احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4210
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-28-2011, 10:26 PM
المشاركة 1
02-28-2011, 10:26 PM
المشاركة 1
افتراضي ق.ق .. وفـاة موظـّـف .. لتشيخوف







وفـاة موظـّـف



ذات مساء رائع كان إيفان ديمتريفيتش تشرفياكوف، الموظّف الذي لا يقلّ روعة، جالساً في الصف الثاني من مقاعد الصالة، يتطلع في المنظار إلى ”أجراس كورنيفيل”.


وراح يتطلع وهو يشعر بنفسه في قمة المتعة. وفجأة … وكثيراً ما تقابلنا “وفجأة” هذه في القصص. والكتاب على حق، فما أحفل الحياة بالمفاجآت! فجأة تقلّص وجهه، وزاغ بصره، واحتبست أنفاسه .. وحول عينيه عن المنظار وانحنى و … أتش ... !!! عطس كما ترون. والعطس ليس محظوراً على أحد في أي مكان. إذ يعطس الفلاحون ورجال الشرطة، بل وحتى أحيانا المستشارون السريون.


الجميع يعطس، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج، ومسح أنفه بمنديله، وكشخص مهذّب نظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحداً بعطسه. وعلى الفور أحس بالحرج. فقد رأى العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما. وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية. وقال تشرفياكوف لنفسه: ”لقد بللته. إنه ليس رئيسي بل غريب، ومع ذلك فشيء محرج. ينبغي أن أعتذر”.


وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال:

- عفواً يا صاحب السعادة، لقد بللتكم ..لم أقصد.
- لا شيء، لا شيء.
- أستحلفكم بالله العفو. إنني .. لم أكن أريد!
- أوه، اسكت من فضلك! دعني أصغي!



وأحرج تشرفياكوف فابتسم ببلاهة وراح ينظر إلى المسرح، كان ينظر ولكنه لم يعد يحس بالمتعة. لقد بدأ القلق يعذبه. وأثناء الاستراحة اقترب من يريزجالوف وتمشى قليلا بجواره، وبعد أن تغلب على وجله دمدم:

- لقد بللتكم يا صاحب السعادة .. اعذروني .. إنني لم أكن أقصد أن …



فقال الجنرال:
- أوه كفاك! أنا قد نسيت وأنت ما زلت تتحدث عن نفس الأمر!.. وحرك شفته السفلى بنفاد صبر.

وقال تشرفياكوف لنفسه وهو يتطلع إلى الجنرال بشك: ”يقول نسيت بينما الخبث يطل من عينيه. ولا يريد أن يتحدث. ينبغي أن أوضح له أنني لم أكن أرغب على الإطلاق .. وأن هذا قانون الطبيعة، وإلا ظن أنني أردت أن أبصق عليه .. فإذا لم يظن الآن فسيظن فيما بعد! …”.



وعندما عاد تشرفياكوف إلى المنزل روى لزوجته ما بدر عنه من سوء تصرف. وخيّل إليه أن زوجته نظرت إلى الأمر باستخفاف فقد جزعت فقط، ولكنها اطمأنت عندما علمت أن بريزجالوف “غريب”.

وقالت : ومع ذلك اذهب إليه واعتذر وإلا ظن أنك لا تعرف كيف تتصرف في المجتمعات.

- تلك هي المسألة! لقد اعتذرت له، لكنه … كان غريباً .. لم يقل كلمة مفهومة واحدة، ثم إنه لم يكن هناك متسع للحديث.



وفي اليوم التالي ارتدى تشرفياكوف حلة جديدة، وقص شعره وذهب إلى بريزجالوف لتوضيح الأمر .. وعندما دخل غرفة استقبال الجنرال رأى هناك كثيراً من الزوار ورأى بينهم الجنرال نفسه الذي بدأ يستقبل الزوار. وبعد أن سأل عدة أشخاص رفع عينيه إلى تشرفياكو. فراح الموظف يشرح له:

- بالأمس في “أركاديا” لو تذكرون يا صاحب السعادة عسطت و .. بللتكم عن غير قصد .. أعتذر ..

- يا للتفاهات .. الله يعلم ما هذا! – وتوجه الجنرال إلى الزائر التالي – ماذا تريدون؟



وفكر تشرفياكوف ووجهه يشحب: ”لا يريد أن يتحدث إذن فهو غاضب .. كلا لا يمكن أن أدع الأمر هكذا … سوف أشرح له …”



وبعد أن انتهى الجنرال حديثه مع آخر زائر واتجه إلى الغرفة الداخلية، خطا تشرفياكوف خلفه ودمدم:


- يا صاحب السعادة ! إذا كنت أتجاسر على إزعاج سعادتكم فإنما من واقع الإحساس بالندم!. لم أكن أقصد، كما تعلمون سعادتكم!

- فقال الجنرال وهو يختفي خلف الباب:
- إنك تسخر يا سيدي الكريم!



وفكر تشرفياكوف: “أية سخرية يمكن أن تكون؟
ليس هنا أية سخرية على الإطلاق! جنرال ومع ذلك لا يستطيع أن يفهم! إذا كان الأمر كذلك فلن أعتذر بعد لهذا المتغطرس. ليذهب إلى الشيطان! سأكتب له رسالة ولكن لن آتي إليه. أقسم لن آتي!”.


هكذا فكر تشرفياكوف وهو عائد إلى المنزل. ولكنه لم يكتب للجنرال رسالة. فقد فكر ولم يستطع أن يدبج الرسالة. واضطر في اليوم التالي إلى الذهاب بنفسه لشرح الأمر .. ودمدم عندما رفع إليه الجنرال عينين متسائلتين:


- جئت بالأمس فأزعجتكم يا صاحب السعادة، لا لكي أسخر منكم كما تفضلتم سعادتكم فقلتم. بل كنت أعتذر لأني عطست فبللتكم … ولكنه لم يدر بخاطري أبداً أن أسخر وهل أجسر على السخرية؟ فلو رحنا نسخر فلن يكون هناك احترام للشخصيات إذن …

- وفجأة زأر الجنرال وقد أربد وارتعد:
- اخرج من هنا!!

فسأل تشرفياكوف هامساً وهو يذوب رعباً:
- ماذا؟

فردد الجنرال ودق بقدمه:
- اخرج من هنا!!

- وتمزق شيء ما في بطن تشرفياكوف. وتراجع إلى الباب وهو لا يرى ولا يسمع شيئاً. وخرج إلى الشارع وهو يجرجر ساقيه .. وعندما وصل آلياً إلى المنزل استلقى على الكنبة دون أن يخلع حلته … ومات.




- - - - - - - - - - -


* أنطون بافلوفيتش تشيخوف (29 يناير 1860 – 15 يوليو 1904) من كبار الأدباء الروس كما أنه من أفضل كتّاب القصة القصيرة على مستوى العالم.


كتب عدة مئات من القصص القصيرة وتعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها أعظم الأثر على دراما القرن العشرين.


بدأ تيشيخوف الكتابة عندما كان طالباً في كلية الطب في جامعة موسكو ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء وأيضاً استمرّ في مهنة الطب وكان يقول “إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-01-2011, 10:45 AM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة


لا شك أبداً من أن هذه القصة هي من الابداعات الكلاسيكية الهامة في فن القصة القصيرة
فنحن نرى الموضوع والمقدمة والسرد والتشويق وتجميع بؤرة الأحداث والغموض والتوتر والجو الاجتماعي والأسماء وأخيراً قفلة النهاية وتناسبها الكامل مع القصة . .

هكذا نفهم . . وهكذا نرتقي . .


أديبتنا رقية . .
تقبلي من أخيك الشكر والتقدير . .
دام يومك هانئاً . .


** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 03-01-2011, 11:31 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة


لا شك أبداً من أن هذه القصة هي من الإبداعات الكلاسيكية الهامة في فن القصة القصيرة
فنحن نرى الموضوع والمقدمة والسرد والتشويق وتجميع بؤرة الأحداث والغموض والتوتر والجو الاجتماعي والأسماء وأخيراً قفلة النهاية وتناسبها الكامل مع القصة . .

هكذا نفهم . . وهكذا نرتقي . .


أديبتنا رقية . .
تقبلي من أخيك الشكر والتقدير . .
دام يومك هانئاً . .


** أحمد فؤاد صوفي **





أخي الأديب المتميز
أ. أحمد صوفي المحترم

حضورك الدائم فضل وتوفيق من الله
الذي يشرفني ويضفي على وهج الحروف
جمالاً من محترف القصص والروايات
يستحق تقديم الشكر والامتنان
لهذا التحليل القيّم من شخصكم الكريم
الذي أفخر وتفخر به منابر
دمت وعائلتك وذويك
بصحة وعافية وخير
الجوري والياسمين الدمشقي





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-02-2011, 08:44 PM
المشاركة 4
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي

اشكركِ على هذا الجهد والوعي أستاذة رقيّة الراقية ، أدب رفيع يعمل في النفس المرهفة عمل قطر الحيا في الأرض الظمأى . وقد لا يستطيع اللسان أن ينطلق من عقاله .

بوركت وبورك المداد
والحرف .
تحيّاتي وتقديري..
وودّ لاينتهي..

قديم 03-04-2011, 12:25 AM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي

اشكركِ على هذا الجهد والوعي أستاذة رقيّة الراقية ، أدب رفيع يعمل في النفس المرهفة عمل قطر الحيا في الأرض الظمأى . وقد لا يستطيع اللسان أن ينطلق من عقاله .

بوركت وبورك المداد
والحرف .
تحيّاتي وتقديري..
وودّ لاينتهي..






سلام الله على أخي المربي الفاضل
أ.عبد المجيد جابر

شكراً من القلب على حضورك
الذي ينضح بالبشرى
نثر قطرات من الجمال
دمت بحفظ الله ورعايته
الجوري والياسمين الدمشقي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ق.ق .. وفـاة موظـّـف .. لتشيخوف
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصـة .. لمـن أشكـو كآبتـي .. لتشيخوف رقية صالح منبر الآداب العالمية. 5 03-16-2011 08:57 PM

الساعة الآن 01:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.