قديم 09-17-2016, 01:57 PM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سألت عيوني البدر عن أمي التي
على صوتها عشق المنام أغاني


وفي هذا البيت يقول الشاعر انه نظر الي السماء يخاطب البدر يسأله عن امه التي كان يعشق المنام على صوت أغانيها، وهذا تعبير صارخ عن الإحساس بالفقد الذي كان الشاعر يكابده، ولا بد ان سؤاله للبدر استنكاري لانه يعرف بانها ماتت وتركته يتيما لكنه في مخاطبته للبدر انما أراد ان يعبر عن مدى اشتيقاه لتلك الام التي كانت تملا عليه الدنيا بحنانها ومن ذلك أغانيها التي كانت تنشدها او تغنيها له عند النوم . ووجه البلاغة في هذا البيت يتأتى من استخدام كلمات توقظ حاستي البصر و السمع عند المتلقي حيث يتضاعف إحساس المتلقي بفقد الشاعر واشتياقه لامه.
*

قديم 09-18-2016, 10:43 AM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صدري يحن للمسة بأكفها
ليذوق دفئ الحب في الأحضان

بعد ان يسأل الشاعر القمر عن امه ويعبر عن مدى اشتياقه لها وإحساسه بالفقد، يؤكد الشاعر هنا في هذا البيت على مدى إحساسه بذلك الفقد ويقول ان صدره يحن للمسة من اكف امه حتى يذوق طعم الحب وهي تحتضنه، وهو يستخدم في التعبير عن مشاعره لغة مباشرة لا تعقيد فيها، لكنا نجد ان الشاعر يحشد في هذا البيت أيضاً عددا من الحواس ( لمسة +اكفها+ الذوق) التي توقظ حواس المتلقي فتجعله يستشعر فقد الشاعر لامه بحدة تثيرها هذه الحواس .
ولا نعرف اذا كان الشاعر يتذكر مثل ذلك الموقف ام انه يتخيله في لحظة كتابة القصيدة حيث نعرف انه فقد الام وهو في الثالثة وهي سن مبكرة لا يتذكرها الانسان ولا يتذكر على الغالب امه فيها. لكنه يتخيل علاقة الطفل بامه في تلك السن ويعبر عنها بهذه المرارة التي تعكس فداحة شعوره بالفقد ميتين فقد انه في سن مبكره
.

قديم 09-21-2016, 12:14 AM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يا نجم أين أبي الحنون بقلبه
من لو رآني معذبا لفداني


وفي هذا البيت يسأل الشاعر النجم هذه المرة عن والده كما سبق ان سأل البدر عن امه وهذا يعني ان الشاعر لطيم وليس فقط يتيم فهو يخبرنا بأنه يستشعر فقد والده كما يستشعر فقد والدته أيضاً، ويصف والده بالرقة والحنان وقلبه الروم الرؤف به حتى انه وكما يقول الشاعر لو راه معذبا لهب لفديته.
وهذا التصريح يوضح فداحة الالم الذي يتحدث عنه الشاعر في قصيدته. وفي هذا البيت استخدم الشاعر كلمة تدل على غريزة البصر( راني ) وهو ما يزيد من تأثير البيت على المتلقي
. *

قديم 09-21-2016, 01:00 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لما أرى الأطفال بين رياضهم
كالزهر مبتسما من الولهان

حاولت أرسم في الخيال سعادة
من طيفها أنسى عنى حرماني

لكن بنار القهر ذابت أدمعي
فمحت رسوم سعادة بجناني


فكرة هذه الابيات الثلاثة مترابطة مع بعضها البعض. ففي البيت الاول يخبرنا الشاعر بأنه لما يرى اقرانه من الاطفال وهم يلهون ويلعبون في سعادة غامرة يشعر وكأنهم ازهار البساتين المتفتحة وكأنها تبتسم لناظرها، وهو يفسر لنا ذلك الشعور على انه ناتج عن ولهه اي شعوره الشديد بالفقد والم الوحدة كنتيجة لكونه يتيم غابت السعادة والابتسامة عن محياه.
ففي هذا البيت يقارن الشاعر بين حاله التعيسية كونه يتيم وبين حال من يراهم من اقرانه الاطفال الذين تغمرهم سعادة لوجود والديهم مما يجعلهم في تلك الصورة من الفرح وكأنهم زهر البستان المتفتح وكأنه يبتسم من شدة الفرح والسعادة الغامرة.
وفي هذه المقارنة يحاول الشاعر ان يبرز شدة التعاسة التي يشعر بها الشاعر نتيجة لذلك اليتم الذي اصابه وتركه على ذلك الحال من الوجد والالم والفقد، من خلال ابراز فرحة اقرانه من الاطفال.

قديم 09-21-2016, 01:18 PM
المشاركة 15
دكتور محمد نور ربيع العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صور ذات شجون مصاحبة لعبقرية شاعر

قديم 09-22-2016, 12:19 AM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك دكتور محمد على مرورك الكريم

انها قصيدة معبرة بقوة عن مرارة اليتم واليتيم الأقدر على التعبير العبقري فمثل هذه الظروف تشحذ العقل وتجعله قادر على التصوير والابداع بادوات وصور سحرية عجيبة لا تتاح لغير اليتم .
ويسرني وانت في منبر الدراسات ان ادعوك للاطلاع على محتوى مدونتي حول العلاقة بين اليتم والعبقرية وهي تحت عنوان هل تولد الحياة من رحم الموت ؟ علما بان هذه المدونة مبنية على دراسة جامعية تمكنت خلالها وضمن برنامج الماجستير في الادب المقارن من إثبات ان هناك علاقة بين الفقد والابداع ثم اتبعت تلك الدراسة بدراسة اخرى إحصائية على عينة دراسية مكونة من 100 شخصية وهم المدرجين في كتاب مايكل هارت اعظم 100 شخصية في التاريخ وتبين ان 54 ظھ منهم ايتام مسجل يتمهم على الانترنت والباقي مجهولي الطفولة فيما عدا 2 فقط .
وقد اكدت هذه الدراسة ان العلاقة بين اليتم والعبقرية حتمية وتتعدى عامل الصدفة .

اهلا وسهلا بكم وبكل من يهتم في قضية الأيتام *

قديم 09-23-2016, 12:11 AM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حاولت أرسم في الخيال سعادة
من طيفها أنسى عنى حرماني


وبعد ان اخبرنا الشاعر عن الصورة التي كان يرى فيها الاطفال وهم فرحين بصحبة والديهم كانهم أزهار البستان المتفتحة يخبرنا بانه كان في ظل ذلك الوضع يحاول ان يرسم في خياله سعادة لعله ينسى من طيف تلك الصورة المتخيلة الم حرمانه كونه يتيم فقد البسمة التي ظل يراها ترتسم على شفاه الاطفال من اقرانه.
ففي هذا البيت يخبرنا الشاعر بانه كان يحاول اختلاق الظروف ليس تلك التي تجلب له الفرحة والبسمة ولكن تلك التي تخفف عنه الم الحرمان والفقد كونه يتيم خاصة في ظل ما كان يراه من سعادة في المقابل لدى الاطفال الذين لم يحرموا من والديهم.
*

قديم 09-24-2016, 11:37 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لكن بنار القهر ذابت أدمعي
فمحت رسوم سعادة بجناني


وفي هذا البيت يخبرنا الشاعر اليتيم انه وبدلا من ان ينجح في اختلاق صورة من الفرح في خياله كي تنسيه الم الحرمان الذي اصابه خاصة عند مشاهدة اقرانه من الاطفال وهم يلعبون فرحين في رياضهم كانهم أزهار البساتين وذلك كناية عن شدة حالة الفرح والسعادة التي كانت تغمرهم ، وبدلا من ان ينجح في رسم تلك السعادة في جنانه المتخيلة انهمرت دموعه التي ذابت بفعل نار القهر الذي غمره، وتلك كناية عن غزارة الدموع التي يشبهها الشاعر بجبل جليد يذوب بفعل نار القهر فتتشكل منه سيول تنهمر بغزارة شديدة فكان نتيجة انهمار دموع الشاعر ان انمحت تلك الرسوم المتخيلة التي كان يحاول رسمها في جنانه المتخيلة أيضاً حينما شاهد الاطفال وهم يلعبون في الجنائن فرحين بحالهم.

وهنا يشدد الشاعر على وصفه لحالة البؤس والالم التي كانت تغمره حتى انه كان عاجزا عن الفرح من خلال رسم صورة خيالية تمنحه شعور بالسعادة فانهمرت الدموع لتمحوا تلك الرسوم وهو يخبرنا ان انهمارها جاء بنار القهر.

وتتأتى البلاغة في هذا البيت من روعة الصورة التي يرسمها الشاعر لينقل الي المتلقي عمق التعاسة والالم التي كانت تلم به وبذكر الدموع يوقظ الشاعر لدى المتلقي حاسة البصر فيرى تلك الصورة بوضوح اكبر فهذه الدموع تذوب من العيون بفعل نار القهر وكأن في العين جبل من جليد يذوب بتار القهر فتنهمر الدموع وتتدفق كانها سيل عرم فتمحوا في طريقها تلك الرسوم التي حاول الشاعر رسمها في حدائقة المتخيلة ، وفي ذكر النار والذوبان والقهر والسعادة والرسم والمحو وكذلك حالة الشاعر وحالة اقرانه من الاطفال في كل ذلك توظيف مكثف وذكي ايضا للتضاد الذي يكون له وقع مؤثر للغاية على دماغ المتلقي، وهي لا شك صورة صارخة بالغة التأثير ، تجعل المتلقي يستشعر عمق تلك التعاسة التي عاشها الشاعر بفقد والديه.

*

قديم 09-25-2016, 10:40 AM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نظراتي من بقيت تحاكي صمتها
في بؤسها تخبرك عن أحزاني


لا شك ان هذا البيت فيه بلاغة شديدة ومكمن البلاغة يتأتى من تلك الكلمات التي تثير حواس المتلقي وتحديدا حاستي البصر وحاسة السمع ( نظراتي + تحاكي+صمتها+ تخبرك ) وكذلك استخدام الاضاد في كلمتي ( تحاكي + صمتها ) وهو ما يجعل اثر البيت عظيم على المتلقي، ولو انني ربما لم اعرف تماماً لمن تعود كلمة صمتها، بمعنى نظراته تحاكي صمت من ؟
لكن يستطيع المتعمق في القصيدة ان يفهم قصد الشاعر فهو يخبرنا هنا بان نظراته البائسة التي ظلت عيونه قادره عليها لانها كادت تصاب بالعمى من شدة البكاء والحزن و التي تحاكي صمت امه ربما، تحكي هذه النظرات قصة أحزانه، فهي لا بد نظرات بائسة حزينه بل أوديسا من الحزن وهي بذلك تقول الكثير عن ذلك الالم والشعور بالفقد الذي اصابه وكان يعاني منه الشاعر بسبب يتمه كما يخبرنا في ابيات القصيدة كلها
. *

قديم 09-25-2016, 11:04 PM
المشاركة 20
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والضحك غادر للشفاه شواطئا
ذاق العناء بصحبتي فجفاني


ولم يكتف الشاعر بوصف كيف ان نظراته البائسة كانت تحكي قصة حزنه مع اليتم وما خلفه ذلك اليتم عليه من الم لا بل فهو هنا في هذا البيت يقول بان الضحك غادر شواطئ الشفاه عنده لانه اي الضحك ذاق العناء بصبحة الشاعر البائس الحزين فكان لا بد له من الرحيل جفاء على حالة البؤس التي منعت الشاعر من الضحك فما كان منه اي الضحك الا ان فر منه تاركا اياه في حالة البؤس تلك.
ويشتمل هذا البيت على صورة جميلة ولو انها مؤلمة حيث يشبه الشاعر فاهه بالبحر وشفتاه بشواطئ ذلك البحر، ويؤنسن الضحك فيجعله مثل انسان يضيق به الحال من شدة البؤس التي كان يعاني منها الشاعر فما كان منه اي الضحك الا ان غادر تلك الشواطئ مجافيا الشاعر لانه ذاق العناء بصحبته الالم فلم يطلق ولو ضحكة واحدة فكان الرحيل هو النتيجة الحتمية .
ونلاحظ ان الشاعر باستخدامه كلمتين ترتبطان مع حاسة الذوق وهما ( الضحك + الشفاه ) يوقظ في المتلقي حاسة الذوق فيكون للبيت اثر مضاعفا في التأثير.

وهذا البيت انما جاء ليؤكد على حالة البؤس التي خلفها اليتم على الشاعر الي حد ان الضحك غادره مجافيا.
. *


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصيدة طفولة الحرمان - اليتيم: للشاعر فؤاد الزهيري - دراسة تحليلية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية ساق البامبو لـ سعود السنعوسي ...دراسة تحليلية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 32 03-25-2018 07:26 PM
يتيم الشعر وطاقة البوزيترون: دراسة تحليلية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 10-01-2016 04:18 PM
المصطلح النحوي .. دراسة نقدية تحليلية - أحمد عبد العظيم عبد الغني د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-18-2014 09:19 PM
سميرة رجب: امرأة تغرد خارج السرب - دراسة تحليلية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 12-05-2010 11:47 PM
المـواويـــل . . للشاعر فؤاد قاعــود (عامية مصرية) أسامة المهدي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 10 09-11-2010 08:02 AM

الساعة الآن 04:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.