قديم 04-11-2012, 11:09 PM
المشاركة 31
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعوة التي منعها صلى الله عليه وسلم.


عن خالد الخزاعي وكان من أصحاب الشجرة (1) قال : "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة ، فأخف ، وجلس فأطال الجلوس ، فلما انصرف قلنا : يارسول الله ، أطلت الجلوس في صلاتك ؟ قال : إنها صلاة رغبة ورهبة ، سألت الله فيها ثلاث خصال ، فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة، سألته أن لا يستحكم بعذاب أصاب من كان قبلكم ، فأعطانيها ، وسألته أن لا يسلط على بيضتكم (2) عدوا فيجتاحها، فأعطانيها ، وسألته أن لا يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض فمنعنيها"(3).
وعن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله عز وجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها ، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر ، وإني سألت ربي عز وجل أن لا يهلك أمتي بسنة بعامة (4) وأن لا يسلط عليهم عدوا فيهلكم بعامة وأن لا يلبسهم شيعا ، ولا يذيق بعضهم بأس بعض ، وقال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء ، فإنه لا يرد ، وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا ممن سواهم فيهلكوهم بعامة ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وبعضهم يقتل بعضا ، وبعضهم يسبي بعضا .
قال (5) : وقال النبي صلى الله عليه وسلم " وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين ، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة " (6)
المعاني : ـ
" صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة فأخف" ظاهر هذا أن القصة تعددت ، ودعا صلى الله عليه وسلم بدعوات كثيرة ، وكلها استجابها الله سبحانه سوى دعوى واحدة .
وتجمع الروايات على أنه صلى الله عليه وسلم صلى وأطال الصلاة ، سواء أطال في كل أركانها ، أو في بعض أركانها .
ففي هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أخف في عموم أركان الصلاة، وأطال الجلوس، والتخفيف في صلاته صلى الله عليه وسلم لا ينافي إتمام الأركان ، فهو يخف في تمام ، كما جاء في حديث معاذ " صلى النبي صلاة فأحسن فيها الركوع والسجود والقيام"


يتبع ...

قديم 04-11-2012, 11:11 PM
المشاركة 32
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
جاء في القرآن الكريم التحذير من الاختلاف والاقتتال بين جماعات الأمة، من ذلك :
قول الله تعالى : { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } [ سورة الأنفال : 46 ] .
وقوله سبحانه : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } [ سورة آل عمران :103 ] .
وجاء فيه أن الأمم السابقة وقع بينها الاختلاف والاقتتال من ذلك :
قوله سبحانه في شأن اليهود والمنافقين : { لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } [ سورة الحشر : 14].
وقوله سبحانه في شأن النصارى : { ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسواحظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون } [ سورة المائدة : 14 ] .
وجاء فيه أن أمة الإسلام قد تبتلى بالاختلاف والاقتتال ، من ذلك :
قول الله سبحانه وتعالى : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } [ سورة الأنعام : 65 ] .
ومن هنا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يرفع من أمته هذا البلاء، سأل الله " أن لا يجعل بأسهم بينهم " أي لا يختلفوا ، و " أن لا يذيق بعضهم بأس بعض" أى لا يقتتلوا ، إلا أن الله تبارك وتعالى لم يستجب هذه الدعوة ، وإنما وكل الأمة في هذا إلى نصوص الإسلام ، فالقرآن الكريم والسنة النبوية فيهما ما يحصن الأمة ضد هذا ، فلقد بين ربنا أن الاختلاف بين الأمم السابقة إنما كان بإعراضهم عن دينهم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاختلاف إنما يحدث بيننا إذا تركنا العمل بأحكام ديننا ، ونحن مكلفون بالعمل بنصوص الكتاب والسنة ، وذلك يعصمنا من الاختلاف والاقتتال .
ولقد تحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، فبين الحين والحين يحدث الاختلاف والاقتتال بين جماعتين من جماعات المسلمين ، كما حدث بين العراق وإيران في الفترة من 1400 ـ 1410 وكما حدث بين العراق والكويت من 1410 إلى الآن ، والاقتتال دائر بين أهل الجزائر منذ سنوات ، وكان الاقتتال قد اقترب أن يحدث بين مصر والسودان من أجل الحدود، وبين الجزائر والمغرب ، وبين السعودية واليمن لولا أن الله سلم ، ولا زالت أسباب الاقتتال قائمة بين إيران والإمارات نسأل الله أن يسلم ، تحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الله لم يعصم الأمة من الاختلاف والاقتتال ، فيحدث بين الحين والآخر ، وتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الاقتتال بين جماعات الأمة أهون وأيسر .
وفي أحاديث هذا الباب معجزة أخرى من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، فإن قوله في نهاية حديث شداد " فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة" هذا هو الواقع ، فعلى طول عمر الأمة منذ مقتل عثمان بن عفان والاختلاف والاقتال يحدث بين الحين والحين ، وعلى الرغم من طول التاريخ ، وتكالب الأمم الأخرى ، والنصوص المحذرة ، على الرغم من ذلك لا زال هذا الحديث يتحقق.
نسأل الله أن يرزق الأمة رشدها ، فتحذر ما حذرها صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، فلا اختلاف ولا اقتتال .
والله الهادي إلى الصراط المستقيم .




قديم 04-11-2012, 11:11 PM
المشاركة 33
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا تهلك هذه الأمة بما أهلكت به الأمم السابقة.


عن خباب بن الأرت قال : رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة صلاها حتى كان مع الفجر ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب ، فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها ، قال : أجل ، إنها صلاة رغب ورهب ، سألت ربي فيها ثلاث خصال، فأعطاني اثنتين ، ومنعني واحدة ، سألته أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها ، وسألته أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها" (1) .
المعاني : ـ
"رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي أطلت النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتأمل ما يصدر منه ، من " رمق يرمق رمقا"
" في صلاة صلاها" كانت هذه الصلاة صلاة ليل .
" فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خباب" انتقل من أسلوب المتكلم إلى أسلوب الغائب، فكان خباب يتكلم عن نفسه "رمقت رسول الله" وقوله "جاءه خباب" كأنه يتكلم عن غائب إذ الاسم الظاهر من الغائب، وعدل عن أسلوب تمليحا للكلام، ولو سار على أسلوب المتكلم لقال : فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جئته .
" فقال : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي . . . " القائل خباب ، يتكلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسلوب المحب المراعى لكل الاحترام والتكريم فيقول لرسول الله بأبي أنت وأمي أي أفديك بأبي وأمي ، وليس المراد الأب والأم فقط ، وإنما المراد : بأعز وأكرم ما لدى من نفس وأهل ومال .
" لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها" أي ما رأيتك فما رأيت من صلواتك صليت مثل هذه الصلاة ، فلقد أطلت فيها عما رأيته من صلواتك.
" قال : أجل " القائل هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و "أجل" معناها : نعم يوافق صلى الله عليه وسلم خبابا فيما رأى ، وأنه صلى الله عليه وسلم قد أطال هذه الصلاة .
" إنها صلاة رغب ورهب " هذه صلاة رغبة ورهبة ، وبينت المعنى هناك وأنه صلى الله عليه وسلم وحاله مع الله بين الرجاء والخوف . . . الخ ما هناك .
" ثلاث خصال " أي ثلاثة أمور لأمتي .
"سألته أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا " كالغرق ، والخسف ، والرياح ، وغير ذلك مما سيأتي في الشرح .
" وسألته أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا " أي أن لا ينصر علينا عدوا من أعدائنا.
" وسألته أن لا يلبسنا شيعا" أي أن لا نختلف ونتناحر .
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
ذكر بنا في القرآن الكريم أخبار كثير من الأمم ، وبين سبحانه ذنوب بعض هذه الأمم ، والعقوبات التي حلت بهم !!
ومن هنا اجتهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء لأمته أن لا يهلكها الله بعقوبة من هذه العقوبات ، إنها الأمة الخالدة ، يسأل صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى أن لا يهلكها ، وأن يبقيها مشمولة بعناية الله تعالى .
يصلي صلى الله عليه وسلم ويطيل الصلاة ، وبكل خشوع وتضرع يسأل الله سبحانه أن لا يهلكها بالغرق ، ولا يالحرق ، ولا بالخسف ، ولا بأي مهلك أهلك أمة سابقة ، يسأل الله أن لا يدمر بلادها ، وأن لا يقتل جمعها .
ويستجيب الله الكريم دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويطمئنه أنه سبحانه لن يهلك أمة الإسلام بأي مهلك أهلك الأمم السابقة .
ويسعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، ويطمئن الأمة على امتداد عمرها بنعمة الله هذه علينا .
ويتحقق الأمر كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم !! فالحمد لله لم تهلك الأمة ، لا بغرق ، ولا بحرق ، ولا بريح ، ولا بأي مهلك مما أهلكت به الأمم السابقة !! لقد أخبر صلى الله عليه وسلم بالأمر ، أوحاه الله إليه ، أخبر وهو المبلغ عن الله ، الواثق بوعد الله ، فتحقق الأمر كما أخبر ، وها هي الأمة بحمد الله علىطول أربعة عشر قرنا تنعم بما دعا به صلى الله عليه وسلم ، فيحفظها الله من كل مهلك ، وتعيش معافاة مستقرة .
وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي ظهرت في زماننا وفي كل زمان ، والتي تزيدنا إيمانا بإكرام الله هذه الأمة، وبصدق كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، فهو الرسول المصطفى المعصوم ، وهو المبلغ عن الله سبحانه ، وهو الذي قال الله تعالى فيه : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم } [ آخر سورة التوبة : 128 ] ، فصلى الله وسلم وبارك عليه من رسول بلغ الحق ، وحفظ الله سبحانه دينه بالصدق ، والحمد لله رب العالمين .


قديم 04-11-2012, 11:12 PM
المشاركة 34
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الدعاء بأن لا تهلك هذه الأمة بالرجم ولا بالخسف.


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (1) قال " لما نزلت هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } [ سورة الأنعام : 65 ] . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بوجهك ، قال : { و تحت أرجلكم } قال : أعوذ بوجهك ، { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا أهون أو هذا أيسر " (2) .
الشرح : ـ
لما حذر الله الإنسانية عذابه سبحانه ، وبين أن العذاب قد يكون من أعلا كأن يرسل عليها حجارة تحملها الرياح من الجبال ، وقد يكون من أسفل كأن يخسف بهم الأرض ، لما بين سبحانه وتعالى ذلك أسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من هذين العذابين .
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
ذكر الله في القرآن الكريم حسن عاقبة المتقين ، وسوء نهاية الضالين ، وزاد الأمر وضوحا فبين سبحانه أنواع النعيم الذي يسعد به الصالحين ، وأنواع العقوبات التي تحل بالظالمين .
وحذر سبحانه وتعالى أمة الإسلام من كثير من العقوبات ، ومنها عقوبة الرجم، وعقوبة الخسف ، وعقوبة الاختلاف والاقتتال .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصعب عليه حلول أي نقمة بأمته ، فيستعيذ بالله من كل ذلك ، وفي هذا الحديث صور من استعاذته صلى الله عليه وسلم ، يستعيذ بالله من الرجم ، ومن الخسف ، أما الاختلاف والاقتتال ، فيراهما صلى الله عليه وسلم أهون ، لكنه يستعيذ بالله منهما .
إنه صلى الله عليه وسلم يؤمن بأنه لا طاقة لأحد بانتقام الله ، ولا طاقة للأمة بعقوبة الله ، ومن هنا يسأل الله ، ويلح في المسألة أن يحفظ الله سبحانه أمة الإسلام من الرجم ومن الخسف ، ويستجيب الله الكريم دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويطمئنه، فيخبر صلى الله عليه وسلم الأمة بذلك ، ويقع الأمر كما أخبر ، فالحمد لله لم يعاقب الله أمة الإسلام لا بالرجم العام ، ولا بالخسف العام.
أما الاختلاف والاقتتال فإنه صلى الله عليه وسلم يراهما أهون من العقوبات الأخرى ، ولكنه يستعيذ بالله منهما ، إلا أن الله تبارك وتعالى ترك الأمة في هذا الأمر لتقي نفسها شره باتباعها القرآن والسنة ، ففي ذلك عصمة من الاختلاف والاقتتال.
إن هذا الحديث أفاد أنه صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من الاختلاف والاقتتال بين جماعات الأمة ، وأن الله لم يعده ذلك ، ولم يعد الأمة من ذلك ، فتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، وحدثت حروف بين جماعات من الأمة .
وأفاد هذا الحديث أيضا صدق تقديره صلى الله عليه وسلم ، فالاقتتال بين جماعات الأمة شره محدود ، وإن كنا لا نتمناه ، واستعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا تحقق كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، وظهر بحمد الله صدقه ، وأنه من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، التي ظهرت في زماننا .



قديم 04-11-2012, 11:13 PM
المشاركة 35
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا يجمع الله هذه الأمة على ضلالة.


عن أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سألت ربي عز وجل أربعا، فأعطاني ثلاثا ، ومنعني واحدة :
سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي على ضلالة ، فأعطانيها
وسألت الله عز وجل أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطانيها.
وسألت الله عز وجل أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم، فأعطانيها.
وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعا ، ويذيق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها"(1).
وعن كعب بن عاصم أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أجاركم من ثلاث خلال : ألا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وألا تجتمعوا على ضلالة " (2)
وكون الأمة لا تجتمع على ضلالة ، أو عصمة الأمة ، هذا من الأمور القطعية التي جاءت في القرآن الكريم (3) ، ومتواتر السنة النبوية (4).
المعاني : ـ
"سألت ربي عز وجل أربعا " يخبر صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله عز وجل أربع خصال ، أو أربعة أشياء لأمته ، وهذه الخصال الأربع إنما يستعيذ بالله أن تقع في أمته ، ولقد حدد هذه الخصال في هذا الحديث .
" ألا يجمع أمتي على ضلالة " سأل صلى الله عليه وسلم ربه ألا تجتمع أمته على ضلالة ، و "الضلالة" و " الضلال" ضد الهدى ، وهو يشمل كل ما ليس من الإسلام ، من أكبر الكبائر ، وهو الشرك ، إلى أدنى مخالفة ، كمن يشتري فيزيد أي قدر في الميزان ، أو كمن يبيع فيبخس أي قدر في الميزان ، قال تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } [ آخر سورة الزلزلة ] .
وهو صلى الله عليه وسلم يسأل الله ألا يجمع أمته على أية ضلالة ، فلا تفعل الأمة كلها ضلالة تراها هدى ، ولا تفعل الأمة كلها ضلالة تتعمد مخالفة الإسلام ، أما أن يقع ذلك من فرد أو مجموعة فذلك جائز .
والمراد بـ "أمتي" أمة الإجابة ، والمقصود علماؤها ، فلن يجتمع علماء الإسلام على ضلالة ، وإنما إذا زل أحدهم أو قلة منهم ظل الأكثرون على الحق.
"ألا يظهر عليهم عدوا من غيرهم" "ألا يظهر" معناها : ألا ينصر، والمعنى : أنه صلى الله عليه وسلم سأل ربه ألا ينصر على أمته عدوا من غيرها .
" ألا يهلكهم بالسنين " بالسنين أي " بالقحط" ، الذي هو عدم الماء .
" ألا يلبسهم شيعا " أي ألا يختلفوا ويتنازعوا .
" ويذيق بعضهم بأس بعض " أي وألا يقتل بعضهم بعضا .
" إن الله أجاركم من ثلاث خلال" أي إن الله حفظكم من ثلاث خصال، أو من ثلاثة أمور ، ثم بين هذه الأمور الثلاثة في هذا الحديث .
" وألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق " أي وأجاركم الله من أن ينتصر أهل الباطل ، أهل الكفر ، على أهل الحق ، أهل الإسلام ، فلن ينتصر أهل الكفر على أهل الحق جميعا .
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
يذكرنا ربنا بمصير الأمم التي كذبت رسل الله ، وتجرأت على وحي الله سبحانه وتعالى ، بالتبديل أو التضييع ، وأن مصيرها كان الهلاك والخسران ؛ يذكرنا سبحانه بذلك في كثير من آيات القرآن الكريم (5)
ومن هنا يتوجه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الله الكريم الحليم بالدعاء :
• يدعو أن لا تزيغ أمته ، وألا لا تضل .
• يدعو أن لا تجتمع أمته على أي أمر يخالف الإسلام
• يدعو وهو ينتظر التطمين بالاستجابة
• ويستجيب الله الكريم دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويطمئنه أن أمته لن تجتمع على باطل .
• فيسعد صلى الله عليه وسلم ويطمئننا على ذلك ، وأن الحق سيظل شائعا في الأمة وستظل متمسكة به .
وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي ظهرت في زماننا ، فعلى الرغم من كثرة الفتن ، وحملة أعداء الإسلام الشعواء عليه ، وكثرة المنافقين الذين يجاهرون بأساليب القضاء على الإسلام ، على الرغم من كل ذلك، فالأمة على الحق ثابتة ، يتمسك الكثيرون بالحق ، والبعض الذي وقع في الخطأ يسلم أنه مخطئ ، ويتمنى التوبة والعودة إلى الإسلام .
• إن أمة الإسلام لا زالت والحمد لله تبغض الكفر والنفاق والرياء.
• إن الأمة لا زالت تعرف معالم التوحيد ، وترفض أن تشوبه أية شائبة.
• إن الأمة لا زالت تبغض الربا والزنا والمخدرات ، وتبتعد عن ذلك كل البعد ، وإن قصر في إقامة حد من الحدود (6) ، فالكثيرون يتمنون إقامته ، والجميع على الإيمان بأنه من أحكام الإسلام ، أما العلماء فهم على الإيمان به ، يذكرون ويدعون إليه .
• إن الأمة لا زالت والحمد لله تحرص على القرآن والسنة ، تتعلم وتعمل وتعلم ، علماؤها مجتهدون ، وشبابها لهذه الغاية منتبهون ، يقدسون نصوص الوحي ، ويكنون لها كل تقديس واحترام ، القرآن عندهم أغلى من حياتهم ، والسنة النبوية يتمسكون تماما بها .
• إن الأمة لا زالت متناصرة متعاونة ، وما ذلك إلا لاعتزازها بدينها ، وتمسكها بإسلامها ، وبعدها عن كل زيغ وضلال.
• إن أمة الإسلام لا زالت إذا جد جديد في حياتها ردوه إلى علماء الإسلام المتخصصين فيه ، يجتهدون في استنباط حكمه من القرآن والسنة .
• إنها أمة تجتمع على القرآن والسنة ، لا على الزيغ والضلال.
يتحقق بذلك ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من أن الله سبحانه استجاب له أن لا تجتمع أمته على ضلالة .



قديم 04-11-2012, 11:14 PM
المشاركة 36
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا تكفر هذه الأمة.



عن أبي هريرة " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سألت ربي عز وجل لأمتي أربع خلال ، فأعطاني ثلاثا ، ومنعني واحدة :
سألته أن لا تكفر أمتي صفقة واحدة ، فأعطانيها.
وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطانيها.
وسألته أن لا يعذبهم بما عذب به الأمم قبلهم ، فأعطانيها.
وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعنيها " (1)
المعاني : ـ
"أربع خلال" أي أربع خصال ، إذ "خلال" جمع "خلة" وهي الخصلة في الرجل ، سواء كانت صالحة أو سيئة ، يقال : فلان كريم الخلال، وفلان لئيم الخلال، بمعنى الخصال .
والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى لأمته أربع خصال، أي أربعة أشياء.
" أن لا تكفر أمتي صفقة واحدة" أي أن لا تخرج من الإسلام ، سواء بكفر كامل كالشرك ، أو إنكار الألوهية ، أو إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .
أو بما يورث الكفر ، كإنكار معلوم من الدين بالضرورة ، كإنكار الصلاة ، أو الزكاة ، أو ما إلى ذلك .
أو بالاجتماع على ما يخالف الإسلام ، كأن تعمل بفتوى ضلال ، وقد جاء في حديث آخر " سألت الله عز وجل أن لا يجمع أمتي على ضلالة ، فأعطانيها" (2).
ومعنى "صفقة واحدة" أي مجتمعين ، من أصفقوا على الأمر بمعنى اجتمعوا عليه، فهو صلى الله عليه وسلم يسأل الله أن لا تكفر الأمة مجتمعة ، أما أن يكفر فرد ، أو عدد فهذا يمكن ، وتبقى الأمة على دين الله إلى هبوب الرياح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين ، وذلك ضمن أعلام القيامة .
"فأعطانيها" أي أن الله سبحانه استجاب لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الدعوة ، وأعطاه هذه الخصلة ، وهي أن لا تكفر أمته جملة ، وأعلم سبحانه نبيه بذلك.
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
الإسلام الدين الحق ، تحرص عليه القلوب السليمة ، والفطر القويمة ، هو دين الإنصاف والعدل ، دين الصدق والود ، ارتقى بالإنسانية كل الإرتقاء ، وأسعدها حق السعادة ، هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية، قال سبحانه في آخر ما أنزل من كتابه: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } [سورة المائدة : 3 ] .
هذا الدين في نصوصه من كتاب وسنة :
أ ـ الحث على الثبات على الدين ، والتمسك بأصوله وفروعه .
ب ـ والتحذير من الصوارف عن الدين ، والاحتياط من مؤامرات شياطين الإنس والجن .
والأمة يتنازعها هذان العاملان ، وهنا يتساءل الدارس لحياة هذه الأمة : أي العاملين ستكون له الغلبة ؟ عامل الثبات على الدين ، أم الفتن والصوارف ؟
فجاء هذا الحديث ليرجح كفة الخير ، ويبين أن هذه الأمة ستظل على إسلامها ، إذ أخبر فيه صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله تعالى لأمته الثبات على الإسلام، وأن الله سبحانه وتعالى استجاب دعوته صلى الله عليه وسلم .
إن الفتن والصوارف عن الإسلام تجعل الناظر لأحوال الأمة يظن أن الشر سينتصر ، وأن الكفر قد ينتشر ، فالكفر كله يحارب بكل قوته ، وشياطين الإنس والجن يبعثرون الشهوات والشبهات على الأمة، مما يجعل الناظر يخاف على مستقبل دين الأمة ، فجاء هذا الحديث فبين أن الله سبحانه سيحفظ هذه الأمة من الانقلاب عن الإسلام ، وأنها لن تخرج منه ، وإنما ستظل متمسكة بالإسلام حريصة عليه .
وتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم ، فلم تنقلب الأمة عن الإسلام إلى الكفر ، وإنما هي مقبلة على الإسلام كل الإقبال ، معتزة به كل الاعتزاز ، تبغض الكفر وتنفر منه ، ولم تؤثر عليها الفتن والصوارف عن الدين .
وهذا من أدلة نبوته ، إذ وقع الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .



قديم 04-11-2012, 11:14 PM
المشاركة 37
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا يهلك الله هذه الأمة بالغرق.


وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن لا يهلك أمته بالغرق :
ففي حديث سعد بن أبي وقاص " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية ، حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين ، وصلينا معه، ودعا ربه طويلا ، ثم انصرف إلينا ، فقال صلى الله عليه وسلم : سألت ربي ثلاثا فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة .
سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة ، فأعطانيها .
وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها .
وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها " (2)
وفي حديث معاذ بن جبل قال " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة، فأطال فيها ، فلما انصرف قلنا ـ أو قالوا ـ يا رسول الله ، أطلت اليوم الصلاة ! قال : إني صليت صلاة رغبة ورهبة ، سألت الله عز وجل لأمتي ثلاثا ، فأعطاني اثنتين ، ورد علي واحدة :
سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطانيها
وسألته أن لا يهلكهم غرقا ، فأعطانيها.
وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فردها على " (3).
المعاني : ـ
"أقبل ذات يوم من العالية " العالية منطقة من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم .
" مسجد بني معاوية " بني معاوية : قرية من قرى الأنصار .
" فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة" أي أن الله سبحانه استجاب له مسألتين ، ولم يستجب له المسألة الثالثة .
" أن لا يهلك أمتي بالسنة " أي أن لا يهلك أمتي بالقحط ، وهو الجفاف ، وعدم نزول المطر لمدة طويلة .
" أن لا يجعل بأسهم بينهم " أي أن لا يختلفوا فيقتتلوا .
" صلاة رغبة ورهبة" أي أنه صلى الله عليه وسلم صلى هذه الصلاة وحاله بين الرجاء والخوف ، يرجو الله أن يتقبل منه ، ومن أمته ، ويخاف غضب الله سبحانه.
وجه الإعجاز في الحديث
الغرق مشكلة تهدد البشرية ، نسمع كثيرا في القرآن الكريم أن الغرق أهلك قوم نوح إلا من آمن ، قال الله تعالى : { وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون } [ سورة هود : 36 ، 37 ]
وكاد فرعون لموسى ، فخرج موسى بقومه فاتبعهم فرعون بجنده ، فأغرق الله فرعون ومن معه ، ونجى نبيه موسى ومن معه .
قال الله تعالى : { وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون * فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون * فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك وأورثناها بني إسرائيل * فأتبعوهم مشرقين * فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين * فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك الحجر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم * وأزلفنا ثم الآخرين * وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين } [ سورة الشعراء : 52 ـ 66 ] .
هكذا نجى الله نبيه موسى ومن معه من المؤمنين ، وأغرق فرعون ومن معه ممن كادوا للمؤمنين .
وفي موضع آخر في القرآن الكريم يقول الله تعالى عن فرعون ومن معه : {فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين} [ سورة الأعراف : 136 ] .
وبعد أن أخبرنا ربنا سبحانه وتعالى في كتابه عن بعض الأمم السابقة، وما كان منهم من تكذيب دعوة الحق ، قال سبحانه : { فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } [ سورة العنكبوت : 40 ].
هكذا يحدثنا ربنا عن الغرق ، وأنه عقوبة يرسلها سبحانه عى من كذب رسله، ولقد كان هذا في بال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان واضحا أمامه أن الغرق سبب من أسباب الهلاك ، ومن هنا تضرع إلى الله سبحانه ، وسأله سبحانه سؤال عبد يلح على ربه ، وقد أخذ بأسباب استجابة الدعاء، فصلى وأطال، يذكر الله كثيرا، ويسجد له سبحانه وتعالى طويلا، يرجوه سبحانه أن يحفظ أمته من هذا السبب المهلك من الغرق.
ولقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم هذه ، وطمأنه أن أمته لن يسلط عليها الغرق يهلكها ، طمأنه أنه قد ضمن له هذا الباب فلن تهلك أمة الإسلام بالغرق ، أوحى سبحانه وتعالى بذلك إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أمته بذلك ، وأن الله سبحانه لن يهلكها بالغرق.
ويتحقق ذلك تماما ، يتحقق كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالحمد لله لم يبتل الله أمة الإسلام بالغرق، وها هي الأمة بحمد الله تحيا كثيرة العدد معافاة من الغرق ، أربعة عشر قرنا ( 1400 سنة ) والدعوة محققة ، وستظل إلى نهاية الدنيا ، والحمد لله رب العالمين .
إن الغرق أمر خطير أهلك الله به أمما سابقة ، لكن أمة الإسلام قد دعا لها رسولها بالسلامة من ذلك ، واستجاب الله دعوة رسوله ، وأخبر سبحانه رسوله بهذا وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا ، فوجدناه واقعا عمليا على مر السنين والقرون ، مما يزيدنا إيمانا بديننا ، وإيمانا بصدق سنة نبينا صلى الله عليه وسلم .



قديم 04-11-2012, 11:15 PM
المشاركة 38
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا يهلك الله هذه الأمة بالجوع.


عن معاذ قال : "صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ، فأحسن فيها الركوع والسجود والقيام ، فذكرت ذلك له ،فقال : هذه صلاة رغبة ورهبة ، سألت ربي فيها ثلاثا فأعطاني اثنتين ، ولم يعطني واحدة ، سألته أن لا يقتل أمتي بسنة جوع فيهلكوا ، فأعطاني ، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم ، فأعطاني ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعني " (1)
وعن حذيفة بن اليمان قال : "غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فلم يخرج حتى ظننا أنه لن يخرج ، فلما خرج سجد سجدة ، فظننا أن نفسه قد قبضت فيها ، فلما رفع رأسه قال : إن ربي تبارك وتعالى استشارني في أمتي : ماذا أفعل بهم ؟ فقلت : ما شئت أي (2) رب هم خلقك وعبادك ، فاستشارني الثانية فقلت له كذلك(3) ، فقال : لا أحزنك في أمتك يا محمد ، وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفا ، مع كل ألف سبعون ألفا ، ليس عليهم حساب ، ثم أرسل إلى فقال : ادع تجب ، وسل تعط ، فقلت لرسوله (4) : أو معطي ربي سؤلي (5) ؟ فقال: ما أرسلني إليك إلا ليعطيك ، ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر (6) ، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، وأنا أمشي حيا صحيحا ، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ، ولا تغلب ، وأعطاني الكوثر فهو نهر من الجنة يسيل في حوضي ، وأعطاني العز والنصر، والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا، وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة ، وطيب لي ولأمتي الغنيمة ، وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ، ولم يجعل علينا من حرج (7)
المعاني : ـ
" صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة " واضح أنها ليست فريضة ، وإنما هي صلاة نافلة ، صلاها وحده صلى الله عليه وسلم .
"فأحسن فيها الركوع والسجود والقيام " أي أنه زاد على المعتاد ، فأطال الركوع والسجود والقيام على غير العادة ، والمعتاد منه صلى الله عليه وسلم حسن الركوع والسجود والقيام ، لكنه في هذه الصلاة كان أحسن ، أي كان أطول وأخشع فيها ، كما جاء في حديث حذيفة " سجد سجدة ، فظننا أنه نفسه قد قبضت فيها" وهذا واضح في أنه أطال كثيرا ، وهذا التطويل مشروع ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وحده .
" صلاة رغبة ورهبة " أي أنه صلى الله عليه وسلم صلى ، وحاله مع الله بين الرجاء والخوف ، يرجو رحمة الله سبحانه ، ويخاف غضبه عز وجل ، كما قال الله سبحانه في حق زكريا عليه السلام وأهله : { أنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } [ سورة الأنبياء : 90 ] .
" سألته ألا يقتل أمتي بسنة جوع " السنة : القحط ، وأضافها إلى الجوع لما بينهما من تلازم ، فكل قحط يورث جوعا .
وحينما يستعيذ صلى الله عليه وسلم من الجوع ، فإنما يستعيذ من الجوع الشديد ، المؤثر على صحة الإنسان وحياته .
وهو هنا يستعيذ بالله من هذا الجوع أن يعم الأمة .
" غاب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما " أي مكث في بيته ، ولم يخرج لأصحابه ، وظاهره أنه مكث في بيته يتعبد ويدعو الله تعالى .
" سجد سجد " أي صلى صلاة ، من باب تسمية الكل باسم الجزء، سمى الصلاة بأشرف أجزائها ، وهو السجود .
" فظننا أن نفسه قد قبضت فيها " أي أنه صلى الله عليه وسلم قد مات ، وذلك لطول سجوده .
"استشارني في أمتي " هذا بيانه ما بعده ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم " ماذا أفعل بهم " أي أن الله تبارك وتعالى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا أفعل بأمتك ؟ سمى صلى الله عليه وسلم هذا استشارة .
وهذا السؤال من الله لرسوله كله كرم من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ففيه إعلاء لقدره وإسعاد لنفسه ، ومنطلق هذا علم الله بحرص رسوله على رحمة الله تعالى أمة الإسلام
وجه الإعجاز في الحديث
إن الإنسانية وكل المخلوقات تعيش على رزق الله ، فالله سبحانه يهيئ لكل مخلوق رزقه الذي يصلحه :
قال تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا* فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولأنعامكم } [ سورة عبس : 24 ـ 32 ] .
وقال سبحانه : { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون* وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون* ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون* سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون } [ سورة يس : 33 ـ 36 ] .
واضح من هذا أن رزق الإنسان تحدث بسببه عظام الأمور في الكون، فسبحان من خلق المياه في السحاب، وأنزلها في كل موضع بحسب رزق أهله، وسبحان من أنبت النبات وخلق الأشجار، وسبحان من رزقنا من النباتات حبها أو عودها، ومن الأشجار ثمارها وتمرها، وهيأ كل ذلك لنفعنا ، ويسر لنا الحصول عليه ، ويسر لنا الانتفاع به ، سبحانه سبحانه .
وعلى هذا فالواجب على البشرية أن تلتزم بدين الله ، وأن تحيا في طاعة الله سبحانه وتعالى ، فبطاعة الله ندرك نعمة جل علاه .
أما إذا تنكبت البشرية وعصت فقد ينزل بها غضب الله ، وقد تحرم من نعم الله تعالى .
قال سبحانه : { أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون* لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون * إنا لمغرمون * بل نحن محرومون * أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون * لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون } [ سورة الواقعة : 63 ـ 70 ] .
فواضح من هذه الآيات أن النعم إنما تدوم بفضل الله وكرمه ، كما قال سبحانه : { لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد } [ سورة إبراهيم : 7 ] أما مع المعصية فقد ينزل بالنعم ما يدمرها ، أو يمنعها .
ومن هنا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن لا يهلك أمته بالجوع، إنها قد تقع في زلة تنزل بها غضب الله تعالى ، فتحرم الرزق، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " (1) وقد يصل بها ذلك إلى الهلاك، ولذا ألح صلى الله عليه وسلم على ربه ألا يهلكها بالجوع .
واستجاب الله تبارك وتعلى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم وطمأنه وطمأن الأمة أنه سبحانه لن يهلك هذه الأمة بالجوع .
وعلى طول عمر الأمة يتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، فلم يكن الجوع سببا في هلاكها ولا في ضعفها ، وإنما رزق الله عليها وافر سابغ ، ونعم الله عليها متوالية .
لقد دعا صلى الله عليه وسلم ، وأخبره الله باستجابة دعوته ، وأخبر صلى الله عليه وسلم بذلك ، فتحقق الأمر كما أخبر ، والأمة على مدى العمر الماضي أكثر من ألف وأربعمائة عام ، وهي بحمد الله مشمولة بعناية الله تعالى ، لم ينزل بها الجوع المهلك، وإنما الأرزاق وافرة سابغة ، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم الظاهرة، ومن دلائل نبوته الواضحة ، والحمد لله رب العالمين .


قديم 04-11-2012, 11:16 PM
المشاركة 39
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بألا يمكن الله أحدا من قتل هذه الأمة .


ومن دعواته صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي نشرحه "وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم " سأل صلى الله عليه وسلم ربنا تبارك وتعالى أن لا يسلط علينا عدوا من غيرنا يقتل ويأسر الأمة كلها .
ولقد جاءت هذه الدعوة في معظم أحاديث هذا الموضوع ، حتى إنها حسب الروايات التي جمعتها تقع في خمسة عشر حديثا ، وألفاظها كما هنا أو نحوه .
ففي حديث خباب " وسألته أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها" (1).
وفي حديث خالد الخزاعي " وسألته أن لا يسلط على عامتكم عدوا يستبيحها ، فأعطانيها" (2)
وفي حديث شداد بن أوس " . . . وأن لا يسلط عليهم عدوا بعامة فيهلكهم بعامة " (3).
وكل الأحاديث تفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل الله تعالى أن لا يسلط على أمته عدوا يهلكها ، فاستجاب الله سبحانه دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم ، حتى جاء في لفظ حديث الباب : " ولو اجتمع عليهم من بأقطارها " والمعنى : إن هذه الأمة لا يستطيع أعداؤها القضاء عليها ، ولو اجتمع عليها كل أمم الأرض .
وجه الإعجاز في الحديث
في هذا الحديث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله لأمته أمرين :
1ـ ألا يهلكها بالقحظ
2ـ وألا يهلكها بتسلط الأعداء عليها
ويخبر صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى قد استجاب له الدعوتين ، فلن تهلك أمته بالقحط ، ولن يهلكها الأعداء مهما كانوا .
والمتأمل في ظروف الأمة في أيامه صلى الله عليه وسلم يجد أن هذين الأمرين كان وقوعهما هو الأغلب ، فالصحاري واسعة وكثيرة ، وإذا لم يغث الله أهلها بالأمطار أهلكهم القحط ، وأعداء أمة الإسلام حولها أقوياء ، فالفرس والروم يحيطون بها ، وهم امبراطوريتان قويتان .
ومن هنا يدعو صلى الله عليه وسلم لأمته بالنجاة من هذين الأمرين الخطيرين ، ويطمئننا بأن الله سبحانه قد استجاب دعوتيه .
وتمر السنون والسنون ، والأمة بحمد الله ينجيها الله من هذين الخطرين ، فلم تمت الأمة بالقحط ، وكم من سنوات يقل فيها المطر أو ينعدم ، إلا أن الله سبحانه وتعالى يسلم ، وتبقى الأمة قوية محفوظة بحفظ الله تعالى .
أما وعد الله سبحانه وتعالى بألا يهلك هذه الأمة عدو ، ولو اجتمع عليها كل من سواها ، فهذا وعد حق ، وخبر صدق ، فكم تآمر الأعداء عليها ، وكم تجبر المتكبرون الأعداء ، والأمة تخرج أقوى وأصلب .
وتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم تماما ، فلا قحط يهلك الأمة ، ولا الأعداء مهما كادوا .
تحقق ما أخبر به فهو رسول الله لا ينطق عن الهوى ، وإنما ينطق حسبما يوحي الله تبارك وتعالى إليه .
إن كثيرا من الأمم السابقة قد أهلك ، منهم من أهلك بالرجم ، ومنهم من أهلك بالغرق ، إلى غير ذلك من الأسباب ، ومن هنا سأل صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى لأمته السلامة من الأخطار ، ومنها ما في هذا الحديث من القحط والأعداء ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى قد استجاب له ، فتحقق ما أخبر به على طول تاريخ الأمة ، وهو أظهر ما يكون في زماننا ، زماننا الذي كثر فيه الكلام عن المياه ، وتنافست فيه الدول على مصادر المياه ، وأقام اليهود في الأرض العربية ، فأفسدوا ، وحاربوا بسلاح المياه .
زماننا الذي تتكالب علينا فيه دول العالم ، وتود القضاء على أمة الإسلام ، والاستيلاء على مقدراتها ، ولكن الأمة يحفظها الله ويسلمها بدينها وأموالها .
إن المتأمل لهذا الحديث ، وواقع الأمة ، يسلم بإعجاز هذا الحديث ، وأنه مما من الله به على أمة الإسلام ، وأنه من المعجزات التي ظهرت وفق ما أخبر صلى الله عليه وسلم ، فسبحان من علمه وصلى الله وسلم عليه .


قديم 04-11-2012, 11:17 PM
المشاركة 40
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بأن لا يهلك الله هذه الأمة بالقحط ولا بعدو.


عن ثوبان قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة عامة ، وألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال : يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة ، وألا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ـ أو قال من بين أقطارها ـ حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا" (1).
• المعاني :
" زوى لي الأرض " أي جمعها لي ربي وضمها ، حتى رأى صلى الله عليه وسلم المساحات الشاسعة منها ، فرأى مشارقها ومغاربها .
" الكنزين الأحمر والأبيض " أي كنز الذهب والفضة ، وهما عملتا فارس والروم؛ فكانت عملة كسرى الذهب الأحمر، وكان كسرى ملك العراق.
وكانت عملة قيصر الفضة البيضاء ، وكان قيصر ملك الشام .
والمعنى : إن الله تبارك وتعالى سيفتح هاتين المملكتين للإسلام ، وسيدخل أهلها دين الله تبارك وتعالى .
" وإني سألت ربي لأمتي .. " السؤال هنا ليس على سبيل الدعاء المجرد، وإنما على وجه الرجاء والعطاء، فهو صلى الله عليه وسلم سأل ربه ورجاه ، ومن هنا كان الجواب من الله تعالى له صلى الله عليه وسلم : "وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . . " فقول الله تعالى " أعطيتك " دليل على أن سؤاله صلى الله عليه وسلم كان على وجه السؤال والعطاء .
ولقد تكرر هذا منه صلى الله عليه وسلم ، فصلى عدة مرات ، وسأل الله عدة مرات ، وكان السؤال متنوعا :
• فمرة سأل الله ثلاث خصال ، فأعطى اثنتين ، ومنع واحدة .
• ومرة سأل الله أربعا ، فأعطى ثلاثا ، ومنع واحدة
• ومرة سأل الله أربعا ، فأعطى اثنتين ، ومنع اثنتين
• ومرة سأل اثنتين ، فأعطى واحدة ، ومنع واحدة .
• وصلى طويلا
• وصلى خفيفا
• وصلى ليلا
• وصلى نهارا
وكل ذلك يدل على أن ذكر العدد "سألت ربي ثلاثا " و"سألت ربي أربعا" إنما كان في كل موقف بحسبه ، وليس ذلك حصرا لكل ما سأل الله لأمته .
"لأمتي" هذا يبين أنه صلى الله عليه وسلم يسأل الله سؤالا عاما للأمة ، فلا يقع هذا الأمر ـ من القحط أو الغرق ـ لكل الأمة ، رحمها الله من ذلك ، أما أن يقع للبعض فهذا جائز ، ونسأل الله العفو والعافية .
وجميع الروايات تعطي أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله لأمته كثيرا ، وكلها تدور حول أن لا تكفر هذه الأمة ، وألا تهلك ، رجا لأمته الخلود إلى يوم القيامة ، على الإسلام الدين الحق المتين .
" بسنة عامة " السنة تطلق على العام ، وتطلق على القحط ، والذي هو عدم المطر ، وانقطاع الماء ، وهذا الثاني هو المراد هنا.
ومعنى "عامة " أي شاملة .
دعا صلى الله عليه وسلم أن لا يهلك الله أمة الإسلام بقحط يعم الأمة كلها.
لكنه قد يحل بناحية من نواحي الأمة ، وحينئذ على الآخرين إغاثة هذه الناحية المبتلاة بالقحط .
" يستبيح بيضتهم " بيضة الناس : معظمهم ومجموعهم .
ويستبيح بيضتهم ، أي : يرى معظمهم مباحا ، فيقتل ويأسر.
والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم سأل الله تبارك وتعالى أن لا يمكن عدوا من أعدائنا من استباحة كرامتنا ، سأل الله أن لا يمكن عدوا من قتلنا أو أسرنا ، "ولو اجتمع عليهم من بأقطارها " أي ولو اجتمعت كل الأمم على أمة الإسلام فإنهم لا يقدرون على غلبتها جميعا .
إن كل الأمم لو اجتمعت على أمة الإسلام فإنهم لا يقدرون على هزيمتها هزيمة عامة .
" حتى يكون بعضهم يهلك بعضا " اي إن أمة الإسلام لا يستطيع أعداؤها أن يهلكوها ، أما هم في بعضهم ، فيمكن أن يهلك بعضهم بعضا.
" ويسبي بعضهم بعضا " ويمكن لأمة الإسلام أيضا أن يأسر بعضهم بعضا ، أما أن يأسرهم جميعا غيرهم فلا .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ll~ معجزات ٌ نبويّة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معجزات إرهاصات وكرامات مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 01-10-2014 01:12 PM

الساعة الآن 07:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.