احصائيات

الردود
2

المشاهدات
8331
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
12-07-2011, 06:26 PM
المشاركة 1
12-07-2011, 06:26 PM
المشاركة 1
افتراضي جميل بثينة
جميل بثينة

هوجميل بن عبد الله بن معمر بن ظبيان، شاعر حجازي من قبيلة عذرة، يكنى أبا عمرو، نشأ في وادي القرى على مقربة من المدينة في أسرة مرموقة على جانب من الجاه والثروة.
وهو من شعراء الشعر العذري الذي عُرفت به قبيلة عذرة فقد كثر الجمال والعشق في قبيلة عذرة.
قيل لأعرابي من العذريين: ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث كما ينماث الملح في الماء أما تجلَدون ؟ قال : إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.
وقيل لآخر: ممن أنت ؟ فقال: من قوم إذا أحبوا ماتوا. فقالت جارية سمعته: عذري ورب الكعبة.
أحب ابنة عمه بثينة حباً ملك عليه فؤاده فهام بها فصار لا يُعرف إلا بجميل بثينة، كان عاشقاً مخلصاً لحبه صادقاً في عواطفه ولهذا اتسم غزله بالصدق والعفة والبعد عن النوازع الحسية ورغبات الجسد فاستحق بجدارة أن يترأس زعامة الحب العذري.
يعتبر جميل من مدرسة زهير بن أبي سلمى فقد كان جميل راوية هدبة بن خشرم وهدبة راوية الحطيئة، والحطيئة راوية زهير بن أبي سلمى ، وكان كثَير عزة راوية جميل.
تعود قصته مع بثينة عندما كانا صغيرين يرعيان الإبل والماشية وذلك حين ضربت بثينة إبلاً صغاراً له، وسبّته فأعجبه سبابها وفي هذه الحادثة يقول:
وأول ما قاد المودة بيننا
بوادي بغيض يا بثين سباب
فقلنا لها قولاً فجاءت بمثله
لكل سؤال يا بثين جواب
كانت هذه الحادثة بداية شعور جميل بالحب تجاه بثينة، نما هذا الحب في قلبيهما فلما شبَّ خطبها إلى أهلها فرفض أهلها تزويجها منه كعادة العرب في عدم تزويج بناتهن ممن يتغزل بهن مخافة العار والفضيحة. فهجا قومها فاستعدوا عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل الخليفة معاوية على المدينة ليقطعن لسانه فلحق بجذام وفي هذا يقول:
أتاني عن مروان بالغيب أنه
مقيد دمي أو قاطع من لسانيا
ففي العيس منجاة وفي الأرض مهرب
إذا نحن رفعنا لهن المثانيا
أقام هناك إلى أن عزل مروان عن المدينة فرجع إلى المدينة وكان يختلف إلى بثينة سراً.
قال كثَير قال لي جميل : خذ لي موعداً من بثينة، قلت له: هل بينك وبينها علامة ؟ فقال لي: عهدي بها وهم بوادي الدوم يرحضون ثيابهم.
فأتيتهم فوجدت أباها قاعداً بالفناء فسلمت فرد وحادثته ساعة حتى استنشدني فأنشدته :
فقلت لها يا عزَ أرسل صاحبي
على نأي والموكل مرسل
بأن تجعلي بيني وبينك موعداً
وأن تأمريني بالذي فيه أفعل
وآخر عهد منك يوم لقيتني
بأسفل وادي الدوم والثوب يُغسل
فضربت بثينة جانب الخدر وقالت: اخسأ. فقال أبوها مهيم يا بثينة. قالت: كلب يأتينا إذا نوَم الناس من وراء هذه الرابية. قال كثَير: فأتيت جميلاً فأخبرته أنها واعدته وراء الرابية إذا نوَم الناس.
خشي أهلها من عاقبة هذه اللقاءات فضيقوا عليهما وحينما أخذت الألسن لا تكف عن التعريض بهما هجرته بثينة واحتجبت من دونه راغمة فقال:
وإني لأرضى من بثينة بالذي
لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى
وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلة وبالحول تنقضي
أواخره لا نلتقي وأوائله
ومما قاله في بثينة بعد زواجها:
ولو تركت عقلي معي ما طلبتها
ولكن طلابيها لما فات من عقلي
خليليَ فيما عشتما هل رأيتما
قتيلا بكى من حب قاتله قبلي
فلا تقتليني يا بثين فلم أُصب
من الأمر ما فيه يحل لكم قتلي
ويقول:
لها في سواد القلب بالحب ميعة
هي الموت أو كادت على الموت تُشرف
وما ذكرتك النفس يا بثن مرة
من الدهر إلا كادت النفس تتلف
وإلا اعترتني زفرة واستكانة
وجاد لها سجل من الدمع يذرف
وما استطرفت نفسي حديثاً لخلة
اُسر به إلا حديثك أطرف
وبالرغم من مضي الأيام والأعوام إلا أن ذكراها لا تبارحه ويزداد شوقاً وحبا ً فيقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادي القرى إني إذن لسعيد
وهل ألقين فرداً بثينة مرة
تجود لنا من ودَها ونجود
علقت الهوى منها وليداً فلم يزل
إلى اليوم ينمى حبُها ويزيد
وأفنيت عمري في انتظار نوالها
وأبليت فيها الدهر وهو جديد
إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي
من الحب قالت ثابت ويزيد
وإن قلت رُدِي بعض عقلي أعِيش به
مع الناس قالت ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالباً
ولا حبها فيما يبيد يبيد
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها
ويحيا إذا فارقتها فيعود
ويقول:
تقولُ بثينة ُ لما رأتْ

فُنُوناً مِنَ الشَّعَرِ الأحْمَرِ:

كبرتَ، جميلُ، وأودى الشبابُ،

فقلتُ: بثينَ، ألا فاقصري

أتَنسيَنَ أيّامَنَا باللّوَى ،

وأيامَنا بذوي الأجفَرِ؟

أما كنتِ أبصرتني مرّة ً،

لياليَ، نحنُ بذي جَهْوَر

لياليَ، أنتم لنا جيرة ٌ،

ألا تَذكُرينَ؟ بَلى ، فاذكُري!

وإِذْ أَنَا أَغْيَدُ، غَضُّ الشَّبَابِ،

أَجرُّ الرِّداءَ مَعَ المِئْزَرِ،
ويزداد شوقاً وصبابة فيرحل إلى مصر لعله يجد في السفر ما يخفف لوعته واشتياقه وهناك يزداد به المرض ويوافيه الأجل سنة اثنين وثمانين هـ.
وعن عباس بن سهل الساعدي قال: لقيني رجل من أصحابي فقال: هل لك في جميل فإنه ثقيل ؟ فدخلنا عليه وهو يكيد بنفسه، فقال: ما تقول في رجل لم يزن قط ولم يشرب خمراً قط ولم يقتل نفساً حراماً قط يشهد أن لا إله إلا الله ؟ فقلت: أظنه والله قد نجا، فمن هذا الرجل ؟ قال: أنا، قلت: والله ما سلمت وأنت منذ عشرون سنة تنسب ببثينة، قال: إني لفي آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط. قال: فأقمنا حتى مات .
قال سهل: وذكرت هذا لبعض مشايخنا فقال لي: كيف يكون هذا ؟ أليس هو القائل:
فدنوت مختفياً أُضر ببيتها
حتى ولجت على خفيِ المولج
قالت وعيش أخي ونقمة والدي
لأُنبهن الحي إن لم تخرج
فخرجت خيفة أهلها فتبسمت
فعلمت أن يمينها لم تلجج
فلثمت فاها آخذاً بقرونها
فعل النزيف ببرد ماء الحشرج


قديم 12-07-2011, 06:59 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و أسأل نفسي هل ما زال فيهم منا كثير هؤلاء الذين إن عشقوا ماتوا؟
أ. عبد الله باسودان اختيار موفق لمادة متميزة حقا
تحيتي لك

قديم 12-07-2011, 11:49 PM
المشاركة 3
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبد الله باسوادن

شكرا لروعة ما تنثر

تحياتي لك ولذائقتك

تقبل الود




لا سواكِ يكبلني بالحُب


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: جميل بثينة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دلدل أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 06-11-2023 04:13 AM
كيف انزلقنا هكذا ؟/ بثينة صالح بثينة صالح منبر الحوارات الثقافية العامة 17 05-13-2021 03:28 AM
زوج عصري :: بقلم بثينة صالح بثينة صالح منبر القصص والروايات والمسرح . 20 12-30-2019 10:37 PM
مرحبآ : أختكم بثينة بثينة صالح المقهى 20 08-26-2019 08:05 PM
المفاهيم الأسَاسية في علم الاجتماع - خليل أحمد خليل د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-21-2014 12:25 AM

الساعة الآن 08:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.