احصائيات

الردود
2

المشاهدات
867
 
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبدالعزيز صلاح الظاهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
378

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Jun 2015

الاقامة

رقم العضوية
13953
09-15-2021, 10:07 AM
المشاركة 1
09-15-2021, 10:07 AM
المشاركة 1
افتراضي شَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ
شَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ

قاطعني ابن عمي ولم يعد يكلمني او حتى يرد علي السلام لأنني ضحكت عندما ضحك الساخرون
حدث ذلك في أحد الأيام عندما قال أحد أصدقائنا وهو يتصفح هاتفه المحمول سأسمعكم شيء من ابيات نزار قباني عن الحب وقرأُ علينا:

سَأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ
وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة
وكوكباً بعد كوكبْ
وقصيدةً بعد قصيدَة
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري،
ومراكبي الورقيَّهْ..
واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..
حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..
فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..
----
وما ان انتهى صديقنا هذا حتى رفع ابن عمي رأسه وقال: لدي قصيدة عن الحب عنوانها "الحب الصامت"
في لحظتها شعرت بالحرج ورأيت بوادر الكارثة التي ستحل على راسي في عيون من حولي وعلى شفاههم فأنزلت رأسي للأسفل واخذت اتحسس البساط وكأنني ابحث عن شيء، كم تمنيت ان اصرخ في وجهه قائلاً بالله عليك اصمت
تنحنح ابن عمي وقال بصوت الواثق من نفسه:

الحب الصامت الذي يصوم عن نطقه اللسان ولا تراه في العيون
صاحبه حبيس للظنون
يسأل هل؟!عن الماضي والحاضر وبماذا ؟! وكيف؟! عن مستقبل مجهول
يا صاحبي افرد جناحك وابحث عن روح تجيد كل الفنون
عن كلمة حلوه في الجمع والخلوة
عن نظرة رضى تراها في اليَسَر والعُسْرة
عن آذان تصغي تشاركها بسمة صرخة ضحكة مجلجلة تحطم السكون
هذا هو يا صاحبي الحب المجنون كله حركه ينسيك الأسئلة ويبعد عنك الظنون
فكم من عاشق محب مات سعيدا
وكم من عاشق محب مات محروم

وبمجرد انتهائه قال ها ما رأيكم؟!
فضج المجلس بالضحك وضحكت مع من ضحكوا وكأنني اريد ان انتقم منه بسبب الموقف المحرج الذي وضعني فيه
فقام ابن عمي ثائراً وقال موجهاً كلامه لي: أصبحت واحد من القطيع! ثم التفت الى الجالسين وقال
اشرحو لي ماذا قصد نزار قباني بهذا البيت ؟!
"فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ.. "
لو أجبتموني، وهذا من سابع المستحيلات، لن اعاتب أحد على سخريته مني
أسقط في أيدينا، ويئسنا من إيجاد ولو كلمة واحدة تلجمه، فنحن لم نبحث في يوم من الأيام عن المعنى لشعر نزار قباني معشوق الملايين، فيكفي انه يطرب آذاننا بكلماته العذبة الجميلة والجديدة

عندها نظر إلينا نظرة طويلة ثم قال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُون)

فقال أحد الجالسين في محاولة يائسة لقلب الطاولة في وجهه: وما مناسبة هذه الآية ؟!
ابتسم ابن عمي ساخراً وقال: الكفار وصفهم الله عز وجل بالبهائم فقط لأن الكبر منعهم من سماع الحق، اما أنتم فلم يمنعكم الكبر بل الجهل والغباء كان هو المانع الوحيد!
وقام من مجلسنا وهو ينشد بأعلى صوته
فَاِنعَق بِضَأنِكَ يا جَريرُ فَإِنَّما
مَنَّتكَ نَفسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا
مَنَّتكَ نَفسُكَ أَن تُسامِيَ دارِماً
أَو أَن تُوازِنَ حاجِباً وَعِقالا


قديم 09-15-2021, 09:02 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: شَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ
شَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ

قاطعني ابن عمي ولم يعد يكلمني او حتى يرد علي السلام لأنني ضحكت عندما ضحك الساخرون
حدث ذلك في أحد الأيام عندما قال أحد أصدقائنا وهو يتصفح هاتفه المحمول سأسمعكم شيء من ابيات نزار قباني عن الحب وقرأُ علينا:

سَأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ
وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة
وكوكباً بعد كوكبْ
وقصيدةً بعد قصيدَة
سأقولُ لكِ "أُحِبُّكِ"..
وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري،
ومراكبي الورقيَّهْ..
واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..
حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..
فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..
----
وما ان انتهى صديقنا هذا حتى رفع ابن عمي رأسه وقال: لدي قصيدة عن الحب عنوانها "الحب الصامت"
في لحظتها شعرت بالحرج ورأيت بوادر الكارثة التي ستحل على راسي في عيون من حولي وعلى شفاههم فأنزلت رأسي للأسفل واخذت اتحسس البساط وكأنني ابحث عن شيء، كم تمنيت ان اصرخ في وجهه قائلاً بالله عليك اصمت
تنحنح ابن عمي وقال بصوت الواثق من نفسه:

الحب الصامت الذي يصوم عن نطقه اللسان ولا تراه في العيون
صاحبه حبيس للظنون
يسأل هل؟!عن الماضي والحاضر وبماذا ؟! وكيف؟! عن مستقبل مجهول
يا صاحبي افرد جناحك وابحث عن روح تجيد كل الفنون
عن كلمة حلوه في الجمع والخلوة
عن نظرة رضى تراها في اليَسَر والعُسْرة
عن آذان تصغي تشاركها بسمة صرخة ضحكة مجلجلة تحطم السكون
هذا هو يا صاحبي الحب المجنون كله حركه ينسيك الأسئلة ويبعد عنك الظنون
فكم من عاشق محب مات سعيدا
وكم من عاشق محب مات محروم

وبمجرد انتهائه قال ها ما رأيكم؟!
فضج المجلس بالضحك وضحكت مع من ضحكوا وكأنني اريد ان انتقم منه بسبب الموقف المحرج الذي وضعني فيه
فقام ابن عمي ثائراً وقال موجهاً كلامه لي: أصبحت واحد من القطيع! ثم التفت الى الجالسين وقال
اشرحو لي ماذا قصد نزار قباني بهذا البيت ؟!
"فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ.. "
لو أجبتموني، وهذا من سابع المستحيلات، لن اعاتب أحد على سخريته مني
أسقط في أيدينا، ويئسنا من إيجاد ولو كلمة واحدة تلجمه، فنحن لم نبحث في يوم من الأيام عن المعنى لشعر نزار قباني معشوق الملايين، فيكفي انه يطرب آذاننا بكلماته العذبة الجميلة والجديدة

عندها نظر إلينا نظرة طويلة ثم قال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُون)

فقال أحد الجالسين في محاولة يائسة لقلب الطاولة في وجهه: وما مناسبة هذه الآية ؟!
ابتسم ابن عمي ساخراً وقال: الكفار وصفهم الله عز وجل بالبهائم فقط لأن الكبر منعهم من سماع الحق، اما أنتم فلم يمنعكم الكبر بل الجهل والغباء كان هو المانع الوحيد!
وقام من مجلسنا وهو ينشد بأعلى صوته
فَاِنعَق بِضَأنِكَ يا جَريرُ فَإِنَّما
مَنَّتكَ نَفسُكَ في الخَلاءِ ضَلالا
مَنَّتكَ نَفسُكَ أَن تُسامِيَ دارِماً
أَو أَن تُوازِنَ حاجِباً وَعِقالا
جِلسة حوار ثقافي مميزة فيها الكثير مما أطربني
ولكن ليس شرشف نزار .. ومع العلم وكما أسلفت أنه معشوق الملايين فهذا لا يعني أنه كان أحياناً يهذي بأي كلمات
رحمة الله عليه
واسمح لي أخي عبد العزيز أن أشير إلى بعض الأخطاء التي وردت في النص
سأسمعكم شيء ( سأسمعكم شيئاً )
ستحل على راسي ( على رأسي )
تراها في اليَسَر ( اليُسر )
أصبحت واحد ( أصبحت واحداً )
اشرحو ( اشرحوا )
لن اعاتب أحد ( لن أعاتب أحداً )

مع الاحترام والتقدير
تحية ... ناريمان

قديم 09-15-2021, 10:48 PM
المشاركة 3
عبدالعزيز صلاح الظاهري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: شَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ
اهلا بالأستاذة ناريمان الشريف
شكرا على مرورك اسعدك الله
وشكرا على تصحيح أخطائي الإملائية وهي واحدة من عيوبي وليست هي الوحيدة
صدقيني فكرت مرة أن أكتب في نهاية كل نص
تجاوز عن أخطائي الإملائية
لا أراك الله في هذه الدنيا بلية
وإن كان لا بد صححها خفية
وابعثها على إيميلي هدية


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.