احصائيات

الردود
0

المشاهدات
234
 
أ محمد احمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أ محمد احمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,312

+التقييم
0.69

تاريخ التسجيل
Feb 2015

الاقامة

رقم العضوية
13657
09-11-2023, 11:45 PM
المشاركة 1
09-11-2023, 11:45 PM
المشاركة 1
افتراضي محنة خلق القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم





خلق القرآن وعرفها البعض بـ محنة خلق القرآن وهو فكر انتشر في عهد الخليفة العباسي المأمون من قبل فرقة المعتزلة والتي تدّع أن القرآن مخلوق وكلام الله مخلوق وهو ما ابتدع القول به الجهم بن صفوان، واقتنع بهذا الرأي الخليفة المأمون وطالب بنشر هذا الفكر وعزل كلِّ قاضٍ لا يؤمن بهِ.

وهو ما لقي معارضة واستهجاناً كثيراً من الائمة مثل الإمام أحمد بن حنبل والذي تحمل من أجل ذلك الكثير من التعذيب حتى قام الخليفة المتوكل بإنهاء هذه المحنة وأفرج عنه. وأصل هذهِ المسألة شبهة قديمة أراد أن يثيرها يوحنا الدمشقي الذي قال إذا كان القرآن غير مخلوق فهو أزلي وبالمثل فإن النبي عيسى أزلي لأنهُ كلمة الله وإن كان مخلوقا فهو منفصل عن قدسية الله مثل باقى المخلوقات وشبهات اخرى فاسدة بنيت على علم الكلام الفاسد الماخوذ من فلسفة اليونان.


تاريخ نشأته

كان ظهور فرقة المعتزلة تأسيسا لما أصبح يسمى بعلم الكلام الذي اختص بدراسة قضايا العقيدة، أما في الواقع فقد مثل المعتزلة بداية التفاعل مع التصور السائد الديني والمعرفي والفكري في البلاد المفتوحة وبداية تعديل تفسير النص المقدس وفق أسس عقلية تحديدا. لقد كانت مدرستا النقل في الحجاز والعقل في العراق في مقاربة القضايا الفقهية قد تمايزتا لتحددا المقاربتين الأبرز للنص المقدس. وهكذا إلى جانب القضايا السياسية الساخنة المتعلقة بقضية الإمامة وتبرير ظهور «الملك العضوض» (الحاكم المطلق) برزت قضية هامش ودور العقل في مقاربة النص المقدس وتفسيره.

أراد المعتزلة أن يفسروا النص المقدس بما يحقق انسجامه مع مقتضيات العقل فيما اعتمدت مدرسة أهل الحديث على مبدأ تقديم النقل على العقل. ومن هذه المقدمة وصل المعتزلة إلى نفي صفات الذات الإلهية فأبطلوا أن تشاركه في القدم ومن هذا النفي كان اعتبارهم القرآن مخلوقاً أي محدثاً. ومن هنا بدأت المحنة، أو محنة خلق القرآن وهي تعدّ تتابع أحداث في التاريخ الإسلامي بداية من 218 هـ / 833م واستمرت قرابة خمسة عشر عاماً.


الحدث

إن من أسباب نشوء المحنة كان محاولة من الخليفة العباسي المأمون في عام 218 هـ / 833م لفرض آرائهِ الفلسفية حول عدة مواضيع.

وكان يتلخص في سؤال واختبار أشخاص بعينهم، فيما يرونه من وجهة نظرهم، حول ما إذا كان القرآن مخلوقا أم لا. فكل الطوائف أجابت أن القرآن هو الكلمة التي لم تمسها شائبة منسوبة إلى الله العلي، بما يعنى أن القرآن كلام الله ولم يخلق.

وكانت المسألة هل القرآن مخلوق؟ (هذا هو موقف ورأى المأمون)، أم أن القرآن هو كلام الله. وكان هذا الجواب الأخير لايخلو من العواقب من قبل المحققين واتخذت ذرائع ضد من رفض الزعم بخلق القرآن، بما فيها الفصل من الوظيفة العمومية، والسجن، وحتى الجلد أيضا.

واستمرت المحنة بعد وفاة المأمون وفي عهد خلفه المعتصم بالله والواثق بالله وانتهت عام 861م بوصول المتوكل على الله.


نهاية فتنة خلق القرآن وحكم المعتصم

قال سليمان بن عبد الله السجزى أتيت إلى باب المعتصم فدخلت الدار، فبينما أنا قائم فإذا المعتصم أقبل، فجلس على الكرسي، ثم قال يحضر أحمد بن حنبل، فأحضر فلما وقف بين يديه وسلم عليه، قال له يا أحمد تكلم ولا تخف، فقال أحمد والله يا أمير المؤمنين، لقد دخلت عليك وما في قلبي مثقال حبة من الفزع، فقال له المعتصم ما تقول في القرآن؟ فقال كلام الله، قديم غير مخلوق، قال تعالى:

{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}،

فقال له عندك حجة غير هذا؟ فقال أحمد نعم، يا أمير المؤمنين قوله تعالى: {الرَّحْمَن () عَلَّمَ الْقُرْآن}، ولم يقل الرحمن خلق القرآن، وقوله تعالى: {يس () وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم}، ولم يقل «يس والقرآن المخلوق» فقال المعتصم احبسوه، فحبس وتفرق الناس.

فلما أصبحت قصدت الباب، فأدخل الناس، فدخلت معهم، فأقبل المعتصم وجلس على كرسيه، فقال هاتوا أحمد بن حنبل؛ فجئ به، فلما أن وقف بين يديه قال له المعتصم كيف كنت يا أحمد في محبسك البارحة؟ فقال: بخير، والحمد لله، إلا أنى رأيت يا أمير المؤمنين في محبسك أمراً عجباً، قال له وما رأيت؟ قال قمت في نصف الليل فتوضأت للصلاة، وصليت ركعتين فقرأت في ركعة قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس}، في الثانية {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق}، ثم جلست وتشهدت وسلمت، ثم قمت فكبرت وقرأت {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}، وأردت أن أقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}، فلم أقدر، ثم اجتهدت أن أقرأ غير ذلك من القرآن فلم أقدر، فمددت عيني في زاوية السجن، فإذا القرآن مسجى ميتاً، فغسلته وكفنته، وصليت عليه ودفنته، فقال له ويلك يا أحمد، والقرآن يموت؟ فقال له أحمد فأنت كذا تقول إنه مخلوق، وكل مخلوق يموت، فقال المعتصم قهرنا أحمد، قهرنا أحمد.

فقال ابن أبى دؤاد وبشر المريسى: اقتله، حتى نستريح منه، فقال إني قد عاهدت الله ألا أقتله بسيف ولا آمر بقتله بسيف، فقال له ابن أبى دؤاد اضربه بالسياط، فقال نعم، ثم قال أحضروا الجلادين، فقال المعتصم لواحد منهم بكم سوط تقتله؟ فقال بعشرة يا أمير المؤمنين، فقال خذه إليك، قال سليمان السجزى: فأخرج أحمد بن حنبل من ثيابه، وائتزر بمئزر من الصوف، وشد في يديه حبلان جديدان، وأخذ السوط في يده، وقال أضربه يا أمير المؤمنين؟ فقال المعتصم اضرب، فضربه سوطاً، فقال أحمد الحمد لله.

وضربه ثانياً فقال ما شاء الله كان، فضربه ثالثاً، فقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، فتقدم إليه ابن أبى دؤاد وقال له يا أحمد، قل في أذني إن القرآن مخلوق، حتى أخلصك من يد الخليفة، فقال له أحمد، يا ابن أبي دؤاد قل في أذني إن القرآن كلام الله غير مخلوق، حتى أخلصك من عذاب الله.

فقال المعتصم أدخلوه الحبس، فلما كان الغد أقبل الناس، فخرج المعتصم، وجلس على الكرسي، وقال هاتوا أحمد بن حنبل فجئ به، فلما وقف بين يديه، قال له المعتصم كيف كنت في محبسك الليلة يا ابن حنبل؟ قال كنت بخير والحمد لله، فقال يا أحمد، إني رأيت البارحة رؤيا، قال وما رأيت يا أمير المؤمنين؟ قال رأيت في منامي كأن أسدين قد أقبلا إلى وأرادا أن يفترساني، وإذا ملكان قد أقبلا ودفعاهما عنى، ودفعا إلى كتاباً وقالا لي هذا المكتوب رؤيا رآها أحمد بن حنبل في محبسه، فما الذى رأيت يا ابن حنبل؟

فأقبل أحمد على المعتصم، فقال له، يا أمير المؤمنين فالكتاب معك؟ قال نعم، وقرأته لما أصبحت وفهمت ما فيه، فقال له أحمد يا أمير المؤمنين، رأيت كأن القيامة قد قامت، وكأن الله قد جمع الأولين والآخرين في صعيد واحد وهو يحاسبهم، فبينما أنا قائم إذ نودى بي، فقدمت حتى وقفت بين يدي الله، فقال لي يا أحمد، فيم ضربت؟ فقلت من جهة القرآن، فقال لي وما القرآن؟ فقلت كلامك اللهم لك، فقال لي من أين قلت هذا؟ فقلت يا رب حدثني عبد الرزاق، فنودى بعبد الرزاق، فجئ به حتى أقيم بين يدي الله، فقال له ما تقول في القرآن؟ فقال كلامك اللهم لك، فقال الله، من أين قلت هذا؟ فقال حدثني معمر، فنودى بمعمر، فجئ به حتى أوقف بين يدي الله، فقال له ما تقول في القرآن؟ فقال معمر كلامك اللهم لك، فقال له من أين قلت هذا؟ فقال معمر حدثني الزهري، فنودي بالزهري فجئ به، حتى أوقف بين يدي الله، فقال له ما تقول في القرآن؟ فقال الزهري: كلامك اللهم لك، فقال يا زهري من أين لك هذا؟ قال حدثني عروة، فجئ به، فقال ما تقول في القرآن؟ فقال كلامك اللهم لك، فقال له يا عروة من أين لك هذا؟ فقال حدثتني عائشة بنت أبى بكر.

فنوديت عائشة، فجيء بها، فوقفت بين يدي الله فقال لها يا عائشة ما تقولين في القرآن؟ فقالت كلامك اللهم لك، فقال لها من أين لك هذا؟ قالت حدثني نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، قال فنودى بمحمد فجئ به، فوقف بين يدي الله فقال له يا محمد، ما تقول في القرآن؟ فقال له: كلامك اللهم لك، فقال الله له من أين لك هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حدثني به جبريل.

فنودى بجبريل، فجئ به، حتى وقف بين يدي الله فقال له ما تقول في القرآن؟ قال كلامك اللهم لك، فقال تعالى له من أين لك هذا؟ فقال هكذا حدثنا إسرافيل، فنودى بإسرافيل، فجئ به، حتى وقف بين يدي الله فقال سبحانه يا إسرافيل ما تقول في القرآن؟ فقال كلامك اللهم لك، فقال له ومن أين لك هذا؟ فقال إسرافيل رأيت ذلك في اللوح المحفوظ، فجئ باللوح، فوقف بين يدي الله فقال له أيها اللوح، ما تقول في القرآن؟ فقال كلامك اللهم لك، فقال له من أين لك هذا؟ فقال اللوح كذا جرى القلم على، فأتى بالقلم حتى وقف بين يدي الله فقال له يا قلم ما تقول في القرآن؟ فقال القلم كلامك اللهم لك، فقال الله من أين لك هذا؟ فقال القلم أنت نطقت وأنا جريت.

فقال الله صدق القلم، صدق اللوح، صدق إسرافيل صدق جبريل صدق محمد، صدقت عائشة، صدق عروة، صدق الزهري، صدق معمر، صدق عبد الرزاق، صدق أحمد بن حنبل القرآن كلامي غير مخلوق.

قال سليمان السجزى: فوثب عند ذلك المعتصم، فقال صدقت يا ابن حنبل وتاب المعتصم، وأمر بضرب رقبة "بشر المريسى، وابن أبى دؤاد"، وأكرم أحمد بن حنبل، وخلع عليه، فامتنع من ذلك، فأمر به فحمل إلى بيته.






منقول



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: محنة خلق القرآن
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأفضل نجم الدين أيوب أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 11-14-2023 05:45 AM
إعجاز القرآن .. القسم في القرآن الكريم - حسين نصار د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 09:52 PM
الآثار الكاملة لأدب ذي النون أيوب .. الروايات - ذو النون أيوب د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:50 PM
أيوب محمد الخُضري منبر البوح الهادئ 4 12-11-2013 11:47 AM

الساعة الآن 02:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.