احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2558
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
01-03-2018, 09:50 PM
المشاركة 1
01-03-2018, 09:50 PM
المشاركة 1
افتراضي رحلا
لظروف قاهرة لم استطع التواصل مع النت منذ سنوات..
وقد أنعم الله تعالى علي من جديد بالتمكن مما تعذر..أحمده وأشكره..
وتحية لكل من افتقدني..
هذه قصة من كتاباتي القديمة نسبيا..عنوانها:

(رحلا..)


ماتت زوجته وبقي هو وحماره شبه أحياء..
هو يزداد شيخوخة وضعفاً وحماره يزداد كسلاً وعناداً..
وأمام صورة زوجته المعلّقة على الجدار وقف العجوز يشكو:
-"لم يبق لي في هذه الدنيا شيء أتذكّرك به
يازوجتي العزيزة إلّا هذه الصورة وحمارنا الذي
لطالما حملك إلى كلّ مكان تريدينه..
ولولا سابق فعله لكنت بعته وتخلّصت من عناء إطعامه وسقايته وتمريضه..
تصوّري أيّتها العزيزة:
بدلاً من أن آخذه إلى النبع لأحمل على ظهره حاجة المنزل من الماء
أصبحت مضطرّاً لحمل الماء له ليشرب فهو يرفض الذهاب إلى أيّ مكان
غيرالأمكنة التي كان يحملك إليها وهي في نظره لاتشمل النبع ولاالنهر..
ويبدو لي أنّ دلالك له قد أفسده كليا..عفوا انا لاأقول ذلك من باب اللوم لاسمح الله
ولكن من باب تشخيص الحالة ولومه هو..فالدلال لايفسد إلا من لايستحقه..وهو منهم..
وهويعيش الوهم ويجتر ذكراك مع كل قضمة عشب حملتها له ..وعندما أتأمل حالي أسألها:
كيف يخدم الانسان المكرم الدابةالتي سخرت له؟
لقد قلب كل شيء رأسا على عقب مستغلا حبي لك..
وترينه طوال النهار وبعضا من الليل
يبحث عنك في زوايا المنزل غير مصدّق بأنّك قد رحلت ..
وعندما يتعب يقف أمام صورتك ..
مصعّباً علّيّ اتّخاذ أيّ قرار يزعجه ..
فتعلّقه بذكراك يرغمني على إكرامه ..
ولقد بات يستهلك نصف وقتي إن لم يكن أكثر ..
ويستنزف طاقتي في إطعامه وسقايته وحماية البيت من غضبه ..
ولقد ثارت ذات يوم ثائرتي فأردت أخذه إلى السوق لأبيعه
فلم أنجح في جرّه خطوة واحدة خارج البيت..
وعندما ذهبت إلى السوق وناديت:
-عندي حمار للبيع من يشتري ؟
نظر إليّ الناس باستغراب ..
وسألني أحدهم:
-أين الحمار ؟ لماذا لم تحضره معك؟
فحرت ماذا أقول واضطررت لإجابته مازحاً:
خفت أن يصاب بالعين فهو جميل جدّاً ..
فقال لي:
وماحاجتنا لحمار جميل ؟ هل سيرقص في حفلات الزفاف؟
نحن نريده لحمل الأحمال وللركوب ..
فقلت للرجل ببراءة :
-وهل هناك حمار لايفعل ذلك ؟
فقال:
-يارجل..أنت لاتعرف الحمير إذاً..نعم هناك الكثير الكثير..
أحضره معك إذا أردت بيعه وإلّا كفّ عن إزعاجنا بصياحك..
وعدت ياحبيبتي لأجد الحمار يقف أمام صورتك داهساً بحوافر قذرة
السجّادة الحمراء التي أهدتها لنا جمعيّة (كن نظيفاً )..
وعندما ركلته ركلة خفيفة بقدمي ليشعر بالخجل عضّني في أنفي..
وراح يركل كلّ شيء يصادفه في المنزل..
ورفض مغادرة الحدود التي رسمها لنفسه قريباً من صورتك..
فماذا أفعل؟مخلوق يحبّك إلى هذا الحدّ لايمكن لي أن أقسو عليه أكثر..
ليتك كنت موجودة فأنا حائر ومرهق
ولست متأكّداً من أنّك لن تغضبي إن قسوت عليه ..
هذا إن كان قد بقي لي من القوّة مايسمح بذلك"..
قال العجوز جملته وسقط مغشيّاً عليه من الإعياء
وطال رقاده حتّى جاع الحمار وعطش..
فجاء ووقف أمام الصورة قرب الرجل ونهق قائلاً:
-"سيّدتي الراحلة..لقد أصبح البيت مقفراً بعدك ..ولم يعد للحياة من معنى..
ومذ رحلت وأنا أعاني الوحدة والفراغ..
ضحكتك الصافية غابت وحلّ محلّها سعال هذا الرجل الأنانيّ الناكر للجميل..
لقد أصبح يتضجّر من إطعامي وسقايتي..
ولم يعد ذلك الرجل القوي المعافى المثير للإعجاب ..
فهو يمرض كلّ يوم مرضاً جديداً..
ويأرق في الليالي ويسهرني أنينه..
وماعدت أكترث لو رأيته ميتاً..بل لقد بات حلمي الوحيد أن أراه فانياً ..
راحلاً عن هذا البيت الذي عشت فيه نضالاتي وكفاحي..
لأجعلك سعيدة هانئة ..ذاهبة آيبة إلى الحقول كفراشة..
ولم يكن يكدّر صفو تلك الأيّام إلّاه وهو يسير خلفي ينهرني بعصاه
كلّما انحرفت عن الطريق الذي فرضه عليّ ..
ولم يسمح لي قطّ بأن آخذك بعيداً إلى حيث تنمو أعشاب أكبر بكثير من
قمحه الذي قصم ظهري بنقله للغرباء..
بل لقد كان يشتمني..وأنا صابر ساكت إكراماً لك..
ولن أنسى ياسيّدتي هجاءه للحمير مدّعياً أنّ لديه حمار..
ولأنّني لاأقرأ ولا أكتب ماكان لي أن أعرف
لولا أنّني سمعته مصادفة يقرأ هذه الأبيات:
فوّضت يوماً حماري
بأن يدير دياري
وغبت في بعض شأني
سويعة من نهار
فقام واجتثّ نخلي
لزرع بعض الخضار
ورشّ في كلّ حقل
رآه كوم بذار
من بقلة وشعير
وفصّة وخيار
ولولا أنّني نهقت بأنكر مااستطعت لتمادى ..ولكن..مانفع الكلام؟"
قال الحماركلماته الأخيرة قرب جسد الرجل الذي انتفض قليلاً ثمّ خمد..
وترك للحمار أن يجترّ كلّ ماتذكّره به الصورة التي لا تكترث لشيء.
--------------------------
مع تحيّات:عبدالحكيم ياسين







قديم 01-04-2018, 01:02 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا وسهلا بالمبدع عبد الحكيم ياسين

سعيد بعودتك و سعيد بهذا النص الجميل

حداد من نوع خاص هذا الذي مارسه هذا الحمار عجّل برحيل السيد

تحياتي

قديم 01-05-2018, 12:20 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
لظروف قاهرة لم استطع التواصل مع النت منذ سنوات..
وقد أنعم الله تعالى علي من جديد بالتمكن مما تعذر..أحمده وأشكره..
وتحية لكل من افتقدني..
هذه قصة من كتاباتي القديمة نسبيا..عنوانها:

(رحلا..)


ماتت زوجته وبقي هو وحماره شبه أحياء..
هو يزداد شيخوخة وضعفاً وحماره يزداد كسلاً وعناداً..
وأمام صورة زوجته المعلّقة على الجدار وقف العجوز يشكو:
-"لم يبق لي في هذه الدنيا شيء أتذكّرك به
يازوجتي العزيزة إلّا هذه الصورة وحمارنا الذي
لطالما حملك إلى كلّ مكان تريدينه..
ولولا سابق فعله لكنت بعته وتخلّصت من عناء إطعامه وسقايته وتمريضه..
تصوّري أيّتها العزيزة:
بدلاً من أن آخذه إلى النبع لأحمل على ظهره حاجة المنزل من الماء
أصبحت مضطرّاً لحمل الماء له ليشرب فهو يرفض الذهاب إلى أيّ مكان
غيرالأمكنة التي كان يحملك إليها وهي في نظره لاتشمل النبع ولاالنهر..
ويبدو لي أنّ دلالك له قد أفسده كليا..عفوا انا لاأقول ذلك من باب اللوم لاسمح الله
ولكن من باب تشخيص الحالة ولومه هو..فالدلال لايفسد إلا من لايستحقه..وهو منهم..
وهويعيش الوهم ويجتر ذكراك مع كل قضمة عشب حملتها له ..وعندما أتأمل حالي أسألها:
كيف يخدم الانسان المكرم الدابةالتي سخرت له؟
لقد قلب كل شيء رأسا على عقب مستغلا حبي لك..
وترينه طوال النهار وبعضا من الليل
يبحث عنك في زوايا المنزل غير مصدّق بأنّك قد رحلت ..
وعندما يتعب يقف أمام صورتك ..
مصعّباً علّيّ اتّخاذ أيّ قرار يزعجه ..
فتعلّقه بذكراك يرغمني على إكرامه ..
ولقد بات يستهلك نصف وقتي إن لم يكن أكثر ..
ويستنزف طاقتي في إطعامه وسقايته وحماية البيت من غضبه ..
ولقد ثارت ذات يوم ثائرتي فأردت أخذه إلى السوق لأبيعه
فلم أنجح في جرّه خطوة واحدة خارج البيت..
وعندما ذهبت إلى السوق وناديت:
-عندي حمار للبيع من يشتري ؟
نظر إليّ الناس باستغراب ..
وسألني أحدهم:
-أين الحمار ؟ لماذا لم تحضره معك؟
فحرت ماذا أقول واضطررت لإجابته مازحاً:
خفت أن يصاب بالعين فهو جميل جدّاً ..
فقال لي:
وماحاجتنا لحمار جميل ؟ هل سيرقص في حفلات الزفاف؟
نحن نريده لحمل الأحمال وللركوب ..
فقلت للرجل ببراءة :
-وهل هناك حمار لايفعل ذلك ؟
فقال:
-يارجل..أنت لاتعرف الحمير إذاً..نعم هناك الكثير الكثير..
أحضره معك إذا أردت بيعه وإلّا كفّ عن إزعاجنا بصياحك..
وعدت ياحبيبتي لأجد الحمار يقف أمام صورتك داهساً بحوافر قذرة
السجّادة الحمراء التي أهدتها لنا جمعيّة (كن نظيفاً )..
وعندما ركلته ركلة خفيفة بقدمي ليشعر بالخجل عضّني في أنفي..
وراح يركل كلّ شيء يصادفه في المنزل..
ورفض مغادرة الحدود التي رسمها لنفسه قريباً من صورتك..
فماذا أفعل؟مخلوق يحبّك إلى هذا الحدّ لايمكن لي أن أقسو عليه أكثر..
ليتك كنت موجودة فأنا حائر ومرهق
ولست متأكّداً من أنّك لن تغضبي إن قسوت عليه ..
هذا إن كان قد بقي لي من القوّة مايسمح بذلك"..
قال العجوز جملته وسقط مغشيّاً عليه من الإعياء
وطال رقاده حتّى جاع الحمار وعطش..
فجاء ووقف أمام الصورة قرب الرجل ونهق قائلاً:
-"سيّدتي الراحلة..لقد أصبح البيت مقفراً بعدك ..ولم يعد للحياة من معنى..
ومذ رحلت وأنا أعاني الوحدة والفراغ..
ضحكتك الصافية غابت وحلّ محلّها سعال هذا الرجل الأنانيّ الناكر للجميل..
لقد أصبح يتضجّر من إطعامي وسقايتي..
ولم يعد ذلك الرجل القوي المعافى المثير للإعجاب ..
فهو يمرض كلّ يوم مرضاً جديداً..
ويأرق في الليالي ويسهرني أنينه..
وماعدت أكترث لو رأيته ميتاً..بل لقد بات حلمي الوحيد أن أراه فانياً ..
راحلاً عن هذا البيت الذي عشت فيه نضالاتي وكفاحي..
لأجعلك سعيدة هانئة ..ذاهبة آيبة إلى الحقول كفراشة..
ولم يكن يكدّر صفو تلك الأيّام إلّاه وهو يسير خلفي ينهرني بعصاه
كلّما انحرفت عن الطريق الذي فرضه عليّ ..
ولم يسمح لي قطّ بأن آخذك بعيداً إلى حيث تنمو أعشاب أكبر بكثير من
قمحه الذي قصم ظهري بنقله للغرباء..
بل لقد كان يشتمني..وأنا صابر ساكت إكراماً لك..
ولن أنسى ياسيّدتي هجاءه للحمير مدّعياً أنّ لديه حمار..
ولأنّني لاأقرأ ولا أكتب ماكان لي أن أعرف
لولا أنّني سمعته مصادفة يقرأ هذه الأبيات:
فوّضت يوماً حماري
بأن يدير دياري
وغبت في بعض شأني
سويعة من نهار
فقام واجتثّ نخلي
لزرع بعض الخضار
ورشّ في كلّ حقل
رآه كوم بذار
من بقلة وشعير
وفصّة وخيار
ولولا أنّني نهقت بأنكر مااستطعت لتمادى ..ولكن..مانفع الكلام؟"
قال الحماركلماته الأخيرة قرب جسد الرجل الذي انتفض قليلاً ثمّ خمد..
وترك للحمار أن يجترّ كلّ ماتذكّره به الصورة التي لا تكترث لشيء.
--------------------------
مع تحيّات:عبدالحكيم ياسين







فوّضت يوماً حماري
بأن يدير دياري
هذا هو العنوان

بطل القصة حمار ويا له من حمار ...
أخلص لصاحبته .. وأنكر جميل من خدمه
بكى على فراقها .. ويحلم أن يرى صاحبه فانياً
عزيزي

أقرأ في قصتك أشياء وأشياء تختلط ببعضها ولغزاً كأني فهمته ولا أستطيع البوح به
وإنني أتساءل بعد هذا ...
من الحمار يا ترى
الرجل العجوز .. أم بطل القصة ؟!

شكراً شكراً أمتعتني

تحية ... ناريمان الشريف

قديم 01-18-2018, 06:49 AM
المشاركة 4
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا وسهلا بالمبدع عبد الحكيم ياسين

سعيد بعودتك و سعيد بهذا النص الجميل

حداد من نوع خاص هذا الذي مارسه هذا الحمار عجّل برحيل السيد

تحياتي
المبدع ياسر علي أشكر ترحيبك وأهلا وسهلا بك وبذوقك الرفيع وحرفك الراقي
قراءتك أسعدتني مع عاطر تحياتي

قديم 01-18-2018, 07:01 AM
المشاركة 5
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


فوّضت يوماً حماري
بأن يدير دياري
هذا هو العنوان

بطل القصة حمار ويا له من حمار ...
أخلص لصاحبته .. وأنكر جميل من خدمه
بكى على فراقها .. ويحلم أن يرى صاحبه فانياً
عزيزي

أقرأ في قصتك أشياء وأشياء تختلط ببعضها ولغزاً كأني فهمته ولا أستطيع البوح به
وإنني أتساءل بعد هذا ...
من الحمار يا ترى
الرجل العجوز .. أم بطل القصة ؟!

شكراً شكراً أمتعتني

تحية ... ناريمان الشريف
الحياة فيها عناوين..وقد التقطت بمهارة أحدها ..الإدارة..التي قرأ العجوز نصا يدور حولها
فسمعه الحمار ولم يفهم منه إلا التهجم على الحمير فحقد الحقد الجاهلي العرقي..بينما انتزع بتمرده
على صاحبه إدارة المنزل فصار المنتج عبدا للمستهلك..وآل المنزل لدمار الجميع..
والعنوان الرئيس المبالغة في العودة للماضي الآفل ..ومخاطبته بمنطق مختلف منطق الحمرنة الأناني
القصير النظر العابد للقوة من الحمار ومنطق الغلو في الحب والوفاء لمن لايفي من العجوز الذي
أصبح بذلك أضل سبيلا من الآخر..فأصبح مستضعفا لايقدر على شيء..وأهل السوق يرون بصفاء
مايجب أن يكون..أشكر مرورك الكريم وتعقيبك ..


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رحلا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شغف... / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 8 05-29-2021 06:26 PM
طلقني ان كنت رجلا! عبير المعموري منبر القصص والروايات والمسرح . 20 02-16-2015 05:22 PM
فكرة... (ق ق ج) / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 6 11-05-2012 01:05 PM
قارورة عطر ( ق ق ج )_ ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 9 09-26-2012 01:45 PM
في السجن .. ! / ريما ريماوي ريما ريماوي منبر القصص والروايات والمسرح . 1 02-28-2012 10:29 PM

الساعة الآن 10:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.