الرواية حيث يقوم بدور المفسر والممهد لأحداث وقعت أو ستقع فضلاً عن أن القارئ يكتشف من خلاله ثقافته الشخصية وعمقها أو سطحيتها فبين نعمان وفتاة الجبل السمراء يدور الحوار التالي:
نعمان: لا بد إذن أن حياتك صعبة نوعاً ما؟
الفتاة: إن حياتي ليست صعبة فأنا أعمل في الأرض والبيت وأجد لقمة العيش دائماً، كذلك أجد ملابس من أخي أو من والدي، أما زوجي فأنا لم أعد أهتم به لأنه لا يهتم بي (ص 23) هذا الحوار يرسم لنا أبعاد الشخصية المحدثة، ظروف* حياتها، معيشتها، سلوكها مع زوجها، وهذه هي وظيفة الحوار في الرواية.

- أما الوصف فإن الروائي يعمد إليه ليشرك القارئ إشراكاً غير قسري بالعمل والوصف، كما قلنا غير السرد، ففي هذا المقطع على لسان نعمان صورة وصفية “وانطلقت بي السيارة تاركة خلفها محمد مقبل يرفع يده مودعاً ورأيت الوادي أمامي من جديد بأشجار النخيل وأراض زراعية مكسرة وجثث حيوانات على ضفتي الوادي” (ص 36).
- أما المكان فإن لا بد أن يلقي بظلاله على الشخصية والحدث معاً، فقد تجول عبد الولي في ربوع اليمن وتحدث عن الريف والمدينة، الريف والعلاقات بين أهله والمدينة وحياتها وساحلها الذهبي وليالي الصيف الجميلة وغيرها، وانتقل إلى زبيد وعلمائها الذين تبخروا، وعن صفائها ومآسيها غير أنه لا يرى في بلده إلا “زريبة للحمير” (ص 37).
-إنه يتألم لحال وطنه فيصفه بهذا الوصف ويتمنى أن يرتقي مثل باقي البلدان التي زارها وعاش فيها،

-كما صور المقهى بأسلوب جميل ورسم صوراً رائعة لروادها وكذلك الميدان والسوق.

-لقد أغنى الرواية بأسلوبه الجميل بصور كانت قاتمة إلا أنها رسمت بفنية عالية.

-أما الزمن عند عبد الولي فإنه باستخدامه أسلوب الرسائل جعل الأحداث تروى في الزمن الماضي، إلا أن ذلك لا يمنع من تداخل الأزمنة مع بعضها البعض، فالرسائل تذكر الصنعاني وتذكر البحار وهي قص من الزمن الماضي إلا أنه يتداخل مع الزمن الحاضر، فتذكر البحار حين يقول “كانت زبيد منارة للعلم منذ عرف اليمنيون العلم (ص 56)، ثم يقول “داخل الأسوار ينام الناس ويأكلون ويذهبون للصلاة ليؤدونها دون حماس، ثم يعودون ليناموا” (ص 57).

-والمرأة عند محمد عبد الولي كانت على الدوام الملجأ والواحة التي يحط الرجال عندها وينشدون الراحة، هذه الراحة التي تثمر بعد الوصال، فينتشي الرجل ويكبر زهوه بنفسه، وهو ما يتساوى فيه الفقير والغني على حد قول أحد أبطال العمل، فنساء الرواية وإن كن مختلفات في التفاصيل غير أنهن كن الملاذ دائماً، فهند زوجة نعمان لم يعرها اهتمامه غير أنه كان يشعر بالاطمئنان معها، وحزن أشد الحزن لفقدها، فتاة الجبل السمراء امرأة محرومة من زوجها لأربع سنوات وجدت سعادتها مع نعمان ووجد نعمان سروره معها، زينب امرأة صغيرة تبذل المستحيل لإرضاء نزوات نعمان يصفها فيقول “جسد تتمدد فوقه كل طبقات بلادنا وها أنا ذا آخذ دوري” (ص 77)، فهل زينب هي الوطن أم هند التي يقول عنها “كانت تعمل في صمت وتنام في صمت وتبتسم في صمت كانت مثل أرضنا شابة وخطها الشيب سريعاً” (ص 74).

-لقد كان في نعمان الكثير من محمد عبد الولي الذي أفاده تنقله بين العديد من الدول زائراً ومقيماً مما منحه هذا التنقل حرية أكبر في التعبير بعد أن استوعب من تلك المجتمعات ما يفيده في عمله الروائي، إلا أنه ظل مخلصاً لبيئته ومجتمعه وعبر عنهما اصدق تعبير وما زالت كتاباته إلى الآن تثير حفيظة الآخرين.

-إن أدب محمد عبد الولي يستفز في القارئ مكامن سباته مثل إلقاء حجر في بركة ماء ساكن لتفضح عما في داخله،
- مات عبد الولي وظل أدبه يذكرنا بقيمة الإبداع التي تخلد صانعيها.

قديم 09-04-2014, 05:13 PM
المشاركة 1193
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم - 58- صنعاء مدينة مفتوحة محمد عبد الولي اليمن

- في رواية "صنعاء ... مدينة مفتوحة" المحظورة بعد ثلاثين عاماً على صدورها . محمد عبدالولي يكشف مراحل كئيبة من تاريخ اليمن السعيد*


- ما برحت قضية "الوليمة" اليمنية كما سمّيت قضية رواية "صنعاء... مدينة مفتوحة"، تثير سجالاً سياسياً ودينياً وخصوصاً بعيد الشروع في محاكمة الصحافي سمير رشاد اليوسفي الذي أعاد نشر الرواية في الملحق الثقافي الذي تصدره جريدة "الجمهورية" ويشرف هو على تحريره.

- والرواية المحظورة هي من عيون الأعمال الروائية في اليمن وكان أصدرها الروائي اليمني الراحل محمد عبدالولي في مطلع السبعينات.

- ولعل ما كتب عن قضية الرواية من مقالات وشهادات وبيانات كاد يطغى على الرواية نفسها وعلى الروائي الراحل.

- صنعاء حلم الحالمين، وهاجس الأدباء، صنعاء هي التاريخ... هي الحضارة، صنعاء هي الحياة والدفء: هكذا يراها الكثيرون، فهل كانت هذه صنعاء محمد عبدالولي؟ أم كانت له صنعاؤه؟
- كلمات ثلاث عنوان روايته "صنعاء... مدينة مفتوحة" كلمات عميقة دلالات أعمق، كلمات تفتح أمام الباحث آفاقاً واسعة في البحث... منفتحة على ماذا؟ مفتوحة أمام كل من يدخلها؟ مرحبة بالجميع، لا تغلق أبوابها في وجه أحد؟ مفتوحة على العالم حضارياً... اقتصادياً؟. ترى هل نجد هذا المعنى عند الولوج الى عالم الرواية؟ أم نجد شيئاً آخر؟ أم أن ثمة معاني أخرى يكتشفها القارئ كلما تمعن في قراءة الرواية؟

- تبدأ الرواية في القرية لا في صنعاء، و"نعمان" - أحد أبطال الرواية - يكتب أول رسالة لصديقه، ذلك الصديق الذي تعلم منه معنى الصداقة، تعلم من كتبه التي تركها له أشياء كثيرة كان يجهلها.

- فالقرية بالنسبة الى نعمان غير صالحة للحياة، فهي "مقبرة الأحياء" ومكان تعشش فيه الخرافة "حكاية نزول المطر". ولكنها - أي القرية - رمز الحب الصادق النقي "فتاة الجبل السمراء". والقرية مكان جميل للتأمل والهدوء والبعد عن كل الناس، هي تلك العلاقات المتشابكة والتي لا يستطيع أي شخص أياً كان، الهروب منها. يظهر ذلك في عملية إنقاذ الناس من تحت الأنقاض بعد كارثة المطر التي أصابت القرية. القرية هي الأصل، ففيها أبوه وأمه، وفيها زينب حبه الأول، وكان أصر على الزواج منها على رغم معارضة الجميع.

-لكن "نعمان" يتوق الى العودة الى عدن، على رغم شعوره بالغربة داخل قريته لاختلافه عن أهلها، لكنه على رغم كل هذا يشعر بحبه وارتباطه العميق بهذه الأرض / القرية: "وداعاً يا قريتي... وداعاً يا زوجتي... وداعاً يا كل أحبائي. لن أنساكم مهما كان بيننا... لأن المأساة الكبيرة تجمع بيننا".

- غادر نعمان القرية الى عدن، الى مقهى "الحاج علي". فهل كانت عدن أحسن حالاً من قريته؟ كلا: "الحياة في عدن فقدت جمالها وفقدت سحرها. لقد أصبحت ميتة".
أصبحت عدن في نظر نعمان ميتة مثلها مثل قريته التي سبق أن وصفها بهذا الوصف.

- عاد نعمان الى عمله متحمساً أكثر من قبل، لأنه أصبح على عكس ما سبق يعي مسؤوليته أمام عائلته وكذلك أمام قريته التي تركها تغوص في الأوحال خالية من الزرع شبه خالية من الحياة بعد أن جرفت زرعها ومدرجاتها وبعض مواشيها السيول وهي كانت مصدر شقاء للقرية لا مصدر خير.

- كان مقهى "الحاج علي" يضم الكثير من الناس، كل له مأساته وأسراره. والى جانب نعمان كان الصنعاني الغامض الحاقد بحسب وصف الرواية له. وكان البحار ذو البشرة السمراء، وكان هناك آخرون، كان الصنعاني لغزاً محيراً لنعمان لكنه في احدى الليالي وأمام الحاح نعمان ينفتح ويعرف نعمان حكايته، حكاية "صنعاء... مدينة مفتوحة".

- كان الصنعاني يحلم - شأنه شأن كل يمني - يحلم في امتلاك دكان ومنزل وأن تصبح ابنته الوحيدة دكتورة، أو أي شيء آخر، لكن المحنة تلف صنعاء فجأة ويبيحها الإمام للقبائل بعد فشل ثورة 1942. أباح كل شيء وأصبحت صنعاء ملكاً للآخرين الذين أتوا لنصرة الإمام، فأحرقوها ونهبوا كل ما تقع عليه أيديهم وقتلوا ما استطاعوا. كانت دكان الصنعاني من ضمن الدكاكين المنهوبة وكذلك كان بيته، والأبشع كان قتل زوجته وابنته الوحيدة، الأمل الوحيد للصنعاني بعد أن فعلوا بزوجته ما فعلوه.....

- هنا يتبدد الحلم، ويفقد الصنعاني صوابه ويخرج. يأخذ بندقية أحدهم، ويقتل كل من تقع عليه عيناه، غير مبال، يقتل لمجرد القتل، ثم يترك المدينة ويرحل، لا يعرف الى أين؟ أو ماذا يريد؟

- حلم الصنعاني لا يختلف عن حلم عبده سعيد في رواية "يموتون غرباء" لكن الفارق أن الأول يحلم ولا يحقق شيئاً، بل يقضي الإمام على كل أحلامه البسيطة، والثاني يحقق على صعيد الواقع للآخرين كل ما أراده لنفسه، لكنه لم يعش هذا الحلم ولم يتمتع به بل زوجته وابنه هما مَن تمتعا به، والكاتب ربما يريد القول انهما اللذان يحلمان وهما اللذان يجنيان ثمرة أو ثمار هذا الحلم.

- والكاتب وفي كل أعماله يدين الهجرة على أنواعها ويعتبرها خيانة للأرض وللوطن وهي - أي الهجرة - عدم فهم للواقع، هروب يعمق المأساة... وهذا ما شعر به الصنعاني أخيراً.

- فبطل الرواية "نعمان" وعلى رغم ما يظهر عليه أحياناً من شطحات فردية، يقيم علاقات حميمة بينه وبين القرية وبين زوجته وفتاة الجبل السمراء. وهو يربط بين جمال هذه الفتاة وجمال قريته "سمراء بلون الأرض". إنها علاقة حميمة بالمكان، بالناس. فهو شديد الارتباط بأصله وشديد الاعتزاز به: "... إن هذه الأرض لن تنفصل عنكم مهما هربتم منها. إنها جزء منكم تطاردكم ولا تستطيعون منها فكاكاً، أنتم يمنيون في كل أرض وتحت كل سماء".

- يشفق على المرأة ويرثي حالها التي لا تختلف بؤساً وشقاء عن حال اليمن، وكأن واقع اليمن يجسده واقع المرأة، فهي تكبر فجأة وتشيخ قبل أوانها كزينب زوجته التي أحبها "أصبحت الآن عوداً يابساً... على رغم انها لم تتجاوز الخامسة والعشرين... عجوزاً كأنها على أبواب قبرها، إنها منهكة مريضة".

- وغالباً ما يربط الكاتب بين الأرض والمرأة: "كانت الأرض تبدو كعجوز... تحطم كل شيء فيها وبانت الأخاديد على وجهها... كانت مثل أرضنا شابة وخطها الشيب سريعاً... حتى الأشجار التي كانت تزين مدخل القرية قد تحطمت بفعل الرياح". هذه هي حال القرية بعد أن حولتها السيول والرياح الى قرية محطمة مهددة بالمجاعة وبعد أن جرف السيل الزرع والثمار وبعض الماشية. وعلى رغم هذا فحكام الإمام لا يرحمون ولا يبالون بمأساة القرية وما آلت اليه الحال، فهم يرسلون عساكرهم لجمع الضرائب وفرض الزكاة.

- وعندما ينتقل الكاتب ببطل روايته الى عدن فهي ليست أحسن حالاً من صنعاء المدمرة التي استباحها الإمام، لقد أصبحت شبه ميتة، ومعظم العمال أصبحوا من دون عمل والبؤس يظهر على وجوههم وملابسهم، بعد أن فصلوا من أعمالهم نتيجة تظاهرهم ضد المستعمر الذي كان يتحكم في كل شيء. واذا كانت صنعاء وكل قرى الشمال تعاني ظلم حكم الإمام، فإن عدن كانت تعاني من المستعمر الانكليزي، فكلاهما يعيش مأساة ويعيش واقعاً مراً.

- لا يقف الكاتب عند واقع صنعاء وعدن والقرية، بل ينتقل الى مدينة أخرى، الى مدينة كانت احدى القلاع العلمية في اليمن، تلك هي مدينة "زبيد". لكن زبيد لم تعد زبيد وأهلها أصبحوا خارج العصر لما أصابهم من جمود وتخلف بعد أن كانت "زبيد منارة للعلم منذ عرف اليمنيون العلم وظلت قروناً شعلتها... مآذنها القديمة وبيوتها ذات البناء التاريخي.... هناك خارج أسوار المدينة... تلك الأسوار التي صدت عن زبيد غارات المتوحشين وحفظت لها شعلة العلم هي الأسوار التي صدت عن المدينة تدفق شعاع العلم الحديث". فالأسوار هنا رمز للجمود والإحاطة التي أصابت اليمن أثناء حكم الإمامة.
ويمضي الكاتب في وصف حال الناس، وكيف اصبحوا يعيشون على ما تجود به المقابر، يصلّون ويأكلون مما ينفقه الأغنياء على موتاهم وخصوصاً في الأعياد والمناسبات. والمحنة التي أصابت مدن العلم في اليمن، أصابت أيضاً المتعلمين والمثقفين، وأصبح التعليم نقمة على صاحبه، وقادهم "علمهم ذلك الى غياهب السجون". اصابت المحنة زبيد وطلاب العلم وجعلتهم يعيشون في فقر مدقع بعد أن كانت زبيد تستقبل طالبي العلم من كل أنحاء البلاد: "أين الأرض يا بني... أين الأوقاف... التي أخذتها الحكومة... بدعوى أنها ستتكفل بكل شيء فذهبت الأرض. وذهب العلم.".
هنا تكمن المأساة: استولى آل حميد الدين على البلاد واستأثروا بكل شيء لأنفسهم وقضوا على أماكن العلم وحولوا طالبي العلم وسكان المدينة الى شحاذين.
والكاتب وهو يمضي في وصفه محنة زبيد وما آلت اليه، لا ينسى المرأة، فهي "تشارك الرجل في كل شيء. حتى تشرده". وهنا عرف البحار حال المدينة والعلم، وأدرك من كلام الفقيه الذي أحبه، أنه اذا أراد البقاء في المدينة وأراد أن يتعلم فما عليه إلا أن "يعمي بصره... حتى لا يكشف حقيقتهم لكي يستطيع أن يعيش". لكنه رفض هذه الحياة وهذه العبودية بعدما أصبح له مكان في بيت الحاكم ومكان آخر في بيت عامل الإمام. رفض حياة العبودية بعد أن رأى نفسه يحقق للآخرين ما يريدون في مقابل أن يعيش ويتعلم بعد أن رفض "من قبل عبودية العمل في دكان ليقع الآن في عبودية... المرأة". وحال مدينة "الحديدة" أكثر بؤساً من زبيد، ما إن يطل عليها البحار وتقع عليها عيناه حتى يراها تحترق والناس يصيحون ويهرولون، ولا يستطيعون فعل شيء: "لا أمل. ولكن أتحترق المدينة كلها؟... فتعود الرؤوس تهتز مرة أخرى... من قال ذلك؟". هذه هي حال مدن اليمن كما وصفها الكاتب وهذا هو التقسيم الاجتماعي السائد: أغنياء وفقراء، والفقراء لا حياة لهم فهم شبه أموات، لا يحس بهم ولا يهتم لوجودهم أو مأساتهم أحد. يعود بنا الكاتب وعلى لسان "نعمان" الى عدن وقد زادت الأوضاع سوءاً وزادت أحوال الناس تعقيداً، خصوصاً بعد إغلاق الكثير من الشركات بحجة إفلاسها، وطرد العمال، وتحول الناس الى أكوام تتكدس في الحانات والمقاهي والشوارع، لا عمل لهم سوى الفراغ والتأمل في المجهول، ومن هؤلاء العمال الذين طردوا من أعمالهم الصنعاني ونعمان: "عدنا الى الضياع من جديد".
تغير نعمان بعد أن عاد من قريته وأدرك للمرة الأولى مدى ارتباطه بالقرية، فالقرية له هي الحلم الذي سيولد، والأمل - الحقيقة الذي ينتظره كل اليمنيين. أما عدن "فلا شيء سوى جسد ميت بلا قلب، مجرد آلة كبيرة تلتهم الناس والجبال والمعادن".
هكذا أصبحت عدن بعد أن استباحها المستعمر، واستباح كل خيراتها وثرواتها، واستباح معها التحكم بأرزاق الناس وأعمالهم. طالت يده كل شيء، ووضع يده على كل شيء، أمام هذا الفقر والضياع وهذه الحال التي وصل اليها جميع من في المقهى من عمال. فكر نعمان بالعودة الى قريته التي تركها، وترك فيها زوجته وهي تضع أول مولود لها وماتت فيها. هي تلد طفلها الأول، أول مولود لها، وفيها أيضاً ماتت محبوبته فتاة الجبل السمراء، تلك الفتاة الجميلة التي سحرته بجمالها. ويعود الصنعاني مع نعمان الى الشمال وكان نعمان وهو فوق السيارة يتذكر تلك الأغنية الصنعانية الحزينة. يقول الصنعاني: "ماه يا نعمان شانعود الى صنعاء...؟" نعم يا عزيزي سنعود الى صنعاء... - "ماه شايقولوا علينا مزفرين؟". فالعودة من عدن الى صنعاء تعني أنك مزفر، وكلمة مزفر باللهجة الصنعانية تعني "مطرود". وعندما يصلون الراهدة يعكر صفوهم وفرحهم بالعودة ذلك العسكري الذي يلتقيهم عند باب الجمرك "ماه أنتم مزفرين؟... نحن عمال كنا ضد الاستعمار... وقهقه البغي... عتعملوا إضراب ضد مولانا الإمام عيوديكم حجة". هذا هو استقبال صنعاء لهم: عسكري يسخر منهم ويهددهم بالسجن إذا حاولوا أن يثوروا ضد الإمام مولاه. يسمعون هذا الكلام وهم عند أول جمرك بين الشمال والجنوب في ذلك الوقت. كان الصنعاني وهو في الطريق يفكر بعودة البحار ومحمد مقبل، لكن نعمان كان على العكس: "ليس هناك فرق". عند نعمان لا فرق بين بقاء البحار ومحمد مقبل في عدن أو عودتهما الى صنعاء. كلها أرض اليمن. وإذا استطاع أي شخص أن يفعل شيئاً ضد الاستعمار في الجنوب أو الإمامة في الشمال فذلك هو المطلوب من كل يمني.
محمد عبدالولي لم يكن يرى اليمن مجزأً أو منفصلاً. فصنعاء هي عدن وعدن هي صنعاء.
إذاً فصنعاء محمد عبدالولي هي كل اليمن، هي ذلك الهم الكبير الذي كان يشغل نعمان والصنعاني والبحار... فصنعاء هي مدينة المدن، مدن العلم كزبيد، والمدن الساحلية عدن، الحديدة وهي كل قرية يمنية تعيش جهلها وصمتها وفقرها وكابوس عساكر الإمام. وهي صنعاء المدينة الحزينة، مدينة الحلم والجمال وكلها مستباحة من عساكر الإمام وحكامه.
ومحمد عبدالولي يعتبر من أكثر المثقفين اليمنيين إيماناً بوحدة اليمن، فهو لا يعترف بشمال وجنوب، واليمني هو اليمني في كل أرض وتحت كل سماء. وهو لذلك يجسد الوحدة في تنقل الناس بين مدن اليمن وتعايشهم مع بعض من دون أي مشكلات، بل يقيم بين الجميع على مختلف مشاربهم ومناطقهم علاقات حميمة وودودة. لم تظهر في صنعاء... مدينة مفتوحة أي نعرة أو خلاف تنفي ما أراده الكاتب في تعميق أو ترسيخ مفهوم وحدة اليمن. ولا جدال في أن محمد عبدالولي استفاد بدقة من المرجعية التاريخية والاجتماعية لتصوير مرحلة هي من أشد المراحل ظلماً وتخلفاً في حياة اليمنيين، وانعكاساتها على مختلف مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية.
هذه هي صنعاء محمد عبدالولي وهذه هي اليمن كما رسمها وصوّرها الكاتب في تلك الفترة.
ترى لو عاش كاتبنا المبدع الى الآن، ماذا كان سيكتب عن صنعاء؟ وماذا كان سيقول؟ وكيف كان سيراها؟...

قديم 09-06-2014, 04:33 PM
المشاركة 1194
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 59- غرناطة رضوي عاشور مصر


- هذا الكتاب يتحدث عن معاناة هذا الشعب الأندلسي المسلم "الموريسكيين" إبتداء من سقوط غرناطة عام 1492م وحتى طرد بقايا هذا الشعب المنكوب من إسبانيا عام 1608م
- الكتاب بمجملة يتحدث عن فترة ما بعد سقوط غرناطه ..وهويجعلك تتعايش بسلاسة مع أحداث مابعد السقوط .. لأن سقوط غرناطه عادة كان يكتب عن حياة الملوك والأمراء هناك حين سقطت ..
- لكن هذا الكتاب يتحدث عن الناس كيف أستقبلوا الخبر وعاشوه ..وكيف عاشوا السنين وهم يقاسون الظلم والترهيب .. وكيف أن ملوك الإفرنجه منعوااللغة العربيه ومنعوا الأسماء العربيه ومنعوا جميع العبادات والتقاليد الإسلاميه .. وكيف أنهم في رمضان وقت المغرب يمنع عليهم إغلاق أبوابهم بل تبقى مفتوحه حتى يتأكدوا الحرس أن الشعب العربي لا يصوم رمضان ..
- كتاب رائع وقليل فيه كلمة رائع ..في مجمله رائع ويحرك المشاعربعنف نحو تلك البلاد ..
- بل وأيضاً يجعلنا نتأمل حالنا الآن .. فمثلاً .. في بدايه السقوط .. وكيف أنهم يكرهون الإفرنجه .. لكنهم يأخذون ابناءهم لحفلات الإفرنجه في مواسمهم .. حتى يتسلى الأطفال .. فهم يحاولون أن يتقربوا منهم ويدخلوا بهم والحفلات إحداها ..حيث أن حفلات الإفرنجه حفلات متكلفه وبها حركات يقوم بها الجنود والفرسان وبعض الفرق .. فتشد الانتباه ..

- الرواية تتحدث عن اتجاهات عدة .. وحديث النفس المؤلم في الشخصيات ..وإنقلاب المفاهيم عند البعض .. واليأس عند البعض الآخر من من ضعف إيمانهم وإقترافهم الذنوب ..الحب والحرب واليأس والهجروالحرق .. تجدونها في الروايه .... بشكل لا يتكرر

- فريدة النقاش قالت عن الرواية "حين ينتهى المرء من قراءة ثلاثية غرناطة لا بد أن تعتريه قشعريرة في الروح.

- ثلاثية غرناطة هي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات للكاتبة المصرية رضوى عاشور و هم على التوالي : غرناطة ، مريمة ، الرحيل .

- على غرار ثلاثية نجيب محفوظ التى إنفردت وتفردت في تاريخ الرواية العربية جاءت هذه الثلاثية للكاتبة (رضوى عاشور) التى صاغت كلماتها كسلاسل من الذهب، وامتدت أحداثها على صفحات الكتاب دون ظهور نغم نشاز او موطن ضعف ينحدر بالرواية من مكانها الرفيع إلى ما هو أدنى منه،
- ولكنها ثلاثية لم تدر أحداثها فى أزقة وحوارى القاهرة القديمة ولم يعش أبطالها فى عصرنا الحديث، وإنما تدور أحداثها فى دروب ودهاليز التاريخ الإسلامى وبالأخص فى فترة وحقبة زمنية كالجرح الغائر فى جسد الدولية الإسلامية.. فترة سقوط المسلمين ودولتهم الأندلسية تحت نير وسياط ملوك و أمراء الغرب المسيحى
- وإنها رواية تقص علينا أنباء هؤلاء البشر الذين طحنتهم عجلات الحروب والحياة والسر. هؤلاء الذين كانوا أعزاء وذلوا وأسياد إستعبدتهم محن الدهر.. هؤلاء الذين سكنوا غرناطة وثلاثيتها.

قديم 09-06-2014, 11:12 PM
المشاركة 1195
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 59- غرناطة رضوي عاشور مصر

-الثلاثية رحلة الإنكسار و الذل فى آخر عهد المسلمين فى غرناطة و الأندلس رحلة التهجير و التنصير و محاكم التفتيش و التعذيب و القمع و الذل و الهوان

- رحلة بنعيشها مع عائلة أبو جعفر بداية من حياتهم فى غرناطة قبل السقوط حتى تهجيرهم خارج الأندلس

- بتعيش أقسى الأوقات مع سليمة و لحظة حرق الكتب و حرقها هى شخصياً

- حاول أثناء القراءة ان تغالب عقلك فى المقارنة بين الواقع الذى نعيشه و بين الماضى فى غرناطة حتى لا تعجل بموتك غماً حكام ظلمة و فجرة مستضعفون يُذلون فى بلادهم يُحاربون بسبب هويتهم و دينهم

- الرواية بإختصار ملحمة روائية تاريخية لا أكثر ولا أقل و غير قابلة للوصف

- رواية رائعة....بتحكي تاريخ الاندلس من بعد سقوط غرناطة،و حياة اهلها في ظل الحكم القشتالي.

- اكتر حاجه عجبتني انها ركزت على افراد اسرة واحدة، و جابت حكاية كل واحد فيهم، و من كتر الرابط تحس انك واحد من العائلة دي. بتتوجع زيهم مع كل مرسوم ظالم ينزل.

- في البِدايَة الروايَة تأتيَك مُقَسمة إلى ثُلاثَية تبدأ مِن ( غرنَاطة وهُو الجُزء الأطول، مَريمة ، الرحَيل) تتنَقل مِن خِلالهَا في عوالِم غُرنَاطة وسُقوطِها المَرير، مِن خِلال التعَايُش مع أربعَة أجَيال، تبدأ بـ الورّاق أبو جعَفر وتنتهَي إلى حفَيدهِ عليَ إبن بنت بِنت ولدهِ سليَمة وإبن ولد ولد ولدهِ حَسن
- هَذهِ الروايَة تأتَي أحَداثَها لِتُربِكك، وتُبكَيك ألف مَرة .. حينَما ترسُم لكَ رضَوى صُوراً مِن حَرق الكُتب والمصَاحِف، أو الترحَيل الجَبري، أو السجن القسَري .. والقهَر الأبَدي لِمُسلمَين عاشَوا حَيثُ أندلُساً وغُرنَاطة الحمَراء !

- درامَية الأحَداث رائِعة، تستحِق وقتك الذَي تقضَيه بين دفتيّها، ذكَاء الكاتِبة في سَير الأحَداث .. المَوت، الزواج، الوِلادة، الرحَيل، الإغتِراب، التذمُر، البُكَاء، الأمَل، السجَن، الإعدام، التنصُر، الهُجرة، كُلهَا جَاءت بِشكل رائع ولافِت .. رُغم تذمُري مِن موتِ فُلان أو رحَيل فُلانة !

- أظُن إن الكاتِبة استطَاعت أن تجعَلنا نعَيش بين أهل غُرنَاطة (100) عَام لِنشعُر بِألمهم، مِن خِلال أُسرة أبو جعفَر وأحفادِه وما يُقاسُون مِن آلام الطردِ والتعَذيب مِن "القشتاليين" القذرُون ، وعُمق الوصَف حَتى لأدق الأشيَاء وكأنكَ ترى الأحَداث مُصورة مُما أجَبرني أن أُنهَيها سَريعاً !

- السَرد الروائي رائع جِداً، الحِوارات مُذهِلة، القِصة مُقنِعة ... وبِكُل تأكَيد أن النهَاية مُبكَية !

- أعَيبُ عليهَا الشركَيات التَي وقعتَ فيها، والسُؤالات الوجوديَة الخَانِقة والقُنوط واليأس مِن الله الغَير مُبرر والذي أزعجَني كثيراً!

- بكَيت جِداً حينما جعَلت "أبو جعفَر" حينما رأى حَرق الكُتب والمصَاحف يمُوت مُلحِداً ويائساً مِن الله؛ وهُو الذي عَاش مُسلماً يخَدم الإسلام والمُسلميَن بِتغليف كُتبهم وحِمايتَها !

- وكَذلك بعَض الأوصَاف الجِنسية التي لمَ أجِد لوجودِها حَاجة بل عاى العكَس شوهتَ سيَاق النَص.

- رواية أكثر من رائعة... و أنت تقرأ هذه الرواية تعيش الأحداث بأدق تفاصيلها و كأنك أحد أبطالها


- الذل و المهانه و قلة القيمة و الاستفزاز جمعت معاً في هذه الرواية لتذرف الدموع و انت تقرأ ,,

- اعترف بانها رواية قاربت علي الكمال ( و الكمال لله ) و لكنها الحقيقة .


-أي أندلس هذه أندلس المسلمين في أوروبا أم فلسطين بحادثاتها منذ بدايات القرن الماضي؟

- أبدعت د. رضوى عاشور في وضع التاريخ بقالب جميل سلس مشوق ما أن تبدأ القراءة لا تستطيع أن تترك الكتاب. تتنقل بين الشخصيات وبين الأحداث بكل سهولة.

- التفاصيل التي تسردها القصة في غاية الجمال والدقة تقرأ وكأنك تشاهد صورا حقيقية. تبدع في التصوير وكأنك تشم الرائحة وتشعر بدرجة الحرارة وتتذوق طعم المأكولات.

- تسير بك الرواية في تسلسها الزمني كنهر يجري في الزمن اذا نظرت اليه تظن ان شيئا فيه لا يتغير في حين أن كل ما فيه يتغير وكذا فعل الزمن بكل شخصيات الرواية من أبو جعفر ونعيم وسعد الى هشام وعائشة.

- تنوعت الابداعات في الرواية فطرقت بعضا من أبواب النفس البشرية وتنوعها، عادات الناس وطبائعهم وانعكاسها على حياتهم. دخلت في بعض التفاصيل المعمارية الجميلة فتحدثت عن بيوت وحمامات واسواق. تحدثت عن شيئا من الدول وصعودها وسقوطها. طرقت شيئا من علاقات المدن والشعوب وتبادلاتها.

- طرحت د.رضوى تساؤلات عبر شخصياتها عن محظورات النقاش في العالم العربي خصوصا تساؤلات حول الله وحول الموت والحياة.

- واخيرا وصفت وبعمق أحداث ذلك الزمان وأظهرت بشكل عميق وواعي الصراع على السلطة والمال الذي لبس ثوب الدين وذلك في الجزء الاخير من خلال أحداث محاكمة سليمة.

- أعجبني وبشدة تركيزها على أن العداء الأكثر قسوة هو العداء للكتب بما تمثلة من مخزون حضاري وأن الأنتصار الأكبر هو الانتصار للكتب والمحافظة عليها. قالت الرواية بشكل واضح وقوي أن من يكره الكتب هو الطاغية الظالم وأن من يحبها ويحافظ عليها هو المنتصر الحقيقي وان أُحرق.

- تبدأ الكاتبة هذا الجزء بحلم فيه أملهم يريدون النصر وعودة عزهم وكرامتهم ثم تكون الحقيقة. أقوى حقيقة خلقها الله وتموت مريمة.

- أبدعت رضوى عاشور باظهار قوة المرأة وقدرتها على التحمل ووفائها. مريمة حافظت على أبو هشام وربت علي وتقبلت نعيم واعالت الجميع. مريمة ذات اليد الخضراء صاحبة البستان المورق الشذي.

- مريمة الصبر والحكمة

- كما في كل الرواية ابدعت في الوصف والتنقل بين الاماكن وبين الازمنة.

- يقول مالك بن نبي الفيلسوف الجزائري "عندما تغيب الفكرة يبرز الصنم" وتؤكد رضوى عاشور على هذه القاعده في هذا الجزء والجزء الذي يليه حيث ابتعد الزمان بعرب الاندلس عن العقل السليم لكثرة تعرضهم للتجهيل والتعذيب والمصائب من كل الاشكال والانواع فباتوا يتعلقون بحبال الاحلام والتمني وباتوا يثقون بالتمائم اكثر من ثقتهم بالبشر.

- الابداع الكبير في كل هذا انهم لم يتنازلوا ابدا عن حق المقاومة لم تُنسَ في اي مرحلة او تحت اي ظرف توارثوها جيلا عن جيل وان دفنت في بعض الاحيان او أخفوها في الاقبية وفي الدهاليز الا انها كانت حاضرة كما الكتب في عين الدمع او في صدور الكبار.

- كان من الرائع استخدام الكاتبة لعلي بن هشام وتوظيف هذه الشخصية من الطفولة الى نهاية الرواية بما مثلة من صواب وخطأ وجهل وتعلم وثبات وتنقل وصداقات وعداوات.

- في الجزء الاخير من هذه الثلاثية قطعت الراوية في نهايتها علاقتنا الحسية بالاندلس فليس بعد علي نسل ولا جيل جديد ابقته وحيدا بلا خلف ورحل الجميع الى المغرب. ولكنها أبقت المدن والقرى وابقت غرناطة والبيازين والقرى المهجورة والقرى العامرة التي هجرها العرب في لحظات الرواية الاخير. ابقت ما هو منتج وممتد أبقت الزيتون بما يمثلة في وجداننا من الأمل. وابقت الكتب ميراث العائلة ميراث العرب في الاندلس مدفونة في صندوق العائلة الاندلس في ارض البستان البستان الاندلس في البيازين بيازين الاندلس في غرناطة غرناطة الاندلس.

- ابرز ما شدني في هذا الجزء هو أن الجهل قطعا يؤدي الى الظلم والظلم قطعا ماحق وأشد ظلم هو ظلم المظلوم للمظلوم ففي حكاية كوثر اعلان واضح لكل ما يعيب الحياة من خطأ الاخت وحملها بالزنا الى معالجة الاهل للخطأ بقتلها وجنينها الى تقولات أهل القرية الى وشاية كوثر وفضحها الامر الى رجال الديوان حتى ضياعها ثم قلتلهم اياها.

- أخيرا لم يفت هذه المبدعة في هذه الرواية أن تربط الاندلس بالقدس بكل وضوح واصرار ولم تكن الرسالة عابرة تلك التي ربط القدس المحررة في زمن الاندلس المحتلة ولم تكن الرسالة عابرة تلك التي ربطت القدس المحتلة بالاندلس المحتلة. والجمال كل الجمال كان في ترك الاسئلة مفتوحة لنا نحن لنجد لها الاجابات.

- روعة في الأسلوب .. تسلسل ممتع في الأحداث

- تأريخ لفترة نهاية العرب في غرناطة بدرجة جيد جدا

باختصار .. بداية ممتازة مع الدكتور رضوي

- في واحدة من اروع الاعمال الادبية التي قرأتها تتالق الكاتبة في وصف حقبة تاريخية مهمة في حياة العرب و المسلمين بالاخص فهي رواية عامرة و زاخرة باحداث تاريخية الكثير منها متناسى في كتب التاريخ فهي في رأي حقبة سوداء في تاريخنا نظرا لتقاعس الدول العربية عامة و الاسلامية خاصة في تقديم العون لمن يقع عليه الظلم سواء داخل او خارج بالداننا و الاغرب انه حتى الان يحدث ذلك.

- هي (مئة عام من العزلة) ولكن في الأندلس

- أحببت موضوع الرواية .. لا أجد من الرويات التي تربطنا بالتاريخ الا القليل منها

- وما زادها جمالاً هو لغة الكاتبة .. رائعة و سلسة .. لا تنتهي جملة الا وقد احتوت على بلاغة وفصاحة تعطر القلب بهما

- اللغة الرائعة قد تشفع للكاتب زلات عديدة ..

- مع كل هذا لازالت الشخصيات عالقة في عقلي .. كأنني عايشتها وعايشتني في الواقع ..

- لا ادرى ما الذى دفعنى لقراءتها والانتهاء منها فى ليله واحده

- اهو حنين غامض الى صفحات منسيه فى تاريخنا الاسود ام رغبه دفينه فى مقارنتها مع الواقع الاسود الذى نعيشه ولكن المهم اننى برغم انفى وجدتنى اقارن بينها وبين الواقع فالاسبان او القشتاليين هم كل حاكم ظالم يفرض ارادته على شعب مسكين والشعب المسكين رضى بذلك فيستحق الذى يجرى له فالحاكم الظالم يتشابه فى اسلوبه ويختلف فى ظواهره واتفق كل ذلك مع خوف دفين داخلى من احداث مجتمعيه تجرى الان فى ارض الواقع فاقول ما الذى يمنع الحاكم الظالم باسم الدين من فرض ارادته الظالمه ولا اقول انه سيكتفى بفرض الظواهر كالخجاب مثلا ولكنه سيتعدى الى ما غير ذلك ليجعلنا عبيد لارادته المستتره باسم الدين لا اعلم اهو خوف مبرر له اسبابه ام مجرد هوس ووسوسه لا اعلم ولكن المهم انها روايه ساحره تجعل دموعك تخادعك وتذرفها حزنا وحوفا روايه دمجت بين التاريخ والحبكه الرائعه فى لوحه فنيه خالده ومبدعه تجعل من المستحيل اندثارها والطريف فى الامر انى قرأتها بعد البيت الاندلسى لواسينى الاعرج فزاد جرحى الما وذرفت دموعى بكثر

- كانت أول لقاء مع رضوى عاشور ومن ثم أصبحت الكاتبة المفضلة لدي غير أنها جعلتني شبة مهووسة بتاريخ الأندلس .

- سحبني قلمها فانشغلت أدعو للعرب المسلمين في غرناطة الأندلس وعندما أفقت من سكرة الكلمات أدركت أن الأندلس أصبحت إسبانيا ولم يعد هناك لا غرناطة وﻻ البيازين ولا عين الدمع..

- رواية تؤرخ للمآسي التي ذاقها أهل الأندلس على يد القشاتلة بعد أن سلمها أبو عبد الله الصغير لهم.. ستسحبك الرواية لتعيش المآسي ابتداء من حرق المكتبات وانتهاء بحرق الأهالي وتنصيرهم قصرا وترحيلهم من ديارهم ستشعر أنك فرد من العائلات الأندلسية في غرناطة وأنك تسكن حي البيازين حيث دارت أغلب أحداث الرواية هناك.

- شدني اوي كلام الأصدقاء عن الرواية قوتها وجمالها، بقيت مشدودة ليها ولاحداثها السريعة بتفاصيلها بأجيالها المتعاقبة اللي رضوي عاشور ابدعت في الوصف فيها ، عرفت تحسسنا بمشاعرهم ومعاناتهم، عن قوة ايمانهم وثقتهم في ربنا ان النصر قريب، وللاسف مستننين نجدة العرب اللي عمرها ما جت

- ثلاثية غرناطة مثال راائع للرواية التاريخية العميقة اللي تزودك بكل المعلومات التاريخة اللي محتاجها من غير ما تزهق ولا تمل.

- الرواية بها تكلف في اللغة وتفهمت رضوى في ذلك تريد أن تجاري البيئة الاندلسية ومن قرأ الطنطورية وبعدها الثلاثية يستغرب من قدرتها اللغوية في الانتقال بين البساطة وبين الرصانة لكن انا وصفتها بالتكلف لأنها لم تستمر في ذلك ، ضعفت لغتها في الفصول اللاحقة .

- الملاحظة الثانية وهي استخدامها للأساليب والتقنيات السردية الحديثة قد يفيدها في بعض المواقف ويكون لصالحها لكنها لم تفلح في ذلك ففي الفصل الذي اعلنت في نهايته حرق البطلة "سليمة" وانتقلت نقلة زمنية كبيرة في الفصل الثاني لدرجة التشتيت، أين نحن وماذا حدث وأكرر قد يكون في صالحها في سبيل التشويق لكن كان ضدها لانها لم تستطع بعدها السيطرة على تبعيات هذه النقلة الزمنية ، تشعر انها لا تستطيع اعادة ربط الاحداث ، وعند استعادتها فهي غامضة ومبتورة .

- الشيء الجميل في اسلوب رضوى سواء في الطنطورية او هذه الثلاثية ، أنها تحكي قصة عائلة بسيطة وعادية وتداعيات الحرب وتأثيرها عليها بشخوص يمثلوننا في طموحنا وآمالنا وأفكارنا وهكذا تكون أقرب للنفس.

- فهي لا تكتب كتاب تاريخي ولا تشرح الاحتلال من كافة جوانبه هي تشرحه من خلال تأثير تلك الظروف على العائلة العادية ، هذه نجمة لصالحها .

- كما ألفت كتابات رضوى عاشور.... فيض من الشجن وحزمة وافرة من المشاعر... لا أجد وصفا يعطى الرواية حقها.. ولعل أفضل ما يصفها هو قول الكاتب الكبير د. جابر عصفور: "غرناطة رواية المقموعين، حيث يصبح مجرد البقاء على قيد الحياة بطولة فى عالم عدوانى يقمع تاريخاً كاملاً"

- بكيت كثيراً أمام فصولها المختلفة، مذ بدأت القصة بأبي جعفر الوراق ونعيم وسعد الذين كانوا أطفالاً صغاراً حتى انتهت بحفيدهما علي الذي بقي شاهداً أخيراً على حقبة أخرى من حقبات ذلك الزمن..!!

- بكيت كثيراً وشدّتني تلك الرواية على ما فيها من وجع واقعي وتاريخ عظيم ومؤلم.. كم هي موجعة لحظة سقوط البلاد!!

- بعد أربعة أيام متواصلة من القراءة راودتني أمنية مستحيلة، هل لتلك الأيام أن ترجع لأعيش يوماً واحداً في غرناطة وأتأملها وأتأمل حياة أهلها الزاخرة، وأطوف الأندلس وبلادها الرائعة وأجول البيازين وعين الدمع وقرطبة والجعفرية والصنادقية وقطالونيا وشاطبة وطليطلة واشبيلية والمرية وغيرها وغيرها..

- لقد كانت رضوى أكثر من رائعة في وصفها الدقيق لكل الشوارع والحارات والحمامات والبيوت والأشياء حتى الصناديق الصغيرة!!

- لقد جلت الأندلس وتخيلت غرناطة وعشت في البيازين لأربعة أيام متواصلة دون ملل أو كلل، لكني أيضاً عشت الحرب وذقت ويلات الترحيل وفرض التنصير وموت الأحبة.. وسقوط البلاد وضياع اللغة!!

- كانت رحلتي مؤلمة بقدر ما هي جميلة.. لكنها كانت رحلة رائعة بحق!!

- إن الفرصة التي منحتني إياها رضوى لتخيل كل ما وصفت كانت تفوق كل الأشياء،، لكن الحسرة في قلبي تظل قائمة لأني لم أحظَ بفرصة العيش في ذلك الزمن ورؤية ومعايشة كل ما وصفته..!!

- رواية أكثر من رائعة، ممتعة وجميلة وصادقة وقوية التعابير

قديم 09-07-2014, 08:40 AM
المشاركة 1196
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع .....
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 59- غرناطة رضوي عاشور مصر

- لقد تجاوزت الكاتبة “رضوى عاشور” في ثلاثيتها السرد التاريخي التقليدي للأحداث دون أن تتوقف عن السرد لحظة واحدة.

-ولعل هذا هو سر نجاح هذه الرواية، فهي كما يقول علي الراعي: “تجعل حقائق التاريخ تنتفض أمامنا حارة دافقة”.

- قضت رضوى عاشور جزأً مهماً من حياتها متنقلة مابين أسبانيا وبريطانيا وأمريكا. ولعل هذا ساهم إلى حد كبير في إثراء مخيلتها الخصبة بصور واقعية لشخصيات الرواية، وأوصاف دقيقة للعادات والأحوال السائدة في تلك الفترة، وذلك بجانب ماتتمع به من أسلوب لغوي بالغ الروعة.

- إن الرواية برغم رمزيتها التي لا تخفى عن المتمعن، لتغوص بالقاريء في أدق التفاصيل للحياة اليومية للناس في تلك الفترة، حتى لكأنك تشم رائحة الفطائر المقلية في زيت الزيتون (وهي ما يطلق عليها الآن في شمال أفريقيا “السفنز” أي الأسفنج لشبهها به)، وحتى كأنك تتذوق معهم الكسكسي المزين بلحم الظأن، وحتى لكأنك تجالس أبا جعفر الوراق منذ اللحظة التي رأى فيها في بداية الرواية تلك المرأة الغريبة العارية تنحدر في إتجاهه من أعلى الشارع وهو يغطيها بحرامه الصوفي الأبيض بينما هي ماضية في طريقها دون أن تأبه لأسئلته المتلاحقة لها من هي وما أسمها ومن تكون وأين دارها إلى أن يبتلعها الطريق المنحد.

- ولعل هذا هو البعد الرمزي الأول في هذه الرواية، فماكانت تلك المرأة إلا غرناطة ذاتها أو الأندلس برمتها، وقد تعرت من كل عزها ومجدها وشرفها وإنحدرت بعد علوها إلى أن إختفت من على وجه الأرض تماماً، كما أختفت تلك المرأة العارية، التي رآها أبوجعفر في حلمه الذي أرادت الكاتبة أن تجعله بداية الرواية وتقدمه للقاريء وتبديه له كأنه حقيقة.

- وهي تستمر في إتباع هذا الأسلوب على نحو يبدو منهجياً خلال الراوية كلها.

- فيبدو لك أنه يتناهى إلى مسامعك طقطقة النار المشتعلة في الحطب وفي جسد سليمة الصامدة وهي مرفوعة الرأس، وقد تغلغل في شعاب ذاكرتها المتقدة بالأحداث كما النار المشتعلة في جسدها، فيخيل إليك أنك تراها وهي تلتهم الكتب مند نعومة أظافرها، وتراها وهي تسابق الريح منحدرة من حارة البيازين مع حسن أخيها سعد ونعيم اللذين كانا يعملان عند أبيها ثم صارا كأفراد من العائلة، وتراها تراقب بشغف لاحدود له أولئك القادمين لتوهم من العالم الجديد “أمريكا” وقد صحبوا معهم الفواكه الغريبة والذهب والعبيد الجدد يتقدمهم قائد الرحلة الإستعماري الأهداف “كولومبوس”..

- ثم تتبدى لك سليمة وهي تجري التجارب في طموح لا يندمل فتستخرج الأدوية وتعالج الناس وتصير من طبيبات غرناظة االمعروفات إلى أن يقبض عليها بتهمة الشعوذة وممارسة السحر الأسود والإنتماء سراً إلى الإسلام، حيث أن كل المسلمين الذين بقوا أحياء أجبروا إبان تلك الفترة على إعتناق الكاثوليكية والتسمي بأسماء مسيحية قشتالية، ومن وجد يمارس أية شعيرة من شعائر الإسلام، يقدم للمحاكمة ويقتل حرقاً بالنار، هذا طبعاً بعد أن يتعرض إلى أشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي تحت إشراف الآباء والقسيسين والرهبان، على نحو لم يعرف التاريخ له مثيلاً.

- وقد نقلت الرواية طرفاً صغيراً من محاكمات التفتيش مصورةً ذلك النقاش البائس الذي كان يدرور بين القضاة بخصوص سليمة، كما نقلت ذلك التوجس الرهيب الذي كان يعاني منه المسلمون بعد أن سلموا غرناطة، وتلك الإجراءات المتعسفة التي ظل يتخذها القشتاليون ضد المسلمين برغم أنهم أضطروا لإعتناق المسيحية والتسمي بأسماء قشتالية وممارسة كل الطقوس الدينية المفروضة عليهم فرضاً بقوة القانون وسطوة السيف.

- لقد تسنى لي قراءة هذه الرواية وأنا في رحلة من أثينا إلى أمريكا إستمرت عشر ساعات كاملة. وتابعت من مقعدي في تلك الطائرة اليونانية المنطلقة فوق المحيط الأطلنطي سعداً وقد توغل في لحظة غضب في شعاب الجبال لينضم إلى الثوار المسلمين الذين إعتصموا بالجبال وظلوا يغيرون على المدن القريبة لينالوا من القشتاليين بقدر مايستطيعون، وإذا بسعد يتحول إلى واحد من أبرع المهربين للأسلحة والعتاد إلى الثوار في قمم الجبال، ويغيب تماماً عن غرناطة إلى أن يوقع به، ويعذب عذاباً رهيباً قبل أن يسلم إلى غرناطة ليشهد بأم عينيه زوجته سليمة وهي تلتهما النار. وتابعت نعيماً الغارق في الحب مع كل غادية يراها في أزقة غرناطة أو على حافة نهر أو في وجه إمرأة يافعة مقيدة اليدين والكاحلين مع العبيد الذين جلبهم كولومبوس معه من أمريكا، إلى أن يطوقه الحب فيرتبط بواحدة من نساء تلك البلاد الجديدة بعد أن تبع سيده القس الذي هاجر إلى أمريكا ليكتب بعض الكتب هناك. وتابعت حسناً الذي فقد بناته الخمسة بزواجهن بعيداً عنه إلى إخوة شباب من عائلة مسلمة كانوا من المرضي عنهم، ثم غضب عليهم حكام الأندلس الجدد فشردوا بهم، ومعهم شرد ببنات حسن اللاتي لم يرهن بعد ذلك، وخسر خانه، وصار قعيداً كسيحاً. فينتقل المشهد منه سريعاً إلى زوجته مريمة القوية السريعة البديهة والتي تتماسك إلى النهاية برغم المحن والألم والحزن، حتى تموت وهي على ظهر حفيدها “علي” الذي كان يحملها دون أن يدري أنها فارقت الحياة أثناء الرحيل الجماعي القسري لكل المسلمين القدامى وأبنائهم وأحفادهم، الذي أمر به حكام غرناطة. ماتت “مريمة” والدموع لم تزل رطبة في مآقيها. وتتراءى حياتها لي وأنا أقرأ الرواية فأراها وهي في بيت أبيها المنشد لقصائد المديح، ثم في حضن أم جعفر جدة زوجها حسن الطيبة القلب، ثم تصير صديقة حميمة لسليمة التي صارت تحثها على القراءة والتعلم. ثم أراها في بيتها في حارة البيازين وبيتها في عين الدمع، حتى أكاد أسمع حركة يديها وهي تعجن فطائرها وتحملها كل صباح لتبيعها وتعول حسناً ونعيماً وحفيدها الطفل النامي “علي” إبن إبنها وإبن بنت سليمة وسعد. علي الذي استبدت به الرواية عن قصد لتجعله عقيماً بلانسل، وحيداً بلا أحد، غريباً بلا أنس، مثله مثل غرناطة أو الأندلس ذاتها.

-إذا كانت مريمة هي الرمز لكل أولئك الذين ماتوا في الأندلس المفقودة، فإن علياً هو الرمز لكل أولئك الذين تعذبوا طويلاً ثم ذابوا في الخضم الجديد. عاش بعيداً عن أبيه، الذي انضم إلى الثورة مند مطلع شبابه، وفقد أمه وهو صغير، وفقد الجميع وهو صبي، وأحب حين أحب طفلة يواربها باب بيتها، ليظل طيفها يراوده طوال حياته، لتتراءى له في شخص طفلة أخرى وهو في مكتمل رجولته، فلايمنحها إلا الإهتمام من بعيد والحلم بنهاية هو يعلم أنها لن تحدث. وشرد به وطاف هنا وهناك، وسجن وأخذت منه أملاكه ووقع على بيعها حين لم يبعها، لينتهي به المطاف في الجعفرية، ثم مختاراً أمام البحر ليقرر البقاء في الأندلس مخلفاً البحر وراء ظهره وينسل إلى الداخل بين أفواج البشر الغادين هنا وهناك. ليذوب وحيداً من غير نسل داخل تلك الباسلة التي صارت شيئاً غير الذي كان. لقد كان علي وأحلامه الغير مشبعة هو الرمز لأولئك الرجال والنساء الذين ذابوا في الحياة الجديدة كما يذوب الملح في آخر الأمر في الماء.

- لقد بينت الرواية كيف تشبت المسلمون بكل ما تبقى لهم من دينهم، وكيف وقفوا صادمين برغم الحيف والظلم والقمع الذي أحيق بهم بعد أن تم إبتلاع “غرناظة” من قبل القشتاليين…غرناطة أجمل بلاد الدنيا في ذلك الوقت..وآخر معاقل المسلمين في الأندلس.

- وبرغم بعض الهنات، مثل الشك الذي عصف بإيمان أبي جعفر، ثم بسليمة إبنته، بشكل لايتناسب مع قوتهما وصلابتهما.

- ومثل فقر الرواية من الحوار الآخر، فنحن نرى القشتاليين ونسمعهم من خلال أعين الغرناطيين المسلمين، فبإستثناء ذلك الحوار القصير بين القضاة القساوسة الذين حاكموا سليمة، تكاد تخلو الرواية من تصوير الحياة على الجانب الآخر عند القشتاليين.

- كما أن الرواية تكاد تخلو من الإسقاط المكاني الذي كان من الممكن أن يوظف بشكل جيد، فبإستثناء ذلك السرد الرائع لذلك الحاج الغرناطي الذي وصف لزواره الأماكن المقدسة وصفاً رائعاً دقيقاً أعتقد أن الكاتبة بدلت فيه جهداً خارقاً لتأتي به على هذه الصورة، كما وصف لهم القاهرة في تلك الفترة وصفاً جميلاً أخاذاً لابد أن الكاتبة إستعانت فيه برسومات وكتب ومعلومات لتأتي به على هذه الصورة التي تشعر القاريء وكأنه قد مضى إلى ذلك الزمن الغابر ورأى عياناً كل تلك الأشياء.

- أقول والكمال لله وحده، أن الرواية كان من الممكن أن تستخدم إسلوب الإسقاط المكاني بنقل صور وأحداث متزامنة في المشرق الإسلامي، لتحاول مثلاً أن تفسر لماذا تقاعست الخلافة العثمانية وهي في أوج قوتها في ذلك الوقت عن نصرة المسلمين في الأندلس.

- برغم كل ذلك وغيره، إلا أن رواية ثلاثية غرناطة للكاتبة المصرية رضوى عاشور هي رواية جميلة العبارة، جانحة الخيال، مفعمة بالصور، مزدانة بالألوان، شاذية بالروائح وممتلئة بالحركة والنشاط.

- إنها رواية تأخذ بقارئها وتعبر به حدود الزمان والمكان،

- وهي تعد الأولى من نوعها التي حاولت تجسيد هذه الفترة التاريخية شديدة الأهمية من تاريخ المسلمين في الأندلس على هيئة رواية أدبية متكاملة وليس على نحو سرد تاريخي مطبوع.

- عندما كانت الطائرة تستعد للهبوط في مطار نيويورك، كنت أطوي الصفحة الأخيرة للرواية، وكان يروادني شعور أنني بالفعل كنت هناك أجوب أزقة حي البيازين القديم وأتذوق طعم الملح في رذاذ البحر المتراطم على شفتي، وأنا أرقب علياً وهو يذوب مثل الملح في أفواج البشر الذين كانو ينطلقون في كل إتجاه حتى إختفى تماماً عن ناظري، مع آخر صفحة من صفحات الرواية، وأنا ألملم أوراقي لأستعد لمغادرة الطائرة، أو الرحلة ذات الأبعاد الثلاثة.

- ولقد كانت الرحلة في شوراع غرناطة العتيقة التي أخذتني الرواية إليها خارج حدود الزمان والمكان أمتع بكثير من الرحلة فوق المحيط الأطلنطي، غير أن الأولى إستمرت مئة عام والثانية لم تتجاوز العشر ساعات مند أن إنطلقت الطائرة من مطار أثينا. أي أنني عشت كل ساعة منها بعشر سنوات هناك.

- إن ثلاثية غرناطة هي بلا شك رواية تستحق عناء قراءتها والتأمل فيها.. بل هي رواية لاتكلفك العناء أثناء القراءة، إنما تفرض عليك العناء فقط إذا فكرت أن تتركها قبل أن تنتهي من قراءتها

من مقال : عبدالسلام محمد القطيط
مجلة فيلادلفيا، درنة

قديم 09-07-2014, 08:48 AM
المشاركة 1197
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 59- غرناطة رضوي عاشور مصر


- من أول وهلة وحينا يتنقل المرء منّا بين صفحات هذه الرواية التراجيدية المثيرة تستحضرنا بلا ريب روح شاعر مخضرم من أبناء السودان الأبرار وركيزة من إحدى ركائز تاريخه سواء في نطاق الشعر أو في السياسة: هو الشاعر والسياسي المخضرم محمد أحمد المحجوب. كيف؟ لأنه في قصيدته "الفردوس المفقود" رثى، كما رثت رواية ثلاثية غرناطة، أمجادا لا تزال شاهدة على حقبة ذهبية من أهم حقب التاريخ الانسانيّ على الإطلاق.

- يقولون أن المحجوب حينا كان مارّا بجنوب اسبانيا وهو على متن طائرة وكان في طريقه إلى بريطانيا، أنه بكى وزرف الدمع واستحضر ذاك التاريخ الشامخ الذي دونته رواية رضوى عاشور في ثلاثيتها الغرناطية ببراعة ودقة منقطعة النظير؛

- فالكاتبة كما الشاعر، يلتقيان في نقطة واحدة، هي نقطة الألم وبؤرة الأسى في ما فُقد من إرث لا يعود.

- لقد صورت رضوى عاشور مألات هذا الانهزام ومآسي أهل الأندلس من العرب في جلّ مدنها، في غرناطة، أشبيليه، سرقسطة، مرسيا وبلانسيا، بيد أن قصيدة المحجوب عددت المآثر الأندلسية الضائعة وبكت عليها وأبكت الآخرين. انطلق الشاعر هاهنا ليشحن النفوس ويرفع الهمم ويحث على التأهب لاسترداد ما راح هباءا منثورا، وكم نحن في أشد الحاجة لهذه القوافي في زمن وصلت بلداننا فيه لأسفل سافلين.

- وثقت رضوى عاشور لقضايا عديدة ومتباينة من أهمها شغف أهل الأندلس بالعلم والبحث والدراسة، فالكتاب كان سفرا مقدسا في كل أسرة، كما أبدع المحجوب في استحضار بطون القوافي الأندلسية ومَن ألهما هذا الصيت الذائع كولادة بنت المستكفي و الشاعر ابن زيدون وكأنني أرى هذا الأخير ينادي ولادة والأندلس في آن واحد، قائلا:

من قراءة لمحمد بدوي - (صحيفة الخرطوم)

قديم 09-07-2014, 08:51 AM
المشاركة 1198
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية رقم 59- غرناطة رضوي عاشور مصر

-تنقسم الرواية إلى ثلاثة أجزاء*: "غرناطة"، "مريمة" و "الرحيل" و هي تحكي قصة عائلة غرناطية ابتداء من الجد أبو جعفر إلى الحفيد الأصغر علي مرورا بمريمة.
- تتناول الرواية التفاصيل اليومية و الحياتية لهذه العائلة والأشخاص المحيطين بها و الأحداث المتوالية التي تمر بها، من وفاة، زواج، ولادة، سجن، اغتراب.. دون أن تغفل الكاتبة عن وصف أحاسيس الشخصيات و نفسيتها و إكراهاتها و ربطها بالظروف الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية للأندلس إبان سقوطه.

- استعملت الكاتبة هذه العائلة كرمز للأندلس بأسرها، و لذلك نوعت في أنماط الشخصيات التي تنتمي إليها. و ربما كانت حالات الوفاة المتتالية في الأسرة محاولة لتشبيهها بسقوط المدن الأندلسية واحدة تلو الأخرى.
- في نهاية القصة لم يبق من هذه العائلة إلا علي الذي كان على وشك الرحيل من الأندلس، و لكنه اختار أن يبقى في النهاية.

- الواية عبارة عن وصف مفصل للظروف الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الدينية لغرناطة قبيل و بعد الاحتلال القشتالي.
- و وصف للظلم الذي كانت تعانيه الأندلس من طرف القشتاليين، الذين استباحوا القتل وهتك الأعراض، و حاولوا مستميتين تنصير المسلمين و طمس هويتهم و تخريب كل ما له علاقة بالحضارة الإسلامية كالكتب و المساجد.*
- الأسباب الرئيسية لسقوط الأندلس لم تكن بالأساس سياسية، و إنما اجتماعية و نفسية أيضا. فبالرغم من أن بعض سكان الأندلس حاولوا الحفاظ على بعض المظاهر الدينية و على اللغة العربية و على الكتب التي كان القشتاليون يصادرونها و يحرقونها، إلا أنه في العمق، كان يوجد خلل في عدة جوانب.

- اختلال العقيدة، و هذا يظهر مع مجموعة من شخصيات الرواية (أبو جعفر الذي أنكر وجود الله قبيل موته، سليمة التي ما زالت تبحث عن الحكمة من الموت و من كل المصائب التي تمر على غرناطة، علي الذي ما فتئ يتساءل عن رحمة الله و قدرته).
- هناك جانب آخر ركزت عليه الكاتبة كثيرا ألا و هو الجانب الأخلاقي، فمعظم الشخصيات ارتكبت أخطاء دون أن تحس بفداحة الأمر، مثل الزنى، تضييع الأمانة، شرب الخمر، السباب، الكذب و الاحتيال..
- يظهر من الرواية أيضا أن الطقوس و الشعائر الدينية أصبحت مجرد تقاليد، فمعظم الشخصيات لم تتردد في قبول التنصير الشكلي و لم تحزن إلا على مظاهر الاحتفال في العيد و رمضان و طقوس دفن الموتى، و لكنها لم تهتم كثيرا لعمق الدين.
- الاهتمام بالأمور المادية و المظاهر العمرانية أكثر من الجانب الروحي أو الإنساني )اهتمام أبي منصور بعمارة حمامه بينما هو يشرب الخمر، تزويج حسن لبناته من أسرة غنية معتمدا في اختياره على أساس مادي).
انتشار الخوف و ضعف الهمة و الاستسلام و الخنوع للمحتل و محاولة التعايش معه، اللهم إلا بعض المحاولات للثورة و التي غالبا ما كان ينقصها الإيمان و الخبرة.[/right]


- أسلوب القصة أسلوب أدبي راقي يتميز بمعجم لغوي غني و يجتمع فيه الوصف و الحوار بشكل متناغم و متقن، مما يجعل الرواية كقصيدة شعرية مكتوبة على شكل نثر أو سمفونية مؤلفة من كلمات ذات إيقاع موسيقي، إنها بحق رواية تطرب لها الأذن وينشرح القلب عند قراءتها.


- يلاحظ قدرة الكاتبة على وصف* الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينية للأندلس إبان سقوطها من خلال عائلة غرناطية واحدة ينم عن ذكاء و تمكن و احترافية كبيرة.

- بالرغم من الكم الهائل من الشخصيات في الرواية، إلا أن الكاتبة أعطت لكل شخصية حقها حتى يخيل للقارئ أن الشخصية تجسدت أمامه بكل تفاصيلها الجسمية و النفسية.*
- تطرق الكاتبة لسقوط الأندلس بشكل غير تقليدي، فهي لم تتحدث عن الأمراء و الملوك و الخلافات بينهم و عن الأسباب السياسية، بقدر ما تطرقت إلى عامة الشعب، همومهم و أحلامهم و اهتماماتهم و علاقتهم مع بعضهم البعض و مع الله.*
- المقارنة بين غرناطة و القدس كانت ناجحة، و خاصة تساؤل علي (الشخصية الرئيسية للجزء الثالث) عن الأسباب التي جعلت الأولى تسقط دون رجعة، والثانية ترجع لأيدي المسلمين بعد الحروب الصليبية.


- الجرأة الزائدة في بعض المشاهد بين الجنسين، والتي أعتقد أنه لم يكن لها دور في إغناء الرواية و كان من الممكن تفاديها دون الإضرار بالسياق العام.*

- الرواية رائعة و ناجحة بجميع المقاييس، أدبيا و لغويا و تاريخيا و اجتماعيا، وتدل على تمكن الكاتبة و خبرتها، و هي تستحق بجدارة كل الجوائز التي حصدتها.

قديم 09-25-2014, 03:45 PM
المشاركة 1199
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان العناصر التي صنعت الروعة في رواية 60- دعاء الكروان طه حسين مصر


- تحكى الروايه عن "آمنة" الفتاة الريفية التي تتمرد على العادات والتقاليد في صعيد مصر ، حيث تقع أختها "هنادي" في حب ذلك المهندس العازب الذي تعمل عنده خادمة ، ولكنه يعتدي عليها ويحطم حياتها ، وبالتالي تُقتل أمام أختها "آمنة" على يد خالها .. فتقرر "آمنة" ، بعد أن عاهدت نفسها مع دعاء الكروان في القرية ، الإنتقام لأختها من ذلك المهندس .. وهناك ، في منزل المهندس ، تحاول أن تنفذ العهد بالإنتقام ولكنها لا تقوى ، فقد تحرك قلبها وبدأ يميل نحو هذا المهندس ، إلا أنها تدوس على مشاعرها وترفض البقاء معه وتقرر الرحيل عنه ، حيث أنها تعرف بأن طيف أختها "هنادي" سيبقى حاجزاً بينها وبينه.

-الروايه توضح لنا العادات و التقالديه المصريه القديه و كيف كانت الحياه آن ذاك .

- ما زالت أصداء صوت الكروان تتردد على صفحات طه حسين رغم بعد الزمن، فكروانه الذي سطر من خلاله هذه القصة الإنسانية المعبرة عن حال المجتمع المصري في تلك الآونة، كروانه ذاك، كان رمزاً لأنثى تصدح بأحزانها عبر المدى، لا من مجيب سوى الصمت وترجيع الصدى والصمت.

قديم 09-25-2014, 06:26 PM
المشاركة 1200
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....والان العناصر التي صنعت الروعة في رواية 60- دعاء الكروان طه حسين مصر[/SIZE]

- حين تكون خادمة ريفية بطلة لرواية أدبية عربية ذيلت نهايتها بسبتمبر من عام 1934 ،عندها لن يتكلف المتلقي جهداً في استشفاف ماهية هذه الرواية أو نهج سيرها الدرامي ، خاصة في ظل تلك السنوات البدائية من زمن التشكيل الأدبي الروائي العربي.

- فمتلقي تلك الفترة ومهما تميز بالثقافة والاطلاع لن يذهب في تصوره لطبيعة الرواية أبعد من كونها تسجيل لكفاح شابة ريفية عانت من أجل الوصول إلى مستوى اقتصادي واجتماعي ما ..

- أو كونها من تلك الروايات التي تحاكي مأساة الخادمات الريفيات تحديدا في التعامل مع واقعهن المر ...
- ورغم أن روايتنا هذه حاكت بشكل أو بآخر أسلوب السيرة الذاتية إلا أنها لم تسجل تلك التطلعات البدائية في التعاطي مع شخصية نسائية عاملة ،
- بل تعاطت الرواية مع سيرة مجتمع كامل بشخوصه المقموعة والقامعة ...كل يغزل الآخر بطابع واقعي تخللت الرومانسية كثير من مساماته .
- من خلال تلك التشكيلة الزمنية - البعيدة بعض الشيء- جاءت رواية (دعاء الكروان ) للأديب (طه حسين) كإحدى إفرازات ذلك الزمن الخاص جدا والذي تمثلت خصوصيته بشخوصه وأمكنته ، فباتت مادة جيدة للتناول السينمائي بعد ذلك على يد المخرج (بركات) والكاتب (يوسف جوهر) حين قدما للسينما عملا يحمل العنوان نفسه.

-تطرح الرواية بجرأة قضية الظلم الواقع على المرأة العربية والريفية خاصة ، في ظل مجتمع جاهل لا يرى في المرأة سوى أنها عورة لا بد من حجبها عن العالم ،
- وقد تفوق الكاتب على ذاته الواعية والمثقفة حين استغنى عن نظرته الراقية للمرأة واستعارعين من ترى المرأة بصورة مخجلة ، ساعده في ذلك أنه عاش في يوم من الأيام ضمن هذه المنظومة الريفية ،

- فتداعت له الصور وهو يكتب عن نسوة ظلمن في زمن الرجل .
- أما الشخصية النسائية الثانية فهي (هنادي) الإبنة البكر لأمينة ، وهي فتاة قتلتها سذاجتها بعد أن غرر بها شاب مدني ومتعلم أوهمها - أو أنها من أوهمت نفسها- بمصداقية مشاعره تجاهها... وقد شكلت شخصيتها وما ارتبط بها من أحداث ، فرعا مهما من فروع الرواية التي تصب جميعها في مجرى المرأة المضطهدة ، التي وإن ساهمت بجهلها في ذلك الاضطهاد شكلياً إلا أنها وقعت في بؤرة القمع منذ ولادتها القسرية ضمن ذلك المجتمع الذي يراها جانياً لا مجني عليه .
-رغم أن حدث قتل هنادي يعد من أهم أحداث الرواية ، خاصة فيما يتعلق بفاعليته وأثره على الشخوص الأخرى والأحداث التي توالت بعد ذلك ، إلا أن (طه حسين) ولمنطقيته في التعامل مع حكاية لم يرد لها الإنتهاء بجريمة قتل فقد اتخذ شخصية أخرى ( آمنة ) لتكون بطلة لروايته ...
- تقود المركب بكيفية واحدة ونسق متجانس منذ بداية الرواية إلى نهايتها مع إعتمادها على تغيير وجهة السير أحيانا متكأة ضمنياً على حدث القتل كمفترق طرق يحدد وجهة سير المركب الروائي قبل وبعد ، باستخدام السرد كحل أدبي لهذا التنقل الذي أثر شكلاً وموضوعاً على طبيعة الشخصيات من جانب وطبيعة المكان – كعنصر مؤثر – من جانب آخر .

- فعلى سبيل المثال بعد أن كانت شخصية (آمنة ) ساكنة أصبحت فاعلة بعد مقتل أختها ، وبعد أن غلفتنا أجواء الصحراء ( قرية بني وركان ) الممزوجة بالانكسار، إنتقلنا إلى أجواء المدينة المشبعة بمشاعر الحب والإنتقام والتي لم يرد اسمها في الرواية ، وبهذا يكون قد قدم لنا الكاتب الشخصية النسائية الثالثة ( آمنة ) والمرتبطة بالشخصيتين السابقتين ارتباطا وثيقا فعهدت مأساة أمها ( زهرة ) وكارثة أختها( هنادى ) لتتعاطف مع الأولى وتحزن على الثانية ، بل وتتجاوز ذلك الحزن فتصر على الإنتقام ممن شوه ملامح تلك الفتاة البريئة وأسقطها في هوة الخطيئة لتترك جثتها وجبة دسمة لحشرات القاع .

- جميع هؤلاء النسوة دفع بهن (طه حسين) في مواجهة مجتمع ذكوري ، فالرجل هو الأب الذي لم يكتف بالتخلى عن مسؤولية عائلته بل أنه ألحق العار بها ، والرجل الأخر هو الخال الذي أصر على طرد نسوة ضعاف إلى أن ينسى أهل القرية مأساة زوج أخته الزاني - وإن كنا هنا نلاحظ لا منطقية هذا التصرف الذي لا يقوم به البدو أو أهل الريف ، خاصة مع نساء لا رجل معهن- ، أما الشخصية الرجالية الفعالة الثالثة فتتمثل في ذلك الوحش الوسيم الذي تسبب في ضياع شرف (هنادي) ، وقتلها من قبل خالها الذي عاقبها على ذنب هو مشارك فيه .

- في ظل هذه المواجهة الطاحنة بين جنسين آدميين لا ثالث لهما (المرأة / الرجل ) ، نلاحظ أن الروائي لم يغفل أركان المعادلة الأخرى حيث عمل على موازنة الطرفين بالعديد من الشخصيات النسائية والرجالية كشخصيات مساعدة في سير الأحداث من جانب كما هو الحال بالنسبة لكل من :- 1- شخصية شيخ العزبة الذي وفر العمل بالنسبة لزهرة وبناتها ، الأمر الذي تسبب بعد ذلك في تطور أحداث الرواية . 2-شخصية (زنوبة) التي ألحقت آمنه للعمل لدى المهندس بناء على طلبها.

- بالإضافة إلى دور بعض الشخصيات في التأثير على ملامح الشخصيات الرئيسية ( كما أثرت شخصية خديجة في تغييرالصفات العامة لآمنه التي تحولت من فتاة ريفية جاهلة إلى فتاة واعية ومطلعة ) ، مع الأخذ بعين الإعتبار أن وجود الشخصيات المساعدة عمل على بيان طبيعة الشخصيات الرئيسية من خلال الإفصاح عن مكنونها من منطلق الصداقة ، (ونجد ذلك واضحا في شخصية زنوبة التي ارتبطت بها آمنه لفترة معينة ) .

- كما أن تنوع الشخصيات أمر مهم جدا بالنسبة للقارئ الذي يجد متعة في تعاطيه مع مجتمع كامل بكل معطياته ،

- ورغم أن هذا التنوع لم يتحقق بشكل ثري في هذه الرواية إلا أنه ترك لمسة غنية خاصة حين نتنقل من منزل المأمور بطبيعته الراقية للبيت الذي اتخذته آمنه بديلا ً عن منزل المأمور، حيث نجد التباين في المستويين الاجتماعي والاقتصادي وبذلك تكون الحياة الواقعية – حينها – قد تحققت بجوانبها السيئة والجيدة .
الوعي السردي بلسان فتاة ريفية

- اتخذ (طه حسين) من اسلوب الاسترجاع السردي وسيلة تعارف بين المتلقي وأبطال الرواية ، حيث بدأت الشخصية الرئيسية ( آمنه ) بالحديث عن ماضيها الذي أدى بها لهذا الحاضر المحير الواقع بين كفتي رحى رغبة الحب والإنتقام .
- نبدأ في التعرف على بطلة روايتنا (آمنه) كفتاة ريفية تنتمي لاحدى القبائل البدوية ، تعمل في خدمة مهندس الري في إحدى مدن الأقاليم الصغيرة الواقعة على أطراف مدينة القاهرة ، لكنها وإن كانت ظاهرياً تنتمي لتلك الفئة العاملة البسيطة إلا أنها - وكما أراد طه حسين - تمتلك شخصية مختلفة أهلتها للتكفل بمهمة الراوي الواعي الذي صاحبنا طوال صفحات الرواية بالسرد المحايد أحياناً ...والمبرر أحيانا كثيرة.

- ورغم أن الكاتب لم يستغن ِ عن لغته الغنية المنمقة ، إلا أنه استطاع بشكل أو بآخر التغلب على صوته الذي تلاشى بين كلمات بدت كأنها نتاج مأساة حقيقة كتبتها (آمنه) لا غيرها ..

- عزز من ذلك الملامح التي أسبغها( طه حسين ) على الشخصية مما ساهم في اضفاء هذا الإحساس على المتلقي في معظم صفحات الرواية ، فآمنة قارئة مثقفة تلقت كم من المعارف والخبرات نتيجة عملها في منزل المأمور لصيقة لابنته المتعلمة والتي كانت تلح في اشراكها في تلك الدائرة التى سرعان ما استهوتها ، فأصبحت (آمنه) تبحث عن الكتاب بل تتشمم رائحته التي قد تقودها إليه بكل سهولة رغبتها الملحة في الاطلاع ، فتستمتع بتصفح أوراقة بسرية تامة ( خاصة في فترة عملها لدى عائلة أخرى لها من الأبناء الدارسين في القاهرة ، الذين لا يستغنون عن كتبهم حين يقضون إجازتهم الدراسية ، وبفضلهم قد اطلعت آمنه لأول مرة على كتاب ألف ليلة وليلة ) .

- هذا الملمح الذي جعلنا نقتنع باسلوبها وهي تروي مأساتها أو سيرة حياتها بلغة راقية ، وإن توقفنا لحظات أمام بعض الجمل البليغة جداً " أي حياة يموت فيها العقل أو يأخذه شيء كالموت "ص121 ، وفي وصفها لزواج المهندس بأنه خيانة منظمة " هو الآن ينظم الخيانة تنظيمًا " ص104 ، وفي موقع آخر وهي تصف تعامله معها " هذا الفتى يعرف حقاً كيف يكون شراء الرقيق "ص139 ، تلك الجمل وغيرها تحمل بين طياتها معان لا تصدر إلا عن وعي لا تمتلكه بالتأكيد فتاة بسيطة كآمنة ، وإن عانت في حياتها الكثير ، أو اطلعت وقرأت العديد من الروايات والكتب ، أو كما يحلو للبعض أن يحاجج في امكانية صدور مثل هذه الجمل عن آمنة ، كنتيجة طبيعية للغة المستخدمة آنذاك والتي تتميز بالبلاغة الشديدة ، إلا أن ذلك لا ينفي بشكل أو بآخر منطقية بقاء آمنه أسيرة ثقافة محدودة لا تقوى على الخوض في غمار الخبرة والفلسفة الحياتية بلغة لم يستطع طه حسين اخفاء صوته الجلي فيها ، والذي اخترق كل حرف من حروف تلك الجمل العميقة ، وقد تكون إحدى مآخذ الرواية وإن كانت لا تشكل خللا واضحاً فيها .


- عمل الكاتب على تهميش بعض الأشياء من خلال التعميم في التعامل معها ، فمثلا بالنسبة للمدينة التي تجري فيها الأحداث ، مدينة مجهولة لا نملك عنها سوى معلومة بسيطة مفادها أنها احدى مدن الأقاليم ، وهكذا هو الحال بالنسبة للمدن أو القرى التي يأتي ذكرها على سبيل المرور بها أو الإقامة المؤقته خاصة في رحلة الأم وبناتها من قريتهن منبوذات أو العكس في عودتهن إلى المدينة بصحبة الخال .

- أما بالنسبة لأسماء الشخصيات فعملية التعميم طالت بعضها ولعل أهمها هي شخصية المهندس الذي يلقب على لسان آمنه ( سيدي ) أو ( الباشمهندس )هذا إضافة لشخصيات أخرى مثل ( البيه المأمور ) ، ( شيخ البلد ) وصاحب المنزل الذي عملت فيه آمنه بعد هجرها لمنزل المأمور ، حيث أن الرواية ركزت في الملامح العامة للشخصية فقط على لسان ( زنوبه ) : " من أصحاب الثراء واليسر (....) وستجدين عنده سعة ويسراً ، ودماثة في الخلق ، وتبسطا في المعاملة "ص118 .

- ولم يكتف الكاتب بذلك بل أنه عمد إلى تمييزه بأعم الألقاب ( فلان ) ، ولم يكن حال أولاده المتعلمين أوالجهلة أوفر حظـًا من والدهم ، فلم نتعرف على إسما واحداً لأي منهم .

- ندرك بالتأكيد أن كاتبـًا عريقـًا كعميد الأدب العربي ( د.طه حسين ) على وعي تام بهذه الملاحظات خاصة فيما يتعلق بشق التعميم ،لكنه- وكما أرجح - قد اتخذ بعض المحظورات الذاتية التي فرضها على قلمه للوصول إلى صيغة روائية لا مجال لإحالتها على أمكنة بعينها لتصل بعد ذلك لأشخاص بعينهم ... فقد يكون لهذه الرواية أصل حقيقي لا يرغب من خلاله الكاتب التعرض ولو بالتلميح لمشاعر الناس وأحاسيسهم ، خاصة وأن الموضوع يتعلق بقضية الشرف والكرامة !

[/right][/right][/RIGHT]


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 03:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.