وَنارُ الشّريفِ أضاءتْ لِقانا...
نسينا من الدّفء بَردًا عَتِيّا...

سَتَزهو بنور القوافي، ستسمو،
سَتَلقى لدى الشّعر شأنًا عَلِيّا...

سَتُعطي بُحورَ الخليل اتّساقًا...
ستخْتال فيها مَلِيّا مَلِيّا...

ولن تبرح البحر حتّى تراه...
يطيع المعاني، ويشدو نجِيّا...

تحياتي لكل السابقين بالتحية واللاحقين ولكل المُتابعين..
أسكنكم الله الفِردوسَ الأعلى في جنّاتٍ عِلّيين

وَمَنْ لي بِزادٍ بِشَهْدِ القوافي
إذا ما اسْتَبَدَّ السِّجالُ شَهيَّا
:
فَزَادي قليلٌ وَمُهْري هَزيلٌ
وَمِيْرَةُ حِبري وِدادٌ تَهَيَّا
:
تَلَعثَمَ حَرفي على الشَّطِّ يَحبُو
وَنَهرٌ مِن الحُبِّ فاضَ سَخيَّا
:
وكيفَ أُحاوِرُ مَنْ أكرموني
فَلَمْ يَترُكوا لي مِنَ القَولِ شيَّا
:
وَدِدتُ لَوَ انِّي رَكَضْتُ هُروبًا
كَظَبيٍ جَفُولٍ بَريءِ المُحَيَّا
:
إلى رَبْوَةٍ بِاخضرارِ المَعاني
تَتيهُ على الحُسْنِ غَضًّا نَدِيَّا
:
تَرِفُّ الفَراشاتُ تَلْثُمُ زهرًا
تُدَاعِبُهُ النَّسَماتُ رَضيَّا
:
وَأَلْوانُ طَيفٍ تُعانِقُ أُفْقًا
بَدَا بالصَّفاءِ النَّقيِّ حَفِيَّا
:
يَطوفُ الرَّبابُ يَقولُ اذكُروني
بِفاتِحةِ الغَيْثِ أغدُ وَضيَّا
:
فَتَهمي البِشارةُ فوقَ طُروسي
معَ الشِّعرِ ظِلُّ الصِّحابِ تَفَيَّا
:
فَـ بِلحاجُّ أرسَى رَبيعَ احتِفاءٍ
غَدَا لِلمُريدينَ رَوْضًا بَهيَّا
:
وذِي "نارِمَانُ" تَهُزُّ نَخيلًا
فَيَسَّاقَطُ الدِّبْسُ حُلْوًا جَنيَّا
:
وعبدُ السّلامِ يَشُدُّ خِطامَ الــــْ
ـــــقَريضِ فَيقْطِفُ نَجْمًا عَلِيَّا
:
وذِي اليَاسَمينُ الحُضورُ الشَّذِيُّ
الغَنيُّ .. وإنْ كانَ صَمْتًا نَجِيَّا
:
وَتأتي خديجةُ رِفْقَ بهاءٍ
عَلى مَتْنِ حَرفٍ تَهادَى شَجِيَّا
:
فيا ربِّ بارِكْ خُطاهُمْ وَقَرِّبْ
سَنَا الخَيرِ إنْ كانَ عَنهمْ قَصِيَّا
:
ومَرحَى بِكلِّ اللغاتِ بِمَنْ هُمْ
على الدَّربِ سَارُوا وَحَيَّوا ثُريَّا