قديم 05-08-2018, 08:32 AM
المشاركة 131
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الثورات المسروقة والانقلاب الزاحف
الياس خوري
عن القدس العربي

عندما أتى ياسر عرفات في زورق إلى طرابلس سنة 1983، في إحدى أكبر مغامراته وأشدها خطورة تحدث عن احتمال سرقة الثورات، قال انه أتى كي لا تُسرق الثورة الفلسطينية.
كان ذلك في لحظة فلسطينية بالغة الصعوبة، يوم نجحت استراتيجية «الأكورديون» في خنق الفلسطينيين في لبنان. إسرائيل في الجنوب وبيروت، وجيش حافظ الأسد وأتباعه في الشمال. وعبارة «استراتيجية الأكورديون» صكّها «الختيار» باعتبارها لحظة اختناق قد تحصل، عندما تأتلف استراتيجية النظام السوري مع إسرائيل في قرار معقّد قوامه الخلاص من الفلسطينيين تمهيدا لاستمرار صراع النفوذ على لبنان بين القوتين الإقليميتين.
في طرابلس نجح عرفات في سحب قواته من لبنان، بفضل تلك المغامرة، التي لا يقوم بها سوى من امتلك حس القائد التاريخي.
نجح عرفات في إنقاذ ثورته من السرقة وأخذها إلى مسارات جديدة، وصلت إلى نهايتها التراجيدية بعد فشل رهانه الأوسلوي، هذا الفشل الذي قاده إلى إشعال الإنتفاضة الثانية، التي سُرقت بعد موته شهيداً بسمّ الحصار الإسرائيلي، وهذه حكاية طويلة، تستحق أن تروى.
لكن معركة طرابلس، لم تمنع سرقة لبنان، ولعل سرقة هذا الوطن الصغير، الذي استولى عليه أمراء الطوائف من جديد، في حروبهم المريرة وتحالفاتهم الإقليمية، وخضوع معظمهم في النهاية للمستبد السوري، هي البداية، التي أوصلتنا بعد ذلك إلى سرقة الثورات في سوريا ومصر، محوّلة المشرق العربي إلى ملعب مفتوح للاستبداد والجيوش المحتلة، بعد بصيص الضوء الذي أشعله الناس وهم يهتفون للحرية في مواجهات غير متكافئة مع آلة الاستبداد الوحشية.
الثورات تُسرق وتُمتهن وتتبدد، ومع سرقة الثورات، تُسرق الأوطان أيضاً.
هذا ما شهدناه في مصر يوم مذبحة ماسبيرو الشهيرة، حين كانت الآليات المجنزرة التابعة للمجلس العسكري تدوس أجساد شباب ميدان التحرير، وعندما صارت فحوص العذرية مناسبة لامتهان أجساد الفتيات، وإذلال الناس، عبر تحويل الاغتصاب إلى ممارسة «شرعية»، تقوم بها أجهزة الأمن. هذا قبل أن تصل مصر إلى مجزرة رابعة، وما تلاها.
وهذا ما شهدته سوريا، في مسار بالغ التعقيد، بدأ بالدبابات تقصف المتظاهرين في ساحة الساعة في حمص، واتخذ شكله الفاقع مع الميليشيات التابعة لإيران والتدخل العسكري لحزب الله في قمع السوريات والسوريين، وانتهى بنجاح أنظمة الكاز والغاز في تسليط الإسلاميين على المناطق المحررة، وصولاً إلى التدخل الروسي والايراني والتركي والإسرائيلي، بحيث فقدت سورية استقلالها.
حين سُرقت الثورة السورية سُرقت سورية أيضاً.
هذا هو الدرس البليغ الذي نتعلمه اليوم بالدم والأسى.
لكن ماذا يعني هذا؟
هل يعني أن سرقة ثوراتنا هو قدرنا، وأن العرب محكومون بالفشل لأسباب ميتافيزيقة كما يدعي المستشرقون وبعض تلامذتهم المحليين؟
ألم يأتِ الوقت الذي تعترف فيه النخب اليسارية والديمقراطية والعلمانية عن مسؤوليتها عن هذا المسار الكارثي؟
هناك بالطبع أسباب عديدة ومعقدة، موضوعية وذاتية لهذا التقصير المخيف، الذي لم يسمح لنا بحد أدنى من الدفاع المشرّف عن ثورات الناس التي أعلنا الانتماء اليها. وهي أسباب في حاجة إلى دراسة وتبصّر، تمهيداً للوصول إلى استنتاجات عقلانية، تحمي التيارات الديموقراطية من الاندثار وتبني أفقاً جديداً للتغيير.
الثورات تُسرق والديمقراطية يمكن أن تسرق أيضاً.
ولعل المثال الأبرز لتحوّل الديمقراطية إلى وسيلة لإفراغ الديمقراطية من معناها هو الانتخابات البرلمانية التي أُجريت أول من أمس في لبنان.
فبينما حصلت معارك انتخابية «تقليدية»، داخل جميع الطوائف والمناطق، بقيت طائفة واحدة عصية على المعارك، إذ تمت مبايعة الثنائي الشيعي في الجنوب والبقاع الشمالي بنسب تجاوزت التسعين في المئة في أغلب الأحيان، بحيث يمكن القول أن ما جرى في لبنان كان نصف انتخابات تقليدية في مقابل إستفتاء على طريقة الأنظمة العربية.
تحليل هذه النتائج، وفهم آليات تراجع الحريرية وتقلّص التيار العوني ونجاحات القوات، وثبات الزعامة الجنبلاطية في مواقعها، على أهميته ودلالاته، لا يغيّر من واقع الانقلاب الزاحف الذي يتعرض له لبنان، بحيث صارت هناك مرجعية للدولة قوامها الثنائية الشيعية، تدور جميع القوى السياسية في فلكها جذباً ونبذاً، وصار حزب الله في طريقه الى التحول إلى الدولة العميقة القادرة على التحكم في مفاصل الدولة.
فلبنان لا يزال وفياً لدوره بصفته مرآة المشرق العربي، فيه تنعكس موازين القوى الاقليمية بشكل واضح. فسرقة ثورة الشعب السوري على أيدي إسلاميي النفط الخليجي، كانت تمهيداً مباشراً لتقدم المحور الايراني المستقوي بالطائرات الروسية، فصارت سوريا أشلاء وطن، وانعكس ذلك بشكل واضح على لبنان، الذي أسلم نفسه بشكل «ديمقراطي»، للمنتصر.
اتخذت الأمور في لبنان مسارات مختلفة كي تصل إلى نتيجة مشابهة، رغم أن تعقيدات البنى الطائفية اللبنانية تجعل المسألة أكثر غموضاً، من دون أن يستطيع الغموض الطائفي حجب الصورة الإجمالية للإنقلاب الزاحف الذي بدأ في 7 أيار/ مايو 2008، ووصل إلى ذروته في 6 أيار 2018.
ولعل المآل المحزن لما يسمّى المجتمع المدني، في تلك الصيغة الفضفافة التي أطلق عليها إسم «كلنا وطني»، وهي صيغة هجينة حاولت أن ترث نضالات القوى الديمقراطية والعلمانية أو المدنية، وخاض الانتخابات بـ 66 مرشحة ومرشحاً، يعبّر عن مأزق عميق، لا يمكن تغطيته بفوز هامشي حصدته مرشحة حزب سبعة (وهو حزب لا يمت بأي صلة للحراك المدني) أو بالتباس حول مقعد آخر تدور من حول خسارته اتهامات بالتزوير في دائرة بيروت الأولى. يشير هذا المأزق إلى أن القوى التي تصدرت بناء هذا المشروع لم تكن تمتلك القدرة على بلورة أفق سياسي حقيقي يستطيع التعبير عن التوق الى التغيير.
إنكشف هذا التحالف على تناقضاته، وعجز عن بلورة إطار عمل جبهوي عريض. فاختلط حابل «حزب سبعة» بنابل يساريين يلهثون للوصول إلى السلطة، واصطدم التحالف بجدار عقلية تكنوقراطية تسعى إلى إيصال «خبراء» يشبهون جماعات البنك الدولي إلى المجلس النيابي بأي ثمن.
الانتخابات صارت وراءنا، ولا نرى أمامنا سوى الانقلاب الزاحف الذي يستولي على لبنان.
فكيف نقاوم هذا الانقلاب؟
هذا هو السؤال.

الثورات المسروقة والانقلاب الزاحف
الياس خوري

قديم 05-26-2018, 03:43 AM
المشاركة 132
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمر الثورات طويل
مالك التريكي
May 26, 2018

على هامش الدورة الرابعة من منتدى «مواعيد تاريخ العالم العربي» الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس هذه الأيام، قال المؤرخ هنري لورنس إن ارتداد العالم العربي إلى حال من السوء أكبر وأخطر مما كان عليه قبل عام 2011 لا يسوغ المسارعة إلى الحكم على الثورات العربية بالفشل. والتعليل هو أن صيرورة الثورات لا يمكن أن تتكشّف فعلا إلا بعد عقود. وضرب على ذلك مثالا بانتفاضة أيار/مايو 1968 في فرنسا. فقد أعقبتها انتخابات عامة أعادت اليمين مجددا إلى الحكم ـ محبطة بذلك آمال نصف مليون من الطلاب وسبعة ملايين من العمال ـ ولكن أثر الانتفاضة لا يزال ساريا إلى الآن في نسيج الحياة الاجتماعية والثقافية الفرنسية. ذلك أن جيل الشباب الذي شارك في أحداث 1968 أو عايشها بكل وجدانه لا يزال متأثرا بها حتى هذا اليوم ولا تزال بالنسبة إليه مرجعا قيميّا ودليلا عمليا. كذلك الأمر بالنسبة لمئات الآلاف من الشباب الذي شارك في الثورات العربية أو واكبها، إذ سيبقى أثر هذه الثورات ممتدا في حياته إلى حدود عام 2060.
ولمزيد التوضيح أورد هنري لورنس مثالا آخر من التاريخ المعاصر، هو «ذوبان الجليد» النسبي الذي أعقب موت ستالين عام 1953. حيث أن الانفراج السياسي والمدني الفعلي لم يقع إلا بعد ثلاثين سنة من ذلك لأن الساسة والمساعدين الذين اعتمد عليهم غورباتشوف عند تسلمه الحكم منتصف الثمانينيات هم من الجيل الذي شهد فترة المتنفّس الوجيزة التي طرأت في الاتحاد السوفييتي في الخمسينيات. ولذلك فالرأي عند هذا الباحث المتخصص في التاريخ العربي هو أن المنظور الزمني المديد مكون هام في فهم صيرورة الثورات وتبلور نتائجها العامة.
وهذا رأي معقول يحظى بشبه إجماع لدى الباحثين في العلوم الاجتماعية والتاريخية. ولعل من أبرز الأمثلة على وجاهته أن بريطانيا لم تشهد حدثا ثوريا حقيقيا منذ إطاحة أوليفر كروميل بالملكيّة وإنشائه حكما جمهوريا عام 1649. ذلك أن «بندول، أو رقاص، الساعة الحائطية يتمايل ويتأرجح في بريطانيا»، كما قال رئيس الحكومة الراحل هارولد ماكميلان للملكة اليزابيث الثانية في حفل خاص عام 1973، «ولكنه لا يتأرجح إلى اليمين كليا ولا إلى اليسار كليا». كان ذلك إبان المظاهرات الكبرى لعمال المناجم في بريطانيا، وكان القلق يساور الطبقة الحاكمة من توسع نفوذ الحركة العمالية. فقد نقل عن المكلة أنها قالت إن «هؤلاء العمال حصلوا على سلطة مفرطة حتى أصبحوا يحكمون البلاد ويحتجزونها رهينة». فكان ذلك دافعا لتعليق أحدهم بأن الملكة فيكتوريا قد أصيبت هي أيضا بالهلع من انتفاضات 1848 التي اندلعت في عدد من البلدان الأوروبية وعرفت باسم «ربيع الشعوب. لهذا أضاف ماكميلان، السياسي المحافظ الحصيف العارف بالأدب والتاريخ، مهدئا من روع اليزابث الثانية: «وبينما ترين أن بندول الساعة يميل صوب اليسار، فإني بدأت ألمح بعض التحرك نحو اليمين. لذلك فلا تخافي، سوف تسير كل الأمور على ما يرام».
وهذا ما حصل بالفعل. فقد سارت الأمور على ما يرام بالنسبة للطبقة المستفيدة من ثبات الوضع القائم، حيث أنه لم تمض ستة أعوام حتى كانت مارغريت تاتشر قد وصلت إلى الحكم، مدشنة (مع رونالد ريغان بعد عام من ذلك) ما أطلق عليه اسم “الثورة المحافظة”، أي عودة الأصولية الرأسمالية غير المنقحة بأي من مكاسب العدالة الاجتماعية.
إذن لا جدال في أن عمر الثورات طويل. فهي ديناميكيات تاريخية مفتوحة على شتى الاحتمالات، ومسارات متعرجة معقدة مليئة بالتراجعات والانتكاسات. ولكن يبقى، مع كل هذا، أن ما تتخبط فيه اليوم البلدان العربية التي هزتها ثورات 2011 من حروب أهلية أو إقليمية مقترنة، في بلدان اللاّ ـ حرب، بأسمج أنواع الجهالة الدكتاتورية إنما يجعل من الصعب الاطمئنان إلى هذا الرأي رغم معقوليته. أما ما يضاعف هذه الصعوبة فهو أن هنالك في التاريخ المعاصر أمثلة، من إسبانيا والبرتغال، على عدم استحالة التحول الديمقراطي الحثيث. بل إن تجربة الصهاينة الروس والأوروبيين الشرقيين أثبتت عام 1948 أنه يمكن التعجيل بإقامة نظام ديمقراطي (للمحتلين اليهود فقط، طبعا) حتى قبل أن يتوفر شرط الثقافة الديمقراطية.

٭ كاتب تونسي

قديم 03-06-2019, 10:24 AM
المشاركة 133
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
… ويستمر الربيع العربي
محمد كريشان

ثلاث دول عربية مهمومة هذه الفترة بالبحث عن طريقة لتأبيد نظام الحكم القائم فيها لعقود، لكن كل منهمك في إخراجها على طريقته: الجزائر وموريتانيا ومصر.
في الجزائر أطلق عليه البعض تعبير «المرور بالقوة» أي محاولة الطبقة النافذة هناك أن تمرر رغم أنف الجميع ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمدة رئاسية جديدة رغم كل الاعتراضات الشعبية العارمة التي عبرت عن نفسها في مظاهرات ضخمة في المدن الجزائرية المختلفة وفي باريس. «معيز ولو طاروا» أرادها هؤلاء النافذون في كل خطوة، من قرار الترشح لخمس سنوات مقبلة رغم عجزه صحيا، إلى تقديم هذا الترشح إلى المجلس الدستوري رغم صرخات الغاضبين المزمجرة ورغم جدل تقديمها شخصيا أو عبر وكيل، إلى الإصرار على الاحتفاظ بهذا الترشح بل والهروب إلى الأمام عبر تقديم مقترح إجراء انتخابات رئاسية جديدة خلال عام والقيام بإصلاحات هامة، من المفارقة أن العشرين عاما التي قضاها في الحكم لم تكفه للقيام بها. والآن لا أحد يدري ما إذا كان هذا العناد الذي يديره النافذون من وراء صورة بوتفليقة، المقيم حاليا في المستشفى بجينيف، سيستمر ولو أدى إلى ما يمكن أن يؤدي إليه أم أن عودة ما للرشد ما تزال واردة وكيف؟
في مصر، لا حديث الآن إلا عن التعديلات الدستورية التي ستجعل من عبد الفتاح السيسي رئيسا إلى غاية 2034 وكل معترض على ذلك هوجم وشوّه ولفقت له التهم المختلفة فالمطلوب حاليا المسارعة بتمرير هذه التعديلات والترويج لها في كل محفل وتخوين كل معترض. هكذا يجد الشعب المصري الذي انتفض ضد حكم حسني مبارك في كانون الثاني/يناير 2011 بعد ثلاثين عاما من الحكم وشبح التوريث، ولم يعجبه أداء محمد مرسي مفضلا عدم انتظار محاسبته عبر صناديق الاقتراع، مستعجلا دعم من ظنه المنقذ، يجد نفسه اليوم في وضع أسوأ بكثير من سنوات مبارك التي حافظت دائما على هامش يضيق ويتسع من حرية الرأي والتعبير والصحافة. ما من أحد الآن بات يتجرأ على نقد «الريس» فلا صوت غير صوته وسط خنوع كامل وترهيب واضح وصل برئيس الدولة إلى أن يعرب علنا بأنه «زعلان» من مجرد هاشتاغ منتشر: #إرحل يا سيسي، رغم أنه تعبير صادق عن مزاج عام في البلاد.

طالما لم تحل هذه المعضلة المقترنة دائما بتفشي الفساد وضياع الحقوق فالربيع العربي سيزهر دائما حتى وإن ظن المتكالبون ضده أنه انتهى. خرج السودانيون وخرج الجزائريون ولا شيء يمنع خروج غيرهم طالما ما زال بين ظهرانينا حكام على الشاكلة التي تعرفونها جميعا
أما في موريتانيا، فقد تفتق ذهن أبناء الصحراء على ما هو أذكى بكثير وأسلم. خلال شهر كانون الثاني /يناير الماضي، بدأ البعض هناك يعدون المباخر والبخور للشروع في حملة وطنية تدعو إلى تعديل الدستور لفتح الباب أمام ترشح الرئيس محمد ولد عبد العزيز لولاية رئاسية ثالثة. أمرهم الرئيس بالتوقف فتوقفوا مما يدل على أن مثل هذه الحملات ليست سوى عمليات مفتعلة ومعدة سلفا ولا علاقة لها لا بالشعب ولا بالعفوية. انتهت الحفلة قبل أن تبدأ وتوقف كل حديث عن تعديل الدستور. قبل أيام، اختارت الأغلبية الرئاسية وزير الدفاع محمد الغزواني لانتخابات يونيو/ حزيران المقبل لتثبت أن الحمق العربي الرسمي ليس بالضرورة قدرا محتوما حيث يمكن مع بعض المكر ضمان استمرار نفس النظام بأقل ما يمكن من الاستفزاز ودون الدخول في مواجهات مفتوحة مع الشعب الشاعر بالإهانة على غرار ما يشعر به الجزائريون اليوم. الموريتانيون واعون بلا شك أن «الرئيس ووزير دفاعه وجهان لعملة واحدة» كما كتب أحدهم وأن من اختير هو جنرال وبالتالي ففي المسألة «استمرار للحكم العسكري المستبد مع تغير العنوان»، لكن ذلك لا يغير في شيء في أن القيادة الموريتانية اختارت سبيلا أكثر دهاء من مصر والجزائر واستطاعت أن تتجنب الدخول في مواجهة مفتوحة مع الشعب رأت أن لا لزوم لها طالما أنها تستطيع أن تؤمن نفس الهدف بأسلوب أقل استفزازا وافتضاحا.
يجب ألا ننسى السودان أيضا، عمر البشير الذي لم تكفه ثلاثون عاما في الحكم استكثر على الشعب أن يتنازل أمامه فيلغي السعي إلى التعديلات الدستورية التي تسمح بإعادة ترشيح نفسه، اكتفى بالحديث عن تأجيلها لا غير فكان أن استمرت الاحتجاجات ضده ودعوات إسقاطه. هو الآن منغمس في محاولة كسب الوقت جامعا في نفس الوقت بين بلادة أسلوب السيسي وعناد جماعة بوتفليقة ليثبتوا لنا جميعا أن مأساة الحكم والتداول السلمي عليه ما زالت المعضلة الأبرز في بلادنا العربية.
طالما لم تحل هذه المعضلة المقترنة دائما بتفشي الفساد وضياع الحقوق فالربيع العربي سيزهر دائما حتى وإن ظن المتكالبون ضده أنه انتهى. خرج السودانيون وخرج الجزائريون ولا شيء يمنع خروج غيرهم طالما ما زال بين ظهرانينا حكام على الشاكلة التي تعرفونها جميعا.

كاتب وإعلامي تونسي
القدس العربي

قديم 04-11-2019, 02:40 PM
المشاركة 134
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
هل انتصر الربيع العربي في كل من الجزائر والسودان ام ان الجيوش هناك سرقت الثورات حيث انها أجهضت الثورة الكاملة لتعود للحكم وتظل الامور على حالها رغم تغير الوجوه ؟!؟!؟
هل نشاهد هناك ثورات مضادة يقودها الجيش ؟ ام ان خصوصية هذه البلاد لن تسمح بسرقة الربيع العربي؟!
هل يمثل انتهاء حكم البشير بداية جديدة للشباب العربي وتحقيق حلمه ام ان قوى الاستعمار لن تسمح بذلك كما تفعل الان في ليبيا ؟

قديم 04-12-2019, 10:20 PM
المشاركة 135
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
هل يمكن ان تنطلي سرقة الثورة من قبل العسكر على الجماهير في كل من الجزائر والسودان ؟
وهل فعلا يمكن للجماهير ان تحقق انتصار ثوري كامل "سلمي"؟
وما هو المخرج ما دام العسكر يقطعون الطريق؟
وهل الخيار الانزلاق في مواجهة عسكرية كما جرى في سوريا وليبيا ؟
وهل يمكن الانتصار في هذه الحرب ما دام الاستعمار يقف بكل قوة مع الثورات المضادة والتي يقودها العسكر ؟
*

قديم 04-12-2019, 10:25 PM
المشاركة 136
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
السودان: انقلاب على البشير أم على الشعب؟
رأي القدس العربي
خلع الجيش السوداني أمس رئيسه أحمد عمر البشير وذلك بعد موجة احتجاجات شعبية بدأت في كانون الأول/ديسمبر 2018 على رفع أسعار الخبز تطوّرت إلى أشكال من المظاهرات المستمرّة توّجت باعتصامات قرب مواقع قيادة الجيش السوداني، وذلك بعد أن لاحظ المتظاهرون، منذ بداية الانتفاضة الشعبيّة إلى تجاوب بعض العسكريين والقيادات، بمن فيهم رئيس الانقلاب الجديد عوض بن عوف الذي قال مطلع كانون الثاني/يناير 2019 إن الشبان الذين يشاركون في الاضطرابات لهم «طموح معقول».
لقطع هذا الجسر بين المتظاهرين والمؤسسة العسكرية لجأ البشير إلى استمالة الجيش عبر تعيين وزير دفاعه الفريق أول ركن عوض بن عوف نائباً أولا له مع احتفاظه بمنصبه واستبدال جميع حكام الولايات بقادة عسكريين، كما أنه قام بالابتعاد خطوة عن حزبه الحاكم، المؤتمر الوطني، معلنا أنه على مسافة واحدة من جميع الأحزاب.
صعّد المتظاهرون خلال الأسابيع الأخيرة أسلوب الضغط على الجيش بالقيام باعتصامات كبرى، ولاحظنا قيام عناصر من الجيش بحماية المتظاهرين والاشتباك مع قوات الأمن أحيانا، مما شكّل ضغطا على القيادات العسكرية الكبيرة، فإما تخسر المزيد من عناصرها وضباطها الصغار المتعاطفين مع المتظاهرين، أو تحاول تطويق المسألة برمّتها عبر التضحية بالبشير.
تصدّع تماسك جبهة البشير إثر ذلك، فخسر العسكر الذين جرّب خطة الاحتماء بهم، كما خسر حزبه، المؤتمر الوطني، الذي ضاق عناصره بتعامل البشير معهم كأدوات للاستخدام الرخيص فساعة يتخلى عنهم وساعة يحاول جمعهم لتخفيف ضغط العسكريين عليه، وكان قد خسر سابقا حزب «المؤتمر الشعبي» الذي انقلب عليه وزج بقائده حسن الترابي في السجن بعد أن كان حليفه في انقلاب عام 1989.
وإذا كانت الإطاحة بالبشير هدفاً كبيراً دفع ثمنه الشعب السوداني عشرات القتلى والجرحى في انتفاضة دامت 4 شهور فإن قيادة عوض بن عوف، الانقلاب، تثير الجدل، فهو النائب الأول للبشير، وهو ابن المؤسسة العسكرية ـ الأمنيّة والسياسية نفسها التي ثار عليها السودانيون، حيث كان مديرا للمخابرات العسكرية ونائبا لرئيس اركان القوات المسلحة.
إضافة إلى كل ذلك فإن الحلول التي طرحها بن عوف في إعلانه الانقلابي تكشف صراحة عن رغبة بن عوف ومجموعة الضباط الكبار الذين يرأسهم في تثبيت حكم عسكريّ جديد يبدأ، كعادة الانقلابات العسكرية كلها، بـ«تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامان»، على حد تعبيره، وكذلك تعطيل كل أشكال الحياة السياسية، من الدستور والحكومة والبرلمان والولايات.
ورغم أن البيان يعلن «إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً» و«تهيئة المناخ للانتقال السلمي للسلطة» الخ… فإن حديثه عن «الفرض الصارم للنظام العام» و«إعلان وقف إطلاق النار» وفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال كلّها خطوات تدلّ على اعتقاد قادة الانقلاب أنهم قادرون على فرض ما لم يستطع رئيسهم الذي بقي في السلطة 30 عاما فرضه.
خروج آلاف المحتجين على بيان الجيش السوداني في الخرطوم، وكذلك سقوط مصابين في مدينة عطبرة (وهي من أوائل المدن التي انتفضت احتجاجا) برصاص قوّات الأمن بعد الانقلاب إشارتان مهمتان إلى أن انتفاضة السودانيين حقّقت انتصارا مهمّا لكنّ الانقلاب لن يسعى إلى تحقيق أهدافها في مرحلة انتقالية قصيرة تنتهي بانتخابات ديمقراطية، وبالتالي فإن شوارع السودان ستشهد مزيدا من الاحتجاجات.

كلمات مفتاحية
رأي القدس

قديم 09-20-2019, 09:42 AM
المشاركة 137
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
هل انتهى الربيع العربي ؟

قديم 09-20-2019, 01:18 PM
المشاركة 138
يزيد الخالد
كاتـب وإعـلامي كـويتـي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
اهلا استاذ ايوب . عودا حميدا . اسعدنا حضوركم واعادة فتح هذا الموضوع
الذي تصدر المشهد والحوار بالمنابر .. حياكم الله استاذنا الموقر

لازلت عند رائي منذو مشاركتي بالموضوع . مسمى الربيع العربي .فقط اشارة
لحدث وبالامكان ان يلقب باسماء اخرى الاهم في هذا الامر .
ان الفكرة السيطرة والركض نحو الجلوس على كرسي رئاسي لدول ما يسمى الربيع
ومن عرفنا الدنيا والصراعات والمناكفات والحوادث متلاحقة لا جديد . والبقاء للاقوى
في الدول التي تتعاطى الربيع واي فصل من الفصول الاربعة . دون فائدة او جدوى
وحتى لو نجحوا في ربيعهم وهذا امر لا ولن يتحقق بحكم الاهداف والرغبات في
كرسي رئاسي مع عدم حسن النوايا اصلا . فقط خطوط عريضة باصلاحات ودوران الرحى
دون طحن . اذا الموضوع فاشل برمته لانه لم يؤسس لاهداف وتخطيط والدليل
ان كل الدول والشعوب التي استخدمت الربيع لازالت ترزح وتترنح ولم ينجح احد ..
وهناك امر يجب ان نشير اليه . الدول المستقرة كدول الخليج على سبيل المثال
احترمت رغبات الشعوب التي تمارس هذا الربيع ووقفت معهم بحياد وباستشارات
وتعاون وايجاد حلول ودعم اداري ومعنوي ومالي وكلما يساعد في تحقيق نجاح ربيعهم !
لكن دون فائدة ودون اي توقعات وأمال للنجاح . ولم يستمعوا لصوت العقل والمنطق
واصلاح النوايا والخلل وتعديل الفكرة وتوضيح الاهداف .!! اذا ساسميه
كما قال الشاعر ( فصل الربيع . هو فصل حائر بين الفصول الاربعة )

قديم 09-20-2019, 06:12 PM
المشاركة 139
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
مرحباً استاذ يزيد
الصحيح انني ارى بان الربيع هو ثورة اجتماعية نتجت لتراكمات الفقرة والفساد وغياب الحريات والبطالة للشريحة الاكبر في المجتمعات العربية. وهي شريحة الشباب.
واضح ان الحكومات في دول الربيع تجاهلت وجود مطالب لشريحة الشباب مثل ايجاد وظائف مما تسبب في حدوث ازمات اجتماعية حادة صار لا بد من الثورة عليها.
من هنا ولد الربيع العربي. أيضاً سبق ان قلت بان الربيع العربي لن يتوقف كحركة احتجاج وثورة الا اذا تم تمكين الشباب وتوفير حياة كريمة لهم. وهذا ما فشلت فيه الحكومات التي وصلت الحكم بعد الحراك الذي اعقب ثورة البوعزيزي.
اذا العامل الاساسي في ثورات الربيع العربي هو العامل الاقتصادي لذلك لم تتوسع الثورات لتصل الى دول الخليج لان فيها وفرة اقتصادية نسبيا والبطالة وما يرتبط بها في أدنى حدود. ولو ان دول الخليج كانت في نفس ظروف تونس الاقتصادية طبعا ، لامتدت الثورات لها.
الفشل الذي أصاب الموجة الاولى من موجات الربيع العربي لم يكن سببه الركض وراء الكرسي بقدر ما هو خطة مدروسة من قبل الدول غير المعنية ببروز دول عربية متمكنة ولا تدور في فلك الاستعمار. ولذلك قامت ما يسمى بالثورات المضادة بدعم غربي.
لكن في ظل استمرار الوضع المتردي لاقتصاد تلك البلاد بل وحدوث تراكمات جديدة مثل الأزمة الاقتصادية الطاحنة في مصر من الطبيعي توقع ثورة جديدة متجددة لحين تمكن شريحة الشباب من تحقيق اهدافها.
ومن الطبيعي ان تتعلم الثورات من تجاربها وتنتصر.
وهناك عنصر مهم في الانتصار القادم للثورات وهم الايتام الذين خلفهم قمع الثورات المضادة والمساجين. يلاحظ مثلا ان الثورة في الجزائر مستمرة بصورة نظامية ولم تتمكن السلطة التي تمثل الدولة العميقة من كسر شوكتها وسوف تحقق اهدافها خاصة اذا ما اندلعت مظاهرات اليوم في مصر بحيث يكون لذلك قوة دفع معنوية توثر على كل الثورات. والسر في ديمومة ثورة الجزائر هم ايتام الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.
الربيع العربي سوف يستمر ما دام الوضع الاقتصادي المتردي والظلم مستمر. وسوف ينتصر الربيع فلا احد يستطيع ان يقف أمام حشود الجماهير اذا ثارت. قد يتاخر الانتصار لكنه سياتي في النهاية والطريقة الوحيدة لمنع انتصار ثورات الربيع العربي هو تحسين ظروف معيشة الناس خاصة الشباب وهذا لن يحصل في ظل حكومات غير شرعية تحكم بالحديد والنار وتضع على راس أولوياتها مصالحها الذاتية . *

قديم 09-21-2019, 12:17 PM
المشاركة 140
يزيد الخالد
كاتـب وإعـلامي كـويتـي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: هل انتهى الربيع العربي؟
ذا العامل الاساسي في ثورات الربيع العربي هو العامل الاقتصادي لذلك لم تتوسع الثورات لتصل الى دول الخليج لان فيها وفرة اقتصادية نسبيا والبطالة وما يرتبط بها في أدنى حدود. ولو ان دول الخليج كانت في نفس ظروف تونس الاقتصادية طبعا ، لامتدت الثورات لها.
الفشل الذي أصاب الموجة الاولى من موجات الربيع العربي لم يكن سببه الركض وراء الكرسي بقدر ما هو خطة مدروسة من قبل الدول غير المعنية ببروز دول عربية متمكنة ولا تدور في فلك الاستعمار. ولذلك قامت ما يسمى بالثورات المضادة بدعم غربي


---------------------------------------------------

تحية طيبة . استاذنا الراقي . ايوب . لكم الود وسعيد جدا بعودتكم
اتفق معكم فيما ذكرته وايضا احترم ارائكم الحصيفة بشتى المواضيع
---------------------
لا اعتراض على ما يسمى بالربيع العربي . لكن الطريقة والالية والتعامل
يسمى ( التخريب والتحطيم العربي ) فالامر لايستدعي للتخريب والقتل والدمار
بسبب رغبة بالاصلاح او بسبب (فورة وحموة دماء) وتفريغ شحنات كطبيعة وتركيبة
مضاف اليها انعكاسات استعمار وردود افعال بسبب التعنيف والقسوة من المستعمر
الذي قسى وبكل جبروت على البلدان العربية المستعمرة وعلى شعوبها
وهنا في هذه الحال لا تنطبق مقولة ( ما اخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة ) لاء والف لاء
لا انكر حقوق الشعوب في استحقاقها وحسب دساتير هذه الدول ولا انكر ايضا
تسلط واغتصاب وجبروت حكام الدول التي استخدمت التخريب العربي . وليس الربيع العربي
ايضا اتفق معكم في جزئية الايدي الخارجية العابثة التي تتحكم وتفرض سلطويتها
على الحكام ..

أليس بالامكان افضل مما كان ! اليس هناك تحكيم صوت العقل والمنطق بعيدا عن
الدمار والتخريب وقتل الابرياء من ابناء الشعوب !! باسلوب الغاب والفوضى
وهل من المعقول ! ان يحرق شاب نفسه ( يسوي فيها مناظل على غفلة ) نتيجة
احباط اولا وقبلها ضعف ايمان ووزاع ديني !! وهل سيسال امام الله بانه انتحر
وقتل نفسه بسبب انه يريد يصبح مناظل ويحل مشكلة 100 مليون عربي يعانون من
سلطوية وفقر وبطالة .. هذا ما قصدته لا للعنف ولا الدمار ومن ثم يسمى ربيع عربي
انظر سيدي العزيز لتاريخ وطول مكوث حكام الدول التي اصيبت ( بمرض التخريب العربي)
سورية - مصر - السودان - ليبيا- الجزائر .وبالنهاية لم تتحسن الامور بل ذهبت للأردى
---------------------------

دول الخليج دول حديثة ولها خصوصية اجتماعية سياسية . ناجحة بامتياز .
وصوت الحكمة والعقل مقدم قبل الكرسي او السيطرة ..
------------------





مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل انتهى الربيع العربي؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفصل الثاني من الربيع العربي .. عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 8 11-17-2019 11:58 PM
كيف سيؤثر الربيع التركي على الربيع العربي؟؟؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-19-2016 12:30 AM
على الرغم من كل شيء انا مع الربيع العربي..وانت؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-11-2013 04:07 PM
الربيع العربي: هل هو ياسمين وإعمار ام هو اشواك وانهيار؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 26 07-15-2012 01:12 PM

الساعة الآن 11:27 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.