احصائيات

الردود
1

المشاهدات
6802
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,768

+التقييم
2.31

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
02-09-2011, 12:51 PM
المشاركة 1
02-09-2011, 12:51 PM
المشاركة 1
افتراضي الأطفال يطاردون الجراد : ديوان للشاعر عبد اللطيف عقل
الأطفال يطاردون الجراد

ديوان شعر
للشاعر عبد اللطيف عقل


-------

الإهداء إلى الطلبة والشمس في حقائبهم
الشاعر الفذ عبد اللطيف عقل

الطبعة الأولى أب 1976 منشورات صلاح الدين القدس


قديم 02-09-2011, 12:53 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأطفال يطاردون الجراد

التلاميذ
يعرفون الوقت في كل صباح،
لا ينامون على وهم الدفاتر.
كل ما كان جرادا يعرفونه.
غضب الأطفال محمول على الحب
فلا ود يسوع،
عارف بالأمر أو ود المدينة.
وأنا اعرف أسراب التلاميذ
استحالت في تعابيري زهورا
ولذا أصبحت شاعر.

" تجاوزت الخيل أعرافها وألاعنه.
وألقت بأحمالها في غبار البيادر
قبل المواسم، لا يحمل الوقت غير الجراد
المسلح، لا تضع الأرض إلا الصغار
المحبين، أن التخطي هنا ساكن في الأجنة".
هنا شجر اللوز يثمر كل الأماني
هموم الشوارع مسكونة بحضور التلاميذ
هذي البنات الزهور
تقاتل بالأخضر الثر، هذا الجراد المسلح
بالخوذ الواقيات،
وهذي البنادق أعينها تزرع الرفض
هذي الهراوات مسحوبة من
جذوع التراب المصادر
بعد الدموع وقبل الأغاني.

ترى كان "بلفور " يدرك
هم العصافير قبل ولادتها؟
رحمة بالمسيح خذوا فروة الرأس مسلوخة
والجدائل هذي المساطر،
لكن هذي الوجوه المليئات بالشمس،
لا تدعيها البنادق
لا تدعيها الهراوات،
كيف أعلم حب المسيح
وهذا الجراد المسلح مزدحم بالمكان؟

كتبت على اللوح:
هذا الطباشير معجونة بالتوجع-
" كان المسيح" ...
وكان التلاميذ في ساحة المهد
مثل الحمام المعبأ بالرفض والأقحوان.
وجارتنا خارج الصف،
بعد الزجاج
وبعد التوقع،
تنشر بعض الغسيل،
تداوي حنيني إلى ثوبها
بالتوقف لِصقَ الجدار،
وبين ارتعاشتها وانتفاضي
مئات الجراد المسلح،
هذي مصفحة بالجنازير،
تقطع من شبقي،
والمسيح على بيت لحم
وبين احمرار الطباشير واللوح،
يسبح في الوهج الأرجواني.
توقف ! هلامية حفرة القبر،
ساحلها ، بدؤها، منتهاها.
تضم سوانا ولكننا لحمها أو دماها.

مجنزرة تفجأ الباب
كل الجراد المسلح في ساحة المهد،
أين المسيح ، الطباشير واللوح،
في كل شبر مجنزرة،
ناقلات الجراد المسلح في خاطري،
في عيون التلاميذ، تحي وفوقي،
ولكن إذا طرفت عينك الآن سهوا تراني.

غناء الهراوات غطى صراخ الزجاج
وهرب كل المسامير من خشب الباب،
في سطح كل عصا جلدة،
ليس تعرف سر نعومة جدل التلاميذ،
كان اللقاء على قدمين وساق،
تقيس العصي ارتفاع الدفاتر،
بينهما كان وجه المسيح المصحف،
يعرف في فرح اللوح،
يخلع عن وجه " بلفور"،
كل ثيبا الزمان.

ومرت عصور، شهور،ثواني.
وما كنت أعرف كيف تمر الثواني.
غناء الهراوات علمني لغة،
تفهم الحاء خاءا،
وطوحها عالم بالمواضيع،
في سطحها جلدة،
قبل أن سقطت في التراجع،
ناطحها رأس ( هاني ).

وهاني صبي،
كبير الهموم على صغر السن،
في خده شامة وعلى رأسه
شعره الكث كالتاج، يأتي إلى حجرة الدرس
قبل التلاميذ،
يملا حقيبته بالدفاتر أو بالحجارة.

نما في المخيم تحت الصفيح،
وتحت الظلام،
وتحت المطر.
إذا الريح تعوي يموء بعينيه إخوته،
لا ينامون،
في الكوخ أم
وعند حدود التهيؤ للموت والده،
يحفر الصخر بحثا عن النفط والخبز
لكنه الخبز في أرضنا في صدور الخفافيش
أو حلقات السفر.

وكيف إذا الريح هرت من الشرق
أو فوهات البنادق،
لا يصمد السقف إن كان من تنك،
والجدار من اللبن،
أحذية الجند تعرف ضعف الجدار،
وهمهمة الريح تعرف أن السقوف
من التنك الرخو،
هاني يسائل إخوته الواجمين،
إذا كتبوا الواجبات
ويبكي،
اذا الريح في الباب تقتل ود الشجر.

وهاني صبي
إذا علق الرفض معطفه حين يتعب،
يشتط في الود
كل بنات المخيم يعرفن هاني،
إذا كان عرس،
يرتل بعض المواويل
في صوته الحزن والرفض،
مهما يحاول تبقى أغانيه،
مسكونة بالمرارة.

ولادته رغم حرص المجاعة
جاءت مع الفجر،
مشمولة بالمشيئة والعافية.
وشرع ساعتها باب طوباس فكيه،
كان الأثير يزمجر بالغضب الفج،
والأغنيات،
ولم يك هاني قصير الخطى،
أول اليوم جاء ،
وعند الظهيرة رافق والده،
عطش في المخيم،
ملء العيون،
وملء خلايا الصفيح،
هي الشمس ترسل أحبالها الكاوية.

أب ضالع في الوداعة ،
من ربع قرن ترجل قسرا،
وظل الحصان على شاطئ البحر يصهل،
والسرج ما زال،
والموج يغسل أعصاب عكا،
وفي الفم طعم الرحيل.
هنا خيمة ثم تغدو صفيحا
ونجتر أيامنا الباقية.

وأم على عهدها منذ أيام عكا،
تمشط تحت الصفيح جدائلها الغاضبات
وتحلم ، تحلم ، تحلم...
يندفع الجند في الكوخ،
دورية من كلاب،
غريب ذكاء الكلاب الغريبة،
لم يطلع الصبح،
ما تسلقت الشمس زاوية الشرق،
لكن هاني ،
تسلق آخر حد على سلم السنة الثانية.

وهاني صبي
تغذى ثماني سنين عيون الجنود
وألقمه الجوع تحت الصفيح التعرف،
حتى غدا عارفا بالأساليب،
صارت أساريره لا تنام،
وصار المخيم يعلم أن اللآليء
تملا قبل الصفيح وليس ضمير المحارة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الأطفال يطاردون الجراد : ديوان للشاعر عبد اللطيف عقل
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان أساور الغياب للشاعر محمد النعيمي محمد فتحي المقداد منبر رواق الكُتب. 10 10-25-2022 01:22 AM
إضاءات نقدية موجزة على قصيدة (غربة القلب) للشاعر عبد اللطيف غسري عبد اللطيف غسري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 12-16-2020 06:09 PM
تحميل ديوان (قلق أنا) للشاعر عبدالرحيم جداية محمد فتحي المقداد منبر رواق الكُتب. 7 01-16-2020 10:56 PM
قراءة في قصيدة "إلى البحرِ أطوي كُلَّ مَوجٍ..." للشاعر عبد اللطيف غسري عبد اللطيف غسري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 22 05-19-2013 12:32 PM
قصائد عن حب لا يعرف الرحمة : ديوان للشاعر عبد اللطيف عقل ايوب صابر منبر رواق الكُتب. 16 02-22-2011 09:22 PM

الساعة الآن 02:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.