احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2846
 
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أنين أحمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
302

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Feb 2012

الاقامة
السعودية

رقم العضوية
10907
02-25-2012, 05:47 PM
المشاركة 1
02-25-2012, 05:47 PM
المشاركة 1
افتراضي للحيآة طعم آخر .. مع كل نظرة حب
للحياةِ طعمٌ آخر .. مع كل نظرة حب ..

هناكَ كان في الصباح .. يقفُ في الزقاقِ تحت شُرفتِها.. يلقي بظهرهِ على حائطِ البيت المجاور .. ويرفَعُ راسهُ الى الشرفةِ ينتظرها .. يترقبُ ان تطلَّ عليه حسناؤهُ برأسِها ..
ككل صباح .. ظهرتْ اليهِ بشعرها الذي تتلاعبُ به هباتِ النسيم
لتأسرهُ كما تأسره في كلِّ صبحٍ جميل ..
كانتْ لحظاتُ اولِ طلوعِ الشمس بالنسبة اليهِ اجملَ اللحظاتِ واروع الاوقات ..
ففيها يخفقُ قلبه ويضربُ بقوة .. و فيها ينظرُ الى جمالِ فاتنتِهِ .. وتنظرُ اليه .
كالعادة .. رمتْ لهُ ورقةً صغيرة .. لتسقطَ بهدوء .. ويلتقطها هو بعجلٍ تسابقهُ اليها دقاتُ قلبه ..
تلقَّفتْهَا يداهُ المرتعشتين .. وسارعَ في فتحها ليقراَ ما كُتِبَ فيها
تلهفتْ عيناهُ لتعانق حروفها الناعمة .. ليقرا بصمتٍ في اعماقه
:: صباح الخير ::
هذه هي العبارة الوحيدة التي تُكتَبُ له في ورقةٍ صغيرة في صباحِ كل يومٍ وتُرسَلُ اليه منذ لقائهما الأول .. وبالرغمِ من انها عبارةٌ رددتها لهُ في كل يومٍ مضى .. إلا انهُ يتوقُ للحصولِ على ورقةٍ مماثلة من حبيبتهِ في صباح ِكل يوم .
ابتسم بعد قراتها .. ورفعَ بصرهُ اليها والبسمة ما برِحَتْ محيَّاه ..
وهي
تبتسمُ له بخجلٍ يداعبُ عينيها .. وسرعانَ ما تختبئُ عنه لتغيبَ عن ناظريه ..
وهكذا في كل يوم ..
لحظاتُ صمتٍ بينهما تتكرر .. ونظرات حبٍ متبادلة .. ولقاء يسوده الهدوء وضرباتُ قلب خافقه .. وورقةٍ صغيرة ..
في يوم من الأيام وبعد الشروق.. عاود الوقوف عند تلك الشرفة..
وكالمعتاد .. ينتظر ان تطلَّ عليه ملاكه الجميل .. ليلتَقِفَ منها ورقة .. ويبادلها نظرة ..
الا انَّ الدقائق مرت ومضت .. ولم يظهر لتلك الفتاة أي اثر !!..
سَئِم َالانتظار .. وراودهُ شعوراً بالضيقِ حين تأخرتْ .. وشعوراً آخرَ بالقلق .. فملذي جعل فتاتهُ تتأخر عنه اليوم ؟!..
انتظر وانتظر .. ولكنها لم تأتي .. علاهُ الضجر .. وتمكن منه القلق ..
:: اين هي حسنائي؟.. لما لم تظهر اليوم في صباحي؟.. أ تراها بخير؟!..::
مضى من الوقتِ ما مضى .. واستسلمَ حينها .. وعاد ادراجهُ حاملاً معه خيبةَ املٍ كبيرة ..
القى براسهِ ليلاً على وسادتهِ مفكراً بمن غابتْ عن صبحهِ هذا ..
::كيف لها ان تغيبَ فجأةً هكذا ؟.. كم ارَّقتْ نومي و اوقَدَتْ فكري ::
اسرعَ اليها باكراً ..لكنها حتى وفي يومهِ التالي .. لم تظهر .. وكذلكَ اليومُ الثالث .. والرابع والخامس .. وتلاه السادس والسابع .. فما عاد يطيقُ لوعةَ الشوقِ والغياب .. ::اين هي؟!!..لماذا تغيب؟.. هل اسَأتُ اليها ؟!!.. ام سَئِمتْ نظراتي ؟.. ام لعلها سقيمةٌ تتلوى في فراشها؟؟!.. لا لا .. أرجوا ان تكونَ بخير ::
استولى عليهِ القلقُ والخوف .. وصارت الأفكارُ المتشائمة تغزوا فِكرَهُ اخرةً بعد الأخرى .
في هذه اللحظات .. وجدَ جاراً يسكنُ بالجوار يمشي بالقربِ من منزلها .. أسرع راكضاً وقلبهُ يكاد يقفزُ اليه من شدةِ القلق والخوف
امسكَ بذراعهِ بقوةٍ واستوقفه سائلاً :
:: أين هي؟.. أعني .. هل تعرف شيئاً عن الفتاة التي تسكنُ هذا المنزل ؟.. هي وحيدةُ والديها .. جميلةٌ ومهذبة .. فَقَدْتُ خَبَرها منذ عدةِ ايامٍ .. فهلا اجبتني انْ كنتَ تعرفُ عنها شيئاً؟!!. ::
نظرَ الرجلُ الى عينيهِ المترجِّية .. ولقد احسَّ برعشةِ يدهِ التي كانت تقبضُ على ذراعه بقوةٍ من شدة القلق
فأجابهُ بعد برهة
::من يسكنون هذا المنزل .. سافروا منذ اسبوع مضى .. لمكان ليس بالقريب .. الا انهُ ... كان يوماً مشؤماً .. فلقد وقع حادثٌ اودى بحياتهم جميعاً ::
لشد ما صُعِقَ من الخبر!!..فلم يكن يتوقعُ هذا الجوابَ ابداً !!.. شُلَّ من هولِ الصدمةِ لسانه .. وظل يحدقُ في الرجل .. ولكنه في الواقع يحدقُ في الفراغ .. فلقد شرد فجأة بما سمع .. وكأنه يفكر في الامر ملياً .. فلقد صَعُبَ عليه استيعابُ ذلك
تكلم الرجل وهو يبعدهُ عن ذراعهِ قائلاً :: مُتأسِّف::
في هذه اللحظات .. تحطم شيء ما في عُمقِه .. وآلمه قلبه وارتعد كيانه ..
فصار يتمتم في دواخلهِ المحترقة
:: كيف حدثَ ذلك؟.. هل غبتِ عني يا ملاكي ؟.. أ غادرتِ المتيمَ بك يا صباحي ؟.. كيف ابصرُ الشمسَ بعد غيابِك؟.. اي صباحٍ سيكونُ صباحي ؟..دون انْ استقبلَ منكِ نظرة .. وهمسٍ تسطريهِ اليَّ .. على ورقة
كنت احتضنها في كل مساء لتؤنس بي ليلي .. من سيشرق بأيامي ؟..و اسفاه على نظرةٍ منك .. من بعدها ضاعتْ احلامي
::
ومازال هذا الشاب يردد كلام الشجون .. وما زال ينعي نفسه على فقدانه الحسناء الفاتنة .. حتى لحق بها سريعاً .. بعد ان هوى من فقدِها صريعاً .

انتهت ..



بقلم أنين


قديم 02-25-2012, 10:11 PM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
كم هي ممتدة صحراء هذه النفس وكم هي قاحلة ..
كم هي موحشة مساحات هذه الروح التي تحضن الخراب والذكرى ..
بالأمس القريب تفتحت زهرة في ركن قصي من تلك النفس فانتشر الدفء وأفاق الربيع من خلف الأماني ورفرف عصفور يهفو لبناء العش ..
بالأمس القريب كانت تلك الروح نابضة بالحياة ترتفع عرصاتها شامخة على كثبان الأمل والأحلام ..
وشتّان بين الأمس واليوم .. بين الأمل والألم .. بين الصحراء والخضرة .. بين العمران والخراب ..
لك الله يا قلبه ..
بالأمس جرى فيك دم العشق واليوم تنزف ألما ..
بالأمس حاولت جاهدا تحطيم الضلوع لتطير إليها حاملا الفرحة واليوم تحطّمت ضلوعك لتئد قلبك المسكون فزعا ..
لك الله يا قلبه ..
بالأمس كان لصباحك طعم آخر .. لم تكن الشمس لتنثر خصلاتها الذهبية قبل أن تمرّ على نبض القلب تحمل بعضا من لهفته لشرفتها العالية .. لم تكن النسمات لتجرأ على الذهاب بعيدا قبل أن تدقّ على أبواب القلب الذي يهفو لعطرها ..
واليوم غزاك ظلام الوحدة يا قلبه .. سكنك الجمود وتوقّفت فيك الحياة .. هجرك ذاك الطير بعد أن جفت أعواد العش في منقاره .. هجرتك شمس الأماني الدافئة .. هجرك الصباح فلا تنتظر رسالة بعد اليوم ..

بل لك الله يا قلمي ..
لمن تخط هذه السطور الحزينة وهي لن تصله عند الصبح .. لن ينتظرها عند المساء ..
لقد سافرت روحه يا كلماتي ..
ذوت روحه .. لم تطق بعدها فراقا .. ذبلت بتلاتها .. دخلتها صفرة .. سافر عنها الدفء ..
لقد تعذب كثيرا .. عذّبه موتها .. صار يعشق الفناء بعدما كان يتمنى العيش معها طول العمر ..
لقد مات العاشق ..
ذهب يبحث عنها في مكان أرحب وأكثر أمانا وأكثر إشراقا ..
لقد لحقت بها روحه ذات فجر بعد أن تخلصت من الجسد الذي يعيق اللقاء ...

ذهب بعيدا وبقينا نحضن بقية من حزنه والكثير من أمله ..

الكاتبة الرائعة : أنين أحمد

لقد غاص قلمك عميقا في أرض الواقع يستنبط منها حكايا العشاق ومآسيهم ..
وقد أبدع في ذلك .. وإبداعه يكمن في قسوته ..
سعدت جدا أني كنت هنا ..
سلمت وسلم مدادك .

ودمت بود .




قديم 04-26-2012, 03:07 PM
المشاركة 3
أنين أحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي طارق

بارك الله فيك وفي قلمك الذي يكمن فيه معنى الجمال الحقيقي

سلمك الله من كل شر ومكروه

شكرا جزيلا لحضورك الذي يشرفني و يسعدني

دمت بألف خير

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: للحيآة طعم آخر .. مع كل نظرة حب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حب من اول نظرة اعزاز العدناني منبر البوح الهادئ 0 07-03-2022 07:09 PM
نظرة محمد سالم المصري منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 08-27-2012 06:26 PM
نظرة وردية.. نهاد رجوب منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 9 01-19-2011 01:00 PM

الساعة الآن 07:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.