احصائيات

الردود
2

المشاهدات
7482
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
12-12-2011, 07:36 PM
المشاركة 1
12-12-2011, 07:36 PM
المشاركة 1
افتراضي من أعلام الشعر العربي
من أعلام الشعر العربي
زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، قاضي الشعراء، من قبيلة مزينة إلا أنه نشأ في بني غطفان وكان ذلك سبباً في أن يضطرب الرواة في نسبه، فظن بعضهم أنه غطفاني القبيلة وهو في الحقيقة مزني النسب غطفاني النشأة، وقد صرح ابنه كعب بهذا النسب في بعض شعره:
هم الأصل مني حيث كنت وإنني من المزنيين المصفين بالكرم
نشأ زهير وترعرع في بني غطفان وهو من بيت كلهم شعراء وورث الشعر عن أبيه فقد كان شاعراً كما ورث الشعر عن زوج أمه أوس بن حجر، وكان ابنه كعب وبجيروكذلك أخته الخنساء شعراء.
عاش زهير بن أبي سلمى في كنف خاله بشامة بن الغدير وكان شاعراً مجيداً كما كان سيداً شريفاً ثرياً. يقول محمد بن سلام الجمحي" كان كثير المال وكان ممن فقأ عين بعيره، وكان الرجل إذا ملك ألف بعير فقأ عين فحلها" لم يكن لبشامة ولد، فلما حضرته الوفاة جعل يقسم ماله في أهل بيته وأعطى زهيراً نصيباً منه. ويروى أنه قال له إني أعطيك ما هو أفضل من المال، فقال زهير: ما هو؟ فقال له: شعري.
تزوج زهير مرتين الأولى هي أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته.
أمن أم أوفى دمنة المتكلم فحومانة الدِراج فالمتثلِم
أنجبت له أم أوفى ثلاث من الولد إلا أنهم توفواجميعاً، وبعد طلاقه منها تزوج من كبشة بنت عمَار الغطفانية، وهي أم أولاده: كعب وبجير الشاعريين، وسالم الذي توفي في حياة زهير. قيل أن زهيرا كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمى الحوليات.
هو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء" امرئ القيس والنابغة الذبياني"، وهناك من فضّل زهيرا وإلى مثل هذا الرأى ذهب العباس بن الأحنف عندما سُئل عن أشعر الشعراء. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عباس إذ قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول غزوة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر الشعراء، قلت: ومن هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: ابن أبي سلمى، قلت وبم صار كذلك ؟ قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل بين القول ولا يمدح الرجل إلا بما فيه، فلم يزل ينشدة، وقد أيد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الملك بن مروان واتفقوا على أن زهيرا هو صاحب أمدح بيت وأصدق بيت قالته العرب وهو:
أمدح بيت:
تراه إذا ما جئته مُتهللاً كأنك تُعطية الذي أنت سائله
أصدق بيت:
ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ وإن خالها تخفي في الناس تُعلمِ
إتصل الشعر في بيته إتصالاً لم يعرف لشاعر ممن عاصروه، فقد كان أبوه وخاله كما قدمنا شاعريين، وأختاه سلمى والخنساء أيضاً كانتا شاعرتين، كما ورث عنه الشعر ابناه كعب صاحب " البردة " وبجير.
عاش زهير يعلم الشعر ابنيه كعباً وبوجيراُ وأناساً آخرين أشهرهم الحطيئة، فقد كان يلقنهم شعره ويروونه عنه ولا يزالون يتلقونه حتى تنطبع في أنفسهم طريقة نظم الشعر وصوغه وهو في أثناء ذلك يمتحن قدرتهم بما يلقي عليهم من أبيات يطلب إليهم أن يجيزوها بنظم بيت على غرار البيت الذي ينشده في الوزن والقافية.
وإذا استعرضنا شعر زهير وجدناه ينظم في المديح والغزل ووصف الصيد والهجاء، ويظهر جلياً في شعره الحكمة ووصف مكارم الأخلاق، ففي المديح تظهر معلقته التي نظمها مشيداً بهرم بن سنان والحارث بن عوف حين سعيا بالصلح بين ذبيان وعبس في الحرب المشهورة بينهم داحس والغبراء فقد أعلنا أنهما يتحملان ديات القتلى ويقال أنها كانت ثلاث آلف بعير أدياها على ثلاث سنين، هذا الموقف جعل زهير يشيد بهرم بن سنان والحارث بن عوف في معلقته وظل طول حياته يمدح هرماً ويمجده وهرم يغدق عليه العطايا، ومما يروى أن هرماً حلف أن لا يمدحه زهير إلا أعطاه ولا يسأله إلا أعطاه ولا يسلم عليه إلا أعطاه عبيداً أو وليدة أو فرساً، فاستحيا زهير مما كان يقبل منه فكان إذا رآه في ملأ قال: عموا صباحاً غير هرم وخيركم استثنيت.
ومما يروى أن عمر بن الخطاب قال لولد هرم: أنشدني بعض ما قال فيكم زهير، فأنشده:
قد جعل المبتغون الخير من هرمٍ و السا ئلون إلى أبوابه طرقا

من يلق يوماً على علاته هرماً يلق السما حة منه والندى خلقا

ليثٌ بِعثَّر يصطا دُ الرجا ل إ ذا ما كذ َّب الليثُ عن أقرانه صَدقا

هو الجواد فإن يلحق بشأوهما على تكاليفه فمثله لحقا

أو يسبقا ه على ما كان من مهلٍ فمثل ما قدما من صالح سبقا

فقال له عمر: لقد كان يقول فيكم فيحسن، فقال: يا أمير المؤمنين إنا كنا نعطية فنجزل، فقال عمر: ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم.
وقال أيضاً في مدح هرم:

قف بالديار التي لم يعفها القدم بلى و غيرها الأرواح والدـيمُ

وأن عيني وقد سال السليل بهم وعبرة ما هم لو أنهم أمــم

غربٌ على بكرة أو لؤلؤ ي السلك خان به رباته النضم

عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه أنه أُنشد له الأبيات التاليه لزهير في مدح هرم بن سنان:

دع ذا وعد القول في هرم ٍ خير الكهول وسيد الحضرِ

حَدبٌ على المولى الضريك إذا نا بت عليه نوائب الدّهر
و يقيك ما وقّى الأكامَ من حُوبٍ تُسبُّ به ومن غَدر

لو كنت من شىء سوى بشر كنت المنور ليلة البدر

ولأ نت أوصل منح سمعت به لشوابك الأرحام و الصهر

ولنعم حشو الدرع أنت إذا دعيت نزال ولج في الذعر

وأراك تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري

أثنى عليك بما علمتوما أسلفت في النجدات من ذكر

والستر دون الفاحشات ولا يلقا ك دو ن الخير من ستر
فقال عمر: ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن روائع شعر زهير بن أبي سلمى معلقته المشهورة بمدح هرم بن سنان وبالحكم
و المواعظ حتى أن نقاد الشعر أعتبروه حكيم العرب في ذلك العصر:
معلقة زهير:

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ
فـلأيَاً عَرَفْتُ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّـمِ

أَثَـافِيَ سُفْعاً فِي مُعَرَّسِ مِرْجَـلِ
وَنُـؤْياً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ يَتَثَلَّـمِ

فَلَـمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَـا
َلاَ أَنْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَلِيْلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِـنٍ
َحَمَّلْـنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُـمِ

جَعَلْـنَ القَنَانَ عَنْ يَمِينٍ وَحَزْنَـهُ
وَكَـمْ بِالقَنَانِ مِنْ مُحِلٍّ وَمُحْـرِمِ

عَلَـوْنَ بِأَنْمَـاطٍ عِتَاقٍ وكِلَّـةٍ
وِرَادٍ حَوَاشِيْهَـا مُشَاكِهَةُ الـدَّمِ

وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ
عَلَيْهِـنَّ دَلُّ النَّـاعِمِ المُتَنَعِّــمِ

بَكَرْنَ بُكُورًا وَاسْتَحْرَنَ بِسُحْـرَةٍ
فَهُـنَّ وَوَادِي الرَّسِّ كَالْيَدِ لِلْفـمِ

وَفِيْهـِنَّ مَلْهَـىً لِلَّطِيْفِ وَمَنْظَـرٌ
أَنِيْـقٌ لِعَيْـنِ النَّـاظِرِ المُتَوَسِّـمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ فِي كُلِّ مَنْـزِلٍ
نَـزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّـمِ

فَـلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمَامُـهُ
وَضَعْـنَ عِصِيَّ الحَاضِرِ المُتَخَيِّـمِ
ظَهَرْنَ مِنْ السُّوْبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَـهُ
على كُلِّ قَيْنِـيٍّ قَشِيْبٍ وَمُفْلم

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ
رِجَـالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُـمِ

يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تفانوا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ

عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ

تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ
يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ

يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ

فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ
مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً
وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ

فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ
ِليَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ

يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ
ليـوْمِ حِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ

وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ

مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
َتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ

فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ

فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ

لَعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
مَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ

وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ
فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ

وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي
عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ

فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً
بذي حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ
َلـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ

جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ
سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ

دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ

فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا
إلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ

لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ
دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ

وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ

فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ
صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ

لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ
َاطَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ

كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ
َولا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ

سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ
ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ

وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ

وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ

وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ
إلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ

وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ
وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
َيكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ

وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
ُبطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ

وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ
ُيهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ

وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ

وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ
زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ
وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ

سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ
وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ

قال عمر بن الخطاب لابن زهير: ما فعلت الحلل التي كسا ها هرمٌ أباك ؟
قال: أبلاها الدهر. قال: لكن الحلل الذي كساها أبوك لهرم لم يبلها الدهر.
قالوا عن زهير:
إنه حكيم الشعراء في عصره الكثير من رواة الشعر يفضله على شعراء عصره.
كان له من الشعر مالم يكن لغيره من شعراء زمانه.
كانت معلقته من أروع المعلقات لما فيها من الحكم و العبر. وكثير من أشعاره مليئة بالحكم
والقيم الإنسانية والأخلاق الحميدة التي نادى بها الإسلام، يقول زهير:

فلا تكتمن الله مافي نفوسكم
ليخفى ومهما يُكتم الله يعلمُ

يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر
ليوم حساب أو يعجل فينقم

وما الحرب إلاما علمتم وذقتم
وماهو عليها بالحديث المرجم

متى تيعثوها تبعثوها ذميمة
تضر إذا ضريتموها فتضرم

فتعرككم عرك الرحى بثقالها
وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتنم

فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم
كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم

فتغلل لكم مالا تغل لأ هلها
قرى بالعراق من قفيز و درهم

كان زهير من المعمرين، وتقول الروايات أنه بلغ نحو من مئة عام، فقد استنتج المؤرخون من شعره الذي قاله في حروب داحس والغبراء أنه ولد نحو سنة 530م أي عاصر امرئ القيس وطرفة في مولده إلا أنه قارب ظهور الإسلام فقد كانت وفاته قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بفترة وجيزة ومما يدل على عمره المديد سأمته تكاليف الحياة كما ورد في معلقته حين قال:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمُ
[/size]


قديم 12-13-2011, 04:41 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس "نشأ زهير وترعرع في بني غطفان وهو من بيت كلهم شعراء وورث الشعر عن أبيه فقد كان شاعراً كما ورث الشعر عن زوج أمه أوس بن حجر، وكان ابنه كعب وبجيروكذلك أخته الخنساء شعراء.
عاش زهير بن أبي سلمى في كنف خاله بشامة بن الغدير وكان شاعراً مجيداً كما كان سيداً شريفاً ثرياً. "


- في هذا ما يشير الى ان زهير كان يتيم وهذا ما جعل شعره عظيم.

قديم 12-15-2011, 09:22 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
دائماً تأتي بالجميل و المفيد
فشكرا لك أيها الكريم.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أعلام الشعر العربي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعلام الفكر اللغوي .. التقليد الغربي من سُقراط إلى سُوسير - روي هاريس وتولبت جي تيلر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-20-2014 10:12 PM
من أعلام الشعر العربي " المرقش الأكبر " عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1 05-29-2013 04:33 PM
من أعلام الشعر العربي عبدالله باسودان منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 10-23-2011 12:28 AM
التجديد في الشعر العربي عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 8 07-12-2011 08:31 PM
من أعلام الشعر الأرمني الحديث ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 5 12-23-2010 06:57 PM

الساعة الآن 11:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.