قديم 09-27-2010, 03:14 PM
المشاركة 11
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

كيفية افتتاح مواضيع الإنشاء وختامها

الافتتاح أن تجعل مطلع الكلام من الشعر أو الرسائل
دالا على المعنى المقصود من ذلك الكلام إن كان فتحا ففتحا
وإن كان هناء فهناء أو كان عزاء فعزاء وهكذا...
وفائدته أن يعرف من مبدأ الكلام ما المراد منه
فإذا نظم الشاعر قصيدة فإن كان مديحا صرفا لا يختص بحادثة من الحوادث فهو مخير أن يفتتحها بغزل وبين أن يرتجل المديح ارتجالا من أولها كقول القائل:

إن حارتِ الألبابُ كيف تقولُ

في ذا المقامِ فعذرها مقبولُ

سامحْ بفضلكَ مادحيكَ فما لهم

أبداً إلى ما تستحقُّ سبيلُ

إن كان لايرضيك إلاّ محسنٌ

فالمحسنونَ إذنْ لديك قليلُ

وأما إذا كان القصيد في حادثة من الحوادث كفتح مقفل أو هزيمة جيش
أو غير ذلك
فإنه لاينبغي أن يبدأ فيه بغزل، ومن أدب هذا النوع أن لايذكر الشاعر في افتتاح قصيدة المديح ما يتطير منه أو يستقبح..
لاسيما إذا كان في التهاني فإنه يكون أشد قبحا
وإنما يستعمل في الخطوب النازلة والنوائب الحادثة
ومتى كان الكلام في المديح مفتتحا بشيء من ذلك تطير منه سامعه وإنما خصت الابتداءات بالاختيار لأنها أول ما يطرق السمع من الكلام فإذا كان الابتداء لائقا بالمعنى الوارد بعده توفرت الدواعي على استعماله
والختام أن يكون الكلام مؤذنا بتمامه بحيث يكون واقعا على آخر المعنى فلا ينتظر السامع سيئا بعده: فعلى الشاعر والناثر أن يتأنقا فيه غاية التأنق ويجودا فيه ما استطاعا لأنه آخر ما ينتهي إلى السمع ويتردد صداه في الأذن ويعلق بحواشي الذكر فهو كمقطع الشراب يكون آخر ما يمر بالفم ويعرض على الذوق فيشعر منه بما لايشعر من سواه
ولذلك يجب أن يكون الختام مميزا عن سائر الكلام قبله بنكتة لطيفة أو أسلوب رشيق أو معنى بليغ: ويختار له من اللفظ الرشيق الحاشية الخفيف المحمل على السمع السهل الورود على الطبع ويتجافى به عن الإسهاب والتعقيد والثقل وغير ذلك،
وحكم الختام كما سبق أن يكون مؤذنا بتمام الكلام بحيث يكون واقعا على آخر المعنى فلا ينتظر السامع شيئا بعده،
وإذا لم يكن المعنى دالا بنفسه على الختام حسن أن يدل عليه بكلام آخر يذكر على عقب الفراغ من سياقة الأغراض السابقة، وحكمه أن يكون منتزعا مما سبقه فيقفى به تقريرا لشيء من الأغراض أو إجمالا لمفصلها موردا على وجه من وجوه البلاغة أو الكلام الجامع أو مخرجا مخرج المثل أو الحكمة أو ما شاكل ذلك مما تعلقه الخواطر وتقيده الأذهان كقول المتنبي المتوفى سنة 354هـ.
وما أخصُّكَ في برءٍ بتهنئة

إذا سلمتَ فكلُّ الناس قد سلموا

وكقول الزمخشري المتوفى سنة 528هـ
في ختام إحدى مقالاته :
(إن الطيش في الكلام يترجم عن خفة الأحلام وما دخل الرفق شيئا إلا زانه وما زان المتكلم إلا الرزانة)
وأما في غير ذلك فالأكثر فيه أن يضمن غرضا آخر من الدعاء أو عرض النفس على خدمة المكتوب إليه أو توقع الجواب منه أو غير ذلك مما تحتمله مقامات الكلام وتقتضيه دواعي الحال
وأكثر ما يختمونها في النثر بعد الأغراض المذكورة بقولهم إن شاء الله
أو بمن الله وفضله: وما أشبه ذلك وكثيرا ما يختم الناثر بقوله والسلام
أو بلا حول ولا قوة إلا بالله
أو قوله والله المستعان
أو بقوله والحمد لله أولا وآخرا باطنا وظاهرا.
أو بقوله والله أعلم: أو غير ذلك.
وربما ختم بمثل كختام الخوارزمي المتوفى سنة 383هـ رسالته بقوله: ولقد سلك الأمير من الكرم طريقا يستوحش فيها لقلة سالكها ويتيه في قفارها لدروس آثارها وانهدام منازلها أعانه الله على صعوبة الطريق وقلة الرفيق وألهمه صبرا يهون عليه احتمال المغارم ويقرب عليه مسافة المكارم،
فبالصبر تنال العلا وعند الصباح يحمد القوم السرى.
"ومن أمثلته في الشعر قول ابن الوردي المتوفى سنة 749هـ"
سلامٌ عليكم ما أحبّ وصالكم

وغايةُ مجهودِ المقلّ سلامٌ



....يتبع

قديم 09-27-2010, 03:32 PM
المشاركة 12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

تقسيم الإنشاء إلى فني النظم وانثر

اعلم أن لسان العرب وكلامهم يدور على فنين.
فن الشعر المنظوم وهو الكلام المقفى الموزون بأوزان مخصوصة.
وفن النثر وهو الكلام غير الموزون فأما الشعر فمنه المدح والهجاء والرثاء.

وأما النثر فمنه ما يؤتى به قطعا ويلتزم في كل كلمتين منه قافية واحدة ويسمى سجعا وهو ثلاث أقسام القسم الأول أن يكون الفصلان متساويين لا يزيد أحدهما على الآخر
كقوله تعالى: (فَأَمّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ {9} وَأَمّا السّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ)
[الضحى.. 9، 10]
وهو أشرف السجع منزلة للاعتدال الذي فيه
القسم الثاني أن يكون الفصل الثاني أطول من الأول لا طولا يخرج به عن الاعتدال خروجا كثيرا فإنه يقبح عند ذلك ويستكره ويعد عيبا فمما جاء من ذلك قوله تعالى: (بَلْ كَذّبُواْ بِالسّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذّبَ بِالسّاعَةِ سَعِيراً {11} إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيّظاً وَزَفِيراً {12}
وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيّقاً مّقَرّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً) [الفرقان: 11 13]

فالفصل الأول ثمان لفظات والثاني والثالث تسع تسع
ويستثنى من هذا القسم ما كان من السجع على ثلاث فقر فإن الفقرتين الأوليين تحسبان في عدة واحدة ثو تأتي الثالثة فينبغي أن تكون طويلة طولا يزيد عليهما
وقد تكون الثلاثة متساويات كقوله تعالى: (فِي سِدْرٍ مّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مّنضُودٍ وَظِلّ مّمْدُودٍ) [الواقعة: 28 30]
القسم الثالث : أن يكون الفصل الآخر أقصر من الأول وهو عيب فاحش وأما النثر فهو ما يؤتى به قطعا من غير تقيد بقافية ولا غيرها وهو الذي يطلق فيه الكلام إطاقا ولا يقطع أجزاء بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها.


....يتبع

قديم 09-30-2010, 07:17 PM
المشاركة 13
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

كيفية عمل الشعر

اعلم أن لعمل الشعر وإحكام صناعته شروطاً
أولها الحفظ من جنسه (أي من جنس شعر العرب)
حتى تنشأ في النفس ملكة ينسج على منوالها ويتخير المحفوظ من الحر النقي الكثير الأساليب
وهذا المحفوظ المختار أقل ما يكفي فيه شعر شاعر من فحول الإسلام
مثل ابن أبي ربيعة وكثير وذي الرمة وجرير وأبي نواس
وأبي تمام والبحتري والشريف الرضي
وأبي فراس وأكثره شعر "كتاب الأغاني"
لأنه جمع شعر أهل الطبقة الإسلامية كله والمختار من شعر الجاهلية.

ثم لابد من الخلوة واستجادة المكان المنظوم فيه باشتماله على مثل المياه والأزهار
وكذا استجادة المسموع لاستنارة القريحة باستجماعها وتنشيطها بملاذ السرور..
ثم مع هذا كله فشرطه أن يكون على جمام ونشاط فذلك أجمع له وأنشط للقريحة أن تأتي بمثل ذلك المنوال الذي في حفظه.. قالوا وخير الأوقات لذلك أوقات البكر عند الهبوب من النوم وفراغ المعدة ونشاط الفكر..وما يكون من بواعثه العشق والانتشاء
قالوا فإن استصعب عليه بعد هذا كله فليتركه إلى وقت آخر
ولا يكره نفسه عليه..
وليكن بناء البيت على القافية من أول صوغة ونسجه يضعها ويبني الكلام عليها إلى آخره
لأنه إن غفل عن بناء البيت على القافية صعب عليه وضعها في محلها
فربما تجيء نافرة قلقة وإذا سمح الخاطر بالبيت ولم يناسب الذي عنده فليتركه إلى موضعه الأليق به فإن كل بيت مستقل بنفسه ولم تبق إلا المناسبة
فليتخير فيها كما يشاء وليراجع شعره بعد الخلاص منه بالتنقيح والنقد
ولايضن به على الترك إذا لم يبلغ الإجادة
فإن الإنسان مفتون بشعره إذ هو بنات فكره واختراع قريحته ولايستعمل فيه من الكلام إلا الأفصح من التراكيب
والخالص من الضرورات اللسانية فليهجرها فإنها تنزل بالكلام عن طبقة البلاغة، وقد حظر أئمة اللسان على المولد ارتكاب الضرورة إذ هو في سعة منها بالعدول عنها إلى الطريقة المثلى من الملكة ويجتنب أيضا المعقد من التراكيب جهده بحيث تكون ألفاظه على طبق معانيه

ومعانيه تسابق ألفاظه إلى الفهم ويجتنب أيضا الحوشي من الألفاظ والمقصر وكذلك السوقي المبتذل فإنه ينزل بالكلام عن طبقة البلاغة أيضا
فيصير مبتذلا ويقرب من عدم الإفادة وفي هذا القدر كفاية.


..... يتبع

قديم 09-30-2010, 07:19 PM
المشاركة 14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


الباب الثاني في فنون الإنشاء


فنونه سبعة: وهي المكاتبات، والمناظرات، والأمثال، والأوصاف، والمقامات، والروايات، والتاريخ.
الفن الأول في المكاتبات والمراسلات
المكاتبة وتعرف أيضا بالمراسلة هي مخاطبة الغائب بلسان القلم وفائدتها أوسع من أن تحصر من حيث أنها ترجمان الجنان ونائب الغائب في قضاء أوطاره ورباط الوداد مع تباعد البلاد، وطريقةالمكاتبة هي طريقة المخاطبة البليغة مع مراعاة أحوال الكاتب والمكتوب إليه والنسبة بينهما.
وخواصها خمس
السذاجة، والجلاء، والإيجاز، والملأمة، والطلاوة.
فالسذاجة تجعل الكلام فطريا سليما من شوائب التكلف منزها عن زخرف القول بعيدا عن بهرجة الكلام
والهجاء هو العدول عن الكلام المغلق والتشابيه المستبعدة والتراكيب الملتيسة إلى الكلام المهذب الصريح
والإيجاز تنقيح الرسالة من حشو الكلام وتطويل الجمل فيبرزها وافية الدلالة على المقصود مقتصرة على المحسنات القريبة المنال
والملاءمة تنزل الألفاظ والمعاني قدر الكاتب والمكتوب إليه فلا تعطي خسيس الناس رفيع الكلام ولارفيع الناس خسيس الكلام على أنها تجعل الرسالة وتعابيرها مستعذبة الأوضاع
حسنة الارتباط يأخذ بعضها بأزمة بعض.
والطلاوة تكسو الكلام رونقاً وإشراقاً بجودة العبارة وسلامة المعاني وسلاسة الألفاظ ونجعله بذلك أحسن موقعا عند سامعه.



..... يتبع

قديم 09-30-2010, 07:23 PM
المشاركة 15
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

أبواب الرسائل

تنقسم الرسائل باعتبار موضوعها إلى ثلاثة أقسام :
الأول الرسائل الأهلية
والثاني الرسائل المتداولة والثالث الرسائل العلمية.

الكلام على الرسائل الأهلية

الرسائل الأهلية :
وتعرف برسائل الأشواق هي ما دارت بين الأقارب والأصدقاء وأسفرت عن مكنون الوداد وسائر الفؤاد ولا حرج على الكاتب إذا بسط فيها الكلام على أحواله وأخفى السؤال في أحوال أصحابه، وتتفرد هذه الرسائل بأن يطلق الكاتب فيها العنان للأقلام ويتجافى عن الكلفة ويعدل عن الانقباض
وقد قيل: الأنس يذهب المهابة والانقباض يضيع المودة.
هذا.. ولابد من مراعاة مقتضى الحال والاعتصام بركن الفطنة أخذا بقول أبي الأسود الدؤلي:
لاترسلنّ رسالةً مشهورةً

لاتستطيعُ إذا مضت إدراكها
وإلى هذا الباب ترجع نكاتبات الأشواق والتعاريف قبل اللقاء والهدايا والاستعطاف والاعتذار وغير ذلك.
ولنذكر شذرات من أقوال الكتب.


..... يتبع

قديم 09-30-2010, 07:28 PM
المشاركة 16
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

الفصل الأول في الشوق

"كتاب أبو منصور الثعالبي المتوفى سنة 429هـ??"
شوقي إليك رهين قلبي وقرين صدري والزعيم بتعليق فكري وتفريق صدري سمير ذكري ونديم فكري زادي في سفري. وعتادي في حضري لايستقل به ولايقوى عليه صبري يكاد يكون لزاما ويعد غراما لا يرحل مقيمه ولا يصرف غريمه
استخف نفسي واستفرها وحرك جوانحي وهزها شوق أخذ بسمع خاطري وبصره وحال بين مورد قلبه
ومصدره شوق قد استنفذ جلدي وملك خلدي شوق براني بري الخلال ومحقني محق الهلال شوق تركني حرضا
وأوسعني مضضا أراني الصبر حسرة
والوجد يمنة ويسرة شوق يزيد على الأيام توقدا وتأججا وتضرما وتوهجا نار الشوق حشو ضلوعي وماء الصبابة ملء جفوني أنا من لواعج الشوق بين غمائم لاتمطر إلا صواعق وسمائم قد قدحت في كبدي من الحرقة بهذه الفرقة ما يفوت أيسره حد الشكاية ويجوز أضعفه كنه الكناية. شوق الروض الماحل إلى الغيث الهاطل.

"وكتب في تشبيه الشوق"

ما الأعرابية حنت إلى نجد وأنت من وجد بأشد مني كلفا وأتم مني شغفا. أنا في شدة الشوق إليك كالعطشان كشف له عن ماء عذب ومنع منه بمانع صعب شوق له ألقي على الكواكب بعضه لما ساؤت أو كلفت الأفلاك ثقله لما دارت شوق لو فرق على القلوب الخالية لاشتغلت ولو قسم على الأكباد الباردة لاشتعلت أنا أشتاقك مع كل صباح طالع وضياء شارق ونجم طارق
"وكتب في أثر الفراق"
وجد يتكرر على كر الجديدين ويستغرق ساعات الملوين قد تحملت مع يسير الفرقة عظيم الحريق ومع قليل البعد كثير الوجد قد انثنت بجسم ناحل وصرت من صبري على مراحل فأرقتني وفرقت جميع صبري واستصبحت فريقا من قلبي فرقت به بين عيني والرقاد وجنبي والمهاد ما أعول إلا على العويل لو كان يغني ولا استنصر غير الوجدلم كان يجدي يدي لاتساعدني وحطي لايشبه في الدقة إلا بدني لولا حصانة الأجل لخرجت روحي على عجل فارقتني فتفرق عني شمل أنس منتظم وتمكن مني برح شوق مضطرم فارقتني ففرقت بين الروح والبدن وتركتني والنزاع في قرن قد صرت حليف وحشة وإن كنت ثاويا في وطن وقرين كربة وإن كنت بين جيرة وسكن.

عسى الدَّهرُ يدنينا ويدني دياركمو

ويجمعُ ما بيني وبينكمو الشَّملا

فأشكو تباريحَ الغرام إليكمو

وحرَّ جوىً تبلي عظامي وما يبلى
"وكتب البسطامي المتوفى سنة 332هـ?"
قلبي بنار الهوى معذّبْ

شوقاً إلى حضرة المهذّب
شوقاً إلى ماجدٍ كريمٍ

يخطرُ لي ذكرهُ فأطربْ

وبعد فالعبد ينهي من لواقح شوقه ولوافح توقه إلى شهود ذاتكم الجميلة ومشاهدة صفاتكم الجليلة لينشق عرفكم الفائح وبخور عرفكم الفاتح مد الله سبحانه وتعالى ظلكم وأدر وبلكم وظلكم.
أحبُّ الوعدَ منك وإن تمادى

وأقنعُ بالخيالِ إذا ألمَّا

عسى الأيام تسمحُ لي بوصلٍ

وتأخذُ لي من الهجران سلما
والجناب منذ طوى عنا أبواب ملاقاته. وزوى منا أطايب أوقاته قبض العبد عنان مقاله وخفض لسان حاله.

شكوتُ وما الشكوى بمثلي عادةٌ

ولكن تفيضُ العينُ عند امتلائها
فجلس الفراق بعظيم حجاجه. وأليم عذابه. على ذروة عرشه. وافترس بقوة بطشه. وصار للسر جارا. وأوقد للحرب نارا جهارا.
طوعاً لقاضٍ أتى في حكمهِ عجبا

أفتى بسفكِ دمي في الحلّ والحرم
وهذه حانته المفصح عنها مقالته:
إنَّ الأمورَ إذا التوتْ وتعقَّدتْ

جاء القضاءُ من الكريم فحلّها
فلعلّ يسراً بعدَ عسر علّها

ولعلّ منْ عقدَ العقودَ يحلّها

فلعل غروس التمني قد أثمرت. وليالي الحظ قد أقمرت:
سألتُ أحبّتي ما كان ذنبي

أجابوني وأحشائي تذوب
إذا كان المحبُّ قليلَ الحظّ

فما حسناتهُ إلاّ ذنوبُ

فرعى الله أياما لاحت فيها أقمار غروزها. وفاحت فيها أطراز طروزها. بهاء سمائها. على منار ضيائها. من ذات جلالها. وصفات دلالها. في جنات عواطفها. وحنات تعاطفها.
فإن كنتُ لا أطرقُ رحبَ

فنائكم فقد أطرقُ باب ثنائكم
لئن غيّبتني عن ذراك حوادثٌ***فليس ثنائي عن فناك بغائبِ

"وكتب عبد الحمن محمد بن طاهر المتوفى سنة 431هـ?"
كتبت أعزك الله عن ضمير اندمج على سر اعتقادك دره. وتبلج في أفق ودادك بدره. وسال على صفحات ثنائك مسكه. وصار في راحة سنائك ملكه. ولما ظفر بفلان حملته من تحيتي زهرا جنيا. يوافيك عرفه ذكيا. ويواليك أنسه نجيا.
ويقضي من حقك فرضا مأتيا. على أن شخص جلالك لي ماثل وبين ضلوعي نازل. لاتمله خاطر. ولايمسه عرض داثر إن شاء الله عز وجل.
"وكتب أبو الفضل بن العميد المتوفى سنة 360ه?"
قد قرب أيدك الله محلك على تراخيه وتصاقب مستقرك على تنائيه لأن الشوق يمثلك. والذكر يخيلك. فنحن في الظاهر على افتراق. وفي الباطن على تلاق.
وفي النسبة متباينون. وفي المعنى متواصلون. ولئن تفارقت الأشباح لقد تعانقت الأرواح.

"وكتب بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398هـ?"

يعز علي أطال الله بقاء مولاي.
أن ينوب في خدمته قلمي عن قدمي ويسعد برؤيته رسولي دون وصولي.
ويرد مشرعة الأنس به كتابي قبل ركابي
ولكن ما الحيلة والعوائق جمة.
(وعلي أن أسعى وليس علي إدراك النجاح) وقد حضرت داره وقبلت جداره وما بي حب الحيطان ولكن شغفاً بالقطان. ولا عشق الجدران ولكن شوقاً إلى السكان.
أمرُّ على الدّيار ديار سلمى

أقبّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا

وما حبُّ الدّيارِ شفعن قلبي

ولكنْ حبُّ منْ سكنَ الديارا
وحين عدت العوادي عنه أمليت ضمير الشوق على لسان القلم معتذراً إلى مولاي على الحقيقة عن تقصير وقع وفتور في الخدمة عرض ولكني أقول:
إن يكن تركي لقصدك ذنباً

فكفى أن لا أراك عقابا

"وكتب أبو محمد عبد الله البطليوسي المتوفي سنة 521هـ?"
يا سيدي الأعلى وعمادي الأسنى وحسنة الدهر الحسنى الذي جل قدره وسار الشمس ذكره ومن أطال الله لفضل يعلي مناره وعلم يحيي آثاره
نحن أعزك الله نتدانى إخلاصاً وإن تناءينا أشخاصاً ويجمعنا الأدب وإن فرقنا النسب فالأشكال أقارب والآداب مناسب وليس يضر تنائي الأشباح إذا تقاربت الأرواح.
نسيبيَ في رأيي وعلمي ومذهبي

وإن باعدتنا في الأصول المناسب

قديم 09-30-2010, 07:31 PM
المشاركة 17
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

"وكتب بديع الزمان الهمذاني المتوفي سنة 398هـ?"

أراني أذكر "مولاي" إذا طلعت الشمس أو هبت الريح أو نجم
أو لمع البرق أو عرض الغيث أو ذكر الليث أو ضحك الروض
وأنى للشمس محياه وللريح رياه وللنجم حلاه وعلاه
وللبرق سناؤه وسناه وللغيث نداه ونداه
وفي كل صالحة ذكراه وفي كل حادثة أراه فمتى أنساه وأشده شوقاه.. وعسى الله أن يجمعني وإياه.


"وكتب الشيخ ابراهيم اليازجي المتوفي سنة 1906م"

مازلت أدافع النفس عما تتقاضاني من شكوى أشواقها
وفي الشكوى شفاء واستنزال أثر من لدنك تتعلل به مسافة البين إلى أن يمن الله باللقاء
ومن دون إجابتها مشاده قد شغلت الذرع وشواغل
قد أفرغ من دونها الوسع إلى ان اغلب جيش الوجد على معاقل الصبر
وزاحم مناكب العدواء حتى ضرب أطنابه وبين الحجاب والصدر فاتخذت هذه الرقعة أزجيها إليك
وفيها من وقر الشوق ما ينوء برسولها ومن رقة الصبابة ما يكاد يطير بها
أو يخلفها فيصافح الأعتاب قبل وصولها
راجياً لها أن تتلقى بما عهد في سيدي من الطلاقة والبشر
وأن لا يضن عليها بما عودني من تمهيد العذر
ويصلني من بعدها بأبنائه الطيبة عائدة عنه بما يكون للناظر قرة وللخاطر مسرة
إن شاء الله تعالى بمنه وكرمه.

"وكتب أيضاً"

وافاني كتابك العزيز فأهلاً بأكرم رسول جاء ببينات الإخلاص والوفاء مصدقاً لما بين يديه من ذمة الوداد والإخاء.
يتلو علي من حديث الشوق ما شهد بصحته سقمي.
وهتف مؤذنه في كل مفصل من جسمي ويذكرني من عهدك ما طالما أذكرينه البرق إذا لمع والبدر إذا طلع والقمري إذا سجع. وإنما عداني عنك ما أنا فيه من مجاذبة الشواغل ومساورة البلابل.
وفي القلب ما في القلب من شجن الهوى

تبدّلت الحالاتُ وهو مقيمُ

وأنا على ما بي من غل البنان وشغل الجنان
مازالت أبناؤك عندي لا يخطئني بريدها ولا ينقطع عني ورودها أهنئ النفس منها بما تتمنى لك من سلامة لا يرث لها شعار وإقبال لا يعترضه بإذن إدبار.
وقصارى المأمول في كرمك أن تعاملني بما سبق لك من جميل الصلة
إلى أن يمن الله بالاجتماع ويغني بالعيان عن السماع (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيزٍ) [فاطر: 17].



.....يتبع

قديم 09-30-2010, 07:33 PM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

"وكتب أبو العباس الغساني المتوفي سنة 498هـ?"

سر إلى مجلس يكاد يسير شوقاً إليك.
ويطير بأجنحة من جواه حتى يحل بيم يديك فلله در كما له إن طلعت بدراً بأعلاه. وجماله إن ظهرت غرة بمحياه.
فهو أفق قد حوى نجوماً تتشوق إلى طلوع بدرها وقطر قد اشتمل على أنهار تتشوق إلى بحرها لنستمد منها إن مننت بالحضور وإلا فيا خيبة السرور.


.... يتبع

قديم 09-30-2010, 07:35 PM
المشاركة 19
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

"وكتب الصاحب بن عباد المتوفي سنة 385هـ?"

مجلسنا يا سيدي مفتقر إليك معول في شوقه عليك
ولقد توردت خدود بنفسجة وفتقت فأرة نارنجه
وانطلقت ألسن الأوتار وقامت خطباء الأطيار
وهبت رياح الأقداح ونفقت سوق الأنس والأفراح
وقد أبت راحته أن تصفو إلا أن تتناولها يمناك
وأقسم غناؤه لا طيب حتى تعيه أذناك.
ووجنات أترجه قد احمرت خجلاً لإبطائك.
وعيون نرجسه قد حدقت تأميلاً للقائك
ونحن لغيبتك كعقد ذهبت واسطته وشباب قد أخذت جدته
وإذا غابت شمس السماء عنا فلا أن تدنو شمس الأرض منا.
فإن رأيت أن تحضر لتتصل الواسطة بالعقد ونحصل بك في جنة الخلد
فكن إلينا أسرع من السهم في ممره والماء إلى مقره لئلا يخبث من يومي ما طاب ويعود من نومي ما طار.


...... يتبع

قديم 09-30-2010, 07:37 PM
المشاركة 20
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

"وكتب أبو بكر الخوارزمي المتوفي سنة 383هـ?"

كتابي وأنا بما يبلغني من صالح أخبار "السيد"
مغتبط مسرور وبما يعرفه الزمان وأهله من اعتضادي به مصون موفور
والله على الأولى محمود وعلى الأخرى مشكور،
التطفل وإن كان محظوراً في غير مواطنه
فإنه مباح في أماكنه وهو وإن كان في بعض الأحوال
يجمع عاراً ووزراً فإنه في بعضها يجمع فخراً
ورب فعل يصاب به وقته فيكون سنة وهو في غير وقته بدعة
وقد تطفلت على "السيد" بهذه الأحرف أخطب بها مودته إليه وأعرض فيها مودتي عليه وأسأله أن يرسم لي في لساني وقلبي رسماً
ويختم عليهما ختماً فقد جعلتها باسمه وقصرتهما على حكمه وسأضعهما تحت ختمة وبرئت إليه منهما وصرت وكليه فيهما فهماً على غيره حمى لا يقرب،
وبحيرة لا تحلب ولا تركب، ولما نظرت إلى آثار السيد على الأحرار ونشرت طراز محاسنه من أيدي القاصدين والزوار
ورأيت نفسي غفلاً من سمة مودته وعطلاً من جمال عشرته حميتها من أن يحمي عليها ورد مورود ويحسر عنها ظل على الجميع ممدود
وعجبت من

سحابٌ خطاني جوده وهو صيّبٌ

وبحرٌ عداني سيلهُ وهو مفعمٌ

وبدرٌ أضاءَ الأرض شرقاً ومغرباً

وموضعُ رجلي منهُ أسودُ مظلم



....يتبع


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أرقى كتب الأدب والبلاغة الإنشاء ( جواهر الأدب )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في تاريخ الأدب العربي الأدب القديم - حنا الفاخوري د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 07-20-2019 08:05 PM
الليث بن سعد أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 1 06-22-2019 03:05 PM
اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة منى شوقى غنيم منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 50 11-28-2011 09:29 PM
الأدب السلوفينــي رقية صالح منبر الآداب العالمية. 6 08-01-2011 06:33 PM

الساعة الآن 02:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.