قديم 09-21-2010, 07:16 AM
المشاركة 81
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ التشويش الباطني ]
------------------------------------


إن من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى ، أن يستبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب ..
فإن التشويش الباطني
وإن استبعاد موجبات القلق يكون :
بدفعها وعدم التعرض لها ( كعدم ) الاستدانة مع العجز عن السداد ..
ويكون برفعها وإزالة الموجب لهـا ( كأداء ) الدين مع القدرة على أدائها ..
ويكون بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز التام عن الدفع والرفع ( كالعاجز ) عن السداد بعد الاستدانة ..
وتفويض الأمر في كل المراحل - خصوصا الأخيرة - إلى مسبِّب الأسباب من غير سبب .


21 / 9 / 2010

قديم 09-22-2010, 03:43 AM
المشاركة 82
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ دواعي الهدى والهوى ]
------------------------------------


إن الإخلاد إلى الأرض والركون إلى الشهوات البهيمية مما يوافق دواعي الهوى ..
وبذلك تكون حركة الإنسان نحوها سريعة للغاية لو استرسل في شهواته ولم يغالبها ، وفي هذا السياق يبدي أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) تعجبه بقوله :
{ كيف يستطيع الهدى من يغلبه الهوى ؟ } ..
ولكنه في الوقت نفسه فإن التعالي والسمو إلى درجات القرب من الحق أيضا مما يوافق دواعي الهدى ..
وهي إرادة الحق ورغبته ، بل دعوته الأكيدة للناس إليه بقوله تعالى :
{ ففروا إلى الله } ..
فكما أن الهوى في عالم التكوين سائق لصاحبه إلى الهاوية ..
فإن ( مشيئة ) الحق ، وارداته ( التشريعية ) لطهارة العبيد كذلك ( تيسّر ) سبيل الوصول لمن تعرض لنفحات تلك الإرادة التي عبّر عنها الحق بقوله :
{ ولكن يريد ليطهركم }.


22 / 9 / 2010

قديم 09-22-2010, 09:52 PM
المشاركة 83
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ البلاء المعوض ]
------------------------------------

إن البلاء الذي يصيب المؤمن الذي اخلص حياته لله رب العالمين ، بمثابة البلاء الذي يصيب العامل أثناء العمل مع من ضمن له الخسارة في نفسه وبدنه ..
فمع علمه بأن كل بلاء يصيبه فهو ( مضمون ) العوض ، فإنه لا ( يستوحش ) لتوارد البلاء مهما كان شديدا ..
بل قد يفرح - في قرارة نفسه - لو علم بالعوض المضاعف الذي لا يتناسب مع حجم الخسارة ، وهذا خلافا لمن يصيبه البلاء وهو لا يعلم انه رفع لدرجة أو كفارة لسيئة ، فيستوحش من أدنى البلاء يصيبه ، لما يرى فيه من تفويتٍ للّذائذ من دون تعويض .


22 / 9 / 2010

قديم 09-23-2010, 05:18 AM
المشاركة 84
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ العبثية في السلوك]
------------------------------------

إن الخوض فيما لايعني مصداق لحالة العبثية و ( اللاجدية ) في سلوك الإنسان ، وهو من موجبات قساوة القلب ..
إذ القلب المشتغل بأمر لا يحتمل الاشتغال بأمر آخر ، ولو كان اللاحق أنفع من سابقه ..
فليتأمل في مضمون هذا الحديث القدسي :
{ يا ابن آدم إذا وجدت قساوة في قلبك ، وسقما في جسمك ، ونقصا في مالك ، وحريمة في رزقك ، فاعلم انك قد تكلمت فيما لا يعنيك } ..
فإذا كان الخوض فيما لا يعني - ولو كان حلالاً - مما تترتب عليه هذه الآثار المهلكة ، فكيف بالخوض في
( الحرام ) ؟!.

23 / 9 / 2010

قديم 09-24-2010, 05:36 AM
المشاركة 85
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ هندسة التكامل ]
------------------------------------

إن الذي يريد أن يحقق مستوى من التكامل الروحي في حياته ، عليه أن يمتلك خطة مدروسة :
لها ( مراحلها ) المتدرجة ، ولها ( تقسيمها ) الزمني لكل مرحلة ، وفيها ( دراسة ) لنقاط ضعفه وقوته ، وفيها
( ملاحظة ) لتجارب الآخرين ، وفيها ( معرفة ) للعوارض التي تنتاب مجمل السائرين في الطريق :
كالقبض والبسط ، وإعراض الخلق ، وضيق الصدر ، وهجوم الوساوس ..
هذا المخطط ببعديه النظري والعملي ، ينبغي أن يكون واضحا دائما للسائرين إلى الله تعالى ، وإلا كان صاحبها كمن يحتطب ليلا ..
إذ كما أن هندسة البناء المادي - وإن طال البحث فيها - أساس لنجاح البناء خارجاً ، فكذلك الأمر في البناء المعنوي ، فإن وضوح الخطـة وإتقانها ، وهندسة مراحلها ، مدعاة للسير على هدى واطمئنان ، وهذا بخلاف السائر على غير ( هدى ) ، فإنه لا تزيده كثرة السير إلا بعداً .

24 / 9 / 2010

قديم 09-24-2010, 10:36 AM
المشاركة 86
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ العبثية في السلوك]
------------------------------------

إن الخوض فيما لايعني مصداق لحالة العبثية و ( اللاجدية ) في سلوك الإنسان ، وهو من موجبات قساوة القلب ..
إذ القلب المشتغل بأمر لا يحتمل الاشتغال بأمر آخر ، ولو كان اللاحق أنفع من سابقه ..
فليتأمل في مضمون هذا الحديث القدسي :
{ يا ابن آدم إذا وجدت قساوة في قلبك ، وسقما في جسمك ، ونقصا في مالك ، وحريمة في رزقك ، فاعلم انك قد تكلمت فيما لا يعنيك } ..
فإذا كان الخوض فيما لا يعني - ولو كان حلالاً - مما تترتب عليه هذه الآثار المهلكة ، فكيف بالخوض في
( الحرام ) ؟!.

23 / 9 / 2010
يا الهي
ما أكثر المتدخلين في شؤون الآخرين!
وما أكثر القائلين بغير علم !
وما أكثر المتفيقهين !
وما أكثر الذين يحشرون ذواتهم فيما لا يعنيهم ولا يخصهم !

كلام جميل وحكم رائعة


..... ناريمان

قديم 09-25-2010, 05:05 AM
المشاركة 87
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ الصلاة موعد اللقاء ]
------------------------------------
إن من اللازم أن نتعامل مع ( وقت ) الصلاة على أنه موعد اللقاء مع من بيده مقاليد الأمور كلها ..
ومع ( الأذان ) على انه إذن رسمي بالتشريف ..
ومع ( الساتر ) بزينته على انه الزيّ الرسمي للّقاء ..
ومع ( المسجد ) على أنه قاعة السلطان الكبرى ..
ومع ( القراءة ) على أنه حديث الرب مع العبد ..
ومع ( الدعاء ) على أنه حديث العبد مع الرب ..
ومع ( التسليم ) على أنه إنهاء لهذا اللقاء المبارك ، والذي يفترض فيه أن تنتاب الإنسان عنده حـالة من ألم الفراق والتوديع ..
ومن هنا تهيّب الأولياء من الدخول في الصلاة ، وأسفوا للخروج منها .


25 / 9 / 2010

قديم 09-26-2010, 04:58 AM
المشاركة 88
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ فرق الحال عن المقام ]
------------------------------------
إن هناك فرقا واضحا بين الحالات الروحية ( المتقطعة ) التي تعطى للعبد - بحسب قابليته - بين فترة وأخرى ، وبين المقامات الروحية ( الثابتة ) التي لا تفارق صاحبها أبدا ..
واستبدال الحال بالمقام يفتقر إلى رؤية واضحة للحالتين ، ومعرفة بموجباتهما ، وتجربة خاصة للعبد المراقب لنفسه ..
ومجمل القول :
أن استمرار الحالات الروحية المتقطعة ، وتحاشي موجبات الإدبار ، والالتزام العملي الدقيق بما يرضي المولى تبارك وتعالى ، والالتجاء الدائم إليه بالتوسل بمن لديهم أرقى درجات الزلفى لديه ..
كل هذه الأمور دخيلة في تحويل الحالات المتناوبة إلى مقامات ثابتة ، ولكن بعد فترة من الصمود والاستقامة فيما ذكر
.


26 / 9 / 2010

قديم 10-07-2010, 05:46 AM
المشاركة 89
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ مرحلة الاصطفاء ]
------------------------------------
قد يصل العبد بعد مرحلة طويلة من ( المجاهدة ) في طريق الحق إلى مرحلة ( الاصطفاء ) الإلهي له ..
ومن مميزات هذه المرحلة أن العبد يعيش فيها حالة القرب الثابت من الحق - حتى مع عدم بذل جهد مرهق - في هذا المجال ..
فهو يعيش حالة حضور ( دائم ) بين يدي المولى سبحانه ، إذ العالم كله محضر قدسه ، بكل ما في هذا الحضور من آداب الضيافة الربوبية ، التي لم تتم لولا دعوة الحق المتعال عبده إلى نفسه اكراما وحبـّا له ..
وقد روي أن موسى ( عليهِ السلام ) سأل ربه :
يارب وددت أن أعلم من تحب من عبادك فأحبه ..
فأجابه الجليلُ سبحانه :
{ إذا رأيت عبدي يكثر ذكري ، فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبه } ..
والتأمل في هذا المضمون النادر ، يفتح آفاقاً للذاكر وخاصة في بداية الطريق .

7 / 10 / 2010

قديم 10-07-2010, 03:25 PM
المشاركة 90
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ دواعي الهدى والهوى ]
------------------------------------


إن الإخلاد إلى الأرض والركون إلى الشهوات البهيمية مما يوافق دواعي الهوى ..
وبذلك تكون حركة الإنسان نحوها سريعة للغاية لو استرسل في شهواته ولم يغالبها ، وفي هذا السياق يبدي أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) تعجبه بقوله :
{ كيف يستطيع الهدى من يغلبه الهوى ؟ } ..
ولكنه في الوقت نفسه فإن التعالي والسمو إلى درجات القرب من الحق أيضا مما يوافق دواعي الهدى ..
وهي إرادة الحق ورغبته ، بل دعوته الأكيدة للناس إليه بقوله تعالى :
{ ففروا إلى الله } ..
فكما أن الهوى في عالم التكوين سائق لصاحبه إلى الهاوية ..
فإن ( مشيئة ) الحق ، وارداته ( التشريعية ) لطهارة العبيد كذلك ( تيسّر ) سبيل الوصول لمن تعرض لنفحات تلك الإرادة التي عبّر عنها الحق بقوله :
{ ولكن يريد ليطهركم }.


22 / 9 / 2010
الفرار إلى الله تعالى خير وسيلة للتغلب على هوى النفس
بوركت أخي حميد



تحية ... ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ ومضة ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومضة عبدالحليم الطيطي المقهى 0 12-14-2021 05:04 PM
ومضة عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 6 08-02-2021 08:30 PM
ومضة عابرة صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 2 02-06-2017 12:03 AM
مليحة.. (ومضة) ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 2 02-24-2015 10:48 AM
ومضة خا لد عبد اللطيف منبر القصص والروايات والمسرح . 4 01-08-2011 05:55 PM

الساعة الآن 02:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.