احصائيات

الردود
0

المشاهدات
857
 
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6


عبد السلام بركات زريق is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
9,393

+التقييم
1.84

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة
سوريا - حماة

رقم العضوية
9229
01-31-2021, 07:24 PM
المشاركة 1
01-31-2021, 07:24 PM
المشاركة 1
افتراضي لَمْلَمَتْ أمّي جَبينَ الشّمْس
قصيدة للشاعر اللبناني
مروان عبيد
.
.

لَمْلَمَتْ أمّي جَبينَ الشّمْس
.
.
.
لستُ مفجوعًا بصخرٍ
لستُ مفجوعًا بليلى أو بلبنى أو بثينة
أنَا مفجوعٌ بأمي .. بأخي .. أختي .. أبي
بترابي .. باغترابي .. بضياعي ..
في زمانٍ داعرِ اللونِ غبي..!!

سُبِيَتْ أختي .. زمانَ الغزوِ .. واستُلّ صباها..!
واستُبيحتْ .. ليس بالسرِّ استُبيحَتْ..!
بل جهارًا .. بين آلافِ الجموعْ..!
والجموعْ
تملأُ الدنيا هتافًا ..
وأهازيجَ افتتانْ..!
تطلبُ الموتَ لأختي
دونَ ذنبٍ .. دون إثمٍ أو خطيئة..!!

ما جَنَتْ أختي لتُسبى؟!!
وقفَتْ في وجهِ قطّاعِ الطريقْ..!
حاولتْ نزعَ قناعِ القُرَصانْ..!!
فاستحقّتْ لعنةَ الأيامِ والموتَ البطيء..!
صرخَتْ أختي .. وأنَّتْ .. دون جدوى ..
وبكَتْ من غيرِ أن تُجدي الدموع..؟!!

وأخي اغتيلَ صباه..!
كتمَ الجرحَ ولم ينبسْ بآه..!
كان كالنخلِ إباءً .. شعّ منه الحلم وعدًا
وعناقيدَ رجاءْ..!
طعنةٌ في الرأسِ في الصدرِ
فسالتْ بين جنبَيْهِ دماهْ..!
أزهرَ الجرحُ فلاحتْ فوق هدبيْهِ رؤاهْ..!

أيُّ حقدٍ صبّهُ الطغيانُ نارًا وقنابلْ..؟!!
ودّ لو يقتلُ بابلْ..!
لم تكنْ بابلُ .. يومًا .. غيرَ حرفٍ وسنابلْ..!!
وينابيعَ من الضوءِ جداول..!!

وأبي شُلّتْ يداهْ ..
كم تغنّى .. بصباحٍ .. لن يراه ..
فامتطى .. صهوةَ نجمٍ .. خلفَ صحراءٍ .. وتاهْ
آهِ لو يدري أبي .. كم نعاني من أذى التنّينِ ..
من وقعِ .. خطاه ..
ذلك الوحشُ .. الذي سمّوهُ تمويهًا حضارةْ
نزّ منه الحقدُ .. والقيْحُ الصديدْ
من سراديبِ الأفاعي ..
ومواخيرِ الدعارة..!!

كتَمَتْ أمي .. أساها ..
واعتراها مَا اعتراها .. من ذهول..!
حدّقَتْ في الأفْقِ ترنو ..
فتراءَتْ فوقَ هُدبَيْها .. حضاراتٌ .. فصولْ ..
أيُّ بيدٍ خلفَ بيدٍ وجباهٍ تلبسُ النجمَ
شموخًا .. ومناراتٍ بتولْ ..
أيُّ برقٍ .. شعّ في الصحراءِ .. فانداحَتْ ..
سيوفًا وسيولًا من خيولْ..!!
حيثُ كان الشرقُ يرعى شبَقَ النورِ
ولا يخشى الأفولْ..!!
فوق كثبانٍ .. هيَ التاريخُ معنى ..
إن كبا التاريخُ .. يومًا .. لا تزولْ..!!

لمْلَمَتْ أمي جبينَ الشمسِ عن وجهِ أخي ..
قطفَتْ من ثغرِ أختي .. أغنيَةْ
وانْثَنَتْ .. تضفرُ من عيْنَيْ أبي ..
عقدَ وفاءْ..!
ثمّ دسّتْ ما لديها .. في التراب!!
فانتشى الرملُ بزهوٍ .. وارتوى حتى البهاء ..
فنما من رحمِهِ النازفِ .. سيفٌ من إباءْ..!!

يلعنُ النيلُ بصمتٍ جيفةً تطفو على وجهِ المياهْ
فاشْمأزّتْ موجةٌ من نتْنِها .. واشرأبّتْ تقذفُ الجيفةَ في وجهِ القناةْ ..
من هنا .. من هنا مرّتْ أساطيلُ الغزاةْ..!!

وأبو الهولِ .. من الهولِ تداعى..
كاد أن ينطقَ .. فاهْ (فاه هنا فعل)
ليت كان السمعُ وقرًا .. وسرابًا ما أراهْ ..
كيف عاد الخصبُ موتًا .. وغدا العقمُ حياةْ؟!!
كيف أمسَتْ مومسُ العصرِ إلهْ..؟!!
كيف أمسَتْ مومسُ العصرِ إلهْ..؟!!
جدولٌ يصرخُ في وجهِ الطواغيتِ العتاةْ
أوقفوا النزفَ .. فمن دجلةَ مائي
ودمائيْ من دماهْ..!!
أجهشَ الرملُ طويلًا ..
وبكَتْ أمُّ القرى..!!

في غدٍ تنهضُ .. أختي..!
وأخي ينْسلُ من بين الترابْ
وأبي يرجعُ من بعدِ اغترابْ..!
يعشبُ الحلمُ على .. هُدبِ الشعابْ..!!

"من جذورِ الأرضِ جئنا.."
وسنبقى كالجذور ..
طالما تشرقُ شمسٌ ..
طالما يركضُ موجٌ .. خلفَ موجٍ من عصور..!
طالما ينبتُ عشقٌ ..
طالما الأرضُ تدور ..
خلف نجمٍ يتهادى في المدار..!!

بوركَ الجرحُ .. الذي أبحرَ فينا ..
ثمّ أرسى .. فوق شطآنِ النهار..!!


مروان عبيد
القلمون - لبنان (1991)



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: لَمْلَمَتْ أمّي جَبينَ الشّمْس
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمّي علي هزايمه منبر الحوارات الثقافية العامة 0 03-09-2021 03:31 PM
فضل أمّي علي هزايمه منبر الحوارات الثقافية العامة 0 03-09-2021 03:28 PM
أمّي مطر ابراهيم منبر البوح الهادئ 4 09-11-2011 01:14 AM
اِلحقْ بركْبِ الشّمْس عبدالعليم زيدان منبر الشعر العمودي 16 09-04-2011 09:08 PM
عن أمّي مطر ابراهيم منبر البوح الهادئ 18 02-26-2011 04:52 PM

الساعة الآن 01:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.