احصائيات

الردود
19

المشاهدات
4466
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
02-21-2011, 03:20 AM
المشاركة 1
02-21-2011, 03:20 AM
المشاركة 1
افتراضي *** نصوص القائمة الرئيسية / القسم الفلسفي ...


1- حقيقة الإنسان / حكمت خولي




حقيقَةُ الإنسان


1


أيها الإنسانُ الكئيبُ المكدودُ ما لي أراكَ دائمَ التَّذمُّرِ والشَّكوى والأنين؟

أُحسُّ بكَ وكأنَّكَ أضعْتَ ذاتَكَ فأصْبحْتَ هائماً تائهاً في صَحارى مُقْفرَةٍ جَدْباء .....

أُحِسُّ في أعماقِكَ صَقيعَ الوحدَةِ الموحِشةِ وكأنَّكَ تَقفُ وحيداً في خَضَمِّ الأهوالِ ،

تَتقاذَفُكَ أمواجُ اليأْسِ والضَّياعِ ......حُشودٌ من الخواطِرِ الجارِحَةِ تُدْمي نَفسَكَ بأشْواكِها اللاذِعَةِ ...تحاوِلُ أن تَفْلُتَ وتَفُرَّ منها ، فتَقْمعُها وتُخْفيها في أعماقِكَ السَّحيقَةِ وتَتخَيَّلُ ، وبكُلِّ بساطَةٍ ، أنَّها اخْتَفتْ وتَلاشَتْ ....ثُمَّ تُحاولُ أن ترْميَ كُلَّ

ثِقَلِها المكْبوتِ والمُؤْلِمِ على ظروفِ حياتِكَ المَعيشيَّةِ وعلى ما تُعاني من آلامٍ جَسَديَّةٍ

ونَفسيَّةٍ ....ألا ترى يا أخي أنَّ كُلَّ هذه المُحاولاتِ ليسَتْ سوى حيلٍ لِتُخْفي وراءها

حَقيقةَ مُعاناتِكَ ومَرَضِكَ ؟

فالإنسانُ كائنٌ عاقِلٌ يَعي ويُدْرِكُ ويَتساءلُ ويُحاولُ أن يُمَنطِقَ القَضايا والأُمورَ ،

ويُحِسُّ في أعْماقِهِ بتَساؤُلٍ وُجوديٍّ خَطيرٍ ومريرٍ ...من أنا في هذا الكون ؟ وما الهَدَفُ والغايَةُ من وجودي فيهِ؟ وهلْ أنا أقِفُ وحيداً مُنعزِلاً أمامَ أعاصيرِ الوُجودِ؟

حاوَلَ فِكْرُ الإنسانِ أن يُجيبَ على هذه التَّساؤلاتِ عبْرَ الزَّمانِ الطَّويلِ ومن خِلالِ

الأساطيرِ وآلافِ المذاهِبِ الفَلسَفيَّةِ والدِّينيَّةِ ... وكمْ شَهَدَ تاريخُ الفِكْرِ حروباً وصِراعاتٍ مَريرَةً ودامِيَةً من خِلالِ مُحاولاتِهِ الإجابَةَ عليها ...

فقَد نَجَحتْ بعْضُ المَذاهِبِ بإدْخالِ شيئٍ منَ الطَّمأنينةِ إلى فِكْرِ الإنسانِ وفَشِلَتْ

مذاهِبٌ كثيرَةٌ في أداءِها ....وأنا لا أُريدُ أن أغوصَ في هذا الخِضَمِّ المُرْعِبِ

والمُخيفِ ... صِراعُ الأفْكارِ ........



2



ولكِنَّني أتَساءَلُ هنا عنِ السَّبَبِ العَميقِ الكامِنِ وراءَ الشُّعورِ بالضَّياعِ وبعَبَثيَّةِ الحياة. وأعْتَقِدُ أن الجَّوابَ بسيطٌ ؛ ففقْدانُ الإحْساسِ بالغائيَّةِ والقَصْديَّةِ واسْتمْراريَّةِ

الحياةِ الفرْديَّةِ يَخْلُقُ عند الإنسانِ الشُّعورَ بالتَّذَمُّرِ وبتَفاهَةِ وعَبثيَّةِ ما يَقومُ به ويَسْعى إليهِ . فإذا لم يَشْعُر الإنسانُ بقصْدٍ وغايَةٍ وهَدَفٍ يَعيشُ ويَسْعى له ،وباسْتمْراريَّةِ

مفاعيلِ هذا الهَدفِ تُصْبِحُ كُلُّ أحاسيسِهِ عَبثيَّةً وسلْبيَّةً وكأنَّهُ يَقومُ بتَمْثيلِ دورٍ تافِهٍ

فُرِضَ عليهِ بدونِ قَناعَةٍ وقُبولٍ منهُ .

ومن هذا الإحْساسِ بالعَبَثيَّةِ والضَّياعِ ولا جَدْوى الحياةِ تَنْبُعُ كُلُّ المشاعِرِ السَّلْبيَّةِ الأُُخْرى .

يَقِفُ الإنسانُ أمامَ الموتِ مُتَسائلاً : لماذا أنا في هذا الوُجودِ ؟ لماذا جِئتُ وأعيشُ

وأتحَمَّلُ كُلَّ هذه العذابات ؟ أليسَ كُلُّ هذا ضَياع بضَياعٍ وتَفاهة بتفاهةٍ ؟

يَهرُبُ من كابوسِ هذه الأفكارِ فيقْمَعُها ويكْبُتُها ليعيشَ حياةَ التَّفاهةِ مُنغمِساً بشَتَّى

ألوانِ المِتاعِ الكاذِبةِ المُزَيَّفَةِ .

ما دامَ كُلُّ شَيءٍ سَيَنتهي إلى التُّرابِ فلماذا لا يَغْرُفُ من كُلِّ شَيءٍ وبلا حسابٍ؟

ما دامَ كُلُّ شَيءٍ إلى زوالٍ فمنَ المُحالِ أن يُبْقي الإنسانُ على شَيءٍ من القِيَمِ في أعماقِهِ .....يَضيعُ الإنسانُ ويَتيهُ ، يَهْرُبُ من فكرَةِ عَدَميَّةِ المَوتِ ليَذوقَ مرارَتَها

في كُلِّ شَهيقٍ وزَفيرٍ ......

هذه هيَ مُشْكِلَةُ الإنسانِ ككائنٍ عاقِلٍ واعي . يَبني القصورَ والقِلاعَ ويَجْمَعُ المال

يَشَيِّدُ الحَضاراتَ ويَتباها بالسُّلطانِ آمِلاً أن يَخْتَبيءَ وراءَها ويَفْلُتَ من فكرَةِ المَوتِ

فَفَهْمُنا للموتِ ومَفهومُنا عنهُ هو الدَّاءُ والدَّواءُ ...ومحْوَرُ تَفكيرِ الإنسانِ وبنْيَةُ


3



كَيانِهِ الدَّاخليِّ تَقومُ على عقيدَةِ الموتِ .هل الموتُ نهايَةُ كُلِّ شَيءٍ وبوَّابةُ العدمِ المُطْلقِ ؟ فإذا بَنى حياتَهُ على هذا المُعْتَقَدِ الدَّفينِ تُصْبِحُ جميعُ أحاسيسِهِ ومَشاعِرِهِ

سَلْبيَّةً وعَبَثيَّةً .....أم أنَّ المَوتَ حالَةُ تَحَوُّلٍ وانتِقالٍ من مستَوىً وجوديٍّ ما إلى

مستَوىً آخر يُتابِعُ فيهِ مَشْروعَ بِناءِ وهَيكَلَةِ ذاتِهِ ؟

وهنا أسألُ نفسي إذا كنتُ أعتَقِدُ فعلاً وحقيقةً بوجودِ كائنٍ إلهيِّ سرمَديٍّ لا يُفْهَمُ

الكَونُ ولا يَصُحُّ أو يَقومُ بدونِهِ .؟ ومن أنا وأينَ أنا من هذا الإلهِ ؟

إذا لم أكُنْ كائناً روحيَّاً خالداً فبماذا يَهِمُّني هذا الإلهُ وماذا يُخيفُني منهُ؟ ولكن ما

دُمْتُ أعتَقِدُ بوجودِ كائنٍ إلهيٍّ خالِدٍ وأعْقُلُ ضَرورةَ وحتْميَّةَ وجودِهِ فأنا بالضَّرورةِ

أحمُلُ شَيئاً منهُ وأُشارِكُهُ ديمومةَ البقاءِ


فضَرورَةُ وحتْميَّةُ وجودِ كائنٍ إلهيٍّ تُفضي إلى ضَرورةِ وحَتْميَّةِ وجودِ كائنٍ روحيٍّ

خالدٍ في الإنسانِ...وهذا الكائنُ يَأْتي إلى الوجودِ المادِّيِّ بمُهمَّةٍ قاصِدَةٍ واعِيَةٍ هادِفَةٍ

تُعْطي لحياتِهِ معنىً واضِحاً وهَدَفاً جَليَّاً ...يَأْتي الوجودَ كذَرَّةٍ روحيَّةٍ صافيَةٍ ليس لها

هُوِّيَّةً ذاتيَّةً ، ومن خلالِ الوجودِ المادِّيِّ المُعاشِ وبالإنصهارِ المُتتالي بآتونِ المِحَنِ

والتَّجارُبِ تُصْبِحُ له هُوِّيَّةٌ ذاتيَّةٌ فرديَّةٌ ...ولهُ الحَقُّ المُطْلَقُ والحُرِّيَّةُ الكامِلَةُ باخْتيارِها ........

وهكذا تُصْبِحُ الحَياةُ ذات معنى جوهري بل تُصبِحُ مشْروعاً لبناءِ الذَّاتِ الفرديَّةِ

المُصفَّاةِ من شوائبِ المادَّةِ لتَعودَ نوراً نَقيَّاً إلى منابِعِها الأصيلةِ ،بعد أن تكونَ قد

خاضَتْ غِمارَ الحياةِ وأصبحتْ ذاتَ شخصيَّةٍ مُتمَيِّزةٍ ...

فالإنسانُ كائِنٌ روحيٌّ سابقٌ للجَّسَدِ وهو باقٍ بعد الموتِ ولا يَقِفُ بمُفردِهِ في هذا


4



الوجودِ ؛ فهو ومضَةٌ منَ الكينونةِ الإلهيَّةِ النُّورانيَّةِ الخالدَةِ الَّتي تَرعاهُ في مَسيرَتِهِ

الذَّاتيَّةِ وتُقوِّي عُضُدَهُ ليَعودَ إليها بعد اكتمالِ الطَّريقِ وانتِهاءِ الإمتحان ..

فلو اعتبرنا من هذه النَّتيجةِ وأيقنَّا أنَّنا هنا في مدرسَةٍ نترقَّى فيها من مستوىً إلى

آخر لأصْبحَتِ الحياةُ جنَّةً نتسابقُ فيها لنيلِ جوائِزِ التَّرقِّي والصُّعودِ ، ولم يَبقَ لطاغوتِ المالِ والجَّاهِ والسُّلطانِ والشَّهواتِ أيُّ تأْثيرٍ علينا ..ثُمَّ تتلاشى كُلُّ الخواطِرِ والأفكارِ السَّلبيَّةِ في نفوسِنا عندما نُدرِكُ أنَّنا طُلاَّبٌ نجتازُ امتحانَ الحياةِ

وعلى كُلِّ طالبٍ أن يَكُدَّ ويتْعبَ ويُكافِحَ ويُعاني المَرارةَ وضَنكَ العيشِ ليَنالَ الفوزَ والنَّجاحَ ؛ فبقدرِ ما تَنْجَلي في أعماقِنا صورَةُ الله ِالحقيقيِّ وبقدر ما نَكْتشِفُ في ذواتِنا أنَّنا ومضاتٌ من هذا الإلهِ بقدرِ ما نُقَيِّمُ ونُقَدِّرُ ذواتَنا حَقَّ التَّقْييمِ والتَّقْدير ..

وهنا لم يَعُدْ الموتُ إلاَّ أمنيةً جميلَةً نَتشَهَّاها ونتمنَّاها لأنَّ الموتَ هنا نهايةُ غُرْبةٍ

قاسيةٍ ، مريرةٍ وطويلَةٍ نقضيها بالألامِ والدُّموعِ ؛ فما أجمَلَ وأحلى عودة المهاجِرِ

إلى وطَنِهِ الأصيلِ .

وهذا ليس شِعراً وخيالاً كما يَدَّعي من أقْفَلَ على عقلِهِ بالجَّهلِ وحَجَرَ فكرَهُ بِجحْرِ

المادِّيَّةِ والعبثيَّةِ والضَّياعِ ...فالعقْلُ أفسَحُ وأرحَبُ منَ الكونِ فكيفَ نحْصُرُهُ ونُحَدِّدُهُ

بكتلةٍ تافِهَةٍ منَ اللَّحْمِ هي تلافيفُ الدِّماغِ ؟ وكيف نُحاولُ أن نُخْضِعَ جوهَريَّةَ هذا


العقْلِ لمبْضَعِ جرَّاحٍ مغْرورٍ يَتصَوَّرُ أنَّ العقلَ الذي يُبرْمِجُ الوجودَ ويُنظِّمُ الكونَ

خاضِعٌ لمشيئةِ مبضَعِهِ ؟ والعقلُ بنوعيَّةِ جوهَرِهِ أبعدُ منالاً من أيَّةِ سيطرَةٍ مادِّيَةٍ ..

وهنا تبدأُ الحِكايَةُ : أنا العَقْلُ الإنسانيُّ خَلَقَني اللهُ وسوّاَني لأُشارِكَهُ خلودَهُ وبقاءَهُ

ولأَفْعَلَ معهُ في الكونِ إبْداعاً وخَلْقاً وتَرتيباً ..فأنا يَدُهُ الفاعِلَةُ المُنَفِّذَةُ في الوجودِ


5


المادِّيِّ ، وبقدرِ ما أعي مُهمَّتي بقدر ما أتحَمَّلُ مسؤوليَّةَ بناءِ وتطويرِ هذا العالمِ

لا هدمَهُ وتخْريبَهُ ........

وهكذا تُصْبحُ لحياتي على الأرضِ أسمى المعاني وأكمَلَ الأهدافِ ...فأنا قَبَسٌ

منَ اللهِ وعليَّ تَقَعُ مُهمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ وغايةٌ ساميَةٌ هي أن أعملَ في الكونِ وأُعَمِّرَهُ لأنَّني صورَةُ التَّجلِّي المادِّيِّ لقدرَةِ اللهِ اللاَّمادِّيَةِ الفاعِلَةِ والمُتَخَفِّيَةِ وراءَ الكونِ المادِّيِّ ....



حكمت نايف خولي



********************

حكمت خولي ..

ليس سوى حفنة من تراب استحال إلى طين لازب ذلك الكائن المفضّل عن سائر المخلوقات ..
ولولا أن أكرمه الجليل بالنفخ من روحه وأسجد لأبيه الملائكة ..
لربما عاث في الأرض فسادآ أكثر مما فعلت قبائل الجن ..
هي الكينونة الضائعة مابين الظل والنور .. وما بين الاستقامة والإعوجاج ..
أهواء .. ومحن .. ومنعطفات .. وعواطف جياشة .. وانفعال متعدد متلون الظهور ..
وأضف إلى كل هذه العناصر إبليس وجنده وتمتمات الخير الصادحة بالحق ..
تجاذبات وتناقضات شتى .. ولا ينجو منها ويبصر الحقيقة إلا من شمله القدير برحمته ..
هذا هو الكائن البشري سيدي ..
دام تساؤلك متميزآ فلسفيآ ..
تقديري


قديم 02-21-2011, 03:26 AM
المشاركة 2
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
2- خارج المكان / ناريمان الشريف




ما معنى ؟
التمتع بالألم
وما المعنى أن نصلَ إلى القمم ؟؟!
خرافة ٌ ليلية .
ما معنى أن نـُحسَ من غير ِحواس
أو أنْ نفقدَ الاحساسَ من الأساس ؟!!
تجربة ٌ وقتية
وما معنى لكلِّ ما قيلَ وقال ؟!
أن تزحفَ رسالة ٌ ويركضَ اتصال
ملحمة ٌكلامية

لا وقتَ للمعنى
ولا معنى للوقت
لا ..
ربما
بالتأكيد
حياة ٌهلاميــّة
ما معنى أن نعيشَ من غير ِ أمان
ونكونَ زمناً من غير أزمان
أو أنْ نكونَ في حياة ِ الآخرينَ .. خارجَ المكان؟!


*********************

ناريمان ..
وكزة أبادر بها جمع علامات الاستفهام وأكورها طلاسم على وسادتي ..
كنفير الغضب هذه الأكداس من الأسئلة ..
كبوصلة بدون مؤشر نحو الذات التائهة في اللامكان .. واللازمان .. ربما ..
سبات عاري عن العمق ضمن كتحاشي المغضوب عليهم ..
سأنام على صدى أسئلتك وأطوف بها أحلامي ..
ربما هناك فقط .. أجد لها بعض الأجوبة ..
تحية رائعة كحلم أفلاطوني ..

قديم 02-21-2011, 03:32 AM
المشاركة 3
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
3- جابر الناصر / أنا الآتي

>< أنا الآتي ><


بعض من قديم ...


(أنا الآتي)

ياسوسنة في رياض الروح

ياعطرا يضوع بين أرجائي.


يانخلة سامقة ترنو إلى العلياء


من هول غرورها

تكابر ظلها

لتخرج من عرقها

فتصمد أوجاعي.


أنا الآتي ..

أنا النابتُ بين جذعكِ وظلكِ

والنبت في هذا المكان سكون

وبه أكاد أخفي أوجاعي.


أنا القادم .. متكيء على عصاي

أهش بها ذاكرة الحزن

وأربأ عن خوض أهوائي.


ياسنبلة ثملت بلمسة يد عاشقها

بأي لغة تراني أكتبها

أبلغة الشوق الموصولة بالسماء

وبنجوم الليل

التي ينيرها ثغركِ الباهي.


يافرحي
وبسمتي
ونسمتي ..
وعطائي.


دعي روحي تسري في متاهة الحلم

ووعداً

لن ألمس كفكِ

فلمس كفكِ خطيئة

أما يكفي لهجر العشق .. جُلّ أخطائي.


إني أسائلكِ
أبكِ أقتل حزني
أبكِ أفتل فرحي
أم بكِ أقتلني
فإن كان ...
لايهمُ بعدُ رثائي ...


*******************

جابر الناصر ..
أجل سيدي ..
أنت الآت بحفنة من البوح التي تبللت بضوء القمر وتبرجت بألوان قوس قزح ..
أنت الذي أشهرت الروعة في وجه الأوهام فتراجعت خطوات للوراء تستجديك المكث ..
لولا نصل سيفك المغمود في قلب الحقيقة ..
لما خرست الأكذوبة عن التفاخر بالهمس ..
كلمات رائعة كأنك أحضرتها من مدن الشمس
تقديري

قديم 02-21-2011, 03:44 AM
المشاركة 4
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
4- جدارية / سارة الودعاني

<< جدارية >>


لم يكن موضع سريري قرب الجدار أمراً مفتعلا بل كانت مصادفة كان هومن يلي

الجدار بينما سريري أختيّ في وسط الغرفة ..

في ليال ٍ تكون فيها الدقائق أختاً للسلاحف

وبين الحلم واليقظه هناك متسع من اللا وعي يمكنني فيه رسم بعض الخطوط

المتداخلة وبين تعاريج الطلاء ما صادفته نفسي في يومها سواء ما كان روتينياً

أو ما طرأ عليها , على مسافة لا تتعدى السنتيمترات وربما تمازجت طلاسم البارحة

على ما خطته أصابعي الثملا بالنوم حكايات مكتوبه منذ شهر !!

أتكىء على وسادتي ذات ليل قصير وهادئ فيسمح الوقت لي بفك حروف الطلاسم

وقرأتها!!

قد تبدو الكتابة على الجدار للراي أنها عبث يد طفل مازال يحبو!

وتبدو أحيانا كصور وحوش وربما بدت كسحب ماطرة

والشمس تتسلل بين فراغاتها!

ولكني أسترجعها بوضوح !

أشرع بصري قريبا من الجدار فتتقلب صفحاته سرعى هذه حكاية سخيفة

لا أدري كيف استرعت انتباهي ؟

وقصة ساخرة ما زالت تضفي جوها المرح علي مخيلتي !

وهذه أيضا تثير الضحك إلى حد القهقه التي تتدخل فيها أمي مؤنبة ومنبهه بأن أبي لم يمض ِ

على نومه إلا دقائق فقط ,

ثم الأخرى تلك التي حلت بي والتي مازالت تجر الحزن في أهداب ردئها والتي

تجعلني أنسف الجدار خلف ظهري للهرب منه إلى النوم الذي هرب هو أيضا فاردا

جناحين بدت اليوم أطول من المعتاد !!

.
.
استقبلتني عند مدخل البيت رائحة حملة النظافة الدورية التي تشنها أمي علي البيت

بمساعدة الخادمة إلتون بين يوم وأخر

. أغمضت عيني وأنا أدخل غرفتنا لاستنشاق المزيد من معطر الجو الذي وضع في

ختام الحملة وأسرعت بفتحها عندما لمحت الشراشف جديدة ولمعانا على الجدران

!!

ما هذا يا إلتون ؟

ولكن بسيطه يا{ إلتون } قلتها لها مع إيماءة ذات مغزى !!

هذا كل ما استطيع عتابها به حتى لا أثير غضب أمي !

في مرة قادمة

سوف أحضر فرجارا ذا إبرة حادة واضعه تحت وسادتي وسأحفر جدارية جديده

ستبقى على مر العصور وسياتي يوما ما علماء الآثار محاولين فك رموزها وقد

تأخذهم الحيره أي ماخذ من أين أتت هذه الحفريه أتكون إحدى بنات الفراعنه قد هربت

من أهلها بعد أن أرغموها على زوج لا تريده فظلت في الصحراء وقبل أن يدركها

الظمأ فيقتلها قامت بحفرها؟

أم هي من آثار قوم عاد قد تم تهريبها من قبل لصوص الأثار؟

أتكون هناك حضارة ما تزال مجهولة ؟

إضاءة شاردة:

تراودني نفسي هذه الأيام بحفر جدارية كما في سنوات سابقه قرب سريري ولكن

حريتي تنتهي حين تصل حدود حرية شريك المكان هذه المره !!!!


*****************

سارة
جدارية الحلم هي ما تلتصق بحواسنا لننقش عليها بطائل الأنفس ..
وحين إغفاءة أو ذات بادرة لها ذابلة , يتراءى لنا من خلف نافذة الروح أطياف شتى ..
وعلى السقف تبدو للحدق الذكريات مترامية شديدة الوهج في السطوع والقتامة ..
دميم هو النوم إذا ما عج بخيالات لا تستسيغها حواسنا ..
والرسوم التي ننحتها في يقظتنا الخاملة هي ما تحمل وعينا مغبة الأمنيات ..
نص فريد وملئ بالنجوم والكائنات المشرقة ..
شكرآ كبيرة بحجم يقظة للشمس ..,

قديم 02-21-2011, 08:43 PM
المشاركة 5
عبد المجيد عامر محمد جابر
عضو
  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذة سحر الناجي على هذه الصفحة المتألّقة الماتعة المشوّقة ،والتي تشعّ ألقاً ، وموضوعها يلامس أفئدة الناس.
بوركتِ ، وبورك اليراع.

http://odaba2.blogspot.com

قديم 02-22-2011, 07:03 AM
المشاركة 6
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكرك أستاذة سحر الناجي على هذه الصفحة المتألّقة الماتعة المشوّقة ،والتي تشعّ ألقاً ، وموضوعها يلامس أفئدة الناس.
بوركتِ ، وبورك اليراع.
http://odaba2.blogspot.com
عبد المجيد عامر ..
وبورك عبورك سيدي ..
وكنت أرجو أخي الرائع تكرمآ أن تنقل رأيك الماتع هذا إلى موضوع آخر من المنبر ..
لأن هذه الصفحة مخصصة فقط لموضوعات الكتاب ..
لا هنت .. مع فائق التقدير والشكر ..
سلام على روحك ..

قديم 02-22-2011, 07:15 AM
المشاركة 7
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
5 - الجوع / طارق الأحمدي



قيل:" الوطن جائع والخبز كثير..الوطن يُجْلَدُ والسوط بيده..الوطن مسلوب والمفاتيح
عنده..
.."
فما رأيك؟
أعرف أنك ستشدّ من ربطة عنقك,وتتحسّس كرسيك المريش وتقول بحروف متقطعة:
- هذا كلام حاسدين..
ثم تضيف ويدك تمنع يد جائع امتدت للقمة سقطت منك:
- وأنت كما ترى خير ربنا بدون حدود.فهل تريد أن أكفروأقول أني جائع؟!..
-لا..حاشى أن أكون من الكافرين والله قد أنعم على الوطن...
وتقطع عليّ كلامي بتجشّؤك الذي ذكّر معدتي بعطالتها المفتوحة,لتردّ على الهاتف
بقهقهة تظهر نتن فمك وزرقة
أسنانك.
تضع السماعة وتلتفت بعين نصف مغمضة وبابتسامة شمطاء,وتقول:
- ألم أقل لك أن خير ربنا أوسع منا.
فأسألك باستسلام:
-وكيف ذلك؟!
فتجيب وأنت تدير سبّابتك في أنفك:
- أخبروني الآن أنهم سيهبون لنا أطنانا,وأطنانا من القمح..وسيزيدون إن استزدنا.
وتصمت لتنظر مدى ما رسمته كلماتك فيّ من تأثير,ولكنك تفاجأ بي "أتفل" خفية.
تتساءل عن السبب في غضب فأجيبك:
- لإبعاد الشياطين الحاسدة.
تبتسم وتشدّ على يدي فأصفعك بسؤالي:
- من سيهب لنا؟ ومن نحن؟
أنتظر فلا تجيب. تصمت وأهمّ بالهجوم,لكن جنّ يسكنك تكلّم,قال:
- يا بنيّ..يا أصغر من هذا الوطن,هم سيتحمّلون مشاقّ السفر لحرث الأرض,وقلب
البحر,وإفراغ
المناجم ...وهم إلى جانب هذا من يزيدونك على ذلك "الطعام"..أما نحن
فكل من يعمل, كل
من يخاف على مصالح الوطن..
أمسكت نفسي عن السقوط,التفتّ ورائي لصحراءالجياع...
فجأة.
وجدت نفسي ملحقا بالطابور
.

*********************

طارق الأحمدي
الجوع سليل الحرمان وإبن العطش البار وإن مرت سحب الخير تسكب الشبع ..
لا طائل من جلد الأوطان بالبؤس , لأن شيمة الفرج التماري في نهاية المطاف ..
والفجر الذي سرقته أياد حمقاء , لابد له من مناوشة الليل يومآ ..
جميلة هذه السطور وبهي ما بينها .. وإن كانت قصة تهيج بواكي القهر فينا ..
شكرا كبيرة لخبزحرفك الطازج ..
تقديري




قديم 02-22-2011, 07:19 AM
المشاركة 8
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


6 - من أوراق الإكليل / حنان آدم




[ على ورق بارد .. أسكب دفء المداد , فيحيل شرود الحروف انجذاباً وتلاصقاً .. لتدون بعض نفسي ]

ليلة مع رفاقي ..
انثنت الأوراق ترحيبا
وهمس الحفيف مائلا بأنغامه منكفئاً لخطوها فيه
بدت من زوايا اللوحة ..
وقد ألبس الليل لباسه الأسود الحيي قوام الكون كله في خيال مثير
أنبأ عن وجودها في صفاء تكدر لمفارقتها له زمنا واهنا
فأسلمت للخاطر شأنه


وحدي ..
ساندة رأسي إلى كفي .. أتأملني كيف اغرق رويداً رويدا ً فيما ارتضيته لي ملجئا ً
هدأ الصخب المحيط بي ..
ولسيادة الصمت عندي .. مقام عظيم
وللطبيعة بسحرها ما يهدئني .. ويهدهدني ..
كان مدادي متدفقا قبل أي شيء في عروقي
فأبى إلا الاستكانة بين أوراقي

زارني ضيف ..
يثقل آخر ليلي بنسيم مجيئه
عازفاً عن الاندفاع نحوه ..
مشيحاً لأول مرة عن زيارته
حينما ينبثق الألم من بلسمِ مسكّنِه ِ
فما لأي دواء بعده شفاء ..
إلا أن يعود بذاته .. مطبباً فريداً أبداً بانسكابه

لست أدري
إلا أنني حين يغيب عني كنه الأشياء حولي
أعلم إلى أين غرقت ..
وما الذي يأخذني .. فيكون أخذه لي
تشتيتاً لنفسي .. لا يلم شعثها سوى عودتها إلى صاحبتها
وإني لألبي النداء

يا نجوم الليل الساكن
لي فوق سمائك .. نقاء يبقى دوما مخدعي الأخير
ومنتهى آمالي وأحلامي
فما منكن إلا وشهدت على آثاري وأزماني
غريبة ومنكرة عن أهل الدنو في الدنيا
إلا أنني بينكم
لي فصول طويلة

*************

حنان ..
وهوت مزاجية البوح على أطراف الذاكرة تبعثر أناتها ..
في مغيب الروح الشاردة مع أنفاس الشمس وأسراب من الريح ..
أرتال من الخيال قد تشرق في الجماجم .. وأشياء تأتي بغتة وتذوي ..
وحصاة صغيرة فقط .. قد تسقط من خشيتها سفوح مكفهرة ..
من يحصد غضب الحروف إذا ما تساقطت كطين جاف من سجيل ..
وأين موطن الأوراق من سفر الوعي في حقول السنابل المغروسة بالأحلام ..
وليس غير الليل .. والطيف , وهزيم الذكرى ما ينبعج له المداد ..
هنا .. مساحة كان يفوح منها لذة الكرز ومذاق الياسمين ..
سلام على روحك ..

قديم 02-22-2011, 07:25 AM
المشاركة 9
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


8 - من الحياة المتخشبة / أحمد صالح


من الحياة المُتَخَشِّبةُ

نهاية مع سبق الإصرار


ارتكن وسط أقرانه أو توائمه
جميعهم في انتظار لحظة
يأتي عليهم وقت النور
الظلام دامس
التزاحم يسرق الهواء المندس وسطهم
لا وقت للدوران حول أي مكان
حتى على عقبك
لا مفر
,,,,,,,
تسلق فوق التعانق الحادث
يريد قفزة للحياة
تكسرت كل محاولاته
أمام كلمة واحده
ليس الآن فمازلت
في المقر ... يختنق المكان
بكثرة الاختناق
ولا مفر إلا من
هدوء في الركن الإقراري المتجمد
،،،،،،
تغفو كل ملامحه حتى السُبات
يعلم أن المقر بعيد الوصول للهواء
فيشهق و يغيب عن الوعي
فجأة .. يوقظه عبث مرتعش
بارتعاشة خوف
زلزال يهز الفراغ المحيط
لا غيره هنا
و الصراخ من الحناجر الساكنة في الهواء يتصاعد
يصعد برأسه ليشهد ظلام أكثر
لكن الهواء طلق تنتعش أحلامه
يعبث الصراخ بأذنه فيشتعل
يُمحى الظلام فيرى القنديل الشامخ
ينتظر قبسه لينفرد بطلق الهواء
يهدأ الصراخ
مع انتحاب عود ثقاب محترق

************

أحمد صالح
قنديل أحمق هو الضوء حين يسكن جسد السراج ويتغنى بوهج أعرج ..
كحبل متقطع الأوصال يتعلق بصارية الرصيف ويتأرجح كلما أطلت الريح من جبال الأفق ..
والأبدان المكتظة باللهاث ينخرها العرق حتى الغرق ..
متى يحين للقمر بأن يصطف وراء الشمس .. ويعود إلى رشده ببث تألقات تصفع الليل ..!
وأما آن للفجر أن يخرج عن نعاسه كي يدب الحياة في جسد الطريق ..؟
رائعة تمتماتك .. تتسلق الروح رويدآ ..
فسلام على قلبك ..




قديم 02-22-2011, 07:35 AM
المشاركة 10
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
9 - حِداد بكسر الحاء وفتح الدال وضم الخيبة / هند طاهر

حِداَد ..بكسر الحاء وفتح الدال وضم الخيبة !
أنتَ لي غَيَمَة ..تمر تمطرني ..
بوابلٍ .. من فرحٍ
يهتز له كياني ..
وأربو حقولاً..


في كلِ ليلةٍ .. أُلَملِمُ ما تبقى لَدَيَّ من أمانٍ مَعطُوبَةٍ وأحمِلُها على كفي ..
وأرحلُ إلى هناك ، حيثُ أكونُ قَرِيبَةٌ من قَدَري ...
كم أَكَرهُ طَوَابِيرَ الانتِظَار ..
يَدفَعُنِي مَن خلَفِي .. وبِشَرزٍ يَرمقُنِي من أماَمي ..
أختَنِقُ بِحمَقِهم .. ويَخرِقُ غِشَاءَ أُذُنَيَّ أحَدُهم بِصَرخَتُه السُوقِية ..
فَيعَلو اشمئزَازِي ..
حين أُدرِك ُأنِي أفعَلُ ما أكرَه ُ أرمِي بِما في كَفِي ..
يَسقُطُ ويزِيدُ عَطَباً !
وأنتفِضُ من رَحيِلي !
أتَنَفسُ ذَرَاتٌ نَقية وأمتَطِي ظَهرَ السَعَة ِوأهتِفُ :
تَبَاً للطَوَابِيرِ والأغبياءِ الَّذِينَ يَقفِونَ فيها ..
أعُودُ تَجُرَنِي أَذياَل ُالغيبة ..
ويشارفني نهار تتركز أضواءه على حقائقي ..
أأجفلتك مرة ... ؟! تفعل بي كل مرة وفي كل هي جديد يدمرني ..
أقتات أجزاءها فأغص .. فاأتجرع ما يحمل تلك الأجزاء ..
ألذلك الحد !؟ مرة وموحشة ... أم هي مربكة !
استثنائية أنا في حقائقي .. لأنني امرأة استثنائية ..
لست نسخة،غير قابلة للتكرار ..
واستثنائي أنت في الثقة .. غير قابل لتصديق الحقائق ..
أمنيتك .. هي الشيء الوحيد الذي يبدد شكوكك !
وأمنيتك .. هي الشيء الوحيد الذي بدد كل ثقتك !
وما أنا إلا وجود يموج بعضه في بعض حد الاختفاء ..
ما تبقى قدري سوى النواح !!
فسأعلنني حداداً على كل شيء ..

أياااااااارب .....
حداد ..
كم استعذب مازوشيتي وأنا أعيشها ..
لأنها عقابي الذي منحتنيه فلا أملك إلا التلذذ .. فهيت لها !

حداد ..
لو أتمكن فقط من أن أمنحنيك اسم لي ..
فأكون "
حداد " بدلاً عن " فقد " فكني بدل فاقد ..
أنكرتني لم أعد تلك التي أعرف أو تلك التي تعرف !!

حداد ..
سأرسمني بالسواد ..
سألونني بالغياب ..
سأؤطرني بالعذاب !
وأعرضني في جادات الرسامين الأشقياء وسيوقعني كل ذي خيبة !
آآآآه ....
كم هو ماتع ومغالي في الألم كل توقيع يناله جسدي باستحقاق
وأنزف له وأنتشي وأطرب لذلك ..
يااااالي من سوداوية بغيضة !!

حداد ..
ما أجملك يا صديقي ..
سألزمك في الطريق بل ستكون الطريق
إني أرى ما لا يرون !
هم يخالونك سوادً .. وإنما لشدة بياضك غدوت لهم أسودا
أم هي آثامهم من ارتدت أعينهم فرأوك سوادا
يا لهم من أشقياء ..!
طرفا نقيض .. فيما يبدوا وهما امتزاج فيما لا يبدوا ..
الأبيض متطرف لا لوناً
والأسود متطرف لوناً وأنا متطرفة دوماً
كم أشعر بالخوف حينما أقرأ عبارة عبارة هيجو :
عندما ينتهي المرء إلى الطرف .. فإنه ينتهي في الوقت نفسه
شكراً فيكتور .. أجل أنا انتهي .. فأنتهي !
سأواجه خوفي هكذا علمني أساتذة الذات وبذا سول لي يقيني ..
آوااااه ... يا ق د ر ي ..
لو أنك فقط .. رنوت إلى السماء ..
لو أنك بحثت الأفق ..
لو أنك ترمي بشكوكك جانباً لتراني بالعين المجربة
كل حقيقة هي عارية من الشك ..
وكل شك هو عار من الحقيقة !
وقاتل الله ديكارت فهو قاتلي حين قال : أنا أشك أنا موجود
فها هو غير موجود وشكوكه تعيث بقاءا وتلوث يقين الأنقياء
وكل
حداد وأنت بغير ..
وكل
حداد وأنا ح د ا د ..
:
أتحسس عقلي كأني نسيت شيئاً ما ..
أفيق من دهشتي قليلاً وأتذكر ..!!؟
أماني العطاب كيف نسيتها !؟
أعود مسرعة أدراج الطريق علني أجدها ..
أبعثر أقدامهم .. ألتقطها وقد تناثرت أمنية .. أمنية
بأعجوبة أخرج من زحامهم بعد أن نالتني لعناتهم وشتائمهم
وقبل أن تنالني لكماتهم ..
وفاتتني أمنيتي الأخيرة لم أعثر عليها .. ضاعت
أنظر إلى ما جمعت انفضها بقوة أمسح عنها غبار الأقدام ..
أعيدها إلى حيث كانت .. ترمقني بعتب .. وتذعن لي ..
ابتسم بسخرية!! وأتساءل ؟؟
هل إنا أكثر بؤساً من أحد بؤساء فيكتور هيجو الذي كان يقول :
أنا أحيا تحت سطح القرميد المتساقط
وإذ كان يتوقع دائماً وقوع حادثاً ما فلم يكن يدهش إلا نادراً
كان فقيراً .. ولكن جعبته من البشاشة ودماثة الأخلاق لم تكن تنضب !
كان ينتهي سريعاً إلى فلسه الأخير لكنه ما كان أبداً ينتهي إلى ضحكته الأخيرة ..


بل أنا .. أكثر بؤساً منه كلانا يحيا تحت سقف قرميده..
لكن بؤسي لا سقف له ..
لا أحب البحث عن الأماني الضائعة
لن أبحث عنها هي حتماً ستسقط على رأسي ذات بؤس ..
ولن أنتظرها أمقت الانتظار ..
حري بها أن تفعل هي !
لن أكون رقيق أحد فقد أخبرني أوشو :
حتى يكون المرء حراً بالكامل يحتاج إلى اليقظة التامة ..
لأنه في لا شعورنا تتجذر العبودية !

سأظل يقظة لأن أبقى حرة بالكامل بأمان معطوبة وقلب مثقوب ..
أعز من عبودية يلحقها رق مغلف بأمان عذاب!
وأظل
حداد ... بنكهات شتى ..!!
-:-
فقد...

******************

هند ..
في كل ليلة أدرك أن الأفلاك تتمتم بحكاية مزجاة الحرف ولا أستشف أنينها ..
وثمة صرير لبوابة الضوء التي داهمها ظلمة حانقة في أزقة السماء ,,
كانت النجوم كماشية يرعاها أحد عشر كوكبا والشمس والقمر في غفلة ..
عدتُ للتو من هناك أقيس خارطة الحقيقة على رقعتك النازفة بالحزن ..
فكان الانتظار .. شطر القهر الذي يسكن أجسادنا ويشعل في أطرافنا الغضب ..
صفوف من الأنفاس والأحداق .. وأرصفة تأكل الأقدام المتيبسة ولا تتحرك ..
والفقد يا بهية ليس الحداد سوى آهته الزافرة بكل تفاصيل الوجع ,,
لن يجدينا إغواء الشؤم بأن نغيب في طرقات الزمن المنسية .. أو نتلاشى ..
بل هو شئ أو كائن من نور يطل من وراء كتف الصباحات .. ويمهرنا بالفأل ..
حرفكِ المغرق بالألم كان استثنائي في حدقي .. فتفشى على حواسي ..
سلام على روحك ..

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.