احصائيات

الردود
0

المشاهدات
835
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
02-11-2021, 10:21 PM
المشاركة 1
02-11-2021, 10:21 PM
المشاركة 1
افتراضي دَرْبُ الجَبِيبَةِ / الشاعر اللبناني باسم أحمد قبيطر
دربُ الحبيبة

ما همّني لو سرتُ دربَ حبيبتي
من مولدي حبْوًا ليومِ مماتي
أمشي وَتَمْشي خَلْفَنا خُطواتي
وأتوهُ أنتعلُ الدروبَ وألفُ جرحٍ في يدي
لا لن تؤخِّرَ رحلتي وأنا أعانقُ وَحدتي
ويدي تعاندُ كلَّ من يحنو وكفَّ مُضمّدِ(ي)
أرنو إلى ضوءِ الصباحِ الآتي
وتكادُ تعتنقُ الأسى عَبَراتي
شقّتْ أَخَادِيدَ الْهَوَى نشوانةً في مهجتي
ورياحُها حيرانةً تزجي سفائنَ غربتي
وتحطُّ مرساها على قَسَماٰتِي
وُدٌّ وَكَدٌّ رَجْعُها كَبَواتِي
أَأَهِيمُ أَلْحَقُ طَيْفَهاٰ فِي حاٰلِكِ الظُّلُماٰتِ؟
أَمْ أَهْتَدِي بِمَتاٰهَةِ الطرقاتِ؟!
بَيْنا تُلطِّفُ لهفتي زفراتي؟
وَأُسابقُ اللّحظاتِ باللّحظاتِ؟
وَأَشقُّ مشواري بمحراثِ الخُطى
فيدلُّني بين الوهادِ شتاتي
وَتَشُدُّ أَزري في الدُّجَى حَسَراتي
لأدافعَ الإشفاقَ بالعثراتِ
وَأُجاهدَ الدّيجورَ بالسّقَطاتِ
شوقي إليهِ مطيَّتي وَسُراتي
إنَّ الطريقَ إِلَيْهِ وعدُ غَضارةٍ في دافئِ القبلاتِ
لٰكِنّما الوعدُ اسْتطالَ بِهِ المدى في مرمَحِ اللّوعاتِ
يعدو ويَحسبُ أنّها شَهواتِي
أم أنّه يدري بآلامِ النّوى ويعدُّها حسناتي؟!
أنشأتُ أقرأُ ما بِها صفَحاتِي
ورأيتُنِي أَصْلى غَواياتِ الهوى مِن غيرِ ما حدَقاتِ
وَأتيهُ في نَجوى مَتاهاتِ الطلولِ ومُطلقِ الفلَواتِ
فَتَئِنُّ نفسي، لم أَطُلْ بَعْدُ الشفاهَ الرّاعِشاتِ
مَنْ لي لِأَبرحَ وَحشةَ الخَلَواتِ؟!
مَنْ لي لِيفقَهَ مُبتغى لفَتاتِي؟!
أَتظنُّ أني مُغرقٌ في لجّةِ اللّوثاتِ؟!
أو أنّني ألوِي على همسِ العذولِ ولمزِهِ
أو أنّني أخشى خفايا تنطوي في همزِهِ
أو ضجّةِ الصيْحاتِ؟!
ياٰ غُصنَها، ياٰ حسنَها، يا مُشتهى النّخلاتِ والمَلِكاتِ
أَقبِلْ، أَبِحْنِي نظرةً تشتاقُ ومضَ بريقِها مَلَكاتي
إنّي هَمَزْتُ لعشقِها حُبًّا جموحًا، فاسْألُوا ساحاتِي
حبًّا على خيْلِ الصبابةِ يصنعُ الثوراتِ
آهٍ من الوَلهِ الحرونِ ونَشرِهِ المُهراقِ من نفَحاتِي..!!
آهٍ لَهَاٰ..!!
بُحَّتْ معازفُ شوقِها..!!
وتأوّهتْ ناياتي..!!
أنَا في الغرامِ كمَا الوَغى لا تنتهِي جَولاتي
وغدًا ترَوْنَ جزالَتِي مِن غيرِ نِدٍّ، فاحذَروا صوْلاتِي
هَاٰ وَاشْرَأَبَّتْ كلُّ روحي في ظلالٍ شاحباتِ
كيْ تُرشدَ الضلّيلَ يَذْوي في عيونٍ ناعِساتِ
أغْوَتْهُ، أَمْ أرداهُ فَتْكٌ من لِحاظٍ شارداتِ؟
أَهِيَ اللّيالي طرفةُ الخطراتِ؟
وَمَواقدي أيقونةُ النَّظَراتِ؟
أم للدّياجي قَد صَبَتْ أنّاتي؟
فَنَضَتْ ضياءً قد ذوى
وإلى مظنّاتي أوى
في عمقِ ديجوري انزوى
في ركنِ ذاتي وانطوى
ماذا دهاهُ وما نوى؟!!
إذ في هنيهاتٍ عدَتْ
من غيرِما وقتٍ مضتْ
أَحْيَا مُحَيَّا الحالكاتِ الداجياتْ
وجَلا عميقَ الخافياتِ الساكناتْ
فتمَلْمَلتْ سكَناتُها
لا من سقامٍ ويحَها
كم كان يغريها البَياتْ
فعَلا الأذانُ بروحِهِ واستيقظتْ صلواتُهُ
حينَ ادلهَمّ خُفاتُهُ
وطغى الشحوبُ، أما انتوى ذاك الأفولَ سناؤهُ؟!!
وبيَ استبدَّ سباتُهُ؟!!
فَشَدَا الْمَسِيرُ حُداءَهُ في غمرةِ الصلواتِ
لَحْنًا مِنَ الْآٰهَاٰتِ
هُرِعَتْ تُؤاسي الدّمْعَ في ظُلَمٍ شِدادٍ دامِساتْ
ما كنتُ أَحسبُ في التدلّهِ حيرةً فاقتْ حِجَى الحيْراتِ
فإذا بِهِ عشقٌ تغشّى لذّةً تربو على اللّذاتِ
هي متعةٌ أم نزعةٌ
أم مشتهًى ينتابُني
ومنَ الجوى يعتادُني
في مستقرِّ حَصاتِي؟!!
حيْرانَ كنتُ ولمْ أزلْ
حيرانَ لا أدرِي متى أجلو هيامًا خاض في عمري... وأوجعَ حينما في مِحنةِ الولَهِ المغمَّسِ بارتيابِ توهّمي... ما همّهُ فقري إليهِ، فشذّ عن أمري، وعمّقَ صبوةً... تقتاتُني
تجتاحُني
لم أشكُها
ما سرُّها؟!!
أشتاقُها..!
أشتاقُ بانًا في تمخطرِهِ تثنّى والتوى
فترى على آثارِهِ رملَ المسافةِ معشِبا..
أشتاقُ خطوًا في تخايلِهِ احتوى
بالحسنِ قاموسَ النضارةِ والرُّوَا (ءْ)
وبهِ تسربل وانطوى
أشتاقُها حورِيّتي، حوريّةَ القدِّ المزركشِ بالملاحةِ والصِّبا
أحتاجُها..!!
يا ويحَهُ عمري الموَلّي إثرَها
هل أشتكي ذاتي إلى ذاتي التي في عمقِها
تدري بأنّكِ أنتِها
راحُ الدّوالي في كرومِ تُقاتِي
أهفُو إليها خمرةً يروي صَباها في شجًى لهَفاتِي
أصبو إليها روضةً تاهتْ على الرّوضاتِ
تاللهِ طابَ المُلتقى في تلكمُ الدّوحاتِ
لَاٰ لَاٰ تسَلْنِي عَنْ حَلَا اللّوحاتِ
ما بينَ واحةِ حبِّها وجلالِ واحةِ عشقِها
فردوسُ وجدٍ غُصَّ بالْواحاتِ
هِي جَنّةٌ ما زال يعرِشُ ظِلُّها في سدرةِ الجنّاتِ..!!
مَاٰ غِبْتُ عنْ وعدِ الهوى
أو تِهْتُ فِي حَذْوِ الصَّبا
فسلوا التلهُّفَ والجوى
ما ارتدّ نبضيَ أو كبا
لم يعنِهِ كيفَ اكتوى
وإلى لواعجِه صَبا
من غيرِ توقٍ للغوى
والوجدُ ينبِضُ ما خَبا
في خفقِهِ عزمٌ دوَى
ما كانَ رعدًا خلّبا
أقصى المخاوفَ واستوى
يختالُ في محوِ الهَبَا (ء)
والخوفُ من خوفٍ هوى
والشوقُ سيفٌ ما نبا
فاسْتشهدوني أو سَلُوا شهَقَاتِي
يَاٰ غِلْظَةَ الْأَيّامِ صَبْرًا، وَارقُبِي نَغَماتِي
تاٰقَتْ لَهَا الْأَطْيابُ إِذْ صَدَحَتْ
وَكَذلِكَ الْأَطْيارُ فِي الْوُكُناتِ
وَجْدٌ وَجِدٌّ، ياٰ لَهَا صَبَواتِي..!!
أمْتَدُّ فِي أُفُقي، لَعَلِّي أَرتَجِي
وَصْلًا بِها، فترُدُّنِي خَفَقاتِي
مَاٰ لِي وَقَدْ حاٰنَ الْوِصالُ مُضيَّعٌ
تَسْعَىٰ إِلَى اللُّقْيا بِها كَلِماتِي؟!!
هِيَ مَنْ أراها، إنْ أراها خِلْسَةً
أو ضَوعةَ الزهراتِ؟!!
فأمدُّ طرفًا للسّماءِ لعلّني
أجلو نقابَ التّيهِ في الغَيْماتِ
أرنو إلى سيْرِ الأهلَّةِ في الفضاءِ ونُضْجِها
مُسْتَجْلِيًا بينَ الولادةِ والأفولِ تمخُّضَ السّاعَاتِ
فإذا بِها تزهو وتذبلُ كالمواسمِ بيننا
ملَكَتْ علينا عمرَنا
لكنما لم يعترِ النقصانُ دورةَ بدرِنا
وقتًا من الأوقاتِ
فَهِلالُنا عيدٌ وَبدرٌ نيِّرٌ
قمرٌ سَمَا...
ما حالَ مَا اتسّعَ المدى
ما غُمَّ في الإثباتِ
أقسمتُ أنّكَ خافقي في العشقِ لحنٌ خالدٌ
ضاهى الكنارَ إذا شدا
لا زلتَ أنتَ المقتدى
أنسَيْتَ ما حادٍ حدا
تستقرئُ الوجَناتِ
فاهنأ لقد ذاع النِّدا
أن كنتَ فيضًا كالجَدا
غيثًا تهاطلَ صيّبًا يعلو على الشهَواتِ
للهِ درُّ حبيبةٍ ترقيكَ بالبسَماتِ
فَشَهِدتُ أنّ رسولتي مَحظِيّةُ العمرِ المضمّخِ بالندى
وتميمتي وشفيعتي تستمطرُ الرّحماتِ
وَعرفتُ أنّ حبيبَتي نورٌ تقمّصَهُ الهدى
قُدْسِيَّةُ الآياتِ
فَحلَفْتُ أنّ بَهاءَها برءُ الغليلِ من الصدى
مُسْتَبرَأُ السّكراتِ
ما كان تهيامي سُدى
بل صبوةُ الصّبَواتِ
ما همّني فيها شقاءٌ أو ردى
أو زائرُ الإخفاتِ
روحي الفِدا
تردي العواذلَ والعِدى
والإفكَ والشبُهاتِ
بالحبِّ لم تحتجْ مِدى
فسهامُهُ أدواتي
ممّا أخافُ وحبُّها حِرزي وطوقُ نجاتي
سأقولُها مِلءَ الدُّنى مُتفاخِرًا
أسلمتُ في ساحِ الهوى نَبَضاتي
وَأَصيحُ في سمعِ الورى متزاهيًا
أفنَيْتُ في دَرْبِ الهوى لحَظاتي
لَأُباهِيَنَّ الناسَ بالحبِّ الذي
يرقى إلى أمثولةِ الحقباتِ
وَأُقَلِّبَنَّ القلبَ في أهوائهِ العَطراتِ
إنّي وَقَدْ أسلمتُهُ أمري بِغَيْرِ شكاةِ
أودعتُهُ كالعاشقينَ حياتي
وَحَبَوْتُهُ من مولدي عشقًا ليومِ مماتِي


باسم أحمد قبيطر - إسبانيا🌴



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: دَرْبُ الجَبِيبَةِ / الشاعر اللبناني باسم أحمد قبيطر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سَكَر / الشاعر اللبناني باسم قبيطر عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 6 09-26-2021 04:04 AM
أَجِرْني/الشاعر اللبناني باسم قبيطر عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 0 06-11-2021 08:15 PM
باريسُ تسْألُني / الشاعر اللبناني باسم قبيطر عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 1 04-27-2021 05:53 PM
أَذَانُ الدُّمُوع / الشاعر اللبناني باسم قبيطر عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 0 02-19-2021 09:55 PM
زَخْرَفَاٰت/ الشاعر اللبناني باسم قبيطر عبد السلام بركات زريق منبر مختارات من الشتات. 0 02-08-2021 02:42 PM

الساعة الآن 03:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.