احصائيات

الردود
17

المشاهدات
8699
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.65

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
08-06-2010, 12:11 PM
المشاركة 1
08-06-2010, 12:11 PM
المشاركة 1
افتراضي تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
أحبتي في منـــابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الشاعر :

بعضُ الخلائق ِأحياءٌ وإنْ ماتوا *** وربّما ردّدَ الأنفاسَ أمواتُ

وفي هذا المنبر الشامخ سأقدم لكم نماذج من شخصيات غادرتنا لكنها في الحقيقة لم تغادرنا
فقد تركت أثلاماً لها وقع في النفوس وفي القلوب معاً ...






مع تحياتي ... ناريمان الشريف


قديم 08-06-2010, 12:16 PM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...

سلام الله عليكم ... ومرحباً بكم في هذه السلسلة

نحن الآن أمام أنمـوذج انسـاني ونسائي غيـر عـادي .. شخصية عربية متفـرّد ومنفردة أصـيلة
( بنت الشاطيء )
أديبـة عربيـة مصريـة
.. تبـهرك بأصالتـها ودأبـها وتفوقـها
امرأة فذة في عالم الأدب والبحث والعلم
فذة حتى بين الأدباء الرجال الذين عاصروها ..
لكنها ان تكررت بين الرجال .. فهي لن تتكرر بين النساء !!
كتبــت سيرة حياتها في كتاب بعنوان ( على الجسر )
سيرة ذاتية مختصرة - ضمنتها مرحلتين
مرحلة ما قبل : موعدي معه
ومرحلة ما بعد : موعدي معه
( والهاء هنا : ضمير الغائب - تعود على أستاذها وحبيبها وزوجها
الاستاذ أمين الخولي )
الذي التقته في يوم ميلادها
السادس من نوفمبر عام ثلاثة عشر وتسعة مئة وألف
حيث التقته عام ستة وثلاثين
واذا ما سؤلت : أي اليومين عندك عيــد ؟
لاعتبرت يوم لقائها الأول بزوجها ( أمين ) هو العيد
فقد أحبته كل الحب ..
وأرجعت اليه كل الجميل
في وجودها الثقافي والعلمي المتألق
حفظت القرآن الكريم منذ صغرها
فاكسبها استقامة اللسان .. وحسن نطق اللغة العربية
ثم ارتقت برفقة والدها الى مجالس الشيوخ والعلماء والفقهاء
فقرأت ذخائر كتب السلف وأمهات المكتبة العربية الاسلامية
وهذا ما اختط لها دراسة اسلامية بحتة بعيدة عن أطر مناهج المدارس الحديثة المعاصرة القاصرة
فرتعت في بحبوحة العلم الأصيل .. واشتد عودُها في تلك الفرصة النادرة
وتفاعل ذكاؤها فواحا في أرجاء المدرسة التي اختارها لها والدها في فهم وتقدير عميقين لموهبتها غير العادية
لكنها كانت
مثل مصر تتجاذبها اغراءات الشهادات والجامعة
على النسق الغربي الى آخر تلك الصيحات البراقة
الكاذب منها والصحيح
رغم جذورها النابتة في عمق تربة الاسلام الخصبة
فنالت الشهادات الأولية حتى وصلت الجامعة
فاختلطت ببنات الذوات المطويات تحت هيمنة الثقافة الأجنبية
واللواتي تمّ صبّهنّ في قوالب انموذج المرأة الغربية تمهيدا لطرحهنّ في أرجاء
المجتمع المصري كالطعم لنشر أشياء أخرى
لكن الأديبة والشاعرة الأصيلة كانت بعيدة كل البعد عن الغربنة والاغتراب والتغريب
وشيئا فشيئا .. خضعت شعوريا للنموذج الغربي
حين استغلّت مواهبها أمرأة من الثريات والمنتميات الى الطبقة التي تتسمى ( الراقية )
فكانت تقوم بأعمال كثيرة لقاء أربعة جنيهات
فعملت في مجلة هذه الثرية .. كساعية بريد
لا تنقل الرسائل فحسب بل تقرأ البريد
وتعـدّ مواد المجلة للطبع .. وتصحح الأخطاء .. وتصدّر الأعداد بمقال افتتاحي .. تتفنن في انشائه .. وتتعب في تنقيته من الشوائب .. وتطرزه ليبدو بأجمل حلّة .. فتأتي صاحبة المجلة وتوقّع الاقتتاحية باسمها الهش
لكن هذه الأديبة كانت تفعل هذا وهي راضية كل الرضى .

فبعد أن تجاوز قلمها نطاق المجلة الشهرية المحدودة التوزيع الى الصحف اليومية والمجلات الكبرى
ولأن عملها هذا يخالف تقاليد عائلتها المحافظة ..
وحتى لا يعلم والدها بالأمر ويُصدر قراره الجائر
بحرمانها من الكتابة ..
ارتأت أن تتستر خلف اسم مستعار
وطاب لها أن تنتمي للشاطيء
فكانت توقع مقالاتها باسم ( بنت الشاطيء )
وكبرت البنت ونما معها الشاطيء الذي ترسو عليه سفنها المفعمة بكلماتها الأخاذة
ورويدا رويدا لاحت بوادر النجاح الأدبي
حتى نشرت لها صحيفة الأهرام في صفحاتها الأولى
مقالات عن الريف المصري
وقضية الفلاح المصري في صيف عام خمسة وثلاثين للميلاد
وذات يوم اتصل بها سكرتير التحرير لمقابلة صاحب الجريدة لتنضم على إثر هذا اللقاء الى أسرة التحرير عام ستة وثلاثين
وهـــــنا .... كان لقاؤها المصيري مع الأستاذ أمين الخولي
وفي لقائها الأول به
جمع في ناظريها بين القديم والحديث في مزج متماسك متوازن مولدٍ للحيوية الفكرية التي افتقدتها في دراستها القديمة على يد والدها
ثم افتقدتها في دراستها الجامعية
فها هي تندمج معه فكريا وعقليا ونفسيا .. وكأنما مصالحة تمّت بين القديم والحديث بعقد قرانها عليه
وقد عبرت بنت الشاطيء عن هذا التمازج في سيرتها حين قالت :
( الدنيا لا تعرف الا أننا اثنان
والحياة تفرض علينا أن نعانيها بهذه الثنائية العددية
ورغم هذا كنا كنفس واحدة )

انها الأديبة والكاتبة الدكتورة عائشة عبد الرحمن الملقبة ب بنت الشاطيء
وكعادة الدنيا .. تسرق من أحشاء الحبيب حبيبه وهما في قمة السعادة ..
ها قد راح عنها الزوج والحبيب ( أمين الخولي )
ففقدت معه أجمل الأشياء التي يمكن للحبيب
أن يحسَها مع من يحب !!
حالة صعبة عاشتها بنت الشاطيء بعد الفقيد فقد رأى من حولها في عيونها وبعض قسمات وجهها
التجهم ونبرة الشكوى والتململ والكدر
التي لازمتها بعيد فراقه ..
ولأنها مؤمنة بالقضاء والقدر ..
ظلت الابتسامة الساحرة التي تميزت بها لا تفارق عينيها .. ويستدل قاريء بنت الشاطيء الى الحزن الذي سكن أعماقها ما باح به قلمها كأي كاتب يسطر مشاعره على الورق .. حين أشارت بجملة ( عندما أصابتني النكسة ) في أحد موضوعاتها
امتدّ عمر هذه الرائعة العربية حتى بلغت الخامسة وثمانين عاما
فلم يكن المهم امتداد عمرها
بل ما يصاحب هذا العمر من حيوية امتدت معه
حيوية فكرية ولياقة ذهنية ورغبة في عطاء مستمر اتضحت معالم هذا العطاء
بجلاء في زاوية ( شاهد على العصر )
كل يوم خميس بجريدة الأهرام
انها شاهدة على حق ..
وبحق على كل لمز وغمز شياطين الانس .

واذا كانت الدكتورة عائشة عبد الرحمن قد بدأت اعتلاء قمتها العلمية ( الدكتوراة ) في تحقيق رسالة الغفران لأبي العلاء المعري ..
فقد اعتلت قمة جهادها المتواصل بسلسلة مقالاتها في الأهرام
والتي جمعتها فيما بعد بكتاب حمل اسم ( قراءة في وثائق البهائية )
وبين هاتين القمتين حشد ثري من مؤلفات تجمع بين العمق والاخلاص في البحث الذي تلبسه لغة أدب مصقولة بالفن والمقدرة النادرة على الجمع بين الجدية والظرف
ويكفينا في هذ المقام أن نذكر نساء النبي وبناته في
( سيدات بيت النبوة )
والذي يعتبر مرجعا أمينا ووفيرا لطلبة الجامعات
وروّاد الأدب والمعرفة
وكما أبدعت في رحلتها الابتدائية من حياتها صامتة 00
أكملت رحلتها الى الآخرة بصمت مريع ..
فقد رحلت دون ضجة ..
وقلة قليلة من ذكروا مآثرها بعد وفاتها
فلو كانت سياسية متلونة المباديء لأقيم لها عشرات حفلات التأبين !!!!!
وان جاز لي أن أخلع عليها لقبا لقلت بكل تقصير
( عالمة وأديبة رحلت عنا بعد أن تركت فراغا في العقول والقلوب .. وأبكت شواطيء كل العرب من بعدها )
أما أنا فبكيتها .. وهذه دعوة لقراءة آثارها الرائعة
يرحم الله الدكتورة عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطيء )


ألقاكم في صفحة أخرى .. وشخصية أخرى بإذن الله
مع تحياتي ... ناريمان

قديم 08-07-2010, 11:19 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...



من هو سندباد العــــراق ؟؟؟


شاعر عراقي كبير .. لا يحتاج الى بطاقة تعريف
انه شاعر الفقر والثورة ..
ولد في بغداد العرب عام ستة وعشرين
وحمل شهادة اللغة العربية وآدابها
اشتغل مدرّسا ومارس الصحافة في مجلة الثقافة
لكنها أغلقت وفصل من وظيفته بسبب مواقفه الوطنية
هكذا هو مصير الشرفاء الفصل والطرد والتشرد والنفي
حمل هموم الانسان وعذاباته منذ أن وعى وجوده
على الأرض كانسان ينتمي الى آدم وبنيه
وطاف بها في الأفاق فسافر الى سوريا ثم الى بيروت ثم الى القاهرة .. وأبحر في أساطير الشرق حتى أشبع نهمه منها
ثم حل بموسكو وعمل مدرسا في جامعتها
ثم باحثا علميا في معهد شعوب آسيا
وفي عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين اسقطت عنه الجنسية العراقية فغادر الى القاهرة ملجأ الشعراء وأقام فيها حتى عام الف وتسعمئة وسبعين
ثم ألقى عصا الترحال في مدريد ليتنفس فيها
عبير جذورها العربية وان جاز أن أخلع عليه اسما
لأسميتها اسبانيا الأندلسية
ولم يتوقف هناك في مدريد
حيث شد رحاله الى باريس عاصمة النور
وفي أحد مقاهيها التي تطل على كنيسة عتيقة
أطفأ شاعرنا شموعا لا عد لها من عمره المكدود
فقد دب الشاعر على كوكب الأرض
وبالتحديد على الجزء العربي الحزين من هذا الكوكب
وقضى من عمره أربعين عاما في عوالم الشعر مقيما
بديار الشعراء ..
يكتب فيها الشعر للناس ويغني للحرية
المفقودة
كانت أول قصيدة تحبو على أرض شعره
وهو في الاعدادية المركزية في بغداد
ففي حصة الرسم انفتحت قريحته الشعرية
فخرج عن مألوف زملائه الطلبة
وبدلا من أن يرسم بالريشة
خط كلمات القصيدة الأولى
والقى مدرس الرسم عليه القبض متلبسا بقصيدة رائعة
فاتهمه بالشعر وأخذ يتلو دليل اتهامه أمام طلبة صفه
بعد أن أوعز اليهم بترك دفاتر الرسم
لكن الشاعر الصغير والذي لم يكمل العشرين من عمره
ورغم الاعجاب الشديد الذي أبداه مدرس الرسم بكلماته
لم يكن راضيا عن نفسه ولم تعجبه مقدرته
فحمل قصيدته بقلب لاهث وراح الى مدرس اللغة العربية
ظنا منه أنه الأقدر على تقييم كلماته
ولم يتردد معلم العربية في أن يشيد بما قرأ
فهل عرفت من هو ؟؟؟؟؟؟؟؟
ارتبط اسم هذا الشاعر باسم بدر شاكر السياب
فقد كانا زميلين بدار المعلمين العالمية في بغداد
فلمس بكلمات زميله بدر ذلك الجنوح الرومانسي العنيف
اذ أن روحه كانت مسكونة بالنور الأبيض
والطبيعة التي لم تدركها الشيخوخة بعد
كان هذا الشاعر يحلم دوما بطبيعة غسلها المطر
بطبيعة أخرى غير التي نراها ونستطيع رسمها
فسافر وأبحر وأوغل في الابحار
وغادر وغادر حتى بات عاشقا للمغادرة وللسفر
بل انه كان يعتبر السفر قناعا للموت والميلاد
اما حصاد أسفاره وعصارة ابحاره
فلم تكن طوقا من لؤلؤ البحار التي كان يعبرها
ولا حصاة من تبر الأرض التي كان يشقها
بل كانت شعرا يشبه ما يخرج من بطون النحل
التي تقف بالبساتين فتنتقي أزكى الروائح فتمتصها
لتلد لنا عسلا
هكذا كانت نتيجة أسفار هذا الشاعر
شعرا عسلا كعسل النحل أو أشد حلاوة
فهل عرفت من هو ؟؟
انه الشاعر العراقي - عبد الوهاب البياتي -
نعم هذا الشاعر طاف البلاد شرقا وغربا
والتقى بأناس له أصدقاء في كل شارع مرّ به عبر رحلاته
وخرج من كل شارع بذكرى حملها معه الى عالم الشعر
وأكثرها لا يخلو من الآلام
وسرعان ما كانت تتحول ألآمه الى قصيدة
ينسجها في مخيلته بصمت فيمحو ويضيف ويمحو ويضيف
ويغير بعض ملامحها بقليل من المكياج اللغوي
فيغير بعض الكلمات التي يرها قلقة في القصيدة تماما كالمهندس المعماري الذي يشعر بوجود حجر
غير مستقر في بنائه
وكذا كان عبد الوهاب يرفع الكلمة غير اللآئقة في كيان القصيدة
والتي لا زالت مسوّدة في ذاكرته
ولم يسجل حضورها على الورق بعد
تلك القصيدة التي يتم الباسها أجمل زي قبل أن تولد
هكذا كان يصنع بالقصيدة
أما نفسه فكم كانت الغيوم تتجمع فيها
وتسقط مطرا حزينا
فكم من الكلمات والمصطلحات في قاموسه
امتلأت وكلها من الأحزان وقريباتها
ففي نفسه الغيوم والليالي والأحزان والدخان والألوان
والبروق والرعود
كلها تتجمع في أحشائه وتولد القصيدة
نعم هكذا هو الشعر
يبقى الألم الانساني هو المحرك لوجوده
ومفردات الألم هي التي صنعت منه شاعرا
اضافة الى سياحته في البلاد
التي لم تكن من اجل المتعة والاستجمام ....
بلى لقد كان يبحث عن الحقيقة وعن النور
تماما كالسندباد الذي كان يبحث عن الكنز
وفي نهاية عمره اكتشف ان الكنز مدفون فيه ...
وهكذا هو سندباد العراق عبد الوهاب البياتي
بقي أن نقول أنه عضو جمعية الشعر
وفارق الدنيا قبل أن يرى قهر العالم العربي الذي ازداد مع الألفية الثانية
فقد غادرنا وروحه طارت الى باريها عام تسعة وتسعين
ميلادية بعد أن ترك لنا من آثاره الكثير وهي
- ملائكة وشياطين - شعر - بيروت 1950.
- أباريق مهشمة - شعر - بغداد 1954.
- المجد للأطفال والزيتون - شعر - القاهرة 1956.
- رسالة إلى ناظم حكمت وقصائد أخرى - شعر - بيروت 1956.
- أشعار في المنفى - شعر - القاهرة - 1957.
- بول ايلوار مغني الحب والحرية - ترجمة مع أحمد مرسي - بيروت 1957.
- اراجون شاعر المقاومة- ترجمة مع أحمد مرسي- بيروت 1959.
- عشرون قصيدة من بريلن - شعر - بغداد 1959.
- كلمات لا تموت - شعر - بيروت 1960.
- محاكمة في نيسابور- مسرحية - بيروت 1963.
- النار والكلمات - شعر - بيروت 1964.
-قصائد - شعر - القاهرة 1965.
- سفر الفقر والثورة - شعر - بيروت 1965.
- الذي يأتي ولا يأتي - شعر - بيروت 1966.
- الموت في الحياة - - شعر - بيروت 1968.
- عيون الكلاب الميتة - شعر - بيروت 1969.
- بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة - شعر - بيروت 1969.
- الكتابة على الطين - شعر - بيروت 1970.
- يوميات سياسي محترف - شعر - بيروت 1970.
- تجربتي الشعرية بيروت 1968.
- قصائد حب على بوابات العالم السبع- - شعر - بغداد 1971.
- كتاب البحر - شعر - بيروت 1972.
- سيرة ذاتية لسارق النار- - شعر - بيروت 1974.
- قمر شيراز - شعر - بيروت 1978.
رحمة الله على سندباد العراق
الشاعر عبد الوهاب البياتي

ألقاكم في شخصية أخرى إن شاء الله تعالى

مع تحياتي ... ناريمان الشريف

قديم 08-07-2010, 11:31 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بعضُ الخلائق ِأحياءٌ وإنْ ماتوا *** وربّما ردّدَ الأنفاسَ أمواتُ

صدقت ِ يا ناريمان

يسعدني التعرف عن قرب على شخصيات ٍ لها ثـِقلها

وسـ أكون متابعة لك ِ ان شاء الله ~

قديم 08-07-2010, 11:54 PM
المشاركة 5
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني
  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
الأخت الأديبة ناريمان
سلام الله عليك وحمدا لله على عودة منابرنا لنتابع نشاطك المميز وحركتك الدؤوبة.
أشكرك على تنويهك وتذكيرك ببنت الشاطئ التي أكن لها تقديرا خاصا لأصالتها ورصانتها ونبضها الاسلامي.
تغمدها الله برحمته وجزاك خيرا اختي الكريمة

قديم 08-08-2010, 12:07 AM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
غاليتي أمل
أسعد الله أوقاتك .. وسلام عليك

يشرفني حضورك وتسعدني متابعتك
لك المحبة



.....ناريمان

قديم 08-08-2010, 12:09 AM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
أخي عمر
سلام الله عليك
وأسعد ربي أوقاتك
أهلاً بك في منابر
وكم أنا سعيدة أنك هنا .. وكم يشرفني أنك من المتابعين
أزكى تحية





.....ناريمان

قديم 08-08-2010, 12:12 AM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
جبـران خليـل جبـران

ثمة أدباء يكتبون لمنطقة معينة في زمن معين
فلا يتعداهما ما يُنتجون
فيما الآخرون يتوجهون في كتاباتهم الى كل انسان في كل زمان ويبدعون
فيستمر نتاجهم حيّا نضرا يثير الاهتمام والاعجاب!
من هؤلاء جبران خليل جبران
فبرغم انقضاء أكثر من ثمانين عاما على غروبه
لا زالت كتاباته حيّة في أذهان العرب والغرب
شاعر.. وأديب ..ورسام
في مدينة بشري شمالي لبنان وفي ظلال الأرز كان مولده
عاش طفولته طالبا متمردا على النظام
لكنه كان فطنا حاضر النكتة ..
يتلهى برسوم كاريكاتيرية للمعلم بدلا من أن يصغي اى شرحه !!
وفي البيت كان ينصرف الى التصوير
كان التلوين بالفرشاة هوايته المفضلة منذ عامه السابع
ولما بلغ الحادية عشرة من عمره
ضربت حياته أزمة دمغت حياته بالسواد
حيث أوقف والده بتهمة الاختلاس 00.. فضاقت سبل العيش بوجه العائلة
فاضطرت الأم الى مغادرة لبنان طلبا طلبا للرزق
وهربا من من ذل الفقر
حملت أولادها الأربعة الى مدينة بوسطن الأمريكية
وهناك لفت هذا الصغير انتباه معلميه بشدة
فذكاؤه ونهمه الى الاقتباس وبراعته في الرسم ..
هذه البراعات شدتهم اليه
وهذا ما شجعه أن يضع رسوماته في منشورات
دور النشر
والعائد منها كان يوفر له ما يكفيه لنفقاته الخاصة
خفق قلبه لأول مرة بحب شاعرة فتية
اسمها ( جوزفين )
حين التقاها في أحد المعارض
فيما بعد .. أتقن اللغة الانجليزية .. وبرع في فن التصوير
ولمّا يكتف بشهرته كرسام .. بل عرف ككاتب
حيث بدأ ينشر مقالاته في جريدة ( المهاجر ) الاسبوعية
وكتب بحثا طويلا في ( الموسيقى )
ظهر عام ألف وتسعمئة وخمسة .. كباكورة لأعماله
اشتق فيه نهجا تميز بالبساطة الانيقة على براعة في الخيال .
غادر جبران بوسطن وعاد الى بيروت حاملا قلبه الجريح
فزار أباه في ( بشري ) فألفاه مُعدما قد شاخ قبل الأوان .
في مطلع العام الدراسي بنفس العام سجل اسمه في معهد الحكمة
وقد صنف في الابتدائي ..
فعزّ عليه وقد أتقن الانجليزية وفن التصوير
أن يزامن أحداثا ثقافة لهم
فاشتكى أمره الى الخوري ( يوسف الحداد )
وقد قال عنه فيما بعد ( اقشعرّ بدني .. وشعرت أن أمامي
عقلية بارزة في فتى له حكمة الشيوخ ..
فلم يكن الصغير عند القاء الأُمثولة يفتح كتابه
بل كان أذنا وعينا ..
كان كلما شرعت باعطاء دروسي
يغرس سبابته وراء أذنيه
ويقبض بباقي أصابعه على صدغيه
ويلبث محدقا الي أو مُطرقا
فاذا راقه الدرس ثابر الى النهاية ..
والاّ انصرف عنه الى ورقة بيضاء يخط عليها
رسوما أو عبارات
وكان يأتيني بمقالات من عنده
فأرى فيها جسما متناسق الأعضاء
.. عليه مسحة من الجمال
تحت ثوب من اللفظ لا يشاكل المعنى !!
- هذا ما قاله أستاذه يوسف الحداد عنه -

لم تطل اقامة جبران في بيروت بل غادر ثانية الى باريس
ثم الى نيويورك وهناك اشتُهر وعلا صيتُه ككاتب ورسّام .
وخلال هذه الرحلة الطويلة
من الترحال حينا والثبات حينا آخر
ترك جبران للمكتبة قبل أن يغيب آثارا أدبية رائعة
لها وقعُها ولها أثرها على النفوس
كالاجنحة المتكسرة والارواح المتمردة وعرائس المروج
والمواكب والعواصف وغيرها الكثير .....
أما عن آخر اللحظات في حياة هذا الأديب والشاعر والرسام
كان في موكب الغروب
ففي عام ألف وتسعمئة وواحد وثلاثين
ما تجدد جبران مع ربيع هذه السنة كعادة الأشجار المثمرة
فقد أقعده المرض عن العمل
وفي صباح التاسع من نيسان استقْوتْ عليه العلّـة
فنقل الى المشفى وفي اليوم التالي لفظ أنفاسه الأخيرة
وتلبية لوصيته نقل على ظهر باخرة الى بيروت
وهناك رقد رقدته الأخيرة!!

ولا بد لنا ونحن نسمع فيروز تشدو
أعطني الناي.. وغني
فالغنى .. سرّ الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
لا بـد أن نتـذكّركاتبها




ألقاكم في شخصية أخرى
مع التحية ...ناريمان

قديم 08-15-2010, 12:22 AM
المشاركة 9
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
غسان كنفاني ...كاتب لكل زمان ومكان

قل لي كيف تريد أن تموت .. أقل لك من أنت ؟؟
بهذه العبارة أستهل الحديث عن كاتب رحل
لكنه لم يرحل !!
من الطبيعي أن يكون دمه قد جف ..
ومن الطبيعي أن حياته انتهت ..
لكنها ممتدة امتداد الشعاع من الشمس
انه غسان
كلما مضى على رحيله زمن أحببناه أكثر
انتزعوه طفلا من أحضان يافا .. المدينة التي هدهدته
في مهده في مساءاتها الصاخبة .. ولما تكتمل طفولته
بين ربوعها وفي أزقتها التي ما فتئت توثق خطو الغزاة
فمضى في رحلة أثيرية مع السحب ينمو بداخله حب وطن
قسا عليه وترك بصماته العابثة على قلبه
لكن غسان ومن فرط حبه لهذا الوطن زاوج بين تفاؤلين
الارادة والعقل .
فقد جاء يبحث عن مساحة مهما كانت ضيقة
على الأرض وهو يدرك أن لكل مخلوق منا
مساحة منحها الله إياها يلملم فيها أحلامه
ويزرع فيها شتلة آماله
انه جال هنا وهناك يبحث عن كوخ صغير يمارس فيه
حريته .. يشعل فيه ناره يبدد بها العتمة
وقلم ومحبرة يكتب بهما في الفضاء أغنية لفلسطين
التي تاهت منه مثلما تاه عنها مرغما
فيعلن تمرده على الانكسار وكل أشكال الطواعية
ويزيح عن كاهل كل فلسطيني جدارا من الخوف
يريد أن يسقط فوق رأسه
ومضى غسان في رحلته يؤلف قاموس المقاومة
ولكن بقلمه ومحبرته وبأسلوبه الذي ميزه عن غيره
هذا القاموس يصلح لكل زمان ومكان فلسطيني
هذا القاموس يشمل كل أشكال الرفض ..
رفض اللجوء ورفض مجالس السلطان ..
رفض الخنوع والتبعية ..
ورفض الحدود بكل أشكالها
بالاضافة الى رفض الصمت
فكما عبّر ناجي العلي عن رفض الصمت برسوماته المذيّلة
بتوقيعه :
( لا لكاتم الصوت )
عبر عنه غسان كنفاني بأسلوبه الخاص
عندما قال : الموت وجه الحياة والحياة وجه للموت
اللاعمل هو الموت وكل ما يحدّ الحركة موت
كل ما يحاصر الفكر موت .. وكل ما يكبـّل الحرية موت
ولا معنى للحياة ان هي أضحت ذلا
وارتزاقا أو امتثالا مهينا
يقول عماد في مسرحية ( الباب ) :
لا أريد الطاعة .. ولا أريد الماء
وهذا يعني أن الموت عطشا أفضل من التوسل الى مستبد
انها فلسفة الموت التي تنتج المقاومة التي يعلن عنها
غسان في كتاباته
- وها هي تتكرر الصورة في غزة -

وبهذه الكلمات تحول غسان الى فارس ذلك الزمان فقد
انفتحت له كل الأبواب .. خاصة عندما طرق باب الفقراء
والمتمردين والساخطين على كل شيء يحيل حياتهم مذلة
تداخل الى أعماق البسطاء وتفاعل مع نبضهم وارتشف معهم قهوة همومهم واكتشف بعد ذلك أنهم أبلغ الخطباء
لم يكن ما كتبه غسان من وحي الخيال
أو قصص مفتعلة بل استمع الحكاية من أفواه أصحابها
وأنصت الى قصص من أبطالها الحقيقيين
لقد أ ُعجب بالمرأة التي لا تقرأ ولا تكتب ( أم سعد )
فقال فيها : علمتني أم سعد كثيرا وأكاد أقول أن كل حرف في السطور التالية ( رواية أم سعد ) انما هو مقتنص من شفتيها اللتين ظلتا فلسطينيتين رغم كل شيء
هكذا اذن كانت كتابات غسان ترجمة للواقع بحروف وكلمات أصحابها ويذيلها هو ببصمته التي تميزت
حار غسان أين يذهب ..
فتجول في أزقة التاريخ منقباً وباحثاً ..
فوجد الفلاحين ضحية مزدوجة للأفندية والغزاة
وأحب ألا يقع فقراء ذلك اليوم الذي عاش فيه
والذين يملكون القدرة على التمرد والرفض
أسرى لأفندية اليوم
انه حس الطبقية لذي لا زال موجودا حتى يومنا هذا

وعندما وصف غسان الرجال الثلاثة في الخزان
في ( رجال في الشمس ) عرض لنا نموذجا لا يرغبه
لشكل من أشكال الموت فهؤلاء الثلاثة رضوا بالهوان ولم يقرعوا جدران الخزان
00لقد قادهم وهمهم وعجزهم الى موت
لا كرامة فيه
وبذات الوقت .. عرض غسان نموذج آخر لموت آخر
في ( آخر ما تبقى ) حين يخرج حامد من غرفته البائسة ليقاتل في عرض الصحراء متحديا كل شيء
ونموذج أم سعد التي تشهر سيفها أمام الفقر عملا
بما قيل ( لو كان الفقر رجلا لقتلته )
ان الموت
بفلسفة غسان ليس بالضرورة أن يكون هدفا أو هروباً ..
انما هو الإختيار والسلاح الذي يستخدمه الانسان الفلسطيني بحثا من خلاله عن حياة كريمة
اذن غسان ألف قاموس المقاومة وها هو يغرف منه
وينثر في حكاياته ورواياته
في كل مرة مفردة من مفردات قاموسه
كان الشكل الفني في روايات غسان يميل الى استخدام الرموز والموحيات التي جعلته قادرا على ايصال الشعور المناسب في الوقت المناسب وبصورة جمالية قادرة على الجذب والايثار
ان روائع غسان كنفاني يرحمه الله باقية كقطع موسيقية
خالدة لا تموت بموت صاحبها ..
لأنه عزف على الأوتار الحساسة في حياة الفلسطيني

ورحم الله محمود درويش الذي قال عنه في تقديم ٍ لمؤلفه
( في الأدب الصهيوني )
وتحت عنوان ( غزال يبشر بزلزال ) :
(( من الطبيعي أن يكون دمه قد جف .. ومن الطبيعي أن يكون أصدقاؤه قد عادوا الى لغتهم .. ومن الطبيعي أن نستعيد قدرة الكلام عنه كما نتحدث
عن الأنهار التي اخترقتنا وذهبت
وهذا ما يحدث لي : أيام وأيام أحاول فيها أن أعتاد هذا ( الطبيعي ) لأكتب عنه في هدوء.. ولكنه يطردني عن الورق .. فإن حبره لم يجف.. هو الذي يمنعني من أن أفي بوعدي .. هو الذي يمنعني عن الكتابة.
ويختتم محمود درويش تلك المقدمة التي استمرت ست عشرة صفحة من صفحات الكتاب بقوله :
لا أحد يحيا لنفسه كما يشاء
ولكننا نراك في كل مكان .. تحيا فينا ولنا ..
وأنت لا تدري ولا تعلم ))
يرحمك الله يا درويش حين وصفت فأبدعت وصف كاتب وفيلسوف رائع مثل غسان
ويرحمك الله يا غسان فأنت لا زلت تسري بدمائنا



إلى اللقاء .. في شخصية أخرى
تحية ... ناريمان

قديم 08-24-2010, 02:03 AM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الشاعر اللبناني المبدع .. خليل الحاوي
لماذا انتحر ؟؟


الهروب أحيانا يراه البعض انتصارا على الذات المقهورة

مع ظهور غبار الدبابات الاسرائيلية وهي تزحف لاحتلال بعض المناطق من لبنان
في السادس من حزيران عام اثنين وثمانين
وصلت أزمة هذا الرجل الى ذروتها ..
فحسمها باطلاق النار على نفسه

هذا الشاعر الفارس الذي ترجّل عن حصان الحياة الهزيل باختياره ..
وليس باختيار الموت أو أنصار الموت
هذا الشاعر نعرفه من خلال أشعاره وأخبار معاناته
ومن خلال معاركه الصاخبة والخافتة
نعرفه كمبدع تومض أشعاره في كل سماء
لا يقف في طريقها حدود ولا سدود
وحين اختصر رحلة حياته بيديه
ندرك كم مات الفرح في القصيدة العربية
ولماذا تحوّل الحصان ذو الغرة البيضاء
في حكايات الأطفال
الى ثعبان أسود .. نعرفه من ثلاثيته الشهيرة
( نهر الرماد والناي الجريح وبيادر الجوع )
واذا ما تأملت نهر الرماد ..
تبيّنتَ أن أنهار قصائده لا يجري فيها ماء ..
وانما هي أمواج من الرماد
رماد الحرائق الناتجة عن حالة التوقف والقنوط
حيث يولد الطفل عجوزاً أعمى لا يرى الأشياء
ولا يتفاعل معها
ولو اقتربنا أكثر من شعر خليل حاوي
ومن لغته الدرامية .. ومن بنائه الشعري
سنجد أنه عكس التحولات الأنضج
للقصيدة العربية الجديدة في الخمسينات
ولو تحدثنا من خلال التداعيات عن الأثر النفسي والثقافي الذي تركه هذا الشاعر في قارئه العربي
حين خرج من جنوب الجزيرة العربية يرتعد
خوفا من العصر.. ولم تكن بلاده يومئذ
قد استكملت خروجها تماما من غبار الصحراء
كانت تبدأ بخطوتها الأولى بعد توقف دام قرونا
وذلك التأثير يؤكد أن المعنى الانساني للشعر يتجلى
بمقدار ما يتركه في نفس قارئه من تغيير !!!
حيث أن وظيفة الشعر الحقيقي هو أن يجعل الانسان
قادرا على التطور والارتقاء والتجدد المستمر

ان من يقترب من ثلاثياته يصطدم بالاختلاف الهائل
بين تلك القراءات وبين الأثر العميق
الذي تحتجز خطوطه العريضة كجزء من التحول
الذي أسهم في صياغته شكل وجداني جديد
ويسهم في تأسيس احتمالات الكتابة الشعرية
وفي تجديد اسلوب التعامل مع الأزمنة الجديدة دون خوف .

وتبرز شجاعة الشاعر .. وتبهرك أحلامه
وتشدك أضواء البروق التي اختزنها في عينيه
في قصيدة ( عودة الى الاسلام )
والتي يقول فيها
**
عدتُ في عيني
طوفان من البرق
ومن رعد الجبال الشاهقة
عدتُ بالنار التي من أجلها عرضت نفسي عاريا للصاعقة
جرفتْ ذاكرتي النار وأمسي
كل أمسي فيك يا نهر الرماد
صلواتي سفر أيوب وحبي دمع ليلى
خاتم من شهرزاد فيك يا نهر الرماد
**
ونتساءل الآن : هل تحققت نبوءاته الشعرية ؟
هل صمدت البروق والنيران التي ادخرها
لمواجهة الجفاف والخواء في وطنه العربي البارد
كالثلج .. كالجثة ؟!!
وهل ظهر ذلك الجيل الذي بشر به قصائده ؟
حين شاد من أضلعه جسرا يسير عليه
وينتقل به من الشرق المستنقع الى الشرق الجديد ؟
وهل حقق الشاعر انجازا فريدا على المستوى الشعري
يضعه في الدرجة الأولى من شعر الحداثة العربي ؟
ولكن .. هل هذا ما كان يطمح اليه الشاعر ؟
وهل طموح الشاعر يقف عند كونه شاعرا مرموقا
في وطن يعاني الاذلال والقمع ..
ويمتقع وجهه صباح مساء في الهزائم والانتكاسات

قد يكون ذلك مستساغا ومقبولا عند عشاق البريق
الزائف ورواد الصالونات الأدبية
لكنه كان مرفوضا عند الشاعر خليل حاوي

حيث تتمحور قصائده كحياته حول هموم العرب
ومعاناتهم وأحلامهم وانتكاساتهم وآمالهم
من هنــــــــا
كانت تلك الآلام والمواجع والتي ظلت تمزق روحه
وتخترق كيانه العقلي والنفسي
وتجعله غريبا في أهله ووحيدا في عالمه
لذلك حسم الأمر باطلاق النار على نفسه
واختارالموت بقفزة واحدة قبل أن يزحف الموت نحوه
متسللا
فبعد اعلان وفاته على الطريقة الشرقية
حاول البعض استرجاع قصائده للبحث عن الحقيقة
التي تقف خلف هذا الاختيارالفاجع
والباحث بشكل مستفيض يجد أن الوضع العربي
للوطن الحلم الذي تبعثر وتناثر في كيانات غريبة
ومحيرة كان وراء هذا الانتحار
فضلا عن غياب الفارس العربي
وآخر ما أقول ...
قبل أكثر من ثلاثين عاما كان الحديث يدور
عن الوجه العربي !!
والقفا العربي !!
فالوجه كانت تمثله أقطار الشام ومصر وشمال أفريقيا
أما القفا العربي فكان يتمثل بأقطار الجزيرة العربية
بما فيها اليمن موطن هذا الشاعر
ولكن بعد تتابع الهزائم على الشعب العربي من الماء الى الماء صار الوطن كله قفا ..
بلا وجه
وأصبحت شمس الشرق العربي الجديد هي الشمس الساطعة التي يشع فيها الليل تعبيرا عن التناقض والتضاد في
أشيائنا الكبيرة والصغيرة في الوطن المتمزق .

عاش الشاعر .. مات الشاعر .. انتحر الشاعر
لا فرق .. ما دام الحلم العربي لم يتحقق بعد !!

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.