احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3400
 
عماد دحيات
طـيّـارٌ مُـثـقـف !!

عماد دحيات is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Apr 2007

الاقامة

رقم العضوية
3218
09-02-2010, 02:03 PM
المشاركة 1
09-02-2010, 02:03 PM
المشاركة 1
افتراضي community violence
العنف المجتمعي ،،،،،،،،،،،،،،،
هل بات العنف ظاهرة في حياتنا ؟ هل هو المرض بعينه أم أنه مجرد عرض من أعراض أمراضنا؟ هل هي قيمة وسلوك يصعب تجاوزه؟ أم أنها عادة وثقافة يمكن التخلص منها؟

هذه الأسئلة وغيرها تجول في خاطري كلما قرأت عن مشاجرة جماعية في مكان ما من بلدنا، وكلما سمعت عن أستاذ يضرب تلميذا أو تلميذا يضرب أستاذا، أفكر مليا عندما أقرأ بشكل شبه يومي عن الاعتداء على الأطباء والممرضين في أماكن العمل، ويؤسفني أن أسمع أن أبا يضرب أبناءه أو زوجا يضرب زوجه0

العنف الأسري

لماذا يضرب الرجل زوجته وأبناءه؟ لأنه في الغالب الأعم نشأ وترعرع في بيت يضرب فيه الأب أبناءه وزوجته، والسلسلة تصعد إلى الجد، وأب الجد، وجد الجد، إلى أن تصل إلى مكان ما في التاريخ السحيق، ولكن لماذا؟ هل تمجد قيمنا العربية ضرب الزوجة والأبناء؟ بحثت في تراثنا فما وجدت دليلا في أشعارنا ولا في رواياتنا وأساطيرنا ما يمجد ضرب الضعيف والزوجة، فالمرأة ضعيفة والأبناء كذلك ضعفاء! يا سبحان الله إنها الثقافة ذاتها التي تحتفي باستخدام القوة مع الغير تشجب استخدامها بحق الأسرة! فلم نضرب أبناءنا كآبائنا وآبائهم؟ هل هو الإسلام إذا؟ قد يكون. فالقرآن الكريم نص صراحة على ضرب الزوجة ولكنها الزوجة التي نخاف نشوزها، فما النشوز؟ وما هو المقصود بالضرب؟ ما هي شدة هذا الضرب؟ وهل يسمح الإسلام بايذاء الزوجة؟ أسئلة لا أستطيع الإجابة عليها ولكنني أتركها للفقهاء. هل حض الإسلام على ضرب الأبناء؟ مرة أخرى أجد أن الإسلام لا يمنع ذلك بل يحض عليه في حديث الرسول الكريم عن تعويد الأبناء على الصلاة بقوله: "واضربوهم أبناء عشر" أي إذا رفض الأطفال بعد بلوغهم سن العاشرة الصلاة فاضربوهم ليصلوا. لا أدري مرة أخرى مدى صحة هذا الحديث ولكنه مما يستدل به أولئك الذين يعتقدون أن الإسلام لا يمنع الضرب على صدق ما يذهبون إليه.

إذا خلاصة ما سبق أننا عندما نحب أن نكون جاهليين فاننا نستخدم العنف، وعندما نحب التمسك بديننا الحنيف نستخدم العنف أيضا... مفارقة عجيبة غريبة فهل يجمع العنف بين الإسلام والجاهلية؟! إذا جهلنا... نضرب، وإن تمسكنا بالدين... نضرب!! أين الحل؟ هل ننسلخ من إسلامنا وعروبتنا للتخلص من ثقافة العنف التي تلح علينا أينما يممنا؟ قطعا لا. فالاسلام الذي أعرف ينبذ العنف ويحض على الرحمة والتراحم، فقد وصف الله المسلمين في كتابه العزيز بأنهم :" أشداء على الكفار رحماء بينهم"، وقال تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين وإبن السبيل"، فقد حض إذا على الرفق بالضعيف والفقير تماما مثلما حذر من المساس بحق اليتيم: " ولا تقربوا مال اليتيم". أراد الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب أن يعين واليا في أحد الأمصار فأشار عليه القوم بتعيين رجل عرف عنه التقى والصلاح والجرأة في الحق ومعرفة كتاب الله وسنة رسوله، فدخل عليه الرجل بينما كان يلاعب أمير المؤمنين أحد أبنائه يقبله ويمازحه، فقال "مشروع الوالي": أو تقبل أبناءك يا أمير المؤمنين؟ قال عمر مندهشا: نعم ولم لا؟ فقال الرجل أما أنا فوالله لا أقبلهم، فقال أمير المؤمنين الذي وأد ابنته في الجاهلية: قم فوالله لا أولينك شأنا من شؤون المسلمين، إن لم تكن محبا لأبنائك رحيما بهم فلن تكون كذلك مع عامة المسلمين. أما عن رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأطفال والنساء فحدث ولا حرج: قالوا عنه عليه الصلاة والسلام إنه "كان في صنعة أهله" أي أنه كان يعاون زوجاته في تدبير شؤون المنزل من ترتيب وتنظيف وعناية بالأطفال وغيرها مما نعتبره نحن الذكور من صنعة النساء وواجباتهن، وروي عنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال:" خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" والأهل هنا تعني الزوجة والأبناء. فلماذا نجنح نحن المسلمين إلى ضرب أبنائنا وزوجاتنا ونستند بذلك إلى الإسلام؟ لماذا لا نأخذ بأجمل ما جاء به الإسلام ونترك ما اختلف عليه؟ ولماذا ننحاز إلى العنف الأسري إذا أطبقت علينا عصبيتنا الجاهلية التي تنبذ هي نفسها العنف بحق الضعيف؟

أسباب العنف

رأينا مما سبق أن العنف يسود في ظل غياب القانون، وأعني بالقانون هنا القانون المدني المستمد من الشرائع الغربية والذي يشكل محور توافق وطني من خلال اقراره في برلمان منتخب بارادة شعبية حرة. فهل نشهد في بلادنا عصرا من عصور الجاهلية التي غابت فيها القوانين؟ لا، القوانين موجودة. والقوانين التي تحكم علاقات الناس بعضهم ببعض بالعشرات إن لم يكن المئات، ولكن الخلل في تطبيق هذه القوانين. الأصل في أي قانون يسن أن يطبق على جميع الناس كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، أعلاهم وأدناهم، لا أن يطبق بشكل انتقائي... مبدأ أقره رسولنا الكريم عندما قال:" إنما كان ما أهلك قبلكم أنه إذا سرق فيهم الغني تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد". ما أشبه الليلة بالبارحة! عندما يجد المواطن بالتجربة، تجربته كفرد وتجربة غيره أن العاملين على تنفيذ القانون ينفذونه بشكل انتقائي وبمزاجية فإن ثقته، وبالتالي ثقة المجتمع في القانون تضعف وربما تنعدم بعد حين، فلمن يلجأ عندها؟ إلى الله؟ نعم يشكو إليه حزنه وهوانه على الناس، ولكن الظلم يلح على المظلوم إلى أن يوقظ فيه عصبية الجاهلية القائمة على استخدام القوة لتحصيل الحق وما هو أكثر من الحق، فالقوة إذا غادرت عقالها عميت لا ترضى بالقليل!


يربط الناس بين الفقر والبطالة من جهة وارتفاع وتيرة العنف من جهة أخرى... ربط لا أرضى به ولا أظن أن عاقلا يرضى به! العنف أصيل في ثقافتنا... متجذر في تاريخنا الذي نحفظه عن ظهر قلب، وهو مثل النار التي لا تحتاج إلا لشرارة صغيرة لاشعالها، قد تكون الشرارة الفقر، وقد تكون البطالة، وقد تكون أي شىء آخر ولكنها مجرد شرارة للبركان الكامن في صدورنا. الظلم كما ذكرت سابقا سبب رئيس، غياب العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص كلها أسباب لسخط الناس... كلها صرخات توقظ وحش العنف الساكن في أعماقنا. ايماننا الراسخ بعدم القدرة على التغيير، وغياب الآفاق من حولنا تشكل بيئة حاضنة للعنف. الهوة السحيقة بين الناس وحكوماتهم، صرخاتنا التي تتردد في ودياننا وصحارينا لا نسمعها إلا نحن والصخر والرمل تستفز فينا جاهليتنا... توقظها لتذكرنا بأن القوة وحدها في زمن غياب القانون أو عدم تطبيقه كفيلة باحقاق الحق. هل ننجح في هذا؟ هل تستعيد قوتنا العشوائية أي حقوق؟ هل يشفي الغليل إراقة الدم البرىء؟ هل نسترجع مالنا المنهوب بحرق وتخريب ما بنته الحكومات من مراكز أمنية ومستشفيات ومدارس؟ هل نضرب الطبيب والممرض لأنهما يمثلان الدولة فبضربهما نرمي الدولة بمقتل؟ هل ننتقم من حكوماتنا بضرب من يمثلها؟ هل نحقق ذواتنا الغائبة بالاصرار على تدمير ذوات الآخرين؟ لماذا نثأر؟ لماذا نتشاجر؟ لم بات الحراك الاجتماعي الوحيد الذي تشهده قرانا وبوادينا ومخيماتنا هو الحراك الذي يرجو "عطوة" هنا و"صلحة" هناك؟ لماذا نقتل الميت ونبكي في جنازته؟

كيف نحارب العنف؟

أسلفت أن العنف يسود في غياب القانون، فلنعكس المعادلة إذا... لنطبق القوانين كل القوانين على كل سكان البلد، ولا أقول مواطنيها فقط، لنبدأ من مخالفات السير ودعونا لا ننتهي عند الفساد. لنطلق الحريات العامة ولندع الناس تقول كلمتها وتمشي بدلا من كتمانها ثم كتمانها ثم كتمانها لتتفجر بعد ذلك عنفا. لنطلق العنان للصحافة... دعوها تعبر عن ضمير الناس، لنعطي المواطن منبرا كان ولا يزال إلى حد كبير حكرا على المسؤولين وأصحاب الأعمال. لنبث كاميرات التلفزيون في قرانا وبوادينا ومخيماتنا تسجل حياة الناس ومعاناتهم وتنقلها عبر الأثير لهم ليروا أنفسهم أولا... معاناتهم ومعاناة أترابهم، وللمسؤول المتربع على عرشه، الساكن في برجه العاجي لينظر ويجد الحلول. لنشرك الناس في اتخاذ القرار، فما دامت القرارات بالنهاية تمس حياة المواطن بشتى جوانبها فمن حقه أن يشارك في صياغتها لا أن تنزل عليه من السماء كالقضاء والقدر، من حق كل مواطن أن يرشح نفسه أو ينتخب مسؤوليه ابتداءا من رئيس وأعضاء البلدية وانتهاءا بالحكومة. كل ما يريده المواطن هو ايصال صوته ورأيه للمسؤول، وكل ما يريده من المسؤول أن يعمل لما فيه صالح الوطن والمواطن فهل هذا كثير؟ هل هو صعب المنال؟

مجتمعنا مريض... يجب أن لا نخجل من الاعتراف بالمرض لأن الاعتراف به أول خطوة على طريق العلاج. أبديت رأيا في تشخيص المرض، وآخر في علاجه، ولكنني لا أدعي الحكمة، ولا أقول إلا ما قاله الشافعي:" رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" . فليكن هذا المقال بداية لاستقطاب المزيد من الآراء حول العلة والعلاج علنا نصل إلى تشخيص سليم دقيق لأمراضنا والطريقة الفضلى لعلاجها قبل أن يستفحل المرض، ويتسع الخرق على الراتق، ونندم يوم لا ينفع الندم.


قديم 09-02-2010, 02:51 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
هو بحث جامع فعلا و استوفى جوانب الموضوع كاملا
أ. عماد دحيات
أحيي هذا الحرف الراقي و الواعي
ربما تكون لي مداخلة فقط احتاج لوقت
تحيتي لك

قديم 09-03-2010, 01:39 AM
المشاركة 3
منى شوقى غنيم
انتقلت إلى أرحم الراحمين إن شاء الله
  • غير موجود
افتراضي
أ. عماد دحيات
شكرا" لطرحك المهم
العنف أصبح ظاهرة تفشت في مجتمعنا بصورة واضحة
وللبيئة المحيطة أثر كبير في ذلك التربية والنشئة عامل أساسي في ظهور العنف ليس بين الأزواج فقط لكن بين الأخوة والأصدقاء
وفي المدرسة أيضا" حيث نجد الكثير من المدرسين يستخدم العنف ضد التلاميذ ظنا" منه أنها وسيلة للتعليم فماذا ننتظر من شخص نشأ على العنف سوى أن يكون كذلك
لهذا يجب أن يعرف الوالدين أن التحلي بالحكمة البالغة عند التعامل مع أطفالهما في سنين حياتهما الأولى لما لذلك من بالغ الأثر في طبيعة محتوى المنطقة المظلمة (اللاشعور) التي جاء فرويد وسلط الضوء على هذا الجانب المظلم من العقل فأظهر ما تنطوي عليه من مخبئات الشرور التي تتمثل في رغبات تتنافى مع العادات والقيم الأخلاقية السائدة في المجتمع
ونشير إلى أن ما نحشي به لاشعور أطفالنا في سنين حياتهم الأولى سوف يأتينا يوما" ما عندما تتاح له الفرصة للأفصاح عن نفسه بشكل صريح أو عن طريق التلميح
وأن ما نغرسه من عدوان سوف يأتينا يوما" لنحصد بأيدينا
وأن ما نشعله فيه من نيران سوف تظل تضرم حتى يأتي اليوم الذي تتاح له الفرصة لتكوين لهيبها
كل هذه أسباب أدت إلى وجود العنف في مجتمعنا ولآزالة هذه الظاهرة يجب أن تزال الأسباب التي أدت لظهورها
ولأزالتها يجب أن يتم توعية الأباء والأمهات كيفية تربية الأبناء لخلق جيل جديد يعرف الخطأ والصواب يعتمد على لغة الحوار
أعتزر عن المداخلة ولكنه موضوع مهم ويحتاج لمناقشات وحوارات كثيرة وأرجو أن يشترك الجميع في إبداء رأيه
جزاك الله خيرا"






هنا بين الحروف أسكن
http://monaaya7.blogspot.com/
من القلب سلامًٌ لمن زارني
 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.