احصائيات

الردود
11

المشاهدات
1895
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.46

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
04-21-2021, 02:05 AM
المشاركة 1
04-21-2021, 02:05 AM
المشاركة 1
افتراضي ديك الجن
حتى لاتذهب بعيداً… هذا اسم إنسان!!
على رأي الأستاذ حمام.. ( نجيب الريحاني) في فيلم " غزل البنات"
( اسمه كده، ديك الجن.. فيها إيه دي؟!…
وهو أيضا شاعر مشهور، كان يعيش في مدينة حمص السورية،ديك، رضينا على مضض، إذ من الصعب تصور إنسان على هيئة ديك، وبخاصة إذا كان منتفشا بالزهو والغرور، لكن أن يكون هذا الديك من الجن فهذا ما لا يمكن تصوره!!
أنا أعتقد أنه لم يكن وهو طفل… لا ديك ولا جن، ولا فروج جن، ولا حتى كتكوت الجن، كان طفلاً بريئاً مثل كل أطفال العالم الثالث!
لكن الأول، تحول، لما كبر ظهرت عليه ملامح الشراسة، ومخايل " العرامة" وكما يحدث في مباريات الملاكمة العالمية، لعب على اللقب، وفاز به بالضربة القاضية، وأصبح لقبه: ديك الجن!!
لهذا الديك العفاريتي، حكاية طريفة تتعدد فيها أقوال الرواة، لكنها جميعاً تنتهي إلى غاية واحدة.
كانت له جارية، يذوب في هواها، أو كان له غلام يهوى الجارية،فأثار روح الانتقام في الشاعر، وسواء كان الشاعر ديك الجن يهوى الجارية، وأنه لشدة غيرته عليها قتلها..
أو كان يهوى الغلام، فقتله، أو كان يغار على الجارية الجميلة من الغلام المحظوظ، فقتلهما، المهم أن القتل عشقاً حصل.
وأن الشاعر القاتل" وياله من شاعر" حرق جثة القتيل، وصنع من ترابها كأساً، يحتسي فيه الخمر ، ويبكي حبه المحترق بنار الغيرة والشك:
أبيات ديك الجن في حبيبته المقتولة تفتح ملف سيكولوجية جنون العشق، وتدعو المفكرين لبحث الحالة، يقول عن هذه المحبوبة:
يا طلعة طلع الحمام عليها
يا طَلْعَةً طَلَعَ الحِمَامُ عَلَيها

وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بِيَدَيْها

رَوّيْتُ مِنْ دَمِها الثّرى ولَطَالَما

رَوَّى الهَوَى شَفَتَيَّ مِنْ شَفَتيْها

قَدْ باتَ سَيْفي في مَجَالِ وِشَاحِها

ومَدَامِعِي تَجْرِي على خَدَّيْها

فَوَحَقِّ نَعْلَيْها وما وَطِىءَ الحَصَى

شَيءٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَعْلَيْها

ما كانَ قَتْليِها لأَنِّي لَمْ أَكُنْ

أَبكي إذا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْها

لكنْ ضَنَنْتُ على العيونِ بِحُسْنِها

وأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الحَسُود إِليها

ذات قراءة لأستاذ اللغة العربية سليمان الشطي حيث التفت إلى محنة ديك الجن في قتله محبوبته، فمنحه قصة قصيرة جميلة، في ختام مجموعته القصصية " أنا الآخر" أما ما كتبه عن ديك الجن فجاء بعنوان " خناجر نادمة" فقد وضع الدكتور الشطي يده على العصب الموجع، وهو أن الشاعر ندم على فعلته والدليل هو أنه صنع من رماد الاحتراق كأساً، وبذلك أثبت أن صاحبته هي جليسته في الشراب حية، ومحترقة.
الطريف أن هذا الشاعر" الفظيع" قبل أن يحمل لقبه المخيف" ديك الجن"
كان اسمه عبد السلام فتأمل المساحة الشاسعة بين السلام والجنون، وبين العشق والقتل، وبين الحب والندم.
فيا دكتورنا الشطي، ماذا يجدي أن تندم الخناجر؟
هل فقدت صلاحيتها للقتل، أم تنازلت عن استعدادها للذبح؟
يقال والله أعلم، أن بدوياً وجد ذئباً صغيراً فحمله إلى بيته، ورباه مع كلابه، يظن أن نشأته بين الكلاب والغنم تجعله مستأنساً، وهكذا كان، لكن الذئب حين كبر تحركت غريزة الافتراس فيه، فافترس شاة وهرب إلى الصحراء، حين عاد البدوي وشاهد.. تعجب وقال: ماذا جرى؟ كيف عرف أن أباه ذئب؟!



التعديل الأخير تم بواسطة ياسَمِين الْحُمود ; 04-21-2021 الساعة 07:23 PM
قديم 04-21-2021, 02:38 AM
المشاركة 2
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
شكرا جزيلا على المعلومات القيمة التي أسمع بها شخصيا لأول مرة عن هذا الشاعر "ديك الجن " وعن مأساة قتله لعشيقته ...وهو ما حفزني لكتابة هذه السطور عن هذه الظاهرة المحيرة التي اسمها العشق...
الحب في الأصل أسمى شعور يمكن أن يشعر به الشخص، ولكنه يتطور عند بعض الأشخاص لتعلق شديد بشكل مبالغ فيه، وبالتالى مع وصوله لمرحلة العشق يبدأ فى الوصول لدرجة من درجات المرض النفسي والهوس الشديد، لدرجة أنه يسعى إلى إرضاء الشريك مع إنكار للذات مبالغ فيه وتضحية كبيرة جدا لدرجة إيذاء الذات وقد يصبح فيها الحب أحيانا قاتلا بسبب الغيرة المرضية والشك... وتقول بعض التجارب العلمية بأنه في حالة ما إذا وقعت عيون إنسان عاشق متيم من الدرجة الأولى على صورة عشيقة، فإن دماغه يصبح في حالة تشبه حالات تعاطي الكوكايين. وعلى العكس من ذلك عندما سحبت صورة المعشوق، حيث تراجعت حالة الدماغ والأعضاء الى حالتها الطبيعية وكأنما صُب عليها ماء بارد...والعشق مركب من أمرين : إستحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه، فمتى انتفى ‏أحدهما إنتفى العشق، وقد أعيت علة العشق على كثير من العقلاء، وتكلم فيها بعضهم ‏بكلام يرغب عن ذكره إلى الصواب...وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله في الطب ‏النبوي عند الحديث عن هديه صلى الله عليه وسلم في علاج العشق.‏
قال ابن القيم: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه ‏وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… إلى أن ‏قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة ‏بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق ‏الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) .
شكرا جزيلا أستاذة ياسمين على الموضوع الرائع والطرح الجميل الذي استمتعت حقيقة بقراءته و الغوص في معانيه...
تقديري لفكرك.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-21-2021, 01:58 PM
المشاركة 3
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: ديك الجن
إضافةٌ جديدةٌ كما قال أ. محمد... حيّاكما الله
والأجمل منها هو أسلوبك الفكاهي المبهر في الطرح
ومِن الحُبِّ ما قتل!!!

رجاء البحث عن صحة هذا الشطر:
وما كان قتليها لأني لم أكن
يبدو أن تداوله على النت أساء إليهِ رقنًا ووزنًا

بستانُ وردٍ مُندّى

قديم 04-21-2021, 10:01 PM
المشاركة 4
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
شكرا جزيلا على المعلومات القيمة التي أسمع بها شخصيا لأول مرة عن هذا الشاعر "ديك الجن " وعن مأساة قتله لعشيقته ...وهو ما حفزني لكتابة هذه السطور عن هذه الظاهرة المحيرة التي اسمها العشق...
الحب في الأصل أسمى شعور يمكن أن يشعر به الشخص، ولكنه يتطور عند بعض الأشخاص لتعلق شديد بشكل مبالغ فيه، وبالتالى مع وصوله لمرحلة العشق يبدأ فى الوصول لدرجة من درجات المرض النفسي والهوس الشديد، لدرجة أنه يسعى إلى إرضاء الشريك مع إنكار للذات مبالغ فيه وتضحية كبيرة جدا لدرجة إيذاء الذات وقد يصبح فيها الحب أحيانا قاتلا بسبب الغيرة المرضية والشك... وتقول بعض التجارب العلمية بأنه في حالة ما إذا وقعت عيون إنسان عاشق متيم من الدرجة الأولى على صورة عشيقة، فإن دماغه يصبح في حالة تشبه حالات تعاطي الكوكايين. وعلى العكس من ذلك عندما سحبت صورة المعشوق، حيث تراجعت حالة الدماغ والأعضاء الى حالتها الطبيعية وكأنما صُب عليها ماء بارد...والعشق مركب من أمرين : إستحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه، فمتى انتفى ‏أحدهما إنتفى العشق، وقد أعيت علة العشق على كثير من العقلاء، وتكلم فيها بعضهم ‏بكلام يرغب عن ذكره إلى الصواب...وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله في الطب ‏النبوي عند الحديث عن هديه صلى الله عليه وسلم في علاج العشق.‏
قال ابن القيم: هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه ‏وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيى العليل داؤه… إلى أن ‏قال: وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة ‏بغيره عنه، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه، دفع ذلك عنه مرض عشق ‏الصور، ولهذا قال تعالى في حق يوسف: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ ‏كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) .
شكرا جزيلا أستاذة ياسمين على الموضوع الرائع والطرح الجميل الذي استمتعت حقيقة بقراءته و الغوص في معانيه...
تقديري لفكرك.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إضافة وافية ومثرية من قلم ذي فكر راق
تحية ملؤها الود والـنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-21-2021, 10:04 PM
المشاركة 5
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
إضافةٌ جديدةٌ كما قال أ. محمد... حيّاكما الله
والأجمل منها هو أسلوبك الفكاهي المبهر في الطرح
ومِن الحُبِّ ما قتل!!!

رجاء البحث عن صحة هذا الشطر:
وما كان قتليها لأني لم أكن
يبدو أن تداوله على النت أساء إليهِ رقنًا ووزنًا

بستانُ وردٍ مُندّى
أسعدني عبوركَ الجميل أمّي ثريا
تم وضح الحركات علّ وعسى يزول الرقن والوزن
محبةٌ تهبُّ نحوك
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-22-2021, 07:38 AM
المشاركة 6
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: ديك الجن
أسعدني عبوركَ الجميل أمّي ثريا
تم وضع الحركات علّ وعسى يزول الرقن والوزن
محبةٌ تهبُّ نحو
كَنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ومحبتي دائمةُ الهبوبِ نحوكِ لتأتيني بعبقِ الياسَمين

حذف الواو ضبط الوزن ولكن البيت مع النص الحاليّ غيرُ واضح المعنى
سأبحث معكِ على النت؛ ربما نجدُ صيغةً أسلم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-23-2021, 05:29 AM
المشاركة 7
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: ديك الجن
بحثتُ كثيرًا على الشبكة فلم أجد اختلافًا عن هذه الصيغة
وما كان قتليها لأني لم أكنْ**أَبكي إذا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْها
وبقيَ معنى البيتِ غامضًا

بَيدَ أنّني خرجتُ من النت وقد ملأ قلبي الشجن؛
لِما عاناهُ الشاعرُ الذي أودتِ الوِشايةُ الدنيئةُ بزوجته الحبيبة وصديقِه
ثم أودَى به الندمُ بعد قتلهما حتى ماتَ قهرًا وأسفًا
:
يبدو أن الشاعر أرادَ قول: وما كان (قتلي لها/ أو إياها)؛
ولكن ضبطَ الوزن ألجأهُ إلى هذه الـ (قتلِيها)
فكان المصدرُ (قتْل) مُضافًا إلى ضميرَينِ هما: ياء المتكلم وهاء المفعول به
وليس هذا شائعًا في الأدب أو غيره - فيما أعلم - وربما يعلمُ غيري
بينما هو أكثرُ شيوعًا مع الأفعال؛ إذْ يُلحق بالفعلِ أكثرُ من ضميرٍ، ينوبُ كلٌّ عن مفعولٍ به
وأمثلتها في المصحف:
أسقيناكُموهُ - زوجناكها - يُريكمُوهم - أَنُلزِمُكموها.. ولا يحضُرني غيرُها الآن
تحياتي واعتزازي بجمالِ يراعتِكِ وخفةِ دمِهانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قوافلُ أقحوان


قديم 04-24-2021, 01:59 AM
المشاركة 8
زينب عبدالله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
حتى لاتذهب بعيداً… هذا اسم إنسان!!
على رأي الأستاذ حمام.. ( نجيب الريحاني) في فيلم " غزل البنات"
( اسمه كده، ديك الجن.. فيها إيه دي؟!…
وهو أيضا شاعر مشهور، كان يعيش في مدينة حمص السورية،ديك، رضينا على مضض، إذ من الصعب تصور إنسان على هيئة ديك، وبخاصة إذا كان منتفشا بالزهو والغرور، لكن أن يكون هذا الديك من الجن فهذا ما لا يمكن تصوره!!
أنا أعتقد أنه لم يكن وهو طفل… لا ديك ولا جن، ولا فروج جن، ولا حتى كتكوت الجن، كان طفلاً بريئاً مثل كل أطفال العالم الثالث!
لكن الأول، تحول، لما كبر ظهرت عليه ملامح الشراسة، ومخايل " العرامة" وكما يحدث في مباريات الملاكمة العالمية، لعب على اللقب، وفاز به بالضربة القاضية، وأصبح لقبه: ديك الجن!!
لهذا الديك العفاريتي، حكاية طريفة تتعدد فيها أقوال الرواة، لكنها جميعاً تنتهي إلى غاية واحدة.
كانت له جارية، يذوب في هواها، أو كان له غلام يهوى الجارية،فأثار روح الانتقام في الشاعر، وسواء كان الشاعر ديك الجن يهوى الجارية، وأنه لشدة غيرته عليها قتلها..
أو كان يهوى الغلام، فقتله، أو كان يغار على الجارية الجميلة من الغلام المحظوظ، فقتلهما، المهم أن القتل عشقاً حصل.
وأن الشاعر القاتل" وياله من شاعر" حرق جثة القتيل، وصنع من ترابها كأساً، يحتسي فيه الخمر ، ويبكي حبه المحترق بنار الغيرة والشك:
أبيات ديك الجن في حبيبته المقتولة تفتح ملف سيكولوجية جنون العشق، وتدعو المفكرين لبحث الحالة، يقول عن هذه المحبوبة:
يا طلعة طلع الحمام عليها
يا طَلْعَةً طَلَعَ الحِمَامُ عَلَيها

وجَنَى لَها ثَمَرَ الرَّدَى بِيَدَيْها

رَوّيْتُ مِنْ دَمِها الثّرى ولَطَالَما

رَوَّى الهَوَى شَفَتَيَّ مِنْ شَفَتيْها

قَدْ باتَ سَيْفي في مَجَالِ وِشَاحِها

ومَدَامِعِي تَجْرِي على خَدَّيْها

فَوَحَقِّ نَعْلَيْها وما وَطِىءَ الحَصَى

شَيءٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَعْلَيْها

ما كانَ قَتْليِها لأَنِّي لَمْ أَكُنْ

أَبكي إذا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْها

لكنْ ضَنَنْتُ على العيونِ بِحُسْنِها

وأَنِفْتُ مِنْ نَظَرِ الحَسُود إِليها

ذات قراءة لأستاذ اللغة العربية سليمان الشطي حيث التفت إلى محنة ديك الجن في قتله محبوبته، فمنحه قصة قصيرة جميلة، في ختام مجموعته القصصية " أنا الآخر" أما ما كتبه عن ديك الجن فجاء بعنوان " خناجر نادمة" فقد وضع الدكتور الشطي يده على العصب الموجع، وهو أن الشاعر ندم على فعلته والدليل هو أنه صنع من رماد الاحتراق كأساً، وبذلك أثبت أن صاحبته هي جليسته في الشراب حية، ومحترقة.
الطريف أن هذا الشاعر" الفظيع" قبل أن يحمل لقبه المخيف" ديك الجن"
كان اسمه عبد السلام فتأمل المساحة الشاسعة بين السلام والجنون، وبين العشق والقتل، وبين الحب والندم.
فيا دكتورنا الشطي، ماذا يجدي أن تندم الخناجر؟
هل فقدت صلاحيتها للقتل، أم تنازلت عن استعدادها للذبح؟
يقال والله أعلم، أن بدوياً وجد ذئباً صغيراً فحمله إلى بيته، ورباه مع كلابه، يظن أن نشأته بين الكلاب والغنم تجعله مستأنساً، وهكذا كان، لكن الذئب حين كبر تحركت غريزة الافتراس فيه، فافترس شاة وهرب إلى الصحراء، حين عاد البدوي وشاهد.. تعجب وقال: ماذا جرى؟ كيف عرف أن أباه ذئب؟!
حسب ما قرأت هنا وهناك فإن ديك الجن الحمصي هو أشهر شاعر مجرم!
إنه عطيل العصر العباسي دفعته الغيرة إلى قتل زوجته الجارية النصرانية التي أسلمت وتزوجته وقال في قتلها شعراً ومع ذلك هناك من يبرئ ساحة{ عبد السلام بن رغبان} ديك الجن الحمصي ويراه غير مذنب وأن الجريمة لم تقع!
فما القصة وأين الحقيقة يا ترى دكتورة ياسمين؟
كثير من النقاد الغربيين والعرب مارسوا الشك والتشكيك في الدراسة الأدبية.
وفي تراثنا العربي نقرأ ومضات من الشك في بعض أمهات مصادرنا مثل الأغاني للأصفهاني وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي.
وكل ملم بأبجدية النقد العربي الحديث دون شك يعرف أن أعظم شكاك في نقدنا الأدبي الحديث هو الدكتور طه حسين،حتى أن لاقى منهجه في الشك المنهجي عداءً مريرا نتيجة المغالاة الشكية التي اعتمدها.
وهناك من يكتب داعيا إلى تبرئة ديك الجن الحمصي من دم زوجته وجاريته (ورد) وأن الجريمة أصلا لم تقع.

قديم 04-24-2021, 06:10 AM
المشاركة 9
محمد أبو الفضل سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الثالثة الألفية الثانية وسام الإبداع الألفية الأولى المشرف المميز الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 7

  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
حسب ما قرأت هنا وهناك فإن ديك الجن الحمصي هو أشهر شاعر مجرم!
إنه عطيل العصر العباسي دفعته الغيرة إلى قتل زوجته الجارية النصرانية التي أسلمت وتزوجته وقال في قتلها شعراً ومع ذلك هناك من يبرئ ساحة{ عبد السلام بن رغبان} ديك الجن الحمصي ويراه غير مذنب وأن الجريمة لم تقع!
فما القصة وأين الحقيقة يا ترى دكتورة ياسمين؟
كثير من النقاد الغربيين والعرب مارسوا الشك والتشكيك في الدراسة الأدبية.
وفي تراثنا العربي نقرأ ومضات من الشك في بعض أمهات مصادرنا مثل الأغاني للأصفهاني وطبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي.
وكل ملم بأبجدية النقد العربي الحديث دون شك يعرف أن أعظم شكاك في نقدنا الأدبي الحديث هو الدكتور طه حسين،حتى أن لاقى منهجه في الشك المنهجي عداءً مريرا نتيجة المغالاة الشكية التي اعتمدها.
وهناك من يكتب داعيا إلى تبرئة ديك الجن الحمصي من دم زوجته وجاريته (ورد) وأن الجريمة أصلا لم تقع.
تحية طيبة للأخت الفاضلة زينب عبد الله..
مما لا شك فيه ان انتقال الأدب القديم على الألسنة قد أضر بصحته كما عبث به بعض الرواة...إلا أنهم سعوا أحيانا في اقتناص الروايات من أصدق مصادرها وجمع ما تم تناقله من أدب الأقدمين ولكن هذا لم يمنع من أن يدس في الأدب القديم شعر كثير ونثر كثير جاء في أكثره مضطربا يشهد على أصله...وقد اهاب ذلك ببعض المستشرقين كالدكتور" برغليوث " وبعض النقاد العرب ولا سيما الدكتور طه حسين لتمحيص الروايات والتوصل إلى الحقيقة بالشك والبحث...ولكن يؤخذ عليهم انهم توسعوا في الشك واعتمدوه اعتمادا تجاوزوا فيه الحدود التي يصبح فيها الشك طريقا إلى الخطأ كما يقول الدكتور حنا الفاخوري في كتابه تاريخ الأدب العربي ...حيث أنكروا بعض الشعراء بعد ان أنكروا صحة شعرهم. ...ولا تخلو تلك الحجج التي استندوا إليها من بعض الصحة ولكن فيها غلوا كثيرا وتعميما لا يقوم على براهين قوية..كما أن تنبه أدباء العرب الأقدمون إلى ما انتحله الرواة جعلهم يشيرون إليه ويهتمون بإصلاحه وهذا ما جعل كثيرا مما وصلنا من ذلك الأدب على جانب كبير من صحة أصله...
وبالرجوع لحقيقة ديك الجن وقصة قتله لعشيقته ،فرغم تضارب الروايات واختلافها.. فإن قصته مع زوجتِهِ ورد اشتهرت وذاع صيتها، فكُتبت ومُثِّلتْ في مسرحيات وروايات وقصص. وحتى حياته كانت ستكون في حكم التاريخ فارغة لولا رقة الشعر وغرابة الحكاية وروعة العبرة...!!!
شكرا جزيلا على المداخلة القيمة وما حققته من جدل ....
تحياتي الخالصة
أبو الفضل
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 04-24-2021, 10:20 AM
المشاركة 10
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ديك الجن
بحثتُ كثيرًا على الشبكة فلم أجد اختلافًا عن هذه الصيغة
وما كان قتليها لأني لم أكنْ**أَبكي إذا سَقَطَ الذُّبَابُ عَلَيْها
وبقيَ معنى البيتِ غامضًا

بَيدَ أنّني خرجتُ من النت وقد ملأ قلبي الشجن؛
لِما عاناهُ الشاعرُ الذي أودتِ الوِشايةُ الدنيئةُ بزوجته الحبيبة وصديقِه
ثم أودَى به الندمُ بعد قتلهما حتى ماتَ قهرًا وأسفًا
:
يبدو أن الشاعر أرادَ قول: وما كان (قتلي لها/ أو إياها)؛
ولكن ضبطَ الوزن ألجأهُ إلى هذه الـ (قتلِيها)
فكان المصدرُ (قتْل) مُضافًا إلى ضميرَينِ هما: ياء المتكلم وهاء المفعول به
وليس هذا شائعًا في الأدب أو غيره - فيما أعلم - وربما يعلمُ غيري
بينما هو أكثرُ شيوعًا مع الأفعال؛ إذْ يُلحق بالفعلِ أكثرُ من ضميرٍ، ينوبُ كلٌّ عن مفعولٍ به
وأمثلتها في المصحف:
أسقيناكُموهُ - زوجناكها - يُريكمُوهم .. أَنُلزِمُكموها.. ولا يحضُرني غيرُها الآن
تحياتي واعتزازي بجمالِ يراعتِكِ وخفةِ دمِهانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قوافلُ أقحوان

بارك الله بجهودك الجبارة
لقلبك الفرح
وسماء من الياسميننقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ديك الجن
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وادي الجن أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 11-24-2022 05:23 AM
الحن و البن أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 7 07-04-2021 01:39 AM
معازف الجن.. سليّم السوطاني منبر البوح الهادئ 4 06-10-2015 02:24 PM
حديثي مع الجن سليّم السوطاني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 02-24-2015 12:53 AM

الساعة الآن 02:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.