احصائيات

الردود
3

المشاهدات
3689
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-09-2011, 11:33 PM
المشاركة 1
02-09-2011, 11:33 PM
المشاركة 1
افتراضي جريمة عاطفيـــة
جريمة عاطفيـــة




لهنري بيل المشهور بـ "ستاندال"




خرج جوليان قاصداً بلدة فيريار، كان وعد ماتيلدا أن يراسلها حال وصوله. لكنه نَكَلَ بوعدهِ لأن رحلته لن تستغرق وقتاً طويلاً ثم إنه وجد مبرراً في حالتهِ النفسيّة المضطربة.. فأصابعه لا تقَوَى حتى على حَمل قلم ولا يمكنه أن يكتب حرفاً واحداً مفهوماً للعيان.



وصلَ جوليان البلدَة في صَبيحة يَوم أَحَدْ، وعند نزولهِ من العَرَبَة انعطفَ مباشرةً قاصداً محلّ بائع الأسلِحَة المَشهور، لم يكن ينتظرْ كلّ ذلكَ التِرحَاب من صاحب المحلّ الذي أغرقه بعبارات الودّ والمجاملة، ممّا جعل جوليان يتنبّه إلى مكيدة البائع المدسوسة، في صِيَغ الترحيب والإطراء الفضّ الّذي كانَ يمهّد بهِ في كلّ مرّة يشتّم فيها رائحة زبون دفيّع، لم تمضي لحظات حتى شاعَ خبر قدوم شاب غريب توجه رأساً الى محلّ بيع الأسلحة مثلما تشتعل النّار في كومة قشّ، لم يستطع جوليان أن يلوي ظهر البائع المتحمّس الذي أفهمه مراده في اقتناء مسدّس مناسب لقبضة يده وبضع رصاصات.. وما إن سمعَ صاحب المحلّ ذلك حتى وجد جوليان نفسه محاطاً بكومة أسلحة من كلّ الأصناف فما كان منه إلا أن انتقى ما يناسبه.



تعوّد الأهالي في المدن القصيّة على سماع دقّات أجراس الكنسية في لحنها المتناغم وما إن تنتهي من عزفها الحالم حتّى يشرعون في إصلاح هندامهم والتوجه مباشرةً إلى الموعد الدّيني أين يقام القدّاس الأسبوعي كلّ يوم أحد في كنيسة البلدة.




قصدَ جوليان الكنسية، وبينما كان في الطريق بعيد وصوله قابلته النّوافذ العليا للمبنى مزدانة بستائر كبيرة قرمزيّة اللّون وحين تخطّى عتبة الباب ليدخل قابله مباشرةً مقعد السيدة دورينال على بعد خطوات منه، تسمّر الرجل في مكانه وتلوّى كحرباء ثم راح يتأمّلها بنهم بينما هي غارقة في صلواتها .. للحظة تذكرعيناها الجميلتين لطالما أحبهما وذابَ لأجلهما لحدّ العبث، فقد كانتا مبعث قشعريرة لاتقاوم، وها هي اليوم بالذّات تؤثّر عليه كأيّ يوم مضى، تردّد في النّظر إلى وجهها، تأكّد أنه لو يفعل وإن حدّق فيها سيتراجع عما عزمَ على فعلهِ "إني قادر على فعل ذلك" قال جوليان مخاطباً نفسه بحماس وفي قرارة نفسه شكّك في قدرته على المضي في تنفيذ خطّته إلى نهايتها.




يتبع
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-09-2011, 11:38 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في هذه اللحظات دخل كليرك أسقف الكنيسة بخطوات متباعدة ثم وقف معلناً بداية الصلاة، وإذ ذاك انطلقت الأجراس في عزف شجي غمر أرجاء البلدة المقفرة، وما فتئ أن اندس رأس السيدة دورينال بين طيات شالها الفضفاض، مما جعلها تغيب عن نظر جوليان الذي كان يجتهد في مراقبتها ومع ذلك تعّرف عليها، لم يتردد لحظة، فأخرج مسدسه وصوّبه بطريقة إلى نحو السيدة وضغط على الزناد فانطلق العيار الناري مدوياً، تنحنح جوليان عن مكانه ببضع سنتيمترات ثم ما فتئ أن أطلق عياراً ثانياً فسقطت السيدة دورينال على الأرض غارقة في دماءها.





تسمّر جوليان في مكانه للحظات من دون حراك كأن أحد جاء وعصّب عينيه ولما استرجع وعيه وجد الدنيا واقفة على كف عفريت، سكن الذعر أرجاء المبنى وبعثر الحضور بشكل مهول، هرب الجميع إلى الخارج بما فيهم أسقف الكنيسة الذي أعلن عن انتهاء القدّاس في اضطراب، كل ذلك حدث وجوليان يراقب مرور اللحظات الفوضوية في ذهول مميت، تعالى عويل النسوة وصراخ الأطفال، حتى أن امراة اندفعت هاربة بجلدها وما أن كادت تصل باب الخروج حتى تعثرت بأحد المقاعد المقلوبة فتهاوت ساقطة على الأرض كجذع شجرة، لم يكن هناك حظ للتعبير عن الألم، وفي الحين تم إلقاء القبض على جوليان وأول ما تم حجزه مسدسه الذي همّ باستعماله مرة أخرى لولا تفطن أحد رجال الشرطة الذي تصدى له ومنعه.



سيق جوليان إلى السجن مباشرة، وألقي به في زنزانة مقيد اليدين وأقفل عليه بابها بمخرطتين ليجد نفسه وحيداً في النهاية. سيبقى كذلك محبوساً لأيام في انتظار محاكمته، "انتهى إيماني عن آخره" غمغم جوليان بهذه الكلمات بينما عيناه معلقتان في السماء. "أجل .. بعد خمسة عشر يوماً بالضبط ستعالجني المقصلة بشفرتها، كم هو مؤلم ذلك".




كل مشاريعه وأمور خطط لها راحت هباءً منثورا، لم يكن يدري مصيره هكذا، تحسس رأسه وهو يطالع المكان بعينان ذابلتين وفي قلبه أمنية أن يجد من يؤازره في محنته، وبعض لحظات من التفكير، انقلب على جنب وراح يغط في نوم عميق.






قصة مأخوذة من رواية
"الأحمر والأسود" - الجزء (2) - صفحة 35







ترجمة: محمد عاطف بريكي
شاعر وناقد ـ الجزائر







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-11-2011, 11:00 AM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تذكرت القصة بطولها . . وقد قرأتها في اللاذقية . . عندما كنت في المرحلة المتوسطة . .
وهي من قصص مترجمة . . ترجمت لنا حقبة مهمة من الأدب الأوروبي . . وأعلامه . .

والحقيقة . . وبعيداً عن القصة بحد ذاتها . . أتساءل . . أليس هنالك آدباء عرب نفخر بهم . .
ويستحقون أن نعرف الأجيال الحديثة بأعمالهم . .
وسؤالي هنا موجه للجميع وليس لك على سبيل التحديد . .
أنا أرى بعد قراءتي وتحليلي لمئات القصص والروايات بأنواعها المختلفة . .
أن الكفة تميل للأديب العربي فيما يتعلق بالمحتوى الثقافي للعمل . .
بينما نجد الأديب الأجنبي محاطاً بالاهتمام والإظهار من دولته وحكومته . .

الأدب هو شيء يحتاج إلى نشر . . حتى يؤثر . .
فإن أثر . . ارتفعت القيم . .
هكذا أرى . .

أعود هنا للجزء من القصة وكاتبها ستاندال وأصب تعليقي على :
1- ضعف الترجمة العربية في هذه النسخة . .
و 2- وجود كم كبير من الأخطاء الإملائية واللغوية . .

أديبتنا رقية . .
أعود وأشكر لك جهدك المبارك الذي تبذلينه . .
وهذا الشكر حقيقي لا يحوي أية مجاملة لك . .
فقد تغيرت خارطة منابر الآداب العالمية بعد توليك مسؤوليتها . .

تقبلي من أخيك الود والتحية . .
دمت بكل بهجة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 02-11-2011, 11:43 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تذكرت القصة بطولها . . وقد قرأتها في اللاذقية . . عندما كنت في المرحاة المتوسطة . .
وهي من قصص مترجمة . . ترجمت لنا حقبة مهمة من الأدب الأوروبي . . وأعلامه . .

والحقيقة . . وبعيداً عن القصة بحد ذاتها . . أتساءل . . أليس هنالك آدباء عرب نفخر بهم . .
ويستحقون أن نعرف الأجيال الحديثة بأعمالهم . .
وسؤالي هنا موجه للجميع وليس لك على سبيل التحديد . .
أنا أرى بعد قراءتي وتحليلي لمئات القصص والروايات بأنواعها المختلفة . .
أن الكفة تميل للأديب العربي فيما يتعلق بالمحتوى الثقافي للعمل . .
بينما نجد الأديب الأجنبي محاطاً بالاهتمام والإظهار من دولته وحكومته . .

الأدب هو شيء يحتاج إلى نشر . . حتى يؤثر . .
فإن أثر . . ارتفعت القيم . .
هكذا أرى . .

أعود هنا للجزء من القصة وكاتبها ستاندال وأصب تعليقي على :
1- ضعف الترجمة العربية في هذه النسخة . .
و 2- وجود كم كبير من الأخطاء الإملائية واللغوية . .

أديبتنا رقية . .
أعود وأشكر لك جهدك المبارك الذي تبذلينه . .
وهذا الشكر حقيقي لا يحوي أية مجاملة لك . .
فقد تغيرت خارطة منابر الآداب العالمية بعد توليك مسؤوليتها . .

تقبلي من أخيك الود والتحية . .
دمت بكل بهجة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **






سلام الله على أخي العزيز
الأديب المتميز أحمد صوفي


بالنسبة لسؤالك أعاد ذاكرتي إلى حوار
شاهدته على الفضائية السورية قناة الدنيا
وجهّه الكاتب الليث حجو وآخرون معه على الملأ
لكي يؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعنيين به

بدوري أشيد على جهودك المبذولة
وقلمك العربي الأصيل الباذخ
وأعمالك الثقافية والقصصية الهادفة
التي تنثرها في منبر القصص والمسرح
وفي ربوع منابر الخير
بوركت وبورك نبض القلم
من الأعماق أشكرك لسخاء عطائك وثنائك لي
باقة امتنان للباقتك وشكر كبير لعبورك وتعليقك
تحيتي معطرة بالياسمين


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: جريمة عاطفيـــة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جريمة بدرهم واحد فقط..!! محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 8 10-06-2021 12:07 PM
جريمة حب كاملة موسى المحمود منبر القصص والروايات والمسرح . 10 09-05-2021 12:46 PM
صدى جريمة ( قصة قصيرة ) ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 2 12-15-2020 01:51 PM
جريمة .. ق ق ج أحمد قدورة منبر القصص والروايات والمسرح . 6 08-06-2012 06:37 PM
جريمة قتل !! علي بن حسن الزهراني منبر البوح الهادئ 16 10-27-2011 05:53 PM

الساعة الآن 09:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.