احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4299
 
سناء محمد
كاتبــة الشمــس

سناء محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
357

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9873
04-20-2012, 11:40 PM
المشاركة 1
04-20-2012, 11:40 PM
المشاركة 1
افتراضي سجين الماضي ..
لم تصلح الكرسي الذي كسرته .. لماذا اتصل جارنا أبو حاتم يشكو شجارك مع أبناءه ؟ .. لم أعد أحتمل استهتارك .... شخصية ضعيفة .. نعم تنقصه الثقة بالنفس .. لم أتحدث معه منذ أيام .. لم أعد أطيق الكلام معه ....... أنت فاشل .. فاشل .. فاشل .

- ليث ... ليث أين أنت ؟

أفاق ليث من شروده المعتاد - وهو يصارع ذكرياته المقيتة المعشعشة في ذهنه الممتلئ بآلاف الصور والمشاهد - على نظرات زوجته لين وهي تبتسم ابتسامة باهته وتراقبه منذ مدة .

حدَق بها طويلا وكأنه لم يسمع ما قالت ليرجع الى أرض الواقع بعيدا عن عالمه المجهول . هزَ رأسه متجاهلاً نظراتها :

- ماذا تريدين ؟

- لا شيء .. كنت أكلمك و لم تقل لي رأيك في الذهاب إلى بيت أختي وزوجها لنبارك لهما بالمولودة الجديدة .

نظر إليها عابسا وقال بلهجته الساخرة :

- ماذا ؟؟.... وما شأني بذلك ... إذهبي وحدك .. هل أمسكت يدك ومنعتك ... لدي عمل أقوم به الليلة ولست متفرغا .

قال كلماته هذه ووقف يعيد ترتيب هندامه ويلبس نظارته السوداء التي لطالما أخفى وراءها نظراته الشاردة , فيما كانت لين ترمقه بحنق ودموعها منحبسة بالكاد تخرج , إلتَف ليث ناحية الباب خارجا ًإلى عمله وقال مودعاً :

- لا تتصلي بي , إذا احتجتك سأتصل بك .

عشر سنوات ... عشر سنوات يا لين ولا زالت حياتك كما هي , لم يتغير شيء ... ليتني إنفصلت عنه عندما تشاجر مع أمي أيام الخطوبة ورفض دخول منزلنا شهرا كاملا .... ليتني لم أضيع فرصة طلاقي منه عندما مدَ يده وصفعني , عندها وقف أهلي بجانبي ولكنني كنت غبية .... آآآآآآآآه يالقسوة قلبه .... كم هو أناني لا يفكر إلا بنفسه ...حسبي الله ونعم الوكيل ...

ركب ليث سيارته الفارهه واتجَه الى عمله متأففا ومتذمرا من الزحام الذي يملأ شوارع المدينة , وكعادته أخذ ينظر إلى ساعته الذهبية كل بضع دقائق وهو يشتم هذا ويلعن ذاك , وبينما هو ينتظر عند الإشارة الضوئية , اقترب من سيارته طفل صغير في العاشرة من عمره بثياب رثَة

- عمو عمو ... أرجوك إشتر مني قطعة حلوى ..... عمو الله يخليك .... عمو

تجاهل ليث الصبي في بادئ الأمر ونظر أمامه بنظراتٍ ملؤها الإشمئزاز من منظره , فقد تعود أن يرى الناس من فوق , إلا أن إلحاح الصغير جعله يمد يده ويدفعه بقوة ليرتطم على الأرض وتسقط من يده علبة الحلوى لتتناثر القطع التي بداخلها على جانب الرصيف بعد أن لوثتها مياه المجارير .

قام الصبي الصغير عن الأرض وهو يبكي , فبضاعته فسدت في لحظة غضب متعجرفة مغرورة إنطلق صاحبها لوجهته غير آبه بدموع صبيِنا وهو يمسحها بطرف كمه ..

وصل ليث إلى عمله مسرعاً ومتمللاً من بروتوكولات التحية الصباحية التي عادةً ما يتبادلها مع موظفيه , وجلس على كرسيِ مكتبه وهو يفتش ويقلب الأوراق التي وضعتها السكرتيرة على مكتبه محاولا تصيد الأخطاء والثغرات , فهو لا يتهاون لأبسط الأخطاء مهما صغرت .

آآآههها .... هنا خطأ ... ضرب ليث الجرس منتظراً وصول السكرتيرة , إلا أنها لم تأت .. فأعاد ضربه ثانية وثالثة ورابعة , لتقف المسكينة بخوف وحذر وهي لا تدرك كم مرة ضغط مديرها على
الجرس , صرخ في وجهها :

- كم مرة يجب أن أضغط على الجرس حتى تشرفي مكتبك ؟

- أستاذ ... أنا لم ..

- أنت غادرت مكتبك لا تكذبي .

- صدقني لم أبتعد كثيرا .. ك..كنت سأعطي الملف لزياد ..و ..ومكتبه أول مكتب كما تعلم .

- لا أريد أن أسمع أي تبريرات , انصرفي واستدعي خالد .

بلعت السكرتيرة ريقها من هول ما حدث وذهبت لتستدعي خالد لينال هو الآخر نصيبه من الإنتقادات .







بقلمي.. يتبع..


قديم 04-26-2012, 05:09 PM
المشاركة 2
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
وصل خالد الى مكتب المدير ليقف صامتاً و يائساً من أي تبريرات يمكنه أن يقدمها , وبعد أن انتهى ليث
من كلماته المألوفة في التثبيط والإستهزاء بمستوى العمل , دخلت السكرتيرة مكتبه على عجل لتبلغه عن مجيء صاحب الشركة الدكتور صابر , فأمرها بالخروج بينما يقوم هو بأخذ وضعية جلوسه التي تنم عن الثقة والإنشغال بالعمل .

دخل الدكتور صابر مكتب ليث ليقف الآخر على عجل متظاهراً سعادته وترحيبه الكبير لصاحب الأمر , أشار
الدكتور صابر بيده ان إجلس وجلس على كرسي المكتب , شعر ليث بالإمتعاض الكبير من تصرفه إلا أنه كتم غيظه وتظاهر بعدم المبالاة , وانتظر ما سيقوله الدكتور صابر, إلا ان صابر آثر السكوت قليلا ريثما يجمع أفكاره ويصل الى طريقة لبدء الحديث معه , ولكنها كانت لحظات طويلة , فابتدأ ليث قائلا :

- خير دكتور هل هناك شيء

- لا أدري كيف أبدأ .. ما دمت قد سألتني سأتكلم بصراحة ..

- تفضل

-أنت تعرف أننا عندما سلمناك إدارة الشركة كنا نهدف الى بناء صرح قوي .. متماسك وتسوده روح التضامن بين أفراده ... فكما تعلم شركتنا تحتوي على موظفين أكفاء بشهادات متميزة ومن أرقى الجامعات ....

- ثم ماذا ؟؟!!

- أنت ما رأيك ؟ كم موظف قدم شكاية منذ مجيئك ؟؟!! وكم موظف تم فصله من قبلك ؟؟!

- دكتور أولئك...

- أنا لم أنته من كلامي بعد.

- تفضل.

- أنا لا أنكر أن العمل تحسن من عدة جوانب... إلا ان الشكاوي من قبل الموظفين كثرت في الآونة الأخيرة.. ومع وجهة نظر مقنعة .. لقد تجاهلتٌ العديد من الشكاوي , وفي كل مرة أقنع نفسي ان إختياري كان صحيحاً .. إلا أن تقيم نائب الشركة وهو قريبي بتقدير ضعيف دون الرجوع إلي فأنا لا أسمح لك .

- قريبك هذا غير كفء , و يتأخر عن موعد الدوام دائماً .

- قلت لك مراراً أن ترجع إلي فيما يخص الموظفين .

- وما يهمك أنت , ألم تزد أرباح الشركة أم هذا لا تراه .

- انتبه الى كلامك وتذكر انت تخاطب من .

تأفف ليث محاولا إبداء رباطة الجأش :

- ماذا تريد الآن ؟

- لا أريد شيء .. فقط وقع على استقالتك وخذ أتعابك .

نظر ليث متمعناً بما في داخلها ثم ألقاها ووقف على أشده وصرخ في وجه الدكتور صابر :

-ماذا تظنني أحد موظفيك , أنا المدير العام للشركة .. أم تظنني سأسكت بهذه السهولة .

فرد عليه الدكتور صابر ببرود كاد يقتله :

- اذا أردت أن تصرخ فاصرخ خارج الشركة لو سمحت .

- ماذا .... أتهزأ بي ؟! أنا لن أتزحزح من مكاني هذا .

- لا مشكلة القانون يأخذ مجراه , أم نسيت أنك خالفت أحد بنود العقد وأستطيع فصلك متى شئت .

قال ليث بلهجة التحدي وهو يضرب على المكتب بقبضته :

- سوف تندم .... أعدك أن تندم .

قال كلامه هذا ثم خرج وهو غاضب , وإذ بالموظفين قد اجتمعوا على صراخه وصياحه
ومن سوء حظ العم ابو محمود انه جاء في وجهه , فدفعه بقوة ليتلقاه أحد الموظفين قبل سقوطه على الأرض لم يستطع ليث كتم غيظه وهوخارج الشركة فجعل يصرخ وهو أسفلها ناظراً اليها ويلوح بكلتا يديه

- شركة فاشلة .. انتم لا تفهمون شيئأ .. أنا سأريكم أيها الأغبياء ...

جعل الموظفون ينظرون من النوافذ وهم يتهامسون فيما بينهم , أما الدكتور صابر لمَا رأى الموظفين على
ما هم عليه ابتسم قليلا ليظهر تقبله للأمر بروحه المرحة , فتجرأت السكرتيرة وأخرجت رأسها
من النافذة وقالت:

- من لم يتربى في بيته ربته الدنيا .. يا مغرور

- انت ايتها التافهة تقولين لي مثل هذا الكلام .... لو لم تكوني إمرأة .... لأدبتك يا وقحة

ركب ليث سيارته وهو لا يعي شيئاً مما حدث , فجعل يتمم بسباب متتابع ويقود سيارته بسرعة وهو
يضرب المقود كل بضع لحظات .. وفي لحظة مفاجئة ظهرت أمامه شاحنة كبيرة , حاول تفاديها إلا أنه فقد السيطرة على القيادة فارتطمت سيارته بالشاحنة لتنقلب عدة انقلابات وتستقر بعد ذلك على
جانب الرصيف , ويدخل ليث في غيبوبة إثر الحادث .

وصلت سيارة الإسعاف الى مكان الحادث لتنقل ليث الى المشفى سريعاً , بينما يقوم طاقم الإنقاذ بعمليات
إسعافات داخل السيارة .

تلقت لين إتصالاً عاجلاً من المشفى :

- ألو ... منزل السيد ليث عبد الهادي ؟

- نعم .

- سيدتي , نحن نكلمك من مشفى السلام.

- نعم ؟!

- خير إن شاء الله .. إلا أننا نريدك الان .. فقد تعرض السيد ليث لحادث مروري ويجب أن تتواجدي هنا ...

ألو .... ألو سيدتي ... ألو .

أغلقت لين سماعة الهاتف بعد أن أصيبت بذهول كبير لم تستطع التصرف حياله , نزلت دموعها من دون أن شعر, ولكنها تمالكت نفسها , وقامت تتجَهز للخروج الى المشفى .

ما إن وصلت غرفة العمليات حتى قابلها رئيس الأطباء الذي أشرف على حالة ليث .

- دكتور ... أخبرني كيف هو ؟؟

- إطمئني سيدتي .

- هل إصابته بليغة ؟

- بصراحة ... لن أخفي عليك شيئاً ... نعم إصابته كذلك , تعرض لكسور عديدة , أخطرها في فخذه الأيسر .. ولا ندري كيف ستتطور حالته , المهم أنه تعدى مرحلة الخطر , وهو بحاجة لعناية كبيرة في المشفى .

- هل من الممكن أن أراه ؟

- حالياً لا , ولكن بعد ساعات سينقل من غرفة النقاهَ الى غرفته الخاصة , عندها يمكنك رؤيته .

جلست لين في غرفة الإنتظار بين ذهول كبير وحزن عميق ...
معقول ما حدث ؟؟!! في الصباح لم يكن به شيء , لم أتخيل يوماً أن يحدث له ما حدث ... ولكن .. لماذا أنا حزينةٌ الآن ما دمت لا أحبه ؟؟!!

مضت ساعات ولا تزال لين في غرفة الإنتظار , وبعد ثلاث ساعات , سمح لها أن تدخل بهدوء , ولكن دون إثارة ضجة , إذ أن ليث لا يزال تحت تأثير البنج وبحاجة كبيرة للراحة .
اقتربت لين منه بهدوء وجلست على الكرسي المجاور , شعرت برهبةٍ شديدة وهي تتأمل الكدمات البادية عليه , و بعض الخدوش التي سببها تطاير الزجاج على وجهه أثناء الحادث .

كان ليث مستغرقاً في غيبوبته , حاولت لين مدَ يدها على رأسه , إلا أنها لم تستطع , فآثرت الإنزواء على
نفسها .

وبعد ساعة , بدأ ليث يئن وهو لا يدرك ما حوله أو أين هو , ثمَ بدأ أنينه يعلو أكثر , فأسرعت لين في استدعاء الطبيب .

دخل الطبيب مسرعاً إتجاه ليث , وقام بإعطائه إبرة مهدئة تخفف من آلامه , فهدأ ليث و على اثرها استسلم لسبات عميق .




يتبع ,,

قديم 04-26-2012, 07:39 PM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أسجل إعجابي الشديد بهذا النسيج الذي يذوب رقةً وأناقة .
بوركت رمز العطاء شاعرتنا وأديبتنا سناء محمد .
تقبلي ؛ تحيّاتي وتقديري .

قديم 04-27-2012, 02:51 PM
المشاركة 4
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
اشكرك أخي الفاضل ماجد جابر .. دمت بحفظ الله ورعايته

قديم 04-27-2012, 03:07 PM
المشاركة 5
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
بدأت حالة ليث تستقر وتتحسن , إلا أن آلام الكسر لم تبارحه , فكان يضطر لأخذ جرعات مسكنة لتخفيف آلامه , أما لين فكانت بجانبه على الدوام , ولم تنقطع عنه إلا قليلاً , وفي أثناء تغيبها كان ليث يتذكر الحادثة وسببها , وكيف أنه كان خارج وعيه أثناء القيادة , وما آلت إليه الأمور من فصل وظيفي وفقدانه لمنصب مهم في شركة رفيعة المستوى , وبين الحادث وما سيعقبه , شعر برهبة شديدة وخوف كبير لم يشعر به من قبل , أراد أن يفضفض ويبوح عمَا بداخله , لكنه لم يجد أحداً بجانبه , حتى زوجته وأم أولاده لم يستطع أن يخبرها بشيء وبمدى معاناته .

لأول مرة يشعر ان بينه وبين الناس مسافات بعيدة لم يستطع تجاوزها , فآثر الحزن بصمت وكتمان.
شعرت لين بعد أن بدأ ليث يتعافى بنفور شديد نحوه , وأخذت تتخبط بأفكارها السوداء ذاتها التي لطالما تنبأت بها وصدق معها حدسها من سوء معاملته وغلظته في الكلام والتصرفات , فكانت تتجاهله أثناء تواجدها معه مما زاد عليه الأمر سوءاً , لم يعرف ليث كيف يتصرف حيال الامر , فكان يتحين الفرص عند جلوسها معه ويمسك يدها كالطفل الصغير فلا يتركها حتى تنزعها هي .

أخذت الهموم تتكاثر عليه ... ها هي زوجته و أقرب الناس إليه بالكاد تتحدث معه وتتصرف معه بقسوة
كبيرة لم يعهدها من قبل , إلى أن جاء الوقت الذي أصَر فيه على مواجهتها , وحملها على الكلام , وفيما هي جالسة على سريره ترتب الوسائد , أمسك معصمها وشدَها إليه , إلا أنها انسحبت مباشرةً وآثرت الإبتعاد بهدوء .

فقال لها مستغرباً :

- ما بك ؟ وكأنك لا تعرفيني ؟؟!!

لم ترد لين بشيء , فشعر بالغيظ من سكوتها .

-أقول ما بك ؟؟ لماذا لا تتحدثين إلي ِ ؟!

- ماذا تريدني أن أقول ؟

- لا أدري ..... قولي أي شيء ..

- ليس لديَ ما أقوله ..... عن قريب ستتعافى إن شاء الله .

- أهذا كل ما تستطيعين قوله ؟ لقد تغيرت كثيراً .

نظرت لين باستغراب وابتسمت :

- أنا ؟؟؟ ولماذا تغيرت ؟؟

- أليس من المفترض أن تكوني أكثر إحساساً بي وحزناً من أجلي ؟

- أرجوك ... لا تقل ذلك .... من يتكلم عن الأحاسيس !! أنت ؟؟

- ماذا تقصدين ؟

- أقصد أنه أنت آخر من يتكلم عن المشاعر والأحاسيس , أنت تتكلم عن العمل , عن السفر , عن الناس

أي شيء .... ولكن لا تتكلم فيما لا تفهمه .

فقال بنبرة عالية :

- هل تسخرين مني ؟؟

- نعم أسخر منك .. أتدري لماذا , طوال عمري معك تمنيتك لو تصغي إلي ولو لمرة واحدة , لكنك في كل مرة كنت تتجاهلني , بل وأكثر من ذلك تهزأ بي و بكلامي ... أنا لم أنس يوماً قسوتك عليَ .. ولن أنسى إساءتك لي ..

- ألهذه الدرجة كنت قاسياً ؟؟!!

فقالت بنبرة حزينة وغاضبة وكأنها تثور على سنوات عمرها معه :

- نعم , كنت قاسياً في كل شيء , كل شيء ... كلامك , نظراتك وحتى أسلوب حياتك , هل تتذكر انه حدث
وجلسنا سوياً بمحبة وود , كل الأزواج كذلك لماذا نحن لسنا كذلك ... لم أكن أسألك عن شيء يخصني
إلا وتبادرني بكلماتٍ ساخرة , وكأنك تكرهني وتكره وجودي في حياتك .... حتى الهدية التي كنت تحضرها لم تسألني عنها أأعجبتك الهدية ؟ بل كنت تقول اشتريتها بالسعر الفلاني ومن المكان الفلاني , وكأن كل شيء في حياتك له تسعيرته , لم أنس يوماً كيف كنت تعيرني بأهلي .... أبوك ... أخوك .. أمك , لم يكن يعجبك أحد , هل نسيت ما حدث عندما وضعت مولودي الأول وجاء أهلي ليباركوا لنا ؟ هل أذكرك ؟؟ عندها أسمعتهم كلامك الذي كالسم وغادروا المنزل على الفور , لم تقدر مقدار التعب الذي كنت فيه .... بماذا سأذكرك وبماذا , تمنيت لو وجدت ما أحب تذكره معك .... ولكن لا شيء .. لا شيء .

قال ليث وآثار الصدمة بادية عليه :

- لماذا لم تكوني تخبريني بكل ذلك ؟

- ماذا ... أخبرك بماذا , هل تمثل علي الطيبة أم الغباء .... كنت ترى كل شيء , والذي يرى ليس كالذي يسمع كنت تسمع بكائي طوال الليل بجانبك وماذا ؟؟؟ كنت تنام , ولا أدري كيف كان لك قلب عندها ... ليث أرجوك لا أحب تذكر شيء , أرجوك اعذرني ولكنني لا أستطيع أن أحتمل رؤيتك ..

سأرسل لك مدبرة المنزل لتدبر أمورك ...

- لين ما هذا الكلام ؟؟ هل ستتركينني ؟

- بعد مدة ستتعافى , وعندها لكل حادث حديث .

أصيب ليث بصدمة كبيرة مما تقول , وكأنها ليست لين التي عرفها في حياته

- لا تكوني قاسية .

- قاسية , أليس كذلك ؟ هل تعلم سأخبرك بشيء ...... أنا سعيدة لما حدث لك , نعم سعيدة ,أتمنى أن لا تقوم من مكانك .....

أخذ ليث يهز رأسه وهو لا يريد تصديق ما يسمعه بينما أخذت لين تسترسل في كلامها :

- أريد أن أعرف شعورك وأنت تتألم ولا تجد أحداً بجانبك , أريدك ان تتجرع الذل في حاجتك للآخرين وأنت كاره لذلك , هل أنت مستغرب ؟ هل تعرف ؟ لو كان الأمر بيدي لكسرت رجلك كلما تماثلت للشفاء حتى تبقى عاجزاً .... نعم صدقني لن أحزن عليك ... هل تعرف أكثر شيء أكرهك بسببه ؟؟؟

نظر ليث إليها وعيناه قد اغرقت بالدموع دون أن يلفظ بشيء

- أكرهك لأنك جعلتني أتحول من وردة رقيقة الى امرأة قاسية القلب ... أنا لم أكن كذلك يوماً ... كل ما كنت
أتمناه هو أن أتزوج من رجل يحبني ويهتم بي , صدقني لم أحلم بأكثر من ذلك , ولكن حتى الحب استكثرته عليَ .

قالت لين كلماتها هذه و خرجت من الغرفة لينخرط ليث ببكاء مرير بعد أن سدت كل المنافذ في وجهه





يتبع ..

قديم 04-28-2012, 05:33 PM
المشاركة 6
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
أخذت حالة ليث تتراجع بعد أن بدأ يتماثل للشفاء , إذ لم تعد لديه رغبة في الكلام مع أحد أو التجاوب مع الأطباء , وأخذت حالته تسوء بعد أن تركته زوجته لين.
فقد شهيته في تناول الطعام رغم محاولات الطاقم الطبي في إقناعه , لكن الأمر كان خارجاً عن إرادته ,
أصبح كالظلال إثر فقدان الصحة والوزن , ولم يعد يربطه بالحياة إلا ذلك السيروم المعلق بجانبه , و أخذت
المواجع والأحزان تثقله يوماً بعد يوم , وفي كل ساعة من عمره يتمنى لو أنها تنقضي معها حياته , فقد سقط كل شيء من عينيه ولم يجد أي بارقة أمل يتعلق بها ... فقد كانت حياته مرهونة بنجاحه في العمل والوظيفة , لكنه ما أن وصل إلى القمة حتى هوى الى القاع الذي لم يعد يبصر فيه أي لمعان .... أخذ ليث يستعرض أمام عينيه شريط حياته , وبدأ يستعيد ذكرياته من البداية وقبل دخوله الجامعة بعد أن ودَع منزل والدته التي آثرت الزواج بعد وفاة أبيه لكي تجد ما تسد به جوع ولديها , تذكر قسوة زوج أمه عليه وعلى أخيه أيمن الذي كان مستسلماً لكيل الإهانات والشتائم دون أن يبدي أي اعتراض , إلا أن ليث كان بالمواجهة دوماً مع ذلك الرجل , فكان يتلقى النصيب الأكبر والأعنف في المعاملة , لقد كان يعتبر نفسه مسؤولاً عن أمه وأخيه وحمايتهما من الظلم الذي وقع عليهم جميعاً .

لم ينس ليث كيف كان يعاقب تحت المطر في أيام الشتاء الباردة لمجرد أنه تأخر في إحضار ما يلزم للبيت ,
وكيف كان يتلقى الشتائم أمام القريب والغريب , لقد كان مجبراً على العمل في نقل الطوب وأكياس الرمل التي أثرت بيديه بالرغم من هزاله وضعفه , فقد كان يتعفف عن الأكل من منزل زوج أمه حتى يتجنب المعايرة والذل .
لقد أدرك ليث أن أمه لا ذنب لها فيما حصل لكن الفقروضيق الحال كان مأساة عائلته ... قرر أن يتعلم ويجتهد حتى ينقذ أمه و أخاه من البؤس والشقاء , فكان يعمل نهاراً ويدرس ليلاً ليعوض ما فاته من دروس تلقاها أبناء الحيٍ على مقاعدهم الدراسية وبالرغم من كل المعوقات التي واجهته كان ليث من الناجحين على الدوام...

كانت سعادته كبيرة وهو يرى دموع الفرح تملأ عيني أمه في كل سنة ينجح فيها , لكن فرحته لم تكتمل رغم قبوله في الجامعة فقد فارق الحياة أمه الحبيبة .... فقد توقفت مشاعره عند تلك اللحظة ..

لم يشعر عندها أنه ثمة دافع للمواصلة , لكنه في كل مرة يشعر بتخاذله كان يتذكر أمه , وكيف
تمنت له النجاح وكسب المال ليستقل وينجو من الوقوع تحت رحمة أحد من الناس ... ثابر وتعب وسهر
الليالي ليتفوق ويحصل على أرقى الشهادات .

لم يتعدى طموح ليث النجاح في العمل و كسب المال , أما زواجه من لين فكان لمجرد أنه تقليد إجتماعي لا بد منه , ثم إنه لم يكن ليجد من هي خير من أمه فآثر الإرتباط بأول فتاة صادفها في حياته ..

أخذ ليث يفكر في لين كثيراً وكيف كانت بدايته معها ....

لماذا كنت قاسياً معها ؟؟ لقد كانت لطيفةً معي وبذلت كل ما تستطيع لإسعادي , لكني كنت أتجاهلها دوماً ... لطالما سكتت عن كلماتي الجارحة و قسوتي معها , ومع ذلك كانت تكمل حياتها معي وكأن شيئاً لم يحدث .. لماذا لم أكن اشعر بوجودها معي ؟ بل وكنت أسخر من أي بادرة حب منها , وأعتبرها إمرأة سخيفة ... ألهذه الدرجة كنت بلا قلب ؟ لكم أرهقت نفسها لإرضائي لكنني كنت متذمراً من كل شيء ... معقول أنَي خسرت لين الى الأبد ؟ كم أنا غبيِ .....

أخذت ذكريات ليث المريرة تصارعه على الدوام , وأصبح يعيش في دوامة لم يستطع الخلاص منها .....
وفي أحد الأيام تحامل على نفسه وجلس بجوار النافذة وأخذ يراقب الأطفال في الساحة , وكيف يمرحون ويلعبون تذكر عندها ذلك الطفل المسكين الذي دفعه بيده ووقع بعدها على الارض ... يالله لقد كنت قاسياً مع الجميع حتى مع الناس الذين لم أعرفهم , لماذا لم أشعر بأحد أو أغفر لأحد زلاته وأخطاءه ؟ لقد كانت الحياة جميلة من حولي وكنت أملك ما لم يحصل عليه الكثير من الناس لكنني تجاهلت كل شيء .. كل شيء ..

وفيما كان ليث غارقاً في تفكيره استرعى انتباهه نملة صغيرة تحاول جرَ قطعة صغيرة من الخبز كانت أضعاف حجمها , لكنها كانت تجاهد في سحبها ونقلها , وكلما وقعت عنها باشرت من جديد , أخذ ليث يراقبها باهتمام كبير لأكثر من ساعة وهو يستغرب إصرارها على المواصلة والعيش ...

سبحان الله حتى هذه النملة متشبثة بالحياة أكثر مني ألهذه الدرجة انا من العجز والتخاذل ؟ لكنني فقدت كل شيء ... هل بإمكاني ان أعوض ما فات ؟؟هل أستطيع استعادة ما فقدته , ولكن كيف ... كيف ؟؟

أخذ ليث يفكر في طريقة يتقرب من خلالها إلى زوجته و يعيد بها حياته , ولكنه هذه المرة أراد أن يجرب حياةً أخرى دون تذمر أو سخط , أراد أن يعيش بطريقة مختلفة وكأنه ولد من جديد ..

نعم لا بد أن أستعيد صحتي و حياتي أريد أن أرجع إلى أطفالي ومنزلي ... أريد البحث عن عمل جديد , لا يهمني أن أبدأ من الصفر المهم أن أرجع لعائلتي فليس لي عائلة تهتم بي غيرها ...

لأول مرة في حياته , يشعر ليث أنه رجل آخر , وكأن روحه انبعثت بداخله من جديد , فأخذ يستجيب رويداً رويداً للعلاج وتناول الغذاء , ثم أخذ يخضع للعلاج الطبيعي ليستعيد صحته , إلا أن الذي لم يعرفه أن لين كانت تتصل بالمشفى دائماً للإطمئنان عليه , وعندما علمت بتطور حالته للأفضل شعرت بسعادة كبيرة , وأخذت تتردد إلى المشفى وتراقبه من بعيد وهو يخضع للعلاج , لكنها آثرت التخفي عنه لدافعٍ لم تدركه .

وفي أحد الايام تلقت لين إتصالاً باكراً ...





يتبع ..

قديم 04-29-2012, 04:50 PM
المشاركة 7
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي

- الو ..

- الو .... صباح الخير

- من ... ليث

- أرجوك لا تقفلي الخط ... اريد التكلم معك .

سكتت لين تريد سماع ما سيقوله ليث بينما أخذ هو بالتحدث باسلوب لطيف لم تعهده من قبل

- لقد فكرت بك طوال الايام التي غبت فيها عني .... صدقيني لم أدرك يوماً انني استطيع العيش من دونك

لقد كنت مكابراً .. ولكنني اريدك معي .. صدقيني

أخذت الدموع تتساقط من عيني لين فرحاً لما سمعته , وحزناً على تأخر هذه الكلمات

- لين تعالي الى المشفى .... أريد ان اكلمك , أعطني فرصة .

تنهدت لين وقالت :

- بعد ساعتين - ان شاء الله - سأكون في المشفى .

جهزت لين نفسها للذهاب وركبت سيارتها , ولا تزال كلمات ليث تتردد على مسامعها وتدور في رأسها
معقول أن ليثاً قد تغير وأفاق لنفسه إثر الحادث ! يا لخوفي أن تكون مشاعره عابرة ويرجع بعدها الى
سالف عهده ...اففف اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... لما هذا التشاؤم يا لين ؟ هذه المرة الاولى التي تسمعين فيها من زوجك مثل هذه الكلمات , لا بد ان أكون قوية وفطنة لما سيقول , يجب ان أعرف سر التغير الذي طرأ عليه .
وهناك في المشفى , كانت خطوات لين إلى غرفة ليث ثقيلة , ما إن وصلت الغرفة حتى شعرت بالرهبة والتملل من الدخول إلا أنها كسرت حاجز الخوف فدفعت نفسها للداخل دفعاً .
و ما إن وقعت عيناها على عيني ليث حتى بادرها بابتسامة كبيرة تتخللها معاني الصدق والمحبة , فشعرت
بطمأنينةٍ وراحةٍ كبيرةٍ لم تتوقعها .

أشار ليث إليها بالجلوس إلى جانبه , فجلست وهي لم تعرف كيف تبدأه بالتحية , مضت لحظات صمت طويلة قطعها ليث بقوله :

- كيف حالك اليوم ؟

- بخير ..... وأنت ؟

- سعيد لوجودك ..... انتظر ليث أن ترد عليه لكنها بقيت صامتة

- وكيف حال الأولاد

- اشتاقوا إليك ...

- حقاً !؟ ..... ظننت أنهم لن يتذكروني

- ربما كنت متجاهلاً لهم , لكن تأكد أنهم يحبوك .... ويحبون أن تكون بينهم .

- لين .... لقد قسوت عليك كثيراً .... وظلمتك مرات عدة .... ولكني لم أعرف أين كان تفكيري وقتها
لا أدري لماذا لم أفكر إلا بنفسي ... أنا أعرف أنك حزينة ومتألمة بسببي ولك الحق في ذلك .... إلا أنني أريدك أن تعرفي أيضاً بأنني أريد بِدأ حياةٍ جديدةٍ معك .... اعتبري أنك الآن عرفتني .

- أنا خائفة أن ترجع علاقتنا كما كانت ... أتمنى أن يحدث ما تقوله , ولكني غير مطمئنة .

- لين .... لقد قلت لك أنني نادم على ما حصل , وكل ما أريده أن ترجع الامور أفضل من قبل ....
أشعر بأن الأمور ستنصلح فيما بيننا , فعلام التردد ؟

أحست لين برغبة كبيرة في البكاء ولكنها كتمت ألمها , فنظرت إليه وأومأت له بالموافقة , فشعر ليث بسعادةٍ كبيرة لم يشعر بها منذ سنوات طويلة .....

- سأعوضك عما فاتك من فرح وسعادة ... أريد أن أتغير , وأريدك أن تساعديني في ذلك أريد أن تكون حياتي لها معناً جديداً , حقيقياً .... لا اريد أن أعيش وحيداً بعد الآن .

- ما الذي غيرك يا ليث ؟

بقي ليث يفكر للحظات عن سر تغيره , فقد أشعل سؤال لين في نفسه الحزن والوحشة من ماضيه المؤلم والكئيب

- ربما لو قلت لك ما عانيته في حياتي فسوف تعذرينني .... لقد عشت طويلاً في ذلك الماضي الأسود من بؤس وحرمان ..... وشعور بالمذلة والنقصان , لقد كنت سجينأً لماضٍ قاسٍ لم يعرف الرحمة او العطف .... تمنيت لو كنت مثل باقي الأولاد لدي أب عطوف يحبني ويوجهني ... تمنيت لو أستطيع اللعب مثل باقي الأطفال , لكن العمل كان يمنعني , حتى المدرسة التي كان يذهب إليها الأطفال بملابسهم الجميلة تمنيت لو كنت معهم ...

- لكنك درست ونجحت في دراستك وعملك !!

- الذي يحرم حنان الأب أو الام يا لين , محال أن يشعر بالحب أو السعادة كباقي الناس , سيظل يلاحقه شبح الوحشة والضعف مهما بدا قوياً .

- لست أول أو آخر انسان يحدث له ذلك .

- تقولين ذلك لأنك عشت في كنف أبوين رائعين ومتفاهمين .... لقد عشت حياة طبيعية كغيرك من الناس , ولم تجربي معنى الألم أوالإنكسار أمام أحد .

- ليث لا أريدك أن تحبط من جديد ......الذي مضى قد ذهب لحاله , وأنت قلت أنك تريد حياة جديدة وسعيدة , فهل ستبقى تتذكر ذلك الماضي .

- لا ... لا أريد ذلك , وسأعمل جاهداً لأعوض ما فات من عمري من لحظات قاسية عايشتها أنا ومن حولي ..أنا متأكد أنني سأنجح , لكن ذلك الماضي سيظل معي ما حييت ... ربما لن أبقى سجينه ولكني سأحمله .... لمجرد الذكرى ... نعم لمجرد الذكرى ..

ابتسمت لين لليث وهي تتأمل ما يقول , وأمسكت بيده بينما نظر إليها بعيون الإصرار والامل لمستقبل
مشرق ينتظرهما خارج جدران المشفى ...

بعد أيام كتب الطبيب إذن الخروج لليث , فقامت لين تجهز له أغراضه استعداداً للعودة الى البيت , وعند

وصولهما لباب المشفى , لاحظ ليث وجود خالٍ على خدها الايسر فقال لها :

- جميلةٌ هذه الشامة على خدك .

- ألم تلحظها من قبل ؟!

شعر ليث بالإحراج من سؤالها ...

- ممممم نعم أعرفها ..... ولكني لأول مرة ألاحظ أنها جميلة على وجهك

ضحكت لين من إجابته و تناولت من حقيبتها نظارته السوداء القديمة لكي يلبسها فقال لها باسماً :

- لا .... لن ألبسها ... يجب أن أتعود على نور الشمس كل الوقت ....








تمت ..

قديم 05-02-2012, 01:19 PM
المشاركة 8
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
واهلا بنور الشمس ...

يحتاج الانسان مرات هزة قوية لكي يستفيق...

شكرا لك ... تحيتي واحترامي.

أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.
قديم 05-05-2012, 11:49 AM
المشاركة 9
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
أشكر مرورك الجميل اختي ريما ريماوي

دمت بحفظ الله ورعايته


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سجين الماضي ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سجين الغفلة ...!!!! محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 6 04-10-2021 03:09 AM
سجين ..أنا ؟ سيد يوسف مرسي منبر القصص والروايات والمسرح . 8 06-17-2020 10:40 PM
شظايا من الماضي عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر القصص والروايات والمسرح . 5 12-08-2019 05:03 PM
طيف من الماضي.. ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 3 08-03-2015 12:01 PM
سجين الحرف صالح العجمي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 0 05-16-2011 03:50 PM

الساعة الآن 01:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.