قديم 02-09-2012, 01:03 PM
المشاركة 241
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العشاق
د. جوني منصور
رواية " العشّاق" لرشاد أبو شاور في طبعتها السادسة (2004) عنالمؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت، تؤكد من جديد حيوية القضية الفلسطينيةوكونها، أي القضية، ليست مسألة عابرة إنّما تبحث في ثنايا هذا العالم عن إحقاقالعدل وتثبيت الحقوق المشروعة لشعب شُرّد بصورة وحشية لم يشهد مثلها التاريخ البشريمن قبل.
والرواية في مختصرها تنقل صورة التشرد الفلسطيني منذ العام 1948 حتىمطلع السبعينات، خاصة تلك الصورة القاتمة للغاية التي أعقبت نكسة أو نكبة 1967 وماحل بفلسطينيي المخيمات من مصائب وكوارث.
وأبو شاور لم يتمحور فقط في الأحداثالمتعلقة بالفترة التاريخية المشار إليها سابقا فحسب، بل إنه سعى في صفحات كثيرة منروايته إلى تثبيت التاريخ العريق والقديم للفلسطينيين في ارض آبائهم وأجدادهم.
وإذا كان أبو شاور قد اختار مدينة أريحا وضواحيها مركزًا أساسيا ورئيسيا لأحداثروايته، فإن هذا الاختيار جاء ليؤكد مدى ارتباط الفلسطيني بأرضه وعلاقته غيرالمنقسمة مع تاريخه وماضيه.
فأريحا وما تمثله من عراقة في التاريخ والدورالإنساني الذي لعبته لم تتفرغ كليّا من سكانها، أو بالأحرى لم تتحول إلى مدينةفارغة من أهلها، بل إن أهلها بقوا فيها على مدى قرون طويلة متناقلين تراثها بكافةمركباته.
وبالرغم من العواصف العاتية التي لحقت بهذه المدينة عبر المسيرةالتاريخية الخاصة بها وبسكانها، إلا أنها ما زالت صامدة في وجه العتاة الظالمين. وهذا ما عكسته هذه الرواية في طرحها هجمات يشوع بن نون وورثته في عصر الظلامالحالي.
وبكون مسيرة تاريخ الفلسطيني غير مفروشة بالورود إنما بالأشواكوالأشواق في الوقت ذاته، فإن الحب والعشق لا يبرحان أحداث هذه الرواية. كيف لا،فالفلسطيني الذي أحب، وما زال، أرضه وجبالها ووديانها وأنهارها ومدنها... ، يعرفكيف يحب أخيه الإنسان ويحترمه ويقدره. فالحب الصافي والنقي والحقيقي يواكب أحداثالرواية بين محمود وندى اللذين يخططان مستقبلهما رغم كل الصعاب والمتاعب. فقرارالفلسطيني أن الحياة ستستمر، وهو أي الفلسطيني المجبول بالصلابة والقوة والعنفوانيعرف كيف يحب وكيف يتحول حبه هذا إلى تضحية حقيقية ملموسة على ارض الواقع.
ولايفوت ابو شاور في روايته هذه، وهو المعروف عنه مواقفه الثابتة والصريحة من توجيهالانتقاد السياسي اللاذع للأنظمة العربية كافة حول تعاملها مع الفلسطينيين عبرالتاريخ الخاص بالقضية، إصراره على أن الفلسطيني قادر لوحده على إدارة قضيتهوتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة والسليمة ليحقق حلمه في إقامة دولة فلسطينية حقيقيةغير مقطوعة ومشلولة.
سأحاول في دراستي هذه التطرق إلى بعض الجوانب التاريخيةالمطروحة في رواية "العُشّاق" بهدف فهم وإدراك كيفية نجاح ابو شاور في تجنيد الحدثالتاريخي لتثبيت الحدث أولاً ثم لاستخدامه في بناء الرواية.
ومجددًا لست بصدددراسة الملامح الروائية أو الفنية في هذه الرواية، إنما ما تحويه من أحداث تاريخيةجُندّت على مسار تقدم الرواية.

*) ذاكرة المكان وحيوية الحدث
يُكثر أبوشاور من استخدام أسماء المواقع التاريخية والجغرافية في روايته هذه. ويحاول أن يوردأكبر قدر منها، خاصة في كل ما له علاقة بمنطقة أريحا. إضافة إلى أسماء مواقع أخرىبعيدة ذات صلة بأحداث الرواية، مثل القدس ونابلس والخليل...
ولا يكتفي بذكر اسمالموقع في سياق الرواية بل يحاول بعمق اكبر ذكر مرادفات أخرى للاسم ذاته، أو كمايرد على السنة الفلسطينيين حسب مواقع عيشهم وتواجدهم.
فـ " البحر الميت" وهوالاسم الأكثر شيوعًا لتلك البحيرة الواقعة بين فلسطين وشرقي الاردن، والأكثرانخفاضا في العالم تحمل أسماء أخرى كانت مستعملة لدى الفلسطينيين في السابق، ومازال عدد قليل منهم يميل إلى استخدامها. فمن بين هذه الأسماء " بحيرة لوط"، " بحيرةسدوم"، " البحيرة الميتة"، " بحيرة الملح". وهذه الأسماء مرتبطة تاريخيا وواقعيابالمكان ذاته المعروف بـ " البحر الميت" الى يومنا هذا.
ويقدّم ابو شاور وصفًالمناطق محيطة بأريحا ـ محور أحداث الروايةـ فيذكر جبل القرنطل( ص 6 ، 47 ، 48) وهوالجبل الذي جرّب فيه إبليس السيد المسيح، وفيه اليوم دير للرهبان الارثوذكس. وهذاالجبل وقور وأسطوري في صموده وإشرافه على بقعة منطقة أريحا.
وجبل التجربة هذاالشامخ الجليل، حكيم وقور، صخري، برونزي في الصباح، رصاصي في الظهيرة، وداكن عندالمساء، وأسود في الليالي القمراء، رهبانه ونساكه ينتظرون المسيح " ما يدريني أنهملا ينتظرون، وأنهم ورثوا الانتظار عن أقوام خلت، وأن الانتظار هنا بلا فائدة. ولكنهضروري مع ذلك"(ص 101).
لا يفقد الفلسطيني الأمل في عودته إلى موطنه وتحرير نفسهوأرضه من الاحتلال، فهو ينتظر كالرهبان المشار إليهم في رواية أبو شاور، حتى لو لاتوجد فائدة من هذا الانتظار التاريخي الطويل والمديد إلا انه ضروري لوجود بارقة أملما زال الفلسطيني يراها في أُفق حياته مهما حصل من أحداث مؤلمة وموجعة.
ومع كلهذا، لا يترك أبو شاور أبطاله ينتظرون من منطلق الضرورة الواجبة، بل يدعوهم إلىتحقيق الأمل بالعمل، أي ضرورة التحرك وعدم التوقف على وجه الإطلاق.
وبالنسبةللمخيمات المحيطة بأريحا والتي ورد ذكرها في الرواية ولها علاقة وثيقة ووطيدةبأحداث الرواية فهي:" مخيم عين السلطان" و" مخيم النويعمة" و" مخيم عقبة جبر"(ص6).
ولا يفوت أبو شاور مسألة تجنيد المعلومات التاريخية حول مكتشفات أريحا الأثريةبكونها أقدم مدينة في العالم، وذلك لتوثيق العلاقة الفلسطينية الحالية والحاضرةبالماضي البعيد الضارب في عمق التاريخ.
ومن بين المواقع الهامة في الرواية التيلعبت دورًا بارزًا في حياة الفلسطينيين بصورة سلبية ـ "البناء الأصفر"ـ وأشير إليهباللون وليس بالاسم للدلالة على انه السجن الذي شيده الانكليز زمن احتلالهم لفلسطينأو كما يعرف بالانتداب البريطاني على فلسطين. واستعمله الانكليز لسجن وتعذيبالمقاومين الفلسطينيين ولم يتغير السجن إذ ورثه النظام الاردني وتابع أداء نفسمهامه ووظائفه. وبعد نكبة 1967 جعله الاحتلال الاسرائيلي مقرًا للحاكم العسكري الذيعرف كيف يستفيد من ملفات المخابرات الاردنية التي خلفها الاردنيون في هذا البناء. وسهلّت هذه الملفات على المخابرات الاسرائيلية وأجهزتها الأمنية من تنفيذ مختلفعمليات القمع والبطش في حق الفلسطينيين العائشين في اريحا والمخيمات المحيطة بها.
ومقابل جبل القرنطل في الطرف الآخر تمتد جبال موآب والتي تبدو كأنها أسواراسطورية تحرس اريحا ولا تتركها وحدها. وهذا أمل بضرورة التواصل العربي وعدمالانقطاع عن صُلب القضية العربية ألا وهي مأساة فلسطين.
ولا يفارق المكان موقعهالمركزي في الرواية، ويكثر أبو شاور من ذكر أسماء الأماكن التي لها صلة مباشرة أوغير مباشرة بأحداث الرواية، وكلها مرتبطة زمنيا ومكانيا بتاريخ القضية الفلسطينيةوتطوراتها ، خاصة في الفترة الزمنية التي تدور حولها أحداث الرواية. فجبل القرنطلوقد أشرنا إليه مرات كثيرة، والمخيمات الفلسطينية بالقرب من اريحا تلعب دورا مركزيافي أحداث الرواية وتطورها. وقرى مثل: عين ديوك(ص 57)، وذكرين(ص 61)، والسموع(ص 141)؛ ومدن مثل :دمشق(ص60)، ونابلس(ص 56)، وعمّان والخليل ورام الله والقدسوأبوابها(باب العمود، باب الخليل، باب الاسباط)، وأزقتها التاريخية. كل هذه الأسماءمتماسكة بشدة في أحداث الرواية، ولها دور مركزي في تاريخ القضية واستمرارها.
وهناك بعض الأمكنة التي تحمل دلالات قوية في عمق وصلب الذاكرة الفلسطينية،فالجسر الفاصل بين الوادي الفاصل بين مخيمي النويعمة وعين السلطان يثير من جديدسقوط الجرحى والقتلى في المظاهرات ضد حلف بغداد الاستعماري في العام 1955، مما دفعبالفلسطينيين إلى الانتقام بكل ما له صلة بالانكليز صانعي هذا الحلف حتى من خلالمشروع العلمي الزراعي في اريحا وجوارها(ص 18).
ويحمل محمود ذكريات المكان منخلال عودته إلى شريط الطفولة الفلسطينية الوادعة والهادئة والتي لم يكن شيء يعكرصفوها:" سار محمود على امتداد مخيم عين السلطان، على الطريق المؤدي إلى نابلس، حتىبلغ حافة الوادي، الذي يفصل المخيمين. الوادي جاف هذه الأيام، لكنه في الشتاء يهدر،وتلاطم المياه الطينية المندفعة بين ضفتيه إلى الشرق.
هنا لعبت، هناك بنينا،بيوت الطين معًا، لكن المياه محت كل شيء، عند تعرج الوادي، لعبت أنا وحسن. كان يأتيمن مخيمهم مع الكثيرين من الاولاد مرات عديدة اشتبكنا ولاحقنا بعضنا بعضبالمقاليع.." (ص 56).
وما زال يتذكر البيوت التي يسكنها خلق جاءوا من بلادبعيدة، ومعهم سلاح، فقتلوا وذبحوا وطردوا... فصرنا على أرضنا وعلى أرض الآخرين،وهذا العالم غرباء"(ص 58). إشارة منه إلى تغير الأدوار على أرض فلسطين بين أصحابهاالأصليين والشرعيين وبين الدخلاء والغرباء والمحتلين.
وهكذا وفق أبو شاور فيجعل المكان جزءًا لصيقًا بالحدث التاريخي الواقع على محور زمني متحرك نحو الأمام فيمخزون القضية الفلسطينية.
ومرة أخرى، فإن الأمكنة ليست خيالية إطلاقًا أو أنهابعيدة عن واقع الأحداث التي جرت في مرحلة ما بعد النكبة حتى مطلع السبعينات منالقرن العشرين، إنها ـ أي الأمكنة ـ ذات المعنى التاريخي العملي في حياةالفلسطينيين. فهو بهذا ـ أي أبو شاور ـ لم يكن بحاجة إلى صنع أماكن من نسج الخيال،إنها موجودة وتحوي الرواية في جوفها>

يتبع....


قديم 02-09-2012, 01:07 PM
المشاركة 242
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع
العشاق
د. جوني منصور



السياسة في قلوب"العُشّاق"

ديرالرهبان الاورثوذكس على سفح جبل القرنطليوجه أبو شاور سهام قلمه نحو السياسيينالعرب في مختلف مستوياتهم القيادية، ولا يوفر أحدًا من توجيه نقد لاذع إلى دوره فيتهميش وتحييد القضية الفلسطينية وتحويلها إلى حدث صغير في الماضي.
وبكونهفلسطيني لاجئ ابن القضية، تبنى مشروعًا روائيًا أساسه سياسي واضح المعالم في سياقتطور أحداث الرواية.
والقيادة العربية التي تبنت القضية الفلسطينية منذ قرن منالزمان أوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما هو فيه اليوم، ولم تكن هذه القيادة تاريخيًابمعزل عن التواطؤ مع أعداء العرب كاسرائيل وبعض الدول الغربية المنتفعة من الموضوعكبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية.
هذا يعني، وجود مؤامرة محبوكة بحنكةودراية لشق إمكانية وحدة العرب جغرافيا وسياسيا عن طريق خلق قضية (أو قضايا) تشغلهممدة طويلة وتهدر طاقاتهم وقدراتهم العقلية وثرواتهم ومواردهم الاقتصاديةوالاجتماعية والثقافية والبشرية. ويشير إلى التعاون بين سياسيين فلسطينيين في أدنىدرجات السياسة وبين المخابرات الاسرائيلية، فـ " أبو صالح، غني، لا يقرأ ولا يكتب،لا يفهم بالسياسة، رئيس بلدية اريحا، فشل في الانتخابات، وهو ماسوني والمحفلالماسوني فوق كراج له. من أصدقائه وزراء وضباط مخابرات ويهود"(ص 17). وهذا الشخصيتصدر شكلاً من أشكال الزعامة. و لم يفت أبو شاور الربط بين الماسونية واليهود،ومحاولة هذه المؤسسة المشبوهة من توسيع رقعة الملاحقة والقمع ضد الفلسطينيين.
وموقفه من نظام الحكم يعبر عنه محمد في ص 104 بقوله:" سأنزع الضمادات، وأسيربرأسي المهشم، وشعري المقصوص الشائه، أمام الناس، لينظروا، وليعرفوا وليتعلمواالحقد. إن هذا النظام يغتصب وطننا، وينتهك كرامة شعبنا، رئيس المخفر فلسطيني مرتزق،والشرطي ادريس اردني، بدوي دجنه النظام، وحوله إلى برغي في الآلة التي تطحن الانسانالفلسطيني...و...حتى الاردني. لا أخفيك، أخي حسن، بأني حزين، وأن شعورًا بالهوانيكاد يطفح من حلقي".
ويعود الأمل بالمستقبل وما ينتظر الفلسطيني ليتابع مسيرةحياته بصورة طبيعية أسوة ببقية الشعوب، وكونه يناضل ويكافح من أجل بقائه: " قصواشعرك، وداسوا على وجهك يا أخي محمد، وقتلوا والدنا وهو يعبر الحدود ليحارب العصاباتاليهودية مع غيره من الرجال الذين رفضوا الهدنة، والاتفاقات، وتمزيق الوطن، لا بأس. ها نحن نكبر، ولا ننسى الدم، وهدير الطائرات، أيام التمرد والجوع والخبز الجافصنعتنا فهيهات أن ننكص، أو نلين، أو نسكت"(ص121).
هذا ما احتاج إليه الفلسطينيليبق متمسكًا بالأمل الحقيقي كي لا يضيع هو وتضيع قضيته ويتحول إلى لا شيء فيالعالم.
وسلمان عباس رمز للمقاومة الشعبية الفلسطينية عبر تاريخ هذه المقاومةالتي لم تتوقف في وجه الإذلال ومحاولات السحق عبر الزمن التاريخي. "وأنت يا سلمانعباس، يا أبي؟ قالوا لك، انتهى لا تتسلل، فلم تستجب.
انتقلنا إلى أريحا، مسكينةأمي. قالت: الحمد لله أننا غادرنا الخليل. لن يعود إلى القرية. لكنك لم تتب، لقدأدمنت يا سلمان عباس. أدمنت، حتى قتلوك على الحدود. لقد كانوا يحرسون الحدودلليهود، أولئك هم إخوتنا الجنود العرب، جنود الملك عبدالله.
إنهم يتوارثونالخيانة، ونحن نتوارث الهموم والأعباء"(ص121).
هذا المشهد المتكرر في حياةالفلسطيني يعكس بوضوح وصراحة إصرار الفلسطيني على العودة إلى أرضه ووطنه وبيتهوهوائه، وإصرار العربي الآخر على منعه تحقيقا للمخطط التاريخي البغيض بسلب فلسطينمن أهلها وتقديمها هدية على طبق ذهبي لتركيبة شعوب غير متجانسة أبدًا تدّعي أن اللهمنحها هذه الأرض قبل آلاف السنين.
وهنا يطرح أبو شاور موضوع " وعد الله" فينقاش مع الأب الياس، راهب القرنطل. لقد احتاج إلى هذا الكاهن ليعطيه صورة حقيقيةحول مفهوم الوعد." أبونا الياس هذه أخفض نقطة في العالم، وهي مقدسة، ولقد طهرناهامن الأفاعي والعقارب، أنا ذكي، وهذا ما تشهد لي به درجاتي في المدرسة والجامعة. باختصار، لقد تكلم الله مع موسى، فلماذا لا يتكلم معي؟ اريد ان اطرح سؤالا واحدا،ذي شقين: أولاً: هل وعد اليهود بأرض كنعان، أرض فلسطين، أرض اللبن والعسل؟ الشقالثاني: إذا لم يعدهم، فلماذا يقف على الحياد؟"(ص122). هذه أسئلة لاهوتية وسياسيةفي الوقت ذاته. وواضح النظرة الرافضة لفكرة تجنيد الله في التوراة لصالح أطماعورغبات اليهود والصهيونية. فهل الله خالق الكون وجابل الإنسان يميز بين أبنائه منكافة الشعوب التي خلقها؟
ومحمود احد الابطال المركزيين في هذه الرواية يحمل فيجوفه وبقناعة ان العرب لن يستطيعوا تحقيق انتصار في حربهم مع العدو:" المشكلة،الجماهير غير معدّة للمعركة، لا سلاح، لا ثقة بهذه الحكومة، ولكن الأمل في جيش مصر،عبد الناصر قادر على الصمود، اما الجيش الاردني، فقد اعتاد على محاصرة المخيماتوالمدن، وتفريق المظاهرات، وبسلاحه الانكليزي والامريكي السيئ لن يحقق نتائج طيبة. لقد أعد لغايات تتناقض مع تحرير فلسطين رغم شجاعة أفراده"(ص 124).
وتعودالذكريات التاريخية القريبة زمنيا إلى مخيلة وفكر محمود فيتعمق بها أمام الأبالياس. إلا أن الأب الياس يستبقه في مبادلة الذكريات بقوله:" ذكريات سوداء ثقيلةلكنها عظيمة. لقد كلل المسيح بالشوك من اجل الإنسان في كل مكان، دقت المسامير فيكفيه فتحمل من اجل الإنسان، وهذا ما يفعله شعب فلسطين"(ص 124).
فيأتيه جوابمحمود المعبر عن موقف تاريخي وسياسي صلب لا تردد فيه على وجه الإطلاق:" نحن يا أبتلن نغفر، سندق المسامير في نعوشهم، سننظف وطننا من هؤلاء القتلة. إنه حلم، ولكنيطلع من الواقع. أتعرف، مرات أقول إن هذا الجبل، جبل التجربة، هو تمثال للصبرالفلسطيني. إنه راسخ، مهيب، ثقيل، صلب يا أبونا، مهما حدث في الحرب، التي ستقع فلابد أن نعود"(ص 124).

قديم 02-09-2012, 01:10 PM
المشاركة 243
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع
العشاق
د. جوني منصور



ويعود بعد إصراره على حق العودة إلى توجيه النقد اللاذعلسوء التنظيم في الجانب العربي:" ولكن الجماهير غير منظمة، الغضب يملأ الصدور، وهذاالغضب تأجج عندما اعتدى الصهاينة على السموع، ولم يدافع الجيش الملكي عن الناس،وفضلاً عن الغضب هناك الإصرار على تحرير الوطن، ولكن الناس غير منظمين"(ص 141).
ويعترف محمود أن "حدود الضفة الغربية مفتوحة أمام اليهود، لا سلاح، ولا ملاجىء،لا ثقة بالحكومة، ولعبة المعاهدة التي وقعها الملك في القاهرة، مضحكة ومكشوفة، أمانحن فما زلنا غير قادرين على قيادة الناس، عواطفهم معنا، هذا صحيح، ولكن ما نحتاجهأكثر من العواطف"(ص 142).
إن طرح موضوع القيادة كان في صلب النقاش الفلسطينيلفترة طويلة ولقد لعبت بعض الأنظمة العربية دورا في تمييع تكوين قيادة واقعيةحقيقية إلى أن اتخذ الفلسطينيون قرارهم بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وتحويلهاإلى جسم تمثيلي وحيد لهم لتنطلق مسيرة بناء القيادة رغم الزعزعات التي تعرضت لهاهذه المنظمة عبر العقود الأربعة الأخيرة.
وأثارت حرب حزيران 1967 تساؤلات كثيرةومتكررة لدى كل فلسطيني وعربي من حيث الاستعدادات العسكرية السابقة لها. هل كانتكافية؟ هل تعرف العرب بما فيه الكفاية على المبنى التنظيمي الأمني/العسكريالاسرائيلي؟ويأتي الجواب على لسان محمود:" لسنا ندري ماذا نفعل، ما هذه الحرب، وإلىأين تتجه؟ وكيف ستكون نتائجها. ولكن ومع كل الاحتمالات، فهناك أمر لن تحققه هذهالحرب: إنها لن تحرر فلسطين"(ص 154).
ولا يمر أبو شاور مرورًا خاطفًا علىالانجازات الحربية التي كانت تحققها الإذاعات العربية في ذاك العام(أي 1967) بينماالتقهقر والهزيمة في ميدان الواقع:" في صدري نار. الإذاعات تقول: نحن نتقدم ونحرر. طائرات العدو تحرق المعسكرات بسهولة عجيبة. حرب الإذاعة، وحرب أخرى أمامنا، هناكحربان يا حسن"(على لسان زياد ص 162).
ويؤكد محمود في سياق استعراض حالة الجيوشالعربية أن الإذاعات تقول أشياء والواقع ينفي أغانيهم وتفاؤلهم(ص 165).
ويشيرإلى لغة الخطاب التي استعملها قادة العرب، وهي لغة عفى عليها الزمن فـ" هذا صوتالملك يقول: قاتلوهم بأظافركم وأسنانكم"(ص 165). وبسخرية مسرحية تثير الضحك والأسىفي ذات الوقت يجيب" الأمور سيئة وما يزيدها سوءا يا أمي أن أظافرنا قد قلمت،وأسناننا كسرت"(ص 166). وهذه إشارة واضحة وفاضحة إلى قمع الأنظمة العربية لحركاتالمقاومة والثورة. حتى لم يبق أي شيء يستطيعون بواسطته مواجهة العدو بما في ذلكأظافرهم وأسنانهم. لقد أُفرغت المقاومة من كل إمكانية للمقاومة الفعلية، ليبقالنظام الحاكم سائدًا وليذهب الفلسطيني وقضيته إلى الجحيم!.
ولا يتوقف النقداللاذع عند هذا الحد بل يسترسل كل من محمود وزياد في تفصيل العجز السائد في الساحةالسياسية/العسكري:" هذا خطاب كوميدي على نحو ما، فيه شيء من التفكه، وخفة الدم،ولكن كان ينقصه أن يأمرنا بأن نحاربهم بأعضائنا التناسلية، إلاّ إذا كان هذا السلاحمحرم دوليا"(ص 166).
ويفتح أبو شاور حساباته التاريخية ـ حسابات الشعبالفلسطيني ـ ليحاسب الزعامة العربية" لو امتلك بعض القنابل الذرية، إذن لفجرت الكرةالأرضية، وأنهيت سفالة الإنسان. لو امتلك القدرة على إلقاء القبض على الزعاماتالعربية ومحاسبتهم جميعًا، في الساحات العامة وعلى المكشوف، آخ من كل شيء"(ص 168).
ويُصرّ الفلسطينيون على رفض خوض تجربة الرحيل للمرة الثانية كي لا يتحقق مشروعالعدو بتفريغ فلسطين من أهلها. كانت التجربة الأولى في العام 1948 قاسية وصعبةومهينة، حيث فقد الفلسطينيون أرضهم وبيوتهم وأملاكهم ولم يبق لديهم سوى شيء واحدوهو الصراع من أجل البقاء والديمومة." يظنون أن باستطاعتهم كشطنا عن أرضنا، نحنلسنا هذه البيوت الطينية التي يسهل هدمها، نحن التراب، فكلما كشطوا طبقة واجهواأخرى، وكلما أزاحوا صخرة، جوبهوا بصخرة. أنا باق ولن أرحل. ستظل أمي معي وأخي محمدوهذه أرضنا وهنا سنموت"(ص 171).
هذا التحشيد للقوى الروحية والنفسية سلاح صنعهالفلسطينيون ليستمروا في كفاحهم وصراعهم من أجل البقاء ومن أجل إعادة الكرامةبقواهم الذاتية ودافعيتهم نحو مستقبل يستحقونه لكونهم أصحاب حق.
ويوجه أبو شاورنقدًا لاذعًا للشرطة التي من واجبها حماية المواطنين الفلسطينيين ولكنها تبرح أريحاومواقع أخرى متواجدة فيها. حتى العلم لم يدافعوا عنه، وهذا دليل على ابتعادهم عنالأصول والقيم، فالعلم يدافع عنه الفلسطينيون لأنه علم عربي سيأتي يومًا يرفرفعاليًا فوق هضاب وتلال الوطن الغالي. " رفع الشباب رؤوسهم، فرأوا العلم يرفرف،وكأنه طائر انطلق بعد طول حبس، أخذ يضرب بالهواء بجناحيه ببطء، وكأنما يمرنالجناحين ويفجر طاقته المخزونة، ثم يرتفع ويرتفع في الأفق..."(ص 175).
هنا،أدرك الفلسطينيون معنى ومفهوم حماية العلم والحفاظ عليه لأنه رمز وجودهم التاريخيوتطلعاتهم المستقبلية نحو الحرية والاستقلال.
من هذه الحرب تفتقت عيونالفلسطينيين على واقع جديد عليهم مجابهته بأنفسهم. لقد تحرروا من احتلال الأنظمةالعربية للقضية الفلسطينية، ووقعوا تحت احتلال بشع وقمعي وشرس جعلهم يتخذون قراراذاتيا بالتحرر الذاتي من ربقة هذا الاحتلال.
ومن بين الخطوات الأولى لمواجهةالاحتلال الاسرائيلي هو عدم الرحيل نحو الشرق، وعلى كل فلسطيني التمسك بوطنه وأرضهوعدم تركها إطلاقا(ص 184).
كانت الهزيمة في العام 1967 مؤشرًا لتنشيط العملالفدائي النشط لإنقاذ فلسطين والسعي من أجل خلاصها وإعادة أبنائها إليها.
واجتمعت جميع الأطراف الفلسطينية المدنية والدينية (بشخص الأب الياس) على أنالحل الأساسي في سبيل خلاص وتحرير فلسطين هو حمل السلاح. فالفلسطيني" لم يخترمنفانا" كما قال غسان كنفاني في روايته" رجال في الشمس".
لقد كان احتلال الضفةالغربية بالنسبة للفلسطينيين بداية حقيقية وواقعية للتعرف على العدو. لم يعد التعرفعلى العدو من خلال الإذاعات والدعاية الكاذبة، إنما من خلال الاحتكاك اليوميوالصراع الدائم(ص 210).
ويحتاج كل شعب إلى من يرفع معنوياته ويبعد عنه الكربوالكآبة والتقهقر النفسي، ويردد محمود كلمات تدل على وعي كبير وإدراك عميق لأهميةالحفاظ على ترابط الشعب الفلسطيني وتماسك إرادته مهما تشتت شمله جغرافيا" الآن تبدأالمعركة فعلاً، هذا هو الاشتباك الحقيقي، يريدون تدمير إرادة المقاومة عند شعبنا،ولكنهم لن ينجحوا"(ص 230).

قديم 02-09-2012, 01:13 PM
المشاركة 244
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع
العشاق
د. جوني منصور





خلاصة
هذه الرواية بنظري تحمل مخزونا تاريخيا غنيا. عرف واضعها كيفيةالاستفادة من هذا المخزون لتجنيده لصالح أحداث الرواية بصورة واقعية للغاية. فهويؤرخ بأسلوب روائي وقفات أو محطات من التاريخ الفلسطيني منذ عام النكبة 1948 إلىعام النكسة(وهي نكبة ايضا) في العام 1967، وكيف تعامل معها الفلسطيني والعربي كل منمنطلق رؤيته ومصلحته. والأهم بالنسبة لرشاد أبو شاور ما تركته هذه النكبات في عمقالتاريخ الفلسطيني من متغيرات على الساحة الحياتية والنضالية.
رواية " العشّاق" تحمل في جنباتها ملامح من حياة وتشرد كاتبها الروائي رشاد أبو شاور، وتنقل صورًالما حل بالشعب الفلسطيني من مصائب وويلات على مر الفترة الزمنية التي تدور فيهاأحداث الرواية، أي من العام 1948 إلى مطلع السبعينات.
رواية " العشاق" درس مندروس التاريخ الفلسطيني والعربي كونها تضع القارئ أمام تحديات الماضي برؤية الواقعالمعاش بكل مركباته وعناصره.

قديم 02-09-2012, 01:14 PM
المشاركة 245
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رواية رشاد أبو شاور: عِشقُ الأرض بدُرَْبَة السّرد ودرايته

أحمد المديني
رواية حقيقية، مقترنة بوعي ودراية فنية إلا انشدت إلى المكان انشداد المادة إلى الجاذبية، أو يتعذر دون ذلك تحقق الجنس الأدبي الذي همُّه أولا الاحتفال بمادة مكانية، والحصول من ثمّ على الخصائص والمؤهلات المرتبطة بهذا الانتساب. لا تكون الرواية تجريدا، أبدا، ولا مضمارا لتداول وتطريز الاستيهامات الموحية عن المجال الذي يحيا فيه الإنسان، توجد فيه الشخصيات وتتفاعل، بل وهي مجبولة من طينها، منبثقة من تربتها، هويتها تتحدد انتسابا ومعنى، وفعل حياة من صميم هذه العلاقة، أو هي لاغية أساسا. هذه أول محصلة تلزم قارئ القاص والروائي رشاد أبو شاور، وهو يتقلب فوق تراب نصوصه السردية، منتقلا من عمل إلى عمل، ومحمولا بين أجواء ومحيطات كبيرة وصغيرة، لكن مغروسا في فضاء واحد، وإن غير موحد، أي متعدد ومتنوع، هو الأرض الفلسطينية، سواء الممتدة في تلادة التاريخ، الشاهدة على وجدان أمة وحَمِيّة وطن، أم الثانية، المنهوشة، جزءا، فالمغتصبة كُلاًّ بعد ذلك، قد انفصل الرحم منها عن أولادها، فيما انتقلت لتسكن لحم وحنين من رحلوا وطردوا منها، قد ترمّلت، وتغربت، واستوحشت، واستشهدت مرات.
أحب أن أعود اليوم إلى هذه الثنائية لتذكرها واسترجاع أهميتها التي تبدو كأنها خفتت في الرواية العربية، في نصوصها الأخيرة، أو ما هو محسوب عليها، حيث بات يسود التجريد والتعميم، وتتقلص الملامح والعلامات، ويتضاءل الوصف أقل منه يضمر التشخيص حدا يصيب الرواية بفقر الدم، قد تحولت عند بضع هواةٍ إلى نصوص مائعة، أو مستنسخات فجة.
نعتقد أنه لا يكفي الانطلاق من عنوان أو بيئة للزعم بجعل السرد متعينا في المكان، بل لا بد له من أن يتماهى مع أفراده وشخصياته، وأن يكون هذا لذاك لحمة وسَدَا، وشرط حصوله بعد الدراية والمهارة، لا غنى عنهما، عزّ رصدهما في مائع النصوص تلك ومتكلفها، إحساس يتعشّق هذه البيئة، فتتمثل فيها التضاريس والبنيات والمعالم البرانية، هي عنوان وإنسان معا.
هذا ما يجعل الكتابة، هنا، أكبر، وأجدر من معالجة تيمة، أو نقل رؤية عن واقع بالصيغة السردية، تصبح بمثابة شهادة مفعمة بشغف الوجود يتغذى من إيمان عميق بالأرض، وبوَطن الإنسان، قائما ومفقودا، مرسوماً بالمعاينة في شقيها التفصيلي والاشتمالي، ومحدوساً بذات متأملة، مستقرئة، تتمتع بفرادة تجديد نظرة العين، وبالتالي تكثير منظورات الرؤية. ففي الرواية الصحيحة فنيا حيث ينبني المكان بجميع ما يشترك في صنعه المتكامل بين جغرافيا وتاريخ وحضارة وثقافة وأحداث، في قلبها فعل إنساني متواتر ومتموج، حيث يتخلق الكائن المتشرّب بدوره لعناصر التكوين هذه، إضافة إلى خصوصيته الذاتية عندما يسبغها على محيطه، في حالي التجانس والمفارقة، القرب والبعد، بالاستيطان وبالطرد، أيضا.
عنينا من هذا وذاك ما يوليه النقد الروائي القارئ من اعتبار لقوة حضور المكان، الأرضية الصلبة بدونها لا قيام لسرد فني، وهو شأن متأصل في الرواية العالمية، منها النموذج العربي وإلا فأنظروا معنا صنيع شيخها نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة، وخلفه عبد الرحمن منيف في ملحمته 'مدن الملح' وجيل فيه عديد مواهب، بين مشرق ومغرب، يشغل منه رشاد أبو شاور موقعا مريحا ومتأصلا. نحب أن نزيد من هذه العناية بإعادة قراءة عملين لهذا الروائي، هما على تقدمهما الزمني نسبيا، يشفان عن إدراك ناضج بقدرة التزويج بين الوعي بالتفاعل الحي بين الإوالية الفضائية بوصفها محيطا شاملا، والإواليات الزمنية البشرية الواقعية والتخييلية، المتحركة ضمنه، المنتجة أخيرا للمتن السردي التخييلي. هذا الأخير الذي يتحرك بدوره في مدار أوسع منه، قد يعد للوهلة الأولى تيمة وطنية، أوَلا يتعلق الأمر بفلسطين، التي هي في كل كتابة بمثابة علامة أيقونية بمرجعياتها ودوالها، مبثوثة وقابلة للتوليد، لكن وضعها على صعيد التخييل ينقلها من واقعيتها المعطاة، تاريخيا وإيديولوجيا، إلى مستوى المحتمل، الخاضع لمبادئ التحويل والتذويت والاشتغال اللغوي الاستعاري، وهذه هي المعول عليها لا على أي مسبق مضموني أو شعارية ضاجة أو نفحة وجدانية، لإنتاج المعنى الروائي بواسطة الأدوات المخصوصة به.
فمن المتن الغني والمتنوع لأبي شاور، الحافل في الاتجاه الذي رسمنا، نختار للقراءة نصين ينسجمان في مقروئيتهما مع التأويل المستنتج منهما، ويسمحان بتوليد نظرة نقدية من منتوج أدبي صرف؛ نعني تحديدا ' العشاق' (1977دائرة الأعلام والثقافة م.ت.ف؛ نعتمد ط السادسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004) يليها' شبابيك زينب'(دارالآداب، 1994) علما بأن روايات الكاتب، ومجاميعه القصصية الوفيرة، أيضا، غير المعتمدة، قلّ أن تنزاح في الغالب عن اشتغال منظوره، أداءاته الحكائية الفريدة والمتجددة من نص إلى آخر، تجدد العوالم بناء عالمه الروائي، حتى ولو ظهر أنها تتخذ تيمة واحدة، القضية الفلسطينية بمهيمناتها وأبعادها المختلفة، بين ماض وحاضر، وعلى امتدادها في صنع أفق المنفى المديد.
تعتمد رواية 'العشاق' أول شيء على دعم مقولة الجغرافيا الروائية، حيث يستطيع نص مفرد، قابل للتناسل، أن يصنع خريطته الخاصة به، يستعير بكل تأكيد خطوطها العامة من الخريطة الحقيقية، ليحوّرها فتنتقل إلى درجات من التحويل في الصور، والتوليد في الدلالة حسب محافل السرد ومقامات الخطاب. فمقام العشق، مثلا، لا يُعلى عليه في الخطاب الشعري الصوفي، يتوسل إليه بلغة وبلاغة مخصوصتين، إلا أنه إذا استعير للرواية، واستبطن سيرة شخصياتها، ومضمار اشتغالها، تحول وتحدد بما يعطيه صورة الظاهر والباطن، الواقع (= في جغرافيته الطبيعية، الطوبوغرافية) وما فوقه أو محتمله، مهماز الروائية، (= في خريطة تتولى الشخصيات رسمها حسب هواها ومنازعها الذاتية، وإن بقيت محكومة، في النهاية، وكيفما بلغ هوس العشق وشططه، بالشروط الخارجية (=الموضوعية السابقة عليها) وهذا بحكم أن الجنس الأدبي الذي تندرج فيه هو خطاب ذو طبيعة موضوعية، أو بالمصطلح الحديث ملزم بالتقيد بشعرية السردية، التي تخضع فيها مراتب التمثيل والتعبير لقوانين مختلفة عن جنس النظم، مهما بلغت في الانزياح والاختراقات المابينية للأجناس. من هنا نجد رشاد أبو شاور وهو صانع الجغرافيا الملائمة لتحركات عشاقه حريصا على إقامة أكبر قدر من التوازن بين إقامة الموضوع (= القضية) وإقامة الذات (= أشجانها) ـ وهما لا ينفصلان بتاتا، وأي فصل منا هو لغاية إجرائية بحت ـ وهو توازن مفتر ض فقط ما دام مقترنا بجغرافيا روائية.
في 'العشاق'تستهل الرواية بتقديم المكان، بوصفه الرُّكح الذي ستدور فوقه أحداثها والتعريف به من نواح مختلفة، وهو يأخذ عنوان 'مدينة القمر' وصفا لمدينة 'أريحا' الفلسطينية قبل أن تتعرض للاحتلال. اللافت أن هناك كاتبا ينضم إلى الروائي ـ هو ذاته ـ للقيام بالتعريف بالصيغ التاريخية، بدءا من الألف الثالث قبل الميلاد، وصولا إلى نكبة 1948، ومنها إلى عشية حرب 1967 أو نكستها، حسب التسمية. بين هذه المراحل الثلاث نحن مع مدينة عاشت العز والصمود وتناوبت عليها الأهوال، وابتلى الدهر ساكنيها باختبار الغزاة والنفي والتشرد، كما بمغالبة الأيام وغش الوطن والاستسلام لمكر الأجنبي أو التعامل معه، في مواجهة إرادة صابرة، يقينية البطولة، بالروح الوطنية الاستشهادية التي ستواجه الغاصبين وحلفاءهم من المتربصين. لتختصر جزءا وكلا في كونها:'بوابة فلسطين، منها دخل الغزاة، ومنا خرجوا. أرضها ارتوت بالدم، وامتلأت بأجساد الرجال الشجعان. ونسوتها ما زلن يرتدين الأسود. إنها مدينة الأساطير، والواقع الشرس كشمسها.'(ص32).
وإذا كان هذا هو الإطار العام، فإن أرض الرواية هي الفضاء الذي يحيا فيه أبطالها، شخصيتها، بتعدد منازعهم وسلوكهم، وهم جميعهم عشاق، كل على طريقته، بمن فيهم عتاة المجرمين أحيانا، وهذا فهم ذكي للبطولة، ونبذ لمثالية ساذجة لا تتعامل إلا مع الطهراني، وإلا هل هناك وطنية خالصة، بل أجملها ما يدخل في صراع، ويتشابك مع عاطفة الحب، كما في مسارالفاعلين هنا، وتناقضات حياتهم وسِيَرهم الصعبة، المتراوحة أغلبها بين'مخيم النويعمة' و'مخيم عين السلطان' حول أريحا، والسجن الذي يمتحن فيه أبناء المخيمين، ويديره الأوصياء على قضيتهم. هؤلاء والظلال المحيطة بهم، كل الساكنة الفاعلة، باعتبار تمثيلاتها متباينة المضامين والرموز، وبالمحكيات الكبرى والدنيا الواصفة لحياتهم في كونهم بالدرجة الأولى أبناء مخيمات، وأصحاب قضية، وبشرٌ من لحم ودم يحب، يفرح ويتعس، وبينهم من يخون: محمود المدرس، المناضل والمولع بندى المدرسة في تعليمية المخيم، يقابله أخوه المتيم بعوده والغناء لفلسطين، وحسن المقاتل، شبه المتهور، ومناط حب الجارة زينب، والأمّان اللتان ربطتا مصيرهما بمن قضى من الأزواج، وبحب صوفي للأرض عبر رعاية الأولاد، وآحاد يوسعون دائرة التمثيل للعلاقة الوطنية والوجدانية مع وطن يتوهج في قلوبهم ويكبر كلما مرحوا في طرقاته، وسهروا في ضوء قمر أريحا، ضوئه، نضم إليهم عطوة الذي لم ينسه كونه شرطيا انتماؤه الأصيل لأبناء شعبه، ولا أبو صالح، الذي بدأ مستخفا بشأن قومه، لكن ضميره الوطني اهتز دفاعا عن عقيدته، غيره، حيث نتعرف على عينات من رجال ونساء أريحا، ونسمع أصواتهم ونعيش معهم كأننا فيهم، نتذوق ونشم، نفرح قليلا، ونأسى كثيرا، هم عشاق، عشاق لمعشوقة، طبعا، وهذا هو الرهان الفني والإيديولوجي للكاتب، قصده أن تبئير البطولة في الأرض، وجعلها بؤرة العشق، ثانيا، وثالثا، وليس أخيرا، توحيد بطولتها بسِير وعشق المولودين فوقها، في الحل والترحال، في الإقامة وبعد التشرد والنفي، وكذلك هي سيرة فلسطين مع تاريخها وأبنائها، منذ الكنعانيين وإلى اليوم، ترى ماذا بعد اليوم؟

قديم 02-09-2012, 01:16 PM
المشاركة 246
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع
رواية رشاد أبو شاور: عِشقُ الأرض بدُرَْبَة السّرد ودرايته

أحمد المديني

في ' شبابيك زينب' لا تكاد الرؤية تختلف إلا باختلاف حجم النصوتبديه البساطة حدا يحول الرواية إلى مقام المحكي العادي جدا، تحسبه قابعا في كلنفس، منبثقا منها، وليس صنعة فنان في قلمه نبع فياض للسرد، وهو ما سنراه لاحقامفردا كخاصية لازمة لنص أبو شاور. هناك' أريحا' وهنا' نابلس'؛ شكيم (الكتف) تارة،لذا أكتاف النابلسيين عريضة، نيابولس (المدينة الجديدة) تارة أخرى، أو دمشقالصغيرة.(ص8). المدينة كنعانية، عمرها المعروف 9000سنة، وهي مدينة البركات، منهاالسامريون الذين يملكون في أسفارهم تاريخ الخليقة منذ بدء النشوء والتكوين(11)،مدينة العيون، ومدينة النار والياسمين والموسيقى والعود، وإذا كان هذا كله تمتدجذوره في التاريخ العريق، بما يسمح بالنظر إليه بعيون السحر والغرابة، لم لاأسطَرَتُه، فهو موضع مرتبط، شأن أريحا بأرض النبوات والمقدس، وفي الآن عينه هاكَه،كما يحرص المدخل الوصفي للعمل على تقديمه ضمن صورة الطبيعة،
وإن تلك التيتبقيها مجللة بسحر الغيب والنذور:'ارفع رأسك، فأنت في حضرة مدينة على جبلين يأخذانعينيك إلى الأعلى، تأخذ المدينة عينيك وتصعد بها بين الجبلين، عيبال وجرزيم (...) إن مدينة تلاتفع على جبلين، يرتفع واحدهما عيبال الشمالي 941 مترا. ويرتفع ثانيهماـ جرزيم الجبل الجنوبي، المقدس عند السومريين ـ أصغر طائفة في العالم ـ 881، لابدستبعث الرعشة في روحك، لأنك في حضرة جغرافيا وتاريخ وقداسة ومصائب كابدهاالنابلسيون عبر العصور.'(ص 7.). فماذا عن ناسها؟ إنهم ببساطة عنيدون، في هذه الصفةكل المعاني.
من بدء كل نص يفهمك أبو شاور أن المدينة الروائية، جغرافيتهاالطبيعية والبشرية والدرامية، لا تنهض على فراغ، يفعل ذلك بتدخل المؤرخ الذي يستشهدبالمعلومة الموثقة، يعلنها مباشرة دون ارتياب أو تردد، لا يبالي هل سينعت نصهبالتاريخي، وإن بدا مشوبا به، ولا الدعاوي، وإن احتج فيه وهتف، أحيانا، بلا تبجح،أي كتابة عن فلسطين، عن مكان ولدت فيه القداسة منذ بدء الديانات السماوية، وتزوجالتراجيديا حتى تماهى معها، فغدت له مرادفا لا يمكن إلا أن يمتح كل متعاط أدبيّ معهضرورةً من ضرعه التاريخي، ويسبح في دمائه المسفوحة، من تم هي طريقة الأداة لاالهدف، والجغرافيا الروائية المركبة هي عمدته. وبدلا من نابلس، نحن في ' مدينة برجالجوزاء'، ومما يشبه الأسطورة، تظــــل متشربة، نحن في شرقي المدينة في قرية بلاطة،وقرب المخيم الحامل للإسم نفسه والبشر القدامى، السّامريون، يرثهم رجال ونساء، ربماأشد صلابة وعنادا، أسماؤهم فدوى وزينب، عزالدين الأمين، الحاج فخري، صالح عكاوي،ناصر، الشاب مصطفى، الشيخ حسام وأم حسام، الحاجة راضية، وكل الأماكن والمواقع التيتتنقل فيها هذه الشخصيات، تفعل فعلها، وتتناوب على أدوار صنع الحدث والتأثيرالقادرين مع مؤثرات أخرى على تشكيل مدونة روائية متكاملة من كل ناحية، خاصة ما يقصدإليه كاتبها الذي ليس روائيا عاديا، وهو في الآن مناضل وصاحب شهادة .
نلتقي في 'شبابيك زينب' مع الخطاطة والعلاقات ذاتها، القائمة في 'عشاق'، وذلك في شكل أزواجومتقابلات تمثل الشيء ونقيضه، لخلق الصراع والتبادل، وللإسهام على المستوى اللغويوالتعبيري للشخصيات في نسج تعددية منتجة، تكسر وحدة الإيقاع وفرضية النمط إلى جانبأي هيمنة ممكنة للسارد: أريحا/ نابلس؛ مخيم النويعمة/ مخيم بلاطة؛ محمود/ ندى؛محمود/ زينب؛ أم حسن/ الحاجة راضية؛ حسن/ ناصر؛ الخال الإقطاعي/ الصحفي يوسف. تمثلكلها شخصيات تيمة المقاومة في مقابل أخرى ذاتية ورمزية صادمة، تمثل تيمة التقاعسأوالتذبذب أو العمالة العارية. تتضمن كلا التيمتين محمولا ثقافيا وإيديولوجيا هومرجعيتهما بلا شك، غير أن الروائي يبحث لهما عن التشخيص الحي الذي يمنحانهما قوةالتمثيل، بواسطته يعبر الخطاب، وإلا تهافت إلى هرج وشعارية وتبشيرية فجة يمكنلخطابات أخرى أن تتقاسمها، وتكون أجدر بوظيفتها. محذور يرافق دائما النصوص السرديةالمنافحة عن قضية، ويقترن عموما بما يسمى 'رواية الأطروحة' تشغل التيمة فيها موقعامركزيا. وبالنسبة لسرود اختصت وتختص بالحق الفلسطيني المغتصب، بل الأدب المرتبطبهذا الحق كله ـ وهو موضع نقاش وسجال طويلين ـ يصعب حقا كما في الأدب الملتزم عامة،فصل المقال بين مهمتي الفن والتوصيل، ولا الاتفاق نقديا على الإيقاع الضابط للتوازنبينهما.
حسبنا القول هنا، وفي حدود المتن المقروء، بأن لرشاد أبو شاور تنبّهاللمحذور المشار إليه، خاصة لنمطية التمثيل في الشخصيات الروائية، سواء بين مشاعرهاوبنيتها الاجتماعية، أو في طبيعة انخراطها بالسياق الموضوعي الذي يفرض عليها سلوكابعينه، هي نمطية معايَنة، متواترة في النصين المعنيين، لا يفلت منها أي نص سردي ذيصلة بالمكون الفلسطيني كيفما تناغمت منازعه الفنية ومزاعمه، والفرق بين النماذجالمؤسسة للمتن العام، ولكسر نمطياته ومستنسخاته المتراكمة، يوجد لدى الكاتب هناتحديدا في:
1
ــ تحويل الأرض إلى شخصية مركزية هي أم الشخصيات، حاضنتها، مناطصراعها على امتداد الفعل والتحولات روائيا، ونحت ملامحها تاريخيا وأسطوريا،ووجدانيا، ثم وشم جلدها بكل حوادث الدهر، فهي ذاكرة وحياة وجرح بلغاتها الخاصة ضمناللغة العامة؛ إن الأرض تتكلم هنا فلسطينيا بنبرتها واحتفاليتها، السرد الفني مؤهلأكثر من أي جنس غيره لتصعيده.
2
ــ تحويل هذا السرد، بالتبعية، إلى محفل واسعومتنوع بالمشاهد والصور واللقطات، إذ يتم بواسطتها رسم الصورة البانورامية للمجتمع،وهي نمطية، أيضا، فاحتفاليتها، كما يرصدها أبو شاور وحده، تضفي عليها ميسمالخصوصية، وبالتالي تفردها وهي تؤسسها أولا بأول. لنتذكر أن باختين اعتبر، انطلاقامن وصف رابلي، وسانده في ذلك دارسون آخرون، بأن النزعة الاحتفالية، وليسالفولكلورية، كما قد يتوهم البعض، من أهم مقومات المحكي الحديث.
3
ــ ثالثا، وهوأبرز وأنجع أدوات روائي 'عاشق'، اتخاذه لأسلوب سردي بالوسع القول اقتداره عليهوتميزه فيه دون أقرانه ومجايليه، وقلّ من يضاهيه فيه، نعني اعتماده ألوانا وتنويعاتفي الحكي، فيما تعلن عن دربة لدى صاحبها على إحكام السرد، تعلن تطويعه له وترويضهليصبح الفضاء وأهله وطباعهم وأشجانهم وأشياء بيئتهم، هذا كله وسواه مرويا، مبسطاومُبدّها، منبثقا من لسان الأرض الأم، على لسان أبنائها العاشقين لها، بسلاسةوطلاقة وتلقائية كالمجرى الذي يغتسل فيه ناس المخيم، والنكتة التي يصنعها الخلاليلة (أهل الخليل)عن أنفسهم، والأغنية الشعبية والمثل السائر، والظُّرف المحلي،والنادرة، مع عناصر أخرى لا تنتمي ضرورة إلى البنية السردية بقدر ما تنوب عنوظيفتها.
فإن نحن أضفنا إلى الخصائص الثلاث المذكورة ما أكدناه من كون الأرضتحوز قيمة مركزية في هذا العمل بوصفها تتجلى جغرافيا روائية ناهضة على جغرافياطبيعية وتاريخية ووجدانية، منها تتغذى، وجدنا عندئذ أننا إزاء نصوص تتضاعف في شكلتركيب يحتاج في كل مرة أن يُستقرأ ويكتشف في شكل إعادة رسم ورصد بأدوات التلقيالنقدية المختلفة، وهو ما لا يتأتى إلا مع التجارب الأدبية القمينة بالتسمية، تجربةأبو شاور الروائية في قلبها. هي بالإضافة إلى ما سبق تجربة تبين لمن يتواصلون معالعمل الأدبي بأنه وهو يقتضي باعه الفني اللازم يحتاج قبل ذلك إلى إيمان مخلصبقصديته وقضيته، وهنا تتلازم الصنعة مع القضية في تناغم حميم يذكرنا بأهمية الأدبفي الدفاع عن حق الإنسان الدائم في كل ما يصون كينونته وكرامته، بينما يتهافتالكلام في أيامنا مسفا ويتساقط أصحابه سقوطا مريعا.
القدس العربي 21/12/2008

قديم 02-10-2012, 05:37 PM
المشاركة 247
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رشاد أبو شاور
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


رشاد محمود أبو شاور هو قاص وروائي فلسطيني من مواليد عام 1942 في قرية ذكرين قضاء الخليل, فلسطين.
انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية واستلم عدة مناصب في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. عمل نائباً لرئيس تحرير مجلة الكاتب الفلسطيني الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت.
عضو في جمعية القصة والرواية.


من مؤلفاته:
  • ذكرى الأيام الماضية - قصص - بيروت 1970.
  • أيام الحرب والموت- رواية - بيروت 1973.
  • بيت أخضر ذو سقف قرميدي- قصص- بغداد 1974.
  • البكاء على صدر الحبيب- رواية - بيروت 1974.
  • مهر البراري - قصص - بيروت 1974.
  • الأشجار لا تنمو على الدفاتر- قصص - بيروت 1975.
  • العشاق - رواية - بيروت 1978.
  • عطر الياسمين - قصص للأطفال- بيروت 1978.
  • أرض العسل - قصة للفتيان - بيروت 1979.
  • آه يا بيروت - مقالات - دمشق 1983.
  • الرب لم يسترح في اليوم السابع - رواية 1986.
  • الموت غناءا
  • كما صدر له مجلد الأعمال القصصية عام 1999 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر
==

الروائي الفلسطيني رشاد ابو شاور

بقلم شاكر فريد حسن
2011-01-08

رشاد ابو شاور كاتب وقاص وروائي فلسطيني بارز .ولد سنة 1942في قرية ذكرين ـ قضاء الخليل وأقام في عام النكبة في منطقة "جورة بحلص" ثم انتقل مع افراد عائلته الى بيت لحم، وعاش في مخيم الدهيشة وبعدها في اريحا، وفي عام 1957 لجأ والده مع عشرات الوطنيين الى سوريا ولحقه رشاد عام 1958 وأقام في دمشق ، وهناك بدأت رحلته مع الادب والثقافة والسياسة حيث بدأ يكتب قصصاً قصيرة ، وكانت قصته الاولى عن مجزرة دير ياسين ، ثم طور ادواته الفنية واسلوبه الكتابي ، فكتب عن الانسان الفلسطيني المشرد والمقاتل من أجل وطن وهوية، واتسمت قصصه بالغموض احياناً والاحساس بالنفي والاغتراب والبحث عن الذات الفلسطينية.

وكانت القصة الاولى التي نشرها رشاد بعنوان "احذية الآخرين" في صحيفة "الجهاد" الصادرة آنذاك في القدس .

وفي سنة 1965عاد مع ابيه الى اريحا، وحين حدثت نكسة حزيران 1967 غادرها الى عمان، وفيها بدأت مسيرته الحقيقية مع القص الروائي والفكر السياسي، وظهرت قصصه في"الآداب" اللبنانية ، وأصدر مجموعة من الروايات والقصص نذكر منها : "ذكرى الأيام الماضية "و"ايام الحب والموت" و"بيت اخضر ذو سقف قرميدي" و"البكاء على صدر الحبيب" و"مهر البراري"و"الاشجار لا تنمو على الدفاتر"و"العشاق"و"عطر الياسمين"و"الرب لم يسترح في اليوم السابع" وغير ذلك.

عاش رشاد ابو شاور حصار بيروت ، ومعارك الصمود والتحدي، دفاعاً عن مستقبل وحياة شعبه وفي مواجهة الغزو الامبريالي ـ الصهيوني ، وشارك في الكتابة وتحرير واصدار نشرة "المعركة" التعبوية ، ومن ابرز كتاباته التسجيلية فيها نصوصه الجميلة "محمد عويس، ازهار الفاكهاني، الشهداء ، هنا بيروت" ، ومما كتبه في وصف بيروت:
هنا بيروت ، البحر، بحر يافا، بحر غزة
هنا بيروت، الرمل المعبأ في اكياس تقاتل
هنا بيروت الغناء الشجاع ، الدافئ
هنا بيروت الشعر الناهض حتى السماء
هنا بيروت الاحلام الأعلى من الأقمار الصناعية
هنا بيروت الكرامة التي نحميها بالد
والحرية التي نحميها بالدم
هنا بيروت فلسطين ، بيروت العرب،بيروت امامكم، ام محمد ، بيروت خبزها الساخن، وشايها الساخنوكلامها الذي يقطر عسلاً
هنا يبدأ الزمان، زمان الذين يكتبون بدمهم امجاداً لا تعرفها العواصم النائمة،العواصم الكرتون.

وتنقل رشاد بين مطارات العواصم العربية فعاش فترة في بغداد الرشيد، واستقر في عمان حيث يمارس الكتابة وينشر المقالات المنوعة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية.

وفي مجمل اعماله الروائية والقصصية يحكي رشاد ابو شاور قصة نضال الشعب الفلسطيني من اجل نيل الحرية والاستقلال، ويصف الإباء والعزة والمقاومة الفلسطينية الباسلة.

وما يشد القارئ في مقالاته هو موقفه السياسي الواضح من اتفاقات اوسلو،وتمسكه بالهوية الكنعانية، ورفضه التام لكل المشاريع التصفوية التي تستهدف القضية الفلسطينية ، اما في قصصه ورواياته فيشدنا التساوق والتلاحم والرصانة والصدق والقدرة على استشفاف وملامسة الواقع واستلهامه له.

وخلاصة الحديث ان رشاد ابو شاور يمثل وجهاً بارزاً من وجوه الثقافة الفلسطينية المعاصرة الملتزمة والنظيفة الرافضة ،التي تواصل العطاء بهمة لا تكل، وهو بارع في الوصف التفصيلي لمعاناة شعبه من القهر والظلم والم الغربة وكفاحه من اجل الكرامة والحرية.

قديم 02-10-2012, 05:51 PM
المشاركة 248
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الوجه الآخر لرشاد أبو شاور

بقلم:

عوني صادق
بدأت معرفتي به قبل أن تصدر له أول مجموعة قصصية في العام 1970 بعنوان (ذكري الأيام الماضية)، وتوطدت علاقتنا مع مرور الأيام، وتابعت كل ما صدر له من روايات ومجموعات قصصية بحكم الصداقة والزمالة، وطبيعة المهنة وميلي الخاص إلي قراءة الأدب. مع ذلك لم أجد نفسي راغبا في الكتابة عن أي من أعمال رشاد أبو شاور إلا مرة واحدة، ولكني أيضا لم أفعل. كان ذلك عندما صدرت له رواية (العشاق) في العام 1977 عن دائرة الإعلام والثقافة الفلسطينية، والتي أعتبرها أحد أهم الأعمال في الأدب الفلسطيني لفترة ما بعد النكبة، وذلك لأنني لست ناقدا أدبيا من ناحية، ولأنني، من ناحية ثانية، أحب أن أظل بعيدا عن اتهام طالما سمعته يوجه للبعض، ويتصل بقاعدة منتشرة في أوساطنا الثقافية، أعني بها قاعدة شيلني لشيلك ! وظل ذلك ساريا حتي قبل أسابيع قليلة، حين وقعت تحت يدي وبالصدفة المجموعة القصصية المعنونة (الموت غناء) الصادرة في العام 2003 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، والتي لم أكن قد رأيتها أو سمعت عنها، كما أن رشاد لم يقدمها لي، كما يفعل في كثير من الحالات. بعد أن قرأتها أحسست برغبة قوية في الكتابة عنها، خلافا للقاعدة العامة التي أتمسك بها. أما لماذا، فلسبب بسيط جدا، هو أنها كشفت لي ما أسميه الوجه الآخر الذي لم أعرفه لرشاد أبو شاور بالرغم من صداقة اقترب عمرها من أربعة عقود!




تضم مجموعة (الموت غناء) أربعا وعشرين قصة قصيرة، تتحدث كلها عن الإنسان البسيط الفقير المقهور وما يعانيه ويواجهه في عالم تسود فيه القوة بمعناها الواسع، ويستشري فيه الخوف والتسلط والفساد. لكن نصف هذه القصص علي الأقل تدور أحداثها بشكل أو بآخر حول (الموت)، ليس فقط كمصير محتوم للإنسان يأتي في نهاية العمر، بل كـ واقعة تراجيدية تعايشه العمر كله، قبل أن يصل إلي النهاية المحتومة. الموت مأزق وجودي بالنسبة للإنسان منذ وجد الإنسان، وطالما توقف أمامه الأدباء والفنانون والفلاسفة إلي جانب الأديان، ودائما وجد الإنسان نفسه عاجزا في مواجهته. ولعل كل ما يفعله الإنسان في حياته، وتحت أي عنوان كان، لا يزيد عن كونه محاولة فاشلة للابتعاد عن التفكير في هذا المأزق، وتلهيا عن واقعة الموت التي لا مفر منها. وفي هذه القصص جميعا، يعايش شخوصها الموت بطريقة أو أخري في خط مواز لكل ما يفعلون. تراه يعشش في حيواتهم ويلونها ألوانا شتي، يدفعهم للدفاع مرة وللهجوم أخري دون جدوي، يتربص بهم في كل حركة من حركاتهم وكل سكنة من سكناتهم، حتي عندما ينامون! هذا ما يقوله بطريقته رشاد أبو شاور.




ذلك هو الوجه الآخر لرشاد أبو شاور. من يعرف رشاد من الخارج، يجده إنسانا ضحوكا دائم الابتسام، مرحا يحب النكتة فتسير علي لسانه دون عناء، صاحب بديهة حاضرة تلعب علي الأفكار والألفاظ تستخرج منها النكتة بمناسبة وبدونها بحيث يبدو له أنه لا يعير اهتماما إلا للحياة وبوصفها مساحة للنزال. لكنه من الداخل وفي العمق، وكما تبدي لي في قصص هذه المجموعة، إنسان حزين غارق في حزنه حتي الثمالة، وهو ما يفسر لي لماذا تأتي النكته علي لسانه، في حالات كثيرة، أقرب إلي السخرية شديدة المرارة، ونوعا من الكوميديا السوداء، حتي في أكثر حالاته فرحا. فرشاد يقلقه جدا، بل يخيفه ويحيره الموت الذي لا يجد له تفسيرا، رغم ما هو عليه من إيمان. ولهذا أري أنه كان منطقيا وطبيعيا جدا، بل أكاد أقول حتميا، أن تحمل هذه المجموعة القصصية عنوان الموت غناء ، وكأنه يريد أن يقول إن الموت موجود في أصل الفرح الذي هو لحظة عابرة في حياة الإنسان، وربما أراد القول: حتي الغناء هو شكل من أشكال الموت!



أولا : في التكنيك



علي غلاف المجموعة، كتب المؤلف: دائما كنت علي قناعة بأن القصة القصيرة فن ممتع يلتقط التفاصيل ويتعامل مع الزمن والنفس الإنسانية، في لحظة حاسمة، وأنها فن الحكاية المركزة والمقطرة... . هذه القناعة لدي رشاد أبو شاور عن القصة القصيرة تسود تماما بحرفيتها في قصص الموت غناء ، حيث نجد الحكاية دائما، وحيث يتحكم السرد بشكل القصة، فدائما هناك الراوي الذي يروي الحكاية. أما التفاصيل ، بل وتفاصيل التفاصيل، فهي ما تتركز عليه عينا المؤلف لينسج منها ما يسميه اللحظة الحاسمة التي تكشف عن نفسها بعفوية أحيانا، وبطريقة مرسومة أحيانا أخري، لترسم تداعيات تلك اللحظة علي النفس الإنسانية التي هي دائما، مرة أخري، موضوع قصص رشاد أبو شاور، حتي عندما يبدو أن تلك القصص لها هدف آخر غير تلك النفس.


يفتتح رشاد أبو شاور مجموعته بقصة يا دنيا ... ولم يكن ذلك اعتباطا، بل علي الأرجح أنها كانت افتتاحية مقصودة تكشف عن مكنونات نفسه، وما يعتمل فيها من خوف وحيرة، وربما عبثية! القصة رمزية بامتياز، حيث لم تستطع كل المعطيات و التفاصيل الواقعية أن تغطي علي رمزيتها الواضحة. تعرض القصة لحظة البداية لدخول رجل غريب إلي مدينة حيث تقع عيناه فيها علي امرأة فاتنة، يتبعها ليجد نفسه في نهاية المطاف وحيدا في صحراء قاحلة متعبا ومرهقا ويائسا. فالمدينة ترمز إلي حياة الإنسان في هذا العالم، لها بابان (الولادة والموت)، يدخل من أحدهما ويخرج من الآخر. وتتم المقايسة بين الدنيا والمرأة الفاتنة اللعوب، وما تمثله وما تنطوي عليه من خداع للإنسان. وفيها نجد رأي أبو شاور بالدنيا، رأياً هو أقرب إلي الصورة المتكونة عنه، وهو أنه لا يجب علي الإنسان أن يأخذها علي محمل الجد، حيث جاء علي لسان أحد شخصيات القصة وهو يصف الغريب الذي صدق أن المرأة عشقته، قوله: يبدو أنه غشيم، لقد أخذها المسكين جدا !



ثانيا: انشغالات أخري



إذا كان الموت هو بطل مجموعة الموت غناء ، فإنها تحمل أيضا بعض ما يشغل رشاد أبو شاور في هذه الدنيا، فهناك قضايا لم يسلب الموت أهميتها طالما فرضت الحياة علي الإنسان، أعطاها المؤلف حيزا كبيرا من المساحة المخصصة، وإن لم تغب صورة الموت عنها، بل يمكن القول إن هذه القضايا عكست صورا أخري للموت. أول هذه القضايا قضية الحرية المسلوبة في بلداننا العربية، كما عرضتها قصص: شارع الحرية ، فنجان قهوة فقط ، مكان نظيف حسن الإضاءة ، حكاية الضابط والمعلم و الموت غناء . في كل هذه القصص رصد تفصيلي مثابر لمشكلة تبدو في أساس كل مشاكل حياتنا العربية، وقد لجأ أبو شاور إلي تنويعة من المفارقات والحيل جعلت السخرية المرة، التي سبق وأشرت إليها، هي الجو السائد في هذه القصص. فقصة شارع الحرية تتحدث عن غريب يبحث عن عنوان شركة قيل في الإعلان عنها إنها تقع في شارع الحرية . وعندما يسأل عن الشارع لا يجد أحدا يعرفه، فيضطر لأن يسأل شرطيا عنه، فينتهي به الأمر إلي السجن! أما فنجان قهوة فقط ، فتحكي عن سياسي قديم دعته المخابرات للتحقيق معه لتتركه بعد ساعات، يعود إلي بيته ويجلس علي كرسي ليرتاح، لتكتشف زوجته بعد لحظات أنه مات! وتعرض مكان نظيف حسن الإضاءة لصحفي ينتهي إلي السجن لأنه طالب بحق المواطن في بيت نظيف حسن الإضاءة! لكن الموت غناء صورة ساطعة للقوة والتسلط والفساد، حيث تتحكم الأقانيم الثلاثة بمصائر الكثرة من البشر، وقد استطاع الكاتب أن يجعل منها مأساة فيها من الضحك ما يدفع علي البكاء، حيث يفرض علي المغني أن يغني حتي الموت!



ثالثا: إنسانيات



الجزء الثالث من قصص المجموعة كانت عبارة عن لقطات إنسانية تكشف عن جانب مهم من إنسانية الكاتب، كما في قصة نصف رغيف ناشف ، التي تتحدث عن طالب فقير يحاول مداراة فقره عن العيون. وكذلك قصة حياة موحشة ، التي تظهر ما يمكن للحب أن يشيعه من حيوية في حياة الإنسان، وما يمكن أن يخلقه من أمل في نفس الإنسان وسط ظروفه الشقية.


بالطبع لم يكن ممكنا، ولم يكن الغرض عرض، أو التوقف عند، قصص المجموعة بالتفصيل الذي تستحق، بل هي مجرد إشارات إلي بعضها لتوضيح رأي صادر عن قارئ، إذ ليس من طريقة للاستمتاع بقصص هذه المجموعة غير قراءتها، وهو ما أرجو أن أكون في هذه العجالة قد أثرت اهتمام القراء وفضولهم، ممن لم يقرأوها، لقراءتها.



*كاتب من فلسطين

النسخة الأصلية كتبت في تاريخ 23 أيار، 2008



قديم 02-10-2012, 06:00 PM
المشاركة 249
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب رشاد أبو شاور

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةروائي، قاص وكاتب صحفي فلسطيني

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةولد في قرية ( ذكرين) قضاء الخليل بتاريخ 15/6/1942.هاجر مع أسرته عام 48
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةعاش مع والده _ كانت والدته قد توفيت ودفنت في القرية قبل سنةً من النكبة _ فترة قصيرة في ( الخليل) ، ثمّ كانت الإقامة في مخيم ( الدهيشة ) قرب بيت لحم حتى العام 52 .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةانتقل مع والده إلى مخيم ( النويعمة) قرب أريحا ، وهناك عاشا حتى العام 57.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةعام 57 لجأ والده إلى سوريّة وحصل على اللجوء السياسي ، ولقد لحق بوالده وعاش في دمشق حتى العام 65 ، ومن بعد عادا إلى ( النويعمة) قرب أريحا حيث عاشا حتى حزيران 67 .

- استقال من عمله البنكي بعد حزيران 67 ليتفرّغ للعمل الوطني .
- عمل في الإعلام الفلسطيني الموّحد ، وترّأس صحيفة يومية في بيروت .
- أقام في بيروت حتى العام 82 ، وفي دمشق حتى العام 88 .
- أقام مع أسرته في تونس حتى العام 94 ...
- يعيش منذ ذلك التاريخ في العاصمة الأردنية عمّان .
- منح عضوية اتحاد الكتّاب الفلسطينيين ، القاهرة ، عام 69 .
- أسهم في تأسيس الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين ، وانتخب عضواً في الأمانة العّامة لعدّة دورات .
- رئيس اللجنة التحضيريّة لتجمّع الأدباء والكتّاب الفلسطينيين .
- عضو مجلس وطني فلسطيني منذ العام 83 .
- منذ نهاية الستينات وهو يكتب في كبريات المجلاّت والصحف العربية .
- يكتب في ( القدس العربي ) منذ العام 90 .

صدرت له الأعمال الأدبية التالية :
الروايات :
_ أيام الحب والموت/ دار العودة بيروت 1973
_ البكاء على صدر الحبيب / دار العودة بيروت 1974
_ العشّاق / دائرة الإعلام والثقافة م.ت ف 1977
_ الرب لم يسترح في اليوم السابع/ دار الحوار سورية 1986
_ شبابيك زينب/ دار الآداب بيروت 1994
المجموعات القصصية :
_ ذكرى الأيام الماضية/ دار الطليعة بيروت 1971
_ بيت أخضر ذو سقف قرميدي/ وزارة الإعلام بغداد 1974
_الأشجار لا تنمو على الدفاتر/ الإعلام الفلسطيني بيروت 1975
_ مهر البراري/ الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين- بيروت 1977
_ بيتزا من أجل ذكرى مريم / الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين بيروت 1981
_ حكاية الناس والحجار/ دار العودة بيروت 1989
_ الضحك في آخر الليل/ دار كنعان _ تونس 1999
_ الموت غناءً/ المؤسسة العربية بيروت 2003
_ مجلد الأعمال القصصية/ بيروت 1982ويضم المجموعات الخمس الأولى.
كتابات نثرية :
_ ثورة في عصر القرود ( مقالات مختارة) بيروت 1981
_ آه يا بيروت/ دار صلامبو تونس ( عن معركة بيروت عام 82) 1983
_ رائحة التمر حنّة/ المؤسسة العربية بيروت 1999
مسرح :
_الغريب والسلطان/ دار الحقائق دمشق1984
للفتيان :
_ عطر الياسمين/ قصص دار المسيرة بيروت 1979
_ أحلام والحصان الأبيض/ قصص دار الآداب بيروت 1980
_ أرض العسل/ رواية دار الحقائق بيروت 1981
- ترجمت رواية ( البكاء على صدر الحبيب ) إلى الروسية ،ونشرت في مجلة (الآداب الأجنبيّة )المختصة بنقل الروايات العالمية إلى الروسيّة ، كما نشرت في مجلد مختارات من الأدب الفلسطيني .
- ترجمت مجموعة القصص ( حكاية الناس والحجارة ) إلى الفارسية ، وصدرت عن دار ( صحف) في طهران .
- ترجمت كثير من قصصه القصيرة ...
- قدّمت عن رواياته وقصصه أطروحات جامعية ...

- عام1983منح وسام المنظمة العالمية للصحفيين( I.O.J) تقديراً لدوره في معركة بيروت عام ،82 والتي كتب عنها (آه يا بيروت) .
- عام 1996 منح جائزة القصّة القصيرة ( محمود سيف الدين الإيراني) من رابطة الكتّاب الأردنيين.


- يصدر له قريباً عن (دار الشروق_ عمّان ) كتاب: قراءات في الأدب الفلسطيني

قديم 02-10-2012, 10:13 PM
المشاركة 250
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اهم الاحداث التي اثرت في طفولة رشاد ابو شاور

لا شك ان هناك الكثير من الالم الذي تعددت اسبابه لكن اهم مصادر الالم هو يتمه وهو في سن الـخامسة.

يتيم الام في سن 5 سنوات


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 105 ( الأعضاء 0 والزوار 105)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 11:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.