قديم 10-15-2014, 01:51 PM
المشاركة 21
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أوقاتك سعيدة أستاذ ياسر .
جميل ورائع منك هذا التفصيل لعنوان النص الذي أسعدني ما أوردت به ،وأسعدتني،أكثر حرفة النقد الواضحة في مفردتك .
الحقيقة ، نعم كان استخدام السكته هو الدلالة على الفصل بين زمنين ، ماض بسطوته ومستقبل بضبابيته ، والحقيقه أنك لفت نظري للمعطف وكانت لفته جميلة ،بحسن توظيفك لإسقاطه .....كل الود والتقدير لهذا الجهد المميز

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-16-2014, 02:40 PM
المشاركة 22
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرة اخرى : هل النص اقرب الي الخاطرة ام القصة؟

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر والذي يخلص الى ان النص نحا جهة الخاطرة :

"الظاهر أن العديد من الأحداث التي أشار إليها الأستاذ أيوب استنباطية و ليست صريحة ، فهي تأويل و اقتناص دلالات من جمل بلاغية اعتمدت المجاز و الاستعارة ، فيها بعض تلميح لا يصل إلى درجة الإخبار بشيء محدد . كالخروج لأداء النشيد الوطني مثلا أو وجود قدم البطل تحت وطأة السجان ، أو ذهاب البطل إلى الساحة" .

- صحيح ان بعض جوانب الحبكة مثل الانشاد بغض النظر ان كان نشيد وطني او شيء اخر تم استنباطها ، لكن ذلك الاستنباط لم يات من الفراغ بل تم الاعتماد على التلميحات الموجودة في النص والتي لا تترك مجال للتاويل بان ذلك ما جرى حتى ولو لم يتم التصريح بشكل كلي وتفصيلي لما جرى فعلا. فالمر واضح ولا يحتاج لكثير من الجهد او العناء لوسائل المتلقي مناخ وبيئة النص وما جرى من احداث تتناسب مع بيئة النص وهي غرفة في داخل سجن انفرادي ، وهذا التبسيط في الاحداث عمل لصالح النص ولو انه جاء عكس ذلك ، اي ان الاحداث جاءت كثيفة مضخمة او بمعنى اخرى مفتعلة لفقد النص مصداقيته ومنطقيته.

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " فالنص يبدأ بلحظة تأمل في زنزانة السجين الانفرادية يستحضر فيها بعض المواقف المرتبطة أساسا بتبرير حالة الانهيار التي تعتريه ، ليفاجأ بخبر الإفراج عنه و من ثم تفاصيل مغادرته للسجن" .

- النص يبدأ بوصف المشهد الذي وجد بطل النص نفسه فيه ومن خلال هذا الوصف نعرف انه في السجن ، لان الايام في ذلك المكان تتشابه كما يقول، وفيه يسود الصمت وتعشش فيه البرودة الي حد يجد بطل النص فيه انه بحاجة الى ان يتدثر بخرقه البالية وهذا مؤشر اخر على جو النص:
اقتباس من النص " لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة. أتدثرُ خرقي البالية " .
- ثم يلجا الراوي الى تكنيك الاسترجاع الفلاشباك ليخبرنا عن الذي جرى له عند وصوله ذلك المكان( السجن) حيث تم تعذيبه لكسر ارادته المتمردة بعط حادث احتجاج جرى في السجن كاد يصل حد التمرد، الى ان أدى التعذيب لفقده القدرة على سماع الألحان عدا لحن الالم والحزن وفي ذلك كناية عن قسوة بيئة السجن وهنا يخبرنا عن نزله الجديد وهو ما يشير الى وجوده في السجن
:
اقتباس من النص " عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...".

- في الفقرة التالية نجد تأكيد على وجوده في السجن ومزيد من الوصف للبيئة التي اصبح يعيش فيها بطل النص حيث يبطئ الزمن دورانه الى حد تبدو حركة عقارب الساعة جامدة في مكانها، وعلم الحساب معطل والشمس تغيب وكلها مؤشرات على بيئة السجن:
اقتباس من النص" الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا. أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!"

اقتباس من مداخلة الاستاذ ياسر " لو تأملنا المساحة المخصصة للحظة التأمل تلك فهي حوالي 16 سطرا فيما المساحة الخاصة للأحداث النص الفعلية لم تتجاوز 12 سطرا . لذلك فوصف الحالة الشعورية للبطل استهلكت مجمل النص .

- اذا يتضح بان مدخل النص مكون من وصف للمشهد واسترجاع لما جرى وليس تامل لحالة باطنية او شعورية ، والذي جرى يشكل الحدث المهم والذي أدى الى المشهد الذي وجد البطل نفسه فيه ، ومن الطبيعي ان تكون الاحداث في مكان محصور ومنعزل في أدنى حد لها وفي نفس الوقت يصبح لأدنى حركة او صوت قيمة فوق عادية مثل صوت أسنان بطل النص عند الاكل. كما ان وصف المشهد في مثل هذه الحالة يصبح له اهمية حيث يساهم الوصف في وضع المتلقي في جو النص

اقتباس " الحبكة تحتاج إلى حدث رئيسي وأحداث متشعبة مساندة تسير في نسق تصاعدي قصد تأزيم الموقف و من ثم يبدأ الإنفراج كحل للعقدة كما تحتاج بالإضافة إلى الشخصية الرئيسية شخصية ثانوية على الأقل فاعلة في النص أكثر من كونها فقط تنقل خبر الإفراج و تزف تنبيها للبطل" .
- الحبكة حدث له بداية ونهاية وعنصري الزمان والمكان أساسية في تشكله وكل هذه العناصر موجودة هنا حتى وان كان التعبير عنها جاء منمقا جميلا واستخدم القاص فيه لغة شعرية واسهب في وصف المشهد حتى ظن المتلقي ان الحبكة غائبة . طبعا يبدأ النص بأزمة كبيرة لبطل النص وما تلبث الامور ان تبدا بالانفراج وتحل العقدة تماماً بعد خروجه من السجن . واتصور ان شخصية السجان لها صفات الشخصية الثانوية النقيضة لشخصية البطل antagonist وهي تلعب دورا مها اكثر من نقل خبر الإفراج حيث يقوم بعملية تعذيب نفسي وجسدي لبطل النص ومن ذلك الدوس على قدمه وأخباره بانه ينتقل من سجن صغير الي سجن كبير .

اقتباس" كما أن الحبكة تحتاج دوما إلى شخصية نشيطة تبحث عن حل للعقدة وليس فقط شخصية تعيش الانتظارية" .
- اي نشاط يمكن ان نتوقعه من سجين، وهل له الا الانتظار ؟ وعليه قلة نشاط البطل يحسب لصالح النص لانه يعزز منطقية الحدث . ولا شك ان العقدة حلت هنا بخروج بطل النص من السجن. .

اقتباس " فالنص يعتمد جمالية اللغة للتعبير عن قسوة السجن و أثره على لحظة السراح . فالبعد الجمالي للغة و طغيان الجانب الوجداني الانفعالي على الحدث نحا بالنص جهة الخاطرة . "
- نعم النص غني بلغته الشاعرية لكن تلك اللغة عبرت عن حدث وهو دخول بطل النص الي السجن وتعرضه للتعذيب ثم خروجه منه ليكون الخروج بداية جديدة لها لحن مختلف .

قديم 10-17-2014, 04:16 AM
المشاركة 23
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالأستاذ أيوب


لمْ يكنْ يومي مختلفاً عنْ سابقهِ, يتلمَّسُ خطاهُ ويمضي، وأستعدُّ لوداعي المعهود. ألوّحُ بيدٍ وأستقبلُ شبيههُ بيدي الأخرى. هو...هو ذاتُ الصمت, وذات البرودة.

استهل البطل نصه بالزمان ليس ليوضح لنا زمن النص أو يعطي انطلاقة الساعة الصفر لحدث معين بل ليحاور الزمان و مغزاه في السجن ، فإذا كان التعاقب يعني صبحا و وزوالا وظهرا وعصرا وغيرها و ما توحي به كل لحظة و ما تمارسه من تحفيز على الذات فيكون لحن اليوم متكاملا في إيقاعاته لينسج لنا حياة عادية ، فالكاتب ركز على الإيقاع الرتيب للزمان فهو يستقبل اليوم ليودعه دون الإحساس بفعالية الزمان كبعد رابع له سلطان على الممارسات . كأنه يقودنا في رحلة تأملية ليؤسس لرؤية جديدة في محاورته تلك لكأنه يتساءل ما المبتغى من اختلاف المدد الزمنية في الأحكام و الإعتقالات ، مادام السجن هو نوع إقبار للذات و النفس وفصلها عن إيقاعات الحياة .
هو هو ذات الصمت و ذات البرودة . لاحظ هنا تركيز الكاتب على الصمت رغم أنه يستمع كل يوم إلى الأبواب و السلاسل و أصوات الحراس و رغم أنه يتعرض للتعذيب والاستنطاقات و غيرها ، لكن البطل في بوحه ركز على الصمت لأنه هو الصامت ليس بلسانه ، فربما هو يتأفف ويتأوه و يستجيب لأسئلة الاستنطاق ، لكن الصمت هنا يتقمص دلالة غياب التجديد فهو صمت الرتابة ، حتى البرودة فهي تجنح نحو برودة المشاعر أكثر مما تعبر عن انخفاض درجة الحرارة .

قديم 10-17-2014, 04:16 AM
المشاركة 24
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أتدثرُ خرقي البالية معلناً هزيمتَهُ بهزيمةِ برودتهِ, وأفجِّرُ بصمتهِ الحياة بكسرةِ رغيفٍ أتلذذ بمداعبتها. يُطرِبني أنينُ جُزئها المكسور تحت وطأة أصابعي. تئنُ , وأكسرُ, ويستقيمُ اللحنُ وأطربُ. يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررهُ, ويعجٍّل جوعي اكتمالها. وتبدأ أسناني عزفها المنفرد بما تبقى منها, لحن وداعٍ على مذبحِ الجوع..!


لاحظ هنا محاولة البطل التعايش مع رتابة الإيقاع ـ السكتة ـ فهو يتدثر خرقه البالية في محاولة لكبح تأثير الرتابة و تقليص حجم أضرارها و هو يتمنى إيقاظ همته و إنعاش حب الحياة في دواخله ، رغم أن ظاهر هذه الصورة يحاول من خلاله الكاتب ربط الخرق البالية بالبرودة كظاهر للصورة الشعرية ، لكن الانزياح الحاصل هنا يوضحه المغزى فهو يتمني تفجير الحياة الدافئة في دواخله ، فالخرق البالية يقصد بها إحياء طباعه القديمة ، ربما قراءة نص أو كتابة مقطع شعري أو غيرها كإصرار على البقاء قيد الحياة . فالصورة الشعرية المتجلية هنا هي موازنة الرتابة بمعنى البرودة ، بدفء الحياة الطبيعية التي كان يعيشها ، وكذا موازنة الصمت بمحاولة كسر إيقاعه بالتلذذ بصوت قضم كسرة الخبز . نزل بالجملة الأولى ، وصعد في الثانية ليخلق توازن الفقرة ، للحفاظ على الإيقاع الحي للنص وعدم اسقاطه في الخط التنازلي الذي قد يفقد النص توازنه كبنية أو كبنيان .
أما الجملة الثالثة فجاءت لتوضح لنا النتيجة ، بعد هبوط وصعود فالكاتب يظهر نتيجة هذا الصراع على لسان البطل و استعمل مفردات غاية في الأهمية على غرار ، يطربني أنين جزئها الكسور ، تئن أكسر ، يستقيم اللحن يقترب رغيفي من محاكاة لوحتي المتكررة ، ـ وقبلها أتلذذ بمداعبتها . فاللذة هنا تحمل كل حمولة الرغبة والميول انطلاقا من غريزتي البناء والهدم و صراعهما ، أداعبها تحمل كل معاني اللذة الجنسية ، تبدأ أسناني في العزف ، لكأن البطل رجع إلى طفولته الأولى في المرحلة الفموية ، يطربني أنينها تعبير عن قمة السادية ، و الغريب أن تلك السادية المفرطة وظفت في غير محلها لذلك فهي لن تؤدي إلى الإفراغ و من ثم التوازن ، بل هي مجرد سادية دونكيخوتية ، فهي مازوشية صريحة . فالكاتب على لسان البطل استعمل أحداثا تبدو بسيطة لكنه أشبعها بالرمزية .
وفي هذا المقطع وظف الكاتب اللغة الشعرية بكثافة و أنهاها بعلامة تعجب وانفعال .

قديم 10-18-2014, 12:09 AM
المشاركة 25
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عندما موسقوا أذني بعمليةٍ إسعافيةٍ على أثر نوبة احتجاج كانت قابَ قوسين أو أدنى من أن تتحولَ إلى تمردٍ بالمطلق..قالوا لي: إنهم قاموا بغسلها، وتنظيفها من كل النغمات المتمرده, وولفوها لكي تتناغم مع رتم نزلي الجديد..ألغوا منها كل المقامات وابقوا على ذلك المقام الذي ينثرُ الحزنَ والألم مع رجعِ ناي أنسَ حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام...


انطلاقا من العنوان و تكرار المفردات الموسيقية في النص ، يتضح أن الموسيقى تعبير عن الحياة في النص بمفهوما الشامل ، فموسقوا أذني هو عبارة عن إكراه البطل للتعاطي بإجابية مع رتم السجن بمعنى دفعه إلى نسيان مقومات الحياة و حقوقه الأساسية ، والخضوع الكامل لمنطق السجن ، أي أن يتآلف مع السجن و يفقد صفة الفاعلية ويتحول إلى بيدق في رقعة الدومينو هذه ، و يشارك في إيقاع السجن و ينسى ذاتيته و أسباب وجودها ، ومادام البطل أبقى على أقوالهم فقط و لم يستطع التمرد عليها و كشف عيوبها فهو اعتراف ضمني بأنهم نجحوا إلى حد ما في جعله يعزف على إيقاع الوتر الحزين أو النغمة الحزينة و المؤلمة .

لو تأملنا هذا المقطع فهو تفسير وتبرير للحالة التي يوجد عليها ، لكأنه يقول كنت سأمارس مقاومتي لكن السجن أقوى مني ، لذلك أكتفي بتغيير إيقاع الرتابة بالمتاح القليل واليسير .

الزمنُ هنا لا يشابه تفاصيله..عقاربُ ساعاته تتبادل مواقعها سخرية منه, وربما للفت نظر من أشاح الطرف عنها..التاريخ لا يتعدى ذلك اليوم الذي استُقبلت فيه هنا.

هذه الجملة تكرار لجملة البداية ، لكأنها البيت الذي يبني عليه الشاعر بنيان قصيدته ، فهي تلك اللازمة التي تساعد على توسيع الفكرة أو الانتقال من فكرة إلى أخرى ، فهو رجوع إلى الزمن ليس مرة أخرى للاعتراف به ككيان بل لإزالته بالمرة ، فالتاريخ عنده توقف منذ دخوله إلى السجن و هنا تأكيد بأن فترة السجن سكتة كبرى ذات إيقاع رتيب لا تستحق التأريخ .

قديم 10-18-2014, 12:09 AM
المشاركة 26
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أرقام فوق رأسك على جدار غصَّ بمثلها حتى تخاله صنع منها...!!؟ الحساب لا يخضع لقواعده، وكل حسبة معطلة إلى أن تغادر ذلك الباب، علم الفلك في إجازة مفتوحة، فالشمس لن تلامس عتبات صباحك، ولن يحتضنها المساء, فكلاهما في العدِّ سواء..!!!!

هذا المقطع أيضا عبارة عن حجج لتقوية الفكرة الأساس أن السجن مكان خال من أية حياة ، فإذا كانت جدرانه غاصة بالأرقام و لغة الأرقام فيه ظاهرة ، كعدد النزلاء وإحصاؤهم كل يوم ، و أرقام الزنازن ، رقم السجين في سجل الإعتقال و غيرها من الأرقام ، فإن هذا الصرح المبني على الأرقام لا يمتلك روحها و حقيقتها ، فعلم الرياضيات خاضع للمنطق السليم و السجن مكان لا يخضع لأي منطق ، أيضا ينتقل البطل ليذكرنا أن الدورة الفكلية تعطل مفعولها ، فالبرودة دائمة وإن تغيرت الفصول ، والظلام سائد وإن أشرقت الشمس .

قديم 10-18-2014, 05:48 PM
المشاركة 27
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خارجاً بدأ العزف السمفوني ..أبواب تفتح وتغلق وتجرَّد من سلاسلها. ما تبقى في رئتي من هواء أدفعه في حنجرتي استعداداً لانخراطي في جوقة الغناء الأوبرالي, وهنا لايهم نوعية الصوت وعربه ونقاوته، أنت مشارك شئت أم أبيت. مساحات صوتك, قراره, وجوابه, يتحكم بهما الزمن الفاصل بين جلدة سوط وأخرى..!!

يعود الكاتب إلى التعذيب الذي سبق أن تناوله في مقطع سابق ، بعد أن ذكر بانخراطه طواعية أو لا إراديا في طقوس السجن ومنطقه ، فالموسيقى دائما يقصد بها الحياة التي أكره على التعايش معها رغم أنه فقد التأثر والتأثير ، و أضحى شخصا بلامشاعر و بلا هدف . و أضاف أن التعذيب يكون بسبب أو بغيره . قد يبدو المقطع على أنه يقدم وصفا لخارج السجن و فيه بعض سرد يكاد يوحي أن هناك أحداث بصدد أن يتناولها الكاتب ، لكنه اكتفى بتقديم ما قد أشار إليه في المقاطع السابقة .

أردفت كومة العظام فوق قدميَّ تجاسرت بخوفي, وبوقفتي كما كل يوم خلف ذلك الباب. أستعد للقاء أدرك كامل تفاصيله!!!!

هذه الجملة تكاد تكون بداية فعلية للنص ، فالبطل يتحدث عن وقوفه بجسمه الضئيل متحديا جبروت الخوف وهو مستعد لتخطي عتبة الباب رغم أنه يعرف بالتمام تفاصيل ما ينتظره وهنا رجوع مرة أخرى إلى التكرار والرتابة والإيقاع السابق ، صعود في بداية الجملة ثم هبوط في نهايتها وهذا حاصر آفاق السرد و أضعف الحبكة.
نشز اللحن وتجاوزني (المايسترو) وسكتة أوقفت العزف والصوت, وبدأ لحن ما ألفته...!! إيقاع الباب...وقع الخطا...وسلاسل ترسل نغمة أقل ما أعرف عنها أنها ليست نغمتي ..احتضنها الصدى ولم تلامس أذني.
هذا الجزء فيه مرة أخرى رجوع إلى الوراء ، و لم يستطع أن يقدم إضافة ، وهذا الأسلوب مباح في القصيدة ، لكن يثقل النص السردي .

كان يينتظر أن يفتح باب زنزانته ليخرج لكن السجان تركه ومن ثم عاد ليستمع إلى صوت الخطى و السلاسل و الأبواب .

هذه المقدمة الطويلة نسبيا قياسا مع طول النص ، هي ما نحت بالنص اتجاه الخاطرة.

وشكرا للأستاذ أيوب والكاتب زياد القنطار .

قديم 10-20-2014, 01:44 AM
المشاركة 28
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هنا لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان .للأستاذين الكبيرين أيوب صابر وياسر علي ,على هذه الإضاءة التي طوقني جميلها .وعلى هذه الوقفة التي أكرم بها نصي ...
وهنا أنوه أن مفردة النقد التي جالت على هذا النص .كانت من الأهمية بحيث وصلت إلى قصيه ..

الأستاذ ياسر علي بنى مفردته النقدية على قراءة للنص كانت مختلفة عن القراءة التي اعتمدها الأستاذ أإيوب صابر .

وكلاهما بنى التقيم النقدي على أساس القراءة التي وقف بها على النص وكلاهما أصاب من حيث قرأ, كان النص أقرب إلى الخاطرة في رأي الأستاذ ياسر المبني على قراءته, وكان قصة قصيره برأي الأستاذ أيوب صابر توافرت لها أركان القصة ...

والحقيقة الماثلة أمامنا هاهنا ليس النص, وإنما حقيقة النقد الأدبي الذي يميز هذا المكان البعيد عن المفردة المنفرة, والهادمة, والذي يحضر به مفردة وافية محفزه موجهة تعي السبل وإنارة مسالكها ...

أنا عاجز عن الشكر ,,وتقبلا مني خالص احترامي وتقديري .

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 10-22-2014, 02:11 PM
المشاركة 29
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
في ضوء الحوار الذي جرى ان كان النص اقرب الىالخاطرة ام هو قصة قصيرة فيه كافة عناصر القص ، دعونا نسأل هذا السؤال:

- هل ينتمي النص الى المدرسة الواقعية؟ ام هو نص خيالي؟ او ينتمي الى نمط التداعي الحر؟


قديم 12-12-2014, 11:54 AM
المشاركة 30
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أ.زياد القنطار
نص فاخر من النوع المشبع بالتأملات الساحرة
أكثر ما لفت انتباهتي قدرة زياد القنطار على ختم كل فقرة بجملة تختصر كل ما قيل قبلها كقوله ( لحن وداع على مذبح الجوع ) هذه بحد ذاتها رواية مثلا ..
و قوله ( حفيفَ ذكرى غافية فوق فوهة الأيام ) لله درك ما أقدرك على استنطاق جوف الكلم ،

أما عن اسم بطل الحكاية ( سعيد ) ربما هذا الاسم يجبّ كل اعتقاد بأن لكل امرىء من اسمه نصيب ، راقني هذا الاسم بتناقضه العجيب مع حالة البطل .

و الخاتمة كانت بحرية ما ، حرية لوثها نشاز قهقهة ما .

الرائع زياد القنطار ، نص ترفع له القبعات ..
شكرا .



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سكتةٌ ..وإيقاع جديد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قلب من حديد عبدالله الطليان منبر القصص والروايات والمسرح . 1 07-01-2018 12:56 AM
عضو جديد حيدر الناصر المقهى 1 04-16-2017 05:22 AM
من جديد جميلة محمد منبر القصص والروايات والمسرح . 3 08-11-2012 06:58 PM

الساعة الآن 08:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.