قديم 11-27-2011, 08:02 PM
المشاركة 41
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
5- التواضع لعباد الله،والشفقة على المتعلمين،والرفق بهم،والتأني في تعليمهم،ومعاملتهم كأبنائه المحتاجين،واحتمال إعراضهم وجفائهم وجهالتهم،والحرص على إنقاذهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم والفقه في الدين. والعمل على إصلاحهم بإنتقاء العلم الذي يعالج أمراضهم،ويصلح أحوالهم وتقديم الأولى في تعليمهم والتدرج في تأديبهم،وتفهم حاجاتهم وتقدير ظروفهم،والرد على أسئلتهم،والبشاشة في وجوههم،وتأليف قلوبهم،وبذل الوقت وإنفاق المال في سبيل إرشادهم،وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ r, قَالَ:" اطْلُبُوا الْعِلْمَ،وَاطْلُبُوا مَعَ الْعِلْمَ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ،لِينُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ،وَلِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنْهُ،وَلَا تَكُونُوا مِنْ جَبَابِرَةِ الْعُلَمَاءِ،فَيَغْلِبُ عِلْمَكُمْ جَهْلُكُمْ "
قال تعالى:{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216)} الشعراء.
بعد أن أمره بالشدة على أهله وقرابته يأمره باللين،وخَفْض الجناح لباقي المؤمنين به،وخَفْض الجناح كناية عن اللُّطْف واللين في المعاملة،وقَد أُخِذ هذا المعنى من الطائر حين يحنو على فراخه،ويضمهم بجناحه.
وخَفْض الجناح دليل الحنان،لا الذلّة والانكسار،وفي المقابل نقول (فلان فارد أجنحته) إذا تكبَّر وتجبَّر،وتقول (فلان مجنح لي) إذا عصا أوامرك.
وفي موضع أخر:{ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }[الحجر: 88].
وقال في حَقِّ الوالدين:{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }[الإسراء: 24] فلا نقول: كُنْ ذليلاً لهم،إنما كُنْ رحيماً بهم،حَنُوناً عليهم،ففي هذا عِزّك ونجاتك.
فإنْ عصاك الأقارب فلا تتردد في أنْ تعلنها { إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء: 216] وعندها لا تراعي فيهم حَقَّ الرحم،ولا حَقّ القُرْبى،لأنه لا حَقَّ لهم؛ لذلك قال { فَقُلْ } [الشعراء: 216] ولم يقل تبرأ منهم؛ لأنه قد يتبرأ منهم فيما بينه وبينهم.
لكن الحق ـ تبارك وتعالى ـ يريد أنْ يعلنها رسول الله على الملأ ليعلمها الجميع،وربنا يُعلِّمنا هنا درساً حتى لا نحابي أحداً،أو نجامله لقرابته،أو لمكانته حتى تستقيم أمور الحياة.
والذي يُفسِد حياتنا وينشر فيها الفوضى واللا مبالاة أنْ ننافق ونجامل الرؤساء والمسئولين،ونُغطِّي على تجاوزاتهم،ونأخذهم بالهوادة والرحمة،وهذا كله يهدم معنويات المجتمع،ويدعو للفوضى والتهاون.
لذلك يعلمنا الإسلام أنْ نعلنها صراحة { فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء: 216] وليأخذ القانون مجراه،وليتساوى أمامه الجميع،ولو عرف المخالف أنه سيكون عبرة لغيره لارتدع.
لذلك يُقال عن عمر رضي الله عنه أنه حكم الدنيا كلها،والحقيقة أنه حكم نفسه أولاً،فحكمتْ له الدنيا،وكذلك مَنْ أراد أنْ يحكم الدنيا في كل زمان ومكان عليه أنْ يحكم نفسه،فلا يجرؤ أحد من أتباعه أن يخالفه،وساعة أن يراه الناس قدوة ينصاعون له بالسمع والطاعة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ،أُعَلِّمُكُمْ،إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ،وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا،وَأَمَرَ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ،وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ،وَالرِّمَّةِ،وَنَهَى أنْ يَسْتَطِيبَ الرَّجلُ بِيَمِينِهِ." ابن ماجة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: إِنِّي أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ،أُعَلِّمُكُمْ إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ،وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا،وَلاَ يَسْتَنْجِ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ،وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ،وَيَنْهَى عَنِ الرَّوْثَةِ وَالرِّمَّةِ." ابن حبان
وعَنْ أَبِى هَارُونَ الْعَبْدِىِّ قَالَ:كُنَّا نَأْتِى أَبَا سَعِيدٍ فَيَقُولُ:مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ rإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ وَإِنَّ رِجَالاً يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الأَرَضِينَ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا. رواه الترمذي.
6- الإخلاص في تعليم العلم وبذله للناس،وإرادة وجه الله تعالى به،وطلبا لرضاء الله عز وجل وقربه إليه،فلا يطلب أجرا ولا جزاء ولا ثناء ولا شكورا.
قال الله تعالى:{ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} [هود:29].
وَأَنَا لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَى نُصْحِي لَكُمْ،وَدَعْوَتِي إِيَّاكُمْ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ،مَالاً آخُذُهُ مِنْكُمْ أُجْرَةً عَلَى ذَلِكَ،وَإِنَّمَا أَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللهِ وَحْدَهُ،وَأَنَا لاَ أَسْتَطِيعُ طَرْدَ المُؤْمِنِينَ كَمَا طَلَبْتُمْ مِنِّي،اسْتِعْلاءَ مِنْكُمْ عَلَيْهِمْ،وَتَحَاشِياً مِنَ الجُلُوسِ مَعَهُمْ،لأَنَّهُمْ سَيُلاَقُونَ رَبَّهُمْ،وَسَيَسْأَلُنِي اللهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ،وَإِنِّي لأَرَاكُمْ قَوْماً تَتَجَاوَزُونَ فِي طَلَبِكُمُ الحَقَّ وَالصَّوابَ،إِلَى الجَهْلِ وَالبَاطِلِ،وَلا تًدْرِكُونَ أَنَّ مَا يَصِحُّ أَنْ يَتَفَاضَلَ فِيهِ الخَلْقُ عِنْدَ اللهِ هُوَ الإِيمَانُ،وَالعَمَلُ الصَّالِحُ،لاَ المَالُ،وَلاَ الحَسَبُ وَلا الجَاهُ .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:قِيلَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ ؟ قَالَ:مَنْ ذَكَّرَكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ،وَزَادَ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ،وَذَكَّرَكُمْ بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ" رواه أبو يعلى.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ،لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لَيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا،لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ." ابن حبان.
وعَنْ جَابِرٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: لاَ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ،وَلاَ تُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ،وَلاَ تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ،فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارَ النَّارَ." ابن حبان
7- التثبت من العلم والتوسع في دقائقه،وإصابة لبه،وأن يبلغ فيه مداه،فلا يكتفي ببعضه ولا بقشوره،ولا يعلم بعض مسائله ويجهل ما هو من مستلزماتها ومتمماتها.
8- الالتزام بالحلم والوقار،والأناة وسعة الصدر،إذا لا يزين العلم إلا الحلم ومكارم الأخلاق،وتجنب الرعونة والحمق والطيش والخفة والغضب والتهور وسرعة الانفعال..
9- الصبر على جفاء الجاهلين،وإيذاء الحاسدين،وافتراء الكاذبين وعداوة الجاحدين.
قال الله تعالى:{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } الأحقاف 35.
فَاصْبِرْ يَا مُحَمَّدُ عَلى مَا تُلاقِيهِ مِنْ تَكْذِيبِ قَومِكَ لَكَ،كَمَا صَبَرَ أَصْحَابُ القُوَّةِ والثِّبَاتِ،مِنَ الرُّسُلِ الذِينَ سَبَقُوكَ،عَلَى تَكْذِيبِ أَقْوامِهِمْ لَهُمْ حِينَما أَبْلَغُوهُمْ دَعْوَةَ اللهِ إِلى الإِيمَانِ بِهِ.وَلا تَسْتَعْجِلْ بِسُؤَالِ رَبِّكَ أَنْ يُنزِلَ بِهِم العَذَابَ،فَهُوَ واقعٌ بِهِمْ لا مَحَالَةَ.وَأِنَّهُمْ حِينَما يَنْزِلُ بِهِم العَذَابُ يَومَ القِيَامَةََ يَرَوْنَ أَنَّ مُدَّةَ لَبِثِهِمْ في الدُّنيا ( أَوْ في قُبُورِهِمْ ) كَانَتْ قَصِيرةً،حَتَّى لَيَحْسَبُوها سَاعَةً مِنْ نَهارٍ .وَهذا الذِي وُعِظْتُم بِهِ لكَافٍ في المَوعِظَةِ،وَلاَ يَهلِكُ بالعَذابِ إِلا الكَافِرُونَ الخَارِجُونَ عَنْ طَاعَةِ اللهِ وَأَمْرِهِ،لأَنَّ اللهَ لا يُعَذِّبُ إِلا مَنْ يَسْتَحِقُّ العَذَابَ .
وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى النَّبِىِّ - r- يَحْكِى نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ،وَهْوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ،وَيَقُولُ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ».متفق عليه.
10- بذل العلم لأهله،وتبيانه وإيضاحه،وتجنب كتمان شيء منه ضنا به أو ترفعا على من يطلبه.
قال تعالى:{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)} آل عمران.
أخَذَ اللهُ تَعَالَى العَهْدَ وَالمِيثَاقَ عَلَى أهْلِ الكِتَابِ عَلَى ألْسِنَةِ أنْبِيَائِهِمْ،بِأنْ يُبَيِّنُوا لِلنَّاسِ مَا جَاءَ فِي كُتُبِهِمْ غَيرَ كَاتِمِينَ مِنْهُ شَيْئاً،وَبِأنْ يُوَضِّحُوا مَعَانِيَهُ كَمَا هِيَ دُونَ تَأوِيلٍ أَوْ تَحْرِيفٍ،وَبِأنْ يُبَيِّنُوا لِلنَّاسِ أن كُتُبَهُمْ أَشَارَتْ إلى بِعْثَةِ مُحَمَّدٍ r،لِيَكُونَ النَّاسُ عَلَى أهْبَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ حَتَّى إذَا بَعَثَهُ اللهُ رَسُولاَ لِلْخَلْقِ تَابَعُوهُ،وَلَكِنَّ أَهْلَ الكِتَابِ كَتَمُوا ذَلِكَ،واعْتَاضُوا بِحُطَامِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ ( ثَمناً قَلِيلاً ) عَنِ الأَجْرِ الذِي وَعَدَهُم اللهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .وَقَدْ وَبَّخَهُم اللهُ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ العَمَلِ،تَوْبيخاً شَدِيداً فِي أكْثَر مِنْ مَوْضِعٍ مِنَ القُرآنِ،وَقَالَ لَهُمْ:بِئْسَتِ البَيْعَةُ بَيْعَتُهُمْ.وَوَاجِبُ أهْلِ الكِتَابِ فِي شَرْحِ مَعَانِي كُتُبِ اللهِ لِلنَّاسِ وَبَيَانِ أَحْكَامِهَا،يَنْطَبِقُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَيْضاً
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:مَنْ كَتَمَ عِلْمًا تَلَجَّمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. " ابن حبان.
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،أَنَّ رَسُولَ اللهِ r،قَالَ:مَنْ كَتَمَ عِلْمًا أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ." ابن حبان
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:أَيُّمَا رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ."
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r: " عُلَمَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلَانِ:رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا،فَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ،وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعًا وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ ثَمَنًا،فَذَلِكَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ حِيتَانُ الْبَحْرِ وَدَوَابُّ الْبَرِّ وَالطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ،وَيَقْدَمُ عَلَى اللَّهِ سَيِّدًا شَرِيفًا حَتَّى يُرَافِقَ الْمُرْسَلِينَ،وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا،فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ،وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعًا،وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَنًا،فَذَاكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ،وَيُنَادِي مُنَادٍ:هَذَا الَّذِي آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ،وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعًا،وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَنًا،وَكَذَلِكَ حَتَّى يَفْرَغَ مِنَ الْحِسَابِ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r:" مَا آتى اللّه عَالماً عِلماً إلاّ أخَذَ عَلَيه المِثاقَ أنْ لا يَكتُمَهُ ه" رواه أبو نعيم.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:03 PM
المشاركة 42
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
11- استماع الحجة والقبول بها،والانصياع للحق وإن كان من الخصم،وتجنب الإصرار على الخطأ. قال الشافعي: وَدِدْت أَنَّ النَّاسَ انْتَفَعُوا بِهَذَا الْعِلْمِ وَلَا يُنْسَبُ إلَيَّ مِنْهُ شَيْءٌ،وَقَالَ أَيْضًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:مَا نَاظَرْت أَحَدًا قَطُّ فَأَحْبَبْت أَنْ يُخْطِئَ،وَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَلَّمْت أَحَدًا قَطُّ إلَّا أَحْبَبْتُ أَنْ يُوَفَّقَ وَيُسَدَّدَ وَيُعَانَ وَتَكُونَ عَلَيْهِ رِعَايَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ".
12- الجرأة في الحق،وإظهار عزة العلم،وأن لا يخشى في الله لومة لائم أو غضبة حاقد وإن كان مرا وذلك بالحكمة والعقل والموعظة الحسنة.قال تعالى وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } [الأنعام:83].
وَتِلْكَ هِيَ حُجَّةُ اللهِ الدَّامِغَةُ عَلَى وُجُودِ اللهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ وَعَظَمَتِهِ،أَرْشَدَ إِلَيْهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،لِيُوجِّهُهَا إلَى قَوْمِهِ،وَهُمْ يُجَادِلُونَهُ فِي رَبِّهِ،وَاللهُ يَرْفَعُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ،دَرَجَاتٍ فِي الدِّينِ وَالفَهْمِ وَالحُجَّةِ،وَإنَّ رَبَّكَ اللهَ الذِي رَبَّاكَ وَعَلَّمَكَ وَهَدَاكَ يَا مُحَمَّدُ،وَجَعَلَكَ خَاتَمَ الرُّسُلِ،حَكِيمٌ فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ،عَلِيمٌ بِمَنْ يَهْتَدِي بِمَا أَنْزَلَ اللهُ،وَبِمَنْ يَضِلُّ،وَبِمَنْ قَامَتِ الحُجَّةُ عَلَيْهِ .
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ،وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ،وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ." ابن حبان
وعَنْ عَائِشَةَ:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r،قَالَ:" مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ،وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ " ابن حبان.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:مَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ فِي رِضَا النَّاسِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ،وأَسْخَطَ عَلَيْهِ مَنْ أرضاهُ فِي سَخَطِهِ،وَمَنْ أَرْضَى اللَّهَ فِي سَخَطِ النَّاسِ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ مَنْ أَسْخَطَهُ فِي رِضَاهُ حَتَّى يُزَيِّنَهُ وَيُزَيِّنَ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ فِي عَيْنِهِ." الطبراني
13- إعطاء المتعلم على قدر فهمه،فلا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله فينفره،ثم يتدرج به من رتبة إلى رتبة. َقَالَ عَلِىٌّ:حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ،أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " رواه البخاري.
وعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً." رواه مسلم.
14- بذل العلم لمن يقدِّرونه وينتفعون منه،وإمساكه عمن غيرهم.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ،وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ." رواه ابن ماجه.
15- إصلاح ظاهره بالاستقامة على الشريعة المحمدية،وباطنه على التقوى وتزكية النفس ومراقبة الله تعالى،لأن العلم ليس لقلقة باللسان،وكلمات جوفاء لا تتجاوز الآذان،وإنما هو نور القلب بخرج من روح متصلة بالله مستقر في القلوب والأرواح لينقلب إلى عمل وسلوك.قال الله تعالى:{ لَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) } [السجدة:23 - 25] .
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى رَسُولَه rأَنَّهُ آتَى مُوسَى التَّوْرَاةَ ( الكِتَابَ )،لِتَكُونَ هُدىً وعِظَةً لِبني إِسْرائيلَ،كَمَا آتَى عَبْدَهُ مُحَمَّداً القُرآنَ،وأَمَرهُ بأَلاَّ يَكُونَ في شَكٍّ وَرِيبَةٍ مِنْ صِحَّةِ مَا آتاهُ اللهُ مِنَ الكِتَابِ،فَمُحَمَّدٌ لَيْسَ بِدْعاً في الرُّسُلِ،فَقَدْ آتى الله غَيْرَهُ مِنَ الأنبياءِ كُتُباً.وَجَعَلَ اللهُ مِنْ بَني إِسْرَائيلَ أَئِمَّةً فِي الدُّنيا،يَهْدُونَ أَتْبَاعَهُمْ إِلى الخَيْرِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ،لأَنَّهُم صَبَروا عَلى طَاعَتِهِ،وَعَزَفَتْ نُفُوسُهُمْ عَنْ لَذَّاتِ الدُّنيا وَشَهَواتِها،وَكَانُوا مُؤْمِنينَ بآياتِ اللهِ وَحُجَجِهِ،وَبِمَا اسْتَبَانَ لَهُمْ مِنَ الحَقِّ
وعَنِ الْحَسَنِ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: الْعِلْمُ عِلْمَانِ:عِلْمٌ فِي الْقَلْبِ فَذَاكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ،وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ فَتِلْكَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ."
وعَنِ الْحَسَنِ قَالَ:الْعِلْمُ عِلْمَانِ:فَعِلْمٌ فِى الْقَلْبِ فَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ،وَعِلْمٌ عَلَى اللِّسَانِ فَذَلِكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ.
وقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: " الْعِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمٌ بِاللِّسَانِ،وَعِلْمٌ بِالْقَلْبِ،فَأَمَّا الْعِلْمُ بِالْقَلْبِ: فَذَاكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ،وَأَمَّا الْعِلْمُ بِاللِّسَانِ: فَذَلكَ حُجَّةُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ "
16-تجنب الفتيا بغير علم أو تثبت أو تأكد من المسألة،وإحالة الباب الذي لا يعرفه إلى من هو أعلم منه،وعدم الحرج من قول لا أدري أو الأنفة من ذلك.
قال تعالى:{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85)} الاسراء.
إنّ علم الإنسان سيظل قاصراً عن إدراك هذه الحقيقة،وسيظل بينهما مسافات طويلة؛ لذلك قال تعالى بعدها: { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85]
وهل عرف العقل البشري كل شيء حتى يبحث في أسرار الروح؟!
والحق سبحانه وتعالى حينما يعطينا فكرة عن الأشياء لا يعطينا بحقائق ذاتها وتكوينها؛ لأن أذهاننا قد لا تتسع لفهمها،وإنما يعطينا بالفائدة منها. فحين حدثنا عن الأهِلّة قال:{ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ.. }[البقرة: 189]
وهذه هي الفائدة التي تعود علينا والتي تهمنا من الأَهِلّة،أما حركتها ومنازلها والمراحل التي تمر بها الأَهِلّة فأمور لا يضر الجهل بها؛ ذلك لأن الاستفادة بالشيء ليستْ فرعاً لفهم حقيقته،فالرجل الأُميّ في ريفنا يقتني الآن التلفاز وربما الفيديو،ويستطيع استعمالهما وتحويل قنواتهما وضبطهما،ومع ذلك فهو لا يعرف كيف تعمل هذه الأجهزة؟ وكيف تستقبل؟
إذن: الاستفادة بالشيء لا تحتاج معرفة كل شيء عنها،فيكفيك ـ إذن ـ أنْ تستفيد بها دون أن تُدخِل نفسك في متاهات البحث عن حقيقتها.
والحق سبحانه وتعالى ينبهنا إلى هذه المسألة في قوله تعالى:{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ.. }[الإسراء: 36] لأن الخالق سبحانه يريد للإنسان أن يُوفّر طاقاته الفكرية ليستخدمها فيما يُجدي،وأَلاَّ يُتعِب نفسه ويُجهدها في علم لا ينفع،وجهل لا يضر.
فعلى المسلم بدل أن يشغل تفكيره في مثل مسألة الروح هذه،أنْ ينشغل بعمل ذي فائدة له ولمجتمعه. وأيّ فائدة تعود عليك إنْ توصلت إلى سِرٍّ من أسرار الروح؟ وأيّ ضرر سيقع عليك إذا لم تعرف عنها شيئاً؟
إذن: مناط الأشياء أن تفهم لماذا وجدت لك،وما فائدتها التي تعود عليك.
والحق سبحانه حينما قال: { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [الإسراء: 85] كان يخاطب بها المعاصرين لرسول الله منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام،ومازال يخاطبنا ويخاطب مَنْ بعدنا،وإلى أن تقوم الساعة بهذه الآية مع ما توصلتْ إليه البشرية من علم وكأنه سبحانه يقول: يا ابن آدم،الزم غرزك،فإن وقفت على سِرٍّ فقد غابتْ عنك أسرار.
وقد أوضح الحق سبحانه لنا هذه المسألة في قوله:{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }[فصلت:53]
وهاهم العلماء والباحثون يقفون كل يوم على جديد في الكون الفسيح وفي الإنسان،ولو تابعتَ ما توصّل إليه علماء الفضاء ورجال الطب لَهالكَ ما توصَّلوا إليه من آيات وعجائب في خَلْق الله تعالى،لكن هل معنى ذلك أننا عرفنا كل شيء؟ إن كلمة { سَنُرِيهِمْ ْ} ستظل تعمل إلى قيام الساعة.
والمتتبع لطموحات العقول وابتكاراتها يجد التطور يسير بخُطىً واسعة،ففي الماضي كان التقدم يُقَاسُ بالقرون،أما الآن ففي كل يوم يطلع علينا حديث وجديد،ونرى الأجهزة تُصنع ولا تُستعمل؛ لأنها قبل أنْ تُبَاع يخرج عليها أحدث منها،لكن كلها زخارف الحياة وكمالياتها،كما قال تعالى:{ حَتَّى إِذَآ أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ.. }[يونس: 24]
فكلُّ مَا نراه من تقدُّم ليس من ضروريات الحياة،فقد كُنَّا نعيش بخير قبل أن نعرف الكهرباء،وكُنَّا نشرب في الفخار والآن في الكريستال،فابتكارات الإنسان في الكماليات،أما الضروريات فقد ضمنها الخالق سبحانه قبل أن يوجد الإنسان على هذه الأرض.
فإذا ما استنفدتْ العقول البشرية نشاطاتها،وبلغتْ مُنتهى مَا لديها من ابتكارات،حتى ظنَّ الناس أنهم قادرون على التحكم في زمام الكون،لا يعجزهم فيه شيء،كما قال تعالى: { وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ }[يونس: 24]
فبعد ما أخذتم أسرار المنعِم في الكون على قَدْر ما استطعتم،فاذهبوا الآن إلى المنعِم ذاته لتروا النعيم على حقيقته،وكلما رأيت في دنيا الناس ابتكارات واختراعات تُسعِد الإنسان،فهذا ما أعدَّ البشر للبشر،فكيف بما أعدَّ الله الخالق لخَلْقه؟
فالمفروض أن زخارف الحياة وزينتها وكمالياتها لا تدعونا إلى الحقد والحسد لمن توفرتْ لديه،بل تدعونا إلى مزيد من الإيمان والشوق إلى النعيم الحقيقي عند المنعِم سبحانه.
ولو تأملتَ هذه الارتقاءات البشرية لوجدتها قائمة على المادة التي خلقها الله والعقل المخلوق لله والطاقة المخلوقة لله،فَدوْر الإنسان أنه أعمل عقله وفكره في المقوّمات التي خلقها الله،لكن مهما وصلتْ هذه الارتقاءات،ومهما تطورتْ هل ستصل إلى درجة: إذا خطر الشيء ببالك تجدْه بين يديك؟
وعَنْ أَبِى عُثْمَانَ الطُّنْبُذِىِّ - رَضِيعِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ - قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « مَنْ أُفْتِىَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ،وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِى غَيْرِهِ فَقَدْ خَانَهُ ».. رواه أبو داود.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:04 PM
المشاركة 43
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
17-تجنب المنة على المتعلمين ورؤية فضله على أحدهم إذا تعلَّم وتهذب وتزكَّى،لأن ذلك مما يحبط الأجر والثواب،ولكن يطلب ذخره عند الله،ويرى الفضل للمتعلم الذي كان السبب في رفع درجاته،وزيادة حسناته.
18-أن يتبع طريقة النبي rفي زجر المقصرين،ومحاسبة المذنبين وذلك بالتعريض دون التوبيخ،وبالتلميح دون التصريح.. كأن يقول " ما بال أقوام".
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ rسَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ rعَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ،فَقَالَ بَعْضُهُمْ:لاَ أَتَزَوَّجُ،وَقَالَ بَعْضُهُمْ:لاَ آكُلُ اللَّحْمَ،وَقَالَ بَعْضُهُمْ:لاَ أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ:مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا،لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ،وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ،وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ،فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي." ابن حبان
وعَنْ أَنَسٍ،أَنَّ النَّبِيَّ r،قَالَ:مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ،فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ:لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ،أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ." ابن حبان
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:كَاتَبَتْ بَرِيرَةَ عَلَى نَفْسِهَا بِتِسْعَةِ أَوَاقٍ،فِي كُلِّ سَنَةٍ أُوقِيَّةً،فَأَتَتْ عَائِشَةَ تَسْتَعِينُهَا،فَقَالَتْ:لاَ،إِلاَّ أَنْ يَشَاؤُوا أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً،وَيَكُونَ الْوَلاَءُ لِي،فَذَهَبَتْ بَرِيرَةُ،فَكَلَّمَتْ بِذَلِكَ أَهْلَهَا فَأَبَوْا عَلَيْهَا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الْوَلاَءُ لَهُمْ،فَجَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ rعِنْدَ ذَلِكَ،فَقَالَتْ لَهَا مَا قَالَ أَهْلُهَا،فَقَالَتْ:لاَهَا:اللهِ إِذًا إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الْوَلاَءُ لِي،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنَّ بَرِيرَةَ أَتَتْنِي تَسْتَعِينُنِي عَلَى كِتَابَتِهَا،فَقُلْتُ:لاَ إِلاَّ أَنْ يَشَاؤُوا أَنْ أَعُدَّهَا لَهُمْ عَدَّةً وَاحِدَةً،وَيَكُونَ الْوَلاَءُ لِي،فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لأَهْلِهَا،فَأَبَوْا عَلَيْهَا،إِلاَّ أَنْ يَكُونَ الْوَلاَءُ لَهُمْ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: ابْتَاعِيهَا وَاشْتَرِطِي لَهُمُ الْوَلاَءَ وَأَعْتِقِيهَا،فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ. ثُمَّ قَامَ rفَخَطَبَ النَّاسَ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ:مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ يَقُولُونَ:أَعْتِقْ يَا فُلاَنُ وَالْوَلاَءُ لِي،كِتَابُ اللهِ أَحَقُّ،وَشَرْطُ اللهِ أَوْثَقُ،كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ،وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ،فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ rزَوْجَهَا،وَكَانَ عَبْدًا فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا،قَالَ عُرْوَةُ:فَلَوْ كَانَ حُرًّا مَا خَيَّرَهَا رَسُولُ اللهِ rمِنْ زَوْجِهَا." ابن حبان
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ r،فَقَالَ:إِنِّي أَصَبْتُ فَاحِشَةً،فَرَدَّهُ النَّبِيُّ rمِرَارًا،قَالَ:فَسَأَلَ قَوْمَهُ:أَبِهِ بَأْسٌ ؟ فَقِيلَ:مَا بِهِ بَأْسٌ غَيْرَ أَنَّهُ أَتَى أَمْرًا يَرَى أَنَّهُ لاَ يُخْرِجُهُ مِنْهُ إِلاَّ أَنْ يُقَامَ الْحَدُّ عَلَيْهِ،قَالَ:فَأَمَرَنَا فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ،قَالَ:فَلَمْ نَحْفُرْ لَهُ وَلَمْ نُوثِقْهُ،فَرَمَيْنَاهُ بِخَزَفٍ وَعِظَامٍ وَجَنْدَلٍ،قَالَ:فَاشْتَكَى فَسَعَى،فَاشْتَدَدْنَا خَلْفَهُ،فَأَتَى الْحَرَّةَ فَانْتَصَبَ لَنَا،فَرَمَيْنَاهُ بِجَلاَمِيدِهَا حَتَّى سَكَنَ،فَقَامَ النَّبِيُّ rمِنَ الْعَشِيِّ خَطِيبًا،فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ:أَمَا بَعْدُ،مَا بَالَ أَقْوَامٍ إِذَا غَزَوْنَا تَخَلَّفَ أَحَدُهُمْ فِي عِيَالِنَا لَهُ نَبِيبٌ كَنَبِيبِ التَّيْسِ،أَمَا إِنَّ عَلَيَّ أَنْ لاَ أُوتِيَ بِأَحَدٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلاَّ نَكَّلْتُ بِهِ،قَالَ:وَلَمْ يَسُبَّهُ،وَلَمْ يَسْتَغْفِرْ لَهُ."
وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا حُمَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَقُولُ:اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ rابْنَ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ،فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ النَّبِيُّ r،فَقَالَ:هَذَا لَكُمْ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ إِلَيَّ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: أَلاَ جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ،فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ rالظُّهْرَ قَامَ فَخَطَبَ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ،مَا بَالُ أَقْوَامٍ نُوَلِّيهِمْ أُمُورًا مِمَّا وَلاَّنَا اللَّهُ وَنَسْتَعْمِلَهُمْ عَلَى أُمُورٍ مِمَّا وَلاَّنِي اللَّهُ،ثُمَّ يَأْتِي أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ:هَذَا لَكُمْ وَهَذِهِ أُهْدِيَتْ إِلَيَّ،أَلاَ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ،وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ،لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عَاتِقِهِ،فَلاَ أَعْرِفَنَّ رَجُلاً يَحْمِلُ عَلَى عُنُقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ،أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ،أَوْ شَاةً تَيْعَرُ،ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ بَصَرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي،ثُمَّ قَالَ:أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ - ثَلاَثًا -،الشَّهِيدُ عَلَى ذَلِكَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ يَحُكُّ مَنْكِبِي مَنْكِبَهُ." ابن حبان

_____________





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:05 PM
المشاركة 44
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
-25-آداب المتعلم

كلنا يعلم أنَّ أول ما نزل من القرآن الكريم أن أمر الله تعالى نبيه بالقراءة:{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)} العلق. ومنّ على الإنسان بالإنعام عليه بالعلم:{ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} العلق. ثم أقسم في ثاني سورة بالكتابة وأدواتها {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} القلم،ثم تتالت الآيات في بيان فضل العلم كقوله تعالى:{ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} الأنعام 148. وفي الحث على التعلم كقوله تعالى وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) } [التوبة:122].
وفي تكريم العلماء كقوله جلّ وعلا: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43) } [الرعد:43].
وتمت معجزة الدين الجديد بالقضاء على ظلام الجهل والخرافة والأمية،ونشر مشاعل العلم والحكمة والحضارة والمعرفة في أرجاء الأرض.
وليس هناك من دين سماوي أو نظام وضعي حضَّ على العلم وقدَّسه وأمر بتحصيله وتحكيمه في كل خطوة من خطوات الحياة وفي كل ميادينها كما فعل الإسلام.
ففي وقت كان العلم محظورا على الرعاع من الناس،ومقصورا على طبقة الأشراف والنبلاء،لم يبح الاسلام العلم وإنما جعله فريضة على جميع معتنقيه،فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ: " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " البيهقي.
وتبرأ من كل جاهل،فعَنِ الْحَسَنِ،أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ:كُنْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا أَوْ مُحِبًّا أَوْ مُتَّبَعًا،وَلَا تَكُنِ الْخَامِسَ فَتَهْلِكَ.قَالَ:قُلْتُ لِلْحَسَنِ:مَنِ الْخَامِسُ ؟ قَالَ:الْمُبْتَدِعُ "
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:مَلْعُونَةٌ الدُّنْيَا،مَلْعُونٌ أَهْلُهَا،إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ،أَوْ مَا ذُكِرَ اللَّهُ،وَالْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ،وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِمْ"
وجعله بمنزلة الحيوان الأعجم،فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،عَنْ رَسُولِ اللَّهِ rأَنَّهُ قَالَ:" قَلِيلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ،وَكَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا إِذَا عَبَدَ اللَّهَ،وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا إِذَا عَجِبَ بِرَأْيِهِ،إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ:عَالِمٌ وَجَاهِلٌ فَلَا تُمَارِ الْعَالِمَ وَلَا تُحَاوِرِ الْجَاهِلَ ".
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ:" قَلِيلُ الْفِقْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ الْعِبَادَةِ،وَكَفَى بِالْمَرْءِ فِقْهًا إِنْ عَبَدَ اللَّهَ،وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا إِذَا أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ،إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ:فَمُؤْمِنٌ وَجَاهِلٌ،فَلَا تُؤْذِ الْمُؤْمِنَ وَلَا تُجَاوِرِ الْجَاهِلَ "
وجعل العلم طريقا إلى الفوز بالجنة،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا،سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ،وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ." ابن حبان
وجعل طالبه حبيب الملائكة الذين يقومون بتأييده ومعونته،فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ rيَقُولُ: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ،وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ،وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ دَوَابُّ الْبِرِّ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ "
وبين أن القليل منه،خير من كثير العبادة،فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ "
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ،قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ r: " يَا أَبَا ذَرٍّ،لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ،خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ،وَلَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ،عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ،خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ "
وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ:قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - r: " فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ،وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ ".رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ
وعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ،وَمِلاَكُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ."
وجعل طلبه جهادا في سبيل الله،فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،عَنِ النَّبِيِّ r،قَالَ:مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ".
وأجره كأجر من ظفر بحجة تامة،فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:"مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ،كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ".
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا،أَوْ يَعْلَمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامِّ الْعُمْرَةِ،فَمَنْ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا،أَوْ يُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ حَاجٍّ تَامِّ الْحِجَّةِ"
وأمر بطلبه إن فقد في بلده ولو في آخر الدنيا،فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،عَنِ النَّبِيِّ




هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:06 PM
المشاركة 45
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذتنا القديرة منى شوقي غنيم موضوعك المفيد الذي يهتم بالتربية والأدب والآداب ، والمستمد من ديننا الحنيف ، والمعزز بالأحاديث الشريفة ، والآيات القرآنية.
بوركت ، لا فض فوك.

قديم 11-27-2011, 08:06 PM
المشاركة 46
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
rقَالَ:"" اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ فَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ "..
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ:اعْقِلْ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ،مَا خَاطَبَكَ بِهِ النَّبِيُّ r،فَإِنَّهُ يَحُثُّكَ عَلَى طَلَبِ عِلْمِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ قَبْلَ فَنَاءِ الْعُلَمَاءِ،ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ فَنَاءَ الْعِلْمِ بِقَبْضِ أَهْلِهِ،ثُمَّ أَعْلَمَكَ أَنَّ الْخَيْرَ إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ،وَفِيمَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ،فَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَا خَيْرَ فِيهِ،اعْقِلْ هَذَا وَاطْلُبْ مِنَ الْعِلْمِ مَا يُنْفَى عَنْكَ بِهِ الْجَهْلُ،وَتَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ وَتُرِيدُ اللَّهَ الْعَظِيمَ بِهِ،فَإِنَّهُ عَلَيْكَ فَرِيضَةٌ لِقَوْلِ النَّبِيِّ r: " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ "،وَلِقَوْلِهِ:" اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ "
وجعل أثره بعد موت صاحبه عملا مستمرا له وأجرا باقيا وثوابا جاريا في صحيفته،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ النَّبِيَّ rقَالَ:إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ:صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ،أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ،أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ." ابن حبان
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r- قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ » رواه مسلم..
ولئلا يفهم الناس أن المقصود من العلم هو علم العبادات والمناسك فقط،فقد حث القرآن في آياته على تتبع علوم الكون كله،واستنباط أسراره وتعلم قوانينه والاستفادة من نظامه ودقة نواميسه قال سبحانه:{ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) } [الأعراف:185]
أَوَ لَمْ يَنْظُرْ هَؤُلاَءِ المُكَذِّبُونَ إلَى مَا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَيَتَدبَّرُوا ذَلِكَ،وَيَعْتَبِرُوا بِهِ،وَيُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ،وَيَتَخَلَّوْا عَنِ الأنْدَادِ وَالأوْثَانِ؟ فَلْيَحْذَرُوا أنْ تَكُونَ آجَالُهُمْ قَدِ اقْتَرَبَتْ فَيَهْلِكُوا وَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ،وَيَصِيرُوا إلى عَذَابٍ أليمٍ.وَإذا لَمْ يتَّعِظُوا بِمَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ،وَبِمَا حَذَّرَهُمْ مِنْهُ،فَبِأَيِّ وَسِيلَةٍ مِنَ التَّخْويفِ وَالتَّحْذِيرِ يُصَدِّقُونَ؟ وَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ القُرْآنِ يُؤْمِنُونَ،إِذَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟
وقال تعالى:{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) } [آل عمران:190 - 191] .
إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ،وَمَا فِيها مِنْ مَشَاهِدَ عَظِيمَةٍ،وَكَوَاكِبَ وَسَيَّارَاتٍ،وَفِي خَلْقِ الأَرْضِ،وَمَا فِيها مِنْ بِحَارٍ،وَأَنْهَارٍ وَجِبَالٍ وَأَشْجِارٍ وَنَبَاتْ،وَفِي تَعَاقُبِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ،وَتَقَارُضِهِمَا الطُّولَ وَالقِصَرَ،وَيَطُولُ هَذا تَارةً،وَيَطُولُ الآخَرَ تَارَةً أخْرَى...لآيَاتٍ وَبَرَاهِينَ وَحُجَجَاً وَدَلائِل عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللهِ،وَعَظِيمَ قُدْرَتِهِ،لأهْلِ العُقُولِ وَالأَلْبَابِ الزّكِيَّةِ.وَيَصِفُ اللهُ تَعَالَى أُوْلِي الأَلْبَابِ فَيَقُولُ عَنْهُمْ:إِنَّهُمُ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قَائِمِينَ وَقَاعِدِينَ وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَلاَ يَقْطَعُونَ ذِكْرَ اللهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِمْ،بِسَرَائِرِهِمْ،وَأَلْسِنَتِهِمْ...و َيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لِيَفْهَمُوا مَا فِيهَا مِنْ أَسْرَارِ خَلِيقَتِهِ،وَمِنْ حِكَمٍ وَعِبَرٍ وَعِظَاتٍ،تَدُلُ عَلَى الخَالِقِ،وَقُدْرَتِهِ،وَحِكْمَتِهِ،ثُمَّ يَرْجِعُونَ إلَى أَنْفُسِهِمْ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا الخَلْقَ عَبَثاً وَبَاطِلاً،رَبَّنَا تَنَزَّهْتَ عَنِ العَبَثِ وَالبَاطِلِ،وَإنَّمَا خَلَقْتَهُ بِالحَقِّ،وَالإِنْسَانِ مِنْ بَعْضِ خَلْقِكَ لَمْ تَخْلُقْهُ عَبَثاً،وَإِنَّمَا خَلَقْتَهُ لِحِكْمَةٍ.وَمَتَى حُشِرَ الخَلْقُ إلَيكَ حَاسَبْتَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ،فَتَجْزِي الذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا،وَتَجْزِي الذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى.ثُمَّ يُتِمُّونَ دُعَاءَهُمْ سَائِلِينَ رَبَّهُمْ أنْ يَقِيَهُمْ عَذابَ النَّارِ .
وأشار في محكم تنزيله إلى بعض علوم السماء والأرض،والنبات والحيوان،والأجنة والفلك،والسياسة والاجتماع،والمعاملات الاجتماعية والعلاقات الدولية..
ومن وحي هذه التعاليم الاسلامية لم تمض فترة وجيزة إلا وصار كل بيت قبلة،وكل سوق مدرسة،وانقلبت الصحاري والمراعي إلى منابع للنور والحكمة وفنون العلم والمعارف،ثم انطلق المسلمون إلى أصقاع الأرض ينشرون هذا العلم بين الناس،ويبصرونهم سبل سعادتهم،ويدلونهم على حقيقة إنسانيتهم،وأسرار خلقهم.. ويبثون حضارة ما عرفت الإنسانية أعظم منها هدفا ولا أنبل منها غاية ولا أرحم منها على بني الإنسان.
إنها رسالة الإسلام،فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،قَالَ:دَخَلَ النَّبِيُّ rالْمَسْجِدَ وَقَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَقَوْمٌ يَتَذَاكَرُونَ الْفِقْهَ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: كِلاَ الْمَجْلِسَيْنِ إِلَى خَيْرٍ،أَمَّا الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ،وَهَؤُلاَءِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ وَيَتَعَلَّمُونَ،وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا،وَهَذَا أَفْضَلُ فَقَعَدَ مَعَهُمْ."
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ".
هذا وليحصل طالب العلم على ثمرات عمله على الوجه المطلوب،وليبارك في جهوده،لا بد أن يطلب العلم متأدبا بآدابه التي نقطف منها هذه اللآلئ،وننظمها لكل متعلم:





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:08 PM
المشاركة 47
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
آداب المتعلم مع العلم:
1- التماس مجالس العلم،وانتقاء اليانع من ثمراتها،والانتفاع بها على الوجه المطلوب.فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ،فَارْتَعُوا،قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ:مَجَالِسُ الْعِلْمِ.". رواه الطبراني.
2- الصدق في طلب العلم،وبذل الوقت والجهد في تحصيله،والإعراض عن كل ما يشغل عنه من لغو أو بطالة أو اقتراف لمعصية أو محرم. وفال بعضهم :
شَكَوْتُ إِلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي فَأَوْمَأَ لِي إِلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي
وَقَالَ بِأَنَّ حَفِظَ الشَّيْءِ فَضْلٌ وَفَضْلُ اللَّهِ لَا يُدْرِكُهُ عَاصِي
وعن سَعِيدَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفًا الْبَكَالِىَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى بَنِى إِسْرَائِيلَ،إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ.فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِىِّ - r- « أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبًا فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ،فَسُئِلَ أَىُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا.فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ.فَقَالَ لَهُ بَلَى،لِى عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ.قَالَ أَىْ رَبِّ وَمَنْ لِى بِهِ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ أَىْ رَبِّ وَكَيْفَ لِى بِهِ - قَالَ تَأْخُذُ حُوتًا،فَتَجْعَلُهُ فِى مِكْتَلٍ،حَيْثُمَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهْوَ ثَمَّ - وَرُبَّمَا قَالَ فَهْوَ ثَمَّهْ - وَأَخَذَ حُوتًا،فَجَعَلَهُ فِى مِكْتَلٍ،ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ،حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَةَ،وَضَعَا رُءُوسَهُمَا فَرَقَدَ مُوسَى،وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فَخَرَجَ فَسَقَطَ فِى الْبَحْرِ،فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَبًا،فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءِ،فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ،فَقَالَ هَكَذَا مِثْلُ الطَّاقِ.فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا،حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا .
وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ.قَالَ لَهُ فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الْحُوتَ،وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ،وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ عَجَبًا،فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا وَلَهُمَا عَجَبًا.قَالَ لَهُ مُوسَى ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِى،فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا،رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ،فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ،فَسَلَّمَ مُوسَى،فَرَدَّ عَلَيْهِ.فَقَالَ وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ.قَالَ أَنَا مُوسَى.قَالَ مُوسَى بَنِى إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ،أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِى مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا.قَالَ يَا مُوسَى إِنِّى عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ،عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لاَ تَعْلَمُهُ وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لاَ أَعْلَمُهُ.قَالَ هَلْ أَتَّبِعُكَ قَالَ ( إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ) إِلَى قَوْلِهِ ( إِمْرًا ) فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ،فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ،كَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ،فَعَرَفُوا الْخَضِرَ،فَحَمَلُوهُ بِغَيْرِ نَوْلٍ،فَلَمَّا رَكِبَا فِى السَّفِينَةِ جَاءَ عُصْفُورٌ،فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ،فَنَقَرَ فِى الْبَحْرِ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ،قَالَ لَهُ الْخَضِرُ يَا مُوسَى،مَا نَقَصَ عِلْمِى وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ.إِذْ أَخَذَ الْفَأْسَ فَنَزَعَ لَوْحًا،قَالَ فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إِلاَّ وَقَدْ قَلَعَ لَوْحًا بِالْقَدُّومِ.فَقَالَ لَهُ مُوسَى مَا صَنَعْتَ قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ،عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا،لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا.قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا.قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِى مِنْ أَمْرِى عُسْرًا،فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا.فَلَمَّا خَرَجَا مِنَ الْبَحْرِ مَرُّوا بِغُلاَمٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ،فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ فَقَلَعَهُ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَوْمَأَ سُفْيَانُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ يَقْطِفُ شَيْئًا - فَقَالَ لَهُ مُوسَى أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا.قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا.قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَىْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِى،قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّى عُذْرًا.فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ مَائِلاً - أَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ يَمْسَحُ شَيْئًا إِلَى فَوْقُ،فَلَمْ أَسْمَعْ سُفْيَانَ يَذْكُرُ مَائِلاً إِلاَّ مَرَّةً - قَالَ قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَلَمْ يُضَيِّفُونَا عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا.قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ،سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا.قَالَ النَّبِىُّ - r- « وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ،فَقَصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا ».قَالَ سُفْيَانُ قَالَ النَّبِىُّ - r- « يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى،لَوْ كَانَ صَبَرَ يُقَصُّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا ».وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا،وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ.ثُمَّ قَالَ لِى سُفْيَانُ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ.قِيلَ لِسُفْيَانَ حَفِظْتَهُ قَبْلَ أَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ عَمْرٍو،أَوْ تَحَفَّظْتَهُ مِنْ إِنْسَانٍ فَقَالَ مِمَّنْ أَتَحَفَّظُهُ وَرَوَاهُ أَحَدٌ عَنْ عَمْرٍو غَيْرِى سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ .
وقد ذكر القرآن الكريم: قال تعالى:{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60)} الكهف.
لا أبرح: أي لا أترك،والبعض يظن أن لا أبرح تعني: لا أترك مكاني الذي أنا فيه،لكنها تعني: لا أترك ما أنا بصدده،فإنْ كنتُ قاعداً لا أترك القعود،وإنْ كنتُ ماشياً لا أترك المشي،وقد قال موسى ـ عليه السلام ـ هذا القول وهو يبتغي بين البحرين،ويسير متجهاً إليه،فيكون المعنى: لا أترك السير إلى هذا المكان حتى أبلغ مجمع البحرين.
وقد وردت مادة (برح) في قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام: { فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي.. } [يوسف: 80] قالها كبيرهم بعد أن أخذ يوسف أخاه بنيامين ومنعه من الذهاب معهم،فهنا استحى الأخ الأكبر من مواجهة أبيه الذي أخذ عليهم العهد والميثاق أنْ يأتوا به ويُعيدوه إليه.
و" مجْمَع البحرين " أي: موضع التقائهما،حيث يصيران بحراً واحداً،كما يلتقي مثلاً دجلة والفرات في شَطِّ العرب.
وقوله: { أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } [الكهف: 60] الحُقُب: جمع حِقْبة،وهي الفترة الطويلة من الزمن،وقد قدَّروها بحوالي سبعين أو ثمانين سنة،فإذا كان أقل الجمع ثلاثة،فمعنى ذلك أن يسير موسى ـ عليه السلام ـ مائتين وعشرة سنين،على اعتبار أن الحِقْبة سبعون سنة.ويكون المعنى: لا أترك السير إلى هذا المكان ولو سِرْتُ مائتين وعشرة سنين؛ لأن موسى عليه السلام كان مَشُوقاً إلى رؤية هذا الرجل الأعلم منه،كيف وهو النبي الرسول الذي أوحى الله إليه؛ لذلك أخبره ربه أن عِلْم هذا الرجل علم من لدنا،علم من الله لا من البشر.
3- الإخلاص في طلب العلم،وإرادة وجه الله تعالى في تحصيله،وامتثال أمر رسوله r،والحذر من أن يكون حظه من العلم طلب عرض من الدنيا قليل.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -r- قَالَ « مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا لِغَيْرِ اللَّهِ أَوْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ». رواه الترمذي.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ r: مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ،لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لَيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا،لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ." ابن حبان.
4- تزكية النفس وتطهيرها من رذائل الأخلاق واتباع الأهواء قبل طلب العلم،لأن العلم إذا نزل على نفس خبيثة زادها خبثا وصار ضررا على صاحبه وبلاء على الناس. قال الشاعر:
لا تحسبنّ العلم ينفع وحده ……ما لم يتوّج ربّه بخلاق
وقال آخر:





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:09 PM
المشاركة 48
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
وقال آخر:
لو كان للعلم من دون التقى شرف …لكان أشرف خلق الله إبليس
5- الابتعاد عن المراء،وتجنب الجدال بعد ظهور الحق،فإن المراء لا يأتي بخير،لأنه يضيع الوقت،ويقسي القلوب،ويورث الأحقاد،ويسبب البغضاء،وعلى المتعلم أن يبدي رأيه لمحدثه فإن اقتنع وإلا فليتوقف عن النقاش العقيم،قال الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (46) سورة العنكبوت.
ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن،والقول الجميل،والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك،إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنوا،أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون،وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا،وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم،وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته،ولا في ربوبيته،ولا في أسمائه وصفاته،ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به،ونهانا عنه.
فعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ،عَن ْرَسُولِ اللَّهِ r،قَالَ:"مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ،وَيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ فِي الْمَجَالِسِ،لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ"
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ،عَنِ النَّبِيِّ rقَالَ:مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ،أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ،أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ،فَهُوَ فِي النَّارِ." رواه ابن ماجه.
وعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِى رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِى وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِى أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ ».
6- المحافظة على السمت الحسن،والاتزان والهدوء،ووقار العلم،وما يطبعه في النفس من خشية لله،ومعرفة بأقدار الناس. والابتعاد عن كل ما يخلّ بشرف العلم ومكانته في النطق والمشي والأمكنة والمعاملات.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:"تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ،وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ،وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعْلَمُونَ مِنْهُ" رواه الطبراني.
وقَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ،وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ،وَلْيَتَوَاضَعْ لَكُمْ مَنْ تُعَلِّمُونَ،وَلا تَكُونُوا مِنْ جَبَابِرَةِ الْعُلَمَاءِ ؛ فَلا يَقُومُ عِلْمُكُمْ بِجَهْلِكُمْ "
وقال مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " إِنَّ مَجَالِسَ الْعِلْمِ تُحْتَضَنُ بِالْخُشُوعِ وَالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ "
وعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ قَالَ:كَانَ يُقَالُ:" تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ،وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ،وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ،وَلْيَتَوَاضَعَ لَكُمْ مَنْ عَلَّمَكُمْ " قَالَ أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ،سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ:كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ،إِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي الْعِلْمِ،فَهُوَ يَوْمُ غُنَيْمَتِهِ،سَأَلَهُ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ،وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَّمَهُ،وَتَوَاضَعَ لَهُ،وَإِذَا لَقِيَ مَنْ هُوَ مِثْلَهُ فِي الْعِلْمِ ذَاكَرَهُ وَدَارَسَهُ،وَقَالَ:لَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ أَخَذَ بِالشَّاذِّ مِنَ الْعِلْمِ،وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى كُلَّ مَا سَمِعَ،وَلَا يَكُونُ إِمَامًا فِي الْعِلْمِ مَنْ رَوَى عَنْ كُلِّ أَحَدٍ،وَالْحِفْظُ الْإِتْقَانُ"
7- طلب العلم النافع المفيد في دين المسلم أو دنياه أو آخرته،وتجنب العلوم التي انقضى زمانها،أو التي لا طائل منها،أو التي تضر المسلم في دينه،أو توقعه في الشك والإلحاد. قال تعالى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} (14) سورة الشورى.
يُبَيِّنَ اللهُ تَعَالَى الأَسْبَابَ التِي حَمَلَتِ النَّاسَ عَلَى التَّفَرُّقِ والاخْتِلاَفِ فِي الدِّينِ،مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُمْ جَمِيعاً بِأَمْرٍ وَاحِدٍ،وَطَلَبَ مِنْهُمِ الأَخْذَ بِهِ،وَعَدَمَ التَّفَرُّقِ فِيهِ.فَقَالَ تعالى: إِنَّهُمْ لَمْ يَتَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ عَلِمُوا أَنَّ الفُرْقَةُ ضَلاَلَةٌ،وَقَدْ فَعَلُوا ذَلِكَ بَغْياً وَطَلَباً لِلرِئَاسَةِ وَلِلحَمِيَّةِ وَالعَصِبِيَّةِ،وَكُلُّ طَائِفَةٍ تَذْهَبُ مَذْهَباً وَتَدْعُو إِلَيهِ،وَتُقَبِّحُ مَا سَوَاهُ لِلظُّهُورِ وَالتَّفَاخُرِ،وَلَوْلاَ الكَلِمَةُ السَّابِقَةَ مِنَ اللهِ تَعَالَى بِأَنْ يُؤَخِّرَ حَسَابِهُمْ،وَالفَصْلَ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ،لَعَجَّلَ لَهُمْ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا.وَالذِينَ وَرِثُوا التَّوْرَاةَ والإِنْجِيل عَنْ أَسْلاَفِهِم السَّابِقِينَ،هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ كِتَابِهِمْ،لأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ حَقَّ الإِيْمَانِ .وَهُمْ يَقَلِّدُونَ أَسْلاَفَهُمْ بِلاَ حُجَّةٍ وَلاَ دَلِيلٍ وَلِذَلِكَ فَإِنَّهُمْ فِي شَكٍّ وَحِيرَةٍ مُقْلِقَيْنِ
وعَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأَرْبَعِ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ ».
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ لاَ أَقُولُ لَكُمْ إِلاَّ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -r- يَقُولُ كَانَ يَقُولُ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا ». رواه مسلم.
8- تلقي العلم عن أهله الأكفاء،من العلماء الراسخين،والأتقياء الصالحين،وأخذ كل فن من المختصين به،المحسنين له.
فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ."
وقَال مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ "
وَيَكُونُ قَدْ وَسَمَ نَفْسَهُ بِآدَابِ الْعِلْمِ،مِنَ اسْتِعْمَالِ:الصَّبْرِ وَالْحِلْمِ،وَالتَّوَاضُعِ لِلطَّالِبِينَ،وَالرِّفْقِ بِالْمُتَعَلِّمِينَ،وَلِينِ الْجَانِبِ،وَمُدَارَاةِ الصَّاحِبِ،وَقَوْلِ الْحَقِّ،وَالنَّصِيحَةِ لِلْخَلْقِ،وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَوْصَافِ الْحَمِيدَةِ،وَالنُّعُوتِ الْجَمِيلَةِ
9- الصبر على التعلم والحفظ والمراجعة،واستغلال الوقت واكتساب الفراغ،قبل ذهابهما بما يستطيع من الاستزادة من العلم،فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ rلِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ،شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ،وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ،وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ،وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلُكَ،وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "
وعَنِ الأَحْنَفِ،قَالَ:قَالَ عُمَرُ:تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا."
يُرِيدُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَخْدُمِ الْعِلْمَ فِي صِغَرِهِ اسْتَحْيَى أَنْ يَخْدُمَهُ فِي كِبَرِ السِّنِّ وَإِدْرَاكِ السُّؤْدَدِ " قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وَبَلَغَنِي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،أَنَّهُ قَالَ:مَنْ تَرْأَسَ فِي حَدَاثَتِهِ كَانَ أَدْنَى عُقُوبَتِهِ أَنْ يَفُوتَهُ حَظٌّ كَبِيرٌ مِنَ الْعِلْمِ.وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ،رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ:مَنْ طَلَبَ الرِّيَاسَةَ بِالْعِلْمِ قَبْلَ أَوَانِهِ لَمْ يَزَلْ فِي ذُلٍّ مَا بَقِيَ،أَنْشَدَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَنْشَدَنِي سَهْلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ:أَنْشَدَنَا مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ لِنَفْسِهِ :
الْكَلْبُ أَكْرَمُ عِشْرَةً وَهُوَ النِّهَايَةُ فِي الْخَسَاسَةْ
مِمَّنْ يُنَازِعُ فِي الرِّيَاسَةِ قَبْلَ أَوْقَاتِ الرِّيَاسَةْ
وقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ:" يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ:فَرَأْسُهُ التَّوَاضُعُ،وَعَيْنُهُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ،وَأُذُنُهُ الْفَهْمُ،وَلِسَانُهُ الصِّدْقُ،وَحِفْظُهُ الْفَحْصُ،وَقَلْبُهُ حُسْنُ النِّيَّةِ،وَعَقْلُهُ مَعْرِفَةُ الْأَشْيَاءِ وَالْأُمُورُ الْوَاجِبَةُ،وَيَدُهُ الرَّحْمَةُ،وَرِجْلُهُ زِيَادَةُ الْعُلَمَاءِ،وَهِمَّتُهُ السَّلَامَةُ،وَحِكْمَتُهُ الْوَرَعُ،وَمُسَتَقَرُّهُ النَّجَاةُ،وَقَائِدُهُ الْعَافِيَةُ،وَمَرْكَبُهُ الْوَفَاءُ،وَسِلَاحُهُ لِينُ الْكَلِمَةِ،وَسَيْفُهُ الرِّضَا،وَفَرَسُهُ الْمُدَارَاةِ،وَجَيْشُهُ مُحَاوَرَةُ الْعُلَمَاءِ،وَمَالُهُ الْأَدَبُ،وَذَخِيرَتُهُ اجْتِنَابُ الذُّنُوبِ،وَزَادُهُ الْمَعْرُوفُ،وَمَاؤُهُ الْمُوَادَعَةُ،وَدَلِيلُهُ الْهُدَى،وَرَفِيقُهُ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ " وَيَكُونُ قَدْ أَخَذَ فِقْهَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الْعُلَمَاءِ،لَا مِنَ الصُّحُفِ"





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:11 PM
المشاركة 49
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
10- السؤال عن كل ما استعصى عليه فهمه،والبحث في كل مسألة حتى يتقنها،وعدم الحياء في طلب العلم. فعَنْ مُغِيرَةَ قَالَ:قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ كَيْفَ أَصَبْتَ هَذَا الْعِلْمَ ؟ قَالَ:" بِلِسَانٍ سَؤُولٍ،وَقَلْبٍ عَقُولٍ " .
وعَنْ دَغْفَلَ بْنِ حَنْظَلَةَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ قَالَ:قَالَ لِي مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:" يَا دَغْفَلُ،مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ هَذَا الْعِلْمَ ؟ قُلْتُ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،عَلِمْتُهُ بِلِسَانٍ سَئُولٍ وَقَلْبٍ عُقُولٍ وَأُذُنٍ وَاعِيَةٍ لِلْعِلْمِ "
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ:أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى دَغْفَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْأَلُ عَنِ الْعَرَبِيَّةِ وَالنَّحْوِ وَالنِّسْبَةِ فَقَالَ:يَا دَغْفَلُ مِنْ أَيْنَ حَفِظْتَ هَذَا ؟ قَالَ:بِلِسَانٍ سَئُولٍ وَقَلْبٍ عُقُولٍ وَأُذُنٍ وَاعِيَةٍ "
وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:" لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ ".
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتِ النَّبِىَّ -r- عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ فَقَالَ « تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُئُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ. ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا ». فَقَالَتْ أَسْمَاءُ وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا فَقَالَ « سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِينَ بِهَا ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِى ذَلِكَ تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ. وَسَأَلَتْهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقَالَ « تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ - أَوْ تُبْلِغُ الطُّهُورَ - ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حَتَّى تَبْلُغَ شُئُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِى الدِّينِ.
11- التبكير إلى مجالس العلم،والحرص على كل ما يرد فيها من أفكار ومعان وبركات،وتقييدها بالكتابة،وتصنيفها وتبويبها بعد مراجعتها في البيت.
قال الشافعي:
العلم صيد والكتابة قيده ……قيّد صيودك بالحبال الواثقة
12- استكمال العدة اللازمة للدخول في عداد طلاب العلم ومنها ثمانية أشياء: الدليل: وهو المعلم الكامل،والزاد: وهو التقوى،والسلاح: وهو الوضوء،والسراج: وهو الذكر،والمنهاج: وهو الشريعة المحمدية،والهمة الصادقة القوية،والأخوة في الله المصاحبين بالصدق،وتجنب اتباع الهوى.
آداب المتعلم مع المعلم:
التواضع للمعلم ولو كان أصغر سنا،إذ ليس من الذل المكروه أن يتذلل طالب العلم لمعلمه.
وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ،كَانَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ يُمْلِي عَلَيْنَا فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ فَلَحِقَتْهُ الشَّمْسُ فَمَرَّ بِهِ بَعْضُ إِخْوَانِهِ فَقَالَ:يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي الشَّمْسِ فَأَنْشَأَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ :
أُهِينُ لَهُمْ نَفْسِي لِأُكْرِمَهَا بِهِمْ وَلَنْ يُكْرِمَ النَّفْسَ الَّذِي لَا يُهِينُهَا
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " ذَلَلْتُ طَالِبًا فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا "
وعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ:يُقَالُ:" مَا أَحْسَنَ الْإِسْلَامَ وَيَزِينُهُ الْإِيمَانُ،وَمَا أَحْسَنَ الْإِيمَانَ وَيَزِينُهُ التَّقْوَى،وَمَا أَحْسَنَ التَّقْوَى وَيَزِينُهَا الْعِلْمُ،وَمَا أَحْسَنَ الْعِلْمُ وَيزِينُهُ الْحِلْمُ،وَمَا أَحْسَنَ الْحِلْمَ وَيزِينُهُ الرِّفْقُ " وَقَالَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ فِي هَذَا الْمَعْنَى :
الْعِلْمُ وَالْحِلْمُ حُلَّتَا كَرَمٍ لِلْمَرْءِ إِذَا هُمَا اجْتَمَعَا
كَمْ مِنْ وَضِيعٍ سَمَا بِهِ الْعِلْمُ وَالْحِلْمُ فَنَالَ السَّمُوَّ وَارْتَفَعَا
صِنْوَانِ لَا يَسْتَتِمُّ حُسْنُهُمَا إِلَّا بِجَمْعٍ لِذَا وَذَاكَ مَعًا
كُلُّ رُفَيْعِ الْبِنَا أَضَاعَهُمَا أَخْمَلَهُ مَا أَضَاعَ فَاتَّضَعَا
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " ذَلَلْتُ طَالِبًا فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا " وَكَانَ يَقُولُ:" لِقَاحُ الْمَعْرِفَةِ دِرَاسَةُ الْعِلْمِ "
وعن الْأَصْمَعِيِّ،قَالَ:سَمِعْتُ شُعْبَةَ،يَقُولُ:" كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنَ الرَّجُلِ الْحَدِيثَ،كُنْتُ لَهُ عَبْدًا مَا حَيِيَ،فَكُلَّمَا لَقِيتُهُ سَأَلْتُهُ عَنْهُ " .
احترام العالم وتقديره وإكرامه،والنظر اليه بعين الإكبار والإجلال والتعظيم.
قال الشافعي: كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحا رقيقا هيبة لئلا يسمع وقعها.
وعن مُحَمَّدَ بْنِ إِسْحَاقَ قال:سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ،يَقُولُ:وَاللَّهِ مَا اجْتَرَأْتُ أَنْ أَشْرَبَ الْمَاءَ وَالشَّافِعِيُّ يَنْظُرُ إِلَيَّ هَيْبَةً لَهُ "
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- « لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا ». " رواه الترمذي.
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قال:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r- :« لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا ».
وعَنْ عُمَرَ بْنِ مِخْرَاقٍ،قَالَ: مَرَّ عَلَى عَائِشَةَ رَجُلٌ ذُو هَيْئَةٍ فَدَعَتْهُ يَقْعُدُ مَعَهَا وَمَرَّ آخَرُ فَأَعْطَتْهُ كِسْرَةً،فَقِيلَ لَهَا،فَقَالَتْ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ rأَنْ نُنْزِلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ "
القيام للعالم عند دخوله،وتقبيل يده احتراما ومحبة وتبركا وتقديرا.
قال الله تعالى:{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)} الحج.
وعَنْ الزَّارِعِ:أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r،وَخَرَجَ مَعَهُ بِأَخِيهِ لأُمِّهِ يُقَالُ لَهُ:مَطَرُ بْنُ هِلالٍ مِنْ عَنْزَةَ،وَخَرَجَ بِابْنِ أَخٍ لَهُ مَجْنُونٍ،وَمَعَهُمُ الأَشَجُّ،وَكَانَ اسْمُهُ مُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ،فَقَالَ الْمُنْذِرِ،يَا زَارِعُ:خَرَجْتَ مَعَنَا بِرَجُلٍ مَجْنُونٍ وَفَتًى شَابٍّ لَيْسَ مِنَّا،وَافِدِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r،قَالَ الزَّارِعُ:أَمَّا الْمُصَابُ،فَآتِي بِهِ رَسُولَ اللَّهِ rيَدْعُو لَهُ،عَسَى أَنْ يُعَافِيَهُ اللَّهُ،وَأَمَّا الْفَتَى الْعَنْزِيُّ،فَإِنَّهُ أَخِي لأُمِّي،وَأَرْجُو أَنْ يَدْعُوَ لَهُ النَّبِيُّ rبِدَعْوَةٍ،تُصِيبُهُ دَعْوَةُ النَّبِيِّ r،فَمَا عَدَا أَنْ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ،قِيلَ:هَذَا رَسُولُ اللَّهِ r،فَمَا تَمَالَكْنَا أَنْ وَثَبْنَا عَنْ رَوَاحِلِنَا،فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ سِرَاعًا،فَأَخَذْنَا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ نُقَبْلِهُمَا،وَأَنَاخَ الْمُنْذِرُ رَاحِلَتَهُ،فَعَقَلَهَا،وَذَاكَ بِعَيْنِ النَّبِيِّ r،ثُمَّ عَمَدَ إِلَى رَوَاحِلِنَا،فَأَنَاخَهَا رَاحِلَةً رَاحِلَةً،فَعَقَلَهَا كُلَّهَا،ثُمَّ عَمَدَ إِلَى عَيْبَتِهِ فَفَتَحَهَا،فَوَضَعَ عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ،ثُمَّ أَتَى يَمْشِي،فَقَالَ النَّبِيُّ r: يَا أَشَجُّ:إِنَّ فِيكَ لَخُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ:وَمَا هُمَا بِأَبِي وَأُمِّي ؟ قَالَ:الْحِلْمُ،وَالأَنَاةُ " قَالَ:فَأَنَا أَتَخَلَّقُ بِهِمَا،أَمِ اللَّهُ جَبَلَنِي عَلَيْهِمَا ؟ قَالَ:اللَّهُ جَبَلَكَ عَلَيْهِمَا،قَالَ:الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ،قَالَ الزَّارِعُ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ:بِأَبِي وَأُمِّي،جِئْتُ بِابْنِ أَخٍ لِي مُصَابٍ،لِتَدْعُوَ اللَّهَ لَهُ،وَهُوَ فِي الرِّكَابِ،قَالَ:فَأْتِ بِهِ "قَالَ:فَأَتَيْتُهُ،وَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعَ الأَشَجَّ،فَأَخَذْتُ عَيْبَتِي،فَأَخْرَجْتُ مِنْهَا ثَوْبَيْنِ حَسَنَيْنِ،وَأَلْقَيْتُ عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ،وَأَلْبَسْتُهُمَا إِيَّاهُ،ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ،فَجِئْتُ بِهِ النَّبِيَّ rوَهُوَ يَنْظُرُ،نَظَرَ الْمَجْنُونِ،فَقَالَ النَّبِيُّ r: اجْعَلْ ظَهْرَهُ مِنْ قِبَلِي " فَأَقَمْتُهُ،فَجَعَلْتُ ظَهْرَهُ مِنْ قِبَلِ النَّبِيِّ r،وَوَجْهُهُ مِنْ قِبَلِي،فَأَخَذَهُ،ثُمَّ جَرَّهُ بِمَجَامِعِ رِدَائِهِ فَرَفَعَ يَدَهُ،حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبِطَيْهِ،ثُمَّ ضَرَبَ بِثَوْبِهِ ظَهْرَهُ،وَقَالَ:اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ " فَالْتَفَتَ وَهُوَ يَنْظُرُ نَظَرَ الصَّحِيحِ،ثُمَّ أَقْعَدَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ،فَدَعَا لَهُ،وَمَسَحَ وَجْهَهُ،قَالَ:فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الْمَسْحَةَ فِي وَجْهِهِ،وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ،كَأَنَّ وَجْهَهُ وَجْهَ عَذْرَاء شَبَابًا،وَمَا كَانَ فِي الْقَوْمِ رَجُلٌ يُفَضَّلُ عَلَيْهِ،بَعْدَ دَعْوَةِ النَّبِيِّ r،ثُمَّ دَعَا لَنَا عَبْدَ الْقَيْسِ،فَقَالَ:خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ،رَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ الْقَيْسِ،إِذَا أَسْلَمُوا،غَيْرَ خَزَايَا،إِذْ أَبَى بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يُسْلِمُوا " قَالَ:ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَنَا،حَتَّى زَالَتِ الشَّمْسُ،قَالَ الزَّارِعُ:قُلْتُ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ:إِنَّ مَعَنَا،ابْنَ أُخْتٍ لَنَا،لَيْسَ مِنَّا،قَالَ:ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ " فَانصرفنَا رَاجِعِينَ،فَقَالَ الأَشَجُّ:أَنْتَ كُنْتَ يَا زَارِعُ:أَمْثَلَ رَأْيًا مِنِّي فِيهِمَا،وَكَانَ فِي الْقَوْمِ جَهْمُ بْنُ قُثَمَ،كَانَ قَدْ شَرِبَ قَبْلَ ذَلِكَ بِالْبَحْرَيْنِ مَعَ ابْنِ عَمٍّ لَهُ،فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ عَمِّهِ،فَضَرَبَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ،فَكَانَتْ تِلْكَ الضَّرْبَةُ فِي سَاقِهِ،قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي،إِنَّ أَرْضَنَا،ثَقِيلَةً،وَخمَةً،وَإِنَّا نَشْرَبُ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ عَلَى طَعَامِنَا،فَقَالَ:لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يَشْرَبَ الإِنَاءَ،ثُمَّ يَزْدَادَ إِلَيْهَا أُخْرَى،حَتَّى يَأْخُذَ فِيهِ الشَّرَابُ،فَيَقُومُ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ،فَيَضْرِبُ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ " فَجَعَلَ يُغَطِّي جَهْمُ بْنُ قُثَمَ سَاقَهُ،قَالَ:فَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ،وَالنَّقِيرِ،وَالْحَنْتَمِ. "
وعن امراة من صباح عَبْد القَيْس،يُقال لها:أم أَبَان ابنة الوازع،عن جَدِّها،أن جَدَّها الزَّارع بن عامر،قال: قَدِمْنَا،فَقِيَل:ذَاكَ رَسُولُ اللهِ r،فَأَخَذْنَا بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ نُقَبِّلُهُمَا." رواه البخاري في الأدب.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَبَّلَ يَدَ النَّبِيِّ r..
وعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى لَيْلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ فِى سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللَّهِ -r- قَالَ فَحَاصَ النَّاسُ حَيْصَةً فَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ - قَالَ - فَلَمَّا بَرَزْنَا قُلْنَا كَيْفَ نَصْنَعُ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ فَقُلْنَا نَدْخُلُ الْمَدِينَةَ فَنَتَثَبَّتُ فِيهَا وَنَذْهَبُ وَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ - قَالَ - فَدَخَلْنَا فَقُلْنَا لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -r- فَإِنْ كَانَتْ لَنَا تَوْبَةٌ أَقَمْنَا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ذَهَبْنَا - قَالَ - فَجَلَسْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ -r- قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا نَحْنُ الْفَرَّارُونَ فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ « لاَ بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ ». قَالَ فَدَنَوْنَا فَقَبَّلْنَا يَدَهُ فَقَالَ « أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ ».رواه أبو داود.
وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ،قَالَ:" قُمْنَا إِلَى النَّبِيِّ rفَقَبَّلْنَا يَدَهُ "
وعَنِ ابْنِ جُدْعَانَ،قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ:أَمَسَسْتَ النَّبِيَّ rبِيَدِكَ ؟ قَالَ:نَعَمْ،فَقَبَّلَهَا " رواه البخاري في الأدب.
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،قَالَ:قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:" مَسَسْتَ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ r؟ قَالَ:نَعَمْ قَالَ:فَنَاوِلْنِي يَدَكَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا "
وعَنِ ابْنِ جُدْعَانَ:قَالَ قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ:" يَا أَبَا حَمْزَةَ،هَلْ مَسَسْتَ رَسُولَ اللَّهِ rبِيَدِكَ ؟ قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:فَنَاوِلْنِيهَا،فَأَعْطَاهُ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا "
وعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ:رَأَيْتُ عَلِيًّا يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَرِجْلَيْهِ " رواه البخاري في الأدب.
وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاًّ وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِى قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -r-. قَالَتْ وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِىِّ -r- قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِى مَجْلِسِهِ وَكَانَ النَّبِىُّ -r- إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِى مَجْلِسِهَا فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِىُّ -r- دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَبَكَتْ ثُمَّ أَكَبَّتْ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ مِنْ أَعْقَلِ نِسَائِنَا فَإِذَا هِىَ مِنَ النِّسَاءِ فَلَمَّا تُوُفِّىَ النَّبِىُّ -r- قُلْتُ لَهَا أَرَأَيْتِ حِيْنَ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِىِّ -r- فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَبَكَيْتِ ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَضَحِكْتِ مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ قَالَتْ إِنِّى إِذًا لَبَذِرَةٌ أَخْبَرَنِى أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا فَبَكَيْتُ ثُمَّ أَخْبَرَنِى أَنِّى أَسْرَعُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ فَذَاكَ حِينَ ضَحِكْتُ." .





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
قديم 11-27-2011, 08:12 PM
المشاركة 50
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
التأدب في مجلس العالم بجلسته وكلامه،وحسن استماعه وسؤاله. قَالَ أَبُو عُمَرَ:وَرُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،أَنَّهُ قَالَ:" لَوْ رَفَقْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ لَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا " قَالَ الشَّعْبِيُّ:" كَانَ أَبُو سَلَمَةَ يُمَارِي ابْنَ عَبَّاسٍ ؛ فَحُرِمَ بِذَلِكَ عِلْمًا كَثِيرًا " وَقَالَ الْحُكَمَاءُ:إِذَا جَالَسْتَ الْعُلَمَاءَ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَيَّ أَنْ تَقُولَ " وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ لِابْنِهِ:" يَا بُنَيَّ،إِذَا جَالَسْتَ الْعُلَمَاءَ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ،وَتَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَتَعَلَّمُ حُسْنَ الصَّمْتِ،وَلَا تَقْطَعْ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثًا وَإِنْ طَالَ حَتَّى يُمْسِكَ " وَقَالَ الشَّعْبِيُّ:" جَالِسُوا الْعُلَمَاءَ ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ أَحْسَنْتُمْ حَمَدُوكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ تَأَوَّلُوا لَكُمْ وَعَذَرُوكُمْ وَإِنْ أَخْطَأْتُمْ لَمْ يُعَنِّفُوكُمْ وَإِنْ جَهِلْتُمْ عَلَّمُوكُمْ وَإِنْ شَهِدُوا لَكُمْ نَفَعُوكُمْ "
تجنب الانصراف،ومغادرة مجلس العلم إلا بإذن من المعلم،فإذا أذن له فليستغفر الله لأن الأولى أن لا يغادر مجلس العلم قبل انتهائه.قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا استأذنوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (62) سورة النــور.
َهُنَا يُؤَدِّبُ اللهُ النَّاسَ،فَكَمَا أَمَرَهُمْ بالاستئذان عِنْدَ الدُّخُولِ،كَذَلِكَ أَمَرَهُمْ اللهُ تَعَالَى بِأَلاَّ يَتَفَرَّقُوا عَنِ النَّبِيِّ إِلاَّ بعدَ استئذانه ومُشَاوَرَتِهِ،ولِلرَّسُولِ rأَنْ يَأْذَنَ لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ .
وَرَوَى ابنُ إِسْحَاقَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ:لَمّا اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ وَالأَحْزَابُ عَلَى حَرْبِ المُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ الخَنْدَقِ،أَمَرَ الرَّسُولُ rبِحَفْرِ خَنْدقِ المَدِينَةِ،وَأَخَذَ يَعْمَلُ بِنَفْسِهِ تَرْغِيباً للمُسْلِمِينَ فِي الأَجْرِ،فَعَمِلَ المُسْلِمُونَ،وَأَبْطَأَ رِجَالٌ مِنَ المُنَافِقِينَ،وَأَخَذُوا يَقُومُونَ بالضَّعِيفِ مِنَ العَمَلِ وَيَتَسَلَّلُونَ بِغَيْرِ إِذْنِ الرَّسُولِ r. وَكَانَ المُسْلِمُونَ يَسْتَأْذِنُونَ الرَّسُولَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِم،فَإِذَا قَضَى أَحَدُهُمْ حَاجَتَهُ رَجَعَ إِلى مَا كَانَ فِيهِ مِنْ عَمَلٍ،رَغْبَةً فِي الخَيْرِ والأًجْرِ،واحْتِسَاباً لَهُ،وَيَقُولُ تَعَالَى إِنَّ هَؤُلاءِ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقّاً .
الاستئذان في الصحبة،وطلب العلم من المعلم. وطاعته في كل ما يأمره بهسوى معصية الله.
قال الله تعالى:{ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (69)} الكهف.
قَالَ لَهُ مُوسَى:إِنَّهُ مُوسَى نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ،وَإِنَّهُ جَاءَهُ لِيُعَلِّمَهُ مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ،لِيَسْتَرْشِدَ بِهِ،فَهَلْ يَسْمَحُ لَهُ بِمُرَافَقَتِهِ؟
فَقَالَ الرَّجُلُ:إِنَّهُ عَلَى عِلْمٍ مِنَ اللهِ لاَ يَعْلَمُهُ مُوسَى،وَلاَ يَسْتَطِيعُ مُوسَى أَنْ يَصْبِرَ عَلَى مُرَافَقَتِهِ حَتَّى يَتَعَلَّمَهُ.ثُمَّ قَالَ لَهُ:وَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ الصَّبْرَ عَلَى أُمُورٍ لاَ تَعْرِفُ أَنْتَ خَفَايَاهَا،وَالمَصْلَحَةُ البَاطِنَةُ فِيهَا،التِي أَطْلَعَنِي اللهُ عَلَيْهَا؟
فَقَالَ لَهُ مُوسَى:سَتَجِدُنِي صَابِراً إِنْ شَاءَ اللهُ عَلَى مَا سَأَرَى مِنَ الأُمُورِ مِنْكَ،وَلَنْ أَعْصِي أَمْراً لَكَ،وَلَنْ أُخَالِفَكَ فِي شَيْءٍ .
وقال الشعراوي:" كأن موسى عليه السلام يُعلِّمنا أدب تلقّي العلم وأدب التلميذ مع معلمه،فمع أن الله تعالى أمره أن يتبع الخضر،فلم يقُل له مثلاً: إن الله أمرني أن أتبعك،بل تلطّف معه واستسمحه بهذا الأسلوب: { هَلْ أَتَّبِعُكَ.. } [الكهف: 66] والرشد: هو حُسْن التصرّف في الأشياء،وسداد المسلك في علة ما أنت بصدده،وسبق أن قلنا: إن الرُّشْد يكون في سنِّ البلوغ،لكن لا يعني هذا أن كل مَنْ بلغ يكون راشداً،فقد يكون الإنسان بالغاً وغير راشد،فقد يكون سفيهاً.
لذلك لما تكلم الحق سبحانه عن اليتامى قال:{ وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى }[النساء: 6] أي: اختبروهم،واختبار اليتيم يكون حال يُتْمه وهو ما يزال في كفالتك،فعليك أنْ تكلّفه بعمل لإصلاح حاله،وتعطيه جزءاً من ماله يتصرَّف فيه تحت عينك وفي رعايتك،لترى كيف سيكون تصرفه.
عليك أنْ تحرص على تدريبه لمواجهة الحياة،لا أن تجعله في مَعْزل عنها إلى أنْ يبلغَ الرشْد،ثم تدفع إليه بماله فلا يستطيع التصرف فيه لعدم خبرته،وإنْ فشل كانت التجربة في ماله والخسارة عليه.
إذن: فاختبار اليتيم يتمُّ وهو ما يزال في ولايتك،وتحت سمعك وبصرك رعاية لحقه.{ حَتَّى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ.. }[النساء: 6] وهو سن البلوغ،ولم يقُلْ بعدها: فادفعوا إليهم أموالهم؛ لأن بعد البلوغ شرطاً آخر{ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً.. }[النساء: 6] فعلى الوصيّ أنْ يُراعِيَ هذا الترتيب:
أنْ تُراعي اليتيم وهو تحت ولايتك،وتدفع به في مُعْتَرك الحياة وتجاربها حتى يتمكن من مواجهة الحياة ولا يتخبط في ماله لعدم تجربته وخبرته،فإن علمت رشده بعد البلوغ فادفع إليه بماله ليتصرف فيه،فإن لم تأنس منه الرشد وحسن التصرف فلا تترك له المال يبدده بسوء تصرفه. لذلك يقول تعالى في هذا المعنى:{ وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ.. }[النساء: 5] ولم يقُلْ: أموالهم؛ لأن السفيه لا مالَ له حال سَفَهه،بل هو مالكم لِتُحسِنوا التصرف فيه وتحفظوه لصاحبه لحين تتأكد من رُشْده.
إذن: فالرشد الذي طلبه موسى من العبد الصالح هو سداد التصرف والحكمة في تناول الأشياء،لكن هل يعني ذلك أن موسى ـ عليه السلام ـ لم يكن راشداً؟ لا،بل كان راشداً في مذهبه هو كرسول،راشداً في تبليغ الأحكام الظاهرية.
أما الرشد الذي طلبه فهو الرشد في مذهب العبد الصالح،وقد دلّ هذا على أنه طلب شيئاً لم يكن معلوماً له،وهذا لا يقدح في مكانة النبوة؛ لأن الحق سبحانه وتعالى قال:{ وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }[الإسراء: 85] وقال للنبي r:{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }[طه: 114]
لذلك يقول الشاعر:
كُلّما ازْدَدْتُ عُلوماً زِدْتُ إيقَانَاً بجْهلي
لأن معنى أنه ازداد عِلْماً اليوم أنه كان ناقصاً بالأمس،وكذلك هو ناقص اليوم ليعلمَ غداً.
والإنسان حينما يكون واسعَ الأفق محباً للعلم،تراه كلما عَلِم قضية اشتاق لغيرها،فهو في نَهمٍ دائم للعلم لا يشبع منه،كما قال r: " منهومان لا يشبعان: طالب علم،وطالب مال ".
والشاعر الذي تنَّبه لنفسه حينما دَعَتْه إلى الغرور والكبرياء والزَّهْو بما لديه من علم قليل،إلا أنه كان متيقظاً لخداعها،فقال
قالتِ النفْسُ قَدْ علِمْتُ كَثِيراً قُلْتُ هَذَا الكثيرُ نَزْعٌ يسيِرُ
ثم جاء بمثل توضيحي:
تمْلأُ الكُوزَ غَرْفَةٌ من مُحيِط فَـيَرى أنَّـهُ المحيـطُ الكَبـيِرُ
ثم يقول الحق سبحانه: { قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً }.
هنا يبدأ العبد الصالح يُملي شروط هذه الصُّحْبة ويُوضّح لموسى ـ عليه السلام ـ طبيعة عِلْمه ومذهبه،فمذهبُك غير مذْهبي،وعلمي من كيس غير كيسك،وسوف ترى مني تصرفات لن تصبر عليها؛ لأنه لا عِلْم لك ببواطنها،وكأنه يلتمس له عُذْراً على عدم صَبْره معه؛ لذلك يقول: { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً }.فلا تحزن لأني قُلت: لن تستطيع معي صبراً؛ لأن التصرفات التي ستعترض عليها ليس لك خُبر بها،وكيف تصبر على شيء لا عِلْمَ لك به؟
ونلحظ في هذا الحوار بين موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ أدبَ الحوار واختلافَ الرأي بين طريقتين: طريقة الأحكام الظاهرية،وطريقة ما خلف الأحكام الظاهرية،وأن كلاً منهما يقبَل رأْيَ الآخر ويحترمه ولا يعترض عليه أو يُنكره،كما نرى أصحاب المذاهب المختلفة ينكر بعضهم على بعض،بل ويُكفِّر بعضهم بعضاً،فإذا رأَوْا مثلاً عبداً مَنْ عباد الله اختاره الله بشيء من الفيوضات،فكانت له طريقة وأتباع نرى من ينكر عليه،وربما وصل الأمر إلى الشتائم والتجريح،بل والتكفير.
لقد تجلى في قول الخضر: { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } [الكهف: 68] مظهر من مظاهر أدب المعلّم مع المتعلِّم،حيث احترم رأيه،والتمس له العُذْر إن اعترض عليه،فلكُلٍّ منهما مذهبه الخاص،ولا يحتج بمذهب على مذهب آخَر.
فماذا قال المتعلم بعد أن استمع إلى هذه الشروط؟ { قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ.. }.أي: أنا قابل لشروطك أيُّها المعلم فاطمئن،فلن أجادلك ولن أعارضك في شيء. وقدّم المشيئة فقال: { إِن شَآءَ اللَّهُ.. } [الكهف: 69] ليستميله إليه ويُحنَّن قلبه عليه { صَابِراً.. } [الكهف: 69] على ما تفعل مهما كان { وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } [الكهف: 69] وهكذا جعل نفسه مأموراً،فالمعلم آمراً،والمتعلّم مأمور.
وهذا تأكيد من الخضر لموسى،وبيان للطريقة التي يجب اتباعها في مصاحبته: إنْ تبعتني فلا تسألْني حتى أخبرك،وكأنه يُعلِّمه أدب تناول العلم والصبر عليه،وعدم العجلة لمعرفة كل أمر من الأمور على حِدة.





هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.