احصائيات

الردود
12

المشاهدات
9799
 
حسام سفان
من آل منابر ثقافية

حسام سفان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
5

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3493
01-12-2011, 07:24 AM
المشاركة 1
01-12-2011, 07:24 AM
المشاركة 1
افتراضي نقدمنهج العقاد من دراسة للناقد حسام سفان بعنوان أزمة النقد

ولم يكن الخلط في المواقف النقدية سمة العقاد فحسب ، بل تعدى الأمر ذلك إلى إطلاق الكلام جزافاً وعدم التحري في الأحكام التي يطلقا؛ فالعقاد يتكلم في مقدمة ديوان شكري الثاني عن السامي والآري : " والساميون أقوام نشأوا في بلاد صاحية ضاحية ، وليس فيما حولهم ما يخيفهم ويذعرهم . فقويت حواسهم و ضعف خيالهم.ومن ثم كان الآريون أقدر في شعرهم على وصف سرائر النفوس. وكان الساميون أقدر على تشبيه ظواهر الأشياء ، وذلك لأن مرجع الأول إلى الإحساس الباطن ، ومرجع هذا إلى الحس الظاهر ".1
لم أجد تفسيراً لما يقصده بأن الآريين نشؤوا في أقطار طبيعتها هائلة ، وحيواناتها مخوفة ، ومناظرها فخمة رهيبة . و الساميين نشؤوا في بلاد صاحية ضاحية وليس فيما حولهم ما يخيفهم ويذعرهم . فلست أدري أأخْرَجَ العرب من زمرة الساميين أم اعتقدَ أنّ ما من حيوانات في الصحراء سوى الخيل و الجمل ؟ بل كيف يمكنه تفسير الرسوم والمنحوتات والنقوش السامية التي تكثر من تشخيص حيوانات كالأسد و الأفعى كدليل على قوة من تظهر معه؟ . وهل يدرك أن الحيوانات المستأنسة لم تكن كذلك في بادئ أمرها فكل الحيوانات كانت تثير الخوف إلى أن استأنس الساميون بعضها؟.
" السامي يشبه الإنسان بالبدر . ولكن الآري يزيد أنه يمثل للبدر حياة كحياة الإنسان ، ويروي عنه نوادر الحب والمغازلة و الانتقام كأنه بعض الأحياء. وهذا ولا مراء أجمع لمعاني الشعر لأنه يمد في وشائج التعاطف ، ويولد بين الإنسان وبين(2)ظواهر الطبيعة وداً وائتناساً يجعلهما الشعر السامي وقفاً على الأحياء ، بل على الناس دون سواهم من سائر الأحياء ".(3)
فكيف يمكنه أن يفسر بعد هذا القول : إن الساميين ظنوا أن فيضان النهر و أمواج البحر العاتية بسبب هياجهما ، وإن عصف الريح انتقام ، والسيل غضب الجبال ..أو ليس كل ذلك بسبب أنهم يتصورون أن لمظاهر الطبيعة أرواحاً ، فأنسنوها، بل ألهوها، في كثير من الأحيان ، لأنهم كانوا يرون في قدرتها ما يفوق قدرتهم . ومن ألهة الساميين المعبرة عن مظاهر الطبيعة : دينجر- إم " إله الريح .وثمة تشخيص للجبال فقد ورد في أسطورة الإينوما إيليش أسماء أشخاص ؛ نحو : " أبخ ، بيسير " ويعتقد أنهما تشخيص لجبلي " حمرين ، والبِشْري " . إمش ، إنتن : إلها الحر والبرد ، إمدوكود ويشير إلى الغيمة وقدتصوره الساميون على شكل نسر برأس أسد وقد ظهر في بعض المنحوتات ضارباً زرائب الحيوانات الأهلية بمخالبه الحادة ؟!...
أما القمر ، فقد عرف إله القمر في السومرية : نانّا ، وفي الأكادية : سن ، وفي بابل سو إين ، وله زوجة هي الإلهة نينجال ، وأولادهما هما " إنانا - عشتار " و " أوتو – شاماش" و " نوموشدا" وفي حران كانوا يضيفون إلى أبنائه ابناً آخر هو " نوسكو " ، وقد فسر الساميون انتقال القمر من مرحلة الهلال إلى البدر بطور الولادة ، كما فسروا ظاهرة خسوف القمر بخسارته الحروب التي يخوضها مع الآلهة الشريرة السبعة.
فكيف بعد ذلك يقرر العقاد أن الآريين وحدهم شخصوا القمر؟. كان على العقاد، إذن، أن يتحرى الدقة في أحكامه لا سيما أن ملحمة جلجامش بدأت منذ عام 1872 بالظهور إلى الوجود ولما نشر العقاد دراسته تلك كان جزء كبير من تلك الملحمة قد نشر مرات عديدة .
" وهذا الفرق بين الآري و السامي في تصوير الأشياء ، وهو السبب في اتساع الميثولوجي عند الآريين ، وضيقها عند الساميين .." 4.

لو تحرى العقاد الدقة في الموضوع الذي يتكلم عنه لعرف أن الميثولوجيا السامية أغنى من الميثولوجيا الآرية ولن أتحدث هنا سوى عن القسم الذي كان منشوراً قبل كتابة العقاد هذه المقدمة ؛ وهو: " اللوح الثاني ، واللوح الثالث ، واللوح العاشر ، واللوح الحادي عشر " من الرواية البابلية لملحمة جلجامش. ويروي اللوح الثاني من الملحمة كيف أصبح أنكيدو إنساناً، وتخطيطه مع جلجامش لقتل خمبابا . أما اللوح الثالث فيورد نصائح شيوخ أوروك لجلجامش و أنكيدو في رحلتهما ، ووصية جلجامش عن كيفية تسيير شؤون أوروك في غيابه ، أما اللوح العاشر فيروي حزن جلجامش على صديقه أنكيدو الذي يبدو من خلال هذا اللوح أنه مات، أما اللوح الحادي عشر فيروي قصة الطوفان ".
أليست هذه ميثولوجيا ، وفيها من القصص ما يمنع العقاد عن القول:
" وهذا أيضاً هو السبب في افتقار الأدب السامي إلى الشعر القصصي ، ووفرة أساليب هذا النوع من الشعر في الأدب الآري "5.
فالخيال ، إذن ، ليس من خصائص الساميين أو الآريين ، وتشخيص مظاهر الطبيعة أمر له ارتباط بالدين قبل أن يُسبغ على الشعر ، فالآريون - والساميون كذلك- بحثوا عن إجابات لظواهر خارقة للعقل فأبدعوا أساطيرهم التي أنــْسَنَت و ألّهت كل ما لم يتمكنوا من تفسيره بشكل علمي. وتؤكد باربارا بريتنبيرغر في كتابهاAphrodite and Eros أن الأدب " الآري" لم يكن يتمتع بخيال الشاعر بل كان يصف التفاصيل المادية والبصرية فقط لكن رؤياه كانت مشرقة بأجنحة ذهبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ديوان عبد الرحمن شكري: 136/2
2- الصواب بين الإنسان وظواهر الطبيعة .
3- ديوان عبد الرحمن شكري: ص 137/2
4- ديوان عبد الرحمن شكري : ص 137/2
5- المرجع السابق: ص 137/2



قديم 01-15-2011, 12:10 PM
المشاركة 2
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاخ الاستاذ حسام
بداية مرحبا بك في منابر الادب والابداع
وفي منبر النقد بالذات
ومن ثم اعتذر لتدخلي بشكل الكتابة وتكبيرها ارجو قبول ذلك مني
وبعد
في الحقيقة انا لم اطلع على ما دونته عن العقاد ..
ولكن .. حسب ما ذهبت اليه فأن رأي العقاد أجد فيه رؤية قد تكون غير صائبة
وما اثرته هنا واضح وصحيح وصريح
واتمنى من له اطلاع على ذلك متابعة الموضوع معك

لك من القلب التحية والود




لا سواكِ يكبلني بالحُب

قديم 01-18-2011, 12:00 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سادتي الكرام
قرات للعقاد منذ نعومة الأظفار إلي اليوم معظم كتبه
ويحق لي المشاركة حول ما كتبه أخونا الفاضل عما قريب
و شكرا للزميل أحمد القلعاوي على ما قاله.

قديم 01-19-2011, 07:15 AM
المشاركة 4
حسام سفان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي أحمد القلعاوي
لقد اعترفتَ بأن ما " أثرته هنا واضح و صحيح و صريح " على حد قولك ، لذا بات قولك " حسب ماذهبت إليه فإنه رؤية غير صائبة " حكماً نقدياً متناقضاً مع الحكم السابق ، أما قولك " في الحقيقة أنا لم أطلع على ما دونته عن العقاد " فقد كان ينبغي له أن يمنعك عن الحكم الثاني وبالتالي يمنع التناقض عنك .
أخي العزيز لا تنقد أكثر مما تقرأ
مع التحية
أما أخي عبدة فلا أعرف ما غايتك من قولك سادتي الكرام قرات للعقاد .. فإذا كنت تريدنا أن نعجب فلا عجب فمن منا لم يقرأ للعقاد .. وغيره .. الأمر أبسط مما تعتقد إن كنت تريد المشاركة فبالطبع يحق لك و لغيرك ، لكن إذا كنت تريد أن تنقد النقد فلا بد أن تعلم أن " إلى" تكتب بألف مقصورة لا بياء ثم أنه كان ينبغي أن ترد " حتى" عوضاً عن إلى في كلامك .
مع التحية
وعلى فكرة المكان جميل ..
حسام سفان
wessamsaffan@yahoo.com

قديم 01-19-2011, 08:16 AM
المشاركة 5
سارة رمضان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,


قرأت الجزء الأول من الديوان فى النقد و الأدب للعقاد و المازنى و حاليا أقرأ الجزء الثانى ,

و ما رأيته فى الجزء الأول لم يكن نقدا بقدر ما كان هجاء ......


أنا فى حاجة إلى المزيد من التعرف على منهجه و نقد لمنهجه ؛ لذا أتابعكم .

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما ......وحلاوة إن صار غيرك علقما
أحسنْ وإن لم تجزَ حتى بالثنا .......أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟
مَنْ ذا يكافئُ زهرةً فواحةً ؟........ أو من يثيبُ البلبل المترنما ؟
إيليا أبو ماضى

[SIGPIC][/SIGPIC]
قديم 01-21-2011, 10:51 PM
المشاركة 6
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي أحمد القلعاوي
لقد اعترفتَ بأن ما " أثرته هنا واضح و صحيح و صريح " على حد قولك ، لذا بات قولك " حسب ماذهبت إليه فإنه رؤية غير صائبة " حكماً نقدياً متناقضاً مع الحكم السابق ، أما قولك " في الحقيقة أنا لم أطلع على ما دونته عن العقاد " فقد كان ينبغي له أن يمنعك عن الحكم الثاني وبالتالي يمنع التناقض عنك .
أخي العزيز لا تنقد أكثر مما تقرأ
مع التحية
أما أخي عبدة فلا أعرف ما غايتك من قولك سادتي الكرام قرات للعقاد .. فإذا كنت تريدنا أن نعجب فلا عجب فمن منا لم يقرأ للعقاد .. وغيره .. الأمر أبسط مما تعتقد إن كنت تريد المشاركة فبالطبع يحق لك و لغيرك ، لكن إذا كنت تريد أن تنقد النقد فلا بد أن تعلم أن " إلى" تكتب بألف مقصورة لا بياء ثم أنه كان ينبغي أن ترد " حتى" عوضاً عن إلى في كلامك .
مع التحية
وعلى فكرة المكان جميل ..
حسام سفان
wessamsaffan@yahoo.com
العزيز الاستاذ حسام

مرحبا بك من جديد

ما قصدته برد في ـ رؤية غير صائبة ـ أعني بها رؤية العقاد .

حسب ما أورده جنابكم

وليس رؤيتك الشخصية

فحسب ما ذكرت . أجد أن رأي العقاد يبدو غير صائب

أو يشوبه لون من الخلل

ومن باب التوضيح .. منبر الننقد بالذات .. هو أكثر المنابر الذي تضج فيه الحوارات الأدبية والنقدية وتكون فيه المطاراحات الكلامية بين جميع المشاركين . أعضاء ومشرفين وإدارة كذلك . وأكثر الاحيان تكون الردود مباشرة . دون أعداد مسبق . قد يتخللها بعض الأخطاء (الكي بورديه) فهذا لا يعد خلل في المقابل . أو ربما حتى الأخطاء الإملائية . والتي ربما تكون غير مقصودة .

تحياتي لك




لا سواكِ يكبلني بالحُب

قديم 01-24-2011, 06:22 AM
المشاركة 7
حسام سفان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي تحية وبعد:
الأخت سارة رمضان المحترمة :
ما ورد في الجزء الثاني ليس بأفضل مما ورد في الجزء الأول من الديوان.. أما عن منهج العقاد النقدي فقد وضحته ونقدته في دراسة مطولة تناولت بالإضافة إليه منهج كل من المازني و ميخائيل نعيمة و طه حسين ، لكن هذه الدراسة تقدمت بها إلى احدى المسابقات النقدية ؛ لذا لن أتمكن من نشرها هاهنا كاملة ، فإن كنت بحاجة إلى شيء محدد منها فارجو التحديد لنشره ، أما إن كنت تريدين الإطلاع بشكل موسع فيمكنك مراسلتي على إيميلي و سارسلها لك مع التنبيه إلى عدم نشرها أو نشر أي جزء منها ..
حسام سفان
مع المودة
wessamsaffan@yahoo.com

ـــ ـــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ ــــ

الأخ المحترم أحمد القلعاوي :
أشكرك على التعديل في قولك : " حسب ما ذهبت إليه فإنه رؤية غير صائبة " إلى قولك : " حسب ما ذهبت اليه فأن رأي العقاد أجد فيه رؤية قد تكون غير صائبة " ، كما أشكرك على الرد مرة أخرى وتوضيح من المخطئ و من المصيب وبجرأة أكبر مما ورد في التعديل ، لكن بالنسبة للأخطاء الطباعية أو " الكيبوردية " كما أسميتها فإنني أعارضك في هذا الشأن ؛ فقد تتكرر النون في كلمة النقد أو تتحول كلمة المطارحات إلى المطاراحات أو كلمة الإعداد إلى الأعداد أو خللاً إلى "خلل" أو " الأحيان " إلى " الاحيان " فيما يسمى بالأخطاء الطباعية - وهي أخطاء ليست مغفورة لناقد - ، أما أن تتحول " حتى " إلى " إلى " ، أو الألف المقصورة إلى ياء فإن تلك معجزة كمبيوترية وليست أخطاء " كي بوردية " ..
مع التحية
حسام سفان
wessamsaffan@yahoo.com

قديم 02-09-2011, 12:09 AM
المشاركة 8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم
قصدت أن العقاد و مكتبته الكاملة أو ما تسمى بمجموعة العقاد الكاملة - و هي أكثر من عشرين مجلدا _
بفضل الله لدي .... و إذا راق المكان لك جهز نفسك هذا الصيف و التذاكر على حسابي
و المرء لا يقاس بإلي و لا ب (قرات)
و لم يمنعني عن مشاركتك سوى النت.
و قريبا ستجد العقاد أمامك فيما سوف أطرحه في قادم الأيام إن شاء الله.
و يا ليت كلامنا في الموضوع أفضل للمتابع.

قديم 02-10-2011, 12:50 AM
المشاركة 9
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قولك:
(ولم يكن الخلط في المواقف النقدية سمة العقاد فحسب ...)
سنطالبك بالدليل من قوله و إلا فلا قيمةَ لِهذا الادعاء.
قولك:
(بل تعدى الأمر ذلك إلى إطلاق الكلام جزافاً وعدم التحري في الأحكام التي يطلقا؛ فالعقاد يتكلم في مقدمة ديوان شكري الثاني عن السامي والآري : " والساميون أقوام نشأوا في بلاد صاحية ضاحية ، وليس فيما حولهم ما يخيفهم ويذعرهم . فقويت حواسهم و ضعف خيالهم.ومن ثم كان الآريون أقدر في شعرهم على وصف سرائر النفوس. وكان الساميون أقدر على تشبيه ظواهر الأشياء ، وذلك لأن مرجع الأول إلى الإحساس الباطن ، ومرجع هذا إلى الحس الظاهر ".1
لم أجد تفسيراً لما يقصده بأن الآريين نشؤوا في أقطار طبيعتها هائلة ، وحيواناتها مخوفة ، ومناظرها فخمة رهيبة . و الساميين نشؤوا في بلاد صاحية ضاحية وليس فيما حولهم ما يخيفهم ويذعرهم . فلست أدري أأخْرَجَ العرب من زمرة الساميين أم اعتقدَ أنّ ما من حيوانات في الصحراء سوى الخيل و الجمل ؟ بل كيف يمكنه تفسير الرسوم والمنحوتات والنقوش السامية التي تكثر من تشخيص حيوانات كالأسد و الأفعى كدليل على قوة من تظهر معه؟ . وهل يدرك أن الحيوانات المستأنسة لم تكن كذلك في بادئ أمرها فكل الحيوانات كانت تثير الخوف إلى أن استأنس الساميون بعضها؟. )
أخي الكريم العقاد هو هرم الأدب و بحر الثقافة المتوسط بين الغرب و العرب بما اساله قلمه فقرب البعيد و فسر الغامض و قاد العصر ,
و كلامه له ثقله في ميزان الأدب شعره و نثره , و يا ليتك أيُّها الكريمُ
حين نقلت عنه ما نقلت ذكرت لنا لم سطر العقاد هذه الفكرة حتى يتبين القارئ الكريم معالم الحدث .
و إليكم سادتي , و سيداتي مناسبة المقالة من المجلد االخامس و العشرين من كتاب (مطالعات في الكتب و الحياة ) من مقالة عنوانها (الشعر و مزاياه) * ص 400:
(... قال لي بعض المتأدبين إنَّ شعر شكري مُشَرَّبٌ بالأسلوب الافرنجي
و لا أعلم ماذا يعني هؤلاء بقولهم الأسلوب الإفرنجي و الأسلوب العربي.
فإن المسألة على ما أعتقد ليست مسألة تباين في الأساليب و التراكيب و لكنها مسألة تفاوت في جوهر الطبائع , و اختلاف بين شعراء الافرنج و شعراء العرب في المزاج كاختلاف الأُمتينِ في الملامح و السَّحناء .
و أشبه بالحقيقة عندي أن نقسم الشعر إلي أسلوب آري و أسلوب سامي لأن هذا التقسيم أدل على جهة الاختلاف بين شعر الافرنج و شعر العرب من كلِّ تقسيم .
فالآريون أقوامٌ نشأوا في أقطار طبيعتها هائلة و حيواناتها مخوفة و مناظرها
فخمة رهيبة. فاتسع لهم مجال التخيل و كَبر في أذهانهم جلال القوى الطبيعية .
و الساميون أقوامٌ نشأوا في بلاد صاحية ضاحية ...)
لم تنصفِ الرجل حين بترت مقالته فشوهت فكرته ,
ثم سأجيبك بل سيجيبك العقاد عمَّا أشكل عليك في مقالته حين سألت :

(
لم أجد تفسيراً لما يقصده بأن الآريين نشؤوا في أقطار طبيعتها هائلة ، وحيواناتها مخوفة ، ومناظرها فخمة رهيبة . و الساميين نشؤوا في بلاد صاحية ضاحية وليس فيما حولهم ما يخيفهم ويذعرهم . )
يقول العقاد رحمه الله:في المجلد الرابع و العشرين في كتاب (الفصول)
في مقالة بعنوان (أساطير العرب) ص 217:
( و عسيت إن كان هذا هكذا فملكة الأساطير مستقرة في كل نفس , مشاعة في كل جنس . فما بال أمم نراها لا تَلْزَمُ حَدَّاً , و امم أخرى كالعرب مثلا تنزر بينها جِدَّا , و تُعدُّ فيها مشخصات الطبيعة عدّا؟
نقولُ:إنَّ هذه الملكة و إن كانت من الملكات المشاعة إلا أن ظواهرها الطبيعية التي بها تتلبس الأساطيرُ و تدورُ عليها حوادثها لا تتراءى في كلِّ أقليم على وتيرة واحدة و لا تطرق خيال الأمم على نسقٍ فرد , و إنما تتفتق الملكَةُ و تسخو على قدر ما يعروها من هولِ تلك الظواهر و توالي طوارقها عليها .
و مَا أحسنَ ما كتب المسعودي في هذا المعنى إذ يقول:
(( إن ما تذكره العرب و تكني به من ذلك إنَّما يعرضُ لها من قبيل التوحد في القفار و التفرد في الأودية و السلوك في المهامه الموحشة , لأن الإنسان إذا صار في مثل هذه الأماكن يوجد له تفكر و وَجَل و جبن و إذا هو جبن داخلته الظنون الكاذبة و الأوهام المؤذية الفاسدة فصورت له الأصوات و مثلت له الأشخاص و أوهمته المحال بنحو ما يعرض لذوي الوسواس – و قُطُبُ ذلك و أُسُّه سوء التفكير و خروجه على غير نظام قويٍّ أو طريق مستقيمٍ سليم لأن المتفرد في القفار
مستشعر للمخاوف متوهمٌ للمتالف متوقع للحتوف , لقوة الظنون الفاسدة على فكْرِهِ و انغراسها في نفسهِ فتوهم ما يحكيه من هتف الهواتف )) .
فهذا الكلام سديد و لكنه شتانَ مخاوفُ البطحاء المكشوفة و الأودية المعروفة , و مخاوف بلاد الهند مثلا – بلاد تجللها الأسرار فكل ما فيها رائع فخم – فمن أطواد سامقة يعمر سفوحها الخراب , و ينقطع دون رؤوسها السحاب , إلي آجام تمادى بها القدم حتى غاب من جذوعها في التاريح أكثر مما غاب في التراب , إلي بروق و رعود فيها من الوعيد أضعاف ما فيها من الوعود , إاي تماسيح في الأنهار و تنانين في القفار إلي أسود و نمور و بزاة و نسور و كهوف و صخور و طوفانات و بحور إلي غير ذلك مما يجسم الوهم الطفيف , و يفسح للمخيلة مجال التصوير و التكييف .
ألم تر أن العرب لما ابتدعوا أساطيرهم كانت مما يجيء من قبل الحواس لا من قبل الخيال و كانت هواتف و أصداء و هاماً تسمعها الأذن و لم تكن أشباحاً تبر للمخيلة ؟
و ما هكذا كانت أساطير الآريين الذين يصفون لك الشبح من أشباح الأساطير و صف العيان و التحقيق, ... )

سؤالك بارك الله فيك:
( ... فلست أدري أأخْرَجَ العرب من زمرة الساميين أم اعتقدَ أنّ ما من حيوانات في الصحراء سوى الخيل و الجمل ؟ ...)
فالقسم الأول من السؤال لا يمكن لعاقل أن يدرك ما رميت إليه إلا حين نكرر مقالة العقاد التي أغفلتها (...و أشبه بالحقيقة عندي أن نقسم الشعر إلي أسلوب آري و أسلوب سامي لأن هذا التقسيم أدل على جهة الاختلاف بين شعر الافرنج و شعر العرب من كلِّ تقسيم ...)
فأقول لك الجنس السامي يشمل العرب و غير العرب كالعبريين
و الجنس الآري يشمل الفرنجة و غيرهم كالهنود, و إنما ضرب العقاد للجنس الآري مثلا و هو الافرنجي و للجنس السامي مثلا مقابلا و هو العربي لأنهم الأظهر و الأشهر عند من يقرأ للعقاد.
أمّا القسم الثاني فقد أجابك العقاد بما ورد أعلاه.

ثم هناك كلام غير مفهوم ربما مرده العجلة من الكاتب أو لمشاكل فنية تخص جهاز الحاسب
أعني : (
بل كيف يمكنه تفسير الرسوم والمنحوتات والنقوش السامية التي تكثر من تشخيص حيوانات كالأسد و الأفعى كدليل على قوة من تظهر معه؟ . وهل يدرك أن الحيوانات المستأنسة لم تكن كذلك في بادئ أمرها فكل الحيوانات كانت تثير الخوف إلى أن استأنس الساميون بعضها؟. )

على العموم لتوضيح هذه النقطة لدى العقاد سنقرأ ما سطره في المجلد الرابع و العشرين في كتابه (الفصول) في مقالة عُنوانها (خطرات و شذور) تحت قوله الشرق و الغرب:
( الفرقُ بين أساليب الشرقيين و الغربيين في التفكير كثيرة , و لكن لعلَّ أوجزها و أجمعها فرقُ واحدٌ : هو أن الشَّرقي طًبع على النَّظرِ إلي غايات الأشياء , و أنَّ الغربي طُبع على النَّظر إلي عللها , و ربما كان سببُ هذا الاختلاف أنَّ الشرقي وجدَ ثمرات الطبيعة مُجَهزة أو سهلة التجهيز فنظر إلي معناها و فحواها , و أنَّ الغربي احتاج إلي استخراجها فنظرَ إلي أسبابها و مناشئها )


و شكرا لك.
--
* مقدمة الجزء الثاني من (( ديوان شكري )) الذي طبع عام 1913

قديم 02-19-2011, 11:31 AM
المشاركة 10
حسام سفان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أخي عبدة:
أشكرك على دعوتك إياي
انا بانتظار ان تنشر رقم الحجز وتاريخه هاهنا
إن لم تكن دعوتك مجرد كلام عابر..........
بيد أنه يجب عليك أن تعرف أن الحجز يجب أن يتم ، لإجازة الصيف، قبيل نهاية هذا الشهر ..
أنا بالانتظار
wessamsaffan@yahoo.com


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من نقدمنهج العقاد النقدي " من كتاب أزمة النقد " للناقد حسام سفان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب "فن الشعر" لارسطو أساس النقد الأدبي - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 9 11-30-2020 07:20 PM
" فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء " سرالختم ميرغنى المقهى 2 11-16-2020 05:44 PM
"سميح مسعود ..على دروب الأندلس"، للناقد الدكتور عبد المجيد اطميزة. ماجد جابر منبر رواق الكُتب. 4 07-04-2019 08:49 PM
كتاب "فن الشعر" لارسطو أساس النقد الأدبي - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 01-10-2017 04:09 AM
افتتاحية رواية كتاب "إضاءات في كتاب "حيفا.. بُرقة البحث عن الجذور" ل د.سميح مسعود" بق ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 0 10-12-2016 03:45 AM

الساعة الآن 07:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.