احصائيات

الردود
1

المشاهدات
2905
 
محمد خير عبدالله
من آل منابر ثقافية

محمد خير عبدالله is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2009

الاقامة

رقم العضوية
7277
09-20-2011, 04:58 PM
المشاركة 1
09-20-2011, 04:58 PM
المشاركة 1
افتراضي المجنون
*المجنون*

بمكان فقير وزمان مهمل،التقى تعيس بشقية وانجباه،ضحيا بمد ذرة ليحمل اسم عبدالرحيم،رحمة تمناها طفلاً يمد يده يتسول ، ولاهياً خلف غنم القرية،وفقدهاً كهلاً. نسي الناس اسمه ووسموه بالمجنون،قاده فقره للمدينة، بجوفه بضع سور قصار ثمنها شهر افناه بمسجدها،وبذراعه تميمة تحميه من الشياطين وبخلده تفاف فكي القرية يجنبه النفاثات في العقد وشر حاسد اذا حسد،رضع من ثدي امه -مع اللبن-نصيحتها لاتلعب بالليل حيث تخرج الشياطين ،بالمدينة امتهن غسل السيارات وعيونه تغسل نعومة راكبيها،ثم صبي ميكانيكا وبعده متحصل يستلم بيمينه ليمين اكثر طراوة،اخيراً سائق عربة اجرة يمتلكها شاب اجتهد في ترقيعها،تزوج عبد الرحيم بفاطمة المفطومة من حنان الوالدين،تفاعلت تعاستة المتوارثة مع شقاوتها واثمرت مشلولاً واعمى وبالبطن قادم،يخرج بالسيارة صباحاً ويعود مساءً بتعب وبقع زيت وبقية بياض باهت يدعى جلابية ،تفرغ فاطمة رهقها المسمى غسيلاً فيها،حدث ان ادارعبد الرحيم بعد جهد ماكينة السيارة ، تحسس ذراعه كعادته فلم يجد التميمة،خرجت هواجسه من خدرها متبرجة، هبط راكضاً نحو الغرفة بذاكرة أشرعت عتمتها، بحث تحت السرير وفوقه ، نبش المرتبة وسأل فاطمة، اجابته بذهول ابكم، تطلع نحو السقف وكان الاسف غنيمته،دنا من فاطمة جس ذراعها وعنقها و... ، صدمته هل جننت يارجل؟زفر كبقرة ذبح وليدها أمامها، وعاد للعربة ادار المذياع ، التقطت اذنه صوتاً فخيماً تحاوره فتاة هيفاء ، هكذا يقول صوتها،الشياطين يعيشون بيننا نراهم لو دققنا النظر ونعرفهم اذا اجدنا التمعن ،وزاد الصوت الفخيم سيدتي ان أكثر من نراهم في زحام المواصلات شياطين وليسو بشراً،وانحشر في ضحكة مجنونة مواصلاً اقسم لك سيدتي لاتخلو عربة اجرة منهم، توجس عبدالرحيم واغلق المذياع قبل اذنيه،والخوف بداخله تعملق، بطمأنينة قزمة رمى المذياع خارج العربة،ذهل المتحصل وهم باعادته، دعه بمكانه .زجره عبدالرحيم، والصوت مازال يطن باذنه . ان الشيطان يتشكل كما يريد ، رجل أمرأة طفل حمار طائر،وفتيات جميلات مثلك انت سيدتي، انسابت ضحكة المذيعة مجلوة كأنما غسلت للتو ، ضحكة تعتقل سامعها وتغسل قلبه وتصوص بين أضلعه،لكن عقل عبدالرحيم ساعتئذ صم بكم قفل، تحرك بالعربة قليلاً ، تركض الناس نحوها ،قال في سره هؤلاء ليسو بشراً ، العربة معطلة ، قال المتحصل كما امره عبدالرحيم،الذي رفع رجله عن دواسة الوقود،دنا رجل كهل منه أوجس خيفة وتهيا لما يحدث،قلنا العربة معطلة ،قذفها على وجه الكهل،وهمهم انه منهم لابد.اقتربت فتاة وجهها ملطخ بألوان متنافرة يا ابن العم ...قبل إكمال جملتها أغلق نافذة العربة الزجاجية ووثب كأرنب مرتاع لوسط العربة ،بعينين تشعان ببريق كلب عقور،مسحت الفتاة اضطرابها بمنديل هواجسها، تبندلت عينا عبدالرحيم فيهم تسمرتا عند فتاة ببشرة بيضاء وقوام كقبلة مراهق وحواجب مثل بسمة تاجر جشع،وأرداف ينشدها صغار الشعراء،همهم عبدالرحيم برعب، أنها من الشياطين ، انها ابنة كبيرهم. هبط من العربة بخدر وشجاعة بمرحلة اليرقة ، ضاقت عيون المتحصل وهو يشاهده، تقدم عبدالرحيم نحو الفتاة وخزت انفاسه خدها،بادلته النظرات باشمئزاز متشرنق . سألها هل أنت منهم؟ جفلت الفتاة صارخة المجنون. تدخل شخص متهندم يفصل بينها وعبد الرحيم، نقل عبدالرحيم اهتمامه له،في هذه الحر ترتدي ربطة عنق وبدلة؟ أنت شيطان، رشح فم عبدالرحيم رذاذاً، توشحت يده بغضبه وانقض على عنق الرجل، وعرت سهلها وسهلت هضابها،تدخل البعض ورمم فوضاها وانسحبوا وبأفواههم قصة طارزجة لمجنون جديد بالمدينة ، عاد عبدالرحيم للعربة تفحص المتحصل وهمهم لايكل ولا يمل يعمل صباح مساء أنس ام جن؟ اجاب بيقين علي سؤاله ، ياغفلتي شيطان يعمل معي؟ خرج المتحصل مطروداً وملعوناً ولاعناً. ادار عبدالرحيم العربة عائداً للبيت هبط منها وماكينتها في الرمق الأخير . شاهدته فاطمة فتبسمت وبجفنيها بحيرة دموع ، أخترقها بشرر عينيه ـ أوقفها عند رجليها .نحاف كيف تحملتاها؟ تساءل. امتد لهيب عينيه للطفلين يمرحان بحبور ، الثلاثة شياطين، هذا بيت مسكون.عاد كطلقة طائشة للعربة مسحها نظراً في الخلف رقعة من الصين وبالجانبين لمبات من تايوان والفلبين ، ومن الأمام لمسات ألمان والبابان من اليابان ، كل هذا يسير بدواليب سودانية وكراسي مغطاة بجوالات مهترأة،ها ها ،الشيطان يسكن هنا. تناول عصاة سهي عنها المتحصل وأنهال يضرب فيها، هشم الزجاج والابواب ، أتي مالكها والمتحصل دليله ، رآهما عبدالرحيم رفع العصاة عالية وهوى بها علي رأٍس مالك العربة، وهتف بيقين كيف لشاب لم يبلغ العشرين أن يمتلك عربة؟


قديم 09-24-2011, 06:02 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم محمد خير عبد الله المحترم

بوادر القص الجيد واستحداث الفكر القصصي الواقعي وغير الواقعي . .
كل ذلك واضح أمامي في كتاباتك . .
وهذا شيء يحسب لك بالطبع . .

القصة هنا تميزت بفكرتها الجديدة . .
وبأسلوبها الجديد الذي وجدته منفرداً ولا يشابه قصصك الأخرى . .
والقصة قد أعجبتني وتحتاج نهايتها فقط إلى فجاءة أكثر لتتناسب مع السرد المشوق

تقبل تحيتي واحترامي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المجنون
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المجنون وقسمته للتمر أمام إمام المسجد ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 3 04-27-2020 02:23 AM
عودة المجنون مؤيد عبد الله منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 12 04-26-2020 02:02 AM
المجنون والسحاب سمير الاسعد منبر القصص والروايات والمسرح . 3 01-16-2018 09:21 PM
عشقي المجنون همس خالد منبر البوح الهادئ 16 12-30-2013 08:39 PM

الساعة الآن 01:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.