يا دمع
أسابق إلى تلك الأبواب بعضي
بالأمس في سفر المحبة كانت مشرعة
والآن قد وصدت بعد الملام وبعد هجري
هذه الصفحات سطورٌ من عمري
سأنشر فيها ما كتمته
لم يعد في الصدر موطئٌ لسري
هكذا ستصبح كل الكلمات مدهشةً
دون الشعر وفوق النثر
يا ظلمة النفس حين تغيب من بين الأصابع كل ذكرى
تلك الأخبار قد بترت
وما عادت مطارحهم تشي حكاياتهم
ليت السراب من الأمان
خُلقت عند أول الربيع محبتي أطوارا
وتَطَهرت بأصداء الصباح ذنوبي
ونشرت ليلي للسائلين تكرماً
من يصدق الخبر اليقين غير تبتلي
يا راحلين إليهم والأرض تشهد جودهم
ألقوا السلام على من هاموا على شواطئ الكرم
وإن عرجتم على تلك السواقي
فتوضئووا
وتجمعوا
وتكرموا بالصلاة فهنا
يغسل الدمع خطيئتي و تكبري
طال الفراق فتاهت كل شعابنا عن ربوةٍ
بالأمس كانت تعمر بالمحبة أرجاؤها
وتباعدت خطواتنا عن ذاك الأثر
قد كان في علم المسير معرفا
هل تُرجع الأيام لحناً باكياً
بالموت كبل وبالعويل تشدقا
شاءت الأقدار إغراق السفينة واأسفي
بعدما رفعت صوارينا تشق أرجاء الفضا
فجرت كل عباراتي احتجاجاً
وقطًعت مفاصل الكلمات في أنحاء رأسي
على أوردتي قد قمت أرقص من ألمٍ
عامان من عمري لم أكف عن الندب
كذلك كنا على وتر الوصال بالساعات نقضي
أسأل دهري تلك الفجيعة مالها
لاكتني في آخر الليل غصتي
وشربت من كأس المرارة علقماً
فأنا الذي قد ضعت بين المنازل اشتكي
فقدت مسالكي عن دارهم
وتعطلت كل وسائلي
من يمدني حبل الغريق فأنا الغريق بهمٍ وغم
هل يا دمع تشفع عندهم ؟؟
يا دمع .. يا دمع أمسك فما عادت أكُفي تقوى قربكم
قد هاجها الإحراق والإيلام
هاذي نهاية عهدي فاجعل من كل ناصية للحروف ملاحماً
واجعل ختام ما أعظمت في نفسي مسكاً وعنبرا
التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 03-23-2012 الساعة 06:19 PM
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
arkred;border:10px double green;"]
