احصائيات

الردود
2

المشاهدات
9771
 
الدكتور سيد نافع
من آل منابر ثقافية

الدكتور سيد نافع is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10647
12-17-2011, 04:59 AM
المشاركة 1
12-17-2011, 04:59 AM
المشاركة 1
افتراضي كيف تدخل الروح في الجسد عند نفخة البعث يوم القيامة ؟ وكيف تسري في الجسد ؟
كيف تدخل الروح في الجسد عند نفخة البعث يوم القيامة ؟ وكيف تسري الروح في الجسد ؟

-جاء في كتاب التذكرة للقرطبي رحمه الله :

--روي عن علي ابن معبد عن أبي هريرة قال : حدثنا رسول الله ونحن في طائفة من أصحابه وساق الحديث بطوله إلي قوله جل شأنه (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار ِ)غافر16 ثم تبدل الأرض غير الأرض والسموات (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) إبراهيم 48 ، فيبسطها بسطا يمدها مد الأديم العكاظي ، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة ، فإذا هم في هذه الأرض المبدلة في مثل ما كانوا منه من الأولى ، من كان في بطنها كان في بطنها ، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ، في بطنها كان في بطنها ومن كان علي ظهرها كان علي ظهرها ( فمن الناس من مات ولم يدفن وهم من قامت القيامة عليه وصعق بالنفخة الأولي ) ، ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش يقال له ماء الحياة فتمطر عليكم أربعين سنة حتي يكون الماء من فوقكم اثني عشر ذراعاً ، ثم يأمر الله عز وجل الأجساد فتنبت كنبات البقل حتى إذا تكاملت أجسادكم فكانت كما كانت يقول الله عز وجل ليحيا حملة العرش فيحيون ثم يقول ليحيا جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فيأمر الله إسرافيل فيأخذ الصور ، ثم يدعو الأرواح فيؤتى بها تتوهج أرواح المسلمين نوراً والأخرى مظلمة فيأخذها الله تبارك وتعالي فيضعها في الصور ثم يأمر اسرافيل بنفخة البعث ، فينفخ الأرواح كلها كأمثال النحل قد ملأت بين السماء والأرض ، فيقول الله عز وجل وعزتي وجلالي ليرجع كل روح إلي جسده ، فتدخل الأرواح في الأجساد ثم تدخل في الخياشيم ( الأنف) فتمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ ، ثم تنشق الأرض عنكم ، وأنا أول من تنشق الأرض عنه ، فتخرجون منها شباباً كلكم أبناء ثلاث وثلاثين واللسان يومئذ بالسريانية سراعاً إلي ربهم ينسلون ، فتقفون في موقف عراة غلفاً غرلاً مقدار سبعين عاماً ويعرقون حتى يبلغ منهم الأذقان ويلجمهم فيضجون ويقولون ( من يشفع لنا إلى ربنا ) وساق حديث الشفاعة بطوله وحديث الشفاعة في صحيح مسلم وغيره .
فدخول الأرواح في أجسادها هو معني قوله تعالي : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) التكوير 7 أي دخلت كل روح في بدنها وهذا في موقف القيامة حيث يكتمل بناء الأجسام إلي أن تحل الأرواح فيقوم العباد لرب العباد وهو الحشر للحساب ونشر الدواوين وهو المقصود من قوله تعالي : (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ ) التكوير14
- فعند نفخة البعث تدخل الروح عبر الخياشيم و تسير في الجسد كالسم في اللديغ (وهو المصاب بلدغ العقرب ) فالروح تسري في الجسد كما يسري السم في الدم إذن روح الإنسان تسير في دمه ومتصلة به ( وهذا ما استنتجه العلامة أبو حامد الغزالي رحمه الله ، وفي هذا البحث سيظهر لنا أن لفصيلة الدم علاقة بالروح وبه يستدل على حال الروح ونمطها ) .
-وبالتالي يكون النفخ هو عن طريق الفم أو الأنف فكلاهما متصل بالآخر والمقصود أنها تسري في الممرات الهوائية وليس في ممر الطعام ، فآخر شيء خرجت منه الروح عند الموت هو أول شيء تدخل فيه حال بداية النفخ للجنين في بطن الأم ، وتبدأ حياة الجسد بدخول الروح فيه وان كان قبل نفخ الروح فيه حياة وهو في بطن أمه كالنائم إلا أنها حياة تختلف عنها بعد النفخ فالإنسان في حال النوم يكون فيه حياة تختلف عنها في حال اليقظة ففي النوم تفارق الروح الجسد ويعرج بها إلى العرش فحياة الإنسان في نومه تختلف عن حياته في اليقظة إلا أن في كل منهما حياة ، وحياة الإنسان بدأت من نطفة فيها حياة فالحيوان المنوي يتحرك ويتغذي والنطف الميتة لا يأتي منها نسل وبالتالي لا يحل إجهاض المرأة قبل نفخ الروح والتعلل بعدم نفخ الروح ، ففي الجنين حياة تكتمل بعد النفخ كما أنه لا يحل قتل الإنسان في حالة نومه أو يقظته فكلاهما قتل فالجنين قبل النفخ كالنائم جسد فارقته الروح تكتمل حياته عند الاستيقاظ بعودة الروح المسؤولة عن الوعي والإدراك مرة أخرى ، وهكذا وجود الإنسان في الدنيا ما هو إلا موت وبعث يومياً كل ما في الأمر أن الجسد لم يبلَ بعد ، والذي بدأه من خلية واحدة قادر علي إعادته من جديد يوم القيامة وليس ذلك علي الله بعسير
( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) الأعراف29 ( مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) لقمان28 .
والروح عندما تبلغ الحلقوم ينتزعها ملك الموت وتفارق الجسد حال الموت فراقاً كلياً يصحبه آلام وسكرات ، وروي أنه عندما حضرت عمرو ابن العاص الوفاة قال له ابنه يا أبتاه إنك كنت تقول لنا : ليتني كنت ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتي يصف لنا ما يجد ، وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت ، فقال يا بني والله كأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم إبرة ، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلي هامتي ( التذكرة للقرطبي ) .
-روى ابن ماجه عن شداد ابن أوس قال : قال رسول الله إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر فإن البصر يتبع الروح وقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما قال أهل الميت ( حديث حسن ) .
وتغميض الميت إنما هو بعد خروج الروح لا قبلها ولا أثناءها .
وتخرج الروح من فم الميت مع نَفَسِهِ وقبلها يبدأ نفس الإنسان في عدم الانتظام ثم ما يلبث الأمر طويلا حتى يتوقف الإنسان عن التنفس ويتوقف القلب عن النبض ، وهذا الفراق وإن كان كلياً إلا أنه يظل لها إشراف عليه حتى وإن فني وتلاشى عن الأبصار
( ابن القيم في اتصال الروح بالجسد ) . ] فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ{83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ{84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ{85} [ (الواقعة)
*-وعن أثر الروح في الجسد وعلاقتها باتخاذ القرار:-
-روي عن أبن عباس رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى :
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) (النحل 111)
قال ابن عباس ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد
فتقول الروح : - رب الروح منك أنت خلقته و لم يكن لي يد أبطش بها و لا رجل أمشي بها و لا عين أبصر بها و لا أذن أسمع بها حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فضعف عليه أنواع العذاب و نجني .
و يقول الجسد : - رب أنت خلقتني بيديك فكنت كالخشبة ليس لي يد أبطش بها و لا قدم أسعي بها و بصر أبصر به و لا سمع أسمع به فجاء هذا كشعاع الشمس فيه نطق لساني وبه أبصرت عيناي وبه مشت رجلي وبه سمعت أذناي فضعف عليه أنواع العذاب و نجني ، قال ابن عباس : فيضرب الله لهما مثلا أعمى و مقعد أدخلا بستانا فيه ثمر فالأعمى لا يبصر الثمر و المقعد لا يناله فنادى المقعد الأعمى ائتني فاحملني آكل و أطعمك فدنا منه فحمله فأصابا من الثمر ، فعلى من يكون العذاب ؟ قالا : عليهما ، قال رب العزة عليكم جميعا العذاب ، فيوم القيامة تنطق الجوارح بقدرة الله و يشهد الإنسان علي نفسه ويكون العذاب للإنسان جسداً وروحاً مجتمعين ،
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{25} ) النور
مراحل نمو الجنين من الناحية العلمية وأثر نفخ الروح فيه :-
الروح من عالم الملكوت ( كالجن والملائكة ) ، وهو عالم الغيب ، ويتولى الملك نفخ الروح في أنف الجنين بعد 120 يوماً بالتمام والكمال فقد قال رسول الله : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويأمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها
(رواه البخاري ومسلم )
- رصدت أجهزة الموجات فوق الصوتية حديثا بعض حركات إرادية للجنين كمص الإصبع ابتداءا ً من الأسبوع السادس عشر ويمكن في وقت مبكر رصد بعض الحركات الفردية للعضلات قبل الحركة الإرادية المنسقة بين الجهاز العصبي و العضلي و التى تحدث بعد نفخ الروح في بداية الأسبوع السابع عشر اى بعد120 يوم من الحمل .
ابن القيم في كتابه التبيان في أقسام القرآن : ( إن قيل الجنين قبل نفخ الروح فيه هل كان فيه حركة وإحساس أم لا ؟ )
قيل كان فيه حركة النمو والإغتذاء كالنبات ولم تكن حركة نموه واغتذائه بالإرادة ، فلما نفخت فيه الروح انضمت حركة حسيته وإرادته إلى حركة نموه واغتذائه ) ، يقصد فيه حياة كحياة النبات فلما نفخت فيه الروح نبعت معها الإرادة وهذا ما يؤكده العلم الحديث .
ويمكن للجنين سماع الأصوات وتظهر حركته الإرادية للأم بعد أربعة أشهر ( أي بعد الأسبوع السابع عشر من الحمل وتستطيع المرأة متكررة الولادة أن تشعر بالحركة مبكراً في الأسبوع السادس عشر ) ويتفق هذا مع الاحتياط بتحديد أكبر مدة لعدة المطلقة والمتوفى عنها زوجها استبراء للرحم باتضاح كل علامات الحمل وخاصة شعور الحامل بحركة الجنين بعد نفخ الروح فيه
قال تعالى :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٌ ) البقرة234
قال الدكتور كيث مور أستاذ علم الأجنة في كتابه أطوار خلق الإنسان يتوقع الوضع بعد 147 (+ أو – 15 ) يوما ً من اتضاح حركة الجنين ومدة الحمل منذ الإخصاب 266 يوما ً ( 38 أسبوع ) فتكون المدة قبل حركته 119 يوما ً أي أربعة أشهر وهي ما تطابق المدة التي حددها رسول الله موعداً لنفخ الروح وكذلك تقارب مدة العدة للمطلقة والمتوفى عنها زوجها
وكان السائد منذ عهد أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد وحتى عهد قريب قبل تطور علوم الطب واختراع المجهر أن الجنين يخلق كاملاً من دم الحيض نتيجة للتحفيز بالمني ، ولا أحد يعرف شيئاً عن أطوار تخليقه .
ومن المعلوم أنه جاء عن رسول الله العديد من الأحاديث الصحيحة بعضها يذكر الأطوار وبعضها يذكر المدد والجمع بينهم بفهم واع ٍ يتضح الإعجاز النبوي والعلمي وسبق الإسلام العالم في هذا العلم ويتضح دلائل النبوة :
-فمن المأثور الذي حافظ على ترتيب الأطوار وخلا من المدة ما رواه البخاري عن أبي النعمان وما رواه مسلم عن أنس قال رسول الله : (إن الله وكل بالرحم ملكاً يقول أي رب نطفة أي رب علقة أي رب مضغة فإذا أراد الله خلقها قال يا رب أذكر أم أنثى ؟ أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ) .
-وما فيه تحديد مدة اتضاح الهيئة الإنسانية ما أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم والبيهقي عن حذيفة ابن أسيد قال سمعت رسول الله بأذني هاتين يقول : ( إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ) ، وفي رواية أخرى ( إذا وقعت النطفة في الرحم ومضى عليها خمس وأربعون ليلة قال الملك يا رب أذكر أم أنثى ؟ )
وفي رواية أخرى ( يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر بأربعين أو خمس وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أم سعيد ؟ فيكتبان ، فيقول أذكر أم أنثى ؟ فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص )
وفي رواية أخرى ( إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما يشاء ويكتب الملك ، ثم يقول يا رب أجله فيقول ربك ما يشاء ويكتب الملك .........باقي الحديث)
وذكر أربعين أو اثنتين وأربعين أو خمس أربعين ليلة يحمل على أن المراد فترة تختلف من حمل لآخر في تلك الحدود وكلها متقاربة وفي ذكر مدة الحمل وموعد الوضع في علم النساء والتوليد يحسب الوقت المحدد بزيادة ونقصان خمسة عشر يوما ، وبالفعل تتضح معالم الذكورة في الشهر الثالث بعد اكتمال أوليات الأعضاء وإلا استمر الجنين بهيئة النفس الواحدة في الجنسين حتي تضح الأنوثة في الرابع .
وتضح الحركة الإرادية للجنين في أربعة أشهر كعلامة محسوسة للتغير المصاحب لنفخ الروح ، والثلاثة أطوار ( النطفة والعلقة والمضغة ) تقع في الستة أسابيع الأولي قبل تكون اللحم والعظام خاصة لعدم ذكر النطفة وبيان منحها كل الأربعين فلو أن الأربعين للنطفة وحدها ولكل من الطورين الآخرين مدة مستقلة مساوية لذكرت بالاسم بياناً لاستمرارها في كل الأربعين ، وقد ورد في حديث حذيفة ابن أسيد ما يدل على خلق العظام واللحم ( العضلات )في أول الأربعين الثانية وهذه الرواية تؤكد صريحاً وقوع الأطوار الثلاثة الأولى في الستة الأسابيع الأولى ( اثنتان وأربعين ليلة ) وتكون العظام واللحم ابتداء من الأسبوع السابع ، وبذلك يمكن الجمع بين الروايات الصحيحة فنجد أن هذا ما يستقيم مع الواقع والحقائق العلمية الحديثة فيزول توهم التعارض وتتألق دلائل النبوة .
و جاء لفظ الروح في القرآن على عدة أوجه :-
1- الوحي ( وهو كلام الله) . وسمي روحاً لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح
* ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{52} ﴾ الشورى
* ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ{15}﴾ غافر
* ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ{51}﴾ الشورى
2-القوة والثبات والتأييد للمؤمنين من الله سبحانه وتعالى :-
*﴿ لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{22} ﴾ (المجادلة)
3- جبريل عليه السلام :-
*﴿ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194 ﴾ الشعراء
*﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ{102} ﴾ (النحل)
﴿ قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ{97} مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ{98} ﴾ (البقرة)
2- الروح التي سأل عنها اليهود فأجيبوا بأنها من أمر الله قيل أنها الروح المذكورة في قوله تعالى :-
﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً{38} ﴾ (النبأ)
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ{4} سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ{5}﴾ (القدر)
5- عيسى بن مريم عليه السلام :-
*﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً{171}﴾ (النساء6- أما أرواح بني آدم فجاءت في القرآن بلفظ النفس وهذا يعني أن النفس هي الروح وأن الإنسان في الحقيقة روح .
المضاف إلى ذات الله نوعان :-
1- إضافة صفات لا تقوم بنفسها وهي كلها ليست مخلوقة كالسمع والبصر واليد والوجه
2- إضافة أعيان منفصلة عن ذاته كالبيت (بيت الله) والناقة (ناقة الله) والعبد والرسول (رسول الله) والروح (روح الله) وكلها مخلوقات لله منفصلة عن ذاته سبحانه وتعالى .
ولفظ الروح عندما تضاف لله سبحانه وتعالى هي إضافة أعيان منفصلة عن ذاته تبارك وتعالى كالبيت والناقة والعبد والرسول فهذه إضافة مخلوقات إلى خالقهم وهي إضافة تقتضي التشريف والتخصيص يتميز بها المضاف عن غيره .
فالأرواح كلها مخلوقة لله منفصلة عن ذاته سبحانه وتعالي وإضافة الروح إليه كروح عيسى بن مريم عليه السلام وروح آدم عليه السلام هي إضافة خاصة تقتضي التشريف والتخصيص لا أنها من ذاته تبارك و تعالى .
وهناك إضافة صفات إلى ذات الله * كالعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام وكذلك اليد والوجه فكل هذا هي صفات له تبارك وتعالى ليست مخلوقة فالذات الإلهية ليس كمثله شئ تبارك وتعالى عن الشبيه والند والنظير .
***وأرواح البشر تلتقي في الدنيا في اليقظة فقد يخطر على بالك شخص فتراه أمامك وقد يحس الإنسان بما يحدث لأخيه أو أمه أو أبيه أو من يحب من أصدقائه وهو بعيد عنه وتلتقي في النوم فقد يرى في نومه ما يعانيه الأحباب فهذا نوع من التقاء الأرواح وهو من الرؤى الصادقة
* وفي حالة اليقظة تجد من ترتاح إليه دون أن يقدم إليك معروفا وتجد من لا ترتاح إلى رؤيته بدون سبب واضح ولكن السبب الحقيقي هو تلاقي الأرواح وتعارفها وتناكرها وهذه خاصية وضعها الله سبحانه وتعالى في الأرواح .
* ذكر عبد الله بن منده الحافظ في كتاب (النفس والروح) من حديث محمد بن حميد عن سالم عن أبيه قال : لقي عمر بن الخطاب t علي بن أبى طالب كرم الله وجهه فقال له : يا أبا الحسن ربما تكون شهدت وغبنا وغبنا وشهدت ، ثلاثاً أسألك عنهن فهل عندك منهن علم فقال له على بن أبي طالب وما هن ؟
فقال عمر : " الرجل يحب الرجل ولم يرَ منه خيرا والرجل يبغض الرجل ولم يرَ منه شرا ؟
فقال علي :- نعم سمعت رسول الله r يقول :
﴿ إن الأرواح جنود مجنده تلتقي في الهواء فتتشام كتشام الخيل فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ﴾ .
قال عمر واحدة ، ثم قال : والرجل يحدث الحديث إذ نسيه وبينما هو وما نسيه إذ ذكره ؟
فقال علي :- نعم سمعت رسول الله r يقول :-
﴿ ما في القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضيء إذا تجللته سحابة فأظلم إذ تجلت فأضاء ، وبينما القلب يتحدث إذا تجللته سحابة فنسي إذ تجلت عنه فيذكر﴾ .
* قال عمر إثنتان ، ثم سأل : والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب ؟
* فقال على : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
﴿ ما من عبد ينام يتملى نوماً إلا عرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فهي التي تكذب ﴾.
* فقال عمر : ثلاث كنت في طلبهن فالحمد لله الذي أدركتهن قبل الموت .
(الحديث عزاه الهيثمي في المجمع كتاب العلم باب سؤال العالم عما لا يعلم ، والطبراني في الأوسط)
وظل عمر بن الخطاب يعجب من كلام علي t فقال علي بن أبى طالب له حين عجب لرؤيا الرجل لم تخطر له على بال
يا أمير المؤمنين يقول الله عز وجل ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر42
فالأرواح يعرج بها في منامها فما رأت وهى في السماء فهو الحق ، فإذا ردت إلى أجسادها تلقتها الشياطين في الهواء فكذبتها فما رأت من ذلك فهو الباطل .
--وذكر الطبراني من حديث علي بن أبى طلحه أن عبد الله بن عباس t قال لعمر بن الخطاب :- يا أمير المؤمنين أشياء أسألك عنها ، فقال : سل ما شئت ، قال يا أمير المؤمنين مم يذكر الرجل ومم ينسى ؟
ومم تصدق الرؤيا ومم تكذب ؟
* فقال عمر بن الخطاب :- إن على القلب ضخاوة كضخاوة القمر إذا تغشت القلب نسي بن آدم فإذا انجلت ذكر ما كان نسي .
* وأما مم تصدق الرؤيا ومم تكذب ؟ فإن الله عز وجل يقول ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الزمر42
فمن دخل منها في ملكوت السموات فهي التي تصدق وما كان منها دون الملكوت فتلك التي تكذب .
أدعو الله العلي القدير لي ولكم بكل ما فيه خير وصلاح وسعادة الدنيا والاخرة..


قديم 12-17-2011, 06:36 AM
المشاركة 2
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم د. سبد نافع
صباح الخير
دراسة أخرى فيها الفائدة أتحفتنا بها لننتفعَ منها
جزاكَ اللهُ تعالى بها كل خير
وأثابك َ ثوابَ الدنيا والآخرة
لكَ كل التقدير والإحترام
تحيتي
حميد
17-12-2011
السبت 22 محرم الحرام 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-18-2011, 03:17 AM
المشاركة 3
الدكتور سيد نافع
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم د. سبد نافع
صباح الخير
دراسة أخرى فيها الفائدة أتحفتنا بها لننتفعَ منها
جزاكَ اللهُ تعالى بها كل خير
وأثابك َ ثوابَ الدنيا والآخرة
لكَ كل التقدير والإحترام
تحيتي
حميد
17-12-2011
السبت 22 محرم الحرام 1433هج
تغمرني السعادة كلما وجدت تعقيبا لك أخي الفاضل على ما أكتب..أسعد كثيرا بمرورك ومتابعتك ما أنشرمن تأملاتي ودراساتي في مواضيع عالم النفس والروح..لا حرمنا توجيهك ونصحك..ودمت بخير..أخا كريما وصديقا عزيزا..وعلى الخير نلتقي دوما..تحياتي ..وبحر مودة صادقة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كيف تدخل الروح في الجسد عند نفخة البعث يوم القيامة ؟ وكيف تسري في الجسد ؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رجفة الجسد سليّم السوطاني منبر البوح الهادئ 2 08-07-2016 01:36 PM
إلى صوت الحشد الهادر عدنان عبد النبي البلداوي منبر الشعر العمودي 0 09-06-2015 03:39 PM
حتى الجسد بوشعيب الدكالي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 02-27-2015 05:03 PM
مُطرب الحَي يُعاني احمد البقيدي منبر الشعر العمودي 2 06-19-2014 02:41 AM
ألا وان في الجسد مضغة.....ألا وهي القلب الدكتور سيد نافع منبر الحوارات الثقافية العامة 3 12-27-2011 09:24 AM

الساعة الآن 06:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.