احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3889
 
خا لد عبد اللطيف
قاص وروائي مغربي

خا لد عبد اللطيف is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
80

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2006

الاقامة

رقم العضوية
2006
11-25-2012, 10:12 PM
المشاركة 1
11-25-2012, 10:12 PM
المشاركة 1
افتراضي ثقافية الكراهية
[IMG]file:///C:%5CDOCUME%7E1%5Cml%5CLOCALS%7E1%5CTemp%5Cmsohtml 1%5C01%5Cclip_image002.jpg[/IMG]

" الوضع الاعتباري للكاتب"

يعتقد الكثيرون أن الكتاب والروائيين والقصاصين من طينة المبدعين أغنياء،وإن لم يكونوا كذلك فهم على الأقل يتوفرون على شقة وسيارة،ويقضون عطلهم في مدن ساحلية مميزة بفنادقها ذات الخمس نجوم.وأبناؤهم يدرسون في أرقى المدارس الخاصة، ولديهم حسابات بنكية ،ودفاتر شيكات يملؤونها متى شاؤوا بمبالغ مالية سمينة،لكن واقع الحال أن هؤلاء الكتاب هم أكثر المخلوقات البشرية بؤسا وفقرا واكتئابا.
وبالرغم من المزاعم المتداولة في الصحف والمجلات أن الكتاب بامتلاكهم للخيال الواسع يتمتعون بمناعة نفسية قوية تخرجهم من دائرة المصابين بانفصام الشخصية وباقي الأمراض النفسية الأخرى كالفوبيا والسوداوية والوسواس القهري،فإن هذه المزاعم خاطئة وتمويهية وتخدم جهات أخرى ولا أساس لها من الصحة.صراحة أن مكر الكتاب وآرائهم ونظرتهم الثاقبة لما يتعلق بالإبداع،وامتلاكهم لرؤية شمولية للكون،وحيازتهم لتفسير عميق للواقع يضعهم في مصاف التفكير المخملي للطبقات البورجوازية ،وفكرهم في جوهره ليس انحيازا لهذه الطبقة أو دفاعا عنها لأن هذه الطبقة بطبعها منغلقة وبعيدة كل البعد عن عالم الهوامش من الفئات المسحوقة والمنكوبة والمعدمة من أبناء الشعب.يسعى الكاتب بتداوله لفكر الطبقة البورجوازية في كتاباته،لاستثماره كخطاب للسخرية كما فعل بلزاك وتولستوي وإميل زولا ونجيب محفوظ وابن المقفع كل من مكانته وموقعه.والتداول هنا لتشريح الفكر البورجوازي وليس لتبنيه،ولنقد الحياة اليومية لهذه الطبقة وتحليل سلوكاتها ومواقفها ورغباتها وحاجياتها.لا لمدحها والرفع من قيمتها.ربما يصعب الحكم على الكاتب إن كان في المقامات والمقامات والحوادث التي يعالجها ويكتب عنها خصما أم حكما،فتلتبس الرؤية على القارئ،وعند سيادة اللبس والغموض يتهم الكاتب تارة بالعمالة والخيانة،وتارة أخرى بالغرور والعجرفة،وقد يتهم أيضا بارتكابه لكل الجنايات إلى أن يتبث العكس،لكنه مع تجاربه السابقة لايفكر في الدفاع عن نفسه،لأن الإبداع منطقة وسطى بين الجنون والعقل.وبذلك تسقط عنه كل التهم. أغلب الكتاب لايتوفرون على ضمان اجتماعي ولا تغطية صحية،ولاتدعمهم أية جهة.وقد يدخلون عوالم النسيان دون أن يتذكرهم أحد،والكتاب أنفسهم ألفوا هذا التجاهل واللامبالاة من محيطهم،وربما هم بدورهم ساهموا في تكريس هذه اللامبالاة بانزوائهم وعزلتهم وابتعادهم إلى حد ما عن الناس.يغرق الكاتب في حزنه،دون أن يواسيه أحد،وتسد الأبواب في وجهه فلا يجد لنفسه من مخرج غير الصبر عند حلول المكاره،عاملا بقول الشاعر:
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * فرجت وكنت أظنها لاتفرج.
يؤمن الكاتب بمنطق الأشياء التي تحكم الكون،لكنه لايعمل بها،لأنه يرى في المنطق والقانون قسمة ضيزى ينبغي تجاوزها لأنها لم تنصفه ولو مرة واحدة. كم من الكتاب والشعراء والفلاسفة الذين عاشوا فقراء وماتوا فقراء،ولنا في التاريخ عبرة وموعظة،ألم يعيش أبو حيان التوحيدي فقيرا،لدرجة أنه كان يكتب تحت الطلب كما فعل في كتابه الشيق والمشهور"الإمتاع والمؤانسة"؟ ألم يجرب عروة بن الورد البؤس الى جانب شعراء صعاليك آخرين كانوا يعتبرون من الفحول؟لم يكتف الحكام بتفقير الكتاب،بل إنهم لم يتورعوا عن قتلهم وتقطيعم إربا إربا.ولعل كتب التاريخ والأدب والسياسة خير شاهد على جثامين كتاب ومفكرين،طالتهم يد الاستبداد ولقوا حتفهم، كابن المقفع والحلاج والسهروردي من القدماء، وحسين مروة ومهدي عامل وخليل نعوس وسهيل طويلة وفرج فودة من المحدثين والقائمة طويلة.يمثل الكتاب خطاب إزعاج للسلطة،وبمنطق العصر الذي نحن فيه،لم تعد الحاجة الى القتل ضرورية،بل يكفي أن يسجن الكاتب في سجن انفرادي،ليلقح بجراثيم الباركنسون أو السرطان السريع المفعول،وبعدها يفرج عنه في سياقات متعددة كانتشار وتداول شعارات "ضمان الحريات الشخصية" ليتوقف القلم والى الأبد.هل يكفي الكاتب لكي يحقق وضعا اعتباريا متزنا ومعتدلا لاغير الاحتفاظ بخياله الجامح بداخله عملا بالقول المأثور" العلم في الصدور وليس في السطور"؟ وكفى لله المؤمنين شر القتال.أم يظل طيلة حياته يتوهم أنه يغذي مجتمعا بكامله ببنات أفكاره النيرة والمتنورة،في حين يظل المجتمع يعتبر إبداعه مجرد خداعات إدراكية مضللة.وإذاكان الناس يحبون العبقرية فإنه لا أحد سيدعم الكاتب ويسانده في أطروحته غير ألبرت انشتاين القائل:"الخيال أكثر أهمية من المعرفة،وذلك لأن المعرفة محدودة.أما الخيال فيحيط بالعالم كله".
خالد عبداللطيف / كاتب وناقد.



























قديم 11-26-2012, 08:47 AM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الكريم / خالد عبد اللطيف

نعم .. أهل الفكر والإبداع ، هم ولا شك أكثر الناس معاناة ، فكلما زادت نسبة الخيال والإبداع ،

ارتفع مؤشر الحساسية لدى المُبدع ...

... جميلٌ ما أبدع قلمك هنا ...

... وجميلةٌ لغة المقال الهادئة ...

أتمنى لك الخير ...

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 12-01-2012, 11:18 PM
المشاركة 3
خا لد عبد اللطيف
قاص وروائي مغربي
  • غير موجود
افتراضي
أستادي الفاضل:شكرا على المرورالكريم وتحية طيبة لك.

قديم 12-06-2012, 04:36 PM
المشاركة 4
عبدالحكيم مصلح
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الفاضل خالد حفظه الله

أحسنت وأجدت بهذ المقال الرائع ، متميز أنت بهذا الفكر الأنيق ،

تحيتي وأحترامي لشخصكم الكريم ،

قديم 01-23-2013, 06:43 PM
المشاركة 5
خا لد عبد اللطيف
قاص وروائي مغربي
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ الفاضل عبد الحكيم مصلح: شكرا على التواصل والحب العميق في الكلمة واعتناق الحرف.
لك تحياتي.

قديم 04-27-2013, 09:15 PM
المشاركة 6
هايل القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
توصيف واقعي وشامل ، ما على الكتاب والمفكرين العرب إلا الصبر كما ذكرت!. وكما تقول العامة:(هذه قسمتهم).
شكرا على ما كتبت أخي خالد.

قديم 06-28-2013, 09:44 PM
المشاركة 7
خا لد عبد اللطيف
قاص وروائي مغربي
  • غير موجود
افتراضي
شكرا على التواصل أخي هايل.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ثقافية الكراهية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لم الكراهية ..؟ إبراهيم الثقفي منبر الحوارات الثقافية العامة 3 10-10-2013 08:18 PM
منابر ثقافية إلهام مصباح المقهى 2 11-17-2011 09:28 PM

الساعة الآن 07:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.