قديم 08-21-2014, 07:57 AM
المشاركة 111
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و السؤال:
ما هي نتائج الخلوة و ماذا يستفيد الصوفي من قضاء هذه المدة في تلك الظلمات ؟


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 08:25 AM
المشاركة 112
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهداف الخلوة:

يقول صاحب كتاب عقيدة الصوفية و حدة الوجود الخفية:
(يرى الصوفية أن الجلوس في الخلوة مع الالتزام بشروطها يوصل إلى الفتح ، و يكشف الحقيقة للمريد _ كما يزعمون _ بين العبد و ربه )أ.هـ
جاء في موسوعة الطريقة الكسنزانية :
( ...
يقول الشيخ أحمد زروق :

" الخلوة ، أخص من العزلة ، وهي - بوجهها وصورتها - نوع من الاعتكاف ، ولكن لا في المسجد ، وربما كانت فيه ...

والقصد بها تطهير القلب من أدناس الملابسة ، وإفراد القلب لذكر واحد ، وحقيقة واحدة ولكنها بلا شيخ ، مخطرة . وله فتوح عظيمة ، وقد لا تصح بأقوام " .

ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :

" الخلوة وفائدتها : دفع الشواغل ، وضبط السمع والبصر . وإذا سدت الحواس تتفجر ينابيع الغيب عن حياض الملكوت وتنصب إلى القلب ،فلا بد من الجلوس في مكان مظلم وإلا فليق رأسه في الجيب ، فعند ذلك يسمع نداء الحق ويشاهد جلال حضرة الربوبية " .

ويقول الدكتور إبراهيم بسيوني :

" في القرآن وفي الحديث وفي سيرة النبي ما يمكن أن يغذي الميل إلى الخلوة ...

والواقع أن الخلوة أقرب الرياضات إلى الصوفي وأحبها إليه ؛ لأنها تتيح له مواجهة نفسه ، والتفتيش فيها ، وتنقيتها ، وتهيئتها لأن تصفو وتنجلي

حتى تعكس الصور الحبيبة إلى نفسه ... ولا يتاح ذلك إلا بعد أن يفر المرء بدينه ونفسه بعيداً عن زحمة الحياة والأحياء . ) أ.هـ

و جاء على موقع الطريقة القادرية العلية:
( نتائج الخلوة:
فاعلم أن للخلوة نتائج خمسة : الواقعات، والمشاهدات ، والمكاشفات ، والتجليات ، والوصول
فالواقعات: هو ما تجلى للقلب قبل أوصاف النفس الأمارة بالسوء وهي ثلاثة أقسام : 1
) إما أن تكون من الصفات الشيطانية: كالمقطعات من الصور, فيشكلها الوهم في الخيار بتسويد الشيطان ليفزع السالك, فينقطع عن سلوكه .
2) وإما أن تكون من الصفات السبعية كالوحوش: فرؤية الغدر للذئب. والحرد للنمل. والجرأة للأسد. والحيلة والمكر للثعلب. والغبط للفهد. والغفلة للأرنب. وعدم الالتفات للنصيحة للثور. والحقد للجمل فإذا حمله وهو مطيع دل على سلامة نفسه وإذا كان أحمر اللون أسود العين دل على شوقه ووجده. والعداوة للحية. وإيذاء الناس للعقرب. والخواطر الشيطانية للزنبور. والشهوة البطنية للغنم. والشهوة العرضية للحمار فإن رأى أنه مات دل على غلبته على الشهوة. والحرص للنمل فإن رأى أنه ميت دل على التخلص منه. والبخل للفأرة. والشره للكلب والقرد. وكذلك سائر حشرات الأرض تدل على رد السالك إلى أسفل الطبيعة , وإنما وقعت تماثيلها في عالم الغيب ليأخذ السالك إلى حذره منها , ويهرب ويهذب نفسه بدوام الذكر والانقياد .
3) وإما أن تكون آدمية: كرؤية أصناف بني آدم: من بيض, وسود, وحمر, وطوال, وقصار, والجماعة من الرجال والنساء. ورؤية الأب والابن وكل ذلك دليل على عدم نفوذه إلى الرتبة الإنسانية التي هي مظهر تمامه ومبدأ كماله, لكنها أقرب خروجا من الأولى.

- وأما المشاهدات :
فهو إما أن يتجلى من الأرضية أو السماوية.
ففي الأرضية كالجبال إشارة إلى جبلته, فكيفما رآها فهو ذاك! فإن رآها سوداء: دل على ظلمة قلبه, أو حمراء: فهي تلونه وعدم تمكنه, أو بيضاء: فهو خلوصه إلى دائرة الإسلام. وإذا رأى عيون الجبل تتفجر: فهو جبل قلبه. وأما رؤية الدهاليز الضيقة: فهي دهاليز وجوده.وأما رؤية الماء: فهي تدل على الصفاء إن كان صافياً. والكدورة في المعاملة الدينية إن كان كدراً. وأما نزوله من السماء: فهو رزق, فإن كان عن غيم: فهو متعلق بالأجسام يشار إليه أنه متهم بالرزق. وإن كان عن صحو: فهو العلم بالأحكام الشرعية. وأما رؤية الزرع: فهي نتائج الأعمال, والشجر الأذكار. وثمره إن كان ناضجاً: دل على عمارة قلبه. أو غير مثمر: دل على تساهله وعمله بالرخص. أو زهره: دل على ابتداء عمله. وأما رؤية الدور: فهي تدل على ظهور طبيعته. فإن رأى فيها الماء: دل على سريان العلم في طبعه. وإن رآها مفروشة: دل على اهتمامه بأمر طبعه. أو غير مفروشة: دل على عدم اهتمامه بذلك وهو حسن. وأما السفر: فإن كان لمكة أو المدينة: دل على توجهه إلى الله تعالى. أو لبيت المقدس: دل على إصلاح حاله. وأما ركوب السفينة: فهو تمسك بالشريعة وحسن سيره. وأما رؤية الوحل والطين والوقوع فيه: ففساد للحال. ولبس الخفين والنعلين: استقامة في السير. ومشيه حافياً: دليل خبطه. ورؤية نفسه عريانا: دليل على تجرده إن كان سالكا, وإلا فعدم احترازه عن المعاصي. وأكل اللحم والخبز والأطعمة الناضجة: غداء معنوية, والعسل علم لدني, واللبن فطرة. وصفاء الملابس ونظافتها: صفاء القلب والنفس, وكدرهما وضياع محرمته: خراب حاله. وموته أو موت آخر تحته: موت نفسه لكنها إذا وجدت هواها تحيا.

_ وأما المكاشفات:
فهو كناية عما يبدو للقلب من ملوكات الأِشياء ولطائفها, كالإطلاع على الملائكة ورؤيتهم في صورة حسنة , وعلى جواهر السموات , وعلى صفاء المياه البسيطة, بكشف حقائقها, فيرى بساط الأشياء ممتدة متهيكلة في صورها التي خلقها الله تعالى عليها, ومن هنا أسرار الأشياء .

_ وأما التجليات:
فعند غيبته عن الصور الكونية تتجلى له الأسماء الإلهية والنعوت الربانية , ولكن من وجه العلم بها , فإن المرتبة الأسمائية وهي الألوهية تعلم ولا تشهد , والذات المقدسة تشهد ولا تعلم , وفي هذه الحضرة يكون السلوك في مقام الإسلام , والإحسان والأيمان بالتعلق والتحقق والتخلق.
فأما التعلق:فهو الافتقار إليه تعالى بتلاوة الاسم تعظيما للربوبية وقياما بواجب حقها, فإن رفعة الحق تعالى بمنة وكرمه وفضله إلى مرتبة التحقيق , اطلع على معاني الأسماء من حيث ظهور معانيها, فيعرف منها ما يراد بها من تجليها في عالم النفوس وعالم الآفاق, وفي هذا المقام يطلع على صور إسرافيل, وما أودع الله تعالى فيه من العجائب, وعلى قيام الصور والأرواح بالرقائق الأسمائية, وأنه ما في الوجود إلا أسماؤه تعالى, فهي التي أوجدت البسائط وركبتها وأمدها الله تعالى بالوجود, فلو انقطع مدد الاسم لحظة عاد الكون إلى عدمه .

- وأما الوصول:
فهو كناية عن إدراك الغائب من الحق تعالى, وذلك أن الحق عزوجل لما أراد أن يخلق المخلوقات, وكان سبحانه وتعالى لم يكن شيء معه, وأحب أن يعرف كما صرح الحديث القدسي ظهر باسمه تعالى الرحمن, وسرت أنفاس الرحمانية في غيبه, فصارت مرآة كاملة لا يتغير ما تجلى فيها عن صورته, من أنه تعالى تجلى فيها, فانعكس من نور التجلي في هذه المرآة صورة كاملة جامعة لسائر الأسماء والصفات الإلهية, متصفة بصفة الجمع الذاتي, فقبض هذه الصور وهي إنسان وسماها محمدا لجامعيته الحمد, ولذلك سميت الكائنات كلها به.
ثم إن الله تعالى نظر إليه فرآه على صورة جمعية أسمائه , فأحبه محبة ذاتية لا تنتابها الأعراض , ولا يدخلها السوء , واتصل أمداد المرتبة الإلهية له إلى الأبد , ولا تزال هذه الذات الكاملة تتسع علوا بها باتساع الموجودات . فما من ذرة من الذرات الوجودية إلا وعن شعاع نوره ظهرت عينها , وامتدت من باطن غيبها , فشهادتها لعناية الإيجاد , وغيبها لعناية الإمداد , وهي المبدأ الأول . فإذا أراد الله بعبد من أهل الكمال أن يوصله إليه , سلك به على هذا المشروع المحمدي , فلا يزال يتبتل حتى تفنى ذراته كلها , ويبقى على ما فيه من الرقيقة المحمدية , والرقيقة الصمدية , ولولا الجذبة الإلهية لما قدر على السلوك إلى هذا المبدأ , فإنه صعود إلى أحسن تقويم . وهي الصورة التي انطبعت في المرآة الأزلية , وكل ما ظهر وترجم عنه من العلوم فإنما هو من تلك الحضرة , فإنها حضرة الإجمال , وكل ما كان مما بعدها إلى الأبد فهو تفصيلها .
تكميل : وأما الخلوة المطلقة فهو دوام الحضور, وهي لا تكون إلا للراسخين في العلم, القائمين بالله في كل الأمور, لم يحجبهم الخلق عن الحق, ولم يغيبوا بالحق عن الخلق, فهم أهل جمع الجمع . ..) أ.هـ

اقول:
خلاصة ما يسعى له الصوفي في سلوكه و أدواته من اتباع شيخ و دخول خلوة صوفية هي الوصول لذات الله .
و لتفهم ما أبهم أعلاه سنورد من كلامهم و نفسره بما ستراه بين هلالين( ) باللون البني :

(الخلوة المطلقة فهو دوام الحضور ( أي مع الله سبحانه و تعالى), وهي لا تكون إلا للراسخين في العلم ( أي لخواص الخواص من كالقطب و العارف و الولي و الغوث ) , القائمين بالله في كل الأمور( لا باتباع شرع الله و شرع نبيه صلى الله عليه و سلم بل بذاتيتة الله فيصبحون هم و الله شيئاً واحداً ), لم يحجبهم الخلق عن الحق ( أي لم يجبهم الخيال أو السوى كما يدلسون على المسلمين و يقصدون بها كل مخلوقات الله عن مشاهدة الحق و هو الله) , ولم يغيبوا بالحق عن الخلق ( و وجودهم في ذات الله لا يمنعهم من مراقبة الخلق لأن الله و مخلوقاته شيء واحد و ما تعدد صور المخلوقات إلا تعدد لمظاهر ظهور الله فيها و تجلياته ), فهم أهل جمع الجمع ( و جمع الجمع مقام صوفي) ..)

أيها الأحبة :

ألا تقشعر الجلود غيرة لله و غضبا على أمثال هؤلاء الملاحدة و المتزندقة المتسترة برداء الإسلام؟


و يا من يدافع عن التصوف و أقطابه _ جهلا ً- ها قد بينت لك الأمر ، فاتق الله في نفسك!


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 09:07 AM
المشاركة 113
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في هذه المشاركة سأعرض على حضراتكم شواهد دخول أئمة التصوف الخلوة ، و ما خرجوا به للدنيا:

محمد محمود طه ( 1909 م - 1985 م):
و هو المقتول على حد الردة بأمر من الرئيس السوداني جعفر نميري في عام 1985 ميلادي ، كتب عنه أحد مناصريه و يسمى علي عبدالله حسن بقوله :
( كثيرون عندما يتحدثون أو يوثقون أو يؤرخون للفكر الجمهوري .. ينسون مرحلة تاريخية حساسة جداً في تاريخ الفكر الجمهوري .. هذه المرحلة هي المنعطف الخطير في طريق الفكر الجمهوري .. وهي مرحلة الخلوة الصوفية التي أعتكف فيها الأستاذ محمود محمد طه لمدة ثلاث سنوات من عام 1948 إلى عام 1951 ..

لقد كانت أفكار وأنشطة الأستاذ محمود محمد طه وطنية بحتة قبل عام 1948 .. إذ كان ينادي بخروج المستعمر من السودان .. وإستقلال السودان من مصر وبريطانيا وتكوين جمهورية مستقلة .. ومن هنا جاءت تسمية الفكر الجمهوري ..

ولكن بعد خروجه من الخلوة بعد ثلاث سنوات .. ظهر البعد الديني في أفكاره .. وأتى بأفكار ومفاهيم دينية جديدة وغريبة لم يألفها المسلمون من قبل .. مثل مفهوم الرسالة الثانية من الإسلام .. وصلاة الأصالة .. والإنسان الأصيل ..وأن الإسلام برسالته الأولى لا تصلح لإنسانية القرن العشرين .. وتقسيم الإسلام إلى شريعة وحقيقة ...)*

____________
*http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...390325707&rn=1

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 09:29 AM
المشاركة 114
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عمر بن الفارض ( 566-هـ - 632 هـ ):
و يسميه المتصوفة بسلطان العاشقين و مقصودهم بالعاشق أي من يعشق الله على طريقتهم الوجودية _ تعالى الله عن كذبهم و بهتانهم علوا كبيرا_ و قد جاء في ترجمته:
( ... نقل ابن العماد عن المناوي أن ابن الفارض ولد سنة (566هـ) بينما ذكر غيره أنه ولد سنة (576هـ)، فنشأ في كنف أبيه، ولما شب اشتغل بفقه الشافعية. فكان في أول أمره مستقيم السيرة، ذا صيانة وقناعة وورع وعبادة، ثم حبب إليه سلوك طريق الصوفية فتزهد، وتجرد وصار يأوي إلى المساجد المهجورة، والأماكن الخربة وأطراف جبل المقطم، كما كان يأوي إلى بعض الأودية ثم يعود إلى والده بين وقت وآخر، ثم يرجع إلى خلوته.
ذهب ابن الفارض إلى مكة في غير أشهر الحج، فكان يكثر العزلة في واد بعيد عن مكة المشرفة، وبقي على هذه الحال حتى ألف الوحشة والخلوة في غير اشتغال بالعلم وحفظه – وكم من شاب رشيد انصرف عن الجادة بسبب الخلوات والرياضات الصوفية – بل كان ينظم قصائده التي قرر فيها عقيدته ومذهبه في الاتحاد التام...) *
_____
*http://www.dorar.net/enc/firq/2275

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 09:41 AM
المشاركة 115
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عبدالغني النابلسي ( 1050 هـ - 1126 هـ ):
جاء في "الورد الأنسي والوارد القدسي في ترجمة العارف بالله عبد الغني النابلسي" تأليف محمد كمال الدين الغزي العامري المتوفى سنة 1214هـ:
( ...
وفي سنة إحدى وتسعين وألف" دخل الخلوة ولزم العزلة وكان تجاوز الأربعين وبقي في الخلوة والرياضة سبع سنوات؛ وكان موضع خلوته في داره التي بسوق العنبرانية المواجهة للباب القبلي من جامع بني أمية؛ في القصر المطل على السوق المذكور..)*

و جاء في موقع ( اكتشف سورية):
( ...

ولما بلغ الأربعين من عمره مر بأزمة نفسية حادة اضطر على إثرها إلى الاعتزال في بيته خلال سبع سنوات لا يخرج من بيته إلا للضرورة القصوى. وقد أَسْدَل شَعْرَهُ وأرخى لحيته، إلا أنه لم ينقطع عن استقبال طلابه لتدريسهم ولا عن التأليف، وفي هذه الفترة ازدادت علاقته بالعالم الخارجي عن طريق المراسلات (التي كان قد بدأها منذ عام 1085هـ/1675م). وبلغت المكتوبات التي تلقاها وأجاب عليها عشرين رسالة تبادلها مع أنحاء متفرقة في الدولة العثمانية. وحين انتهت هذه الفترة التي أُصيب فيها بالسوداء أو الماليخوليا (mélancholie)، وكان قد طَلَّق زوجته أثناءها، وذلك بعد سبع سنوات، خرج إلى الناس الذين ازداد احترامهم له بعد أن كانوا قد رموه بالحجارة قبل خلوته، وذلك لتبنيه آراء ابن عربي الصوفية ودخوله في خصومات مع بعض فقهاء عصره. ..)**

و لعل ديوانه المسمى بـ (ديوان الدواوين ) شاهد على ثمار الخلوات الصوفية ، و من شعره الذي يدين فيه بعقيدة وحدة الوجود الباطلة .
من هذا قوله:

لي في الإله عقيدة غراء
هي والذي هو في الوجود سواء
نور على نور فهذا عندنا
ارض وعند الله ذاك سماء
يا قلب قلبي أنت جسم الجسم لي
ومن الصفات تأتت الأسماء
قد جاء نوري منك عنك مبلغا
بك لي فكان بأمرك الإصغاء
إلي أن يقول عامله الله بما يستحقه مصرحا بأن الله و خلقه شيء واحد و هي لب عقيدة الصوفية وحدة الوجود :

والحقّ ليس لنا إليه إشارة
نحن الإشارة منه والإيماء

___________
*http://al7ewar.net/forum
**في مقالة (
الشيخ عبد الغني النابلسي
وحدة الوجود وإرهاصات النهضة العربية)
http://www.discover-syria.com/news/1698

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 10:13 AM
المشاركة 116
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الشيخ محمد متولي الشعراوي (1911 م - 1998 م ) :
قال عنه الكاتب الصحفي رجب البنا :
(
اتصلت يوما بالشيخ الشعراوى لتحديد موعد لإجراء حديث صحفى عن رأيه فى التصوف والفرق الصوفية وزيادة أضرحة الأولياء والصلاة داخلها وتقبيل الأضرحة وطلب قضاء الحاجات منهم وكان ذلك فى السبعينات، وكنت أكتب فى الصفحة الدينية فى الأهرام، ويومها قال لى : تعالى أهلاً وسهلاً.. أما التصوف فإن العلم به لا ينفع، والجهل به لا يضر، وأما المتصوفة فدعهم فى حالهم فليس منهم ضرر لأحد. بعد ذلك عرفت أنه كان فى مرحلة من مراحله الأولى متصوفا ومندمجا فى حياة التصوف، ولكنه تحول من الممارسات الصوفية الجماعية إلى المارسات الفردية بالإكثار من الصلاة والصيام وقراءة القرآن وتلاوة الأوراد والصلاة على النبى. وأنه يفعل ذلك فى «الخلوة» فى بيته بعيداً عن العيون، لأنه لا يريد أن يقلده الناس، ويكفى أن يرى الناس منه جانبا واحدا هو جانب الداعية المتفرغ للتأمل فى كتاب الله والإعداد لأحاديثه عن تفسير القرآن وعن خواطره الإيمانية...) *


__________________________________________
*مقالة رجب البنا (الشيخ الشعراوي و التصوف) في موقعه : http://www.ragabelbanna.com/cheksharwytasawef.htm

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 10:18 AM
المشاركة 117
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ناظم الحقاني( 1922 م - 2014 م ):
جاء في سيرة شيخ الطريقة النقشبندية ناظم الحقاني : ( ... بالنسبة للشيخ ناظم الحقاني فقد أمره الشيخ عبد الله الداغستاني بالخلوة للمرة الأولى عام 1955 وذلك بصويلح في الأردن وكانت مدة هذه الخلوة ستة أشهر ، و قد التف آلاف حول الشيخ ناظم كمريدين له سواء من منطقة الصويلح أو الرمثة أو عمّان نفسها ، بعد ذلك أن الشيخ الداغستاني طلب مقابلة الشيخ ناظم ليقول له : لقد تلقيتُ الأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم بخصوصك كي تدخل في خلوة في مسجد الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد ، اذهب هناك لتعتزل ستة أشهر...
الشيخ ناظم أنه قد أُمر عدة مرات بالخلوة والاعتزال ، وكانت مدّة هذه الخلوات تتراوح بين 40 يوماً وسنة ، وقام بالاعتزال عدة مرات في المدينة المنورة. )*
____________
*مقالة (
القطب الغوث الشيخ محمد ناظم عادل الحقاني النقشبندي على موقع الحقانية ( شمس الشموس) http://www.alhaqqani.com

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-21-2014, 12:08 PM
المشاركة 118
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

و نختم حديثنا عن الخلوة بما جاء في كتاب ( الكواكب الدرية في بيان الأصول النورانية ) لكاتبه الشيخ محمد فوزي الكركي تفسير الخلوة بـِ :
(...هي لزوم قبر الحياة للتجرد من الحسِّ و السفر إلى عالم المعنى بزاد الاسم ، مع الانقطاع الكلي للدخول إلي القلب و مجالسة الرب عز و جل ؛ حتى ينكشف الغطاء و يتحدد البصر من معدن القِدَم ).
و قد ذكر موقع الطريقة المحمدية الفوزية الكركرية كيفية دخول شيخ الطريقة محمد فوزي الكركري للخلوة:
( ...
إجتماعه بشيخه :
وقد كساه الحق في تلك الرحلة كسوة التوكل عليه ، وخلع عليه خلعة الإعتماد
عليه ، حتى لا يتشوف لأحد غيره ، فلما قرب وقت الوصال ، زار عمه العارف بالله الشيخ سيدي الحسن الكركري رضي الله عنه ، وذلك بمناسبة عيد الفطر السعيد
يقول سيدي محمد فوزي قدس الله سره : " وكان الحديث في تلك الليلة عن صفات الله عز وجل وأسمائه الحسنى فكنت أستمع بشغف للحوار الذي دار بين الشيخ مولاي الحسن وبعض الحضور، وتأثرت تأثرا بالغا بكلام الشيخ وسألته بعدما انصرم الجمع: "عمي أريد أن أتوب، فهل يتوب الله علي
فأخذت الشيخ الحسن قدس الله سره رقة لحالي، وهدأ من روعي وواساني لما عرف صحة نيتي وصدق قصدي ومطلبي، وطلب مني الرجوع إلى مدينة العروي وانتظار قدومه لتلقيني الورد
وكان أمر الله قدرا مقدورا
لم يستطيع مولانا محمد فوزي أن يطفيء نار التوبة المتقدة في أحشائه كيف وقد أذن الله ببزوغ فجره وناداه من عليائه أن يا محمد اُقدمْ علينا
نظر في أمتعته، فلم يجد ما يصلح أن يكون لباس إحرامه في قدومه على ربه غير عباءة أخيه، كما أنه أراد أن يضع بينه وبين ما مضى من عمره حاجزا فتصدق بملابسه وهم بإحراق شهاداته ، وحلق شعر رأسه ولحيته وتجرد تجرداً تاما ومضى إلى ربه
وصل إلى تمسمان ومشى حافي القدمين باكي العينين حاسر الرأس -وهو يشاهد نور الحبيب صلى الله عليه وسلم عليه دون أن يعرف معناه - إلى أن وصل إلى زاوية عمه رحمه الله ، فقال لشيخه وعمه : إئذن لي بالورد وأدخلني الخلوة
فرد عليه الشيخ : إبتعد عني فمن قال لك أنني أسلك المجانين
فكرر عليه طلبه فأبى وهو في كل ذلك يختبرصدقه ، فقام سيدي محمد فوزي ليذهب ، فسأله عمه إلى أين تريد الذهاب ؟ هل سترجع إلى المنزل ؟
فقال له : لا لن أرجع إلى المنزل ، فأنا خرجت طالبا قرب الله ، وسأسيح في ملك الله بين الأحجار والأشجار ، فالله في كل مكان
هنالك أمر سيدي الحسن الكركري رحمه الله إبنته أن تعد الخلوة وتهيئها ، حتى تصلح أن يدخلها سيدي محمد فوزي رضي الله عنه وفي هذا الصدد يقول قدس الله سره : "كانت نيتي توبة، غير أن الله أتم مراده وأكرمني بفضله، فرأيت العجب العجاب في خلوتي المباركة ليلة الخميس 04 شوال 1425هجرية الموافق لـ 18 نونبر 2004ميلادية وكان الفتح الأكبر والمدد الأبهر في ضحى يوم الجمعة حين أذن الوهاب وعرفني باسمه الأعظم المعظم المكنون
فأكرمه الحق بذلك غاية الإكرام ، ورزقه مقامات الصدقين الكرام....)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-04-2014, 09:49 PM
المشاركة 119
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحد علماء الدولة العثمانية وكتابه (نقد المثنوي)

http://saaid.net/feraq/sufyah/78.htm


أثناء قراءتي للكتاب القيم [أخبار جلال الدين الرومي] لصاحبه الفاضل أبو الفضل محمد القونوي، استوقفني كلامه على كتاب لأحد علماء الدولة العثمانية محمد شاهين –رحمه الله- باسم [نقد المثنوي] والذي سطره بلغة الترك .. وقد أثنى* الباحث على هذا الكتاب خيراً، وأخبر بأنه قد طبع طبعة تعود لأكثر من خمسين عاماً ..

وقد أنبأنا عنه بأنه رجل صريح، يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وهكذا هم الأعلام .. لا يخشون إلا الله .. وقد نقل منه عدة نقول .. وعلق عليها .. ومن هذه النقول .. وهو في بلد يرزح ** تحت احتلا ل الدولة الخرافية الصوفية المولوية، ومن بعدها الداعمة للصوفية أعني الكمالية، حيث يقول: (يجيء المثنوي إلى قصص كليلة ودمنة فيُلبسها طربوش المولوية وثيابها، ثم لا يكتفي بذلك حتى يُلبس فكرة وحدة الوجود ذلك الطربوش وتلك الثياب!!).

وقال في موضع آخر: (لم يقدر المثنوي أن يكون كشافاً للقرآن قط كما زعم الجلال، فإن معاني القرآن من الوضوح والبيان بمكان لا يحوج إلى كشف، بعكس المثنوي الذي يموج في الإبهام، والأسرار، والضبابية؛ بل لو قلنا إنه يأخذ بيد المرء من النور إلى الظلمات لما أبعدنا!!).

ثم قال: (صحيح أن الجلال لم يقل أنه نبي لكنه زعم أن مثنويه كتاب نزل من السماء، نزل من عند الله، ويؤيد ذلك بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، نعم قد يكون الجلال والمولوية يؤمنون بأن المثنوي كتاب منزل من عند الله على قلب الجلال، وهم كذلك بيد أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ينكرون هذا، ويَرُدُّون كتاب أساطير مليء بالأخطاء والمبالغات)

وقال شاهين: يقول الجلال إنه قد نزل إليه كتاب، وأنه يُلهمه من قِبَل الله!! يقول هذا في ديباجة المثنوي، وبهذا يُرى نفسه نبياً، وقد يكون هذا الكلام صحيحاً لولا أن الجلال قد صرح بأن المثنوي كتاب منزل من السماء، ملهم به إليه فإن كان لهذا الكلام معنىً فإن معناه أن الجلال يدعي النبوة، ومن زعم أنه يُفهم من ديباجته غير هذا فهاهي الديباجة أمامه فليقرأ وليذكر لنا فهمه).

وخلص شاهين إلى القول بأن: (غاية المثنوي هي تلقين عقيدة الوجود الواحد، وأن الصوفية ومنهم الجلال إنما اخترعوا بدعة السرِّ والأسرار وهم يقصدون بها عقيدة وحدة الوجود، فالسر المكتوم هو هذه العقيدة، والواقف عليها منهم هم شيوخ الطريقة الكبار، أما المريدون فمساكين لم يبلغوا هذه المرتبة).

هذا مما نقل الباحث، وحسبك أن تعلم أن العالم محمد شاهين، لم يقرأ كتاب المثنوي كاملاً، يقول أبو الفضل: (لم يتيسر للناقد في كتابه الوقوف على ترجمة كاملة للمثنوي، وإنما كان نقده اعتماداً على ترجمة الأجزاء الثلاثة منه، من قِبًل عابدين باشا).

قلتُ –أي المنهج-:
رحم الله الشيخ محمد شاهين، فقد أجلى وأبان، عن طريق دعاة الضلال وأعوان الشيطان، الجلال ومن في غيه من بني صوفان، والشكر موصول لمن كان السبب في هدايتنا لهذه النصوص لعالم بني عثمان، الشيخ أبا الفضل القونوي صاحب الأخبار، والذي كشف فيه الحقائق وبدد الأسرار، فدعائي له أسراراً وجهار، ليلاً ونهار ..

ولي مقترح وسؤال: فهذا السفر الرائع من أبي الفضل أرشدنا على شخصية؛ بل طريقة، بل بناء على شفا جرف هار .. وهو والله حقيقة، وقذيفة، ولطلاب الحق نصيحة .. فيه بيان سببٍ من أسباب الإعياء .. وفيه ذكر الداء .. ونشره دواء وشفاء .. وسؤالي هذا السفر الخالد ما كنا لنعلمه لولا نقل الباحث الشيخ عنه .. فيا شيخنا الفاضل: لما هذا السفر العجيب .. ذو الخبر الأكيد .. والبحث الفريد .. يغتاله الغبار، ويخفيه الأشرار، ثم لا تقوى همة الأخيار، لأن تجليه للنور، فتكشف الحقيقة وتبين الزور .. فهل يعاد طبعه بلغة الترك ثانية، وهم أولى وأهم، ثم نقله ليهز عروش الباطل بلغة القرآن، مع تحقيقٍ يسير، ومنكم يصير، لأنكم في هذا الشخص قد بحثت باليسر والعسير .. تحقيقٌ يبين الحقائق، ولا يزيد الصفحات صفحات فيتعب القارئ والبائع .. يسهل وصوله وحمله، ونقله ونشره .. هو بالحق يصدع، ولأهل الباطل يردع .. فكلي أمل في وصول السؤال .. للشيخ الباحث الفاضل.

كتبه
أبو عمر الدوسري (المنهج) – شبكة الدفاع عن السنة

_________
* وردت (أثناء) و سياق الكلام يستدعي ما أثبته.
** وردت ( يرزخ)

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-04-2014, 10:01 PM
المشاركة 120
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
بَابٌ هَلْ يُقَالُ : " إِنَّنِي أَعْشَقُ اللهَ أَو أَعْشَقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ؟
http://saaid.net/Doat/Zugail/337.htm
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ ؛

هذا بحثٌ عن حُكمِ إطلاقِ لفظِ العشقِ أو العاشقِ في حقِ اللهِ والنبي صلى اللهُ عليه وسلم ، فيقولُ أحدهم : " إِنَّنِي أَعْشَقُ اللهَ أَو أَعْشَقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَو يقولُ : " إِنِّيْ عَاشقٌ للهِ أَو عَاشقٌ لِلنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

ومدارُ البحثِ سيكونُ في ثلاثِ نقاطٍ :

النقطة الأولى :
الحرصُ على استخدامِ الألفاظِ الشرعيةِ الواردةِ في الكتابِ والسنةِ ، وذلك أن اللفظَ الشرعي أقوى وأعمقُ وأدلُ على مقصودهِ مما سواهُ ، ولو نظرنا إلى نصوصِ الكتابِ والسنةِ لم نجد لفظَ العشقِ فيهما ، ولم يرد هذا اللفظُ في شيءٍ من نصوصِ الوحي ، ولا على لسانِ أحدٍ من الصحابةٍ رضوان اللهِ عليهم ، وإنما جاء بلفظ المحبة ، قالَ تعالى : " وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه " [ البقرة : 165 ] ، وقال تعالى : " فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه " [ المائدة : 54 ]

وَ‏عَنْ ‏‏أَنَسٍ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ : ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏‏ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ " .

أخرجهُ البخاري (21) ، ومسلم (43) .

وَعَنْ ‏‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏‏قَالَ :‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ ‏لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " .

أخرجهُ البخاريُّ (15) ، ومسلمٌ (44) .

والنصوصُ في هذا البابِ كثيرةٌ جداً ، ذكرنا بعضاً منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر .

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ – رحمهُ اللهُ – في " مجموعِ الفتاوى " (19/235 – 236) : " الْأَسْمَاءُ الَّتِي عَلَّقَ اللَّهُ بِهَا الْأَحْكَامَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ : مِنْهَا مَا يُعْرَفُ حَدُّهُ وَمُسَمَّاهُ بِالشَّرْعِ فَقَدْ بَيَّنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ : كَاسْمِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ ؛ وَالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ ؛ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ .

وَمِنْهُ مَا يُعْرَفُ حَدُّهُ بِاللُّغَةِ ؛ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ؛ وَالسَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ؛ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ .

وَمِنْهُ مَا يَرْجِعُ حَدُّهُ إلَى عَادَةِ النَّاسِ وَعُرْفِهِمْ فَيَتَنَوَّعُ بِحَسَبِ عَادَتِهِمْ ؛ كَاسْمِ الْبَيْعِ وَالنِّكَاحِ وَالْقَبْضِ وَالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ ؛ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَمْ يَحُدَّهَا الشَّارِعُ بِحَدِّ ؛ وَلَا لَهَا حَدٌّ وَاحِدٌ يَشْتَرِكُ فِيهِ جَمِيعُ أَهْلِ اللُّغَةِ بَلْ يَخْتَلِفُ قَدْرُهُ وَصِفَتُهُ بِاخْتِلَافِ عَادَاتِ النَّاسِ .

فَمَا كَانَ مِنْ النَّوْعِ الْأَوَّلِ فَقَدْ بَيَّنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا كَانَ مِنْ الثَّانِي وَالثَّالِثِ فَالصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ الْمُخَاطَبُونَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ قَدْ عَرَفُوا الْمُرَادَ بِهِ ؛ لِمَعْرِفَتِهِمْ بِمُسَمَّاهُ الْمَحْدُودِ فِي اللُّغَةِ أَوْ الْمُطْلَقِ فِي عُرْفِ النَّاسِ وَعَادَتُهُمْ مِنْ غَيْرِ حَدٍّ شَرْعِيٍّ وَلَا لُغَوِيٍّ وَبِهَذَا يَحْصُلُ التَّفَقُّهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .

وَالِاسْمُ إذَا بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّ مُسَمَّاهُ لَمْ يَلْزَمْ أَنْ يَكُونَ قَدْ نَقَلَهُ عَنْ اللُّغَةِ أَوْ زَادَ فِيهِ بَلْ الْمَقْصُودُ أَنَّهُ عَرَفَ مُرَادَهُ بِتَعْرِيفِهِ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَمَا كَانَ الْأَمْرُ ؛ فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ " .ا.هـ.

النقطةُ الثانيةُ :
بعد التقرير الذي جاء في النقطةِ الأولى ، نأتي على نقطةٍ أرى أنها من الأهميةِ بمكانٍ ، ولها صلةٌ بإطلاقِ لفظِ " العاشقِ " على النبي صلى اللهُ عليه وسلم وهي : قولُ القائلِ : " إني أعشقُ اللهَ " أو " قلبي عاشقٌ للهِ " ، بمعنى إطلاقُ لفظِ العشقِ في حقِ اللهِ .

لقد تكلم علماءُ الأمةِ على هذهِ المسألةِ ، وبينوا حكمها ، وسأكتفي بنقلِ نصوصهم فيها .

قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ – رحمهُ اللهُ – في " مجموعِ الفتاوى " (10/130 – 131) : " وَالنَّاسُ فِي الْعِشْقِ عَلَى قَوْلَيْنِ : قِيلَ إنَّهُ مِنْ بَابِ الْإِرَادَاتِ ، وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ .
وَقِيلَ : مِنْ بَابِ التَّصَوُّرَاتِ ، وَأَنَّهُ فَسَادٌ فِي التَّخْيِيلِ ، حَيْثُ يَتَصَوَّرُ الْمَعْشُوقُ عَلَى مَا هُوَ بِهِ ، قَالَ هَؤُلَاءِ : وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ اللَّهُ بِالْعِشْقِ وَلَا أَنَّهُ يَعْشَقُ ؛ لِأَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ وَلَا يُحْمَدُ مَنْ يَتَخَيَّلُ فِيهِ خَيَالًا فَاسِدًا .

وَأَمَّا الْأَوَّلُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : يُوصَفُ بِالْعِشْقِ فَإِنَّهُ الْمَحَبَّةُ التَّامَّةُ ؛ وَاَللَّهُ يُحَبُّ وَيُحِبُّ ، وَرُوِيَ فِي أَثَرٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ : " لَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ يَعْشَقُنِي وَأَعْشَقُهُ " ، وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ الصُّوفِيَّةِ .

وَالْجُمْهُورُ لَا يُطْلِقُونَ هَذَا اللَّفْظَ فِي حَقِّ اللَّهِ ؛ لِأَنَّ الْعِشْقَ هُوَ الْمَحَبَّةُ الْمُفْرِطَةُ الزَّائِدَةُ عَلَى الْحَدِّ الَّذِي يَنْبَغِي ، وَاَللَّهُ تَعَالَى مَحَبَّتُهُ لَا نِهَايَةَ لَهَا فَلَيْسَتْ تَنْتَهِي إلَى حَدٍّ لَا تَنْبَغِي مُجَاوَزَتُهُ " .ا.هـ.

والأثرُ الذي أوردهُ شيخُ الإسلامِ سيذكر ابنُ القيمِ الحكمَ عليه عند النقلِ من " روضةِ المحبين " .

ونقلَ في " الفتوى الحمويةِ الكبرى " – وهي ضمن مجموع الفتاوى (5/80) – عن أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ خفيفٍ في كتابهِ الذي سماه " اعتقاد التوحيد بإثباتِ الأسماءِ والصفاتِ " ما نصه : " وَإِنَّ مِمَّا نَعْتَقِدُهُ تَرْكُ إطْلَاقِ تَسْمِيَةِ " الْعِشْقِ " عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ لِاشْتِقَاقِهِ وَلِعَدَمِ وُرُودِ الشَّرْعِ بِهِ . وَقَالَ : أَدْنَى مَا فِيهِ إنَّهُ بِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ وَفِيمَا نَصَّ اللَّهُ مِنْ ذِكْرِ الْمَحَبَّةِ كِفَايَةٌ " .ا.هـ.

وقالَ الإمامُ ابنُ القيم – رحمهُ اللهُ – في " إغاثةِ اللهفان " (2/133) : " ولما كانتِ المحبةُ جنساً تحتهُ أنواعٌ متفاوتةٌ في القدرِ والوصفِ ، كان أغلبُ ما يُذكرُ فيها في حقِ اللهِ تعالى : ما يختصُ بهِ ويليقُ بهِ ، كالعبادةِ والإنابةِ والإخباتِ ، ولهذا لا يذكرُ فيها لفظُ العشقِ والغرامِ والصبابةِ والشغفِ والهوى ، وقد يذكر لها لفظُ المحبةِ كقوله : " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [ المائدة : 54 ] ، وقولهِ : " قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ " [ آل عمران : 31 ] ، وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه " [ البقرة : 165 ] " .ا.هـ.

وقالَ ابنُ القيمِ أيضاً في " طريقِ الهجرتين " ( ص 537 ) في فصلٍ لهُ عن جوازِ إطلاقِ الشوقِ على اللهِ : " والصوابُ أنهُ يقالُ : إطلاقهُ – أي الشوق – متوقفٌ على السمعِ ، و لم يرد به ؛ فلا ينبغي إطلاقهُ ، وهذا كلفظِ العشقِ أيضاً ، فإنهُ لم يرد به سمعٌ ، فإنهُ يمتنعُ إطلاقهُ عليهِ سبحانهُ ، واللفظُ الذي أطلقهُ سبحانهُ على نفسهِ وأخبر بهِ عنها أتمُ من هذا و أجلُ شأناً ، هو لفظُ المحبةِ ... وهكذا المحبةُ وصف نفسهُ منها بأعلاها وأشرفها فقال : " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [ المائدة : 54 ] ، " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222 ] ، " يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [ البقرة : 195 ] ، و " يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " [ آل عمران : 146 ] ، ولم يصف نفسهُ بغيرها من العلاقةِ والميلِ والصبابةِ والعشقِ والغرامِ ونحوها ، فإن مسمى المحبةِ أشرفُ وأكملُ من هذه المسمياتِ ، فجاء في حقهِ إطلاقه دونها " .ا.هـ.

وقالَ في " روضةِ المحبين " ( ص 28 – 29 ) بعد تعريفهِ " للعشقِ " : " وقد اختلف الناسُ هل يطلقُ هذا الاسم في حقِ اللهِ تعالى ؟ فقالت طائفةٌ من الصوفيةِ : لا بأس بإطلاقهِ ، وذكروا فيه أثراً لا يثبتُ وفيه : " فإذا فعل ذلك عشقني وعشقته ، " وقال جمهورُ الناسِ : لا يطلقُ ذلك في حقهِ سبحانهُ وتعالى ، فلا يقالُ : " إنهُ يعشقُ " ، ولا يقالُ : " عشقهُ عبدهُ " ، ثم اختلفوا في سببِ المنعِ على ثلاثةِ أقوالٍ ، أحدها : عدم التوقيف – أي : عدمُ ورودِ النصِ - بخلافِ المحبةِ ، الثاني : أن العشقَ إفراطُ المحبةِ ، ولا يمكنُ ذلك في حقِ الربِ تعالى ، فإن اللهَ تعالى لا يوصفُ بالإفراطِ في الشيءِ ، ولا يبلغُ عبدهُ ما يستحقهُ من حبهِ فضلاً أن يقالَ : " أفرطَ في حبهِ " ، الثالث : أنه مأخوذٌ من التغيرِ كما يقالُ للشجرةِ المذكورةِ : " عَشَقةٌ " ، ولا يطلقُ ذلك على اللهِ سبحانه وتعالى " .اهـ.

وقالَ أبو الفرجِ ابنُ الجوزي في " تلبيسِ إبليس " (3/1011 – 1013) عند سياق ما يروى عن الصوفيةِ من سوء الاعتقادِ : " قال السراجُ : " وبلغني أن أبا الحسين النوري شهد عليه غلامُ الخليلِ أنه سمعهُ يقولُ : " أنا أعشقُ اللهَ وهو يعشقني " ، فقال النوري : " سمعتُ اللهَ يقولُ : " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [ المائدة : 54 ] ، وليس العشقُ بأكثر من المحبةِ .
قال القاضي أبو يعلى : " وقد ذهبت الحلوليةُ إلى أن اللهَ تعالى يُعشقُ " . [ قال محققُ الكتابِ في الحاشيةِ : " كتابُ المعتمدِ في أصولِ الدينِ ( ص 76 ) وعبارتهُ : " وذاتُ الباري لا يجوزُ أن تُعشَقَ ، خلافاً للحلوليةِ في قولهم : " إنها تُعشقُ " ] .

قالَ المصنفُ ( أي : ابن الجوزي ) : قلتُ : وهذا جهلٌ من ثلاثةِ أوجهٍ : أحدها : من حيث الاسم ، فإن العشق عند أهلِ اللغة لا يكونُ إلا لما ينكحُ ، والثاني : أن صفاتِ اللهِ منقولةٌ ، وهو يُحِبُّ ولا يقالُ : " يَعْشَقُ " ، ويُحَبُّ ولا يقالُ : " يُعشقُ ... والثالث : من أين لهُ أن اللهَ يحبهُ ؟ وهذه دعوى بلا دليل ... " .ا.هـ.


وقالَ ابنُ أبي العزِ شارحُ الطحاوية (1/166) عند ذكرهِ لمراتبِ المحبةِ : " السابعةُ : العشق : وهو الحبُّ المُفرطُ الذي يُخافُ على صاحبهِ منه ، ولكن لا يُوصفُ به الربُّ تعالى ، ولا العبدُ في محبةِ ربهِ ، وإن قد أطلقهُ بعضهم . واختُلِفَ في سببِ المنعِ ، فقيل : عدمُ التوقيفِ ، وقيل غيرُ ذلك ، ولعل امتناعَ إطلاقهِ أن العشقَ محبةٌ مع شهوةٍ " .ا.هـ.

وقال الشيخُ الدكتورُ بكرٌ أبو زيد في " معجمِ المناهي اللفظيةِ " ( ص 368 ) : " عاشقُ اللهِ : هذا مما يتسمى به الأعاجم من الهنودِ ، وغيرهم ، وهي تسميةٌ لا تجوزُ ، لما فيها من سوءِ الأدبِ مع اللهِ تعالى ، فلفظُ : " العشق " لا يطلقُ على المخلوقِ للخالقِ بمعنى : محبة اللهِ ، ولا يوصفُ به اللهُ – سبحانهُ – " .ا.هـ.

وقال أيضاً ( ص 392 ) : " العشقُ : فيه أمران : 1 – منعُ إطلاقهِ على اللهِ تعالى : ذكر ابنُ القيمِ – رحمه اللهُ – خلافَ طائفةِ من الصوفيةِ في جوازِ إطلاقِ هذا الاسمِ في حقِ اللهِ تعالى ، وذكروا فيه أثراً لا يثبتُ ، وأن جمهورَ الناسِ على المنعِ ، فلا يقالُ : " إن اللهَ يعشقُ ، ولا عشقهُ عبدهُ ، وذكر الخلافَ في علةِ المنعِ ... " .ا.هـ.
وبعد عرض هذه النصوصِ من علماءِ الأمةِ ، يظهرُ جلياً حكمُ إطلاقِ العشقِ على اللهِ .

النقطةُ الثالثةُ :
بعد النقولِ السابقةِ في إطلاقِ العشقِ على اللهِ ، نأتي على إطلاقهِ على النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، وهل يقالُُ عنه : " عاشقٌ " ؟

إن المتتبعَ لنصوصِ السنةِ ، وأقوالِ الصحابةِ الذين نزل القرآنُ بلغتهم ، وهم أهلُ اللغةِ الأقحاحِ ، لن يجد هذا اللفظ في حق النبي صلى اللهُ عليه ، فلم يقولوا : " نحن نعشقُ الرسولَ صلى الله عليه وسلم " ، بل كانوا يطلقون لفظ : " المحبة " ، وقد نقلتُ من النصوصِ ما يثبتُ ذلك في النقطةِ الأولى ، فيمنعُ من إطلاقِ العشق في حقِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم .

وأكتفي بما ذكرهُ العلامةُ الشيخُ بكر أبو زيد في " معجمِ المناهي اللفظية " ( ص 392 ) فقال : " 2 – امتناعُ إطلاقهِ في حق النبي صلى اللهُ عليه وسلم كما في اعتراضاتِ ابنِ أبي العزِ الحنفي على قصيدةِ ابم أيبك ، لأن العشقَ هو الميلُ مع الشهوةِ ، وواجبٌ تنزيهُ النبي صلى اللهُ عليه وسلم إذ الأصلُ عصمتهُ صلى اللهُ عليه وسلم " .ا.هـ.

واللهُ أعلم .


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: عين على الصوفية!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النازعون عن الصوفية! عبده فايز الزبيدي منبر الحوارات الثقافية العامة 9 08-21-2013 08:24 PM
اعلام الصوفية واليتم: ما هي نسبة الايتام من بين اصحاب المدارس الصوفية؟ دراسة ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 42 06-15-2013 12:20 PM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 5 12-19-2011 06:29 AM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-17-2011 08:16 PM
الصوفية والتصوف عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 4 12-17-2011 11:02 AM

الساعة الآن 10:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.