قديم 09-02-2013, 04:43 AM
المشاركة 21
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثانية عشر
الحلقة الثانية عشر
زهرة جالسه على الأريكة فى الحديقة الخاصة بالمنزل ، و صديقنا قادم من غرفته فى الدور العلوى فيراها غريبة بعض الشئ ، لكنه يذهب لها بصورة طبيعية فيجد فى يدها كتاب ، ينظر لها و يقترب ، يجلس على مقعد بجوارها ، فلا تفعل أى ردة فعل و كأن شئيا لم يكن ، حاول أن يبدأ معها الحوار ، فأبدى السلام عليها ، فلم تجبه كذلك ، فعندها شعر بأنه قد يعانى بعض الشئ ، فى ظل هذا الحدث ، تأتى الطبيبة المعالجة لها فى المصحة النفسية الخاصة بمرض التوحد ، و تدعى هند ، فتدخلها مديرة المنزل إلى حيث يجلسا فتصل الطبيبة فتجده جالس على المقعد ناظرا لها و تجدها تقرأ ، فتلقى السلام ثم بعد ذلك تبدأ فى الحديث معها ، و يستعجب عندما يجدها ترد السلام عليها و بدأت تتلاقى الحديث بصورة طبيعية من هذه المرأة ، فإذن لماذا لم تبدى هذا الأمر معى ؟ سؤال أبداه بداخل قرارة نفسه ، بعد أن هب واقفا من جلسته سار عنهما حتى يتركهما وحيدتين ، و لكن فى نفس الوقت طلب من الطبيبة أن يقابلها حينما تنهى مقابلتها مع زهرة ، و بالطبع حدث هذا كله بعد أن تعرفا و لكن الغريب انه لم يعرف نفسه على إنه أخوها و لكن أكتفى بذكر أسمه منفردا فقط ، و كأنه توقع أن يصدر رد فعل من تلك الفتاة مغاير لما يسير عليه الموقف من هدوءو سكينه ، و أكتفى بأنه يطلق أسمه فقط ، ذهب فتناول طعام الفطور و أرتدى بذلته السوداء بدون رابطة عنق ، حيث أنه أبدى أنه يشعر بإستحسان عندما لا يربطها حول عنقه ، أخذ ينظر إلى نفسه متبسا بسمة فتورية ، ها أنا ا واقف أرى نفسى هل أعلم عن هذا الذى يجلس أمامى أى شئ ، لا يعلم أى شئ و لكن السؤال هل كل من يرونه و يسيرون بين أورقنا بمشاهد هم أبطال لها ، لا يعملون كذلك من هو ، فإن نفوسنا تحمل بداخلنا أمور لا نفقدها فهل هذا الشاب الذى فقد واقع حياته الذى عاشه لا محاله من قبل ، يتمنى أن يعود به الزمن إلى حيث كان أم أن جانب ما فى داخل رأسه يبيح له حياته الجديدة على أنها الحياة التى عاش فيها من قبل دون أن يعلم أنه بداخلها ، أعتقد أن فى نفوسنا التى قد يبدو ضعفها أحيانا ما يجعلنا نهرب كثيرا من الواقع الذى نعيشه لنرتمى بين أحضان الخيال الذى قد نصنعه بداخل خيال نفوسنا الواهم .
علياء أستيقظت منذ قليل و ذهبت لإعداد كوبا من الشاى ، و عندها سمعت صوت هاتفها الجوال فذهبت له حيث يرقد على سطح مكتبها المرتكن أحد أركان حجرتها الخاصة ، فنظرت إلى الشاشة ... فوجدته رقما غريبا عنها ... فأجابت ... إذ أنه شخصا ما ... و تحدث مباشرة ... و لكن لا أعلم ماذا قال ؟ ... فالصوت ليس واضح لى ... و لكن أعتقد أنها قد سمعت بصورة جيدة لما قد قيل من قبل هذا المتصل الغامض ... و بالطبع سنعلم لاحقا من هو ؟ ... و كذلك ماذا قال ؟ ... و لكن أنتظروا لحظة لماذا أقفلت الهاتف مسرعة بعد دقيقة على الأغلب من الأستماع ؟ ... و كذلك لما تكتفى بإنهاء المكالمة فقط بل و أغلقت الهاتف تماما ... هناك أمرا ما إذن ... ما هذا الذى يحدث دعينا نرى يجب أن أتحرك من مجلسى لأرى ما الذى تفعله ... إنها أخرجت حقيبة جلدية سوداء اللون من مكتبها ... و فتحت أقفالها بمفناح صغير من ميدالية مفاتيحا الخاصة ... و أخرجت منها مجموعها من المستندات و كأنها تتأكد من وجودها جميعا ... ما هذه المستندات و من المتصل و ماذا الذى قد قيل ... كل هذا يغيب عنا الأن و لكن لربما نبدأ فى فك طالسمه الشديدة غموضها بعد .
نعود لحسام هذا المسكين فى هذا الزمان ، الذى لازال يعيش بين أحاجيه ، أين ذهب الفتى ؟ ، من الذى أرتكب تلك الجريمة الشنعاء ؟ ، أين خطيبة صديقه التى يعقتد ولا زال أنها هاربة لحين استحسان الظروف ؟ ، و من هذا الذى أستطاع أن يدخل منزله و يقتل أخاه فى حضور والدته و خرج أن يستوقفه أحد ؟ ، و فوق كل هذا ترتيب أفكاره التى ترمى به على هذا الشاطئ برهة و هناك على شواطئ أخرى برهة أخرى ، أعتدل فى جلسته و أخذ نفسا عميق ، و قام من جلسته ثم سار بضع خطوات ليصل إلى النافذه لينظر على هؤلاء الذين تعصف بهم هموم الحياه ، سائررون فى الشوارع أمام قسم الشرطة الذى يعمل به ، رغم أن هناك أمرا ما لم أذكره ... أن خوف الناس العاديين فى مصر من دخول قسم الشرطة قد يكون أكبر من خوفهم من الشيطان ذاته ، أو قد يكون فى بعض الأحيان أكبر من خوفهم من اللقاء بالرجل الذئب فى رومانيا ، أو الوقوف أمام عينيى ميدوسا اللعينه فى أحدى جزر البحر المتوسط ، لأن فى مخيلتهم أن ما سيلاقونه فيه أكثر من العذاب الذى يتلقاه بروميثوس المعلق بين جبلين ليتلقى العذاب كل يوم ، إن الخوف من دخول هذا المكان أمر ليس فيه الكثير من التعنت فى الوصف بل الواقع عند بعض العامة أشد ، إن الفكرة التى بين العقول لازالت فكرة أن من يدخل هذا المكان له من الأمر ما قد يشينه ، و لكن بنظرة موضوعيه ، فى أعتقادى أن الشخص السوى الذى يدخل لهذا المكان ، لأن أغلبنا بالطبع يتعرض لمشكلة ما كل يوم منها البسيط و منها ما هو معقد و لا نستطيع ادراك حلوله بأنفسنا فإن لم نذهب للشرطة التى أعتقد بأنها الحامى الوحيد من أجهزة الدوله للحقوق ، فكيف نستطيع حل هذه المشاكل ، إذن سنلجأ بأمرا ما إلى حلها بأنفسنا ، لنتحول فى تلك اللحظة إلى مجموعة من الحيوانات لا يحكم بينهم إلا قانون الغاب ، فأنت على سبيل المثال أخى المواطن إن اللجوء إلى هذا المكان ليس عن قلة أبدا بل لتترفع عن المهاترات التى قد تؤدى بك إلى الانسياق نحو ما لا تقبل من أخلاق مهدورة مع من يبدو عليه حماقة الشر المكتبسة من المجتمع ذاته ، نعود لهذا المستند بكفه على حافة النافذه السفليه ، و كأن أمرا ما قاده إلى حيث الهلاك بأفكاره بعيدا عنا ، نعم أستطيع أن أستطرد و أبدى أرائى مثل هولمز فى مغامرته التى لا أعرف حلها إلا معه ، و لكن الأمر أبسط ، عاد إلى مقعد مكتبه مسرعا و أخذ و رقة بيضاء من القابعه تحت هذا الشئ الأسود بعد أن رفعه بكل تأكيد و أخرج قلمه الخاص الجميل شكله ، من الجيب الداخلى لسترته ، ثم أخذ يخط به و يكتب و لكن للأسف لم يتثنى لى رؤية ما قد كتب و لكن لحظة ، الباب أنه الرجل الواقف أمام المكتب فى هذا الزى المدنى الغريب المتهالك ، و ها هو ذا حسام يسمح له بالدخول ، فدخل و أخبره بأن هناك سيده واقفه فى الخارج ، الأن تدق الساعة الرابعه عصرا .
كل هذا الوقت تجرى مقابلة معها ، بلا شك أنها قد أنهت تلك المقابلة دون أن تقابله ، هذا الجالس فى حجرته بعد أرتدى ملابسه الأنيقة الجديده كاملة قد مر أكثر من ستة ساعات منذ أن تركها ، من بعدها ذهب ليرتدى ملابسه ، و قد تمت مقابلته مع هدى و بعدها ذهب معها إلى الشركة و قد عاد بعد ذلك فى حوالى الساعة الواحدة و النصف ظهرا و عاد لسلتقى بخالد ثم من بعده نزل الدرج و عاد ليرى ما إذا قد أنتهت من مقابلتها أم لا ، و لكن مديرة المنزل أخبرته بأنهما قد ذهبا إلى حجرتها فى الأعلى بعد أن أسدلت الشمس ضوءها الكاسح و حراراتها العالية درجتها على أرجاء المكان ، فأخبرها بأنه ينتظر فى حجرته ، فعندما تنتهى هذه الجلسه الطويلة أخبرنى و أجعليها تنتظرنى ، هذا ما أبداه مندهشا لكل هذه الفترة التى جلسها سويا، و من بعد ذلك عاد إلى الحجرة و ما هى إلى دقائق قد خلع فيها سترته و حتى أتت مديرة المنزل و طلبت منه أن يأتى لمقابلة السيدة فى الأسفل ، و حدث و جلسا فى أحد الصالونات التى تملأ أرجاء الساحة التى توجد فى مدخل هذا القصر ، و بدأ بالتحدث بأنه قد طلب هذه المقابلة حتى يتسنى له معرفة كيفية معاملة زهرة ، و عندها نظرت له السيدة و بدأت الحديث ، بدأت الحديث بسؤال أتعلم ما لديها من أزمه ، فأجاب بأنهم أخبروه بأنها مريضة بالتوحد ، فردته بسؤال و هل تعلم عن هذا أى شئ و لو الأمر اليسير ، فتبسم بسمة البلاهة ، مع تأرجح كتفه فى أشارة بأنه لا يعلم ، و لكنه داخل قرارة نفسه قد أطلق هذا التعبير و هو يحدث نفسه بأنه ربما يكون لى من العلم فى هذا الأمر و لكن كيف أتذكر هذا و أنسى من أنا ، فأجابته إذن فسحاول أن أعرفك به أولا ، مرض التوحد ، يعد من الأمراض النفسية الغريبة بعض الشئ فهو غالبا ما يصيب المء فى الطفولة المبكرة أو حتى حين فترة الرضاعه ، و هو مرض أيضا يعد من الأمراض التى ليس لها علاج الأن ، و أكملت كلامها يعانى مريض التوحد من مشاكل ما فى التواصل الأجتماعى و كذلك تلقى المصطلحات اللغوية ، و المهارات السلوكية ، و لكن تختلف خطورة المرض من شخص لأخر ، فسألها كيف ؟ ، فأكملت بردها على سؤاله الغير مبرر من وجهة نظرى و لكن فقط كان يريدنى أن أزيد كلماتى بما قد أبداه ، أى أن منهم من يرفض الأتصال الإجتماعى نهائيا و منهم من قد يوافق عليه و منهم من يتميز بما قد يجعله خارق بالنسبة للأشخاص العاديين ، و زهرة ليست من مرضى التوحد الذين أصيبوا به مبكرا لا بل أصبها بعد فترة قد تتجاوز الثالثة أو الأربعة أعوام ، و هذا قد جعل لديها قدرة على أن تختزن ما علمته من مهارات إتصال إجتماعى قبل هذه الفترة ، و لهذا السبب فإن التواصل معها سيكون أمرا سهلا لكن بعد فترة ، أى تراك كثيرا أمامها كل يوم تعطيها هدية ما تفضلها و تحبها ، و أيضا تطور لديها الجانب العلمى بالمتابعة الدقيقة حيث أنها أحبت الأدب و خصوصا الأدب الروائى و حفظت كثيرا من سير هؤلاء الأدباء ، و بدأت فى تلقى دروس التاريخ منذ فترة وجيزة و ميلها العالى للحفظ جعل منها ألة لحفظ تواريخ عجيبة و غريبة فإذا ذكرت أمامها و هى تركز فى كلماتك أى أمر يتعلق بأحداث قديمة قد قرأتها فستجدها تعلق و من الممكن أن تستطرد لسرد بضع سطور من كتاب ما ، فهى غالبا ما تقرأ ، كانت من أمهر من دربت فى حياتى على الأطلاق ، و هذا ليس نتاج تدربى وحدى بل نتاج عملنا جميعا ، فأهلها وفروا لها المال الوفير ، و المركز مدها بما تحب حتى تتقنه ، و عند هذا توقفت و نظرة إلى الفتى فكان واضع كل تركيزه فى كلامها و منسجما معه بكل حواسه ، و عندها أعتدلت فى جلستها و ركنت ظهرها فى أخر هذا المقعد الكبير و قالت ، المرء منا يتخيل له أنه قوى ، و لكننا أضعف من أن نكون أقوياء ، فمن منا ينكر الذبابة التى إذا دخلت أنفك أماتتك و لم تكتفى بمرضك فقط ، و من منا ينكر هذا النفس الذى يشعر به إذا دخل و لم يخرج ، و منا منا ينكر العقل الذى إن ذهب صرت حيوانا بكل معنى الكلمة ، و من منا ينكر العيون التى إن فقدنها سرنا بلا ضوء ، و من و من و من ، لا أحد ينكر و لكننا نتخيل فى أنفسنا القوة ، فنهلك بها دون غيرها ، ثم نظرت له ألا تريد أى شئيا أخر ، قال لها بعد أن هز رأسه بعنف و كأنه ذهب إلى وادى النسيان مع هذه الكلمات البراقه ، و قال لا و كأنه لا يعلم عما تتحدث لأنه كان ينتظر منها كلاما أكثر ، فهبت واقفه و أبدات شكرها على هذه الأسئله ، فبعدها بفترة تذكر أنه يجب عليه أن يقف ليسير معها إلى حيث الباب و سيرتها التى تقبع خارج القصر فى حديقته مع باقى السيارات ، فشكرها و سار معها إلى حيث السيارة رغم أنها طلبت منه أنها تعرف الطريق فعليه ألا يتعب نفسه ، فتركها و عاد و دخلت هى إلى السيارة ، ثم ما هى إلا برهة فجرت بعد أن وضعت قدميها من السيارة و قامت بالنداء عليه ، فنظر لها مسرعا بنظرة إنتباه عالية ، فقالت له بصوت عال قليلا حيث كانت المسافة بينهما تتطلب ذلك ، قالت ، عاملها كإنسان .. إنسان له من المشاعر ما يكفيه ليحب كل من حوله دون أدنى رفض لأى فرد .. و كررت عاملها كإنسان ، و نظرت للأعلى فإذ بزهرة تنظر لها من الأعلى و تلوح لها بيدها ، حيث أننى نسيت أنها أخبرتها بأنها سترها من الأسفل فهى وقفت كل هذه الفترة التى جلستها مع الشاب فى الأسفل ، دون أن تكل و لا تمل ....
أما عن السيدة التى ذهبت لحسام فى مكتبه ، فهى .........
لا الحلقة القادمة ستأتى لتكشف الستار عما هو مختبا ، لا يعلم عنه أى منا أى شئ ، سوى أصحابه الذين تدور بهم دوائرهم لترغمهم على أحداث قد يكرهها أحدهم ، و قد يقبلها أخر ، و لكنها أقدارنا فى هذه الدنيا ، نفعل ما نريد و ما لا نريد قفى بعض الأحيان ، و نقابل من نحب و من لا نحب كذلك ، إنها طريقنا لا عودة ، و لكن قد تأتى لنا فرصه فى منتصف الطريق لنعرج إلى أحى طرقها الجانبية لنغير واقع و ضعنا أنسفنا فيه بأيدنا ، فإن الزمن لا يعود إلى الخلف و لكن فى مستقبله ما قد يصحح من سوء ماضيه أو العكس ....

قديم 09-25-2013, 09:04 PM
المشاركة 22
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثالثة عشر
الحلقة الثالثة عشر
السيدة التى ذهبت للضابط حسام فى مكتبه هى والدة سميرة ، كان يريد أن يسألها عن بعض الأشياء التى تخص أبنتها التى علمت بمقتلها ، فبدأت السيدة بالتحدث بعد أن رشفت من كوب الماء الذى أمامها ، نظرت إلى النافذة و أخذت تهمس فى حزن .... أبنتى ، لقد أحبت الحياه أحبت أن تكون سيدة مجتمع ، تمتلك السيارة و الشقة التى هى فى أرقى أماكن القاهرة ، و تمتلك الأموال التى تستطيع بها تحقيق ذاتها ، و لكن وسط كل هذا نسيت أن لكل هذا ثمن و لطالما جلست لأذكرها به فتنكرت عنه و إنها لن تفكر به أبدا ، لأنه و بكل بساطه سيمنعها عن تحقيق أهدافها ، العيون المليئة بالحسرة و القلب الذى طغى عليه الألم حتى أفقده هويته ، و سياج الظلام الذى منع النور من الوصول ، و فقد الأمل فى لقاء من هو عزيز على قلبك ، و وسط كل هذه المشاعر ها هو الشعور بالحسرة على عدم القدرة فى فعل أى شئ لرجوع الماضى ليظل حاضرا ، وسط هذا الألم ينظر لها حسام فى غاية الأسى ، و لكن أكملت رغم كل ما بها من مشاعر حزن مأسورة فى داخل أغلالها الدفينه ، أكملت أبنتى كل ما تمنته و لكنها تنازلت عن الكثير من مبادئها فى وسط هذا الزخم الذى نلاقيه فى أيامنا التى لا نعرف إلى أين مدارها ، و لكن حتى تتفهم حديثى هى حاولت أن تكون منتسبة بصورة أو بأخرى لأى حدث جل ذكرة ، و بدأت فى التقرب إلى نساء أعالى رجال المجتمع ، أما كصحفية أو زميلة نادى ، و بدأت فى دخول عمق اللعبة التجارية السياسية ، و لكن صديقتها كانت لا تحمل نفس الكم من الطموح الغير محددة هويته و من أين سيأتى و كيف ، فالأخرى دائما ما كانت مقيدة بمبادئها القويمة التى جعلت منها مارد فى وجه رجال قد طغوا و طغى بهم ضميرهم ليكون كلا منهم طاغوت يهدد مسار كل من يعيش بين أركان الوطن ، و أستوقفها حسام هنا ، إذن لماذا قتلوها ؟ ، فأجابته هذا ما لا أعلم عنه شئ ؟ ، فهز رأسه و أخبرها بأنه شاكر لها و أنه يريد أن يعرف لماذا تحدثت هكذا عن أبنتها ؟ ، فأكدت أنها لم تتحدث سوى بالحقيقة و ليس بغيرها على الإطلاق ، و أن شعورها بنقص ما فى أداء دورها ، قد يشعرها بأنها السبب فى كل ما جرى لها ، فأخبرها بأنها مثال قد يكون السير حذوه الأن ليس سهل على الإطلاق ، أنتهت المقابلة و ذهبت السيدة ، ليقف هو و يخرجها و يعود إلى مكتبه مرة أخرى ، و يقف أمام النافذه كالعادة واضعا يداه فى جيوب بنطاله وهو ينظر للناس المارون هنا و هناك ، و يتفكر فى كل ما بهم ، و كل ما يحملونه فى داخل نفوسهم بل كل ما يخفونه عمن يعيشون معهم و حولهم ، أيا منا يعرف ، أيا منا يعيش حياة حقيقة .... أيا منا واقف على هذه الأرض ؟ .
علياء تنزل من شقتها و تسير حيث الطريق الرئيسى و لكن لماذا لا تركب سيارتها الخاصه هذه المرة ، الخطوة تلو الأخرى ، ها هى واقفة ، أشارت لسيارة أجرة بالوقوف فتوقفت ، و صعدت السيارة ، و سارت ، ها هى تنزل من السيارة فى مكان لا أجد فيه سوى مرسى نيلى مهجور ، و بعض الشجر الكبير المتاكلة أغصانه ، و لكن تذكرت لم أخبركم أنها تحمل نفس الحقيبة التى أخرجتها من مكتبها و تأكدت بأن ما بها من مستندات موجود ، و الأن أرى رجلا ضخم الجثة أتى من الخلف يرتدى بنطال أسود و سترة سوداء و نظارة سوداء و قبعة سوداء ، و لا يظهر أنها تشعر به ، أحذرى ، قد أخرج سلاح و صوبه ناحيتها و ضغط على الزناد فخرت على الأرض ساقطة ، لترتطم رأسها بحجر كبير بعض الشئ و تفقد الوعى و يسيل الدم منها ، و لكن .... من كريم ؟! ، ماذا يفعل هنا هذا الفتى ، أتى راكضا نحو هذا الرجل و ضربه من الخلف بشده ، لكنه لم يؤثر فيه و ألتف نحوه و ضربه و لكن كريم تفدى الضربات و ظل يضرب ضربات خفيفة و لكن الرجل ضربه ضربه شديده و أخذ الحقيبة و لكن كريم أمسكها منه بقوة و سرعة لم أعرف من أين أتى بهم فقذف بها بعيدا ليركب هو سيارة تابعه له أتته مسرعه و يهرب لأنه رأى أن هناك سيارة ستأتى من بعيد ...... علياء راقدة على أحد أسرة المشفى فى حجرة خاصة ، و كريم يجلس أمامها ، و تبدأ هى فى فتح عينيها ، فتجده أمامها فتحاول فتحهما جيدا ، و سألته ماذا حدث ؟– سؤال تقليدى - ، فقص لها أنها خرجت من منزلها و كان هو واقف بجانب العمارة فحاول أن يحدثها و لكنها كانت سريعة و لم يلحق بها حيث لم تقف كثيرا حتى ركبت سيارة أجرة ، فتعجب لهذا الأمر ، فأستقل سيارة أجرة كذلك من خلفها و سار ورائها و عندما نزلت فى مكان لم يسمع به من قبل ، نزل هو أيضا ، و توقف بعيدا خلف شجرة ، ليرى ماذا ستفعل فوجد رجلا ضخما يأتى من خلفها و يمسك سلاح و يصوبه نحوها ، فركض نحوها لكنه قد فعل و ضغط عليه ، فوقعت و أرتطمت رأسها فى حجر و نزفت دما كثيرا و لكن العناية الألاهية قد أتت بسيارة لتحنوا علينا صاحبتها و تركبنا معها إلى المشفى و أنزلتنا هنا و دخلت بك سريعا و أتى الطبيب و قرر إجراء عملية لإخراج الرصاصة من الكتف الأيسر ، و عمل اللازم ، و قد تمت العملية بنجاح ، وها هى معه و تتحدث ، و أخبرها أيضا بأن الحقيبة معه لم تفارقه منذ حدث ما حدث ، و كأنه لا يريد أن يسأل من هم الأن و سيتركها لتشفى حتى يعرف من هم و ما فى هذه الحقيبة ، و هل لهم علاقة بطارق ؟ ، و لكنها أخبرته بأنها تريد إخبار الضابط حسام ليأتى سريعا ، و لكن يجب أن يخفى الحقيبة فى مكان أمن جدا فهى تعتمد عليه بعد الله فى هذا الأمر ، فأخبرها بأنه سيفعل كل ما تريد و لكن بدى عليها الأرهاق فطلب منها أن ترتاح ، فأخبرته بأنه يجب أن يطلب الضابط هاتفيا حتى يأتى فورا ، و قد حدث ، و أتى الضابط و قابله حسام فى المكان المخصص بالأستقبال ، و سأتركهما سائرين فى ممرات المشفى و سط الحجر و أرقامها و خطوطها الملونه ليعيد كريم القصة سرادا تفاصيلها لحسام ، و ها هما على بابا الحجرة ، فيطرقه كريم مرتين فتسمح له من داخل الحجرة بالدخول ، فيدخلا ... فيبدى حسام تمنيه بالشفاء السريع و أنه سيحاول أن يعرف من قد فعل ذلك و لكن يجب أن تتحدث بكل ما لديها حتى يستطيع أن يحميها و يساعدها ، فأخذت نفسا عميقا و بدأت فى قص ما لديها من أسرار قابعه فى أحشائها ...........
فى يوم الحادثة و قبل ثلاث ساعات من وجود الجثة ، كانت قد أتت عفاف و سميرة و هما صديقتيها و جلسا معها فى منزلها و جلسة طويله ، حيث أن كان بينهم بعض الخلاف ، و للعلم أن عفاف أتت قبل سميرة بمدة ليست كبيرة لتعطى لى حقيبة ببها بعض المستندات لأخفيها ، و أبدت بأنها تشعر بالقلق ، و أتت من بعدها سميرة و حاولت جاهدة أن أخفف ما بينهم من خلاف و لكن أسلوبهم فى التعامل كان صعب جدا و فهمت أن الأمر جذرى و أن الأمر قد كان صعب جدا و كانت كل واحدة منهما تريد أن تترك الجلسة وتذهب إلى أن أتت والدتى و أخذت تحاول تخفيف الأمر و كل هذا المحدثات قد أدت إلى قليل من التخفيف و لكن أيضا الأمر كان صعب بينهم ، ثم سألت عفاف و هى تعرف طارق جيدا عنه ، فطرقنا الباب مرة بعد الأخرى و لكن لم يفتح أحد فعلمنا أنه ليس بالمنزل ، ثم أوصلتهما إلى السيارة و بعد نقاش طويل قبلت سميرة أن تركب السيارة مع عفاف و سارتا ، و من بعدها علمنا بالجريمة و أن عفاف قد ماتت ، و لكن فوجئت صباح أمس بهاتف من عفاف فتعجبت و لكن لم أستطع أن أتدارك الأمر و لم أقدر أن أرد من الدهشه ، و هى أيضا تحدت بسرعة و أبدت أنها تريد الحقيبة غدا و أعتطنى عنوان لم أسمع به قط ، و لكنى نفذت هذا صباح اليوم و حدث ما حدث ......
نعم يختلف ماضينا عن حاضرنا و لكن دائما ما يشبهه فخصالنا لا تتغير ولا تتبدل و نحن هنا ، سيظل من ليس له مكان فى البحث عن مكان ليأويه ، و من ليس له شئ أو شخص يعيش له سيستمر أيضا فى البحث عن أيا منهما ، لماذا ؟ ، لأن دائما ما نحتاج إلى شئ نعيش من أجله ، أو شخص نعيش لأجله ، أو مكان فى هذه الدنيا يأوينا لنعيش مع من يحبونا و من نودهم ، القضية ليست فى أين و متى سنصل إلى ما نريد أو من نريد ، لا يجب دائما علينا أن نعرف كيف السبيل للوصول ، اليوم ... غدا ... و البارحه ... زمن عشنها و سنعيشه و إذا عاد بنا الزمن لأخترناه كذلك لأنه الأفضل لنا بدون شك فى ذلك ، الأمل هذا ما نبحث عنه دائما لكى نعيش ...........
حدثها الضابط حسام عن أن من ماتت ليست سميرة و أنها عفاف ، فبدت عليها الدهشة ... كيف ؟ ، فشرح لها ما وصل له و كانت مفاجئه كبيرة عليها ، و سألته و كيف نعرف السبيل لها ؟ ، و لكنه وقف صامتا ..... ، فبدى عليها الإنفعال المتزايد ، و لكن كريم حاول أن يهدأ من روعها بأى صورة و فشل ، فى ذلك حتى بدى عليها الإغماء و أتى الطبيب و معه الممرضة التى أستدعت واحدة أخرى معها ، و فجأة أزداد الوضع صعوبه و أخرجاهما من الحجرة ، و جلسا خارجا ينتظران فى تعقب شديد لما سيحدث ، و فى الداخل كان الطبيب و ممرضتاه يفعلون ما يستطيعون ، حتى مرت بسلام ، نعم أنه الحب الذى لا حدود له ، فهى لا ترعف لها صديقه وفيه أكثر من عفاف و اليوم هى تغيب عنها و بعد أن علمت أنها ماتت و فقدت الأمل فى رؤيتها للأبد ، أتى بصيص من النور ليطلعها على أن الأمر مجرد أكذوبه و أنها تعيش حتى الأن و لكن لا يعرفوا أين هى ، فيالنا كيف نتحمل هذا ، منا من له من القلب ما يستطيع أن يرسخ فى نفسه مبادئ من الإيمان القويم ، و لكن منا أيضا من قد يفشل فى ذلك ، و منا من له من الأحساس ما لا يؤهله لتحمل كل هذا بهذا الشكل ، معانى كثرة بين جوانح قلوبنا .......
نعود لصديقنا الذى يجلس على أريكته فى الحديقة فى صباح اليوم التالى ، و لا يحرك ساكنا و كأنه قد فارق هذه الحياة بكل ما فيها ، إلى أن بدأ يحرك يداه و يدخل أصابع كل يد فى الأخرى و يرفعهما ليضعهما خلف رأسه ، و يعود لسكونه ، ثم يأخذ نفس عميق و يقوم من جلسته بعد فترة من سكون يشوبها ألم الحزن الظاهر فى عينيه ، نعم يريد الأمل و يريد الرجوع لماضى غاب و حاضر لا يعرف عنه شئ و مستقبل مبهم ......
حلقة أخرى قد نعرف فيها أكثر .... أنتظروا دائما مزيد من المشاعر الإنسانية الزائفة و كذلك الحقيقية فى بضع أجزاء منها .....

قديم 11-14-2013, 11:26 PM
المشاركة 23
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الرابعه عشر
الحلقة الرابعة عشر

[justify]صباح يوم جديد، خرج الفتى مع هدى ذاهبا للمقر الرئيسى لمجموعة الشركات، و عندما وصلا و دخلت إلى مكتبها ، و هو كذلك دخل إلى مكتبه ، و ما هى إلى دقائق و قد أرسلت له أن يحضر إلى قاعة الأجتماعات الأن، فنهض مسرعا و ذهب إلى حيث أخبرته ، و عندما وصل وجد مديرى الإدارات جميعهم مجتمعون ، فعلم أن هناك أمرا مريب، فدخل وجلس فى مقعده، دون أن يتحث ، و حقا ما شعر ، فهناك أمرا مريب ققد جد ، الأموال التى فى أفرع البنوك لا تتم إلا صفقات هذا العام فقط ، و يجب أن يبدروا بفتح الوصيه و معرفة أن باقى الأموال ، فنظرت إلى الفتى ، و نهضت و ذهبت له فى جلسته فى وسط القاعه ، و طلبت منه أن يأتى معها إلى المحامى الأن ، و قد نهض .
وصل إلى المحامى فى مكتبه ، و طلبوا منه فتح الوصية و قد كان مقرر لها أن تفتح بعد أيام من إنهاء بعض الإجراءات ، و لكنه قد لبى طلبهم وأخبرهم أنه يريد إجتماع لكل أعضاء مجلس الإدراة لحصر كل شئ ، و ما هى إلا ساعه و قد حضر الجميع ، و عندها قدمت كل المستندات ، و أتت اللحظه الحاسمة ، لحظة فتح الوصية ، و قد فتحها المحامى و بدء بالقراءة : " السلام عليكم .. أتمنى أن يترحم على الجميع .. و يسامحنى من أخطأت فى حق له .. و يعفو عنى من ظلمته فى يوما ما .. و أن تبلغوا عنى لكل شخص ما علمتم أن بينى و بينه مشاحنة ما أننى سامحته و أرجوه أن يفعل .. أما عن إجتماعكم اليوم فأعلم أنه قد قدم عن موعده المقرر .. المال ... يعلم جميع أعضاء المجلس أننى دائما ما وضعت مال يكفى المنقصات سنويا .. و لا أحد يعلم أن باقى الأموال .. و قد جد الكثير من الأمور فى الفترة الأخيرة .. جعلتنى أخفى الأموال جميعها عن الانظار .. و لم يعلم مكانها أحد .. إلا شخص واحد فقط .. هذا الفتى الجالس معكم غريبا لا يتحدث .. هو فقط من لديه المفتاح .. و لكن يجب أن يتذكر كل ما قلته له .. ستندهش أبنتى .. و لكن عذرا كان الوقت قد أسدل الستار .. و كان يجب على أن أذهب معه فقط .. و كنت سأحكى لكى كل شئ ولكن إن عدت .. أما الأن فقد أنتهى الأمر و هو فقط من يحمل المفتاح .. و لكن يجب أن يتذكر كل ما قلته له .. حتى يعرف المكان الذى به المال و كذلك المفتاح .. و أنا أثق به .. و لكنى قبل أن أنتهى يجب أن أعتذر له مرة أخرى .. لأننى السبب فى فقده الذاكرة .. عندما رأى ما ليس صوابا أن يراه و لا أستطيع التوضيح أكثر من ذلك .. كانو سيقتلونه .. لولا أن أمرت رجالى أن يذهبوا له فيضربوه و يفقدوه الوعى و يحضروه لى .. و لكن حدث خطأ حيث أن من ذهب ليضربه ضربه فوق رأسه فأصابه ما أصابه .. و رغم أنى لست مضطر لسرد كل هذا و لكن ثقتى فيه تجعلنى أسرد دون أن أخشى أى شئ .. أعلم أنه سيغضب قليلا و لكن نفسه الطيبة ستجعله ينسى ما فعلت به .. و سيستمر فى مساعدة أبنائى .. و لكن يجب أن يعلم أن أبنائى يحتاجونه .. رغم ما فعل والدهم من أخطاء .. أنصحك يا بنى بألا تبحث بين ثنايا الماضى و تستمر فى واقعك كما أختاره لك الله .. أخيرا .. أبلغوا سلامى لأبنائى الصغار و عمال المصانع و الشركات .. أخا لكم فارقكم .. كتبها المحامى بإشراف منى أنا " ......... و موقع بخط يده و بصمته من أسفل الوصيه ، و قد أعطى المحامى لكل منهم نسخه ، بعد أن أنهاهه .
و لكن الكل فى وادى ، و الفتى فى وادى ، حيث قام من جلسته و أخذ نفسا عميقا و خرج إلى خارج المكتب ، فهبت هدى من خلفه و لكن المحامى أستوقفها و ذهب له ، فوجده فى مقعد من مقاعد الإنتظار فى الخارج ناظرا إلى الأرض و وضعا يده اليمنى فوق اليسرى أعلى خاصره فى جلسته و لا تبدو عليه أى ردة فعل إلا التجهم ، فجلس المحامى بجواره ، و بدء الحديث بأن الدنيا كالكتاب المفتوح أمام أعين الناس و لكن كلا منا ينظر لما يريد من الصفحات ، و لا يريد النظر أو حتى مجرد الإهتمام بباقى الصفحات ، و عندما تمر الأيام ، يندم أنه لم يدقق النظر فى أيا من تلك الصفحات التى يعطى لها اهتمام من الأساس ، و لكن قد فات الأوان فكل شئ فى هذه الدنيا قريب إلا الأمس فهو البعيد الوحيد ، و وسط كل هذا لم يبدى الفتى أى ردة فعل ، و لكن أستمر الرجل فى الحديث ، و طلب منه أن يسأله سؤال و رغم أن الفتى لم يبدى الرفض أو القبول إلا أنه سأل لماذا تبكى على حياتك الماضية العديد من الناس فى الشوارع يتمنون أن يحصلوا على إمتيازك بصفحة جديدة بيضاء يسطورن بها ما يحلو لهم ؟، هل تبكى الأهل ؟،فلديك أهل الأن يحبونك و يعتمدون عليك و يعلون من شأنك ، هل تبكى المال ؟ ، فلديك المال ، هل تبكى العلم ؟، فأننى سأتى لك بكل ما تريد من شهدات علميه موثقة ، فماذا تحتاج ؟، لا أعلم ما الذى يغضبك ، فقام الفتى من جلسته بعد هنيهه و وقف واضعا كفيه فى جيوب بنطاله و ناظرا إلى الرجل و ذهب حيث الباب ففتحه و نطق بأسم هدى حتى تأتى و سار و هى تتبعه ، دون الحديث بأى كلمه ، و ركب السيارة و أدارها و هى من خلفه ركبت بجانبه ، و لم تتحدث و لم يتحدث حتى وصلوا إلى المنزل ، فدخل و جلس فى الحديقة حيث كان يجلس أمس ، و لكن الأن نعلم ما يدور فى رأسه ، العديد من الأزمات و المشاكل التى جلبتها الايام له و لكن لازالت بسمته الرقيقة مفترشة أركان وجهه ، و لكن لازال يغطيها جبل من الألم و الحزن الذى لا يريد أن يفارقه ، و عندها أتت من خلفه هدى تريد أن تحدثه جلست على المقعد الذى بجواره ، و صمتت و أخذت تحرك فى خاتمها الذى فى أصبعها الأوسط فى يدها اليسرى ، و تختلس النظر إليه برهة و كلما قدمت على الحديث أستوقفها ماذا ستقول فصمتت ، و لازال هو مغموس فى أربابه المغلقه على جمجمة أفكاره ، و لكن كان يجب عليها أن تتحدث و قد فعلت بعد أن مر العديد من الوقت على هذه الجلسه الصامته و حينها قد أبدت أنها تشعر بمشاعر من الأسى و الحزن ، و لكنها تشعر بالسعاده فى أنه سيبقى معهم لتسند إليه أعمال صعبه بكل تأكيد على مثلها ، و أنها لا تعلم لماذا قد فعل والدها هكذا و لكنها متأكده من أنه ما فعل إلا ما فيه المصلحه له – الفتى- و لنا أيضا ، و هنا قد نظر إليها و بنظررة من الدهشة لما تقول ، و هنا قد نهض و أخذ يسير بضعة خطوات تجاه حوض السباحه فى الحديقة و وضع يده فى جيوب بنطاله و شد جسده للأعلى و و مد رقبته إلى الأعلى و أخذ نفس عميق و بدى قادم على حديث جم قد حشرته الأيام الماضية بين سجتن أفكاره ، و هنا تحدث بأن المصلحه حدث والدك تحدث عن حدثٍ ما قد حدث و هناك من كان يريد أن يفعل بى مكروه فأتى هو كملاك وديع ليحرر رقبتى من ظلم قد وقع على من دون ما أدرى ، فأمر رجاله ليأخذونى بضربى و أفقادى الوعى ، فضربنى أحدهم خطأ فأفقدنى ذاكرتى و وعى بدلا من أن يفقدنى وعى فقط ، و هنا قد أتى أيضا الملاك ليأتمننى على أسراره و أبنائه بعد موته ، و لي سهذا فقط بل و أمواله ، بما بكلمه قد أخبرنى بها أو جملة يجب أن أتذكرها حتى أستطيع إيجاد كنزه المفقود ، يالها من قصة طريفة ، و تبقى المصلحه لى ، و هنا بدء صوته يزادد حده و سرعه و كاد أن يلهث من قول الكلام بسرعه كبيرة ، و نسى أننى بشر ، إنسان له أهل يريد أن يراهم و يريدوا أن يروه ، نسى أن لحما و دم لى ما أبكى عليه و لى ما أفرح به ، لى أشخاص أتودد إليهم و يتوددوا إلى قد يعانوا الوحده من بعد أن تركتهم ، كل هذا و قد فعل لى ما هو فى مصلحتى ، نسى المشاعر و الأحاسيس التى تنتابنى من أنا ؟ ، ما الماضى ؟ ، ما الحاضر ؟ ، ما المستقبل ؟، كله مجهول ، فقط لأجل أن يحمى نفسه و فوق كل هذا مات دون أن يخبرنى رغم أنه يريد أن يأتمننى على ما لديه و ما يمتلك ، لا أعلم ماذا أقول ؟ ، و قد أخرج يديه من جيوبه و رفعها ليسمك بها رأسه و ينظر إلى السماء و هو يأخذ نفسه بقسوة ، و هنا نهضت هدى و أتت إليه تتلمس الأرض و هى تحشر الدموع بين جفونها حزنا على ما أصابه ، و عندما وقفت بجانبه بدأت فى الحديث بأنها تريده أن ينسى الاضى بما كان إلا إن من الله عليه بالتذكرة و أن يتطرق للحاضر والمستقبل و فقط ، و يجب أن يعلم أنها ليس لها يد فى كل ما جرى و أن أخوتها كذلك ، يجب أن يؤدى الدور لهم .
أما عن حسام فهو غارق فى ألامه وحيدا ، أخوه قد مات ؟ ، عفاف و هى خطيبة صديقه الذى طلب منه أن يحميها حتى تجد من يحبها من بعده و يتزوجها قد أختفت فى ظروف غامضة و يجب أن يصل لها و بسرعه حتى لا يحدث لها مكروه ، و أمه التى هى فى المنزل تجلس وحيده حزينه على أبنها القتيل بلا أى ذنب قد أرتكبه .
أما علياء فوالدتها قد أتصلت بها و لكنها لم تخبرها بأنها فى المشفى حتى لا تقلق و تنهى زيرتها الخارجية و تعود و لكنها طمنأنتها بالهاتف أنها جيده و الأحوال على ما يرام ، و لازالت تجلس فى حجرتها فى المشفى ، الحجرة مظلمة لا يشق ظلمتها إلى ضوء قليل قد أتى من نافذه زجاجية متوسطة الحجم فى جانب الغرفه مسدل عليها الستار إلا قليلا منها ، و تفكر فى الغائبون ، الفتى و عفاف ، ماذا حل بهم ؟ ، من يترى من له مصلحه فى أخفائهم .
كريم هو من يلازم علياء فى المشفى و يجلس على مقعد أمام باب الحجرة حتى يلبى رغبتها إن طلبت أى شئ ، و يفكر فى مستقبل صديقه الذى لم يره منذ فترة بعيده ، و بعد أن كان عاقد يديه واحدة على الأخرى متئكا على ظهر المقعد ، قد فك يديه و نزل بجسده إلى الأمام ليسند رسخيه على ركبيتيه و يقبض يد و يمسك بها الأخر و يضعهم أسفل زقنه سارحا فى شئ ما لا أعلم ما هو و لا يعلم أحد إلا الله الذى يعلم كل شئ و من ثم هو ، و هذا أمرا هام دعونا من الحديث منه الأن .
خالد جالس فى الحجرة فى الأعلى و يمسك بقلمه و يدق به على سطح مكتبه ، حتى هذا الصبى أصبح لديه ما يخفيه عنى و عن قلمى بالكم قوم غرباء .
و زهرة الواقفة فى شرفة حجرتها ناظرة إلى الفتى و هدى فى حديثهم .
لا يعلم ما فى نفوس الناس إلا ربهم الذى أدرى بكل شئ و من ثم هم أصحاب الأمور ، و لكن هل لى بمعرفة أحاجيهم لأسردها لكم لا ، هم فقط من يعلمون و أنا ، ما أنا إلا شخص غريب عنهم و عنكم لا أعرف إلا ما قد أبلغونى به عبر كلامهم و أفعالهم ، و لكن لازالت هناكالعديد من الأحداث و الأحاجيات التى ستحل عاجلا أم أجلا ، و لكن تذكروا الوحيدون الذين يعلمون هم و ليس أنا أو أنتم.
[/justify]

قديم 11-15-2013, 03:10 AM
المشاركة 24
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أهلا بالكاتب أحمد سليم بكر

بدأت قراءة هذا النص الطويل وجدته مشوقا وصلت إلى الحلقة الثامنة لي عودة .

تحياتي


قديم 11-15-2013, 11:30 PM
المشاركة 25
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


طبعا قصة مثيرة و لا تكمن الإثارة فقط في أحداثها لكن في طريقة تقديمك لهذه الأحداث .
قد يكون عدد الشخصيات كثيرا يجعل بعض الإرباك يحدث للقارئ ، لكن في الوقت ذاته يعبر عن اتساع مخيال الكاتب و قدرته على استيعاب هذا الكم الهائل من الأشخاص بجزئيات حياتهم ونسج الروابط بينهم لتكون في النهاية كل شخصية لها مركزيتها في النص .

طبعا كما أشارت الأخت صفاء و الأخت ريما أن النص يعاني من كثرة الأخطاء الإملائية والمطبعية ، وأظن أنك بما تحمله من علم قادر وأكثر على تجاوز هذه السلبية بجهد بسيط .
أنت كاتب بارع
تحيتي .





قديم 11-17-2013, 02:56 AM
المشاركة 26
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الخامسة عشر
الحلقة الخامسة عشر
[justify]أحداث متلاحقة .. الجميع يقف موقف الرهبة و تخوف مما هو قادم .. و لكن من الذى يمتلك حلول الألغاز ؟ .. من يعلم ؟، و من لا يعلم؟ لا زالت عند موقف .. أبطال القصص هم فقط بعد الله من يعرفون أحاجيهم فى قصصهم التى يدركون أمورها و يعتلون منصة أحداثها .. و لهذا سنزال نتعقب خطاهم إلى أن نعلم من يعلم ؟ ، و من لا يعلم ؟ .
هدى التى لم تنم منذ ليلة الأمس التى كانت صعبة جدا على الجميع ، تبدأ هذا اليوم بكثير من التعب و الإرهاق ، و أراها فى هذه اللحظة تخرج من باب القصر و تتجه لسيارتها حيث أنتظار السائق لها ، و عندما تخرج إلى الضوء ترتدى نظارتها السوداء و تسير إلى حيث السيارة و تركب دون إبداء أى حديث و لا شكر للسائق الذى هب ناهضا و فتح لها باب السيارة الخلفى عندما رأها .. و أثناء سير السيارة باتت ألحان الهدوء و السكينة هى المسيطرة على الموقف ، و لم يتحدث أى شخص .. و ها هى قد وصلت لتصل إلى باب مكتبها و تمر على السكيرتارية و ترحب بها المساعده دون أى أبداء أى حديث لتفتح باب حجرة المكتب ، فتجد جميع أعضاء مجلس إدراة المجموعه فى إنتظارها ، فتخلع عنها نظارتها السوداء ، و تسير بخطى مسرعه نحو مكتبها و تجلس على مقعدها ، لتجلس و تتحدث عن سبب هذا الإجتماع ، فيبدأ أحدهم بالحديث ، بأن هناك أمرا لم يستطيعوا الحديث فيه أمس لما قد حل من مواقف غريبة ، و لكن وجب الحديث فيه قبل فوات الأوان ، إن الشركات التى ستعاقدون معها يجب أن يعقدوا معها الصفقات الجديدة للعام الجديد فى خلال أسبوع فقط و أن مندوبيها سيأتوا فى خلال يومين على الأكثر .. فبدأت الدهشة على هدى و حل الصمت قليلا ثم أبدت سأله عن الحلول المقترحه ، فنظر الجميع كلا للأخر دون حديث ، و كأنهم تعجبوا من طرح هذا السؤال ، إلى أن تحدث أحدهم بأن الموقف الراهن متوقف على الفتى و متى سيعرف أين الأموال ، و الثانى هو توقف الصفقات و الذى سيؤدى إلى كارثة للمجموعه الإقتصادية بأكملها العام المقبل ، و هنا بدأت الحيرة على الجميع ، إلى أن طلب منها أحدهم أن تتصل هاتفيا بالفتى لإحضاره و لكنها أبدت أن حالته النفسية لا تسمح بذلك ، و أنه يجب الصبر هذه الفترة عليه حتى يتمالك نفسه ، و لكن أحدهم تحدث بأن الوقت يلاحقهم و يجب عليهم جميعا أن يتحدثوا إليه فهذا الموقف ملك الجميع ليس هو فقط ، و رغم أنها لازالت تصر على أنها لا تستطيع أن تحدثه الأن ، أصر الجميع على أنها يجب أن تفعل و أن يترتب إجتماع سريعا خلال اليوم يكون هو حاضرا فيه ، و وسط هذا الحديث المضطرب و الموقف الصعب إذ بالباب يُفتح و يدخل الفتى ، فيرى التجهم بين ثنايا الجميع ، و يسأل عما قد حدث فيخبره أحدهم بالأمر ، فينهض من جلسته التى أستمع فيها لكل ما أبدى الجميع و خرج من المكتب دون أن يتحدث بأى حلول ، و لكن السؤال لماذا خرج مسرعا دون كلام ؟ ، و إلى أين يتجه فى ظل هذه الظروف ؟.
كريم واقف فى حديقة منزله و يمسك بأداة حفر حديديه و يحفر بضربات متلاحقة حفرة ليست بكبيرة و يخرج الحقيبة من كيس بلاستيكى أسود اللون ، أتذكر إنها الحقيبة التى طلبت منه علياء أن يخفيها عندما أستفاقت من المشفى ، و يمسكها بين يديه و ينظر لها و كأنه يتسأل ما بها و يقترب بأطراف أصابعها من القفل و لكن يبعد يده بسرعه و يضعها فى الحفرة و يعيد التراب إلى حيث كان و يضع فوقها شجرة صغيرة أخرجها من بوتقه فخارية و يغرسها حتى يعلم المكان و لا يعرف أحد بما فيه ..
الفتى فى مكتب المحامى ، يجلس على أحد مقعدى المكتب و أمامه المحامى ، و يحدثه المحامى و يسأله عن المبلغ الذى سيحتاجه ؟ ، أى مبلغ و لماذا ؟ ، لا أعلم الأن و لكن بالتأكيد سأعلم ، و قد أخبره برقم صخم ، و أبدى المحامى بأنه ليس فى مقدوره و لكنه سيحاول أن يجمع و لو نصف ما طلب ، و لكن ما كل هذا ؟ ، و يخبره الفتى بأنه يحتاج لمخزن كبير فى وقت سريع جدا كذلك ، و يبدى الرجل موافقته و أن الأمر فى هذا سهل جدا و سيفعل بسرعه و سيبلغه فى خلال ساعتين على الأكثر بالمكان ، ما الذى يبدأ فى ترتيبه هذا الفتى و هل له علاقة بالمشكلة التى تورط فيها الجميع الان ؟ ، و ها هو الفتى يخرج من باب المبنى و ينظر إلى سيارته ثم يتركها و يسير ، إلى أين يذهب و لماذا ترك السيارة ؟ ..
حسام فى مكتبه مع على ، و على يسأله عن رأيه فيما قد حدث لعلياء و هل حقا يعتقد بأن عفاف هى من أتصلت بها هاتفيا ، و هل يعتقد حقا أن عفاف تعيش ؟ ، و ينظر له حسام و هو يحرك أنامله على ذقنه المشعره ، و ينهض من جلسته واقفا و يسير نحو النافذه و ينظر إلى الشارع ، و ينظر لعلى ثم يحدثه بأن كل إنسان من هؤلاء الذين يسيرون أمام ناظريه فى الشارع له قصته الخاصه التى ترتبط أرتباطا وثيقا بكل من حوله و لكن هل يعلم هؤلاء الناس الذين يرتبط بهم أسراره أم هناك العديد منها الذى يخص به نفس دون أى شخص أخر ، فأبدى على باسما و حدثه بأنه يرى أرسطو قد بعثه الله من جديد فى القرن الواحد و العشرون ، و لكنه ينظر له و يبتسم و لا يتحدث ، و لكن ها هو ذا الرجل ذو الملابس المتهاكه القابع على باب المكتب قد يطرق الباب ثم يدخل ، ليخبره بشئيا ما ، و لكن أعتذر منكم فأنى لا أعلم ما الذى قد حدثه به ، أسف ..
علياء فوجئت بوالدتها مهرولة ناحيتها ، فقد أتت منذ ساعتين و لم تجدها فى المنزل و لكن لحسن الحظ أنها وجدت كريم صديق الفتى فى المبنى حيث أنه تم كسر الباب و دخول شقة الفتى من مجهولون و كان الضابط حسام و الضابط على هناك و قوة من الشرطة تتتعرف على أحداث الجريمة و ما مدى تأثيرها على الشقة ، و لكن الأمر المدهش أن لسارق لم يفعل أى شئ بمحتويات الشقى سوى كسر الباب ، و أعتقد أنكم قد علمتم بماذا قد أخبر الرجل الذى دخل على حسام فى مكتبه عندما كان مع على ، فأنه قد أخبره بما قد تم الأبلاغ عليه حيث أقتحام شقة الفتى ، و بالتالى فذهب مسرعا مع على و قوة شرطية إتجاه الشقة ، الحمد لله أننى علمت بهذا الأن حتى لا أصير أمامكم كالأبله تتخطانى الأحداث الأهم ، أرى فى وجوهكم بسمة السخافة مما أقول ، أعتذر لكم مرة أخرى ، فأنى لست ممن يكتبون الكوميديا بصورة جيدة ، مع العلم بأن الموقف لا يحتاج إلى كوميديا بكل تأكيد ، كفى أيها القلم عد لما كنت قابعا فيه ..
نعود لعلياء و والدتها فى المشفى ن بعد أن أطمأت عليها ، خرجت لتسأل الأطباء عن حالتها الصحية ، و قد دخل كريم لها بعد أن طرق الباب ، فقد سألته عما فعل بالحقيبة ، فأخبرها بأنه أخفها حيث لا يعرف أحد مكانها على الإطلاق ، فأبدت شكرها ، و سألته عما قد حدث لشقة طارق أقصد الفتى ، فأخبرها بأن الشقة رغم أن بها مال فلم يسرق على الإطلاق و ترك كما هو ، حيث أن والدى طارق قد أرسلوا له ثمن منزل جديد كانوا يريدون شراءه و لكن حدث ما حدث قبل أن يفعل ، و رغم وجود المال فلم يأخذه السارق و أخبرها أن المال قد أحتفظت به الشرطة و مقداره مائة ألف جنيه ، فأبدت دهشتها و نظرت له فى عجب مرددة مائة ألف جنيه ، فأجابها تخيلى ، و لكن بددت نظراته مريبة جدا ، و لكن أنا لا أعلم ماقد أخفوه فى هذه النظرات التى تحمل الكثير من الغرابه ..
هدى تدخل مكتب المحامى و بعد أن تستأذن السكرتارية تدخل إلى حيث المكتب ، و فتلقى سلام الله على المحامى و بعد أن يجيب تنظر حولها ثم ، تتحدث إليه سائله بأنه أين الفتى ؟ ، فأخبرها بأنه قد تركه منذ ثلاث ساعات أو أكثر ، فأخبرته بأن سيارته قابعه فى الأسفل امام المبنى ، فأخبرها بأنه لا يعلم لما قد تركها ، و لكنه علل بأن ممن الممكن أن يكون بها شيئا ما ، و عندما سألتهه لماذا قد أتى له ، أخبرها بأنه أراد معرفة رأيه فى الموقف الذى قد حدث ، و لكن لم يبدى أى شئ ذو اهمية حيال هذا الأمر ، فأنه أقصد المحامى ضعيف قليلا فى الجانب المالى و إدارة الأعمال و هذا بقدر حديثه الخاص عن نفسه ، و لكن أرى الدهشة فى عيونكم لماذا لم يحدثها عن المال و المخزن و كل ذلك ، أعلم أنه أمر صحيح و لكن لديه تفسيرا عندى ، سأبلغكم به ..
أما عن زهرة فهى جالسه فى مكانها فى الحديقة و ها هو المساء قد أقترب ، و خالد الذى أتى مهرولا و معه حقيبة لا أعلم ما بها و لكنه هرول مسرعا إلى حجرتته و دخل و أغلق على نفسه بابه ، يا لها هذا الفتى لماذا لا تتركنى أرى ؟ ، سأنزل لأرى الصبيان يلعبان فى الحديقة بكرة صغيرة دون أى إزعاج لزهرة ، و ما هى إلا دقائق قد تبلغ النصف ساعه حتى دخلت هدى من المنزل لتستقبلها مديرة المنزل و تأخذ منها حقيبتها ، و لكن لحظه لم تخرج فى الصباح بحقيبه أتتذكرون ذلك ، لعله أمرا ما قد حدث ، و تسألها عن الفتى فتخبرها بأنه قد أتى و عن خالد فتخبرها بأنه لم يكن موجود فى المنزل و ترى كذلك الصبيان من الدالخ يلعبان فى الحديقة و أمامهم زهرة جالسه ، و تصعد الدرج إلى الأعلم ، فتأتى ناحية غرفة الفتى و لكنها تفاجئ بخالد الذى أخبرتها المديرة بأنه غير موجود ، فتحدثت إليه أبدت أن المديرة أخبرتها بأنه غير موجود و أبدت أنها تريده فى أمرا ما بعد أن تتحدث إلى الفتى ، فطرقت باب حجرة الفتى ، و سمح لها بالدخول فدخلت و تركت الباب مفتوح ، و سألته أين كان لأنها رأت سيارته أمام المبنى الذى فى أحد أدواره مكتب المحامى و لم تجده فى الأعلى ، و أنه قد عاد و أخذ السيارة و سار دون أن يتنظرها ، فأخبرها بأنه لم يرى سيارتها و لا حتى السائق الذىكان يجلس على أحد المقاهى و لذلك فأن السائق أيضا لم يره عندما عاد ، و أخبرها بأن السيارة كانت تحتاج بضع من البزين فقد ذهب و أتى بأحدى الزجاجات بها القليل منه حتى يتثنى له الذهاب للبنزينه و هذا لم يحدث ، قد يستطيع أن يكذب عليها و لكن لا يستطيع أن يفعلها معنا ، أليس كذلك ؟
أنتظروا العديد من الأحجيات ، لازال الأمر معلق و معقد ...
[/justify]

قديم 04-12-2014, 04:17 PM
المشاركة 27
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة السادسة عشر
الحلقة السادسة عشر
السكوت و الوحدة و العزلة التى تجعل الفرد منا يسافر فى عوالم من إختراعه هو ، و يعيش فيها هو فقط ، هذه المشاعر التى تنتج عن التخبط و عن عدم إدراك كل المعطيات حيث أن جميعنا فى هذه المواقف يحتاج إلى قليل من التفكير ، قليلا من العزله ، قليلا من صفاء الزهن ...
صديقنا جالس فى مكان ما خاوى تظهر على البساطه ،و أمامه النيل ،و مطبق يديه حول ساقيه ،و مريح زقنه على ركبتيه ،يفكر و يفكر يا لجمال المنظر ، السفن الشراعية و الأخرى التى تجعل النيل مليئ بالأنوار و تجعله يتنحى عن سكونه لما بها من صخب و أهازيج ...
أرى طارق واقف فى وسط أرض خاوية من أى شئ و يأتى له من خلفه شخص ما ، يرتدى جلباب و يظهر عليه الهيبة ،و يحدث طارق بأن السور سيبنى فى خلال يوم و لكن سيزيد الزمن قليلا ،أجابه طارق لا يهم المال الأهم هو التوقيت ، فقال له الرجل غدا مساءا سترى كل شئ جاهز ...
لا أعلم ما الذى يفعله طارق ، و لكن أعتقد أنه وصل لبعض الحلول ...
طارق يدخل المكتب فى مقر الشركة الرئيسى و يجد هدى جالسه ،فيطلب منها جمع كل مديرين التسويق و كل الموظفين الذين يعملون كمندوبين للشركة فى الأسواق ،فتسأله لماذا كل هذا ؟، فيبدى لها أنها ستعلم كل شئ فى وقته ...
قد جمع الجمع و جلس الجميع فى غرفة الإجتماعات و كان العدد كبير بجميع كل المندبون حيث أن أعداد كبيرة ظلت واقفة ،و عندما أبلغت السكرتارية أن الأجتماع قد تهيئ نهض طارق و كادت أن تنهض هدى فطلب منها ألا تأتى لحضور هذا الإجتماع و عندما يحين الوقت سيسرد لها كل شئ ، فتعجبت و أرادت أن تناقشة فى قراره و لكنه قد طلب منها ألا تفعل و أن لا يوجد أى وقت حتى يضيع ...
دخل طارق إلى الغرفة و قد أغلق الباب خلفه ،و أنا .. أننى أريد الدخول ،لا سيفوتنى هذا الإجتماع ،و لكن يجب أن أعلم بكل ما حدث فيه ،يجب أن أعلم ...
كريم جالس أمام علياء على كرسى موضوع بجوار سريرها التى ترقد عليه ، و يحدثها بأن تخبره عما ستفعل تجاه صديقتها التى لازالت تظنها على قيد الحياة بعد أن هاتفتها منذ أيام ،فتخبره بأنها ستفعل كل ما فى وسعها حتى تستطيع أن تجدها ،و لكنه تريد أن تستطيع أن تتمالك نفسها بسرعه ،و حينها يبدى لها أنه يستطيع أن يساعدها إن أرادت ،و لكن هل صديقتها قد تم إختطافها من قبل من تهجموا عليها فى الطريق ،وضغطوا على عفاف أن تتصل بهدى حتى يصلوا إلى الحقيبة ،وما بها من ملفات ،و فى نفس الوقت يخرسوا هدى و يخيفوها حتى لا تتحدث بشأن أى شئ ....
كل هذه التفسيرات منطقية ،و بما إن عفاف أتصلت فعلا بهدى على حد قولها ،لذلك تعد هذه التفسيرات هى الأقرب للصواب ...
طارق يعود إلى البيت و معه هدى ،و هى تركب بجواره فى سيارته ،و السائق يقود سيارتها من خلفهما ،و يصلوا إلى المنزل و تنزل من السيارة و يظل هو فى مكانه ،و تسأله عن سبب بقاءه ،فيخبرها بأنه ذاهب ليقضى شيئا ما ،فتطلب منه ألا يغامر بنفسه فى شئ ما و أن من الممكن حل الأمور المعقده كلها بدون أى متاعب ،فيهز رأسه دون أن يتكلم ،فتنزل من السيارة و يستدير هو و هى تقف بعد أن صعدت الدرج الصغير المكون من بضع درجات مستديرة قليلا لتكسبها هذه الإستدارة شكلا جماليا ،و تنظر للسيارة و هى تتحرك نحو الخارج و تبتعد ثم تقف على بوابة القصر حتى يفتح البواب باب القصر الكبير ليخرج و يغلق الباب من خلفة ، و هى لازالت واقفة تتنهد بصوت متحشرج و فى عينيها احساس كبير من الخوف ...
طارق فى مكتب المحامى ،جالس و أمامه المحامى ،فيتحدث طارق بأنه قد أعد كل شئ و ما باقى سوى المكان و أن الرد حيال ذلك قد تأخر ، فأجابه المحامى بأن الأمر قد تم و ينتظر مكالمة هاتفية للتأكيد ،و ما هى إلا دقائق إلا و قد أتت المكالمة و قد تم إنجاز مخزن كبير لتخزين البضاعة ،وهنا قد أعطى الرجل لطارق عنوان المخزن و هنا أستأذن الفتى ليعد الأمر ، و هنا قد توقف الفتى بعد أن فتح باب المكتب ليخرج ، و حدث الرجل بأن يومين و تخزن البضاعة بالكامل و فى اليوم الثالث سنبدأ فى التجهيز للسفر ...
و خرج طارق و أتصل ببعض من مديرين التسويق الذين قد أجتمع بهم صباحا ،و أجتمع بهم فى أحد المقاهى فى وسط المدينه و بعد الإتفاق على العديد من الأمور الهامة ،قد أعطاهم مهلة ثلاثة أيام ليعطوا له النتائج الإيجابية و أبدى لهم أن الأموال متوفرة بصورة كبيرة و أنه سيتقبل أراهم إن كانت فى عكس أراه و سيتم مناقشتها و أتخاذ ما هو أفضل لتطبيقه ...
و عندها نهض الجميع سواه ، ظل جالسا قيلا و أركز مفصليه على المنضده التى أمامه ،و أرتخى بذقنه على قبضة يده بعد مسك قبضة أحدى يديه بالأخرى ، و ظل يفكر فى الأمر ،ثم نهض و من كثرة ما يشغل باله ترك على المنضدة مائة جنية دون أن يدرى رغم أم الطلبات التى طلبوها جميعا لم تتجاوز العشرون جنهينا ...
فى المنزل كانت هدى جالسه على الأريكة أمام حوض السباحه و لا تكاد تسيطر على نفسها فتغفل بعينها قليلا ثم تعود لتستيقظ عندما تميل برأسها على أحدى الناحيتين ،و فى أنحاء الليل الداكنة ،قد سمعت صوت السيارة قادمة ،و عندها علمت أنه قد أتى و كانت الساعه قد تجاوزت الثانية صباحا ،أى غياب أكثر من أربعة ساعات منذ أن أتى بها للمنزل ،و عندما دخل وجدها واقفة فى وسط قاعة الأستقبال ،فسألها عما جعلها مستيقظة لهذا الوقت من الليل ،فأجابته أنها كانت قلقة عليه ، فأخبرها بألا تقلق ،و بعد أن توقف هنيهه تحرك و صعد الدرج حيث غرفته فى الأعلى و تركها واقفة مكانها ،فنظرت له بشئ من الدهشة ،و لكنه لم ينظر لها و أكمل سيره ،و دخل غرفته و أرتمى على السرير فنام دون أن يدرى بملابسه على نفس هيئته ...
فى الصباح بعد أن أستيقظ و أرتدى ثيابا غير التى تهالكت على جسده ليلة أمس ،نزل فوجد هدى واقفة فى أحدى قاعات الأستقبال ،و عندها ألقى عليها السلا و سألها إن كانت ستذهب أم لا ،فأجابته نعم ،و خرجا سويا و دخلا سيارته و كذلك السائق دخل سيارتها منفردا ، و تحركت السيارة الأولى ثم السائق بالأخرى ،و فى حين هو يقود السيارة مدت هى يدها نحو راديو السيارة ،لتضغط علي مفتاحه فيعمل و ينطق بأغنية رومانسية ما ،فأنا لا أتذكر هذا الأمر الأن ،و لكن ردة فعله هو أن مد يده كذلك فطفئه ،و عندها نظرت له بغيظ و فتحته مرة أخره و لكنه قد فعل نفس ردة الفعل و فعلتها ثالثا و فعلها كذلك ،وعندها ألتفت ناحية النافذه و لم تحدثه ،و عندما وصلا إلى الشركة نزلت وحدها و سارت مسرعه دون أن تحدثه ،و رغم شخصيته التى لا تستطيع تفسيرها إلا أنه أبتسم بسمة غريبة تنم عن الحنين و الموائمة ...
أحدكم يسألنى كيف أنا ككاتب لهذه الأحداث لم أرثى مبادئ الحب بين هى و طارق ، و لكن هذا ما قد تعرفوا سبله فيما هو أت ...
الهدوء الذى يسير بين الناس فى أوقاتهم العصيبة حيث يمتنع الجميع عن الكلام ،أو بمعنى أصوب لا يعرف أحد بماذا يتكلم ؟، فنبدأ بالنظر ،كلا منا ينظر إلى الأخر ،كلا منا يريد أن يختذ موقفه فى نظرة دهشة متهجمه على محياه و لكنها ليست كافية ....
طارق .. هدى .. كريم .. حسام .. علياء .. عفاف .. على .. زهرة .. خالد .. المحامى .. كلا منهم دائرة خاصة تتقاطع مع الأخرين فى مساحات مشتركة تنتج عن كل تلك الدوائر قصة تنسج نسيج من الإنسانية التى يدرك فيها المرء نفسه و كيف من الممكن أن تتغير الدنيا بحدث قد يحدث من قبيل الصدفة ،أو الخطأ و لكن الله أدرى بكل أمر و هو أعلى و أعلم بكل نفوسنا ، لازالنا فى منتصف الطريق ،و لا تزالوا أنتم كذلك...

قديم 07-28-2014, 12:16 PM
المشاركة 28
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة السابعة عشر
[justify]
الحلقة السابعة عشر
رجل يجلس على مقعده و يتحدث فى الهاتف و لم أستطع أن أره سوى من ظهره ، يتحدث بأن يجب على الفتى أن يشعر بالخوف الشديد مما هو قادم له ، حتى لا يستطيع أن يفكر فى أى شئ ، بأنه الوحيد الذى يحمل السر فبتعطيله كل الأطراف المناسفة ستكسب الكثير من الوقت ، يصمت برهة و كأنه يستمع لمن يتحدث معه ، ثم يقل " لأ مش عاوزه يموت دلوقتى كفاية أنه يخاف ، بس يخاف جامد " ، ثم يمسك الهاتف و يلتف بنا المشهد لنرى وجهه و لكنه أول مرة يظهر فى الصورة ، ماذا تخف أيها القدر بين ثنايا خباياك .
الفتى يبدأ فى دخول البضاعة بالكامل فى المخازن التى أعدهها هو ، ليست التى أتى بها المحامى ، فالمخازن التى أتى بالمحامى أدخل بها صناديق فارغة و لا أعلم لماذا فعل هذا ، و هنا قد أبدى بأن فكرته إلى الأن تنفذ بنفس الصورة التى يريدها ، بعد أن أتم دخول جميع البضاعة فى نفس الوقت الذى كان أحد مديريه يدخلوا الأخرى من دون أن يعرف أى فرد ما لاذى يحدث ، فلا يعلم من يحمل الصناديق الحقيقة أنها مليئة و لا يعلم من يحمل الأخرى يعلم أنها فارغه .
أغلقت الأبواب ، فركب سيارته و أمسك بهاتفه الجوال و أتصل بهدى و أخبرها بأنه سينتظرها فى مكان ما قد وصفه لها ، و تحرك هو بسيارته ، وصل المكان و ظل يتنظرها فترة ، إلى أن أتت و معها السائق ، فبعد أن غادرت السيارة نحوه ، أخبر السائق بأنه يذهب إلى المنزل عائدا ، ثم طلب منها أن تركب سيارته و قاد السيارة ، و هما فى السيارة بدأ الحديث عما قد فعله ، ثم فى النهاية قال : " أنا واثق أن أنا دلوقتى معرض للموت أكتر من أى وقت تانى ، البضاعة فى المخازن اللى عنوانها معاك فى الورقة اللى أدتهالك ، متثقيش فى أى حد ، خالد فاهم هيعمل كويس " ، هدى ترد : " هشام أنت بتقلقنى " ، الفتى مرة أخرى ينظر لها نظرة غريبة بأبتسامة صفراء و يقول : " هشام "، و يعاود النظر للأمام ثم إلى الجهة الأخرى ثم يعود ناظرا للأمام و تعتدل هى كذلك فى جلستها ناظرة للأمام .
أحد الرجال زى المناظر العجيبة يدخل مكتب المحامى ، و يتحدث له : " الباشا عايز الفار يفضل فى المصيدة شويه " ، المحامى : " ليه ؟ " ، يعاود الرجل الحديث : " معنديش غير اللى قولته " ، المحامى : " أوكى .. أتكل أنت على الله دلوقتى " .. بعد أن يغادر الرجل ، يمسك المحامى الهاتف و يحدث الرجل الذى لم أعرف عنه سوى شكله فقط ، و يسأله لماذا ؟ ، فيشرح له الباشا على حد تعبيرهم أن الفتى قد كشفه بنسبة كبيرة و من الضرورى أنه يغير طريقة تفكيره ، و رغم أن المحامى فضل يؤكد أنه يعلم عنه كل شئ ، لم يستطع إقناع ذلك الرجل المبهم .
حسام يتحدث إلى على بأنه يجب أن يصل لعفاف و بسرعه ، و لكن على لديه تفكير أخر ، يجب أن نعرف أولا ماذا تحتاج عفاف ، ما الذى قد طلبته من علياء ، و لم ترد أخبارنا به ، و فى هذا الوقت يتحدث حسام : " لو جينا بصنا من الأول كده .. علياء و عفاف و سميرة فى بيت علياء .. عفاف و سمية مختلفين .. بعد ما أقنعتهم علياء أنهم يمشوا مع بعض .. ليقوا اللى عايزين يخلصوا عليهم .. سميرة أتقلت .. و عفاف أختفت .. جه طارق جمال محمود .. شاف الجثه .. بلغ .. أختفى .. عفاف تكلم علياء .. تطلب مقابلتها .. ليه ؟.. ده السؤال الأول .. طارق فين ؟ السؤال التانى .. طارق لي يد فى اللى بيحصل ؟ السؤال التالت و الأخير .. علياء أيه دورها فى ده كله ؟ ده الرابع .. أما الأخير .. فمين من مصلحته يشبك التشبيك دى كلها " .. و بعد أن يصمت لحظه و يضرب بقلمه على سطح المكتب و تظهر عليه علامات التركيز القوية .. ففتح عينيه بأستدرتهما الكاملة و قال بصوت حاد و قوى دال على إستنتاج موثوق فيه : "كريم " .. فينظر له على بغرابة: " ماله ؟ " ، فيعاود الحديث :" هو الرابط الوحيد اللى ما بين كل دول .. موجود فى كل التفاصيل .. بس اللى ميركزش ميشفهوش .. كريم صديق طارق .. و علاقته بعلياء قوية .. هو اللى لحق علياء يعنى كان معاه أو عارفها رايحه فين .. كريم هو اللى عنده حلول لكل ده أو على الأقل على أغلب الأسئلة دى " ، فيمسك بسلاحه ليضعه على خصره من الجانب الأيمن ، ثم يرتدى بذلته السوداء الداكنه ، ثم يمسك بساعته و يشبثها فى يده اليسرى ، ثم يمسك بعلبة سجائره و ولاعته و النظارة السوداء خاصته و يتحرك بسرعه قائلا : "أنا لازم أشوف كريم دلوقتى .. لو فى جديد يا أما هتلاقينى فى المستشفى عند هدى لأنه على طول هناك ، يأما عنده فى البيت .. سلام " ، و يخرج و يغلق الباب ، فينظر له على نظرة غريبة ثم يضررب بأصبعه الوسطى على سطح االمكتب و يتحرك بسرعه أيضا ، لا أعلم ما الذى يحدث .
سؤال لم يأتى على خاطر أحدكم ، الوصية خاصة الحاج بدوى تخبر بأن الحاج بدوى هو من أختطف طارق ، و من هيئ القصة لخطفه ، لينقذه .. هذا على حد قول الوصية ، سؤال إذا .. من الرجل الذى كان يتحدث إلى الرجال فى اليخت و يسألهم بأنه سيتحدث أما لا و أين تركوه و هل معه مال .. أقصد المشهد الذى شاهدته من قبل ، إذا هناك شئيا ما خطأ ، و لكن إذا تحدثنا بصورة منطقية ، سنجد أن هناك إحتمال من الثلاثة ، أما لاذى أختطفه هؤلاء لأنهم عرفوا أنه قد رأى الجريمة ، هذا أولا ، أو الأمر الثانى ، أن يكون الحاج بدوى شريك هؤلاء الرجال ، و الأخير أن الحاج بدوى ما قاله صحيح و هناك شئ ملتبس علينا نحن .. الأمر صعب الأن .
و لكن الأمر الأصعب على الفتى أنه علم أن المخزن قد أحترق ، فأرتدى ثيابه بسرعه و كذلك هدى ، و سار بسيارة مسرعا جدا ، فوصل وجده كوما من الرماد ، و هنا نظرات الدهشة التى كانت على العيون و نظرات الحسرة التى ملأت الوجوه ، كانت معبرة أكثر من أى شئ أخر ، كل الرجال واقفون ، يرون أنها الحادثة الأبشع التى ستدمر كل شئ لأنها ببساطة تعد الحل الأخير لدى الفتى ، و لكن الفتى واقف واثق من نفسه جدا ، و ينظر إلى كل هذا و يظهر حزن و اسى غير حقيقى ، و يطلب من هدى أن تركب السيارة و يركب هو و يقود السيارة فتتحدث له و هى ناظرة أمامها : " هنعمل أيه ؟ .. كل اللى أنت شكت فيه كان صح " .. فأجابها : " هنكمل زى ما احنا " .. هدى : " يعنى " .. فيقطع كلامها : " بالظبط .. مش مطلوب أى خطوة جديدة دلوقتى .. لازم الكل ينام و يتغطى كويس .. حتى أحنا " ، فتنظر له دون أن يبدلها أى نظرات مثلها ، الأن الأمور قد تظهر غير واضحه لكن بقليل من التركيز تظهر فى غاية الوضوح .
السيارة تصل أمام الباب الداخلى للقصر و تنزل هدى دون أن ينزل هو ، فتحدثه " أيه أنت مش نازل " ، فيشير برأسه أنه لا ، فتساله " رايح فين " .. فاجاب : " بلاش قلق " .. فتحدثت :" لازم أقلق بالذات دلوقتى .. لو حصلتك حاجه الموضوع هيبقى عب جدا عليا ".. فأجاب : " خليها على الله " ..ثم يتحرك بالسيارة ، و يغادر و هى ناظرة له كالعاده و هو يتحرك بالسيارة للخارج ، تنظر نظرة مليئة بالرقة و التشبث بالأمل ، الأمل الذى معقود حول رقبته ، فهو يمثل كل شئ الأن ، يجب أن يظل موجود لأطول وقت ممكن هذا بالأضافة ، لإزدراف المشاعر الإنسانية التى تشعر به و تحاول أن تظهره لكن كيف ، و فى نظره والده قد فعل به ما لا يفعل ، كيف يستطيع أن يشعر ناحيتها بأى شئ و والدها فى نظره هو سبب كل ما به الأن ، هذا ما يدور فى خاطرها .
الفتى يذهب للمحامى و بعد أن يدخل له ، و يخبره بماا حدث ، و يجيبه المحامى بأنه قد علم ما حدث ، سأله الفتى ماذا سنفعل ، أخبره بأنه يجب عليه أن يفكر جيدا أولا ، و هذا الأمر يتطلب وقت ، و لكن كان هناك أرم ما قد حدث ، الهاتف أطلق نغماته أكثر من مرة و المحامى لم يشأ الرد و كانت نظرات الفتى قد أقلقت المحامى و جعلته يشك فى أن الفتى قد علم كل شئ و هذا بالتحديد ما أراده الفتى .
نزل الفتى من مكتب المحامى و دخل إلى سيارته و هو ينظر إلى النافذة خاصة مكتب المحامى و كأنه يرى المحامى و هو ينظر له من الاعلى ، حتى أن المحامى خشى أنه يراه رغم أن المكتب فى الدور الخامس عشر ، فعاد الماحمى أدراجا نحو الخلف ، يا لهذا الخوف ، ففى بعض الأحيان خوف النفس يكن اكثر واقعية من خوف الجسد .
ما إن سارت السيارة إلى و قد تحدث المحامى فى الهاتف إلى نفس الشخص ، و يقل المحامى ذلك مندهشا : " لغيتوا " ، بعد صمت ليستمع ما يقال له : " طايب كان ليه من الأول " .. الصوت يتضح قيلا من الهاتف : " بعد حرق المخازن مش مضطرين للدم .. كمل زى ما أنت " .. المحامى يومئ برأسه و يغلق الهاتف و يتحرك خطوتين أو ثلاثة و يمسك بقمة ظهر الكرسى الأيمن القابع أمام مكتبة الباهظ ثمنه و يدور فى خاطره شئيا ما .
ما إن أقترب الفتى من القصر فى أحدى الشوارع التى ليس بها العديد من المارة و المظلمة قليلا و التى تحفه الأشخار من الجانبين ، إلا و قد شعر بأرجحة فى الإطارات ، فنزل فوجد العجلة اليسرى الأمامية قد ثقبها أحد المسامير الصلبة ، فعرف أنه الخطر ، فألتف مسرعا و أبتسم بسمته كالعاده ، و نظر بثقة حتى أتت الرصاصة التى تصطدم بجانبية العلوى الأيمن .
قادما ، نحن ننتظر ما قد حدث له .. و سنعلم الحقيقة شنا أم أبينا و علينا أعمال العقل .. نصيحة .

[/justify]

قديم 07-28-2014, 02:20 PM
المشاركة 29
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثمنة عشر
[justify]الحلقة الثامنة عشر
بعد أن أطلقت عليه الرصاصة و هو ناظر إلى ما يطلقها هذا الملثم المختبأ خلف الشجرة ، يظل واقف لدقائق من الزمن ، يأخذ أنفاسا قد يبحث فيها عن الراحة الغير موجوده بالطبع ، و يظل يقاوم لكنه لا يستطيع الوقوف أكثر من ذلك ، فأرتخى الجسد و لكنه لازال يقاوم فسند بكفيه على السيارة ، و لكن ما هى إلى برهة أخرى و قد جثى على ركبيته ثم أرتجى جسده بالكامل على الأرض ليصطدم وجهه بالأرض ، و عندها و هو يقاومم الموت ، أرخج هاتفه ، و طلب هدى و قالها بنفس ذاهب بلا عودة ألحقينى فى طريق القصر و ظلت تتحدث ، سألة عما قد حدث لكنه أغلق الهاتف ليتركه يرتطم بالأرض .
تأخذ أرفاد الأمن و الساق و تخرج فى طريق القصر لتجد السيارة على بعد ما يقرب من خمسة عشر دقيق من القصر ، و تجد ملقى أمامها ، فتنظر فاتحة عينيها و كأنها كادت تبتلع الدنيا ، و تحرك يديها إلى أن تغطى بأصابعها طرف وجهها السفلى أى فكها وفمها ، و هنا ننتهى إلى هنا .
بعد أن تم نقله إلى المشفى دخل غرفة العمليات بسرعه ، و ها هو قد مر عليه أكثر من ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات ، و ما أن خرج الطبيب إلا و تلقته هدى بشغف ، و أجابها أنه قد نجح فى إجراء العملية ، لكن الوضع خطر فقد أقتربت من القلب كثيرا ، بعده خرج الفتى على سريره السائر و هو ملاقى عليه بلا حراك ، تحت تأثير التخدير طبعا .
نقل إلى غرفته التى سيظل قائما فيها فترة من الزمن ، هناك العديد و العديد من الأسئلة ، للوهلة الأولى ، ظن الجميع أن المحامى و الباشا الذى يتحدث معه هاتفيا هم من سيفعلوا تلك الجريمة ، و عندما أطمن الباشا للفتى و قام بإلغاء العملية ، ظن الجميع أن الفتى نجح فيما قرر فعله من البداية ، لا واهم من يظن أن للفتى عدو واحد ، الجميع سيأتون عليه و هو يعلم ذلك و سيبدأ فى الحرب مع هؤلاء قريبا قريبا جدا .
عندما خرج حسام من المكتب كان قد قرر الذهاب لكريم ، فعلا هذا ما حدث ، و وجده فى المشفى ، وجده جالس على المقاعد البلاستيكية المتصلة بوصلة حديدة من الخلف الموضوعه أمام غرفة علياء ، و هنا تحدث له دون أن ينظر له و كذلك كريم لم ينظر له أيضا :
- أيه لسه فاكر أن أنا مش واخد بالى منك
- مسيرك هيجيلك يوم و هتفهم
- يعنى أنت عارف ده
- اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى .. ( بضحكه صفراء مستنكرا ) و أنا مش أعمى
- طايب براحة عليا
- وقت الراحة فات
- هتجيب اللى عندك
- اللى عندى ما يفيدكش
- أنت تقول و أنا اللى أحكم
- غلطان .. لو عايز توصل صح هتوصل لوحدك .. الموضوع كل فى وضوح الشمس
- ( بعد ألتوى بوجهه ناحيته ناظرا له نظرة ثقة ) .. بس أنت هتفيدنى يا كريم
- ( كريم نظر له أيضا فى ثقة ) مأعتقدش
هنا حسام علم بل تأكد أن كريم لديه مما يخفيه ، و لكن عندما تفكر فى الأرم من الجانب الأخر من الممكن أن يكون كريم يريد أن يوصل هذا الإنطباع لحام و هذا الأمر الأكثر أحتمالا .. لزكاء كريم .. و هذا ما دار فى رأس حسام و تأكد منه حسام ، أن كريم يريد لحسام أن ينشغل به قليلا و يبحث عما يخفيه .
أما على الذى خرج بعد حسام فها هو يسير فى الشارع و كأنه خائفا من شئ ما .. يتلفت من خلفه و أمامه و عن يمينه و يساره كأنه لا يريد أن يعرف أحد إلى أن ذاهب .. ألهذا دخل بما نحن فيه .
العقيد حاتم يرسل فى طلب حسام .. حسام عائد للتو من مقابلة كريم .. فيذهب مباشرة للعقيد حاتم ، بعد أن طرق الباب و سمح له بالدخول ، و دخل سمح له العقيد بالجلوس ، و هنا تحدثا سويا :
- أنا عارف إن هشام غالى عليك
- و أنه وصاك على خطيبته اللى ملهاش حد هى و أمها و أمه ، بس مش معنى كده أنك تسيب شغلك و حياتك و تمسك فى قضية و تحولها لموضوع شخصى و هى فى الأساس أتحولت من عندنا
- يا أفندم أنا عندى دوافعى و أستنتجاتى اللى هتوصلنى لكل حاجه قريب
- يا بنى خلاص الموضوع خلص و القضية أنتهت
- يا أفندم
- حسام أنت كفئ مش عايزك تزعل منى
- ركز فى القضية اللى هيسلمهالك المقدم حسين .. تمام يا سيادة الرائد
- تمام يا أفندم
- تقدر تتفضل
- شكرا يا أفندم
خرج و هو على وجهه علامات السخط تظهر بشده على محياه ، ليسير فى إتجاه مكتبه فيدخل و يشد الباب من خلفه بقوة ، و هنا بعد أن دخل إلى مكتبه و جلس على مقعده ، أخرج كل أوراقه و ظل يبحث فيها ، لمن ماذا .......
هدى جالسه بجوار الفتى و هى ملقى على سريره بلا أى حراك ، و مرت ثلاثة أيام و هو فى داخل الغيبوبة ، و فى ليلة اليوم الثالث و هدى جالسة بجواره ، تقرأ أيات من القرءان ، بدأ فى فتح عينيه و عندما رأته بدا على وجهها الأستهلال ، فتحت عيناه ، عاد نعم قد عاد ، هدى كادت تطير من فرحة عودته و عندها قد جلست بجواره على طرف السرير ، و هى ناظرة له ممسكة بيده التى بها أجهزة قياس النبض ، و تتحدث له :
- ألف حمدلله على السلامة
و لكنه لا يستطع الحديث بصورة طبيعية ، و لكنه تحدث بصعوبة طالبا منها أن تأتى له بخالد ، و بالفعل قد أتى خالد ، فأشار له أن يقترب منه و حدثه فى أذنه بشئ ما ثم أجابة خالد بالموافقة و من بعدها خرج خالد من الحجرة و كأنه ذاهب فى مهمة ما .
خالد يقف أمام مبنى قديم فى أحد أحياء وسط القاهرة و ينظر للأعلى ، ثم يدخل من بوابة المبنى العاليه ، و يصعد للور الخامس ، ليسأل بعد أن طرق الباب و فتح له عن أستاذ فيصل ، و هذا الرجل محل ثقة من الفتى و يعمل مدير للتسويق فى أحدى الشركات ، و عندما أدخله ابن الأستاذ فيصل و أجلسه فى حجرة الضيوف ، ما هى إلا دقائق و قد أتى الأستاذ فيصل ، بعد أن تبادلا السلا تحدثا سويا ، و بدأ خالد بالحديث :
- أنا جاى فى رسالة
- قولى بس الأول أيه أخباره
- أول حاجه أحنا على أتفقنا أوعى تفكر تقرب فى المستشفى
- قولى بقى رسالة أيه
- بيقولك اللى أنتو ماشين عليه أتغير
- نعم
- زى ما بأقولك كده ، من بكرة أبدأ فى التوزيع
- فى تغير فى الأسعار ؟
- لأ زى ما هى
- تمام
- بكرة عايزين نسمع أخبار حلوة
الفتى يتحدث بصوت ضعيف ذاكرا أسم هدى فأجابته ، فحدثها بأن لا أحد غيره و هى و خالد يعلم مكان المخازن الجديدة المخزنه بها البضائع ، و هنا أخبرها بأن الشخص الأخير الذى هو محل ثقة ، قد تتغير نظرته له بعد قليل ... حيث أنه أخبر طارق أن يبلغه أن غدا سيتلم أول دفعة من البضائع و عليه بيعها بالكامل و إعطاءء نتيجه سريعة للفتى عبر خالد.
خرجت السيارات المحملة بالبضاع ، و ما إن وصلت للتسليم حتى غيرت بالسيارات الحقيقة الحمالة للبضائع بسرعه ، و قد تمت الثفقة ، و وجد الفتى أن فيصل هذا هو الشخص يمكن أن يضع ثقته فيه .
القصر شخصين ملسمين دخلا إلى القصر ، بعد أن تصلقا الحائط الخلفى ، ليهبط فى الحديقة ثم يدخلا من الباب المطل على حوض السباحة و يسيرا بخلسة غلى الأعلى و حاولا فتح الحجرات إلى أن وصلوا لحجرة الوالد وجدو الخزيينة و لكن الأمر الغريب أنهم وجدوا سلاح ، ليس هذا الغريب ، و لكن هذا السلاح و هو نفس السلاح الذى كان مع الفتى عندما قتل الحاج بدوى ، كيف وصل هذا السلاح إلى هنا ، كيف ؟ ، معنى ذلك أن فى البيت من يعلم الكثير و لكنه لا يريد أن يعلم الباقى بما يعلمه هو ، و قد يكون لا ........
[/justify]


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سلسلة ( منتصف الطريق ) ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شمس منتصف الليل أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 07-09-2023 01:31 AM
بعد منتصف العمر اعزاز العدناني منبر البوح الهادئ 0 03-02-2022 01:56 AM
بعد منتصف الليل .. ( مقالات ملفقة 26 \ 2) محمد فتحي المقداد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 09-06-2014 08:51 PM
دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل جاك عفيف الكوسا منبر البوح الهادئ 1 09-08-2012 08:08 AM
هلوسات بعد منتصف العقل دنيا أحمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 3 02-15-2011 04:23 AM

الساعة الآن 12:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.