قديم 10-14-2010, 10:34 AM
المشاركة 31
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكشفت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) في جملة الوثائق التي تم كشفها في ذكرى أكتوبر لهذا العام 2010م , أن انهيار ديان لم يكن على المستوى القيادى والشخصي فقط , بل تجاوزه إلى المستوى الأخلاقي أيضا !

فقد أصدر أوامره بتجاهل الجرحى الإسرائيليين وتركهم لمصيرهم لخوفه من حالة التآكل التي صاحبت القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب ومنع قواته من أى محاولة للتدخل بغرض إخلاء الجرحى والإقتراب من خط بارليف المحطم والذي سقط في قبضة الجيش المصري ,
كما أن الإنهيار طال رئيسة الوزراء الإسرائيلية حتى أنها فكرت في مبدأ ( شمشون ) وهو استخدام السلاح النووى لا سيما ضد القوات السورية ,
وقال المعلق البارز في صحيفة يديعوت أحرونوت نحوم برنيع تعليقا على محاضر الجلسات التى تم كشفها قبل أيام :
( إن المحاضر تعكس عمق الهلع الذي ألم بإسرائيل وقتها، مشيرا إلى أنها ألمحت لتداول إسرائيل ردود فعل لم تبحث من قبل أبدا، ) [1]
وردود الأفعال التى أشار إليها ناحوم بريع هى مسألة التفكير فى استخدام القوة النووية ضد مصر وسوريا بعد أن سيطر على التفكير الإسرائيلي أنهما لن يتوقفا عن الحرب حتى حدود الدولة اليهودية !
ففي أحد هذه المحاضر أشار ديان صراحة إلى أن نوايا مصر وسوريا ستطول الأراضي الإسرائيلية ولن يتوقفا عند حدود 67 كما أشار ديان إلى الأردن أيضا سيدخل الحرب ونظرا لما يمتلكه الأردن من حدود طويلة للغاية مع إسرائيل فتدخله فى القتال بأى قوة عسكرية معناه فتح جبهة ثالثة قريبة من العمق الإسرائيلي فى الوقت الذى ينهار فيه الجيش أمام جبهتين

ولم تهدأ تلك المخاوف إلا بعد أن تلقت الحكومة الإسرائيلية تأكيدات هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية بأن الأردن لن يتورط فى القتال الدائر مهما كانت الضغوط على الملك حسين !!
ويشير كيسنجر فى مذكراته إلى أنه راسل الملك حسين وحذره من الإشتراك استجابة للضغوط العربية وأن الملك كان رجل دولة ـ على حد وصف كيسنجر ـ فلم يفتح الجبهة الثالثة فى الحرب ! [2]
كما حذر كيسنجر جولدا مائير من الخيار النووى
وأن المخاوف من إمتداد الحرب إلى مسألة بقاء إسرائيل ليست واقعية لعدم قدرة مصر التسليحية للوصول بقواتها إلى آخر حدودها فى سيناء ,[3]

والنقطة الأخيرة التى يمكننا استخلاصها من حديث أهارون ياريف ..
أن إسرائيل على مستوى القادة تدرك تماما أنها لا تتمتع بأى قوة حقيقية رغم ترسانة الأسلحة الرهيبة فى حوزتها ورغم القدرات العسكرية فى العدد والعتاد ,
ذلك أن الجندى الإسرائيلي لا يمتلك عقيدة حقيقية يدافع بها عن وطنه لأنه يدرك فى أعماقه أنه ليس وطنا له بل هو أرض مغتصبة فى مواجهة أصحاب الحق ذوى العقيدة الراسخة ,
يتضح ذلك من كمية التشاؤم التى كست أهارون ياريف وهو يطمئن الشعب المصدوم أن وجوده لا يستدعى القلق !!
ونسي ياريف أنه يتحدث إلى شعب لم يدر فى أبشع كوابيسه أن يتعرض الجيش الإسرائيلي لهزيمة من الأصل , وأن اعتراف ياريف بالهزيمة إلى هذا الحد من الإنهيار يمثل صدمة عملاقة لا يفوقها إلا حديث المتحدث العسكري عن مسألة بقاء إسرائيل والتى فاقت كل الحدود بالنسبة للشعب الإسرائيلي ..
وأدركوا أنهم أمام قادة يرون أن غاية الأمانى فى تلك الحرب الضروس هى أمل البقاء لإسرائيل !

وهذا أمر غريب للغاية إذا تأملناه وعرفنا أن الجيش المصري فى ذلك الوقت كان يقاتل داخل حدوده بسيناء ولم يجتز منها إلا خمسة عشر كيلومترا وأمامه 200 كيلومتر حتى خط الحدود الدولية ,
بل إن مضايق سيناء وهى الهدف النهائي للحرب ـ وفق الخطة بدر ـ لم تكن تمتد لأكثر من خمسين كيلومترا !
بالإضافة إلى أن مدى حائط الصواريخ المصري على القناة والذي يتكفل بحماية القوات المصرية من الطيران الإسرائيلي لم يكن مداه يجتاز 15 كيلومترا ,
في ظل تفوق نوعى وكمى هائل لسلاح الجو الإسرائيلي الذى لا يجاريه في قدرته الطيران المصري بإمكانياته أثناء الحرب ولا يستطيع الطيران المصري الدفاع عن القوات المصرية لو خرجت من نطاق حائط الصواريخ لأن هذا الأمر يتعدى إمكانياته بلا شك
فما هو الداعى لذعر القادة الإسرائيليين لدرجة إحساسهم بأن بقاء إسرائيل نفسه أصبح موضع شك ؟!
وما هو تفسير هذا الذعر الهائل الذى كان ملما برجال الجيش الإسرائيلي والمفروض أنهم رجال قوات مسلحة !


الهوامش :
[1]ـ المصدر السابق
[2]ـ مذكرات هنرى كيسنجر بعنوان ( سنوات الفوران )
[3]ـ أكتوبر 73 ( السلاح والسياسة ) ـ محمد حسنين هيكل ـ مركز الأهرام للترجمة والنشر

قديم 10-14-2010, 10:35 AM
المشاركة 32
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ويضاف لهذا أن إسرائيل تدرك أكثر من غيرها أن الظروف السياسية فى العالم وتوازن القوى فى مرحلة السبعينات يميل لصالحها على طول الخط لعدة أسباب ,
منها أن الولايات المتحدة تضمن لإسرائيل حق البقاء وهو ما يقرها عليه الإتحاد السوفياتى ,
بمعنى أنه حتى لو تم تدمير الجيش الإسرائيلي عن بكرة أبيه فالقوات الأمريكية ستتدخل مباشرة بقواتها لحماية الوجود الإسرائيلي ,
بل إن الأسطول الأمريكى السادس في البحر المتوسط تدخل فعلا في حرب يونيو 67 لحماية العمق الإسرائيلي بعد أن غادرت
الطائرات الإسرائيلية جميعا قواعدها في طريقها لتنفيذ الضربة الجوية الأولى ضد المطارات المصرية ,
وخوفا من أن تنجو بعض المقاتلات المصرية وتتمكن من الوصول إلى المجال الجوى الإسرائيلي وتهديد العمق فيه في ظل غياب كامل للطيران الإسرائيلي ,
قام الأسطول السادس بمهمة التأمين لتدمير أى محاولة مصرية لضرب العمق
كما أن الولايات المتحدة لم تكتف بذلك وبالمدد الذى لا ينفذ للمعدات , بل شاركت بعض قواتها فعليا في حرب يونيو عندما توجهت بعض أسراب طائرات الرقابة لتأمين تنفيذ الضربة الجوية ,

وعندما تفاقم الوضع الإسرائيلي بسيناء في حرب أكتوبر أمدت الولايات المتحدة إسرائيل طائرات الفانتوم بطياريها !
وشاركوا فعلا في الحرب وسمحت لهم الولايات المتحدة بذلك بلعبة قانونية بسيطة حيث أن الولايات المتحدة أباحت لمواطنيها ـ حتى العسكريين منهم ـ الإحتفاظ بالجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية وبهذه الصفة تستطيع إسرائيل استدعاء هؤلاء الطيارين للخدمة العسكرية عند الحاجة !

ومن أسباب ميل ميزان القوى الدولية لصالح إسرائيل في تلك الفترة ,
أن ميزان القوى الدولية كان فى صالح الولايات المتحدة بعد أن تولى برينجنيف قيادة الإتحاد السوفياتى قيادة خاملة تعتمد على التراجع المستمر أمام الضغوط والتهديد الأمريكى , ويطلقون على فترة برينجنيف في الإتحاد السوفياتى اسم ( الركود العظيم ) بعد أن ظل برينجنيف يموت ويعانى لمدة عشرين عاما !
هذا فضلا على أن الظروف فى الولايات المتحدة كانت فى أرقي حالاتها بالنسبة لإسرائيل لأن المتحكم فى السياسة الخارجية الأمريكية فى ذلك الوقت كان وزير الخارجية اليهودى هنرى كيسنجر أكبر الموالين لإسرائيل فى الولايات المتحدة على الإطلاق , وكان هنرى كيسنجر وقت حرب أكتوبر بالذات يمتلك خطوط الرياسة الأمريكية بعد أن بدأت بوادر فضيحة ( ووتر جيت ) تهز عرش رتشارد نيكسون مما دفع هذا الأخير لإعطاء هنرى كيسنجر كارتا أخضر بالتصرف فى أزمة الشرق الأوسط بما يضمن له دعم اليهود ومعاونتهم فى أزمته

وهذا هو السبب الحقيقي للجسر الجوى المذهل الذى أقامته الولايات المتحدة لإسرائيل أثناء الحرب ولم تكتف بتعويض خسائرها فحسب بل أضافت إلي مخازنها ما أعاد تسليحها بالكامل فضلا على أن مخازن السلاح الأمريكي تم فتحها بأوامر كيسنجر بكامل معداتها حتى تلك التى لم تدخل الخدمة بعد كأسلحة متقدمة ولم يستثن من الأسلحة التى من حق إسرائيل طلبها إلا أسلحة الليزر فقط !
فدعمت الولايات المتحدة إسرائيل بأسراب هائلة من المدرعات الحديثة والطيران الرادع والقنابل التليفزيونية والهيليوكوبتر حاملة الصواريخ المضادة للدبابات وكل هذا بكميات أثارت ثائرة وزارة الدفاع الأمريكية وقتها وحاولت الإعتراض إلا أن نفوذ هنرى كيسنجر أخرس الأصوات المناهضة حتى اهتز الإحتياطى الأمريكى من السلاح !
ولم يكتف كيسنجر بهذا ..
بل زود إسرائيل بالطائرات الأمريكية المتقدمة فانتوم إف 16 ومعها طياروها فى مبادرة ما كانت لتحدث أبدا لو أن الإتحاد السوفياتى كان فى عنفوانه حيث أنه تدخل أمريكى مباشر فى الحرب ,
وهذا مخالف للإتفاقيات المتبادلة بين القوتين العظميين بعدم التدخل المباشر في المعارك الإقليمية التي تناصرها القوى العظمى تفاديا لأى مواجهة نووية بينهما , ورغم ذلك سكت الإتحاد السوفياتى

فكيف بعد هذا كله ينتاب جنرالات إسرائيل وقادتها مثل هذا الشعور المدمر بقرب الإنهيار التام ؟!
وما الذى كان يمكن أن يحدث لو أن الولايات المتحدة اكتفت بإمداد إسرائيل بالسلاح فحسب وبنفس النوعية التى يمد بها الإتحاد السوفياتى لمصر , وهى نوعية ـ رغم تقدمها ـ إلا أنها تعتبر أسلحة متقدمة بالنسبة للدول الصغري وليس فى مواجهة أعتى الأسلحة الأمريكية التى استخدمت إسرائيل بعضها قبل قوات الجيش الأمريكى نفسه !
هذا فضلا على أن مصر خاضت الحرب دون طائرة ردع سوفيتية بعد أن رفض الإتحاد السوفياتى تزويد مصر بها لتمتلك قدرة الرد بضرب العمق الإسرائيلي على النحو الذى اتبعته إسرائيل معنا بطائرات الردع فائقة القوة فانتوم وسكاى هوك

بلا شك أن السبب الحقيقي فى الإنهيار يقبع خلف العامل السحرى الذى لم يأخذ حقه فى الإيضاح بحرب أكتوبر وهو عامل الإيمان التام الذى تمتع به الجندى العربي فى قتاله ودفعه للظهور بهذا الشكل الأسطورى الذى أفقد قادة العدو أعصابهم ودفعهم لتخيل ما هو فوق مخططات القوات المصرية وفوق إمكانياتها التسليحية بمراحل
فالأداء على طول مراحل القتال كان يحقق معادلة لا تختل أبدا ,
هجوم مصري يتمتع بجسارة مذهلة ولا يتراجع مهما كانت الظروف ويفضل الموت فى موقعه على التراجع , فى مواجهة قوات إسرائيلية أصابتها لوثة الخوف من الهتاف المدمر ( الله أكبر ) والأداء الخرافي للجنود المصريين ,
بخلاف التخطيط الشديد الحبكة والذى زاد أثره بالحنكة والبراعة التى أبداها القادة الميدانيون للجيش المصري لمواجهة المواقف الصعبة , وهى الحنكة التى ظهرت أشد ما ظهرت فى أصعب مراحل الحرب عند تطوير الهجوم ومواجهة الإمدادات التى تدفقت على القوات الإسرائيلية لتعود قوتها العسكرية إلى ما قبل الحرب وتتفوق عليه أيضا فى نوعية السلاح

وهذه المزاوجة بين عبقرية الأداء والجسارة المدهشة والتلفح بدروع نداء التكبير ليس غريبا على الجيوش الإسلامية ولا على عقيدتها المبنية على مبدأ أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( احرص على الموت توهب لك الحياة )
ومبدأ خالد بن الوليد الذى خاطب به قائد الروم قائلا ( والله لأبعثن إليك أقواما يحبون الموت .. كما تحبون الحياة )
فهؤلاء لم يكن فى أيديهم إلا السيوف والرماح فى مواجهة مدرعات العصور القديمة المتمثلة فى الفيلة والأزياء العسكرية المصفحة والدروع المعدنية المرعبة فضلا على الأعداد المليونية التى لا تنتهى ,
ومع ذلك سقط الروم فى اليرموك ومصر وسقط الفرس فى القادسية ونهاوند وانهارت مئات الألوف أمام بضعة آلاف لم يكن لهم بضاعة إلا الإيمان والإصرار
وهى ذات البضاعة التى يمكنها تفسير ألغاز أكتوبر بعد أن حارت العقليات البشرية فى تصور إمكانية حدوثها , ومن المستحيل تفسيرها بالمقاييس البشرية لأنها شيئ فوق طبيعة البشر


قديم 10-14-2010, 10:35 AM
المشاركة 33
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الوقفة التعبوية ..


نأتى الآن لأول نقاط الخلاف التي تفجرت حول أكتوبر وهى خطوة الوقفة التعبوية التي اتخذها الجيش المصري بعد إتمام الهدف الإستراتيجى الأول للمعركة المتمثل في تحطيم خط بارليف وإنشاء رءوس كباري على القناة وتعميقها في إتجاه سيناء ثم اتخاذ السبل لتوسيعها وتوحيدها وهو ما تم بالفعل وفق الخطة إلى حد مدهش
وبدا كما لو كان الأمر يسري في القتال وفق ما نريده نحن على طول الخط ,

وكانت الخطة تقتضي أن يتم تعزيز القدرات المصرية بعد عبور الجيشين الثانى والثالث وتوحيد الكباري ثم التصدى للهجمات المضادة وإفشالها ,
ويأتى بعد ذلك ـ وفق الخطة بدر ـ تطوير الهجوم نحو المضايق بعد وقفة تعبوية تستكمل معها القوات المصرية تنظيمها والرد على سائر الهجمات المضادة للعدو من موضع قوة وتحت مظلة حائط الصواريخ المصري الشهير ,
واستكمال عبور وحدات الدفاع الجوى المتنقلة لتعمل على حماية قوات التطوير
ولأن المرحلة الثانية من الخطة كانت تقتضي الوصول للمضايق وبالتالى الخروج من نطاق حماية حائط الصواريخ بكل ما يعنيه هذا من تعرض مكثف لهجمات العدو الجوية المتطورة ,
فإن الوقفة التعبوية كانت لازمة لزوما قاطعا حتى تستكمل الفرق تجهيزاتها اللازمة للهجوم وأهم نقطة فيه والتى تتمثل في كتائب الصواريخ المضادة للطائرات المتحركة والمحمولة والتى ستحل بديلا عن حائط الصواريخ ,
بالإضافة إلى جهد القوات الجوية المصرية التي سيكون دورها معاونا لمضادات الطائرات على الأرض ,

وتتمثل نقطة الخلاف التي أشرنا إليها في وجهة النظر التي قالت بأن الوقفة التعبوية لم يكن لها داع من الأصل , كما أنها طالت عن المدة المرسومة ( من 10 إلى 13 أكتوبر ـ ثلاثة أيام )
وأن استثمار هذا النجاح المذهل للجيش المصري في سيناء كان يتمثل في الإسراع بتطوير الهجوم يوم 9 أكتوبر حتى لا نعطى فرصة المبادأة والتقاط الأنفاس للعدو ونستغل حالة الإرتباك القائمة بعد فشل جميع هجماته المضادة ,
وقد أثيرت هذه النقطة بعد الحرب وأحدثت جدلا واسعا بين مختلف الأوساط العسكرية والسياسية وفتحها لأول مرة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في مقالاته في الأهرام وتولى الرد الوافي عليها المشير أحمد إسماعيل في حديثه مع هيكل بجريدة الأهرام بعد الحرب

إلا أنه رغم الردود الوافية للمشير أحمد إسماعيل إلا أن هيكل أعاد التعرض لتلك النقطة في كتابه ( السلاح والسياسة ) وهو الجزء الرابع من مجموعة حرب الثلاثين سنة والذي خصصه لحرب أكتوبر ,
وقد اعتمد في كتابه على صاحب الرأى الرئيسي في خطأ طول الوقفة التعبوية وهو اللواء محمد عبد الغنى الجمسي الذى كان رئيسا لهيئة العمليات في حرب أكتوبر ثم تولى وزارة الدفاع فيما بعد
حيث قام المشير الجمسي ـ رحمه الله ـ بكتابة مذكراته بعنوان ( يوميات حرب أكتوبر ) وذكر فيها وجهة نظره المعارضة لطول الفترة التعبوية حيث أنه فاتح المشير أحمد إسماعيل ـ رحمه الله ـ أثناء العمليات وطلب منه استغلال النجاح لتطوير الهجوم وشرح مبرراته لذلك [1]
والتى ملخصها أن تطوير الهجوم ضرورى لعدم منح الفرصة للعدو تجهيز نفسه ,
وفى الرد على مبررات المشير أحمد إسماعيل بالخوف من تأثير الطيران الإسرائيلي على قواتنا لو تسرعنا بتطوير الهجوم والخروج من مظلة الصواريخ دون وقفة تعبوية توفر الإستعداد التام للتطوير قبل تنفيذه
رد الجمسي بأن فاعلية الطيران الإسرائيلي يمكن شلها إذا حدث الإشتباك المباشر بين قواتنا وقوات العدو حيث أن هذا الإشتباك فى أى معركة يجعل استخدام الطيران من أى طرف أمرا مستحيلا لأن الطرفان المتشابكان سيقعان تحت نفس التأثير

وأضاف هيكل إلى مبررات الجمسي مبررات أخرى من مصادره الشخصية وكانت تحفز تطوير الهجوم مباشرة دون توقف وهذه المبررات تمثلت فى وجهة نظر القيادة السوفياتية لمصر أثناء الحرب حيث أن السفير السوفيتى فى مصر فلاديمير فينوجرادوف التقي بمحمد حسنين هيكل فى السفارة السوفيتية وبرفقته أحد جنرالات السفارة من العاملين بها وأطلعه على خرائط وصور الأقمار الصناعية التى تشرح أوضاع الجبهة وتبين فى وضوح مدهش كل مواقع القوات المصرية والإسرائيلية ومن عرض الصور شرح الخبير السوفيتى أهمية أن يقوم المصريون بتطوير الهجوم لاستغلال حالة الإرتباك الإسرائيلي المستمرة منذ بدء الحرب ,
وعدم منحهم الفرصة ليمتصوا الصدمة ويستعدوا بإعادة التنظيم والتسليح لا سيما وأن الجسر الجوى والبحرى الأمريكى صدر به القرار فى 10 أكتوبر وبدأ التنفيذ الفعلى ,

هذه مجمل الإعتراضات التى أثيرت وهى كما نرى جاءت بصفة أساسية من محمد حسنين هيكل والمشير الجمسي ونقلها مؤيدا لها أيضا اللواء جمال حماد المؤرخ العسكري والذى تبنى وجهة نظر المشير الجمسي فى كتابه ( حرب أكتوبر ـ المعارك على الجبهة المصرية ) واكتفي بمبررات الجمسي دون إضافة ,

ورغم وجاهة هذه الإعتراضات إلا أنها جميعا مردود عليها ,
ونبدأ قبل الرد فى تعريف هوية الوقفة التعبوية ,
فالوقفة التعبوية ليس معناها وقف القتال وليس معناها فترة سكون ـ كما يوحى مسماها ـ بل الوقفة التعبوية تعنى الوقوف عند الخط الذى وصلته القوات المصرية ويبلغ أقصي حد لمدى حائط الصواريخ لتعمل القوات العابرة على تدعيم موقفها من الثبات وتوحيد الجسور وتأمينها ثم القيام بأخطر مهمة وهى صد الهجمات المضادة للعدو من موقف قوة ,
فليس إذا هناك أى وقف للقتال أو النشاط بل على العكس كانت أيام الوقفة التعبوية جميعا من أشرس أيام القتال فى الحرب وتم فيها الهجوم المضاد الثانى على القوات المصرية والذى فشل فشلا ذريعا كما سبق الشرح
بل وبلغت شراسة الهجوم من العدو فى تلك الفترة حدا كبيرا حيث قامت تشكيلات العدو بإعادة الهجوم ضد رءوس الكباري فى محاولة لبث الفوضي بين القوات العابرة , وفشل العدو فشلا ذريعا في ذلك
وتوالى ـ خلال أيام الوقفة ـ هجوم العدو الجوى فى طلعات غزيرة بقصف مستمر وقام بعدة محاولات لتدمير المطارات المصرية على مراحل بعد فشل طريقة الهجوم المركز فى ضربة واحدة على غرار حرب يونيو 67 ,
وبلغت إجمالى طلعات العدو فى الوقفة التعبوية حوالى 1050 طلعة جوية تمكنت قواتنا ـ بفضل الوقفة ـ من إسقاط 41 طائرة نظرا لوجود قواتنا تحت مظلة حائط الصواريخ
فهل يمكن بعد هذا القول بأن الوقفة التعبوية كانت تعنى توقفا سلبيا؟!



الهوامش :
[1]ـ يوميات حرب أكتوبر ـ المشير عبد الغنى الجمسي ـ الهيئة العامة للكتاب

قديم 10-14-2010, 10:36 AM
المشاركة 34
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وعليه فقد كانت مبررات الوقفة التعبوية طبقا لما أبداه اللواء حسن البدرى المؤرخ الرسمى للجيش المصري
مع فريق التأريخ العسكري المكون اللواء طه المجدوب والعميد ضياء الدين زهدى [1] .. هى كالتالى :
أولا :
لم يتوقف العدو لحظة واحدة عن محاولة تصفية رءوس الكباري المصرية وهذا استلزم ضرورة الوقفة التعبوية لإعادة تأمين رءوس الكباري وصد جميع الهجمات المضادة من موقع قوة وتحصين ,
لا سيما إن وضعنا بذهننا أن القوات المصرية تمكنت من ترسيخ مواقعها قبل الوقفة التعبوية التي تم استغلالها في تدعيم موقف القوات وإعادة تنظيمها مما جعلها ترد الهجمات بمنتهى البساطة رغم شراستها , وكبدت العدو خسائر جسيمة في الأفراد والمعدات

ثانيا :
نسي البعض في فورة الحماس لاستمرار الهجوم أن الجيش المصري عبر لتوه مانعا مائيا هو الأقوى في العالم وعبر بإزائه أقوى خط دفاعى تمثل في خط بارليف ثم قاتل في أرض سيناء الوعرة المليئة بالأخاديد والجبال والتى تحتاج مزيدا من جهد التحصين وتعديل مواقف القوات
أى أن الجيش المصري لم يكن بصدد قتال مندفع على أرض منبسطة حتى يمكنه أن يحتفظ بتنظيم قواته كما هو منذ بدء المعركة وحتى مرحلة الوقفة التعبوية , ولا يكون محتاجا للدفاع الثابت بل يندفع مباشرة لإكمال القتال
وبالتالى صار من المحتم تنفيذ الوقفة لإعادة التنظيم وبناء الدفاعات التي تسمح للجيش بالإستعداد لتطوير هجومه واستكمال الإمدادات الإدارية والتموينية
مع ملاحظة أن القوات المصرية كانت تجد الوقت بالكاد لإعادة التنظيم نظرا لشراسة الهجمات المضادة من العدو

ونأتى الآن للرد على مبررات القائلين بتطوير الهجوم من خلال النقاط التالية ,
أولا :
يتم الترجيح بين وجهات النظر العسكرية عن طريق الخبراء الممارسين وقواد الجيوش , وبالنظر إلى الأدلة العلمية التي يستند إليها كل طرف للحكم على وجهات النظر بالصحة والخطأ
وبادئ ذى بدء كانت وجهة النظر القائلة بتطوير الهجوم هى وجهة نظر اللواء الجمسي وحده بين قادة حرب أكتوبر , واللواء الجمسي لا شك أنه الخبير العتيد الذى صاغ مهمة التخطيط على أكمل وجه , لكن هذا لا يعنى العصمة
لا سيما وأن قرار الوقفة التعبوية ورفض تطوير الهجوم مباشرة كان هو الرأى القاطع لوزير الدفاع أحمد إسماعيل ورئيس الأركان الفريق الشاذلى [2] واللواء محمد عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميدانى واللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى , بالإضافة لفريق التأريخ العسكري بقيادة اللواء حسن البدرى
وهؤلاء جميعا ـ لا سيما قائدى الجيش الثانى والثالث ـ أدرى بحقيقة الأوضاع فى الجبهة
بل إن الفريق الشاذلى واللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل ووزير الدفاع كانوا راغبين فى تطويل الوقفة التعبوية عما كان مقررا لها ,
وهو الأمر الذى اتضح عندما رفض اللواء عبد المنعم واصل واللواء سعد مأمون تنفيذ الأوامر بتطوير الهجوم والتى صدرت يوم 12 أكتوبر كى يتم التطوير يوم 13 نظرا لعدم جاهزية الجيوش للتطوير فى ذلك الوقت , [3]
وسافر كل منهما إلى المركز رقم 10 للقيادة لمناقشة الوضع واتضح أن قرار التطوير بذلك التوقيت كان قرارا سياسيا من السادات بهدف تخفيف الضغط على الجبهة السورية ويجب تنفيذه مهما كانت العواقب ولم يستطع قائدا الجيشين أن يوقفا القرار بل حصلوا فقط على تأجيله لمدة أربع وعشرين ساعة ليبدأ فى 14 أكتوبر
وعندما تم تطوير الهجوم قبل استعداد الطيران ووحدت الدفاع الجوى المتنقلة لاقت القوات المصرية خسائر فادحة فى الدبابات لأول مرة منذ قيام الحرب وكان السبب أن الوقفة التعبوية لم تمتد بالقدر الكافي الذى طلبه القادة ,

ثانيا :
استند اللواء الجمسي إلى نظرية تحييد الطيران المعادى عن طريق الإشتباك الفورى الذى سيمنع تمييز الطيران لأهدافه
وهى وجهة نظر تولى الرد عليها الفريق الشاذلى في مذكراته حيث أوضح أن هذا الكلام غير دقيق بالنسبة لأوضاع القوات الفعلية التي كانت تفصلها عن المضايق 20 كيلومترا عارية ستمثل فجوة مع بدء الهجوم الذى سيرصده العدو حتما
وليس متوقعا قطعا أن ينتظر العدو ساكنا حتى وصول المدرعات المصرية إلى مواقعه دون أن يقوم الطيران بواجبه قبل الإشتباك والنتيجة عندئذ ستكون محسومة لصالح الطيران الإسرائيلي حتما بعد خروج القوات المصرية من مظلة الصواريخ
فوجهة نظر اللواء الجمسي كانت ستكون صحيحة لولا فجوة الدفاع الجوى التي كانت ستترك قواتنا في العراء أمام الطيران الإسرائيلي لعشرين كيلومترا قبل أن يصل إلى المدى الكافي للإشتباك بحيث يتم تحييد الطيران

ثالثا :
من أغرب ما صادفته من الكتابات عن حرب أكتوبر في هذا الشأن هو تبنى اللواء جمال حماد والأستاذ هيكل لنظرية تطوير الهجوم مباشرة باعتبار أنه القرار السليم الذى كان يجب تنفيذه يوم 9 أكتوبر
وأن سبب فشل تطوير الهجوم أنه تم في الموعد الخطأ عندما تم تأجيله إلى يوم 14أكتوبر ,
إذ كيف يعترض قادة الجيوش الميدانية على تطوير الهجوم بعد الوقفة وأثناء الإستعداد والتنظيم ولا يعترضون على قرار التطوير إذا جاءهم قبلها بأربعة أيام حيث كان التنظيم منعدما وسط الهجمات المضادة للعدو !
فإذا كانت قواتنا في الشرق لم تتمكن من تدارك التنظيم الكافي للهجوم يوم 14 أكتوبر وكان هذا سبب اعتراض القادة فكيف يكون قرار التطوير صحيحا إذا صدر في 9 أكتوبر ؟!

رابعا :
بنت وجهة نظر القائلين بالتطوير المباشر مبرراتها على ضرورة عدم منح الفرصة للعدو لتنظيم نفسه ,
وهذا القول يمكن استيعابه لو كانت فترة الوقفة التعبوية انتظارا سلبيا ,
بينما كانت الوقفة التعبوية مرحلة اشتعال للمعارك على سائر الخطوط ولم تنقطع فيها الهجمات المضادة أصلا ,
فالقوات المصرية لم تكن ساكنة في تلك الفترة حتى يمكن الحديث عن وقوف سلبي يترك للعدو فترة إصلاح شأنه , فالعدو نفسه كان مكثفا لهجماته مستوعبا لما يواجهه من مقاومة هائلة ,
بالإضافة إلى أن الحديث عن استغلال عنصر المفاجأة حديثا ليس في محله في رابع أيام الحرب !
فالوقفة التعبوية جاءت بعد أن استوعب العدو المفاجأة وانتهى الأمر بل واستوعب خسارة هجماته المضادة وأمكن له ـ بل الوقفة ـ من دفع الإحتياطى اللازم لمواصلة القتال وتعويض خسائره من الإمدادات الأمريكية
كما أن الولايات المتحدة زودت المعدات بقوة بشرية متمثلة في طيارين وقواد مركبات
وكل تلك الظروف تنفي تماما إمكانية وجود فرصة عدم تنظيم لاستغلالها لا سيما وأن المقاومة المصرية كانت تواجه بالفعل قوة رهيبة من الإمدادات بدا معها المصريون كما لو أنهم يحرثون في بحر , وكلما حطموا للعدو دباباته تجددت هذه الأسلحة في نفس الوقت تقريبا !

خامسا :
اعتمد الأستاذ محمد حسنين هيكل في اعتراضه على ما شاهده من السفير السوفياتى وخبيره العسكري من أوضاع القوات يوم 9 أكتوبر
وهو أمر غريب لأن السوفيات كانوا هم أصحاب الحلول المستحيلة قبل الحرب عندما أفتوا بأن خط بارليف يحتاج لقنبلة ذرية تكتيكية لتدميره وأنه لا توجد قوة مناسبة لازاحة الساتر الرملى ,
وهو الأمر الذى أثبت عكسه الجيش المصري بقواده المصريين قلبا وقالبا , ولا شك أن من حطموا النظريات العسكرية السوفياتية أدرى بشئون جبهتهم من السوفيات , وهذا ما أثبته المصريون عمليا ,
أما صور الأقمار الصناعية فقد رد عليها الفريق الشاذلى في تعقيبه على كتاب ( السلاح والسياسة ) لهيكل عندما قال أن صور الأقمار الصناعية يوما بيوم كانت تصل لمركز القيادة الرئيسي ( المركز رقم 10 ) وأن قرارات القتال كان يتخذها القادة وهم يستعينون بأوضاع القوات المبينة في تلك الصور ,
ونفي الشاذلى أن تكون صور الأقمار الصناعية التي طالعها هيكل كانت لأوضاع القوات يوم 9 أكتوبر بل يجزم بأنها كانت صورا للأيام السابقة
وحتى لو كانت الصور التي بنى عليها الخبير السوفياتى وجهة نظره هى فعلا صورة أوضاع القوات يوم 9 أكتوبر ,
فهذا لا يغير من الأمر شيئا
لأن نفس هذه الصور كانت تذهب أولا بأول لقيادة المركز رقم 10 ومع ذلك لم تحفز طاقم القيادة على سرعة تطوير الهجوم
وبالتالى نحن أمام قرارين ,
قرار اتخذه السوفيات بتطوير الهجوم , وقرار آخر اتخذه القادة الميدانيون بالأغلبية الساحقة بعدم التطوير السريع ,
والمقارنة بينهما لا شك أنا لصالح القرار المصري لأنهم هم الذين حققوا ما عجز السوفيات عن حله , بالإضافة إلى أن وقائع الأحداث أثبتت صحة قرار الوقفة التعبوية بلا أدنى شك , وذلك عندما حدث التطوير مبكرا عن الموعد الذى طالب به القواد تسبب ذلك في خسائر الدبابات وفشل التطوير فى محاولته الأولى

سادسا :
أما أخطر ما يتم الرد به في هذا الشأن فهو ما حدث على الجبهة السورية حيث اندفع الجيش السورى بجسارة مذهلة بدبابته ومدرعاته مكتسحا دفاعات العدو أمامه ومحققا لنصر ساحق من أول أيام الحرب
لكن الحماس الزائد للإنطلاق مباشرة والوقوع في إغراء اكتساب الأرض دفعه لقطع الجبهة بطولها مباشرة دون أن يهتم بوجود مظلة الصواريخ
ولهذا فإن الجيش السورى تمكن من تحرير الجولان كلها قبل يوم 9 أكتوبر ,
لكنه دفع ثمن الإندفاع المباشر غاليا عندما استعاد الجيش الإسرائيلي توازنه واستغل أكبر نقطة قوة فيه وهى القوات الجوية وتمكن من رد الهجوم السورى بمثله مع تغطية كاملة من الطيران الرادع ضد القوات السورية التي اندفعت دون حماية الدفاع الجوى ,
فكانت النتيجة أن استعادت إسرائيل هضبة الجولان كاملة واخترقت الأراضي السورية أيضا وهددت العاصمة دمشق حتى تمكن السوريون من دفع الإحتياطى الأخير لديهم مع معاونة من القوات المدرعة العراقية التي انضمت للقتال ومعها لواء مدرعات أردنى بعث به الملك حسين كبديل لعدم فتحه جبهة جديدة من الأردن ,
فإذا تأملنا هذه الوقائع نجد أن القادة المصريين كانوا على حق في التريث الشديد والحذر من الإندفاع وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة من مواقع محصنة أدت فيما بعد إلى أن تنجح القوات المصرية في المحافظة على مكاسبها الرئيسية وعدم الإنسحاب منها رغم المحاولات المستميتة التي بذلها العدو لدفع المصريين للإنسحاب سواء بالهجوم المركز على الجبهة المصرية بعد تثبيت موقف الجبهة السورية أو بمحاولة الإختراق الفاشلة في ثغرة الدفرسوار والتى لم يقع بسببها الجيش المصري في مأزق سحب قواته أو بعضها من الشرق للغرب كما كانت تأمل إسرائيل
وللفصول بقية مع المرحلة الثالثة للحرب
الهوامش

[1]ـ حرب رمضان ـ حسن البدرى وآخرين ـ مصدر سابق

[2]ـ مذكرات الفريق الشاذلى ـ الطبعة العربية
[3] ـ مذكرات الفريق عبد المنعم واصل ـ دار الشروق ـ مصدر سابق

قديم 10-15-2010, 10:32 AM
المشاركة 35
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لي عوده لمتابعة الموضوع لضيق وقتي

تحياتي لاستاذنا الكبير

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 10-15-2010, 02:14 PM
المشاركة 36
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 10-22-2010, 01:17 AM
المشاركة 37
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الجسر الجوى الأمريكى :

رغم أن مسألة الجسر الجوى الأمريكى لإسرائيل أثناء حرب رمضان حازت كثيرا من الشهرة ,
إلا أن تفاصيلها المذهلة لا زالت غائبة عن كثيرين حيث يعتبرون أن الجسر في أعظم تقديراته كان عبارة عن مدد بالسلاح لتعويض الخسائر وما إلى ذلك من المعونة العسكرية ,
ويراها البعض على أنها أمر مطابق لما كان يمده الإتحاد السوفياتى لمصر وإن كانت الولايات المتحدة تمد إسرائيل بأكثر من ذلك

وكل هذا غير صحيح إطلاقا , ولا يرقي للتعبير عن قوة ومدى فداحة الجسر الجوى والمعونة الأمريكية لإسرائيل ,
فبداية وقبل الحرب أمدت الولايات المتحدة إسرائيل بنوعيات متطورة من أقوى الأسلحة على مستوى الجيوش وبالذات من نوعية الطائرات الرادعة والقاذفة التي ظلت مصر ترجو الإتحاد السوفياتى أن يمده بنوعية متطورة منها من طراز ميج فرفض
فالمد الأمريكى التقليدى لإسرائيل كان أضعاف ما يمد به الإتحاد السوفياتى الأطراف العربية ويكفي أن السوفيات لم يمدوا مصر وسوريا بأسلحة هجومية بل كانت كلها أسلحة دفاعية ,
بينما الولايات المتحدة أمدت إسرائيل بكافة الأسلحة الهجومية التي يستخدمها الجيش الأمريكى نفسه , وعلى رأسها طائرات الفانتوم وسكاى هوك المتقدمة بعيدة المدى التي مكنت إسرائيل من ضرب العمق في ثلاث دول عربية !
وكانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي نفذت ضربة 67 عددها فوق 400 طائرة قاذفة ومقاتلة بعيدة المدى استطاعت أن تقوم بتنفيذ الضربة الجوية بكثافة على عمق صعيد مصر والقاهرة
بينما السلاح الجوى المصري ـ ليس في عام 67 ـ بل في عام 73 عندما استكمل قوته الضاربة وأصبح أفضل من عام 67 بمراحل , كان لا يتعدى عدد طائراته 200 طائرة ليس من بينها مقاتلة ردع واحدة !
فالفارق الذى حققته الولايات المتحدة لإسرائيل كان رهيبا على مستوى الكم والكيف في ظل إصرار الولايات المتحدة على أن تكون القوة العسكرية لإسرائيل متفوقة بالضعف على سائر جيرانها
هذا هو المد التقليدى ,

وهو يختلف تماما عن الجسر الجوى الأمريكى أثناء حرب أكتوبر ,
فالجسر الجوى كان إضافة طارئة فوق ما كان يأتى من مدد تقليدى وكان الجسر نتيجة طبيعية لاستغاثة إسرائيل وضمان انتصارها أو على الأقل ضمان بقائها !
فاجتمعت لإسرائيل عوامل التفوق التقليدى مع عوامل تفوق طارئة غير تقليدية مثلها هذا الجسر الجوى وضاعف من قدرتها التسليحية عما كانت عليه قبل الحرب , أى أنه لم يكتف بتعويض الخسائر وحسب

وقصة الجسر الجوى تبدأ وتنتهى عند اسم واحد وهو هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى , اليهودى الديانة المتعصب لإسرائيل ورجلها الأول في الإدارة الأمريكية برياسة نيكسون
وكان من حظ إسرائيل الوافر أن ظروف نيكسون أثناء حرب أكتوبر كانت في أضعف حالاتها حيث كان يواجه شبح فضيحة ووتر جيت والتى دفعته لترك السياسة الخارجية للولايات المتحدة في يد كيسنجر الذى أصبح ـ على حد قول كيسنجر نفسه ـ رئيس الولايات المتحدة فيما يخص السياسة الخارجية , ولم تكن إسرائيل تتمنى أكثر من ذلك

وقد قام هنرى كيسنجر بدور مرعب كاد يورط الولايات المتحدة في مواجهة نووية مع الإتحاد السوفياتى في نهاية أيام الحرب حيث بلغت صفاقة التدخل الأمريكى حدا استفز السوفيات ـ على ضعفهم في ذلك الوقت ـ ومشي هنرى كيسنجر الطريق إلى آخره وأصر على الدعم المباشر بل وأعلن قبوله للتحدى السوفياتى بإعلانه رفع درجة الإستعداد النووى !
وعجز السوفيات بالفعل عن الإستمرار في التحدى بعد أن عجزوا في مجاراة المدد الأمريكى لإسرائيل بالأسلحة فوق التقليدية والتزموا بعدم مد العرب بأى سلاح زائد أو متفوق
ويمكننا القول بإطمئنان أن جولدا مائير أو موشي ديان لو كانا مكان هنرى كيسنجر ما قاما بربع ما قام به في دعم إسرائيل للدرجة التي لم تثر غيظ السوفيات فحسب بل أغاظت حتى بقية رجال الإدارة الأمريكية كوزير الدفاع ورجال البنتاجون الذين اعتبروا ممارسات كيسنجر في دعم إسرائيل جنونا حقيقيا أودى إلى اهتزاز محتوى الإحتياطى الإستراتيجى التسليحى للولايات المتحدة من كثافة وغزارة الممنوح للإسرائليين ,
هذا فضلا على أن كيسنجر لم يتوقف عند حد الكم بل تعداه للكيف بدرجة خطيرة حتى أنه فتح المخازن الرئيسية أمام الطلبات الرئيسية لتختار إسرائيل ما شاءت من أقوى الأسلحة ـ وحتى تلك التي لم تدخل الخدمة بعد ـ ولم يمنع كيسنجر شيئا إلا قنابل الليزر والمخزن النووى !!

ونبدأ القصة من أولها ومن خلال كلمات هنرى كيسنجر نفسه في مذكراته المنشورة تحت إسم ( سنوات الفوران ) حتى يمكننا أن نتخيل ما الذى فعلته الولايات المتحدة مع إسرائيل وكيف أنها بالفعل شاركت إسرائيل في الحرب على كافة مستويات القتال ,
فكيسنجر في مذكراته لم يخف شيئا ,
وهو ما يجعلنا مطمئنين ونحن نقول أن العرب كانوا يحاربون الولايات المتحدة لا إسرائيل في نهايات الحرب وهى الحقيقة التي اعتبرها البعض مبالغة حتى جاءت على لسان الداعم الأول لإسرائيل وبلا حياء !!
وأكدتها القيادات الإسرائيلية مثل ديان وجولدا مائير مما يغنينا عن أى شهادة أخرى في هذا الشأن


قديم 10-22-2010, 01:18 AM
المشاركة 38
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والقصة بدأت عندما كان كيسنجر مثل كافة رجال الإدارة الأمريكية والإسرائيلية يثقون في أن مصر لن تحارب وحتى إن غامرت بالحرب فالهزيمة الساحقة ستكون نصيبها بلا ريب !
لهذا فعندما أوقظه مساعدوه على خبر اقتحام المصريين لقناة السويس كان لا زال يعيش في سكرة أفكار ديان ودافيد إليعازر ولهذا اعتبر الهجوم المصري حماقة مؤكدة لن تلبث أن تردها إسرائيل برد يعيد للمصريين عقلهم مع صدمة جديدة أشد من صدمة عام 1967 م ,
لهذا تحدث إلى مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة محمد الزيات وطالبه بأن ينصح القاهرة بإيقاف القتال وعودة الجهات المتحاربة إلى خطوط 5 أكتوبر وأنه لا داعى لتلك الحماقات فإن إسرائيل ستقوم بضربة مضادة خلال ثمان وأربعين ساعة وستكون الضربة قاضية [1]
ولم يعلق السفير المصري واكتفي بالإبتسام وأبلغ كيسنجر أن القاهرة ترفض العرض

ولم تهتز أعصاب كيسنجر لحظة واحدة وظل على ثقته أنه بعد يومين فحسب سيتلقي خبر القضاء على الجيش المصري كله لا مجرد خبر هزيمته على رمال سيناء فى مواجهة الإسرائيليين , بعد أن تتمكن إسرائيل من تنفيذ ضربتها المضادة
ومن الغريب أنه ظل على اعتقاده هذا حتى التاسع من أكتوبر وهو موعد الهجوم المضاد الذى قامت به القوات الإسرائيلية وتوقع له كيسنجر أن يفنى الجيش المصري عن بكرة أبيه
ولم تصله أنباء القتال ولا أنباء الإثنين الإسود فى إسرائيل بعد أن تحطمت المدرعات الإسرائيلية كقشر البيض أمام مشاة القوات المصرية وخسرت إسرائيل من الرجال والعتاد ما لم تره فى أبشع كوابيسها لا سيما بعد مقتل ألبرت ماندلر قائد المدرعات
ولم يجرؤ الإسرائيليون على إيضاح الموقف أمام كيسنجر وأخذهم هول الصدمة حتى أفاقوا وأرسلت جولدا مائير بصفة عاجلة إلى سيمحا دونتز السفير الإسرائيلي فى واشنطن لكى يوقظ كيسنجر من النوم في منتصف الليل ويلح عليه بمتابعة طلبات تسليح فوق المعتاد تحتاجها إسرائيل بصفة عاجلة لخطورة الوضع

واندهش كيسنجر لأن آخر معلوماته من السفير الإسرائيلي أن هجوم المصريين فشل وأن المعركة تحولت لنصر إسرائيلي حاسم فما الذى غير الموقف لهذه الدرجة ؟!
وبدت طلبات السلاح لكيسنجر مستغربة للغاية نظرا لأن المخازن الإسرائيلية مليئة عن آخرها بإحتياطى لا ينفذ كما أن طلبات السلاح المبدئية التى تقدمت بها إسرائيل وتتمثل فى معدات إلكترونية وصواريخ من طراز ( سويندور ) كلها تمت إجابتها ووصلت إلى إسرائيل
أما طلباتهم من ( الفانتوم ـ 4 ) فهى فى الطريق إليهم فما هو وجه العجلة إذا ؟!!

كانت أوهام كيسنجر لا زالت تحكمه حتى أنه لم يستجب لمكالمة السفير الإسرائيلي على نحو جاد وطالبه بالمرور عليه صباحا لمناقشة ما يطلب ,
وبعد مرور ساعة أعاد السفير الإسرائيلي سيمحا دونتز إيقاظ كيسنجر بإلحاح حتى أن كيسنجر رد عليه بغضب بما معناه أن السفير يحاول أن يبدو أمام زوجته قويا ونافذا حتى أنه يستطيع إيقاظ وزير خارجية الولايات المتحدة مرتين !
لكن ومع الإتصال الثالث فى نفس الليلة ومع لهجة السفير التى اكتست بالإنهيار وهو يبلغ كيسنجر أن الأمر لن ينتظر للصباح وأن إسرائيل نفسها قد لا تكون على خريطتها عندما يأتى الصباح !
هنا استيقظ كيسنجر ليستمع للصدمة المهولة التى ألقاها السفير الإسرائيلي فى أذنيه عن خسارة أول أيام القتال وكيف أن إسرائيل فقدت 49 طائرة منها 14 طائرة تم تدميرها على الأرض , وأن خسائرها من الدبابات بلغت 400 دبابة على الجبهة المصرية وحدها وعلى الجبهة السورية بلغت 100 دبابة ,
ليس هذا فقط ..
بل إن معدل الخسائر فى ارتفاع مستمر حتى أن الإحتياطى المخزن من السلاح أوشك على النفاذ بينما العتاد المصري والسورى لم يبلغ معشار الخسارة الإسرائيلية ولا زالت قوتهم المدرعة شبه كاملة وهى تتم العبور إلى الضفة الشرقية !
وطلب السفير من كيسنجر إخفاء هذه المعلومات نظرا لأن الدول العربية التى لم تشارك بعد بالقتال لو علمت بحجم الخسائر ستشترك وتفتح جبهات أخرى فى ظل هذا الوضع المتردى !!

ويستمر كيسنجر فى مذكراته فيصف إجتماعه بالسفير الإسرائيلي دونتز وملحقه العسكري مردخاى جور بأنه كان اجتماعا قلب الموازين حيث أن سرعة حاجة إسرائيل للسلاح تسببت فى إرباكهم فكل إستراتيجية الولايات المتحدة كانت مبنية على أن إسرائيل تستطيع تحقيق نصر سريع أو فى جميع الأحوال تستطيع الصمود !
أما الآن ونظرا لأن الأسلحة الثقيلة تحتاج لأسابيع حتى يمكن أن تدخل فى جبهة القتال فإن هذه الحلول كلها أصبحت هباء منثورا ويجب إيجاد حل سريع وحاسم ينقل السلاح بالسرعة المطلوبة
ويسجل كيسنجر فى مذكراته أن إنتصار العرب بسلاح سوفياتى كان أمرا لا يمكن أن تقبله الولايات المتحدة ولهذا وفور بدء الجسر الجوى يجب أن تقوم إسرائيل بتحقيق الإنتصار ولو على إحدى الجبهتين قبل أن يتمكن الطرفان من تثبيت أقدامهما على حقائق الواقع
واتصلت جولدا مائير بكيسنجر عارضة الحضور إلى الولايات المتحدة لتحفيز نيكسون على الإستجابة السريعة , ورفض كيسنجر إذ أن ابتعادها فى ظل تلك الظروف أمر غير مطلوب وأنه ـ أى كيسنجر ـ سيتخذ اللازم
كما أن الزيارة مهما اتخذوا من التدابير لكتمانها فستتسرب أخبارها لزيد من تعقيد الموقف



الهوامش :
[1]ـ سنوات الفوران ـ مذكرات هنرى كيسنجر ـ الطبعة العربية

قديم 10-22-2010, 01:23 AM
المشاركة 39
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وكان كيسنجر قد غير وجهة نظره في صمود إسرائيل تغييرا نسبيا لكنه ظل على ثقة أنه لو نفذ الجسر الجوى كما يجب فستتمكن إسرائيل من إسترداد ما خسرته وتلقن العرب درسا قاسيا ,
وكان من الواضح أن عدم إحتكاكه المباشر حتى هذه اللحظة بالإسرائيليين منعه من تصور حقيقة الصدمة ومدى ما يتعرض له الإسرائيليون من قتال هذه المرة ,
وهو ما عبر عنه كيسنجر في مذكراته عندما زار إسرائيل بعد ذلك في يوم 22 أكتوبر حيث هاله ما رأى وسجل عدة انطباعات كان مفادها [1] :
( أولا : لقد أحس منذ لحظة وصوله أن صلابة إسرائيل تم اختبارها وأنها على وشك الإنكسار وأن الجميع بمن فيهم الجنود في مطار بن جوريون كانوا متلهفين لوقف إطلاق النار
( هذه النقطة وحدها تكفي للرد على كل المزاعم التي قالت بأن إسرائيل كانت ستحقق النصر لولا وقف إطلاق النار !)
ثانيا : لاحظ أن الجنود الذين تجمعوا في المطار راحوا يصفقون له وقد وصفهم بأنهم كانوا رجالا على حافة كارثة وقد أنهكتهم الحرب ولمعت الدموع في العيون وهم يتصورونه ـ أى كيسنجر ـ منقذا ومخلصا لهم , وأضاف كيسنجر
( إن هؤلاء المساكين كانوا في آخر حدود الإحتمال الإنسانى )
ثالثا : إنه عندما التقي بالقادة الإسرائيليين وبينهم جولدا مائير وكبار الوزراء والقواد العسكريين قد أحس أن التجربة العنيفة التي مروا بها أثرت على ملامحهم وتركيبهم البدنى فبدوا أكبر عمرا وأنهم حاولوا التظاهر أمامه بالثبات إلا أن الإهتزاز كان واضحا له هذه المرة مختلفا عن كل مراحل الثقة السابقة
رابعا : أنه شعر تحت السطح الإسرائيلي بانكسار يصعب إخفاؤه , فهالة الجيش الإسرائيلي الذى لا يقهر جرى تدميرها تماما في أول أيام الحرب ) .. انتهى كلام كيسنجر ,

ولا شك أن هذا الإنطباع أصابه بصدمة لا سيما وأنه كان في الأيام السابقة قد دخل معارك رهيبة لتنفيذ الجسر الجوى بالصورة التي ظهرت وتوقع لها كيسنجر أن تغير معالم الصراع , لكنه فوجئ بالنتيجة
فمنذ أن تلقي كيسنجر في التاسع من أكتوبر تقرير السفير الإسرائيلي عقد اجتماعا لمجموعة العمل الخاصة بالخارجية والبيت الأبيض وكان النقاش يدور حول إن كانت الإمدادات سيتم إرسالها ـ كما هو جار الآن ـ على طائرات شركة العال الإسرائيلية أم أن الأمر يقتضي سرعة وكثافة الإرسال ولو على طائرات أمريكية بجسر جوى مباشر إلى ميدان القتال مباشرة ,
وفى مساء التاسع من أكتوبر أصدر نيكسون قراره بإنشاء الجسر الجوى وكان يتضمن الآتى :
( قررت الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بجميع المعدات والأجهزة الإليكترونية وقطع الغيار المطلوبة ـ عدا قنابل الليزر ـ كما تقرر تزويد إسرائيل بدبابات متقدمة من طراز إم 60 بالإضافة إلى الطائرات من أحدث الطرازات الهجومية فضلا على التزام الولايات المتحدة لإسرائيل بتعويضها المتجدد لكل خسائرها فى القتال )

والمتأمل فى القرار ـ الذى تم تطبيقه وأكثر أيضا ـ يدرك أن إسرائيل فى تلك المرحلة كان لها أن تقامر كما تشاء بالأسلحة فى ظل الضمان الأمريكى لها بالتجديد التلقائي لأى خسارة تلحق فيها ,
ليس هذا فقط ..
بل أصبحت مخازن الجيش الأمريكى مفتوحة الأبواب أمام الأسلحة غير التقليدية التى لم تنزل مسرح القتال من قبل ولم يكن متصورا لها أن تنزل فى ظل توازن القوى العظمى التى يقتصر على تزويد الأطراف المتحاربة بطرازات محددة من الأسلحة لا ترقي إلى أسلحة الجيوش الأمريكية والسوفياتية
وهو الأمر الذى التزم به الإتحاد السوفياتى , بل وبالغ فى التزامه حتى أنه لم يزود العرب بأسلحة هجومية أو دفاعية متطورة يمتلكها بالفعل , بعكس الولايات المتحدة التى تفوقت كما وكيفا فى تحد سافر للإتحاد السوفياتى ضمانا للمعادلة التى أعلنها كيسنجر أن الولايات المتحدة تضمن التفوق الإسرائيلي كما ونوعا فى التسليح على العرب مجتمعين ,
فوق هذا كله ,
كان القرار يقتضي أيضا سرعة الإرسال بجسر جوى وبحرى مباشر يضمن وصول السلاح الأمريكى فى أقصي وقت
وعليه ,
تقرر تزويد إسرائيل بهذا الجسر من مخازن وزارة الدفاع الأمريكية ومن القواعد الأمريكية فى أوربا والبحر المتوسط أيضا لضمان سرعة الوصول , مع استخدام طائرات النقل المدنية الأمريكية والإسرائيلية فضلا على الأسطول البحرى
بالإضافة إلى أن طائرات النقل العسكرية الأمريكية كانت تنقل بعض المعدات المطلوبة إلى جزر الآزور ومنها تأخذها طائرات شركة العال إلى ميدان القتال تقصيرا للوقت ,
أى أن الجسر الجوى والبحرى لم يكتف بطريق واحد أو مجال واحد بل تعددت طرقه ومجالاته بكل جهد استطاعت الولايات المتحدة أن تحققه باستخدام الطائرات العسكرية الأمريكية وسفن النقل البحرى بالإضافة إلى معاونة طائرات العال وتقصير المسافة عليها ,
مع استخدام الإحتياطى الإستراتيجى فى القواعد الأمريكية فى أوربا لقربها من ميدان القتال !
وابتداء من العاشر من أكتوبر استمر الجسر الجوى والبحرى بشكل بلغ من الكثافة حدا أنه لم تمر ساعة واحدة من هذا اليوم وحتى نهاية لقتال إلا وهناك أطنان من الأسلحة تدفعها السفن أو الطائرات إلى العريش مباشرة لتنزل إلى ميدان القتال سريعا بعد وضع العلامات الإسرائيلية عليها وأحيانا نزلت بعض الدبابات دون الشعار الإسرائيلي أصلا !
ومن خلال الغنائم التى غنمتها القوات المصرية وقعت بعض دبابات العدو وهى جديدة لامعة وعداد الكيلومترات لم يسجل إلا المسافة من العريش إلى ميدان القتال فحسب !!

ومن خلال تقرير مراقب الحكومة الأمريكية فى لجنة الإحصائيات العسكرية بخصوص الجسر الجوى لإسرائيل أثناء حرب أكتوبر .. ننقل بعض فقرات هذا الجسر لنتعرف مداه [2] :
أولا : استخدم الجسر الجوى الأمريكى لإسرائيل خلال 33 يوما كاملة , حوالى 228 طائرة متفاوتة السعة من طرازات س 5 وس 141 فائقة الحمولة ,
ثانيا : نفذت هذه الطائرات 569 طلعة جوية نقلت 23 ألف طن من الإحتياجات العسكرية
ثالثا : قامت الطائرات الإسرائيلية المشاركة في الجسر الجوى بنقل 5500 طن أخرى من المعدات
رابعا : أما المعدات الثقيلة فقد تكفل بها الجسر البحرى الذى نقل 74 % من الإحتياجات , وبلغت ضخامة الجسر البحرى حدا أن أول سفينة وصلت لإسرائيل كانت حمولتها وحدها 34 ألف طن من المعدات !
خامسا : تكلف الجسر الجوى والبحرى لمصاريف النقل فقط حوالى 88.5 مليون دولار بخلاف ثمن المعدات
سادسا : كانت أبرز مراحل المجهود للجسر الجوى وأكثرها تركيزا في الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر وهى المرحلة التي طور فيها المصريون هجومهم نحو المضايق ليفاجئهم السلاح الأمريكى الجديد والذي عطل كثيرا من تقدمهم

وكما سبق القول ,
لم تكن خطورة الجسر الجوى المستمر في ضخامته الهائلة بل أيضا في نوعياته التي اشتملت على أسراب كاملة من الطائرات الفانتوم وسكاى هوك والهليوكوبتر والدبابات المتطورة , فضلا على أعداد مماثلة من أسلحة لم يسبق لإسرائيل الحصول عليها مثل القنابل التليفزيونية المتطورة وقنابل ( جو / أرض ) ونظم كاملة للدفاع الجوى من طراز فولكان وشابرال ,
هذا فضلا على سلاح من أخطر أسلحة الحرب وهو صواريخ من طراز تاو المضاد للدبابات والمحمول على هيلوكوبتر والذي يعتبر أفتك سلاح حربي ضد الدبابات والمدرعات فضلا على أنواع جديدة من المدفعية بعيدة المدى وطائرات النقل والإبرار الجوى وأجهزة التشويش والتصنت ,
وختمت الولايات المتحدة جسرها الجوى بطائرات كانت تصل بطياريها جاهزة للقتال الفورى ,
فضلا على وضع الولايات المتحدة طائراتها المخصصة للتجسس ( طائرات بدون طيار وتسير بثلاثة أمثال سرعة الصوت وهى من طراز إس آر 71) لخدمة إسرائيل وقامت هذه الطائرات بمسح الجبهة شمالا وجنوبا بأمان تام وتصويرها بدقة شديدة تكفل لإسرائيل بناء خططها المضادة على حقائق الأمر الواقع دون حاجة لفرق إستطلاع أو مخاطرة أو فرصة خطأ ولو بنسبة 1 %
وقد حاولت وسائل الدفاع الجوى المصري التصدى لهذه الطائرات إلا أنها لم تنجح بالطبع لأن مدى ارتفاعها وسرعتها المهولة كانت فوق ضعف قدرة الصواريخ المصرية
وكانت خدمات طائرات التجسس والأقمار الصناعية هى السبب الرئيسي الذى تمكنت به إسرائيل من كشف نقطة الإختراق عند الدفرسوار فيما بعد
وبينما كانت القيادة المصرية في المركز رقم 10 تستعد لتطوير الهجوم نحو المضايق بلغتها أنباء طائرة التجسس التي مسحت الجبهة بأكملها , وتساءل القادة عن سر عدم إسقاطها فأجاب قائد الدفاع الجوى أن مدى صواريخنا لا يطولها بأى حال !
فصمت القادة والضيق يملأ نفوسهم لأن جميع خطط الحشد المصري واستعداده القتالى فضلا على توزيع قواتنا , كل هذا أصبح كتابا مفتوحا أمام إسرائيل[3]
هذا في ظل إمكانيات الجيش المصري العادية التي كانت ـ رغم تطور بعض أنواعها ـ قاصرة أصلا عن التسليح الإسرائيلي حجما ونوعية , فما بالنا بما أصبح عليه الميزان العسكري بعد هذا التفوق الإضافي في الجسر الجوى والذي نزلت به أسلحة متقدمة توفر القدرة البشرية لإسرائيل إلى أقصي مدى وتضمن لها تفوقا نوعيا في تركيز السلاح وضرباته ,
وبينما كانت المعدات الإسرائيلية يجرى تعويضها خلال ساعات من تدميرها كان الجيش المصري يقاتل باحتياطيه الإستراتيجى ولم تصل الإمدادات إلا في نهايات الحرب , وحتى هذه الإمدادات اقتصرت على بضع مئات من الدبابات في ظل نفس النوعية السابقة دون أن يورد الإتحاد السوفياتى تعويضا للخسائر المصرية كما هو الحال مع إسرائيل , فضلا على امتناعه التام عن مد مصر بأى سلاح إضافي يمكنها من مواجهة الأسلحة الجديدة من صواريخ تاو أو القنابل التليفزيونية أو غيرها

لكن ورغم كل هذا التفوق الكمى والنوعى والبشري الذى مال لإسرائيل فقد استمرت الإنتصارات المصرية تمنع إسرائيل من أى تقدم أو هدف ملموس ولم تنجح في زحزحة القوات المصرية شبرا واحدا للخلف , كما سنرى





الهوامش
[1] ـ مذكرات هنرى كيسنجر ـ الجزء الثانى
[2] ـ مذكرات اللواء الجمسي ـ مصدر سابق ـ نقلا عن التقرير الأمريكى
[3]ـ مذكرات اللواء الجمسي ـ مصدر سابق

قديم 10-22-2010, 01:25 AM
المشاركة 40
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المرحلة الثالثة من الحرب :


تعتبر هذه المرحلة من الحرب أيضا ضمن المراحل التي جرى فيها جدل كبير بين العسكريين والسياسيين , ليس على مستوى العالم الخارجى بقدر ما هو في إطار العالم العربي تحديدا ,
وهذا أمر طبيعى لأن العالم العربي في العادة تحكمه الميول والأهواء ـ إلا فيما ندر ـ بينما عالج المحللون الغربيون مراحل الحرب كلها بشيئ كبير من الحيادية
والنزاعات السياسية والإختلاف مع الأنظمة الحاكمة كانت السبب الأقوى في انتشار بعض وجهات النظر الخاطئة , وعدم الإنصاف في التقدير لا سيما في ظل اعتراف العدو نفسه بمدى التفوق الذى حققته القوات المصرية ,
فهذه النزاعات السياسية وقفت خلف كثير من الإنتقادات المصطنعة التي لم يكن لها أثر في كتابات العدو أو اعترافاته , ولو صحت لكانت انتصارات يجب أن يفخر العدو بها !
فليس معقولا أن يترك العدو أمرا يري فيه انتصارا له ويسقطه من حساباته لا سيما في ظل الصدمة التي تلقاها
ولهذا بدا غريبا جدا أن يتحدث البعض عن فرص ضائعة فى حرب أكتوبر وعن قرارات حملت بعض النجاح للإسرائيليين بينما الإسرائيليون أنفسهم رأوا فى نفس تلك النقاط هزائم مروعة لهم !
ولست أدرى ما الذى يمكن أن نطالب به القوات المصرية أكثر مما حققته فعلا , بعد أن انتصرت انتصارا ساحقا فى 51 معركة من مجموع معارك الحرب البالغ عددها 64 معركة ( والمعركة هى التى تشارك فيها قوات لواء أو أكثر من كل جانب ) وتمكنت القوات المصرية من السيطرة والإحتفاظ على رقعة أرض بطول 185 كيلومترا وبعمق 15 كيلومترا


وهناك أيضا سبب آخر غير سوء النية الكامن وراء الخلافات السياسية , سبب يكمن في حسن النوايا ,
ذلك أن بعض المحللين ممن انتقدوا مرحلة تطوير الهجوم المصري نحو الشرق والذي بدأ في 14 أكتوبر وبالغوا في عرضه وانتقاده كما بالغوا فى انتقاد الوقفة التعبوية وغيرها
وقعوا تحت تأثير مخالف للمنطق الواقعى ,
ذلك أنهم ـ من مكاتبهم ـ أصدروا الأحكام وأبرزوا الأخطاء متناسين أنهم يحكمون الآن على واقعة اتضح ـ بعد مرور السنوات ـ كل شيئ حولها وتوافرت المعلومات بشكل مكثف فضلا على أنهم يصدرون الحكم من موقع الأريحية لا من موقع القتال حيث يكون مطلوبا من القيادة العسكرية سرعة اتخاذ القرار في أقل مدى معلوماتى ممكن وأقصر وقت متاح ,
فكان يجب على المنتقدين أن يراعوا تلك النقطة الجوهرية فضلا على مراعاة نقطة أكثر جوهرية وهى أن الحكم على واقعة معينة بالخطأ أو الصواب إنما يكون في إطار نسبة الخطأ البشري التقليدى
فلو كانت الأخطاء من هذا النوع فهى ليست أخطاء لأنه ما من عمل إنسانى في الوجود يمكنه أن يحرز النجاح بنسبة مائة في المائة على طول الخط ,
وإنما يمكننا انتقاد الأخطاء إذا كانت من الفداحة بحيث أن تلافيها كان ممكنا وواقعا , ومدى فداحتها يفوق كثيرا ما يمكن احتماله كخطأ له تبريره المنطقي
فمثلا حشد القوات المصرية في حرب يونيو لمجرد صنع مظاهرة عسكرية إعلامية دون نية جدية في القتال هو خطأ أو خطيئة لا يمكن قبول التبرير فيها أيا كانت الدوافع ,
أما الخطأ الذى يقع من أى قيادة في شأن معركة من معارك الحرب الناجحة كحرب أكتوبر فهى أخطاء محتملة ومبررة
وبالطبع ليس معنى هذا عدم الإشارة إلى الأخطاء بشتى أنواعها , ولكن الإشارة إلى الأخطاء والقرارات الأصوب التي كان من الممكن اتخاذها شيئ , والمبالغة في تقدير حجم الأخطاء شيئ آخر
فذكر الأخطاء والسلبيات تذكرة واجبة , أما المبالغة فيها فيدخل في باب التجنى
ولكن حماسة النجاح المبهر الذى تحقق في الأيام الأولى للقتال خلال المرحلة الأولى والثانية دفعت البعض من المحللين إلى اعتبار مستوى النجاح فقط على هذا المستوى وعدم الاعتداد بأى نجاح جزئي بل اعتبار النجاح الجزئي فشلا ذريعا !


هذا بالضبط ما حكم نفسية المحللين الذى تعرضوا بالنقد القاس لمرحلة تطوير الهجوم نحو الشرق فقد أرادوها عملية مبهرة فائقة النجاح على نفس مستوى الأيام الأولى للقتال ولهذا اعتبروها عملية فاشلة رغم أن مقاييس الأرباح والخسائر ومدى تحقق الهدف الإستراتيجى من التطوير كان يميل لصالحنا على العدو ,
ولكن لأن الخسائر المصرية برزت في تلك الفترة ـ وإن كانت أقل من خسائر العدو قطعا ـ فقد اعتبرها المحللون المنتقدون خطوة غير ناجحة لأن نجاحها الجزئي لم يقنعهم , رغم أنه قوات العدو المدرعة كانت تتفوق علينا بمقدار الضعف
وهذا لا شك أنه ظلم فادح للقادة المشاركين والجنود المجاهدين إذ أنه ليس مطلوبا منهم أن يحققوا المستحيل عدة مرات على امتداد أيام الحرب !
فقد كانت انجازات أيام القتال الأولى تعدت حاجز المستحيل عندما تمت بخسائر لا تتعدى 2 % بينما المعدل الذى كان متوقعا يبلغ 40%
أى أن قواتنا لو حققت ما حققته في الأيام الأولى بمعدل خسائر 40 % في الأفراد والمعدات لتم اعتبار ذلك نجاحا تاما وتحقيقا للهدف الإستراتيجى الأول بعبور القناة وتحطيم خط بارليف
فما بالنا وقد تجاوزا القدرة البشرية فحققوه بمعدلات خسائر 2 % فقط
فكيف يمكن أن نلقي عليهم باللائمة في المراحل المتقدمة من القتال لو ارتفع معدل الخسائر إلى معدله الطبيعى المتوقع وفى ظل تحقيق الأهداف الإستراتيجية المطلوبة ! ؟!


ولم يكن معدل الخسائر الذى ارتفع على نحوه الطبيعى المتوقع ذنبا للمقاتلين , بل كانت الظروف في القتال قد تغيرت بعد نزول الأسلحة الأمريكية الجديدة التي تم استقدامها خصيصا لمواجهة عناصر القوة التي تميز بها المصريون في بداية القتال
وأهمها تفوقهم الرهيب في قتال المدرعات وحسن استخدامهم للمشاة حاملى صواريخ آر بي جى
فنزلت صواريخ تاو الأمريكية للساحة والتى تتفوق بمراحل على صواريخ آر بي جى ولا تحتاج التصويب والمعاملة اليدوية التي تحتاجها الصواريخ السوفيتية المحمولة ,
فكان من الطبيعى أن يرتفع معدل خسائر الدبابات المصرية ويقل مستوى أداء الأفراد بعد استخدام الإسرائيليين للدبابات الحديثة الطراز المزودة بأضواء الزينون المجهزة لإغشاء بصر المقاتلين المصريين ومنعهم من حسن التصويب
فنجح هذا الأسلوب في تخفيف قدرة المقاتلين على صيد الدبابات كما كان الحال أول أيام الحرب لأن صواريخ آر بي جى ومولوتكا تحتاج من المقاتل دقة تصويب عالية حتى يمكنه تعطيل دبابة العدو ولابد له أن يصيب الجنزير مباشرة أو يصيب برج الدبابة ولو أصاب أى جزء آخر فلن تتوقف الدبابة ,
بعكس صواريخ تاو الموجهة إليكترونيا التي كان بإمكانها حصد الدبابات حصدا ,
ورغم كل ما حدث فلم تزد خسائر الدبابات المصرية في مرحلة تطوير الهجوم عن 250 دبابة فقط خسر العدو أمامها ـ رغم التفوق التكنولوجى ــ ما يزيد عليها فضلا على أنه خسر 400 دبابة كاملة في يوم واحد أثناء توجيهه للهجوم المضاد الفاشل السابق الحديث عنه ,
فبلا شك أن معدل الخسائر هنا مقبولا بل ممتازا في ظل هذا التفوق النوعى الرادع وفى ظل استعداد العدو لأسلوب المقاتل المصري واتخاذه التدابير لمواجهته بعد أن أصبحت له خبرة بهذا الأسلوب خلال أيام الحرب الأولى ,

هذا من ناحية معدل الأرباح والخسائر ,
ومن ناحية تحقيق الهدف الإستراتيجى من عملية تطوير الهجوم فقد تحقق إلى حد كبير
لأن التطوير الذى تم تنفيذه لم يكن الهدف منه هو هدف الخطة باحتلال المضايق بل كان عملية سريعة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية وهو ما تم بالفعل بعد أن قام العدو بتوجيه قوته الجوية الضاربة للجبهة المصرية ,
هذا مع تسليمنا الكامل أن قرار تطوير الهجوم بالطريقة المتعجلة التي تم بها لم يكن من الأصوب فعله ,
إلا أنه أيضا لا يمثل تراجعا أو تدنيا في المستوى والدليل على ذلك أن الهدف النهائي للحرب تم كاملا وحافظت مصر على مكاسبها من القتال حفاظا تاما واستردت سيناء عن طريق إلحاق العمل السياسي بالجهد العسكري الذى تحقق على الأرض , وكانت أرض سيناء هى الأرض الوحيدة التي دخلتها إسرائيل ثم انسحبت منها كاملة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حدائق الايمان فى حرب رمضان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حدائق بابل المعلقة أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 10-10-2015 08:37 PM
ll~ زهُورٌ مِن حدائق ِ الفـَـصيح ِ .. أمل محمد المقهى 25 12-30-2014 01:56 PM
فردريك نيتشه .. بين الايمان والالحاد فارس كمال محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 5 05-03-2014 09:43 PM
في حدائق حبك منى شوقى غنيم منبر البوح الهادئ 5 10-01-2011 02:17 PM

الساعة الآن 01:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.