بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
البشـرة هي جدار الحماية الأول لجسم الإنسان , و هي السد المنيع العظيم , و ذلك لما تقوم به من دور جليل في حياتنا , و لما تتصف به من صفات مميزة , و هي الطبقـة الجلديـة الخارجية التي تتلقى الأذيات المختلفة , و التي يعزى إليها سبب درء الضرر عن باقي مكونات جسم الإنسان , فما سر عظمتها , و ما هي أسرار عجائبها ؟
تتميز البشـرة بثخانة لا تكاد تبين , و مع ذلك فأهمية دورها لا يضاهى , و هي بين 0,05 – 1,5 مم , أي أن هذه الثخانة تشابه ثخانة منديل ورقي أو تزيد قليلاً , و الاختلاف بين الرقمين يعود إلى منطقة الجسم , فغالبية المناطق تمتلك ثخانة من 0,1 إلى 0,15 مم , بينما الأجفان و خلف الأذنين و الأعضاء التناسلية و أعلى الكتف هي صاحبة البشـرة الأرق , و الراحتين و الأخمصين هي أصحاب البشـرة الأثخن , و هذه الثخانات المنوعة لم تكن قط عشوائية , فالراحتين و الأخمصين يحتاجان لتحمل ضغوطات مختلفة طوال النهار, بينما الأجفان لا تكاد تعاني من أي إزعاج , و على هذا يمكن القياس في باقي المناطق , و عند النظر من الخارج للداخل نجد أن البشـرة قد ترصعت بخلايا متينة فاقدة للإحساس , ميتة , مليئة ببروتين القرنين , متصلة مع بعضها البعض بملاط شحمي كاره للماء , و هذه الخلايا ما هي إلا الناتج النهائي لتطورها من الداخل للخارج , أي أنها مرت بمراحل عديدة حتى وصلت لما هي عليه من القوة و الصلابة , و هذه التطورات و وظائف هذه الخلية البشروية المهمة قد أَوْرَدْتُها للراغبين في مقالي الذي يحمل العنوان التالي :
خلية البشرة الأساسية – التوصيف Keratinocyte-morphology
إضافة لهذه الخلية العظيمة فإن البشـرة تمتلك في طياتها خلية أخرى , تدافع عنها و عن باقي الجسم , و هذه الخلية تدعى خلية لانغرهانس , و هي خلية تغصنية مختصة بالتقاط الأجسام الغريبة التي استطاعت اختراق الطبقـة المتقرنة السطحية , و تفصيل الحديث عنها يمكن أن يجده الراغب في مقالي الذي يحمل العنوان التالي :
خلية الدفاع الجلدية الأولى Langerhans cell
و أما الخلية الصباغية فدورها لا يقتصر على تلوين الجلد بل و حمايته من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية الضارة و ذلك بأسلوب يكاد يأخذ بالألباب , و ذلك عند إفرازها لجسيمات الصباغ التي تتلقفها الخلية الكيراتينية لتقف حاجزاً بين نواة هذه الأخيرة و الأشعة المذكورة , دارئة عنها الأذى و الضرر و التخريب , و تفصيل ذلك يجده الراغب في مقالي الذي يحمل العنوان التالي :
الخلية الصباغية (الميلانية) Melanocyte
تتألف البشـرة من خلايا أربع , و مثلهن طبقات إلا أن يكون الجلد ثخيناً حيث تصبح الطبقات خمس , أما الخلايا فهي :
الكيراتينية Keratinocyte , نسبتها حوالي 90%
و الصباغية (الميلانية) Melanocyte نسبتها واحدة لكل عشرين إلى أربعين خليـة كيراتينية .
و لانغرهانس Langerhans cell نسبتها حوالي خمسة بالمائة .
و ميركل Merckl , يبدو أن لها دور في الإحساس باللمس .
و أما الطبقات فهي و حسب ترتيبها من الأسفل للأعلى , علماً بأن كل طبقة قد تتألف بدورها من طبقة أو أكثر :
القاعدية : Basal layer أو Stratum germinativum , تتألف من طبقة لطبقتين .
الشائكة Stratum spinosum , تتألف من أربع لعشرة طبقات .
الحبيبية Stratum Granulosum , تتألف من ثلاث لخمس طبقات .
الشفافة Stratum lucidum
المتقرنة Stratum corneum , تألف من خمس عشرة إلى مائة طبقة .
تتصل البشـرة مع الأدمة بالوصل البشروي الأدمي , و هو على شكل تعرجات مما يؤمن تماسكاً قوياً بين الطبقتين , و الذي عن طريقه يتم تأمين الغذاء المناسب للبشرة من الأدمة .
صور توضيحية للبشرة :
صور توضيحية للبشرة و الأدمة :
المراجع :