قديم 09-13-2010, 03:58 AM
المشاركة 31
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


جزاك الله خيرا ً أخي حميد

مواضيعك ممتعة وشيقة واختياراتك موفقة , شكرا ً على ما تبذله من جهد

متابع معك بارك الله فيك
شكرا ً أخي عبد السلام
وفقكَ اللهُ سبحانه
و باركَ فيك
لكَ تحياتي و تقديري


13 / 9 / 2010

قديم 09-13-2010, 04:07 AM
المشاركة 32
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رائع جداً ما جاء هنا
نقل موفق أخي حميد
أتابعك باهتمام

أشكرك

...... ناريمان
نسألُ اللهَ جلَ و علا :
الهداية َ و العناية َ و الرعاية
لك ِ كاملَ تقديري

حميد

13 / 9 / 2010

قديم 09-13-2010, 08:22 AM
المشاركة 33
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ]
( الإقبال والإدبار
)
-------------------------------------


إن الناس صنفان :
صنف يعيش الهواجس المعنوية ، ويهتم بمسألة الإقبال والإدبار ..
وصنف لا تهمه هذه المسألة ؛ إنما كل همه ينحصر في الأكل والشرب واللبس ، وما إلى ذلك من متع الحياة الدنيا ؛ وهذا الصنف أقرب ما يكون إلى عالم البهائم ، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم :
{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } .
فإذن ، إن هناك قسما من الناس يعيش الهواجس المعنوية ، ويحمل همّ الروح التي بين جنبيه ..
هذه الروح الخالدة بخلود الله - عز وجل - وبإذن الله عز وجل ؛ فيعطي لهذه الروح الاهتمام الذي يتناسب مع خلود الأرواح ..
وعليه ، فإن مسألة الإقبال والإدبار من العوارض المهمة للروح الإنسانية ، ولطالما شغلت بال الذين هم في طريق التكامل ، وفي طريق القرب إلى رب العزة والجلال .
من أهم القواعد في هذا المجال :
- استشعار حالة الألم والمرارة ، من البعد عن الله عز وجل ..
فالإنسان الذي لا يعيش الهواجس المعنوية : إن أقبل يشكر الله على هذه النعمة ، وإن أدبر لا يعيش المرارة أبدا ولا يتألم لذلك ..
إن استيقظ لصلاة الفجر صلى صلاته، وإن لم يستيقظ فإن الأمر لا يحرك فيه ساكنا ؛ فهذا الإنسان بعيد كل البعد عن هذه الدائرة المقدسة !..
إنما المؤمنون المرهفون ، الذين يحملون هذا الهم ، عندما تنتابهم حالة الإدبار، وخصوصا في الصلاة الواجبة ، يعيشون حالة الألم العميق.
إن الإدبار عدة أنواع :
إدبار طبيعي : مثلا : إنسان مريض ، أو له هواجس دنيوية مشغلة؛ فهذا يكون من الصنف الذي يعذر في إدباره .
إدبار عقوبة : حيث أن هناك إدبارا يستشم منه العقوبة الإلهية ، بمثابة إنسان له موعد مع السلطان ، وعندما يفتح الباب ويقترب ، يأمر السلطان أعوانه بطرد ذلك الإنسان ..
هذا إدبار مؤلم ، ويثير الحزن الشديد .
إدبار لطف .. بعض أنواع الإدبار قد يكون من باب اللطف ؛ فرب العالمين قد لا يعطي بعض المزايا الروحية والمعنوية للعبد ؛ لئلا يعيش حالة العجب والغرور ..
ورد في الحديث : ( سيئة تسوء ك خير من حسنة تعجبك ) .
وعليه ، فإن المؤمن عندما يصاب بحالة الإدبار ، إن رأى سببا ظاهريا : إرهاقاً بدنياً ، أو تعب نفسياً ؛ قد لا يقلق لهذا الإدبار كثيرا ..
ولكن إن تكررت هذه الحالة : كأن يصلي أياما صلاة غير خاشعة ، أو مر أسبوع كامل وهو يصلي الفجر قضاء ، أو وهو في المشاهد المشرفة ، يذهب كل يوم إلى زيارة بيت الله الحرام وقبر النبي ( صلى اللهُ عليه ِ و آله ِ و سلم) ولا يتفاعل في هذه الزيارة ؛ فمن الممكن أن تكون هذه إشارة إلى أن هناك خللا في تركيبته الباطنية ..
عندئذ عليه بسبر غور النفس ، وعمل استقراء لواقعه ولحاله .
فإذن ، إن الخطوة الأولى هي البحث الدقيق عن الذنوب التي أوجبت له هذا الإدبار ..
وإن اكتشف ذنبا ، فلابد هنا من التعويض :
أولا : بإصلاح الأمر فيما بينه وبين الله عز وجل ؛ بمعنى الاستغفار العميق ، والتوبة النصوح .
ثانيا : البحث عما يوجب له الكفارة ، إذا كان هناك خطأ في البين : مثلا : آذى إنسانا ، أو كسر خاطر إنسان ، فعن الرسول ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ وسلم ) :
( من كسر مؤمناً، فعليه جبره ) .

منقول


13/ 9 / 2010

قديم 09-14-2010, 05:56 AM
المشاركة 34
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( التبرم من الخلق )
-------------------------------------


إن الإنسان عندما يزداد قربا من الله عز وجل ، ورقة في علاقته مع رب العالمين ؛ تنتابه حالة من حالات الإدبار والتبرم من الخلق ..وكأن هناك حالة من الضدية أو الاثنينية بين الخالق والمخلوق :
إن التفت إلى الخالق انشغل عن المخلوق ، وإن التفت إلى المخلوق انشغل عن الخالق .

إن الإنسان الذي يدمن النظر إلى المتاع الزائل ، فإن قلبه من الطبيعي أن ينشغل عن النظر إلى الجمال
العلوي ، وخاصة إذا كان الالتفات مع محبة وميل ..
إذ أن هناك فرقا بين النظرة الساذجة العابرة للدنيا ، وبين النظرة المعمقة المشوبة بالحب والميل ..
يقول أمير المؤمنين علي ( عليهِ السلام ) في وصفه للدنيا :
( من نظر إليها أعمته ، ومن نظر بها بصرته ) ؛ فنحن تارة ننظر إلى الدنيا ، وتارة ننظر بالدنيا .

وعليه ، فإن هذه الحالة من الاثنينية حالة طبيعية :
فالذي يشغل قلبه بما تراه عيناه ؛ من الطبيعي أن لا يتفرغ إلى جمال العالم العلوي ..
ولكن في نفس الوقت الذي يتلذذ باللذائذ المعنوية ؛ سوءا كانت لذائذ جوف الليل ، أو لذائذ الصلاة الواجبة ؛ فإنه يعيش حالة الجفاء مع المخلوقين ، ومع الوقت يعيش حالة التقوقع والانعزال عن الناس ..
ومع الأسف قد يظن أنه على خير !.. نعم ، هم ليسوا بمثابة { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } ، ولكن ليست هذه هي الحالة الفضلى أو المثلى للإنسان الكامل .

إن الأنبياء والأوصياء هم قمة الخلق ، وليس هناك علاقة متميزة بالله عز وجل ، كعلاقة النبي وآله ..
ولكن النبي كان أكثر الناس التصاقاً بالناس ، وأكثر الناس تعاملاً مع الناس !..
فقد ورد عن النبي محمد ( صلى اللهُ عليهِ و ألهِ و سلم ):
( الخلق عيال الله ، فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله ، وأدخل على أهل بيت سروراً ) ..
وسئل ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( من أحبّ الناس إلى الله ؟.. فقال : أنفع الناس للناس )..
والنبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) يقول :
( أحسن الناس إيماناً ؛ أحسنهم خُلقاً ، وألطفهم بأهله .. وأنا ألطفكم بأهلي ) .

فإذن ، الجمع هو الكمال ، والذي يعيش مع الله - عز وجل - حالات روحية وشاعرية وشعورية على حساب الخلق ، هذا إنسان ناقص .. والذي يعيش مع الناس على حساب ذكر الله عز وجل ، أيضا هذا إنسان ناقص ..
( اليمين والشمال مذلة والطريق الوسطى هي الجادة
) .

منقول
14/ 9 / 2010

قديم 09-15-2010, 05:44 AM
المشاركة 35
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( تزاحم الخواطر في الصلاة )
-------------------------------------


إن أغلب الناس يشتكي من مسألة تزاحم الخواطر في الصلوات اليومية ..
فالإنسان يتعجب من نفسه في بعض الحالات !.. مثلا :
في ليلة القدر ، يعيش حالة الإقبال طوال الليل ، وعندما يريد أن يصلي صلاة الفجر ؛ يرى أن هذه الخواطر تهجم عليه بشكل قهري ، فلا يتمكن من التركيز والتوجه ..
وفي حال الطواف ، يطوف سبعة أشواط، ويقرأ بعض الأدعية البليغة والمؤثرة وبدموع جارية ، ولكن عندما يريد أن يصلي ركعتي الطواف خلف المقام ، أيضا تأتيه هذه الخواطر ..

إن المسألة عميقة جدا ، وعلاج هذه الحالة قد لا يتأتى في سنوات ، بل قد يحتاج الأمر إلى مجاهدة طويلة .. ومن أعلى مقامات القرب إلى الله - عز وجل - أن يعيش الإنسان حالة التركيز ، عندما يريد أن يصلي ..
أو حتى خارج الصلاة ، عندما يريد أن يعيش حالة التوجه المركز إلى الله - عز وجل - يكون الأمر بيده .

إن هناك حلولا آنية وحلولا أساسية لهذه المشكلة ..
- الحلول الآنية : وهي أن يقسم المصلي خواطره إلى قسمين :
أولاً :
الخواطر القهرية :
عندما يصلي الإنسان صلاة خاشعة ، ويكون بناؤه على عدم السرحان ، وتأتيه خاطرة معينة ، فإنه يتأذى منها ويصرف نفسه عنها وقهرا .. هذا شيء جيد !.. فالخاطرة أتته ، ولكنها لم تستقر في النفس ..
وهذا مثل إنسان يصلي في السوق وأمامه المارة ، هذا الذي يمر قد يشغله لحظات ، ولكن بعد أن يغيب عن مجال البصر ، لا يرى له صورة في نفسه ..
كما أن هناك أفرادا يمرون أمام المصلي وهو في الحرمين الشريفين والمشاهد المشرفة ، فإن صورهم لا تشغله ..
كذلك في عالم الخواطر، فإنها تمر مرورا على صفحة القلب ، كما أن الأفراد يمرون مرورا أمام العين .
ثانياً :
الخواطر الاختيارية :
وكل المشكلة تكمن في هذه الخواطر !.. فالشيطان يعطيك رأس الخيط، وأنت باختيارك تتابع هذه الخاطرة ، مثلا :
الشيطان يذكرك بمشكلة وقعت بينك وبين إنسان ، وقد تكون هذه المشكلة من سنوات طويلة ، ونسيت الأمر.. ولكن الإنسان - بعض الأوقات - بسوء اختياره ، يتابع الخاطرة السلبية .. فإذا به يكبر وتبدأ معه الخاطرة ، ويسلم وتنتهي معه الخاطرة ، وقد لا تنتهي !..

فإذن ، نحن غير محاسبين على الخواطر اللااختيارية ، إنما الحساب على الخواطر الاختيارية ..
إذا صلى الإنسان ، وطوال الصلاة وهو يدفع ويقارع الخواطر اللااختيارية ، ولا يتابع الخيوط؛ هذا الإنسان إنسان خاشع ، وصلاته مقبولة ، وإن لم يخشع .. وذلك لأنه كان في كل لحظة يأتيه الشيطان بفكرة ، وهو يرفض المتابعة والاستسلام للإيحاء الشيطاني ، وطوال صلاته وهو في حال عراك وصراع مع إبليس ..
هذا الإنسان إنسان محمود ، لا يذم على هذا الشرود ؛ لأنه كان في حال مجاهدة مع نفسه .

15 / 9 / 2010

قديم 09-16-2010, 04:06 AM
المشاركة 36
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
لاستعاذة )
-------------------------------------


إن الآيات القرآنية تدعو الإنسان إلى أن يتخذ الشيطان عدوا ، {إنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا }..
وهذه المواجهة لأمرين :
أولاً :
حالة نفسية ..
إن الإنسان بطبعه يعادي من يعاديه، فهذه طبيعة الإنسان أنه يواجه العداوة بعداوة ..
ثانياً :
دفعاً للضرر ..
فالعدو : تارة يكون عدوا مسالما ، لا يريد بك كيدا ، ولا يريد أن يوصل لك ضررا ؛ فهذا عدو مسلوب التأثير ..
وتارة العكس !.. أما الشيطان ، فإنه من الأعداء الذين لهم موقف باطني ، وموقف نفسي من بني آدم ..
وذلك لعدة أسباب ، منها :
- العداوة التاريخية :
إن هناك عداوة موروثة من عداوته لأبينا آدم (عليهِ السلام ) ؛ لأن الله – عز وجل - فضله عليه ، وأمره بالسجود له ..
فإبليس حسد آدم (عليهِ ) ؛ على سجوده لله عز وجل ( إنّ العبد إذا سجد ، فأطال السجود ، نادى إبليس : يا ويله !.. أطاع وعصيتُ ، وسجد وأبيتُ ) ..
فإذن ، إن هناك عداوة تاريخية .
- العداوة اليومية :
هناك أيضا عداوة أخرى وهي إيماننا وطاعتنا نحن ؛ أي هناك عداوة يومية لنا جميعا .. والمرء كلما زاد إيمانا وتألقا ، وإصرارا على السير في طريق رب العالمين ؛ كلما كثف الشيطان جهوده في صده عن السبيل .
إن الشيطان له مكائده لعامة الناس ، ولكن للخواص من الناس أيضا له مكائد متناسبة مع درجاتهم ..
ومسألة مواجهة كيده من أعقد مسائل المواجهة ، وذلك لأن هذا العدو اللدود ، يجمع بين ( خاءات ) ثلاث :
الخبرة :
تلك الخبرة العريقة في عملية الإغواء منذ آلاف السنين ، والتي شملت محاولات التعرض لمسيرة الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام ) وإن باءت بالفشل بالنسبة لهم ..
فمن الطبيعي أن الإنسان أمام هذا الموجود الذي عداوته عريقة وعميقة، وأساليب كيده متنوعة؛ أن يصاب للوهلة الأولى باليأس والإحباط ، ويقول :
أنا أين وقوة هذا العدو أين؟ ..
الخفاء :
فهو يرانا من حيث لا نراه ، قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } ..
الخبث :
إنه يعرف المداخل .. فربما نسي الإنسان هفواته ما قبل البلوغ ، وما بعد البلوغ .. ولكن الشيطان منذ اللحظة التي ولد فيها الإنسان وهو معه وهو قرينه ، ويعرف نقاط ضعفه ..
ولهذا - والله العالم - من حكمة الأذان والإقامة في أذن المولود ، من باب دفع الشيطان عن هذا الوليد ..
فيكفي أن نعرف من بعض الروايات :
( الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ) .
فإذن ، إن المعادلة غير متكافئة، والمعركة خاسرة ..
ولكن الذي يقوي جبهة المؤمن : ثقته بالله عز وجل ، واستعاذته الدائمة ..
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }
إن كيد الشيطان في حد نفسه قوي جدا، ولكن أيضا القرآن يصفه بالضعف ، لأن الذي يدفع شره عن الإنسان ، هو الذي خلقه ..
لا ننسى أن الشيطان مخلوق لله عز وجل، وناصيته بيد الله عز وجل؛ فيكفي أن ينهاه ويأمره بعدم الاقتراب من هذا الإنسان المؤمن ، الذي يكثر الاستعاذة بالله عز وجل .
إن الاستعاذة حركة قلبية قبل أن تكون حركة لسانية :
فيها خوف، وفيها أمل ، وفيها فرار ، وفيها التجاء ..
كل هذه المعاني إذا اجتمعت في قلب إنسان ، يصدق عليه بأنه إنسان مستعيذ ..
والله - عز وجل - في عون عبده الذي يكثر من الالتجاء به ، خاصة قبل الأعمال الصالحة ، مثلا :
قبل أن يقرأ القرآن الكريم { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } ، وقبل كل عمل ذي بال المؤمن يسمي ويستعيذ بالله عز وجل ، ليسلم من
كيده ، وهمزه، ولمزه ، ووسوسته ..
عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليهِ و آلهِ و سلم ) :
( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله؛ فهو أبتر ) .
منقول

16 / 9 / 2010

قديم 09-17-2010, 05:44 AM
المشاركة 37
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( علاقة العبد بربه )
-------------------------------------

إن لعلاقة العبد بربه صورا مختلفة ، فنحن عندما ننظر إلى النور الأبيض من خلال زجاجة معينة ، نلاحظ أن هذا اللون الواحد يتحلل إلى ألوان الطيف المعروفة ..
وكذلك علاقة الأنس برب العالمين أيضا لها صور ، ومن هذه الصور :
- علاقة المحبة :
وهي علاقة الحب العميق ، فأفضل مثل يضرب للدلالة على العلاقة المتميزة ، هي علاقة الأمومة ، إذ أن علاقة الأم بولدها هي أرقى علاقة ، حتى في الحيوانات الوحشية !..
ولا ننسى أن الأم برمتها : بوجودها الفسيولوجي ، والمادي ؛ كل ذلك من خلق الله عز وجل ، هو الذي أودع هذه المحبة في قلوب الأمهات الرواحم ، فكما جعل المودة والرحمة بين الزوجين ، جعل الحب في قلب الأم.
وعليه ، فإنه من الطبيعي أن المنبع الذي وهب هذا الحب للأم الذي له ما له من المعاني ، بإمكانه أيضا أن يقذف درجة أعلى وأعلى من هذا الحب في قلوب عباده المؤمنين ..
فالذي جعل المودة الزوجية ، والذي جعل مودة الأمومة ، ما المانع أن يجعل ما لا يقاس بذلك في قلب المؤمن ؟..
ففي حياة النبي وآل النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ ) هذه العلاقة كانت تصل إلى درجة أنهم يستبشرون في التضحية في مجال القرب إلى الله عز وجل ..
- علاقة البهت :
أي الوجوم والتحير ..
فالمؤمن - بعض الأوقات - وهو أمام الكعبة ، أو أمام الطبيعة ، أو في المشاهد المشرفة ؛ يعيش حالة : التحير ، والبهت ، وانشغال الفؤاد بالعظمة الإلهية ، إلى درجة يُسلب فيها الحديث والمناجاة مع رب العالمين .
- علاقة الخوف :
لا مانع أبدا أن تجتمع المحبة مع الخوف ؛ لا الخوف من الانتقام ، فالمحبوب لا ينتقم من حبيبه .. بل الخوف الذي كان يؤرق مضاجع الأولياء طوال التاريخ ، ألا وهو :
الخوف من مقام رب العالمين ، { مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } ؛ والخوف من سلب حالة الإقبال ، والخوف من وضع حجاب بينه وبين العبد .
- المراقبة المستمرة :
أي أن الإنسان يستشعر وجود ربه معه دائما : ( ألغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك ؟!.. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟!.. أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل
إليك
) ؟!..
هو يرى بأن الله أقرب إليه من حبل الوريد ومن نفسه ، فيعيش هذه العلاقة المتصلة ..
وهذا الإحساس هو نعم الضمانة لعدم الاقتراب من المعصية ، هل رأيتم إنسانا في محضر السلطان يعصي أوامره ؟..
نعم ، قد يعصيه إن غاب عن عينه ؛ ولكن إذا كان السلطان في قصر رئاسته ، وهذا الإنسان يرى أن السلطان مهيمن على كل حركاته وسكناته ، هل يفكر في معصيته ؟..


منقول
17 / 9 / 2010

قديم 09-18-2010, 07:08 AM
المشاركة 38
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( ذكاء المؤمن )
-------------------------------------


الأحمق هو ذلك الذي يفوت على نفسه الفرصة..
مثلا : لو جئت بجوهرة قيمتها الملايين ، وقلت لإنسان :
أبيعك هذه الجوهرة بدرهم ، إذا لم يقبل هذه المعاملة ،
ألا تصفه بالسفه ، وعدم التدبير ، حتى لو لم يكن مجنونا ؟!..
فالذي يفوت الفرص الذهبية ، إنسان قريب من عالم عدم التدبير .
نحن – مع الأسف - في أمورنا الدنيوية ، في أعلى درجات : الانتباه ، والحذاقة ، والالتفات ، والذكاء ..
وهذه الأيام الناس يصنفون البشر، حسب رصيدهم في البنوك ..
فـ( المؤمن كيس فطن ) ..
ومن أعلى صور الكياسة والفطانة ، أن يستغل الإنسان وجوده في هذه الحياة الدنيا ، ليحقق أعلى وأغلى المكاسب ،
إن المؤمن بين وقت وآخر ، في خلوة في جوف الليل ، أو على ضفة نهر ، ينظر إلى علاقته مع ربه :
يسأل نفسه : هل رب العالمين راض عنه أم لا ؟..
إذا كان يقطع بعدم الرضا ؛ عليه أن يغير مجرى حياته ..
وإذا لم يقطع بعدم الرضا ، بل شك في الرضا ؛ أيضا المسألة خطيرة ..
فلابد أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة ، فيقطع نسبيا - حسب الظواهر - برضا رب العالمين عنه ، أو بسخطه عليه .
إن البعض لا يخاف من الموت ، لأنه قد أدى كل ما عليه من : صلاة ، وصوم ، وحج ، وخمس ، ورد مظالم ... الخ
فليس هناك ما يخافه ..
وهذه حالة راقية جدا في الإنسان ، وقد يكون صاحب هذه الحالة من عامة الناس ..
وعليه ، فإن المؤمن في كل وقت يحاول أن يستقرئ هذه العلاقة ؛
ليصل إلى مرحلة النفس المطمئنة التي ترجع إلى الله عز وجل ، لا يدخل الجنة فحسب !..
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } ،
فأعلى درجات الجنة أن يكون الإنسان في جوار النبي وآله ، ومن أصدقاء النبي وآله { وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا } ..
طوبى لمن أمضى هذه السنوات في الحياة الدنيا ، ليكون من رفقاء الأنبياء في جنة الخلد !..

منقول

18 / 9 / 2010

قديم 09-18-2010, 11:01 AM
المشاركة 39
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
إن من صفات المؤمن ،أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل ..
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ، ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟..
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء ..
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة ..

إن من نعم الله الخالق على عباده ..
أن العبد إذا خاف من الناس هرب منهم
وإذا خاف من خالقه هرب إليه
وعندما تقع المصيبة ما أشد حاجتنا لخالقنا ليرفع عنا آثار هذه المصيبة ويقوينا على احتمالها

أشكرك أخي حميد ..
لا زلت أتابعك



..... ناريمان

قديم 09-19-2010, 04:14 AM
المشاركة 40
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الدعوة إلى الله عز وجل )
-------------------------------------


إن البعض يرى بأن مقام الدعوة إلى الله عز وجل ، مقام خاص بصنف من الناسلا، وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلين ، وبعد ذلك العلماء والدعاة إلى الله - عز وجل - في كل عصر ..
والحال أن مقام الدعوة إلى الله -عز وجل- مقام مفتوح !..
كل منا له دائرة معلومات ومجهولات ، حتى أعلم المراجع له دائرة مجهولات ..
ووظيفة المؤمن أن ينقل معلوماته إلى من يجهل هذه المعلومات ..
وبالتالي ، فإنه يصبح من الدعاة إلى الله - عز وجل - بقدر ما يمكن ..
مثلا :
إنسان يعرف الصلاة بآدابها الظاهرية ، ويرى مسلما لا يعرف كيف يصلي ، وكما نعلم ( الصلاة عمود الدين ) ؛ هل من المانع أن ينقل هذه المعلومة إلى ذلك الجاهل ؟..
فإذن ، إن كل واحد منا بحسب دائرة علمه ، من الممكن أن يكون من الدعاة إلى الله - عز وجل - ..
وهنا بشارة للذين لهم ميل لرقي هذا المنصب :
إن الذي يحاول أن ينقل الهدى الإلهي إلى القلوب ، على حسب طاقته وعلى حسب قدرته ؛ رب العالمين سوف يعينه على مسؤوليته :
يشرح صدره للموعظة الباطنية ، ولموعظة الغير ، ويجري ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ..
من الممكن أن يصل العبد إلى هذه الدرجة ، فرب العالمين يعطيه نورا يمشي فيه بين الناس ، ويجعل الأثر في كلامه ..
نجد من هم من غير ذوي الاختصاص ، عندما يتكلم ينفذ كلامه في القلوب ؛ وهذا نوع من أنواع المباركة الإلهية .
إن الذي يعمل بما يقول ، والذي يحمل هم الأمة ، والذي يتألم لحالات المنكر والجهل في الأمة ؛ رب العالمين يأخذ في يده في هذا المجال ، وهذا أمر مجرب !..
وقبل أن يقوم المؤمن بهذا الدور ، لا بأس أن يستغيث بالله – عز وجل - فيقر أ:
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي } ..
وإذا أراد أن ينصح أحدا بما يخشى معه عدم التأثير ، ما المانع أن يصلي ركعتين ، ويطلب من الله - عز وجل - أن يلين فؤاد الخلق له ؟..
(فاجعل نفسي: مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبة لصفوة أوليائك ، محبوبة في أرضك وسمائكفطوبى لمن كان محبوبا في الأرض عند الناس ، ومحبوبا في السماء عند رب الناس !..


19 / 9 / 2010


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 10:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.