كارل فريدرش گاوس Carl Friedrich Gauß (و.1777 - 23 فبراير 1855) عالم ألماني معروف بأبحاثه المتميزة في حقول الرياضيات والفيزياء وعلم الفلك وعلم قياسات الأرض وعلم فيزياء الأرض، تُنسب إليه النظرية الحديثة في الأعداد، وأبدى نبوغاً في الرياضيات واللغات ،ويُروى أنه أدهش أستاذه عندما كان في الثامنة من عمره حين عرض عليه جمع الأعداد من الواحد حتى المئة باستخدام عملية الضرب من دون الجمع. ومازال يعود له الفضل الكبير في عدد من المجالات العلمية في وقتنا الحاضر.


السيرة

عاش العلامة الفذ الذي ولد في مدينة برونشڤايگ عام 1777 مدة خمسين عاماً في مدينة گوتنگن، توفى عام 1855 م, حيث كان طالباً في جامعة گوتنگن ومن ثم أصبح في عام 1807 أستاذاً ومديراً لمرصد گوتنگن. تكريماً لهذا العالم المشهور قامت جامعة گوتنگن بالتنسيق والتعاون مع مدينة گوتنگن وجمعية گاوس بالاحتفال بعام گاوس 2005. وشمل الاحتفال على معارض وسلسلة من المحاضرات والجولات ومهرجان النجوم.

لقد صاغ هذا العالم طريقة أصغر المربعات وأستنبط حلاً للمعادلات ذات الحدين وأثبت قانون التبادل التربيعي وأسس النظرية الرياضية للكهرباء.

أطلق اسمه على الوحدة الكهرومغناطيسية المستخدمة لقياس الحث المغناطيسي گاوس (وحدة قياس).

ترعرع گاوس في عائلة فقيرة تمارس الفلاحة، وأعانه على تلقّي تعليمه دوق المدينة التي ولد فيها حتى التحق بجامعة گوتنگن Göttingen، وتخرج فيها، وعندما بلغ كارل التاسعة عشرة من عمره بحث عن حل لمسألة حيَّرت العلماء منذ عهد إقليدس؛ ألا وهي رسم مضلع منتظم ذي سبعة أضلع ضمن دائرة باستخدام مسطرة وفرجار، فبين استحالة ذلك إلا أنه في الوقت ذاته وضَّح إمكانية رسم مضلع منتظم ذي سبعة عشر ضلعاً أو 257 ضلعاً.

حاز گاوس شهادة الدكتوراه من جامعة هلمشتد Helmstedt عام 1799، وقد برهن في أطروحته على أن لكل كثير حدود جذراً واحداً على الأقل، وعرفت هذه النظرية باسم «النظرية الأساسية في الجبر»، وقد نشرت إسهاماته الأساسية في نظرية الأعداد عام 1801.

وفي العام ذاته أعلن الفلكي جوزپى پياتسي Giuseppe Piazzi أنه عثر على جرم من القدر الثامن eighth magnitude ظن في بادئ الأمر أنه كوكب جديد، ولدى تتبع مساره على طول واحد من أربعين من مساره اختفى الجرم في ضوء الشمس ولم يتمكن فلكيون آخرون من متابعته، وكان أن تصدى غوص لتحديد مسار الجرم السماوي من ثلاث عمليات رصد له، ونشر طريقته عام 1809، واعتمدت على طريقة أصغر المربعات التي سبق له أن اكتشفها عام 1795. وكان الجرم السماوي الذي حدد مساره هو الكويكب سيريز Ceres، وهو أكبر ما اكتشف وأولها من كويكبات عدة، وقد تنبأ بظهور الكويكب ثانية في زمن محدد، وأثبتت الأرصاد الفلكية صحة نبوءته.

عُيِّن گاوس عام 1807 أستاذاً للرياضيات بجامعة گوتنگن ومديراً لمرصدها، وهو المنصب الذي استمر على تولِّيه حتى تاريخ وفاته. وقام في أثناء ذلك بإنتاج علمي وفير تناول الهندسة التفاضلية وعلم الاحتمالات، وإليه يُنسب توزيع گاوس Gauss distribution.

قام گاوس في الفترة بين عامي 1818 و1848 بأعمال جيوديزية مستخدماً طريقة التثليث triangulation فيما كان يدعى حينئذ بمملكة هانوفر. وشارك مع فيبر W.Weber بأبحاث في المغناطيسية والكهرباء؛ فوضعا نظرية المغناطيسية الأرضية التقليدية ونظرية الكمون وابتكر مقياس المغناطيسية ذا خيْطَي التعليق bifilar magnetometer. وفي عام 1833 ابتكر طريقة البرق الكهرمغناطيسي electromagnetic telegraph التي تستخدم فيها إشارات مورس.

استمر گاوس في عطائه العلمي مدة تزيد على نصف قرن، ولدى الاحتفال باليوبيل الذهبي لحيازته شهادة الدكتوراه في گوتنگن عرض برهاناً رابعاً لنظريته الأساسية في علم الجبر. ويُعدّ من أعظم علماء الرياضيات في العصور الحديثة بل أميزهم. ولإسهاماته القيِّمة في الفيزياء، ولاسيما في مجال المغناطيسية، فقد استخدمت واحدة الغوص ورمزها G لقياس شدة الحقل المغناطيسي، كما أن له إسهامات في البصريات، ولاسيما فيما يرتبط بضم العدسات، ومن مكتشفاته في هذا المضمار عينية تُعرف باسمه هي عينية گاوس.