قديم 09-04-2010, 11:31 AM
المشاركة 21
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
-------------------------
( أبواب الرحمة الإلهية )
............................
إن هنالك بعض الأمكنة ، وبعض الأزمنة ، وبعض الحالات ؛ يفتح الله فيها أبواب الرحمة الإلهية ..
ومن هذه الأمكنة المساجد ، التي هي بيوت الله - عز وجل - في الأرض ..
فالمساجد كلها متساوية في الشرف والفضيلة ، من مسجد القرية إلى المسجد الحرام ..
نعم هناك تفاضل لا شك في ذلك !..
ومن حيث الأزمنة ، هناك مثلا : ليلة الجمعة ، وليلة النصف من شعبان ، وليالي القدر الخ..
في هذه الليالي ، يهب الله - عز وجل - عباده ما يشاء من الفضل .

أما الحالات التي تتجلى فيها الرحمة الإلهية، فمنها :

- نزول المطر :
فالمؤمن بمجرد أن ينزل المطر، يرفع يديه إلى السماء بالدعاء ..
وقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بالماء الطهور :
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا } ..
حتى أن البعض يشرب ماء المطر بنية الاستشفاء ، ويقول : أن هذا قريب عهد بربه ، لم يلمس هذا الماء أي إنسان ..
روي عن الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال :
« تفتّح أبواب السماء عند نزول الغيث ، وعند الزحف ، وعند الأَذان ، وعند قراءة القرآن ، ومع زوال الشمس ، وعند طلوع الفجر » .

- عند هبوب الرياح :
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ } ؛ أي نحن الذين جعلنا الرياح تنتقل من مكان إلى مكان ..

- عند الزوال :
يقول تعالى : { حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ } ؛ أي الظهيرة ..
عند صلاة الظهر تفتح أبواب السماء ، ولهذا أمرنا بالحفاظ على جميع الصلوات وخاصة صلاة الظهر ..

- عند التقاء الصفين ..
ومن حالات استجابة الدعاء عند التقاء الصفين ؛ أي صفي المسلمين والكفار للقتال ، قال أمير المؤمنين علي( عليه السلام ) :
« اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن : عند قراءة القرآن ، وعند الأذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة ، وعند دعوة المظلوم ؛ فإنّها ليس لها حجاب دون العرش » .

- السحر ..
إن المطر له موسم، والرياح لها مواسم ..
ولكن أبواب السماء تفتح بدءاً من ساعات السحر ، حتى طلوع الشمس ..
أيضا هذا الوقت من الأوقات التي تنغمر فيه الرحمة الإلهية ، خصوصا بالنسبة إلى الرزق .. نحن مشكلتنا أننا جعلنا الأرزاق تساوي المال، والحال أن المال آخر الأرزاق : أول الرزق الإيمان والاطمئنان النفسي ، وبعد الإيمان الزوجة الصالحة ، وبعد الزوجة الذرية الطيبة .. وبعدها الدابة السريعة ، والدار الوسيعة ، والمال الوفير؛ وهي في أسفل القائمة ..
وذلك لأن رب العالمين يعطي الإنسان الأهم فالأهم !..
فالمؤمن الذي يصبح ويمسي لا يخاف شيئا ، ولا يحزن على شيء .. هذا الإنسان قمة في الراحة النفسية .

سر هذه الخصوصية لهذه الحالات :
أولا :
إن هذه الحالات تستقطب الرحمة .
ثانيا :
إن الله - عز وجل - يريد أن يرحم ، ولكن يجعل لرحمته علامة ، وليست الحالات هي التي أوجبت الرحمة .. هو أراد أن يرحم في مثل هذه الساعة منذ الأزل ، ولكن ليلفت نظرنا قال :
إذا نزل عليكم المطر ، وهبت الرياح ، و...الخ ؛ سأرحمكم ..
فاغتنموا الفرصة !..

فإذن ، على كل التقديرين ، المؤمن صياد الفرص ، يغتنم كل الأزمنة وكل الأمكنة وكل الحالات .. ويلجأ إلى الله تعالى ؛ كي يفتح له الأبواب المغلقة .
منقول

4 / 9 / 2010

قديم 09-05-2010, 07:30 AM
المشاركة 22
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
---------------------------------
( المؤثرات السلبية الغيبية )
.................................

إن طبيعة الجنس البشري أنه يتأثر بالأوهام ، إلى درجة أنه يتعامل مع الموهوم تعامله مع المتيقن ..
مثال ذلك :
لو طلب من إنسان أن ينام ليلة مع ميت ، فإن معظم الناس يستوحش من ذلك ، رغم يقينه أن هذا الميت كالخشبة ..
فالإنسان يخاف من الحي ، لا من الميت .
قديما كانت تعد الجراثيم من عالم الغيب - بمعنى من المعاني - لأنها لا ترى ، وذلك قبل اكتشاف المجهر ، أما الآن وبعد اكتشافه ، فإننا نرى أدق الأشياء ..
وهذه الأيام هنالك ما يسمى : بالعين والسحر والشعوذة والعمل ..
فما هو الموقف الشرعي تجاه هذه الأمور؟..
إن بعض الناس طبيعتهم هكذا !.. ولعل البعض يتظاهر بالأكاديمية وأنه إنسان علمي وموضوعي فينفي كل شيء ما وراء المادة .. وطبعا هذا من الجهل بكل وضوح !..
لأننا نعيش في بيئة مليئة بالأمواج المغناطيسية والكهربائية والصويتة الخ...
وكل ما حولنا هو أشد تأثيرا في حياتنا من الشهود ..
وعليه ، فإن الإنسان الذي لا يعتقد بأصل المادة ، هذا إنسان غير موضوعي .
إن الإنسان لا ينفي أصل الموضوع فهناك سورة في القرآن الكريم باسم ( الجن ) { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } ..
وبالنسبة إلى السحر أيضا يقول القرآن الكريم : { وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } ..
قديما كان هذا السحر موجودا ، كانوا يعقدون العقد على الحبل ، وتنفث فيه الساحرة ..
وهناك معنى آخر للنفاثات : أي أن الإنسان إذا عقد عزمه على شيء يأتي إنسان يحبط من عزمه أي ينفث في عقده ..
وورد أيضا في القرآن الكريم :
{ مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } .
فإذن ، إن هناك حقيقة قائمة ، ولكن ليس معنى ذلك أن كل ما يراه الإنسان من عوامل غريبة ، ينسبه إلى السحر وما شابه ذلك..
وعليه ، فإن هناك نكبات وبلاء ، ولكن ليس معنى ذلك أنه كلما رأينا بلية ، نفسر ذلك على أنه من عمل السحر والجن وما شابه ذلك ..
والحل هو :
أولاً : أن لا ننتقل من عالم الشهود إلى عالم ما وراء الطبيعة إلا بدليل قاطع ، وأنى لنا بدليل قاطع !..
ثانياً : دفع الصدقة .. فالوقاية خير من العلاج ..
هناك ما يسمى اليوم بالتطعيم ضد الأوبئة والأخطار ، لمن يخاف من المفاجآت المستقبلية ..
وكذلك الذي يخاف من مفاجآت القضاء والقدر ، عليه أن يدفع صدقة ، وقد يكون أثر هذا العمل أكثر من بعض الأحراز لأن فيه تضحية ، { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } .
فإذن ، يستحب للإنسان أن يدفع صدقة يومية ............

منقول

5 / 9 / 2010

قديم 09-06-2010, 05:20 AM
المشاركة 23
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
---------------------------------
( روافد الشر غير المرئية )
.......................

إن الشر بعض الأوقات يأتي من مصدر مادي معلوم ، كإنسان عدو مثلا ..
وأحيانا يأتي من عالم غير مرئي من : الجن ، والشياطين ، والحسد ، وغير ذلك من الأمور ..
ولكن المؤمن يحاول دائما أن يتناول الشق المادي ، ولا يحيل الأمر إلى الجانب الغيبي ، وذلك لأمرين :
أولا :
الغيب لا يرى ..
فلو اعتقد إنسان أن جنا قد مسه ، كيف يصارع ويواجه هذا الجن الذي لا يرى ؟..
فلو كان المهاجم عدوا ، لاستطاع أن يشتكي عليه أو يواجهه ..
ولو كان جراثيم ، لاستخدم مضادا حيويا للقضاء عليه ..
أما الجن الذي لا يرى ، كيف يقضي عليه ؟..
وهنا وبسبب هذه الأوهام ، يذهب لكل نصاب ومشعوذ .
ثانيا :
الغيب لا يقطع به ..
فالإنسان عندما يرى عدوا أمامه ، يقول :
هذا عدو أمامي ، ولكنه لا يقطع أن الذي وراء الكواليس ، هي هذه الأمور الغيبية ..
فإذن ، إن المؤمن سياسته سياسة القرآن الكريم :
لا يتبع الظن ، ولكن يمشي وراء اليقين { إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } ..
ولكن مع ذلك نحن قوم واقعيون ، نتبع القرآن والسنة ..
فالقرآن ذكر الجن في آيات متفرقة ، منها : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } ..
وقد صنّف القرآن الكريم الجن إلى صالحين وغير صالحين { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } ، وكذلك ذكر شر الجن : { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ..
فإذن ، إن هناك شرا يصلنا من الجن ، وهناك شرا من الناس ..
فما هو الحل الجامع لهذا الأمر ؟..
الحل هو أن نوكل الأمر اليقيني والاحتمالي إلى خالق الشرور ..
فالإنسان عندما يصاب بمرض ، يحتمل الطبيب أن الجرثومة الفلانية هي السبب وراء ذلك المرض ؛ فيعطيه مضادا حيويا يقضي على الجرثومة المحتملة غير المقطوع به ..
وكذلك المؤمن ، فإنه يراجع ربه ويقول :
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } ..
وهنا نكتة قرآنية لطيفة : فـ{ أَعُوذُ } فعل مستمر ؛ لأن العدو عداوته مستمرة ، { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } ..
أحيانا الطائرات المعادية تهجم مرة في السنة ، أما إذا كان الهجوم يوميا ؛ فلا بد أن يكون الدفاع يوميا .. وعليه ، فبما أن الشيطان يوسوس دائما ، فإن على الإنسان اللجوء إلى الاستعاذة المستمرة ، للتصدي لهذا العدو :
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
إن هنالك بشارة لجميع المؤمنين ، وهي أن الشياطين والجن ، لا تصل إلى أعضاء بدن الإنسان ..
فالشياطين والجن لو كان لهم سلطة على الأبدان ، لذكر ذلك القرآن الكريم ، إنما شغلهم الوسوسة فقط .. ومن هنا الشيطان يوم القيامة يدافع عن نفسه دفاعا بليغا :
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ..
أي أنا عملي كان مجرد دعوة ، ولم يكن هناك إلزام وإكراه ..
ومن منا يدعي أن الشيطان دفعه إلى المعصية دفعا ؟!..
فإذن ، إن الأمر سهل ما دامت القضية وسوسة ، فالذي يلتفت إلى منافذ قلبه ، ينجو من هذا الشر .
منقول
6 / 9 / 2010

قديم 09-07-2010, 07:58 AM
المشاركة 24
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( سجدة الشكر )
---------------------------------------

إن البعض يظن أن سجدة الشكر خاصة بالصلاة الواجبة ، والحال أن سجدة الشكر - كما هو معلوم من اسمها - يؤتى بها بعد حصول نعمة من الله سبحانه ، أو دفع نقمة منه ، وتكون في كل وقت ..
مثلا :
إنسان جالس في المنزل ، فيتذكر نعمة من نعم الله ، فيخر لله ساجدا ..
هذه حركة مشكورة من العبد ..
والبعض في المستشفى عندما يقال له : فلان برأ من مرضه ، فيخر لله ساجدا ..
هناك ثلاث جمل شرطية وردت في القرآن الكريم ، ورب العالمين أصدق الصادقين { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } :
الأولى :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } .. طبعا هناك فرق بين ذكر العبد لربه ، فهذا الإنسان المسكين يذكره لقلقة لسان .. وبين ذكر الله - عز وجل - لعبده ، لأنه إذا ذكره ؛ قلب كيانه !..
الثانية :
{ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } .. اللام لام التأكيد ، والنون نون التوكيد الثقيلة ..
فهو إما أن يُعطى من جنس النعمة المشكورة ، أو من جنس آخر .. مثلا :
إنسان أعطي ولدا ، فشكر الله : فإما أن يعطى ولدا آخر صالحا ، أو يعطى من جنس آخر ، كالمال الوفير مثلا .. فالعبارة مفتوحة ، ورب العالمين لا مانع لعطائه .
الثالثة :
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .. فرب العالمين كما نقرأ في المناجاة : ( وليس من صفاتك يا سيدي ، أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية ) !..
فإذن ، إن سجدة الشكر يمكن استعمالها في كل الحالات ، والأفضل أن تؤدى على نحو سجدتين .. ويُستحبّ فيها تعفير الجبينين بين السجدتين ، وكذا تعفير الخدّين .. ويستحب فيها أن يفترش ذراعيه ، ويلصق صدره وبطنه بالأرض .
لطالما الإنسان أراد أن يسجد لله شكرا ، وإذ بهذا الشكر يجره إلى المناجاة مع رب العالمين ..
بعض العلماء يقول : ليس هناك مانع أبدا ، أن تبكي على مشكلة من مصائب الدنيا ، وبمجرد أن تدمع عيناك ، ويرق قلبك ؛ تحوّل الحالة إلى رب العالمين ..
إن من موارد سجود الشكر ، أن يُوفق الإنسان للإصلاح بين متنازعين ..
يا لها من فضيلة عند الله عز وجل !.. لأن الإنسان عندما يتخاصم مع أحد، يتجاوز الحدود الشرعية :
غيبة ، وبهتانا ، وفحشا ..
فهو عندما يصلح بين مؤمنين ، أو بين مؤمن ومؤمنة ؛ يكون قد منع عنهما هذا الحرام الكبير .

منقول
7 / 9 / 2010

قديم 09-08-2010, 05:26 AM
المشاركة 25
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( النية )
-------------------------------------


إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية ، وواجبات غير ركنية ..
والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً ..
ومن هذه الواجبات النية، التي هي حركة في القلب ..
فالتكبير ، والقيام ، والركوع ، والسجود ؛ أعمال خارجية ..
أما النية ؛ فإنها عملية في القلب ، وهي قوام الصلاة ..
يقولون :
بأن النية بالنسبة إلى العمل ، كالروح إلى الجسد : مهما كان الجسد قويا ، فهو ميت لا قيمة له ..
وأعمالنا كذلك .
أثر النية في الخلود ..
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا ، تكون لسنوات محدودة ؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة ؟..
والأعجب من ذلك ، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام ، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة ؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها ؛ لأنه أشرك بالله - عز وجل - { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } .. هذا الشرك كان لثوان فقط، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم ..
وكذلك بالنسبة إلى الطاعة :
إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم ، ثم مات بعد ثوان ؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها ..
والذي أوجب لهذا الخلود في النار ، ولهذا الخلود في الجنة ؛ هي النية ..
أي يا رب ، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين ، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا ، أو العكس ..
هذا تأثير النية.
الرياء المبطل للعمل ..
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة ؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله ..
إن البعض يصلي جماعة ، فتأتيه خاطرة : أن الناس ينظرون إليه بارتياح ، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش .. أو أن شابا يذهب إلى المسجد ، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه .. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة ؟..
إن هناك فرقا بين الخواطر ، وبين ما استقر في صفحة النفس ..
فالرياء المبطل ، هو الرياء المستقر ، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة ..
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } ..
قال تعالى : { إِذَا مَسَّهُمْ } ؛ أي اتصال سطحي .. { طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ } ؛ لم يقل : شيء استقر من الشيطان ..
هل من موجبات عدم الإخلاص ، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة ، أو خوفا من النار ؟..
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين ، أو عبادة التجار .. فهل هذا يخل بالإخلاص ، أم لا ؟.. فقهيا : لا ، الصلاة صحيحة .. أما عرفياً وأخلاقياً ؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص ..
أين نحن وعبادة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) الذي كان يقول :
( إلهي !.. ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا طمعاً في ثوابك .. ولكن وجدتك أهلاً للعبادة؛ فعبدتك ) ؛ هذه هي عبادة الأحرار ..
والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته ، ليصل إلى هذه الدرجة .
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد ، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه .. هو لا ينوي ذلك ، ولكن البرودة تأتيه قصرا .. وكذلك في قربك لله - عز وجل - لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل : يا رب !.. أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار .. إن استطعت ذلك ، فإنه - عز وجل - يعطيك ما لا يخطر على بال بشر ..
عندما يدخل الإنسان الجنة ، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول ، يقال له : اذهب إلى القصور وإلى الحور ؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة ، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي ، لا يقاس بالجمال المادي ..
ومن هنا قيل :

{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ
} !..


8 / 9 / 2010

قديم 09-09-2010, 10:05 AM
المشاركة 26
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( الإسراف والتبذير )
-------------------------------------

إن هنالك مالا مسرفا فيه، ومالا مبذرا به ..
فالإنسان تارة يسرف : بمعنى أن أصل العملية صحيح ، حيث أن له الحق في أن يشتري طعاما مثلا ، ولكن يشتري زيادة عن حاجته ..
وتارة يبذر: أي أنه يشتري ما لا يحتاج إليه ، ويجعل ماله في غير موضعه ؛ فهؤلاء عبر عنهم القرآن الكريم بأنهم أخوان الشياطين ، حيث قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ } ..
إذا كان صرف المال الفاني في غير محله يعد تبذيرا ، ويجعل الإنسان من أخوان الشياطين ؛ فكيف بما هو أرقى من المال ، عندما يصرف في غير محله ، ألا وهو العمر والوقت ؟!..

إن القسم الجاد في حياتنا، يكاد ينحصر في الحضور إلى المسجد ، والوقوف للصلاة بين يدي الله عز وجل .. وإلا فإن الأعمار في تلف مستمر ، { إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } ..
بعض الناس يمضي يومياً ثلاث أو أربع ساعات في سيارته ، والبعض الآخر قد يمضي ساعات من الانتظار في طوابير الشراء ، وهناك من هو مبتلى بالأرق ؛ لا هو مستيقظ فيعمل شيئا ، ولا نائم فيرتاح بدنه ..
فهذه الحالات تكون قصراً دون اختيار من الإنسان ..
ولكن أحيانا الإنسان بسوء اختياره ، يمضي ساعات من عمره في النظر إلى التلفاز ، دون أن يستفيد من ذلك شيئا لدنياه أو لآخرته .
فإذن ، ماذا نعمل في معظم ساعات العمر ، التي هي عبارة عن هذه الساعات التالفة ؟..

إن هناك عدة أبواب للاستثمار ، منها :
- القراءة .. قراءة القرآن الكريم ، وقراءة كل ما ينفع الإنسان لدنياه وآخرته ..
إن المؤمن في أيام حياته ، لا بد أن يقرأ الألفاظ المشكلة في القرآن الكريم ، على الأقل في المصحف الذي بهامشه تفسير بسيط ..
لو أن إنسانا هوى فتاة أجنبية ، وأرسلت له رسالة ؛ ألا يبحث في القاموس كي يعلم ما الذي تقوله هذه المحبوبة ؟!.. فكيف إذن بإنسان يدعي أنه يحب رب العالمين ، ولا يعلم ماذا يقول ؟!..
من تلك الألفاظ : { تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى } ، { وَفَاكِهَةً وَأَبًّا } ..
بعض الكلمات نرددها في اليوم كذا مرة ، ولا نعرف معناه ا.. مثلا : في الصلوات اليومية ، نردد هذه الجملة : ( سمع الله لمن حمده ) !.. لماذا سمع لمن ، وليس سمع من ؟.. وما معنى الصلاة على محمد وآل محمد ؟.. وكذلك ما معنى : { اللَّهُ الصَّمَدُ } ، { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ..
في المعوذتين كلمات لا يعرفها معظم الناس { وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } ، { وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ؟.. { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ } .. ما معنى : النفاثات ، والعقد ، وغاسق ، والوقب ، والخناس ؟..
لو جعل الإنسان في مكتبه القرآن المفسر البسيط، وقرأ كل يوم من كل صفحة آية ، من الممكن أن يختم القرآن في سنة ، من حيث المعنى .
- الذكر .. إن الذكر قسمان : ذكر لفظي وذكر قلبي ..
لا بأس للمؤمن أن يتخذ وردا بين وقت وآخر؛ ويلتزم به .. كل أربعين يوما يختار وردا معينا ، ويلتزم به خلال ذهابه وإيابه ..
ومن أفضل الأذكار سورة التوحيد ، ولو اتخذ المؤمن في شهر رمضان من هذه السورة وردا ، لأصبح ثريا ..
حيث أن كل ثلاث سور بمثابة ختمة، وفي شهر رمضان كل آية بحكم ختمة ..
انظر إلى العدد التصاعدي من الأجر لمن كان له قلب !..


9 / 9 / 2010

قديم 09-10-2010, 01:48 PM
المشاركة 27
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ [
[ عنوان الزاد
] :

( الذكر اليونسي )
-------------------------------------
إن للمؤمن وردا يلتزم به في ساعات فراغه ، ومن أفضل الأذكار الذكر القرآني ..
هنالك ذكر في القرآن الكريم ، الله - عز وجل - جعل النجاة معلقة عليه ، وقد وعدنا أن يرتب الآثار على هذا الذكر ، كما رتبه على ذلك النبي ( عليه السلام ) .. وهو ما يسمى بالذكر اليونسي ، وهو من الأذكار المأثورة في حياة الأولياء والصالحين .
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } :
أولاً :
كلمة { نَادَى } تختلف عن كلمة " ذكر " .. حيث أن النداء فيه نوع من أنواع الالتجاء ، ولعله يصاحب - في بعض الحالات - رفع الصوت ..
فهو إنسان في ظلمات ثلاث :
بطن الحوت ، وظلمات البحار ، وظلمة الليل : { ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } ..
فإذن ، هناك التجاء ، إذ يكفيه أنه هرب من القوم .
ثانياً :
كلمة { إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ أي هناك حالة من حالات الندامة ، بما لا ينافي العصمة .
إن الآية لم تذكر عدد المرات التي دعا بها يونس بهذا الدعاء ، فلا يستبعد أن تكون مرة واحدة فقط ..
فهو لم يقل : ثلاثمائة أو أربعمائة مرة ..
إذن النداء كان نداء بليغا ، وكان له ثلاث شعب ، والذي يلتفت إلى هذه الشعب يكون قد وصل إلى مغزى الذكر اليونسي :
أولا :
الانقطاع : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ } .. أي لا مؤثر في الوجود إلا أنت ، إن كانت هناك نجاة ، فيا ربي منك أنت الإله المتحكم في هذا الوجود .
فإذن ، هناك انقطاع .. يونس ( عليه السلام ) انقطع إلى الله ، ومن ينجيه سواه من بطن الحوت ؟..
الآية الكريمة تقول : {[FONT="Arial Black"] فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [/FONT]} وهم في السفينة ، عندما تحيط بهم الأمواج ، { دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } .. فكيف إذا كان في بطن الحوت ؟..
ثانيا :
التنزيه : { سُبْحَانَكَ } .. أي يا رب ، أنت المنزه ، وما وقعت به فهو هو من فعلي أنا ..
لقد خلقتني على وجه الأرض ، وجعلتني نبياً يوحى إليه ؛ فلماذا انتقلتُ من عالم الدعوى إلى عالم بطن الحيتان ؟.. كنتُ معافى ، ورب العالمين كتب لي رزقا لي واسعا ؛ ولكن المعاصي جعلتني أفتقر ، وسلبتني العافية ..
سبحانك أنت منزه !.. { مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } ..
فإذن { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } كل بلية وكل سيئة ، الأصل فيها يعود إلى بني آدم .
ثالثا :
الاعتراف بالظلم : { إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } .. أي أنا ظلمت نفسي ، ومن أقبح الظلم ظلم أقرب الناس إلى الإنسان .. الله الله في أحب الأنفس إليكم !.. والنفس التي بين جنبينا هي أحب الموجودات إلينا .. وبالتالي ، فإن أقبح الظلم ظلم النفس !..
إن للذكر اليونسي طعما متميزا في حالتين :
- بعد المعاصي ..
حيث أن المؤمن عندما يعصي ، يعيش حالة من الخجل والوجل .. وعندئذ تكون الفرصة الذهبية كي يسجد لله - عز وجل -، وإذا بهذه المعصية الصغيرة تستجلب منه دمعة ، تطفئ غضب الله عز وجل .
- بعد الغفلات ..
قد يكون الإنسان عادلا ، وهذا ممكن !.. ولكن الغفلات ألا تستحق أن يسجد الإنسان لربه - عز وجل - وحالته حالة نبي الله يونس ( عل؟!.. وقد قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ }؛ إنه وعد إلهي بمعاملتنا معاملة يونس ( عليه السلام ) ومن أصدق من الله حديثا!..

10 / 9 / 2010

قديم 09-12-2010, 08:20 AM
المشاركة 28
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( الدعاء )
-------------------------------------

بعد أن نرفع رؤوسنا من الركوع نقول : ( سمع الله لمن حمده ) !..
إن كلمة " سمع " في اللغة العربية هي فعل متعدٍّ ؛ أي أنه لا يحتاج إلى حرف جر، بل فعل وفاعل ومفعول به ..
مثلا : تقول : سمعت صوت فلان ، ولا تقول : سمعت لصوت فلان ..
فإذن ، إن اللام في غير محلها ..
ولكن أيضا في اللغة العربية، الفعل بعض الأوقات يعطى معنى فعل آخر؛ فيعامل معاملة الفعل الجديد.. مثلا: "سمع" الذي هو الفعل الأصلي كان متعديا، فأصبح هنا لازما؛ أي يحتاج إلى حرف جر.. وهنا : الفعل " سمع " خرج عن كونه سمع ؛ بل تضمن معنى " استجاب " ..
لذا فإنه من الواضح أن يتعدى باللام ..
استجاب الله لفلان ، واستجاب الله لمن حمده .

إن الأمر الواقع لا محالة ، يعبر عنه بالفعل الماضي .. مع أن الروم غلبوا بعد حياة الرسول (صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم )، ولكن القرآن الكريم يقول :
{ غُلِبَتِ الرُّومُ } ؛ بمعنى أن القضية محققة الوقوع ..
وكذلك ( سمع الله لمن حمده ) ، أي الذي يحمد الله ، فإن رب العالمين استجاب له دعاءه ؛
أي سمع الله لمن حمده ودعاه ..
ولكن الذي يحمد الله ، ما طلب شيئا ؛ فكيف استجاب رب العالمين له وسمع نداءه ؟..
الجواب:
هناك طلب بلسان المقال ، وهناك طلب بلسان الحال .. رب العالمين إذا رضا عن عبد، دبر أمره، واستجاب له ، وإن لم يصرح بالطلب .. فشعاره :
( علمك بحالي يغنيك ، عن سؤالي ) .

لطالما دعونا في حياتنا اليومية ، وكذلك تحت الميزاب ، وعند الحطيم ؛ في مواطن الاستجابة ، ولم نر إجابة ..
فكيف يجتمع ذلك مع هذه الآية الكريمة : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ، إذ أن الله -عز وجل-لم يقيد الدعاء بشيء ..
والحال أن أكثر الحوائج عندنا غير مقضية ؟..
الجواب : إن كل دعاء يرتفع إلى الله –عز وجل- ولكن بشرطه وشروطه.. رب العالمين استجاب دعاءه، ولكن إجابته لا تطابق طلب العبد، بل تفوق طلبه.. مثلا: إنسان بحاجة إلى سكن، فيق
دم طلبا إلى وزير الإسكان .. فهذا الوزير تارة لا يقبل الطلب ، فيكتب تحته : للدارسة ؛ أي يجمد .. وتارة يقبل الطلب ، ويريد أن يعطيه سكنا .. هو يريد بيتا لذوي الدخل المحدود، ولكن الوزير استجاب له ، فأعطاه قصره .

وعليه، فما على الإنسان إلا أن يقدم الملف !..
قال الله تبارك وتعالى : ( يا بن آدم! .. أطعني فيما أمرتكَ ، ولا تـُعلـّمني ما يـُصلحك ) .. عبدي! .. ادعوني ولا تعلمني .. قل : يا رب !.. عافني في نفسي وأهلي وولدي ..
ولكن كيف يعافيك ؟.. فإن هذا الأمر إليه !..

فإذن ، إن حوائجنا مستجابة ، ولكن لها ثلاث شقوق :
1- إما أن نعطى الحاجة معجلة.
2- وإما أن نعطى الحاجة مؤجلة، قال الله - عز وجل - لموسى ( عليه ِ السلام ) : { قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا } ، ولكن أربعين عاما كان بين الوعد الإلهي والإجابة .
3- وإما لا نعطى الحاجة لا معجلة ولا مؤجلة ، بل يعوض في الآخرة .. ينظر العبد يوم القيامة إلى الحوائج التي قضيت في الدنيا ، وإلى الحوائج التي لم تقض ، ويرى التعويض الإلهي ..
عندئذ يتمنى لو لم تستجب له دعوة واحدة ، لما يرى من التعويض في ذلك العالم ..
لذا، فإن على المؤمن أن يدعو الله دائما ، وبأعصاب باردة .


12 / 9 / 2010

قديم 09-12-2010, 12:33 PM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ عنوان الزاد ] :
( النية )
-------------------------------------


إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية ، وواجبات غير ركنية ..
والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً ..
ومن هذه الواجبات النية، التي هي حركة في القلب ..
فالتكبير ، والقيام ، والركوع ، والسجود ؛ أعمال خارجية ..
أما النية ؛ فإنها عملية في القلب ، وهي قوام الصلاة ..
يقولون :
بأن النية بالنسبة إلى العمل ، كالروح إلى الجسد : مهما كان الجسد قويا ، فهو ميت لا قيمة له ..
وأعمالنا كذلك .
أثر النية في الخلود ..
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا ، تكون لسنوات محدودة ؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة ؟..
والأعجب من ذلك ، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام ، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة ؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها ؛ لأنه أشرك بالله - عز وجل - { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } .. هذا الشرك كان لثوان فقط، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم ..
وكذلك بالنسبة إلى الطاعة :
إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم ، ثم مات بعد ثوان ؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها ..
والذي أوجب لهذا الخلود في النار ، ولهذا الخلود في الجنة ؛ هي النية ..
أي يا رب ، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين ، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا ، أو العكس ..
هذا تأثير النية.
الرياء المبطل للعمل ..
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة ؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله ..
إن البعض يصلي جماعة ، فتأتيه خاطرة : أن الناس ينظرون إليه بارتياح ، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش .. أو أن شابا يذهب إلى المسجد ، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه .. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة ؟..
إن هناك فرقا بين الخواطر ، وبين ما استقر في صفحة النفس ..
فالرياء المبطل ، هو الرياء المستقر ، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة ..
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } ..
قال تعالى : { إِذَا مَسَّهُمْ } ؛ أي اتصال سطحي .. { طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ } ؛ لم يقل : شيء استقر من الشيطان ..
هل من موجبات عدم الإخلاص ، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة ، أو خوفا من النار ؟..
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين ، أو عبادة التجار .. فهل هذا يخل بالإخلاص ، أم لا ؟.. فقهيا : لا ، الصلاة صحيحة .. أما عرفياً وأخلاقياً ؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص ..
أين نحن وعبادة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) الذي كان يقول :
( إلهي !.. ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا طمعاً في ثوابك .. ولكن وجدتك أهلاً للعبادة؛ فعبدتك ) ؛ هذه هي عبادة الأحرار ..
والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته ، ليصل إلى هذه الدرجة .
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد ، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه .. هو لا ينوي ذلك ، ولكن البرودة تأتيه قصرا .. وكذلك في قربك لله - عز وجل - لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل : يا رب !.. أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار .. إن استطعت ذلك ، فإنه - عز وجل - يعطيك ما لا يخطر على بال بشر ..
عندما يدخل الإنسان الجنة ، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول ، يقال له : اذهب إلى القصور وإلى الحور ؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة ، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي ، لا يقاس بالجمال المادي ..
ومن هنا قيل :

{ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ
} !..


8 / 9 / 2010
رائع جداً ما جاء هنا
نقل موفق أخي حميد
أتابعك باهتمام

أشكرك

...... ناريمان

قديم 09-12-2010, 01:03 PM
المشاركة 30
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


جزاك الله خيرا ً أخي حميد

مواضيعك ممتعة وشيقة واختياراتك موفقة , شكرا ً على ما تبذله من جهد

متابع معك بارك الله فيك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ) عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر الحوارات الثقافية العامة 0 05-26-2017 11:42 PM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 07:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.