احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3302
 
إبراهيم عبد المعطى داود
من آل منابر ثقافية

إبراهيم عبد المعطى داود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
7

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة

رقم العضوية
10355
08-30-2011, 12:35 PM
المشاركة 1
08-30-2011, 12:35 PM
المشاركة 1
افتراضي قصة قصيرة : أعطنى الناي
[color="teal"][justify]إهـــــــــــداء
إ
لى جارة القمر و..قيثارة السماء
إلى الفنانة
فيروز
أهــــــدي
قصة قصيرة/ أعطني الناي

اجتاحه يأس حانق ونفذ إلى حواسه كما تنفذ رائحة مجهولة المصدر
إلى مكان مغلق، رمى القلم من بين أصابعه ومزّق الورق المكوّم أمامه
ثم وضع وجهه بين كفيه وهو يتمتم:
- ماذا يجدى؟ مئات المقالات وعشرات الكتب ومع ذلك لم أتقدًم
خطوة واحدة..؟
ثم ما لبث أن انتفض واقفاً واتجه نحو الباب الخارجي وعبره، بعد أن
صفعه بشدة، استقبلته دفقات من الهواء الخماسينيّ المحمّلة باللزوجة
والتراب، سعل، وضع كفه فوق فمه وتابع مسيره حتى الشارع الرئيسي الذي كانت تتسابق فوق أديمه السيارات والخلق فى تدفق وضجيج،
وقف على محطة الباص يتابع المارة فى فضول وتعجب... فبالرغم من
هبّات التراب المتوالية والغبار الذى يثير الكدر إلا أن الوجوه كانت تشرق
بالفرح والعيون تومض بالحب.. الحب، نعم الحب الذى تضخًمت به
بطون الكتب وسكب قلمه وسطّر الآهات والدموع والأوهام: كم انتظر
عبثاً أن يلتهب شىء ما ويشع فى داخله! أن تتقد الجوهرة الحمراء
التى فى صدره وتدق دقات المحبين والعشاق!؟ تنهد تنهيدة طويلة، فالفراغ الرطب فى قلبه جعل أعوامه الخمسين بلا معنى... شرد
ذهنه.. إنه يفتقد شيئا ما ..! هل ضاع منه أحد أسرار الخليقة ..؟ عاد
الخمول يغرقه، نظر مرة أخرى إلى أطراف القميص التي علاها البلى... لاحظ ذلك منذ شهر ولم يهتم ..
ولماذ يهتم ..؟ وصل الباص فصعد، كان الباص شبه خال.. تصفح وجوه
الجالسين وجلس فى أحد المقاعد، ثنى ذراعه وأخرجه من النافذة، تأمل وجه
الفتاة التى تجلس أمامه، كان وجهها جامداً لايوحى بشىء، نظر فى
وجهها وفكر فى مئات الأشياء دفعة واحدة، فكر أنه تقع حالياً ملايين
الأحداث فى الدنيا: يصرخ آلاف الأطفال وهم يتضورون جوعاً.. تلتحف
العاهرات بأوراق البنكنوت والذكور يضاجعوهن فى شبق وجنون.. ينتهى شاعر من سرقة قصيدة أستاذه طمعاً فى التتويج.. يصرخ قرد فى
الغابة ونمر يلطمه تمهيداً لالتهامه.. فى البحر تتسابق طيور النورس
فى التقاط الأسماك من بين الأمواج.. أما من باطن الأرض فتتحرك ملايين النباتات بحنين إلهي لا يقاوم نحو الشمس... يحدث كل ذلك بينما
هو يجلس ساكناً لا يفعل شيئاً سوى ازدراد ريقه وقراءة اللافتات وإلقاء نظراته على المقاعد الخالية... ثم فجأة وجد جسده ممدداً على أرضية الباص، ماذا حدث ..؟ كيف حدث ..؟ انتفضت الفتاة الجالسة
أمامه ومدت يدها وأمسكت بيده وسحبت جسده حتى أجلسته.. كان كفها
بارداً مثلجاً رغم تورد خديها.. ثم سحبت يدها وقالت فى صوت عذب:
- كيف حالك الآن ..؟
إنها تتحدث إليه وهو يرد عليها، كان وجهها جاداً ورقيقاً في الوقت نفسه، خيل إليه أنه لمح مع ظلال الجد ظلاً رفيعاً من الحب.. نعم الحب، هل هذا هو الحب..؟ هل أحس به..؟ هل انتفضت الجوهرة الحمراء ودقت دقات المحبين والعشاق..؟ لا.. لعله يبالغ قليلاً، ليس حبا.. لعله مجرد ود، بل ليس ودا تماما بل محض إشفاق، إن لم يكن إشفاقاً مشوباً
بسخرية... كلا.. كلا.. إنه ليس إشفاقا من النوع المهين الذى اعتادت الفتيات أن ترمقنه
به، بالتأكيد كان هذا عطفاً ممزوجاً بالود... والأكثر تأكيدا أنه مضطرب قليلا.. أليس كذلك..؟ الأولى به أن ينهض ويجلس فى مقعده.. وهذا ما لم يتأخر في فعله...
نمً فمها عن ابتسامة محددة، ثم أشاحت بوجهها عنه وسرعان ماعاد للوجه جموده... نزلت الفتاة بعد محطتين، نزل خلفها غير أنه وقف متسمراً، تابعها وهي تخطر برشاقة في نهر الطريق وذيل فستانها
ينحسر بفعل الريح.. ارتسمت على شفتيه ابتسامة وفكّر، ألا يكفيه تلك الومضة السريعة من الود الذى برق من عين الفتاة وهى تسحب يده
وتجلسه وتكاد أنفاسها تختلط بأنفاسه؟؟ ألا يكفيه هذا؟؟ عندئذ طاف
انطباع الرضا على وجهه، دس يديه داخل جيوب بنطلونه وزمً شفتيه
ونفخ فانطلق صفير عذب منغم...
سار متمهلا وهو يتمتم:
أعطني الناي وغني فالغنا سر الخلود
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود[/justify]
[/c
olor]


قديم 08-31-2011, 09:30 AM
المشاركة 2
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا مجنـون .. وخـياله خصـب بالفـوضـى ..!

ليتـه لم يُفـكـّر في مـئات الأشـياء دفعــة واحــدة ..!!

يبدو أنه يُعاني من حالة انفـصام أو انفـصال أو شعـوذة قـلب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



القـاص العزيـز إبـراهـيم عبد المعـطي . .

إهداؤك سيصـل - إن شاء الله - لـسيّدة الغـناء الجمـيل . . .

أثارني إتقـان الـسرد وحـالات صـاحب الناي مذ خرج من باب منزله ..

وأعجبتنــي جـدًا جـدًا الصـورة الإبداعـية للرائحـة مجهولة المصـدر ..!


عـيدك سعـيد ..

قديم 08-31-2011, 04:36 PM
المشاركة 3
إبراهيم عبد المعطى داود
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هذا مجنـون .. وخـياله خصـب بالفـوضـى ..!

ليتـه لم يُفـكـّر في مـئات الأشـياء دفعــة واحــدة ..!!

يبدو أنه يُعاني من حالة انفـصام أو انفـصال أو شعـوذة قـلب نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



القـاص العزيـز إبـراهـيم عبد المعـطي . .

إهداؤك سيصـل - إن شاء الله - لـسيّدة الغـناء الجمـيل . . .

أثارني إتقـان الـسرد وحـالات صـاحب الناي مذ خرج من باب منزله ..

وأعجبتنــي جـدًا جـدًا الصـورة الإبداعـية للرائحـة مجهولة المصـدر ..!


عـيدك سعـيد ..
قراءة جيدة لنصى المتواضع

تمنياتى بقضاء عيد سعيد وأيام رحبة ملؤها البهجة والسعادة

غير أن المسكين لم يكن مجنوناً .. أو خياله خصب بالفوضى

ولكنه الاغراق في بطون الكتب فقط قاده الى رؤية الحياة بطريقة خاصة جدا .

وهي حالة نفسية يشعر بها الكثييير من الكتاب والمبدعين في مراحل معينة .
تحياتى


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصة قصيرة : أعطنى الناي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعطني قطرةَ حبّ جورج جريس فرح منبر شعر التفعيلة 11 08-10-2022 01:02 PM
عازفة الناي زهراء الامير منبر الفنون. 1 10-24-2012 11:59 AM
بحة الناي وفورة وريد سلمى الغانمي منبر البوح الهادئ 11 06-25-2012 05:29 AM
أرجوك أعطني هذا الدواء محمد الخُضري منبر البوح الهادئ 7 05-01-2012 04:11 PM
الناي الحزين زهراء محمد منبر البوح الهادئ 9 08-06-2011 11:55 PM

الساعة الآن 05:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.