احصائيات

الردود
1

المشاهدات
1182
 
هادي الشمري
من آل منابر ثقافية

هادي الشمري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
17

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Mar 2020

الاقامة
العراق

رقم العضوية
16069
04-09-2020, 02:14 PM
المشاركة 1
04-09-2020, 02:14 PM
المشاركة 1
افتراضي نظرية تجزئة القران \ الفرقان
منقول من الموسوعة القرأنية للسيد القحطاني



الفــرقان

عرفنا إن الفرقان هو جزء من القرآن ، ولقد ورد ذكر الفرقان في عدة مواضع : قال تعالى {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}( ).
وقال جل وعلا {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ }( ).
وقوله {إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}( ) .
وقال تعالى {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً}( ).
من كل ما تقدم من الآيات يتبين لنا إن هنالك كتاباً أسمه الفرقان نزل على موسى (عليه السلام) وعلى عيسى (عليه السلام) وهو غير التوراة وغير الإنجيل وله أغراض غير ما لهما من أغراض .
كما إن هنالك فرقاناً انزل على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أبتلى الله به المؤمنين ليرى إن كانوا يؤمنون به أم لا ، ووظيفته الإنذار ، وعند الرجوع إلى الروايات الواردة عن أئمة أهل بيت العصمة (عليهم السلام) نرى إنهم حددوا الفرقان وشخصوا دوره في التشريع الإسلامي وميزوه عن القرآن .
فقد ورد في الكافي عن ابن سنان عن غيره عن من ذكره قال :
( سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القرآن والفرقان أهمها شيء واحد؟
فقال (عليه السلام) : القرآن جملة الكتاب والفرقان المحكم الواجب العمل به )( )، وغير ذلك من الروايات المتعددة .
كما ورد في أدعية المعصومين (عليهم السلام) ومنها دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة الذي قال فيه :
( ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ).
ودعاء الإمام زين العابدين وإمام الساجدين عند ختم القرآن :
( وفرقاناً فرقت به بين حلالك وحرامك ).
مما سبق نعرف الفرقان هو كتاب الأحكام الشرعية الابتلائية التي تبين حكم الله والتي يشير إليها ما ورد : ( ما من واقعة إلا ولله فيها حكم )( ).
أما علة تسمية ( الفرقان ) فيمكن إيضاحه بالتعرف على جزئي اللفظ وهما:-
1- الفرق وهو يشير إلى ما يتم به التفريق بين شيئين والتمييز بينهما والى هذا المعنى يشير بقوله تعالى {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ}( ).
فصار البحر ( فريقين ) قد وصف الله كل منها بأنه { كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }( ).
كما يشير هذا المعنى إلى ما يميزه عما سواه كما ميز القرآن في قوله تعالى { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }( ).
2- إضافة المركب (آن) وهو يفيد الاستمرار مع الزمن ، فيكون معنى (الفرقان ) هو الذي يتم به التفريق بين الحلال والحرام في كل زمان .
كما أشارت الآية {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }( ).
((إذن فالفرقان هو كتاب الحلال والحرام الذي يبين للناس أحكامهم)) .
قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }( ).
والمعنى اللغوي للفرقان كما تقدم هو التفريق بين الحق والباطل كما قال أئمة الهدى : ( وكل محكم فهو فرقان ) وهو الكتاب الحاوي على الأحكام الشرعية التي تبين الحلال من الحرام ، وهذا الكتاب مختص بأهل البيت النبوي (عليهم السلام) فهم العارفين به فقط .
فقد جاء عن حمزة عن عبد الأعلى قال :
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : ( المتوثب على هذا الأمر المدعي له ، الحجة عليه ؟ قال (عليه السلام) : يسأل عن الحلال والحرام .
قال : ثم أقبل عليّ ، فقال : ثلاثة مع الحجة لم تجتمع في أحد إلا وكان صاحب هذا الأمر :
أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ، ويكون عنده السلاح ، ويكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا أقبلت المدينة وسألت عنها العامة والصبيان إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون إلى فلان بن فلان )( ).
وهذا الأمر ثابت بوجود الأرض ولا يخرج منهم (عليهم السلام) أبداً .
حيث ورد عن عبد الله بن سلمان العامري عن أبي عبد الله قال : (ما زالت الأرض إلا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله )( ).
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فلو أمعنا النظر في قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ}( ).
وتساءلنا لماذا ورد ذكر هارون مرادفاً لموسى لكان الجواب وببساطة إن هارون (عليه السلام) يتوارث الفرقان من موسى (عليه السلام) فهو وزيره وخليفته بنص القرآن .
ولما كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) قد قال لعلي (عليه السلام) : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى )( ).
فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) يرث الفرقان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) . كيف لا وهو القائل في حقه :
( أنا مدينة العلم وعلي بابها )( ).
وقال : ( علي أقضى أمتي )( ).
وقال : ( أخذ علي تسعة أعشار العلم وشارك الناس في العشر العاشر وهو أعلمهم فيه )( ).
ثم إن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يتوارثونه فيما بينهم إلى قيام الساعة .
وقد أملاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) على مسامع علي (عليه السلام) ليخطه بيده فيجمع فيه كل أحكام الحلال والحرام ، وليكون الباب مسدوداً على كل من يقدمون عقولهم على حكم الإمام المعصوم والتشريع الإسلامي .
فقد ورد عن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول :
( ... الجامعة إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وخط علي (عليه السلام) بيده ، إن الجامعة لم تدع لأحد كلاماً فيها علم الحلال والحرام إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعداً ، إن دين الله لا يصاب بالقياس )( ).
بما إن كتاب الفرقان يحتوي على كل ما موجود من الحلال والحرام فقد ذكره في هذه الرواية بلفظة الجامعة .
وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) حول علامات الإمام قال : (يكون عنده الجفر الأكبر والأصغر اهاب ماعز واهاب كبش ، فيهما جميع العلوم ، حتى أرش الخدش ، وحتى الجلدة ، ونصف الجلدة ، وثلث الجلدة )( ).
فأنظر أخي المسلم إلى دقة الإمام واحتواءه لكل الأحكام مهما قلت أو صغرت .
إذن فإن الله تباركت أسماءه لم يترك الخلق دون تبيين لأحكام الحق والباطل والحلال والحرام وكيف يصح ذلك وهو القائل { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }( ).
و{تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ }( ).
فالفرقان هو باقٍ متوارث عند الأئمة المعصومين (عليه السلام) فهو باق ببقاء الحجة . وإذا كان أمير المؤمنين قد ذم اختلاف الفقهاء في الفتوى - كما ورد في نهج البلاغة - فهو إنما يشير إلى جهلهم بكتاب الفرقان وعدم معرفتهم به لأنه من مختصات إمام الزمان (عليه السلام) .
وقد ورد عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :
( وما زالت الأرض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله عز وجل ولا تنقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة فإذا رفعت الحجة أغلقت أبواب التوبة ولم ينفع نفس أيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة أولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيامة )( ).


قديم 04-09-2020, 08:49 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: نظرية تجزئة القران \ الفرقان
أخي هادي ...
بارك الله فيك .. معلومات لأول مرة أعرفها
أشكرك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نظرية تجزئة القران \ الفرقان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نظرية التطابق الثلاثي \نظرية غير مسبوقة هادي الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 07-26-2020 09:04 PM
نظرية تجزئة القران \ القران العظيم هادي الشمري منبر الحوارات الثقافية العامة 3 04-16-2020 09:34 PM
حقيقة معنى كلمة الفرقان كما جاءت في القران الكريم لغويا فجر الاعلون منبر الحوارات الثقافية العامة 0 08-14-2019 05:57 AM

الساعة الآن 02:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.